اللؤلؤي عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري البصري اللؤلؤي، أبو سعيد: من كبار حفاظ الحديث. وله فيه (تصانيف)حدث ببغداد. ومولده ووفاته في البصرة. قال الشافعي: لا اعرف له نظيرا في الدنيا.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 339

اللؤلؤي أبو سعيد عبد الرحمن بن مهدي.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0

عبد الرحمن بن مهدي ابن حسان بن عبد الرحمن، الإمام، الناقد، المجود، سيد الحفاظ، أبو سعيد العنبري -وقيل: الأزدي- مولاهم، البصري، اللؤلؤي.
ولد سنة خمس وثلاثين ومائة. قاله: أحمد بن حنبل.
وطلب هذا الشأن وهو ابن بضع عشرة سنة.
سمع أيمن بن نابل، وعمر بن أبي زائدة، ومعاوية بن صالح الحضرمي، وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وإسماعيل بن مسلم العبدي قاضي جزيرة قيس، وأبا خلدة خالد بن دينار، وسفيان، وشعبة، والمسعودي، وعبد الله بن بديل بن ورقاء، وأبا يعلى عبد الله بن عبد الرحمن الثقفي، وعبد الجليل بن عطية البصري، وعكرمة بن عمار، وعلي بن مسعدة الباهلي، وعمران القطان، والمثنى بن سعيد الضبعي، ويونس بن أبي إسحاق، وأبا حرة واصل بن عبد الرحمن، وحماد بن سلمة، وأبان بن يزيد، ومالك بن أنس، وعبد العزيز بن الماجشون، وأمما سواهم.
حدث عنه: ابن المبارك، وابن وهب -وهما من شيوخه- وعلي، ويحيى، وأحمد، وإسحاق، وابن أبي شيبة، وبندار، وأبو خيثمة، وأحمد بن سنان، والقواريري، وأبو عبيد، وأبو ثور، وعبد الله بن هاشم، وعبد الرحمن بن عمر رستة، ومحمد بن يحيى، وهارون بن سليمان الأصبهاني، وعبد الرحمن بن محمد الحارثي كربزان، ومحمد بن ماهان زنبقة، وخلق يتعذر حصرهم.
وكان إماما، حجة، قدوة في العلم والعمل.
قال الخليلي: قال الشافعي: لا أعرف له نظيرا في هذا الشأن.
قال أحمد بن حنبل: عبد الرحمن أفقه من يحيى القطان. وقال: إذا اختلف عبد الرحمن ووكيع، فعبد الرحمن أثبت؛ لأنه أقرب عهدا بالكتاب، واختلفا في نحو من خمسين حديثا للثوري. قال: فنظرنا، فإذا عامة الصواب في يد عبد الرحمن.
قال أيوب بن المتوكل: كنا إذا أردنا أن ننظر إلى الدين والدنيا، ذهبنا إلى دار عبد الرحمن بن مهدي.
إسماعيل القاضي: سمعت ابن المديني يقول: أعلم الناس بالحديث عبد الرحمن بن مهدي. قلت له: قد كتبت حديث الأعمش، وكنت عند نفسي أنني قد بلغت فيها، فقلت: ومن يفيدني عن الأعمش. فقال لي: من يفيدك عن الأعمش؟ قلت: نعم. فأطرق، ثم ذكر ثلاثين حديثا ليست عندي، يتبع أحاديث الشيوخ الذين لم ألقهم أنا، ولم أكتب حديثهم نازلا. قال إسماعيل: أحفظ من ذلك منصور بن أبي الأسود.
قال محمد بن أبي بكر المقدمي: ما رأيت أحدا أتقن لما سمع، ولما لم يسمع، ولحديث الناس من عبد الرحمن بن مهدي، إمام، ثبت، أثبت من يحيى بن سعيد، وأتقن من وكيع، كان عرض حديثه على سفيان.
قال عبيد الله بن عمر القواريري: أملى علي عبد الرحمن عشرين ألف حديث حفظا.
وقال عبيد الله بن سعيد: سمعت ابن مهدي يقول: لا يجوز أن يكون الرجل إماما، حتى يعلم ما يصح مما لا يصح.
قال علي بن المديني: كان علم عبد الرحمن في الحديث كالسحر.
وقال أبو عبيد: سمعت عبد الرحمن يقول: ما تركت حديث رجل إلا دعوت الله له، وأسميه.
قال إبراهيم بن زياد سبلان: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوق؟ فقال: لو كان لي سلطان، لقمت على الجسر، فلا يمر بي أحد إلا سألته، فإذا قال: مخلوق، ضربت عنقه، وألقيته في الماء.
قال أبو داود السجستاني: التقى وكيع، وعبد الرحمن في الحرم بعد العشاء، فتواقفا، حتى سمعا أذان الصبح.
وروي عن ابن مهدي، قال: لولا أني أكره أن يعصى الله، لتمنيت أن لا يبقى أحدا في المصر إلا اغتابني! أي شيء أهنأ من حسنة يجدها الرجل في صحيفته لم يعمل بها.
وعنه، قال: كنت أجلس يوم الجمعة، فإذا كثر الناس، فرحت، وإذا قلوا حزنت، فسألت بشر بن منصور، فقال: هذا مجلس سوء، فلا تعد إليه فما عدت إليه.
قال عبد الرحمن رسته: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن مهدي، أن أباه قام ليلة، وكان
يحيي الليل كله. قال: فلما طلع الفجر، رمى بنفسه على الفراش حتى طلعت الشمس، ولم يصل الصبح، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض شيئا شهرين، فقرح فخذاه جميعا.
وقال رسته: سمعت ابن مهدي يقول لفتى من ولد الأمير جعفر بن سليمان: بلغني أنك تتكلم في الرب وتصفه وتشبهه. قال: نعم، نظرنا، فلم نر من خلق الله شيئا أحسن من الإنسان. فأخذ يتكلم في الصفة والقامة، فقال له: رويدك يا بني حتى نتكلم أول شيء في المخلوق، فإن عجزنا عنه، فنحن عن الخالق أعجز، أخبرني عما حدثني شعبة، عن الشيباني، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله: {لقد رأى من آيات ربه الكبرى}. قال: رأى جبريل له ست مائة جناح، فبقي الغلام ينظر، فقال: أنا أهون عليك، صف لي خلقا له ثلاثة أجنحة، وركب الجناح الثالث منه موضعا حتى أعلم. قال: يا أبا سعيد، عجزنا عن صفة المخلوق، فأشهدك أني قد عجزت ورجعت.
قال أبو حاتم الرازي: سئل أحمد بن حنبل عن يحيى، وابن مهدي، فقال: ابن مهدي أكثر حديثا.
قال أحمد العجلي: شرب عبد الرحمن بن مهدي البلاذر، وكذا الطيالسي، فبرص عبد الرحمن، وجذم الآخر. قال: وقيل لعبد الرحمن: أيما أحب إليك: يغفر لك ذنبا، أو تحفظ حديثا؟ قال: أحفظ حديثا.
أبو الربيع الزهراني: سمعت جريرا الرازي يقول: ما رأيت مثل عبد الرحمن بن مهدي، ووصف حفظه وبصره بالحديث.
قال نعيم بن حماد: قلت لعبد الرحمن مهدي: كيف تعرف الكذاب؟ قال: كما يعرف الطبيب المجنون.
قال محمد بن أبي صفوان: سمعت علي بن المديني يقول: لو أخذت، فحلفت بين
الركن والمقام، لحلفت بالله أني لم أر أحدا قط أعلم بالحديث من عبد الرحمن بن مهدي. سمعه: أبو حاتم الرازي منه.
أخبرنا محمد بن قيماز، وغيره، قالوا: أخبرنا عبد الله بن اللتي، أخبرنا أبو الوقت، أخبرنا عبد الله بن محمد الأنصاري، أخبرنا عبد الجبار الجراحي، أخبرنا ابن محبوب، حدثنا أبو عيسى الترمذي، سمعت محمد بن عمرو بن نبهان بن صفوان الثقفي، سمعت علي بن المديني يقول: لو حلفت بين الركن والمقام، لحلفت أني لم أر أحدا أعلم من عبد الرحمن بن مهدي.
وبه إلى الترمذي: حدثنا أحمد بن الحسن، قال أحمد بن حنبل: ما رأيت بعيني مثل يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي إمام.
وقال زياد بن أيوب الطوسي: قمنا من مجلس هشيم، فأخذ أحمد، وابن معين، وأصحابه بيد فتى، فأدخلوه مسجدا، وكتبنا عنه، فإذا الفتى عبد الرحمن بن مهدي.
محمد بن عيسى الطرسوسي: سمعت عبد الرحمن رسته يقول: كانت لعبد الرحمن بن مهدي جارية، فطلبها منه رجل، فكان منه شبه العدة، فلما عاد إليه، قيل لعبد الرحمن: هذا صاحب الخصومات. فقال له عبد الرحمن: بلغني أنك تخاصم في الدين. فقال: يا أبا سعيد! إنا نضع عليهم لنحاجهم بها. فقال: أتدفع الباطل بالباطل؟ إنما تدفع كلاما بكلام، قم عني، والله لا بعتك جاريتي أبدا.
قال ابن المديني: قال عبد الرحمن: اترك من كان رأسا في بدعة يدعو إليهما.
وقال ابن المديني: دخلت على امرأة عبد الرحمن بن مهدي -وكنت أزورها بعد موته- فرأيت سوادا في القبلة، فقلت: ما هذا؟ قالت: موضع استراحة عبد الرحمن، كان يصلي بالليل، فإذا غلبه النوم، وضع جبهته عليه.
ويروى عن ابن مهدي، قال: من طلب العربية، فآخره مؤدب، ومن طلب الشعر، فآخره شاعر يهجو أو يمدح بالباطل، ومن طلب الكلام، فآخر أمره الزندقة، ومن طلب الحديث، فإن قام به، كان إماما، وإن فرط ثم أناب يوما، يرجع إليه، وقد عتقت وجادت.
قال يحيى بن يحيى: كنت أسأل عبد الرحمن عن المشايخ بالبصرة.
ونقل غير واحد عن عبد الرحمن بن مهدي، قال: إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الله كلم موسى، وأن يكون استوى على العرش، أرى أن يستتابوا، فإن تابوا، وإلا ضربت أعناقهم.
قال ابن المديني: ثم كان بعد مالك بن أنس عبد الرحمن بن مهدي يذهب مذهب تابعي أهل المدينة، ويقتدي بطريقتهم.
وقال: نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة، ثم صار علمهم إلى اثني عشر نفسا، ثم صار علمهم إلى: يحيى بن سعيد، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وابن المبارك، ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن آدم.
قال علي: وأوثق أصحاب سفيان: يحيى القطان، وعبد الرحمن.
قال أحمد بن حنبل: عبد الرحمن ثقة، خيار، صالح، مسلم، من معادن الصدق.
قال ابن مهدي: كان أبو الأسود يتيم عروة، أخا لهشام بن عروة من الرضاعة. وقد قال هشام: حدثنا أخي محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن أبي، قال: لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلا حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم، فقالوا فيهم بالرأي، فضلوا، وأضلوا.
قال أيوب بن المتوكل: كان حماد بن زيد إذا نظر إلى عبد الرحمن ابن مهدي في مجلسه، تهلل وجهه.
وقال صدقة بن الفضل المروزي الحافظ: أتيت يحيى بن سعيد أسأله، فقال لي: الزم عبد الرحمن بن مهدي. وأفادني عنه أحاديث، فسألت عبد الرحمن عنها فحدثني بها.
قال أحمد بن سنان القطان: سمعت مهدي بن حسان يقول: كان عبد الرحمن يكون عند سفيان عشرة أيام وخمسة عشر يوما بالليل والنهار، فإذا جاءنا ساعة، جاء رسول سفيان في أثره يطلبه، فيدعنا، ويذهب إليه.
قال أحمد بن سنان: وسمعت عبد الرحمن يقول: أفتى سفيان في مسألة، فرآني كأني أنكرت فتياه، فقال: أنت ما تقول؟ قلت: كذا وكذا، خلاف قوله، فسكت.
قال ابن المديني: حدثنا عبد الرحمن، قال لي سفيان: لو أن عندي كتبي، لأفدتك علما.
قال أحمد بن سنان: كان لا يتحدث في مجلس عبد الرحمن، ولا يبرى قلم، ولا يتبسم أحد، ولا يقوم أحد قائما، كأن على رءوسهم الطير، أو كأنهم في صلاة، فإذا رأى أحدا منهم تبسم، أو تحدث، لبس نعله، وخرج.
وقال أحمد بن سنان: سمعت عبد الرحمن يقول: عندي عن المغيرة بن شعبة في المسح على الخفين ثلاثة عشر حديثا -يعني: الطرق.
قال بندار: سمعت عبد الرحمن يقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت، لكتبت تفسير الحديث إلى جنبه، ولأتيت المدينة حتى أنظر في كتب قوم سمعت منهم.
قال محمد بن عبد الرحيم صاعقة: سمعت عليا يقول -وذكر الفقهاء السبعة- فقال: كان أعلم الناس بقولهم وحديثهم: ابن شهاب، ثم بعده مالك، تم بعده عبد الرحمن بن مهدي.
وقال أحمد بن حنبل: إذا حدث عبد الرحمن عن رجل، فهو ثقة.
وقال علي: كان ورد عبد الرحمن كل ليلة نصف القرآن.
وقال محمد بن يحيى الذهلي: ما رأيت في يد عبد الرحمن بن مهدي كتابا قط -يعني: كان يحدث حفظا.
وقال رسته: سمعت عبد الرحمن يقول: كان يقال: إذا لقي الرجل الرجل فوقه في العلم، فهو يوم غنيمته، وإذا لقي من هو مثله، دارسه، وتعلم منه، وإذا لقي من هو دونه، تواضع له، وعلمه، ولا يكون إماما في العلم من حدث بكل ما سمع، ولا يكون إماما من حدث عن كل أحد، ولا من يحدث بالشاذ والحفظ للإتقان.
وقال ابن نمير: قال عبد الرحمن بن مهدي: معرفة الحديث إلهام.
قال يوسف بن ضحاك: سمعت القواريري يقول: كان ابن مهدي يعرف حديثه وحديث غيره. وكان يحيى القطان يعرف حديثه، فسمعت حماد بن زيد يقول: لئن عاش عبد الرحمن بن مهدي، لنخرجن رجل أهل البصرة.
قال أبو بكر بن أبي الأسود: سمعت ابن مهدي يقول بحضرة يحيى القطان -وذكر الجهمية- فقال: ما كنت لأناكحهم، ولا أصلي خلفهم.
قال عبد الرحمن بن عمر رسته: سمعت عبد الرحمن يقول: الجهمية يريدون أن ينفوا الكلام عن الله، وأن يكون القرآن كلام الله، وأن يكون كلم موسى، وقد وكده الله -تعالى- فقال: {وكلم الله موسى تكليما}.
قال عبد الرحمن رسته: سألت ابن مهدي عن الرجل يبني بأهله، أيترك الجماعة أياما؟ قال: لا، ولا صلاة واحدة. وحضرته صبيحة بني على ابنته، فخرج، فأذن، ثم مشى إلى بابهما، فقال للجارية: قولي لهما: يخرجان إلى الصلاة. فخرج النساء والجواري، فقلن: سبحان الله! أي شيء هذا؟ فقال: لا أبرح حتى يخرجا إلى الصلاة. فخرجا بعدما صلى، فبعث بهما إلى مسجد خارج من الدرب.
قلت: هكذا كان السلف في الحرص على الخير.
قال رسته: وكان عبد الرحمن يحج كل عام، فمات أخوه، وأوصى إليه، فأقام على أيتامه، فسمعته يقول: قد ابتليت بهؤلاء الأيتام، فاستقرضت من يحيى بن سعيد أربعمائة دينار احتجت إليها في مصلحة أرضهم.
ذكر أبو نعيم الحافظ لابن مهدي في ’’الحلية’’ ترجمة طويلة جدا، فروى فيها من حديثه مائتين وثمانين حديثا، وقد لحق صغار التابعين: كأيمن بن نابل، وصالح بن درهم، ويزيد بن أبي صالح، وجرير بن حازم. وكان قد ارتحل في آخر عمره من البصرة، فحدث بأصبهان.
قال بندار: سمعت عبد الرحمن يقول: ما نعرف كتابا في الإسلام بعد كتاب الله أصح من ’’موطأ مالك’’.
وقال رسته: سمعت عبد الرحمن يقول: أئمة الناس في زمانهم: سفيان بالكوفة، وحماد بن زيد بالبصرة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام.
أبو حاتم بن حبان: حدثنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا عمرو بن علي، سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: حدثنا أبو خلدة، فقال له رجل: أكان ثقة؟ فقال: كان صدوقا، وكان خيارا، وكان مأمونا، الثقة سفيان وشعبة.
ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سنان، سمعت ابن مهدي يقول: لزمت مالكا حتى ملني. فقلت يوما: قد غبت عن أهلي هذه الغيبة الطويلة، ولا أعلم ما حدث بهم بعدي. قال: يا بني، وأنا بالقرب من أهلي، ولا أدري ما حدث بهم منذ خرجت.
قال ابن حبان في صدر كتابه في ’’الضعفاء’’: إلا أن من أكثرهم تنقيرا عن شأن المحدثين، وأتركهم للضعفاء والمتروكين، حتى يجعله لهذا الشأن صناعة لهم لم يتعدوها -مع لزوم الدين والورع الشديد، والتفقه في السنن- رجلين: يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي.
قال سهل بن صالح: سمعت يزيد بن هارون يقول: وقعت بين أسدين: عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى القطان.
قلت: توفي ابن مهدي بالبصرة، في جمادى الآخرة، سنة ثمان وتسعين ومائة.
وعاش أبوه بعده، وكان شيخا عاميا، ربما كان يمزح بجهل، ويشير إلى الجماعة إلى ابنه، ويشير إلى متاعه، فيقول: هذا خرج من هذا.
وقال عبد الرحمن بن محمد بن سلم: سمعت عبد الرحمن بن عمر، سمعت ابن مهدي يقول: فتنة الحديث أشد من فتنة المال والولد.
قال أبو قدامة: سمعت ابن مهدي يقول: لأن أعرف علة حديث، أحب إلي من أن أستفيد عشرة أحاديث.
قال عبد الله أخو رسته: سمعت ابن مهدي يقول: محرم على الرجل أن يفتي إلا في شيء سمعه من ثقة.
وعن عبد الرحمن: أنه كان يكره الجلوس إلى ذي هوى، أو ذي رأي.
وقال رسته: قام ابن مهدي من المجلس، وتبعه الناس، فقال: يا قوم! لا تطئون عقبي، ولا تمشون خلفي، حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن، قال عمران: خفق النعال خلف الأحمق قل ما يبقي من دينه.
قال رسته: سألت ابن مهدي عن الرجل يتمنى الموت مخافة الفتنة على دينه؟ قال: ما أرى بذلك بأسا، لكن لا يتمناه من ضر به، أو فاقة، تمنى الموت أبو بكر وعمر ومن دونهما.
وسمعت ابن مهدي يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’دع ما يريبك إلى ما لا يريبك’’. فقلت: الآمر رجل. فقال: خذ بما لا يريبك حتى لا يصيبك ما يريبك -يعني: الحيل.
وبلغنا عن ابن مهدي، قال: ما هو -يعني: الغرام بطلب الحديث- إلا مثل لعب الحمام، ونطاح الكباش.
قلت: صدق -والله- إلا لمن أراد به الله، وقليل ما هم.
أخبرنا أبو حفص عمرو بن عبد المنعم، أخبرنا القاضي جمال الدين عبد الصمد بن
محمد، أخبرنا علي بن المسلم، أخبرنا أبو نصر بن طلاب، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن جميع بصيدا، حدثنا عبد الملك بن أحمد ببغداد، حدثنا حفص بن عمرو الربالي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن النفخ في الطعام والشراب.
قال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: قال أحمد بن سنان: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: لو كان لي عليه سلطان -على من يقرأ قراءة حمزة- لأوجعت ظهره وبطنه.
قلت: جاء نحو هذا عن جماعة، وإنما ذلك عائد إلى ما فيها من قبيل الأداء -والله أعلم- وقد استقر اليوم الإجماع على تلقى قراءة حمزة بالقبول.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 7- ص: 589

عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري يكنى أبا سعيد مولى الأزد بصري سمع السفيانين والحمادين ومالكا وشعبة وعبد العزيز وشريكا وغيرهم.
روى عنه بن وهب وابن حنبل ويحيى وابن المديني وابنا أبي شعبة وأبو عبيد وأبو ثور وأخرج عنه البخاري ومسلم ولازم مالكا فأخذ عنه كثيرا من الفقه والحديث وعلم الرجال وله معه حكايات قال بن المديني: كان بن مهدي يذهب إلى قول مالك وكان مالك يذهب إلى قول سليمان بن يسار وكان سليمان يذهب إلى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنا به.
وكان يجالس الشافعي ويصحبه مع أحمد بن حنبل فكان الشافعي يقول لهما: ما صح عندكما من الحديث فأعلماني به لأتبعه لأنكما أعلم بالحديث مني.
ذكر ثناء الناس عليه وذكر فضله: قال علي بن المديني - مرات: أحلف بالله ما بين الركن والمقام إني لم أر أحدا قط أعلم بالحديث من بن مهدي وقال: هو أعلم الناس وقال بن حنبل: بن مهدي من معادن الصدق.
وكان ورعا منذ كان وقال بن مهدي: كتب عني الحديث بحلقة مالك وقيل لابن مهدي: إن فلانا صنف كتابا في الرد على الجهمية؟ فقال عبد الرحمن: رد عليهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: لا بل بالرأي والعقول فقال: أخطأ رد بدعة ببدعة.
قال بن المديني: كان بن مهدي يقال له في الحديث: روى فلان كذا فيقول: هو خطأ وينبغي أن يكون من وجه كذا فنفتش عليه فنجده كما قال وقال بن مهدي: من فرض الرياسة تبعته ومن طلبها لم يكن ينالها. وتوفي بن مهدي بالبصرة في جمادى الأخيرة سنة ثمان وتسعين ومائة وهو بن ثلاث وستين سنة ويقال: مولده سنة خمس ويقال: أربع ويقال: ست وثلاثين ومائة رحمه الله تعالى.

  • دار التراث للطبع والنشر - القاهرة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 463

عبد الرحمن بن مهدي. ويكنى أبا سعيد. وكان ثقة كثير الحديث. ولد سنة خمس وثلاثين ومائة. وتوفي بالبصرة في جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائة وهو ابن ثلاث وستين سنة.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 218

عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري مات سنة ثمان وتسعين ومائة.

  • دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 91

مولى من أهل البصرة.

إمام مقدم من أئمة الحديث، يحتج فيه بقوله، ويعتمد في أمره على نقله ونقده.

سمع عددا من الأئمة: مالكاً، والثوري، والحمادين، وشعبة وغيرهم.

روى عنه عدد من الأئمة: ابن المبارك، وابن وهب، وأحمد، وابن المديني، وابن معين، وأبو خيثمة، وأبو عبيد، وإسحاق ابن راهويه، وأبو ثور، وغيرهم.

قال الخطيب: كان من الربانيين في العلم، وأحد المذكورين بالحفظ، وممن برع في معرفة الأثر، وطرق الروايات، وأحوال الشيوخ.

ذكر أبو بكر الأثرم أن أحمد ابن حنبل رحمه الله سئل عن عبد الرحمن: هل كان يتفقه؟ قال: كان يتوسع في الفقه.

وبإسناد الخطيب إلى علي ابن المديني قال: أعلم الناس بالحديث عبد الرحمن بن مهدي.

قال القاضي إسماعيل بن إسحاق: وكان علي شديد التوقي.

وقال علي ابن المديني أيضا: كان علم عبد الرحمن بن مهدي بالحديث كالسحر.

وعن أيوب بن المتوكل القارئ قال: كنا إذا أردنا الدين والدنيا ذهبنا إلى دار عبد الرحمن بن مهدي.

مات رحمه الله سنة ثمان وتسعين ومئة، وهو ابن ثلاث وستين.

ولد سنة خمس وثلاثين، والله أعلم.

قال السلفي: أخبرنا القاضي أبو الفتح إسماعيل بن عبد الجبار القزويني قال: سمعت الحافظ أبا يعلى الخليلي يقول في ذكر عبد الرحمن بن مهدي: قال الشافعي رضي الله عنه: لا أعرف له نظيرا في هذا الشأن.

  • دار البشائر الإسلامية - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 543

عبد الرحمن بن مهدي بن حسان، أبو سعيد، البصري.
سمع الثوري، وشعبة، ومالكا، والدستوائي.
ولد سنة خمس وثلاثين ومئة، ومات سنة ثمان وتسعين ومئة.
يقال: مولى الأزد.
ويقال أيضا: ولد سنة ست وثلاثين، في المحرم.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 5- ص: 1

عبد الرحمن بن مهدي بن حسان أبو سعيد البصري اللؤلؤي الحافظ
روى عن شعبة ومالك والسفيانين والحمادين وخلق
وعنه ابنه موسى وابن المبارك وابن وهب وأحمد وإسحاق ويحيى وابن المديني وخلق
قال ابن المديني كان أعلم الناس
وقال أبو حاتم هو إمام ثقة أثبت من يحيى بن سعيد وأتقن من وكيع
وقال أحمد إذا حدث ابن مهدي عن رجل فهو حجة مات بالبصرة سنة ثمان وتسعين ومائة وهو ابن ثلاث وستين

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 144

عبد الرحمن بن مهدي بن حسان الحافظ أبو سعيد البصري اللؤلؤي
الإمام العلم مولى الأزد عن عمر بن ذر وأيمن بن نابل وعنه أحمد ورسته والذهلي كان أفقه من يحيى القطان قال الذهلي ما رأيت في يده كتابا قط وقال علي بن المديني أعلم الناس بالحديث عبد الرحمن توفي 198 عن ثلاث وستين سنة ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

عبد الرحمن بن مهدي بن حسان الأزدي مولاهم العنبري البصري
صحاب اللؤلؤي كنيته أبو سعد كان مولده سنة أربع وثلاثين ومائة ومات سنة ثمان وتسعين ومائة بعد يحيى بن سعيد بأربعة أشهر وكان من الحفاظ المتقنين وأهل الورع والدين ممن حفظ وجمع وفقه وصنف وحدث وأبي الرواية إلا عن الثقات
روى عن همام بن يحيى ومهدي بن ميمون وهشام بن أبي عبد الله وسفيان الثوري في الإيمان والصلاة والزكاة وغيرهما وشعبة وحماد بن سلمة في مواضع ومعاوية بن صالح في الوضوء والصلاة وغيرها وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة وسليم بن حيان في الصوم والحج والدلائل ومالك بن أنس في البيوع والجهاد والصيد وعكرمة بن عمار في البيوع ومالك بن مغول في الوصايا وجرير بن حازم في الجهاد وهشام بن سعد في الجهاد وإبراهيم بن نافع في اللباس وعبد الله بن عبد الرحمن الطائفي في الشعر والمثنى بن سعيد في الفضائل وغيرها
روى عنه محمد بن المثنى ومحمد بن حاتم وعبيد الله القواريري وأبو بكر بن نافع العبدي في الوضوء ويحيى بن يحيى في الوضوء وزهير بن حرب ومحمد بن بشار وعبد الله بن هاشم في الصلاة والجهاد وإسحاق الحنظلي في الجنائز وإسحاق بن منصور ومحمد بن أبي بكر المقدمي وعمرو بن علي وأحمد بن حنبل وعبيد الله بن سعيد وابن أبي شيبة وأبو بكر بن خلاد الباهلي وأحمد بن سنان وإبراهيم بن محمد بن عرعرة

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1

عبد الرحمن بن مهدي الحافظ

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 66

(ع) عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن العنبري، وقيل الأزدي مولاهم، أبو سعيد البصري، اللؤلؤي.
ذكره ابن حبان في كتاب ’’ الثقات ’’، وقال: من الحفاظ المتقنين، وأهل الورع في الدين، ممن حفظ وجمع وتفقه وصنف وحدث وأبى الرواية إلا عن الثقات، وقد رأى جماعة رأوا الصحابة إلا أنه لم يتبين صحة سماعهم من الصحابة، وكان بين موت يحيى وعبد الرحمن ثمانون يوما، مات يحيى في صفر وعبد الرحمن في جمادى الآخرة.
ولما ذكره ابن سعد في ’’ الطبقة السابعة ’’، قال: ولد سنة خمس وثلاثين ومائة.
وقال الساجي: حدثت عن علي ابن المديني قال: ما رأيت أعلم بالرجال من يحيى بن سعيد، ولا رأيت أحدا أعلم بصواب الحديث والخطأ فيه من ابن مهدي، فإذا اجتمع يحيى وعبد الرحمن على ترك حديث رجل تركت حديثه، وإذا حدث عنه أحدهما حدثت عنه.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب ’’ الثقات ’’ قال: قال أحمد بن حنبل: وكيع أكبر في القلب، وابن مهدي إمام [ق5/أ].
ولما ذكره ابن شاهين في كتاب ’’ الثقات ’’ ذكر أن محمد بن صفوان قال: سمعت عبد الرحمن يقول: اختلفت إلى حماد بن زيد زمانا وما لي إليه حاجة. وقال أحمد بن حنبل: كان عبد الرحمن من معادن الصدق.
وفي ’’ تاريخ البخاري ’’: ولد سنة ست وثلاثين في المحرم. وبين ابن عيينة وابن مهدي في الوفاة ثمانية أيام.
وفي كتاب ’’ البقايا ’’ لأبي هلال العسكري: قال عبد الرحمن بن مهدي: ما ندمت على شيء ندمي على أن لا أكون تعلمت العربية.
وقال الخليلي: هو تالي يحيى في الأخذ عن مالك وإن كان أصغر سنا منه، ولكنه إمام بلا مدافعة، وأخذ عنه كل من أخذ عن يحيى، ومات الثوري في داره، وقال الشافعي: لا أعرف له نظيرا في الدنيا. وقال عبد الرحمن: لزمت مالكا حتى ملني، فقلت يوما، أريد أن أستعطفه، قد غبت عن أهلي هذه الغيبة الطويلة فلا أدري ما حدث لهم بعدي؛ فقال يا بني وأنا بالقرب منهم ولا أدري ما حدث بهم منذ خرجت من عندهم.
وفي ’’ تاريخ المنتجيلي ’’: جاء رجل إلى ابن مهدي، فقال: يا أبا سعيد يعظ الرجل من هو أعلم منه؟ قال: نعم. قال: فأحسن صلاتك. قال: وكان يسيء الصلاة.
وقال يحيى بن سعيد: ما بالبصرة رجل أحب إلي من عبد الرحمن، وإنه لتأتي علي السنة ما ألقاه ولا يلقاني.
وفي الكلاباذي: توفي وهو ابن اثنتين أو ثلاث وستين سنة. وقال عمرو بن علي: ولد سنة أربع وثلاثين، وتوفي وقد دخل في أربع وستين.
وفي ’’ تاريخ القراب ’’: مات يوم الجمعة، وصلى عليه إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس أمير البصرة.
ولهم شيخ آخر اسمه: -

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 8- ص: 1

عبد الرحمن بن مهدى بن حسان اللؤلؤي أبو سعيد البصري مولى الأزدي
يروي عن شعبة ومالك والثوري روى عنه بن المبارك وأهل البصرة كان مولده سنة خمس وثلاثين ومائة ومات سنة ثمان وتسعين ومائة في جمادى الآخرة وكان من الحفاظ المتقنين وأهل الورع في الدين ممن حفظ وجمع وتفقه وصنف وحدث وأبي الرواية إلا عن الثقات وقد رأى جماعة رووا عن الصحابة إلا أنه لم تتبين صحة سماعهم عن الصحابة فلذلك عدلنا به عن أتباع التابعين إلى هذه الطبقة وكان بين موت يحيى وعبد الرحمن ثمانون يوماً مات يحيى في صفر ومات عبد الرحمن في جمادى الآخرة

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 8- ص: 1

عبد الرحمن بن مهدى
أثبت في سفيان من جماعة ذكرهم قال له رجل يا أبا سعد لو قيل لك أدخل الجنة بلا حساب ولا يكون لك رياسة أو قيل لك يكون لك رياسة الدنيا وأمرك إلى الله أيهما أحب إليك فقال له بالله اسكت وقال له رجل أيهما أحب إليك يغفر الله لك ذنبا أو تحفظ حديثاً قال احفظ حديثاً وكان يسئ الصلاة فقال له رجل من مطوعة البصرة كوفي يا أبا سعيد الرجل يعظ من هو أفقه منه قال نعم قال أحسن صلاتك وكان يسئ الصلاة وكان أبوه يرى الناس يجتمعون إليه فيقول لهم ويكشف ذكره يقول هذا ولد هذا وكان ضعيف العقل

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

عبد الرحمن بن مهدي (ع)
الإمام الحافظ، الكبير الناقد، أبو سعيد البصري، مولى الأزد، وقيل: مولى بني العنبر.
مولده سنة خمس وثلاثين ومئة.
سمع: أيمن بن نابل، وهشاماً الدستوائي، ومعاوية بن صالح، وأبا خلدة، وشعبة، وسفيان، وخلقاً.
حدث عنه: ابن المبارك، وأحمد، وإسحاق، وابن المديني، وبندار، وعبد الرحمن رستة، ومحمد بن يحيى، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، وخلق.
قال أحمد بن حنبل: هو أفقه من يحيى القطان، وهو أثبت من وكيع لأنه أقرب عهداً بالكتاب، اختلفا في نحوٍ من خمسين حديثاً للثوري، فنظرنا فإذا عامة الصواب مع عبد الرحمن.
وقال أيوب بن المتوكل: كنا إذا أردنا أن ننظر إلى الدين والدنيا، ذهبنا إلى دار عبد الرحمن بن مهدي.
وقال محمد بن أبي بكر المقدمي: ما رأيت أحداً أتقن لما سمع، ولما لم يسمع، ولحديث الناس من عبد الرحمن بن مهدي.
إمام ثبت، أثبت من يحيى بن سعيد، وكان عرض حديثه على سفيان.
وقال القواريري: أملى علي ابن مهدي عشرين ألف حديث حفظاً.
وقال عبيد الله بن سعيد: سمعت ابن مهدي يقول: لا يجوز أن يكون الرجل إماماً حتى يعلم ما يصح مما لا يصح.
وقال ابن المديني: لو حلفت بين الركن والمقام لحلفت أني لم أر مثل عبد الرحمن.
وكان يقول: أعلم الناس بقول الفقهاء السبعة الزهري، ثم بعده مالك، ثم بعده ابن مهدي.
وقال أيضاً: علم عبد الرحمن في الحديث كالسحر.
وقال نعيم بن حماد: قلت لابن مهدي: كيف يعرف الكذاب؟ قال: كما يعرف الطبيب المجنون.
وقال ابن نمير: سمعت ابن مهدي يقول: معرفة الحديث إلهام.
وقد كان عبد الرحمن بن مهدي من كبار الفقهاء، بصيراً بالفتوى، عظيم الشأن.
مات: في جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعيبن ومئة، وورثه بنوه، وأبوه مهدي، وكان عامياً. رحمه الله تعالى.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1

عبد الرحمن بن مهدى البصري.
الإمام. ذكره ابن الصلاح والعبادي وابن باطيش، وقد مات قبل الشافعي سنة ثمان وتسعين ومائة وهو ابن ثلاث وستين، وبعث الشافعي إليه بالرسالة مع الحارث بن سريج النقال بالبون فلذلك سمى النقال، كما قاله التفليسى في ’’طبقاته’’.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1

عبد الرحمن بن مهدي
ومن العلماء الجهابذة النقاد من أهل البصرة من الطبقة الثانية عبد الرحمن بن مهدي
ما ذكر من علم عبد الرحمن بن مهدي بناقلة الآثار وصحيح الأخبار وسقيمها وفقهه ومعرفته
حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت أبا الربيع الزهراني قال سمعت جرير الرازي يقول ما رأيت مثل عبد الرحمن بن مهدي ووصف عنه بصراً بالحديث وحفظاً. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت علي بن المديني يقول كان عبد الرحمن بن مهدي أعلم الناس قالها مراراً حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال سمعت أبا هريرة الواسطي قال كانت الحلقة لعبد الرحمن بن مهدي في مسجد الجامع وكان معاذ بن معاذ يقعد إلى سارية في الصدر عن يمينه يحيى بن سعيد وعن يساره خالد بن الحارث وعبد الرحمن له المسألة والمذاكرة وهؤلاء مرة بعد المرة الحديث بعد الحديث. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي قال نا عمرو بن علي قال سألت عبد الرحمن بن مهدي عن حديث لعبد الكريم المعلم فقال هو عن عبد الكريم فلما قام سألته فيما بيني وبينه قال فأين التقوى قال أبو محمد يعني أن التقوى تحجزه عن الرواية عمن ليس بثقة عنده في السر والعلانية وكان عبد الكريم المعلم عنده غير قوى فكره أن يحدث عنه. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي قال سمعت نعيم بن حماد قال قلت لعبد الرحمن بن مهدي كيف تعرف الكذاب قال كما يعرف الطبيب المجنون. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا محمد بن أبي صفوان قال سمعت علي بن المديني يقول لو أخذت فأحلفت بين الركن والمقام لحلفت بالله عز وجل أني لم أر أحداً قط أعلم بالحديث من عبد الرحمن بن مهدي. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني ثم كان بعد مالك بن أنس عبد الرحمن بن مهدي يذهب مذهبهم يعني مذهب تابعي أهل المدينة ويقتدي بطريقتهم وقال علي بن المديني نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة ثم صار علم هؤلاء الستة إلى اثني عشر ثم انتهى علم الاثني عشر إلى ستة يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ووكيع بن الجراح وعبد الله بن المبارك ويحيى بن آدم.
باب ما ذكر من إتقان عبد الرحمن بن مهدي وحفظه وثبته
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل قال قلت لأبي أيما أثبت عندك عبد الرحمن بن مهدي أو وكيع فقال عبد الرحمن أقل سقطاً من وكيع في سفيان قد خالفه وكيع في ستين حديثاً من حديث سفيان وكان عبد الرحمن يجئ بها على ألفاظها وهو أكثر عدداً لشيوخ سفيان من وكيع وروى وكيع عن نحو من خمسين شيخاً لم يرو عنهم عبد الرحمن ولقد كان لعبد الرحمن توق حسن قلت فأبو نعيم قال أين يقع أبو نعيم من هؤلاء. حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سألت علي بن المديني من أوثق أصحاب الثوري قال يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت المقدمي محمد بن أبي بكر يقول ما رأيت أحداً أتقن لما سمع ولما لم يسمع وحديث الناس من عبد الرحمن بن مهدي. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله الدمشقي قال قلت ليحيى بن معين من أثبت شيوخ البصريين قال عبد الرحمن بن مهدي مع جماعة سماهم. حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال سمعت أبي يعني أحمد بن حنبل وذكر بن مهدي فقال كان ثقة خياراً من معادن الصدق صالح مسلم. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال حدثوني عن يحيى بن سعيد القطان قال ما قرأ عبد الرحمن بن مهدي على مالك أثبت مما سمع الناس. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سألت عبد الرحمن بن مهدي وهو يحدثنا بأحاديث مالك عن أبي الأسود عن عروة فمن حسنها قلت له من أبو الأسود هذا يا أبا سعيد قال هذا محمد بن عبد الرحمن بن نوفل ربيب عروة أخو هشام بن عروة من الرضاعة وهو الذي يقول هشام في حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل لا ينتزع العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس فقال هشام وحدثني أخي محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن أبي قال لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلاً حتى نشأ أبناء سبايا الأمم فقالوا فيهم بالرأي فضلوا وأضلوا فقلت قد كتبته يا أبا سعيد وليس هو هكذا فقال بلى أخرج إلي أبو أسامة كتابه وهو هكذا قال أحمد بن سنان وكنت كتبته عن أبي أسامة بالكوفة قبل أن انحدر إلى البصرة فلما قدمت واسطاً لم يكن لي همة إلا أن أنظر في كتابي فنظرت فإذا الحديث قد أملي علينا عن هشام عن أبيه تاماً فلما أتمه قال هشام أخبرني من سمع أبي يقول لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلاً حتى ذكر الحديث بتمامه. حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول عبد الرحمن بن مهدي أثبت أصحاب حماد بن زيد وهو إمام ثقة أثبت من يحيى بن سعيد وأتقن من وكيع وكان عرض حديثه على سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا أبو زرعة قال سمعت نوح بن حبيب يقول حضرنا عبد الرحمن بن مهدي فحدثنا عن سفيان عن منصور عن أبي الضحى في قوله عز وجل: ’’إنما أنت منذر ولكل قوم هاد’’ فقال له رجل حضر معنا يا أبا سعيد حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن أبيه عن أبي الضحى قال فسكت عبد الرحمن وقال له آخر يا أبا سعيد حدثني وكيع عن سفيان عن أبيه عن أبي الضحى قال فسكت وقال حافظان ثم قال دعوه قال نوح ثم أتوا يحيى بن سعيد فأخبروه أن عبد الرحمن بن المهدي حدث بهذا الحديث عن الثوري عن منصور عن أبي الضحى فأخبر أنك تخالفه ويخالفه وكيع فأمسك عنه وقال حافظان قال فدخل يحيى بن سعيد ففتش كتبه فخرج وقال هو كما قال عبد الرحمن عن سفيان عن منصور قال نوح فأخبر وكيع بقصة عبد الرحمن والحديث وقوله حافظان فقال وكيع عافى الله أبا سعيد لا ينبغي أن يقبل الكذب علينا قال ثم نظر وكيع فقال هو كما قال عبد الرحمن اجعلوه عن منصور.
باب ما ذكر من جلالة عبد الرحمن بن مهدي عند العلماء
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا عبد الرحمن بن عمر الزهري قال سمعت أيوب بن المتوكل قال كان حماد بن زيد إذا نظر إلى عبد الرحمن بن مهدي في مجلسه تهلل وجهه. حدثنا عبد الرحمن أخبرني محمود بن آدم المروزي فيما كتب إلي قال سمعت صدقة بن الفضل قال أتيت يحيى بن سعيد القطان أسأله عن شيء من الحديث فقال لي الزم عبد الرحمن بن مهدي وأفادني عنه أحاديث فسألت عبد الرحمن عنها فحدثني بها حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت مهدي بن حسان والد عبد الرحمن بن مهدي قال كان عبد الرحمن يكون عند سفيان عشرة أيام خمسة عشر يوماً بالليل والنهار فإذا جاءنا ساعة جاء رسول سفيان في أثره فيقول سفيان يدعوك فيدعنا ويذهب إليه حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول أفتى سفيان الثوري في مسألة فرآني كأني أنكرت فتياه قال أنت ما تقول قلت كذا وكذا خلاف ما يقول قال فسكت ولم يقل شيئاً. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني نا عبد الرحمن يعني بن المهدي قال قال لي سفيان لو أن عندي كتبي لأفدتك علماً قال أبو محمد فقد بان بذلك جلالة عبد الرحمن عند الثوري إذ بدأه بهذا القول. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول قدمت على سفيان بن عيينة فجعل يسألني عن الحديث ذكره أبي نا محمد بن أبي صفوان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كتب عني الحديث في حلقة مالك بن أنس. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا بكر بن خلف قال حدثني حسين بن عروة قال كنا عند حماد بن زيد وعنده عبد الرحمن فقال حماد إن كان أحد يؤتى لهذا الشان فهو هذا الشاب قال أبو محمد يعني قاله بعد ما قام عبد الرحمن من عنده.
باب ما ذكر من تبجيل عبد الرحمن بن مهدي للعلم وأهله
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال كان عبد الرحمن بن مهدي لا يتحدث في مجلسه ولا يبري قلم ولا يبتسم ولا يقوم أحد قائماً كأن على رؤوسهم الطير أو كأنهم في صلاة فإن رأى أحداً منهم تبسم أو تحدث أو يضحك أو يبرى قلماً لبس نعله وخرج. حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي ثنا محمد بن أبي صفوان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول اختلفت إلى حماد بن زيد زماناً ما لي إليه حاجة.
باب ما ذكر من علم عبد الرحمن بن مهدي بعلل الحديث
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال قال لي عبد الرحمن يعني بن المهدي يهم بن عيينة في حديث منصور أن سعداً استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبالة الباب فقال لا تستأذن مستقبل الباب قال أبو محمد يعني أن ابن عيينة روى عن منصور عن هلال بن يساف أن سعداً استأذن قال علي بن المديني فقلت لعبد الرحمن بن مهدي ومن خالفه قال حدثناه عمر الأبار عن منصور عن طلحة بن مصرف عن هزيل بن شرحبيل أن سعداً استأذن قال أبو محمد فقد بان أن عبد الرحمن بن مهدي حكم لعمر الأبار في روايته هذا الحديث بما ذكر من الإسناد وأوقع الغلط علي بن عيينة مع أن بن المقرئ حدثنا عن سفيان عن منصور عن بعض أصحابه أن سعداً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وانا يونس بن عبد الأعلى فيما قرئ عليه عن سفيان عن منصور قال أراه عن هلال بن يساف أن سعداً استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثنا أبو بكر بن أبي عاصم النبيل نا محمد بن فضيل البزاز من ساكني مكة نا وكيع عن سفيان عن منصور عن طلحة عن هزيل عن سعد أنه أطلع أو أدخل رأسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما جعل الاستئذان من أجل البصر قال أبو محمد فقد بان صحة قول عبد الرحمن بن مهدي في علة هذا الحديث. حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي يقول خالفني ابن المبارك في حياة سفيان في حديث حبيب عن إبراهيم في عدة أم الولد قال ليس هو حبيب بن أبي ثابت قال عبد الرحمن فسألت سفيان عنه فقال هو حبيب بن أبي ثابت حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي وذكرت له حديث جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن الشعبي عن عمر في الخطأ أخماساً يعني دية الخطأ فأنكره عبد الرحمن وقال هذا حديث عبيدة قال عبد الرحمن حدثني به هشيم عن عبيدة نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال كان السمان يعني أزهر يحدثني عن سفيان عن عيسى بن عيسى الحناط عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله في القطع قال عبد الرحمن فسألت سفيان عنه فقال عيسى بن أبي عزة عن الشعبي عن عبد الله قال أبو محمد يعني أن الصحيح هو عن عيسى بن أبي عزة عن الشعبي عن عبد الله مرسل وأن والدي رواه أزهر السمان غلط. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال قلت لعبد الرحمن إنهم رووا عن أبي عوانة عن قتادة عن أنس أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه أوصى بالخمس فأنكره عبد الرحمن وقال باطل ثم قال إنما حدثنا أبو عوانة عن قتادة مرسلاً ثم قال عبد الرحمن قد حدثتم أيضاً عن قتادة عن أنس ليس على النساء جمعة ليس له أصل عبد الرحمن يقول ليس له أصل. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي يعني بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول في حديث رواه الثوري عن عكرمة بن عمار عن الحضرمي بن لاحق عن بن عمر وابن عباس أنهما كان يقردان بعيرهما وهما محرمان فقال عبد الرحمن أنا أفدت سفيان عن عكرمة بن عمار عن الحضرمي بن لاحق أن بن عمر كان يقرد بعيره فحدثه به فغلط فيه فقال سمعت الحضرمي يحدث أن بن عمر وابن عباس كانا يقردان البعير قال أبو محمد يعني وليس في الحديث بن عباس فغلط فزاد فيه بن عباس. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال ذكرت لعبد الرحمن حديثاً سمعت يحيى بن سعيد يروى عن محمد بن مهران عن جده أن بن عمر كان يقرأ في الوتر في الثانية قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فأنكر ولم يرض الشيخ. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال قلت لعبد الرحمن يعني بن مهدي أن الزهري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضحك في الصلاة قال عبد الرحمن حدثني رجل أنه رأى هذا الحديث عند بن أخي بن شهاب في كتب الزهري عن سليمان بن أرقم عن الحسن قلت لعبد الرحمن أن الزهري كانت له مرسلات رديئة وأفسدت على مرسلاته حين ذكر أنه روى هذا الحديث عن سليمان بن أرقم عن الحسن. حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي يعني بن المديني قال قال عبد الرحمن نا حماد بن زيد عن حفص بن سليمان عن أبي العالية أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر من ضحك في الصلاة أن يعيد الوضوء والصلاة.
باب ما ذكر من كثرة علم عبد الرحمن بن مهدي
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي قال سئل أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع فقال كان عبد الرحمن أكثرهم حديثاً. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول عندي عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين ثلاثة عشر حديثاً قال أبو محمد فقد بأن كثرة علمه حتى يكون عنده عن المغيرة بن شعبة في المسح ثلاثة عشر حديثاً.
ما ذكر من عناية عبد الرحمن بن مهدي بالعلم
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي رضي الله تعالى عنه قال نا محمد بن بشار بندار قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول لو استقبلت من أمري ما استدبرت لكتبت تفسير كل حديث إلى جنبه ولأتيت المدينة حتى أنظر في كتب قوم قد سمعت منهم.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 1- ص: 1

عبد الرحمن بن مهدي
مولى الأزد روى عن سفيان وشعبة ومالك بن أنس والمسعودي وخالد بن أبي عثمان وعمر بن ذر وعبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر ومعروف بن واصل وإسرائيل وزائدة والحمادين نا عبد الرحمن قال ذكره أبي قال نا عبد الرحمن بن عمر الزهري قال سمعت أيوب بن المتوكل قال كان حماد بن زيد إذا نظر إلى عبد الرحمن بن مهدي في مجلسه تهلل وجهه نا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت أبا الربيع الزهراني قال سمعت جرير الرازي يقول ما رأيت مثل عبد الرحمن بن مهدي ووصف عنه بصراً بالحديث وحفظاً نا عبد الرحمن أنا محمود بن آدم المروزي فيما كتب إلي قال سمعت صدقة بن الفضل قال أتيت يحيى بن سعيد القطان اسأله عن شيء من الحديث فقال لي الزم عبد الرحمن بن مهدي - وأفادني عنه أحاديث فسألت عبد الرحمن عنها فحدثني بها.
نا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال حدثني عن يحيى بن سعيد القطان قال ما قرأ عبد الرحمن بن مهدي على مالك أثبت مما سمع الناس نا عبد الرحمن قال أنا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل قال قلت لأبي: عبد الرحمن أثبت عندك أو وكيع؟ قال: عبد الرحمن أقل سقطاً من وكيع في سفيان قد خالفه وكيع في ستين حديثاً من حديث سفيان وكان عبد الرحمن يجيء بها على الفاظها وهو أكثر عدداً لشيوخ سفيان من وكيع وروى وكيع عن نحو من خمسين شيخاً لم يرو عنهم عبد الرحمن ولقد كان لعبد الرحمن توق حسن - قلت فأبو نعيم قال أين يقع أبو نعيم؟ من هؤلاء نا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال سمعت علي بن المديني يقول كان عبد الرحمن بن مهدي أعلم الناس قالها مراراً نا عبد الرحمن نا أبي قال سألت علي بن المديني: من أوثق أصحاب الثوري قال: يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع وأبو نعيم. نا عبد الرحمن قال أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلي قال سمعت أبي وذكر بن مهدي فقال كان ثقة خياراً من معادن الصدق صالحاً مسلماً نا عبد الرحمن نا أبي نا معاوية بن صالح بن عبيد الله الدمشقي قال قلت ليحيى بن معين: من أثبت شيوخ البصريين؟ فقال: عبد الرحمن بن مهدي - مع جماعة سماهم نا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال سمعت أبا هريرة الواسطي يقول كانت الحلقة لعبد الرحمن بن مهدي في مسجد الجامع وكان معاذ بن معاذ يقعد إلى سارية في الصدر عن يمينه يحيى بن سعيد وعن يساره خالد بن الحارث وعبد الرحمن له المسألة والمذاكرة وهؤلاء مرة بعد مرة الحديث بعد الحديث نا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت المقدمي يقول ما رأيت أحداً أتقن لما سمع ولما لم يسمع ولحديث الناس من عبد الرحمن بن مهدي نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول عبد الرحمن بن مهدي أثبت أصحاب حماد بن زيد وهو أمام ثقة أثبت من يحيى بن سعيد وأتقن من وكيع وكان عرض حديثه على سفيان الثوري.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 5- ص: 1