العيدروس عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس الحسيني: فاضل، من أهل حضرموت. ولد بها في (تريم) وتوفى بمصر. له (لطائف الجود في مسألة وحدة الوجود - خ) رسالة، و (تنميق الاسفار - ط) جمع فيه ماجرى له مع بعض الادباء في اسفاره، و (تنميق السفر - ط) فيما جرى عليه وله بمصر و (ديوان ترويح البال وتهييج البلبال - ط) و (العرف العاطر في معرفة الخواطر) منظومة، و (اتحاف الخليل - خ) رسالة في طريقة النقشبندية، و (النفحات المدنية - خ) في الاذكار، و (فتح الرحمن بشرح صلاة أبي الفتيان) وغير ذلك، وهو كثير.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 338
الشيخ عبد الرحمن العيدروس عبد الرحمن بن مصطفى بن شيخ بن مصطفى بن زين العابدين بن عبد الله الشافعي الحسيني اليمني الشهير كأسلافه بالعيدروس الاستاذ العارف الكامل العالم العامل أحد الأولياء الراسخين والأصفياء العارفين العلامة الحبر المحقق النحرير صاحب الكرامات والمكاشفات مربي المريدين ومرشد السالكين قطب العارفين أبو الفضل وجيه الدين ولد باليمن سنة خمس وثلاثين ومائة وألف وبها نشأ وقرأ وارتحل إلى مصر وتوطنها واستقبله أهلها ثم قدم دمشق لسنة اثنين وثمانين ومائة وألف ونزل بدار المولا حسين أفندي المرادي الكائنة بسويقة صاروجا فأكرمه وأحسن نزله هو وأخوه الوالد المرحوم وكانت أيامه بدمشق مواسم أفراح ولم يلبث بها الا قليلا وعاد إلى مصر وثم في سنة احدى وتسعين ومائة وألف ارتحل للديار الرومية فدخل قسطنطينية وصار له هناك اعتبار واقبال ورتب له بعض العلائق بمصر وغيرها وعاد من طرف البحر فخرد من ساحل صيدا فاستقبله واليها الوزير أحمد باشا الجزار إذ ذاك وعاد لمصر وله تآليف لطيفة منها لمنظومة المسماة بالعرف العاطر في معرفة الخواطر وغيرها من الجواهر وشرحها وفتح الرحمن بشرح صلاة أبي الفتيان ورسالتين في الطريقة النقشبندية وديوان شعر سماه ترويح البال وتهييج البلبال وغير ذلك وكان من أفراد العالم علما وعملا وقالا وجالا
ومن شعره قوله
طاب شربي لخمر تلك الكؤوس | فأدرها لنا حياة النفوس |
هاتها هاتها فقد راق وقتي | بين دوح به السرور جليسي |
هاتها فالزمان قد طاب حتى | غطس القلب في الجمال النفيس |
واسقني يا حياة روحي وسري | وامزجنها بريقك المأنوس |
بين زهر الرياض في خير أنس | هازم جيشه جيوش العبوس |
خمر أنس وخمر صفو وقرب | لا خمور الهوى وخمر الخسيس |
خمرة قد شطحت مذ ذقت منها | وبها قد كفيت كل العكوس |
خمرة أطلقت قيود رسومي | صار منها الفؤاد ذا تقديس |
خمرة الاتحاد أكرم بخمر | نور كأساتها يزحزح بوسي |
غبت عني بها فدعني أغني | إن في ذا المقام حطيت عيسى |
صاح إني من سكرتي غير صاح | فعلام الملام للعيد روس |
صاح إن شئت أن تهني بأعلى | معنوي الجمال والمحسوس |
لا زمن خمرتي ودونك حاني | واغطسن في الهوى كمثل غطوسي |
آخر القول لم ينل كأس خمري | غير من كان لابسا ملبوسي |
وعلى جدنا الرسول صلاة | من آله مهيمن قدوس |
دار البشائر الإسلامية / دار ابن حزم-ط 3( 1988) , ج: 2- ص: 328