ابن الإمام عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله، أبو زيد، ابن الامام: فقيه مجتهد، من أهل تلمسان. كان هو واخوه عيسى، عالمي المغرب في عصرهما. تعلما في تونس ورحلا إلى الجزائر وعادا إلى تلمسان، فكانا خصيصين بصاحبها السلطان أبي الحسن المريني، لهما تصانيف، وتخرج بهما كثير من فضلاء المغرب. , توفى أبو زيد، وهو اكبر الاخوين سنا، في تلمسان.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 330

عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن الإمام البرشكي ثم التلمساني.

كان أبوه إماما ببعض مساجد برشك، فاتهمه حينئذ المتغلب عليها وهو يومئذ زيري بن حماد بأن عنده وديعة من المال لبعض أعدائه؛ فطلبه بها، فلاذ بالامتناع؛ فقتله وارتحل ابناه: عبد الرحمن هذا وأخوه عيسى إلى تونس، وأخذا بها كثيرا من العلم، وأقاما بالجزائر يبثان العلم بها؛ لامتناع برشك عليهما. وكان السلطان أبو يعقوب قد غلب على تلمسان وعلى كثير من أعمالها، وبعث الميانة عماله، ومعهم الكاتب «منديل بن محمد الكناني» فارتحلا من الجزائر واحتلا بمليانة فحليا بعين منديل الكناني فقربهما واصطفاهما. واتخذهما لتعليم ولده محمد، ثم هلك أبو يعقوب، وقام بالملك حفيده أبو ثابت، ووقع بينه وبين أبي زيان بن يغمراسن صلح على الإفراج عن تلمسان، فارتحل وعاد إلى المغرب، ومر الكناني المذكور بتلمسان عند قفوله ومعه هذان الأخوان؛ فأوصلهما إلى أبي حمو، وأثنى عليهما، وعرفه بمقامهما فاغتبط بهما أبو حمو. واحتط لهما المدرسة المعروفة بهما بتلمسان، وأقاما عنده على هدى أهل العلم وسننهم. وهلك أبو حمو فكانا كذلك عند ابنه أبي تاشفين، إلى أن زحف السلطان أبو الحسن إلى تلمسان، وملكها عنوة سنة 737 وكانت لهما شهرة في أقطار المغرب أثبتت لهما في نفس أبي الحسن محبة؛ فاستدعاهما لحين دخوله، وأدنى مجلسهما، ورفع محلهما على أهل طبقتهما، وأجمل مجلسه بهما. ثم استنفرهما للغزو، وحضرا معه واقعة طريف، وعادا إلى بلدهما.

وتوفي أبو زيد إثر ذلك سنة 743.

  • دار التراث العربي - القاهرة-ط 1( 1972) , ج: 3- ص: 0