الدباغ عبد الرحمن بن محمد بن علي الانصاري الاسيدي، من ولد اسيد بنحضير، أبو زيد، المعروف بالدباغ: مؤرخ، باحث، فقيه، من أهل القيروان. اشهر تصانيفه (معالم الايمان في معرفة أهل القيروان - ط) اربعة اجزاء. وله (تاريخ ملوك الاسلام) و (جلاء الافكار في مناقب الانصار) وغير ذلك.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 329

الدباغ عبد الرحمن بن محمد بن علي الأنصاري الأوسي الأسيدي من ولد أسيد بن حضير الاشهلي، المعروف بالدباغ، أبو زيد، المحدث، الفقيه، الصوفي المؤرخ.
ولد بالقيروان في ذي الحجة سنة 605/ 1208 أخذ عن القاضي أبي زكرياء يحيى البرقي المهدوي، والقاضي عبد الجليل الأزدي، ووالده، وأبي عمرو عثمان بن شقر، وأبي العباس البطرني، وأبي المكارم محمد بن يوسف بن موسى، والقاضي أبي محمد عبد الله بن برطلة الأنصاري، ومحمد بن إبراهيم بن عثمان الحضرمي، ومحمد بن إبراهيم بن عثمان الزناتي المهدوي المعروف بالحنفي نزيل المنستير، روى عنه الحديث المسلسل بالأولية، وحديث انس بن مالك المسلسل بالمصافحة، وحديث ابن مسعود المسلسل بالتشهد، وأحاديث أخر من مسلسلات أبي الحسن علي بن المفضل المقدسي، كما أخذ عن العالم الصوفي أبي محمد عبد السلام بن عبد الغالب المصراتي القيرواني الذي قال فيه «هو شيخي ومعلمي واحد من أنعم الله علي بصحبته اختلفت إليه كثيرا فلم تر عيني قط مثله نسكا وفضلا وصيانة لنفسه وانقباضا عن الناس، كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما رأيت أحفظ منه لأخبار الصالحين وحكاياتهم، حسن الايراد لها، متقنا لما قد يحكيه منها، أنيس المجالسة، مليح المحادثة. ولعله تأثر بشيخه هذا في اتجاهه نحو التصوف وفي سلوكه كما أخذ عن أمين الدين بن أبي جعفر أحمد بن علي بن طلحة السبتي المعروف بابن عليم نزيل تونس، وأجازه من مصر تلامذة الحافظ أبي طاهر السلفي عبد الوهاب بن ظافر بن رواج، وأبي التقى صالح بن شجاع، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن الجميزي، وأبو
القاسم بن الحاسب سبط السلفي، وشيوخه يزيدون على الثمانين كما ذكره في برنامجه وقاله العواني، والعبدري في رحلته.
كان معتنيا بالآثار جامعا لها، محدثا فقيها، مؤرخا، مشاركا في العلوم النقلية والعقلية، نظم الكثير وربما أجاد في بعضه، قال العبدري:
وله نظم جيد كثير، ومما كتبه على جلاء الأفكار في مناقب الأنصار من تأليفه:

لقيه العبدري واثنى عليه، وامتدح سعة مروياته، وأجازه إجازة عامة، ولقيه محمد بن جابر الوادي آشي في تونس، وروى عنه، ووصفه بالشيخ الفقيه العدل المؤرخ الفقيه المسند.
قال ابن ناجي: وكان عادلا شهادته اكثرية، يرفع على خطه، ويظهر من هذا أنه كان مباشرا لخطة العدالة في بلده القيروان، وسبب تسمية جده الكبير بالدباغ هو أنه قدمه قاضي الجماعة والسلطان لقضاء بلده وكتب له الظهير وبعث له به فلما عرف أن الظهير يرد عليه في وقت الضحى بكر إلى دار الدباغ وعرى حوائجه وتحزم ثم أخذ يملي بالدلو من بئر الدار ويفرغ على الجلود، فلما وصل الرسول بالظهير إليه طلبه في داره وفي المسجد وما زال يبحث عنه حتى وجده فقال له يا سيدي، نحب البشارة. فقال له ارجع بظهيرك وقل لمن بعثك به وجدته دباغا فلا يليق بكم أن تقدموا من كانت هذه حالته قاضيا على رقاب الناس، فلما عرف من ذكر نعرف أنه ليس صناعته دبغ الجلود، وإنما تظاهر بذلك بقصد
الهروب من القضاء ليختار نفسه وقدموا غيره، كذا قال ابن ناجي في ملحقه على «معالم الإيمان» نقلا عن شيخه أبي عبد الله محمد بن شبل.
توفي بالقيروان يوم السبت 15 ربيع الثاني سنة 699/ 1300.
مؤلفاته:
1) الأربعون حديثا التساعية (أي التي في سندها تسعة رجال).
2) كتاب الأحاديث الأربعين في عموم رحمة الله لسائر المؤمنين.
3) جلاء الأفكار في مناقب الأنصار.
4) سراج المتقين المنتخب من كلام سيد المرسلين، حذا فيه حذو شهاب الأخبار لمحمد بن سلامة القضاعي المصري.
5) برنامج (فهرسة) في أسماء شيوخه ومروياته عنهم.
6) شرح أو تعليق على تهذيب المدونة للبراذعي، ذكره في ترجمة سحنون قال «وما جرى له مع ابن أبي الجواد وضربه له حتى مات فقد ذكرته في كتاب المديان فيما وضعته على تهذيب البراذعي».
7) كرامات أبي يوسف الدهماني، قال ابن ناجي وهو مقدار ثلاثة أرباع رسالة أبي محمد بن أبي زيد توجد منه نسخة في مكتبة الجزائر رقم 1718 ونسخ بالمكتبة الوطنية في تونس وهو في 13 ورقة من القطع المتوسط.
8) مناهج أهل الدين وطرائق أيمة المتقين، في ذكر من كان بالقيروان من الصحابة والتابعين، ومشاهير العلماء الراسخين وأفاضل الأولياء والصالحين، هكذا ذكره تلميذه محمد بن جابر الوادي آشي في (برنامجه) وهو المعروف بمعالم الإيمان، وفي رحلة العبدري «معالم الإيمان وروضات الرضوان في مناقب المشهورين من صلحاء القيروان»، وفي النسخة المطبوعة معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان، ويبدو من كل ذلك أن الدباغ غير واختصر عنوان الكتاب في المرحلة الأخيرة من حياته، وربما يكون ابن ناجي قد تصرف في عنوان الكتاب.
وتناول المؤلف في هذا الكتاب تاريخ الفتح الإسلامي وتأسيس مدينة القيروان وتراجم الفقهاء والمحدثين واللغويين والأدباء والأطباء والصوفية والصالحين، ونثر خلال التراجم معلومات ثمينة اجتماعية واقتصادية، وأصل الكتاب هو اختصار لطبقات التجيبي عتيق بن خلف (ت 422/ 1034) ويزيد أحيانا بعض الزيادات عليه، ونقل فيه عن طبقات أبي العرب التميمي ورياض النفوس للمالكي. ولم يشن الكتاب إلا اغراقه في نقل العجائب وخوارق الكرامات التي لا يكاد العقل يصدق الكثير منها ولكن يبدو أنه منذ عصره شغفت العقول بتصيد الكرامات مهما كان ماتاها ومقدار صدقها ومطابقتها للواقع، فهل يصح لنا أن نعتبر أن أواخر القرن السادس هـ‍ بتونس هو عصر بداية الانحطاط الفكري، وتقلص ملكة النقد وانكماش العقل والاعتقاد المغالي في الصوفية.
طبع الكتاب لأول مرة بالمطبعة العربية التونسية سنة 1330/ 1900 مع تعليقات لابن ناجي 4 أجزاء في مجلدين والجزء الأخير فيه تراجم إضافية بعد عصر المؤلف من زيادات ابن ناجي، وطبع للمرة الثانية بالقاهرة، نشر المكتبة العتيقة بتونس، وصدر الجزء الأول سنة 1968 بتصحيح وتعليق الأستاذ إبراهيم شبوح، والجزء الثاني بتحقيق الدكتور الأحمدي أبو النور والشيخ محمد ماضور القاهرة 1972 والجزء الثالث بتحقيق محمد ماضور طبع بتونس سنة 1978.
9) مشارق انوار القلوب ومفاتح أسرار الغيوب ط. دار صادر بيروت 1959 بتحقيق ريثر.
والكتاب في التصوف في موضوع الحب الإلهي ويرى محقق الكتاب «ان هذه الرسالة مثل جيد لأقوال الصوفيين في العشق المتأثرين بالفلسفة الافلاطونية».
10) واسطة النظام في تواريخ ملوك الإسلام.
قال ابن ناجي: «وصف فيه بني عبيد بأوصاف حميدة، من تغيير المنكر والنهي عن شرب الخمر وبرأهم من المذام كلها التي نسبت إليهم، ونسبها لبعض دعاتهم وأنهم لما اتصل بهم ما اتصل عن بعض دعاتهم عاقبوهم أشد العقوبة على ذلك وتبرءوا منهم، ومدح المنصور العبيدي بالاحسان إلى الرعية والعدل والعفو والحلم واستأصل الخراج عن الرعية بتولية أهل الورع والدين وصحبته الصالحين وقد وصفه هو بضد ذلك في كتاب معالم الإيمان» وهذا الكتاب مفقود.
المصادر والمراجع:
- الاعلام 4/ 105، 10/ 122.
- برنامج الوادي آشي 60 - 61.
- تذكرة الحفاظ للذهبي (ط 1/) 4/ 271.
- الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي لمحمد البهلي النيال (تونس 1384/ 1965) ص 59.
- الحلل السندسية 1/ 262 - 270 (نقلا عن رحلة العبدري).
- رحلة التيجاني 56 تعليق 1.
- رحلة العبدري 66 - 72.
- شجرة النور الزكية 193.
- فهرس الفهارس والاثبات 1/ 292 - 293.
- فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية 469 - 470.
- كشف الظنون 301.
- معالم الايمان 4/ 89 - 92، معجم المطبوعات 863 - 864 (نقل الترجمة عن رحلة العبدري).
- معجم المؤلفين 5/ 185.
- نيل الابتهاج 163 - 164 (باختصار عن رحلة العبدري).
- هدية العارفين 1/ 596.

  • دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان-ط 2( 1994) , ج: 2- ص: 288

الدباغ القيرواني عبد الرحمن بن محمد بن علي المؤرخ المحدث، أبو زيد الأنصاري الأسدي القيرواني المعمر، صاحب تاريخ القيروان، ولد بها سنة خمس وست مائة وتوفي سنة تسع وتسعين وست مائة. وأخذ عن عبد الرحمن بن طلحة، وعبد السلام بن عبد الغالب الصوفي وطائفة. وأجاز له ابن رواج، وابن الجميزي، وسبط السلفي وجماعة، وخرج له أربعين تساعيات بالإجازة. سمع منه محمد بن جابر الوادي آشي، وتوفي في بلده.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 18- ص: 0

عبد الرحمن بن محمد بن علي أبو زيد الأنصاري الأسدي القيرواني، المعمر، صاحب تاريخ القيروان.
أخذ عن عبد الرحمن بن طلحة، وعبد السلام بن عبد الغالب الصوفي، وطائفة، وأجاز له ابن رواج، وابن الجميزي، وسبط السلفي، وجماعة. وخرج له أربعين تساعيات بالإجازة.
سمع منه محمد بن جابر الوادي آشي.
وكن مؤرخ بلده ومحدثها، ومانح فوائدها ومورثها. عمل هذا التاريخ المختص ببلده، وما رئي مثل صبره على ذلك ولا جلده.
ولم يزل على حاله إلى أن أدركه مكتوبه، وفرغ من عمره محسوبه.
وتوفي رحمه الله تعالى سنة تسع وتسعين وست مئة.
ومولده سنة خمس وست مئة.

  • دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 3- ص: 39