عبد الرحمن الفيصل عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله، من آل سعود: امام سعودي، له اخبار كثيرة في تاريخ نجد الحديث. وهو جد الملك سعود بن عبد العزيز. كان رابع ابناء فيصل بن تركي، وهم: عبد الله، ومحمد، وسعود، وعبد الرحمن. واختلف اخواه عبد الله وسعود، بعد وفاة ابيهما (سنة 1281هـ) وتولى سعود (سنة 1287) فأرسل عبد الرحمن من الرياض إلى بغداد، لمفاوضة التر (العثمانيين) في التخلي لآل سعود عن (الاحساء) فأقام ببغداد نحو عامين ولم يدرك بغيته، فعاد إلى نجد. ةاغار بقوة من قبيلة (العجمان) على الاحساء، فاحتلها، الا حصنا يسمى (الكوت) وبينما هو يستعد للاستيلاء عليه فاجأته جموع من القبائل، تحت راية الترك، فانصرف إلى الرياض. ومرض اخوه سعود على مقربة منها، ثم مات، فاتفق أهل الرياض على مبايعته بالامامة. وكان اخوه الاكبر (عبد الله) في ديار (عتيبة) فأقبل زاحفا على الرياض، فنزل له عبد الرحمن عن الامامة - بعد ان تولاها مدة سنة - حقنا للدماء. وثار ابناء اخيهما (سعود) على عبد الله، فخلعوه وسجنوه. وضعف أمر آل سعود، فطمع بهم محمد بن رشيد (صاحب حائل) فأغار على الرياض مدعيا الرغبة بانقاذ عبد الله، فاستولى عليها، وخلف بها اميرا من قبله يدعى (ابن سبهان) وعاد إلى حائل ومعه عبد الله. ولحق بهما عبد الرحمن سنة 1305هـ. فأقام مع اخيه إلى سنة 1307 واذن لهما ابن رشيد بالعودة إلى بلدهما (الرياض) فرجعا اليها. ومات عبد الله. واساء (ابن سبهان) السيرة، فوثب عليه عبد الرحمن وسجنه. وجددت له البيعة، فأقام خمسة اشهر، وهاجمه محمد بن رشيد انتصارا لعامله ابن سبهان، فثبت له أهل الرياض، فلم يتمكن من دخولها. وصالحه عبد الرحمن على ان يطلق ابن سبهان وينزل له ابن رشيد لقاء ذلك عن (العارض) وصفا الجو لعبد الرحمن مدة قليلة. وتجددت الخصومة بينه وبين ابن رشيد، وانهزم رجال عبد الرحمن في (المليدة) فرحل إلى الجنوب، ونزل في قبائل (مرة) فأقام سبعة اشهر، وارسل اهله إلى الاحساء - وكانت لاتزال في يد الحكومة العثمانية - وجمع من توسم فيهم النجدة واعاد الكرة على الرياض، فأخرج منها رجال ابن رشيد، واستولى عليها وعلى سائر العارض. فزحف عليه ابن رشيد، واقتتلا في (حريملة) وظفر ابن رشيد، فرحل عبد الرحمن إلى بادية الاحساء، وارسل اهله إلى (قطر) ثم إلى (البحرين) سنة 1309هـ. واستقر بعد ذلك في (الكويت) فأقام نحو عشر سنوات، اشتد بها ساعد ابنه عبد العزيز (انظر ترجمته) فأستأذن اباه في مناوشة آل رشيد، وتم له احتلال الرياض في وثبة عجيبة. وعاد اليها عبد الرحمن سنة 1319هـ. وطالت حياته إلى ان شهد ملك ابنه (عبد العزيز) يمتد من خليج فارس إلى البحر الاحمر، ومن داخل بلاد اليمن إلى حدود الشام. وكان عبد العزيز يرجع اليه في كل ما يهم من الامور، ويقف بين يديه اذا جلس، موقف الخادم، إلى ان توفى. وكان في عبد الرحمن زهد، وبعد عن مظاهر الترف، وفي طبعه ميل إلى الهوادة، وهو على جانب من العلم، ولم يكن في يوم من الايام مثير فتنة ولا ناقض عهد حتى مع اعدائه.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 322