الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الاوزاعي، من قبيلة الاوزاع، أبو عمرو: امام الديار الشامية في الفقه والزهد، واحد الكتاب المترسلين. ولد في بعلبك، ونشأ في البقاء، وسكن بيروت وتوفى بها. وعرض عليه القضاء فامتنع. قال صالح بن يحيى في تاريخ بيروت: (كان الاوزاعي عظيم الشأن بالشام، وكان امره فيهم اعز من امر السلطان، وقد جعلت له كتابا يتضمن ترجمته). له كتاب (السنن) في الفقه، و (المسائل) ويقدر ما سئل عنه بسبعين الف مسألة اجاب عليها كلها. وكانت الفتيا تدور بالاندلس على رأيه، إلى زمن الحكم بن هشام. ولاحد العلماء كتاب (محاسن المساعي في مناقب الامام أبي عمرو الاوزاعي - ط) نشره الامير شكيب ارسلان، ولم يعرف مؤلفه، ولعله لصالح بن يحيى. والاسبانيول يسمونه Aowzei و Auzu قال الامير شكيب: ان هذا يدل على ان أهل الاندلس كانوا يلفظون (الاوزاعي) بالامالة، وكانت غالبة على لفظهم (وانظر المستدرك 121).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 320
الأوزاعي فقيه الشأم اسمه عبد الرحمن بن عمرو.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 9- ص: 0
الأوزاعي: "ع"
عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد، شيخ الإسلام، وعالم أهل الشام، أبو عمرو الأوزاعي.
كان يسكن بمحلة الأوزاع، وهي العقيبة الصغيرة، ظاهر باب الفراديس بدمشق، ثم تحول إلى بيروت مرابطا بها إلى أن مات.
وقيل: كان مولده ببعلبك.
حدث عن: عطاء بن أبي رباح، وأبي جعفر الباقر، وعمرو بن شعيب، ومكحول، وقتادة، والقاسم بن مخيمرة، وربيعة بن يزيد القصير، وبلال بن سعد، والزهري، وعبدة بن أبي لبابة، ويحيى بن أبي كثير، وأبي كثير السحيمي اليمامي، وحسان بن عطية، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، ومطعم بن المقدام، وعمير بن هانىء العنسي، ويونس بن ميسرة، ومحمد بن إبراهيم التيمي، وعبد الله بن عامر اليحصبي، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، والحارث بن يزيد الحضرمي، وحفص بن عنان، وسالم بن عبد الله المحاربي، وسليمان بن حبيب المحاربي، وشداد أبي عمار، وعبد الله بن عبيد بن عمير، وعبد الرحمن بن القاسم، وعبد الواحد بن قيس، وأبي النجاشي عطاء بن صهيب، وعطاء الخراساني، وعكرمة بن خالد، وعلقمة بن مرثد، ومحمد بن سيرين، وابن المنكدر، وميمون بن مهران، ونافع مولى ابن عمر، والوليد بن هشام، وخلق كثير من التابعين، وغيرهم.
وكان مولده في حياة الصحابة.
روى عنه: ابن شهاب الزهري، ويحيى بن أبي كثير، وهما من شيوخه، وشعبة، والثوري، ويونس بن يزيد، وعبد الله بن العلاء بن زبر، ومالك، وسعيد بن عبد العزيز، وابن المبارك، وأبو إسحاق الفزاري، وإسماعيل بن عياش، ويحيى بن حمزة القاضي، وبقية بن الوليد، والوليد بن مسلم، والمعافى بن عمران، ومحمد بن شعيب، وشعيب بن إسحاق، ويحيى القطان، وعيسى بن يونس، والهقل بن زياد، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبو المغيرة الحمصي، وأبو عاصم النبيل، ومحمد بن كثير المصيصي، وعمرو بن عبد الواحد، ويحيى البابلتي، والوليد بن مزيد العذري، وخلق كثير.
قال محمد بن سعد: الأوزاع بطن من همدان، وهو من أنفسهم، وكان ثقة. قال:، وولد سنة ثمان، وثمانين، وكان خيرا فاضلا مأمونا كثير العلم، والحديث، والفقه حجة. توفي سنة سبع، وخمسين ومائة.
وأما البخاري فقال: لم يكن من الأوزاع بل نزل فيهم.
قال الهيثم بن خارجة: سمعت أصحابنا يقولون: ليس هو من الأوزاع هو ابن عم يحيى بن أبي عمرو السيباني لحا إنما كان ينزل قرية الأوزاع إذا خرجت من باب الفراديس.
قال ضمرة بن ربيعة: الأوزاع: اسم، وقع على موضع مشهور بربض دمشق سمي بذلك؛ لأنه سكنه بقايا من قبائل شتى، والأوزاع: الفرق تقول: وزعته أي: فرقته.
قال أبو زرعة الدمشقي: اسم الأوزاعي: عبد العزيز بن عمرو بن أبي عمرو فسمى نفسه عبد الرحمن، وكان أصله من سبي السند، نزل في الأوزاع فغلب عليه ذلك، وكان فقيه أهل الشام، وكانت صنعته الكتابة، والترسل، ورسائله تؤثر.
قال أبو مسهر، وطائفته:، ولد سنة ثمان، وثمانين.
ضمرة: سمعت الأوزاعي يقول: كنت محتلما، أو شبيها بالمحتلم في خلافة عمر بن عبد العزيز.
وشذ محمد بن شعيب، عن الأوزاعي، فقال: مولدي سنة ثلاث، وتسعين. فهذا خطأ.
قال الوليد بن مزيد: مولده ببعلبك، ومنشؤه بالكرك -قرية بالبقاع- ثم نقلته أمه إلى بيروت.
قال العباس بن الوليد: فما رأيت أبي يتعجب من شيء في الدنيا تعجبه من الأوزاعي. فكان يقول: سبحانك تفعل ما تشاء كان الأوزاعي يتيما فقيرا في حجر أمه تنقله من بلد إلى بلد، وقد جرى حكمك فيه أن بلغته حيث رأيته يا بني عجزت الملوك أن تؤدب أنفسها، وأولادها أدب الأوزاعي في نفسه ما سمعت منه كلمة قط فاضلةالا احتاج مستمعها إلى إثباتها عنه، ولا رأيته ضاحكا قط حتى يقهقه، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول في نفسي: أترى في المجلس قلب لم يبك؟
الفسوي: سمعت العباس بن الوليد بن مزيد عن شيوخهم قالوا: قال الأوزاعي: مات أبي، وأنا صغير فذهبت ألعب مع الغلمان فمر بنا فلان، وذكر شيخا جليلا من العرب ففر الصبيان حين رأوه، وثبت أنا فقال: ابن من أنت؟. فأخبرته. فقال: يا ابن أخي يرحم الله أباك فذهب بي إلى بيته فكنت معه حتى بلغت فألحقني في الديوان، وضرب علينا بعثا إلى اليمامة فلما قدمناها، ودخلنا مسجد الجامع، وخرجنا قال لي رجل من أصحابنا: رأيت يحيى بن أبي كثير معجبا بك يقول: ما رأيت في هذا البعث أهدى من هذا الشاب قال: فجالسته فكتبت عنه أربعة عشر كتابا أو ثلاثة عشر فاحترق كله.
ابن زبر: حدثنا الحسن بن جرير، حدثنا محمد بن أيوب بن سويد عن أبيه: أن الأوزاعي خرج في بعث اليمامة، فأتى مسجدها فصلى، وكان يحيى بن أبي كثير قريبا منه، فجعل ينظر إلى صلاته، فأعجبته، ثم إنه جلس إليه، وسأله عن بلده، وغير ذلك، فترك الأوزاعي الديوان، وأقام عنده مدة يكتب عنه فقال له: ينبغي لك أن تبادر البصرة لعلك تدرك الحسن، وابن سيرين فتأخذ عنهما. فانطلق إليهما فوجد الحسن قد مات، وابن سيرين حي فأخبرنا الأوزاعي: أنه دخل عليه فعاده، ومكث أياما، ومات، ولم يسمع منه قال: كان به البطن.
قال محمد بن عبد الرحمن السلمي: رأيت الأوزاعي فوق الربعة، خفيف اللحم، به سمرة يخضب بالحناء.
محمد بن كثير: عن الأوزاعي قال: خرجت أريد الحسن، ومحمدا فوجدت الحسن قد مات، ووجدت ابن سيرين مريضا.
قال عبد الرزاق: أول من صنف ابن جريج، وصنف الأوزاعي.
أبو مسهر: حدثني الهقل قال: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة أو نحوها.
قال إسماعيل بن عياش: سمعت الناس في سنة أربعين، ومائة يقولون: الأوزاعي اليوم عالم الأمة. أهل الأوزاعي اليوم عالم الأمة.، أخبرنا أبو مسهر، حدثنا سعيد قال: أخبرنا أبو مسهر، حدثنا سعيد قال: الأوزاعي هو عالم أهل الشام.، وسمعت محمد بن شعيب يقول: قلت لأمية بن يزيد: أين الأوزاعي من مكحول؟ قال: هو عندنا أرفع من مكحول.
قلت: بلا ريب هو أوسع دائرة في العلم من مكحول.
محمد بن شعيب قال: ثم قال أمية: كان قد جمع العبادة، والعلم، والقول بالحق. قال العباس بن الوليد البيروتي: حدثني رجل من، ولد الأحنف ابن قيس قال: بلغ الثوري، وهو بمكة مقدم الأزواعي فخرج حتى لقيه بذي طوى فلما لقيه حل رسن البعير من القطار فوضعه على رقبته فجعل يتخلل به فإذا مر بجماعة قال: الطريق للشيخ. روى نحوها المحدث سليمان بن أحمد الواسطي، حدثنا عثمان بن عاصم.، وروى شبيها بها إسحاق بن عباد الختلي عن أبيه: أن الثوري.. بنحوها.
قال أحمد بن حنبل: دخل سفيان الثوري، والأوزاعي على مالك فلما خرجا قال: أحدهما أكثر علما من صاحبه، ولا يصلح للإمامة، والآخر يصلح للإمامة يعني الأوزاعي للإمامة.
مسلمة بن ثابت، عن مالك قال: الأوزاعي إمام يقتدى به.
الشاذكوني: سمعت ابن عيينة يقول: كان الأوزاعي، والثوري بمنى، فقال الأوزاعي للثوري: لم لا ترفع يدك في خفض الركوع، ورفعه؟. فقال: حدثنا يزيد بن أبي زياد.. فقال الأوزاعي: روى لك الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه، وسلم-، وتعارضني بيزيد رجل ضعيف الحديث، وحديثه مخالف للسنة فاحمر، وجه سفيان. فقال الأوزاعي: كأنك كرهت ما قلت؟ قال: نعم. فقال: قم بنا إلى المقام نلتعن أينا على الحق. قال: فتبسم سفيان لما رآه قد احتد.
علي بن بكار: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: ما رأيت مثل الأوزاعي، والثوري؟ فأما الأوزاعي فكان رجل عامة، وأما الثوري فكان رجل خاصة نفسه، ولو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي- يريد: الخلافة. قال علي بن بكار: لو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها أبا إسحاق الفزاري.
قال الخريبي: كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه.
وعن نعيم بن حماد، عن ابن المبارك، قال: لو قيل لي: اختر لهذه الأمة، لاخترت سفيان الثوري، والأوزاعي، ولو قيل لي: اختر أحدهما لاخترت الأوزاعي لأنه أرفق الرجلين.، وكذا قال في هذا المعنى: أبو أسامة.
قال عبد الرحمن بن مهدي: إنما الناس في زمانهم أربعة: حماد بن زيد بالبصرة، والثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام.
قال أحمد بن حنبل: حديث الأوزاعي عن يحيى مضطرب.
الربيع المرادي: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت رجلا أشبه فقهه بحديثه من الأوزاعي.
قال إبراهيم الحربي: سألت أحمد بن حنبل: ما تقول في مالك؟ قال: حديث صحيح، ورأي ضعيف. قلت: فالأوزاعي؟ قال: حديث ضعيف، ورأي ضعيف. قلت: فالشافعي؟ قال: حديث صحيح، ورأي صحيح؟ قلت: ففلان؟ قال: لا رأي، ولا حديث.
قلت: يريد أن الأوزاعي حديثه ضعيف من كونه يحتج بالمقاطيع، وبمراسيل أهل الشام، وفي ذلك ضعف لا أن الإمام في نفسه ضعيف.
قال الوليد بن مسلم: رأيت الأوزاعي يثبت في مصلاه، يذكر الله حتى تطلع الشمس، ويخبرنا عن السلف: أن ذلك كان هديهم فإذا طلعت الشمس قام بعضهم إلى بعض فأفاضوا في ذكر الله، والتفقه في دينه.
عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، قال: دفع إلي الزهري صحيفة، فقال: اروها عني. ودفع إلى يحيى بن أبي كثير صحيفة فقال: اروها عني. فقال ابن ذكوان:، حدثنا الوليد قال: قال الأوزاعي: نعمل بها، ولا نحدث بها يعني الصحيفة.
قال الوليد: كان الأوزاعي يقول: كان هذا العلم كريما، يتلاقاه الرجال بينهم، فلما دخل في الكتب، دخل فيه غير أهله. وروى مثلها ابن المبارك، عن الأوزاعي.
ولا ريب أن الأخذ من الصحف، وبالإجازة يقع فيه خلل، ولا سيما في ذلك العصر حيث لم يكن بعد نقط، ولا شكل فتتصحف الكلمة بما يحيل المعنى، ولا يقع مثل ذلك في الأخذ من أفواه الرجال، وكذلك التحديث من الحفظ يقع فيه الوهم بخلاف الرواية من كتاب محرر.
محمد بن عوف: حدثنا هشام بن عمار: سمعت الوليد يقول: احترقت كتب الأوزاعي زمن الرجفة ثلاثة عشر قنداقا فأتاه رجل بنسخها فقال: يا أبا عمرو هذه نسخة كتابك، وإصلاحك بيدك فما عرض لشيء منها حتى فارق الدنيا.
وقال بشر بن بكر التنيسي: قيل للأوزعي: يا أبا عمرو الرجل يسمع الحديث عن النبي -صلى الله عليه، وسلم- فيه لحن أيقيمه على عربيته؟ قال: نعم إن رسول الله -صلى الله عليه، وسلم- لا يتكلمإلا بعربي. قال الوليد بن مسلم: سمعت الأوزاعي يقول: لا بأس بإصلاح اللحن، والخطأ في الحديث.
منصور بن أبي مزاحم: عن أبي عبيد الله كاتب المنصور، قال: كانت ترد على المنصور كتب من الأوزاعي نتعجب منها، ويعجز كتابه عنها فكانت تنسخ في دفاتر، وتوضع بين يدي المنصور فيكثر النظر فيها استحسانا لألفاظها فقال لسليمان بن مجالد -وكان من أحظى كتابه عنده: ينبغي أن تجيب الأوزاعي عن كتبه جوابا تاما. قال: والله يا أمير المؤمنين! ما أحسن ذلك، وإنما أرد عليه ما أحسن، وإن له نظما في الكتب لا أظن أحدا من جميع الناس يقدر على إجابته عنه، وأنا أستعين بألفاظه على من لا يعرفها ممن نكاتبه في الآفاق.
قلت: كان الأوزاعي مع براعته في العلم، وتقدمه في العمل كما ترى رأسا في الترسل رحمه الله.
الوليد بن مزيد: سئل الأوزاعي عن الخشوع في الصلاة؟ قال: غض البصر، وخفض الجناح، ولين القلب، وهو الحزن، الخوف.
قال: وسئل الأوزاعي عن إمام ترك سجدة ساهيا حتى قام، وتفرق الناس. قال: يسجد كل إنسان منهم سجدة، وهم متفرقون.
وسمعت الأوزاعي يقول: وسألته: من الأبله؟ قال: العمي عن الشر البصير بالخير.
سليمان بن عبد الرحمن: حدثنا الوليد: سمعت الأوزاعي يقول: ما أخطأت يد الحاصد، أو جنت يد القاطف، فليس لصاحب الزرع عليه سبيل إنما هو للمارة، وابن السبيل.
روى أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، قال: ولي الأوزاعي القضاء ليزيد بن الوليد، فجلس مجلسا، ثم استعفى، فأعفي، وولي يزيد بن أبي ليلى الغساني، فلم يزل حتى قتل بالغوطة.
قال إسحاق بن راهويه: إذا اجتمع الثوري، والأوزاعي، ومالك على أمر فهو سنة.
قلت: بل السنة ما سنه النبي -صلى الله عليه، وسلم-، والخلفاء الراشدون من بعده. والإجماع: هو ما أجمعت عليه علماء الأمة قديما، وحديثا إجماعا ظنيا أو سكوتيا، فمن شذ عن هذا الإجماع من التابعين، أو تابعيهم لقول باجتهاده، احتمل له، فأما من خالف الثلاثة المذكورين من كبار الأئمة فلا يسمى مخالفا للإجماع، ولا للسنة، وإنما مراد إسحاق: أنهم إذا اجتمعوا على مسألة فهو حق غالبا كما نقول اليوم: لا يكاد يوجد الحق فيما اتفق أئمة الاجتهاد الأربعة على خلافه مع اعترافنا بأن اتفاقهم على مسألة لا يكون إجماع الأمة، ونهاب أن نجزم في مسألة اتفقوا عليها بأن الحق في خلافها.
ومن غرائب ما انفرد به الأوزاعي: أن الفخذ ليست في الحمام عورة، وأنها في المسجد عورة، وله مسائل كثيرة حسنة ينفرد بها، وهي موجودة في الكتب الكبار، وكان له مذهب مستقل مشهور عمل به فقهاء الشام مدة، وفقهاء الأندلس ثم فني.
سليمان بن عبد الرحمن قال: قال عقبة بن علقمة البيروتي: أرادوا الأوزاعي على القضاء فامتنع، وأبى فتركوه.
وقال الأوزاعي: من أكثر ذكر الموت، كفاه اليسير، ومن عرف أن منطقه من عمله، قل كلامه.
أبو صالح كاتب الليث: عن الهقل بن زياد، عن الأوزاعي: أنه وعظ، فقال في موعظته: أيها الناس! تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من نار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة، فإنكم في دار، الثواء فيها قليل، وأنتم مرتحلون، وخلائف بعد القرون، الذين استقالوا من الدنيا زهرتها، كانوا أطول منكم أعمارا، وأجد أجساما، وأعظم آثارا فجددوا الجبال، وجابوا الصخور، ونقبوا في البلاد مؤيدين ببطش شديد، وأجسام كالعماد فما لبثت الأيام، والليالي أن طوت مدتهم، وعفت آثارهم، وأخوت منازلهم، وأنست ذكرهم: {هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا} كانوا بلهو الأمل آمنين، ولميقات يوم غافلين، ولصباح قوم نادمين، ثم إنكم قد علمتم ما نزل بساحتهم بياتا من عقوبة الله، فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين، وأصبح الباقون ينظرون في آثار نقمه، وزوال نعمه، ومساكن خاوية، فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم، وعبرة لمن يخشى، وأصبحتم في أجل منقوص، ودنيا مقبوضة في زمان قد ولى عفوه، وذهب رخاؤه فلم يبق منه إلا حمة شر، وصبابة كدر، وأهاويل غير، وأرسال فتن، ورذالة خلف.
الحكم بن موسى: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: ما كنت أحرص على السماع من الأوزاعي، حتى رأيت رسول الله -صلى الله عليه، وسلم- في المنام، والأوزاعي إلى جنبه فقلت: يا رسول الله عمن أحمل العلم؟ قال: عن هذا.، وأشار إلى الأوزاعي.
قلت: كان الأوزاعي كبير الشأن.
قال عمرو بن أبي سلمة التنيسي: حدثنا الأوزاعي قال: رأيت كأن ملكين عرجا بي، وأوقفاني بين يدي رب العزة فقال لي: أنت عبدي عبد الرحمن الذي تأمر بالمعروف؟ فقلت: بعزتك أنت أعلم. قال: فهبطا بي حتى رداني إلى مكاني. رواها عبد الله بن أحمد عن الحسن بن عبد العزيز عنه.
العباس بن الوليد البيروتي: حدثنا عبد الحميد بن بكار عن محمد بن شعيب قال: جلست إلى شيخ في الجامع فقال: أنا ميت يوم كذا، وكذا.
فلما كان ذلك اليوم أتيته فإذا به يتفلى في الصحن فقال: ما أخذتم السرير؟ يعني النعش خذوه قبل أن تسبقوا إليه. قلت: ما تقول رحمك الله؟ قال: هو الذي أقول لك رأيت في المنام كأن طائرا، وقع على ركن من أركان هذه القبة فسمعته يقول: فلان قدري، وفلان كذا، وعثمان بن أبي العاتكة: نعم الرجل، وعبد الرحمن الأوزاعي خير من يمشي على الأرض، وأنت ميت يوم كذا، وكذا قال: فما جاءت الظهر حتى مات، وأخرج بجنازته.
قال الوليد بن مزيد: كان الأوزاعي من العبادة على شيء ما سمعنا بأحد قوي عليه، ما أتى عليه زوال قط إلا وهو قائم يصلي.
قال مروان الطاطري: قال الأوزاعي: من أطال قيام الليل هون الله عليه، وقوف يوم القيامة.
صفوان بن صالح، قال: كان الوليد بن مسلم يقول: ما رأيت أكثر اجتهادا في العبادة من الأوزاعي.
محمد بن سماعة الرملي: سمعت ضمرة بن ربيعة يقول: حججنا مع الأوزاعي سنة خمسين، ومائة فما رأيته مضطجعا في المحمل في ليل، ولا نهار قط كان يصلي فإذا غلبه النوم استند إلى القتب.
وعن سلمة بن سلام قال: نزل الأوزاعي على أبي ففرشنا له فراشا فأصبح على حاله، ونزعت خفيه فإذا هو مبطن بثعلب.
قال إبراهيم بن سعيد الجوهري: حدثنا بشر بن المنذر، قال: رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع.
ابن زبر: حدثنا إسحاق بن خالد: سمعت أبا مسهر يقول: ما رئي الأوزاعي باكيا قط، ولا ضاحكا حتى تبدو نواجذه، وإنما كان يتبسم أحيانا -كما روي في الحديث-، وكان يحيي الليل صلاة، وقرآنا، وبكاء.، وأخبرني بعض إخواني من أهل بيروت أن أمه كانت تدخل منزل الأوزاعي، وتتفقد موضع مصلاه فنجده رطبا من دموعه في الليل.
أبو مسهر: حدثني محمد بن الأوزاعي قال: قال لي أبي: يا بني! لو كنا نقبل من الناس كل ما يعرضون علينا لأوشك أن نهون عليهم.
العباس بن الوليد: حدثنا أبي: سمعت الأوزاعي يقول: عليك بآثار من سلف، وإن رفضك الناس، وإياك، وآراء الرجال، وإن زخرفوه لك بالقول، فإن الأمر ينجلي، وأنت على طريق مستقيم.
قال بقية بن الوليد: قال لي الأوزاعي: يا بقية لا تذكر أحدا من أصحاب نبيك إلا بخير. يا بقية العلم ما جاء عن أصحاب محمد -صلى الله عليه، وسلم-، وما لم يجئ عنهم فليس بعلم.
قال بقية، والوليد بن مزيد: قال الأوزاعي: لا يجتمع حب علي، وعثمان -رضي الله عنهما-إلا في قلب مؤمن.
كتب إلي القاضي عبد الواسع الشافعي، وعدة عن أبي الفتح المندائي، أنبأنا عبيد الله بن محمد بن أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنبأنا جدي في كتاب الأسماء، والصفات له، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا محمد بن علي الجوهري ببغداد، حدثنا إبراهيم بن الهيثم، حدثنا محمد بن كثير المصيصي: سمعت الأوزاعي يقول: كنا والتابعون متوافرون، نقول: إن الله تعالى فوق عرشه، ونؤمن بما، وردت به السنة من صفاته.
قال الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: إذا أراد الله بقوم شرا، فتح عليهم الجدل، ومنعهم العمل.
محمد بن الصباح: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، قال: كتب إلي قتادة من البصرة: إن كانت الدار فرقت بيننا، وبينك فإن ألفة الإسلام بين أهلها جامعة.
قلت: قوله: كتب إلي -وفي بعض حديثه يقول: كتب إلي قتادة- هو على المجاز، فإن قتادة ولد أكمه، وإنما أمر من يكتب إلى الأوزاعي. ويتفرع على هذا: أن رواية ذلك عن الأعمى إنما وقعت بواسطة من كتب، ولم يسم في الحديث ففي ذلك انقطاع بين.
خيثمة بن سليمان: حدثنا العباس بن الوليد، سمعت أبي سمعت الأوزاعي يقول: جئت إلى بيروت أرابط فيها فلقيت سوداء عند المقابر فقلت لها: يا سوداء أين العمارة؟ قالت: أنت في العمارة، وإن أردت الخراب فبين يديك.
أحمد بن عبد الواحد بن عبود: حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي قال: وقع عندنا رجل من جراد ببيروت، وكان عندنا رجل له فضل فحدث أنه رأى رجلا راكبا فذكر من عظم الجرادة، وعظم الرجل قال: وعليه خفان أحمران طويلان، وهو يقول: الدنيا باطلة، وباطل ما فيها، ويومىء بيده حيثما أومأ انساب الجراد إلى ذلك الموضع. رواها علي بن زيد الفرائضي عن محمد بن كثير سمعت الأوزاعي: أنه هو الذي رأى ذلك.
ابن ذكوان: حدثنا ابن أبي السائب عن أبيه قال: حدثنا الأوزاعي. يقول مكحول: ما أحرص ابن أبي مالك على القضاء فقال: لقد كنت ممن سدد لي رأيي.
قال أبو زرعة: أريد على القضاء في أيام يزيد الناقص فامتنع -يعني الأوزاعي -جلس لهم مجلسا، واحدا.
قال الأوزاعي: من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير، ومن عرف أن منطقه من عمله قل كلامه.
أبو يعقوب الأذرعي: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن الغمر الطبراني، حدثنا هاشم بن مرثد، سمعت أحمد بن الغمر، قال: لما جلت المحنة التي نزلت بالأوزاعي- لما نزل عبد الله بن علي حماة- بعث إليه فأشخص. قال: فنزل على ثور بن يزيد الحمصي. قال الأوزاعي: فلم يزل ثور يتكلم في القدر من بعد صلاة العشاء الآخرة، إلى أن طلع الفجر، وأنا ساكت -ما أجابه بحرف- فلما انفجر الفجر، صليت ثم أتيت حماة، فأدخلت على عبد الله بن علي فقال: يا أوزاعي! أيعد مقامنا هذا، ومسيرنا رباطا؟ فقلت: جاءت الآثار عن النبي -صلى الله عليه، وسلم- أنه قال: "من كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله، ورسوله" 1ثم ساق القصة.
يعقوب بن شيبة:، حدثنا أبو عبد الملك بن الفارسي -وهو عبد الرحمن بن عبد العزيز- حدثنا الفريابي، حدثنا الأوزاعي قال: لما فرغ عبد الله بن علي يعني: عم السفاح- من قتل بني أمية، بعث إلي، وكان قتل يومئذ نيفا، وسبعين منهم بالكافركوبات. فدخلت عليه، فقال: ما تقول في دماء بني أمية؟ فحدت فقال: قد علمت من حيث حدت فأجب. قال: وما لقيت مفوها مثله فقلت: كان لهم عليك عهد. قال: فاجعلني، وإياهم، ولا عهد ما تقول في دمائهم؟ قلت: حرام لقول رسول الله -صلى الله عليه، وسلم- "لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث ...." الحديث. فقال:، ولم، ويلك؟، وقال: أليست الخلافة، وصية من رسول الله قاتل عليها علي -رضي الله عنه- بصفين؟ قلت: لو كانت، وصية ما رضي بالحكمين.
فنكس رأسه، ونكست، فأطلت ثم قلت: البول. فأشار بيده. اذهب. فقمت فجعلت لا أخطو خطوة إلا قلت: إن رأسي يقع عندها.
سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى: حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد القارىء، حدثنا الأوزاعي قال: بعث عبد الله بن علي إلي فاشتد ذلك علي، وقدمت فدخلت، والناس سماطان فقال: ما تقول في مخرجنا، وما نحن فيه؟ قلت: أصلح الله الأمير قد كان بيني، وبين داود بن علي مودة قال: لتخبرني. فتفكرت ثم قلت: لأصدقنه، واستبسلت للموت ثم رويت له عن يحيى بن سعيد حديث الأعمال، وبيده قضيب ينكت به ثم قال: يا عبد الرحمن: ما تقول في قتل أهل هذا البيت؟ قلت حدثني محمد بن مروان عن مطرف بن الشخير عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه، وسلم- قال: "لا يحل قتل المسلم إلا في ثلاث.."، وساق الحديث. فقال: أخبرني عن الخلافة، وصية لنا من رسول الله -صلى الله عليه، وسلم-؟ فقلت: لو كانت، وصية من رسول الله -صلى الله عليه، وسلم- ما ترك علي -رضي الله عنه- أحدا يتقدمه قال: فما تقول في أموال بني أمية؟ قلت: إن كانت لهم حلالا فهي عليك حرام، وإن كانت عليهم حراما فهي عليك أحرم. فأمرني، فأخرجت.
قلت: قد كان عبد الله بن علي ملكا جبارا، سفاكا للدماء، صعب المراس، ومع هذا فالإمام الأزواعي يصدعه بمر الحق كما ترى لا كخلق من علماء السوء الذين يحسنون للأمراء ما يقتحمون به من الظلم والعسف، ويقلبون لهم الباطل حقا قاتلهم الله أو يسكتون مع القدرة على بيان الحق.
خيثمة: حدثنا الحوطي، حدثنا أبو الأسوار محمد بن عمر التنوخي، قال: كتب المنصور إلى الأوزاعي:
أما بعد.، قد جعل أمير المؤمنين في عنقك ما جعل الله لرعيته قبلك في عنقه، فاكتب إلي بما رأيت فيه المصلحة مما أحببت. فكتب إليه:
أما بعد.. فعليك بتقوى الله، وتواضع يرفعك الله يوم يضع المتكبرين في الأرض بغير الحق، واعلم أن قرابتك من رسول الله -صلى الله عليه، وسلم- لن تزيد حق الله عليكإلا عظما، ولا طاعتهإلا، وجوبا.
قال محمد بن شعيب: سمعت الأوزاعي يقول: من أخذ بنوادر العلماء، خرج من الإسلام.
وعن الأوزاعي قال: ما ابتدع رجل بدعةإلا سلب الورع. رواها بقية عن معمر بن عريب عنه.
الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: إن المؤمن يقول قليلا، ويعمل كثيرا، وإن المنافق يتكلم كثيرا، ويعمل قليلا.
قال بشر بن المنذر -قاضي المصيصة: رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع.
وقال الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: كان يقال: ويل للمتفقهين لغير العبادة، والمستحلين الحرمات بالشبهات.
العباس بن الوليد بن مزيد: حدثني محمد بن عبد الرحمن السلمي، حدثني محمد بن الأوزاعي: قال لي: أبي يا بني أحدثك بشيء لا تحدث به ما عشت: رأيت كأنه، وقف بي على باب الجنة فأخذ بمصراعي الباب، فزال عن موضعه، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومعه أبو بكر، وعمر يعالجون رده فردوه فزال ثم أعادوه قال: فقال لي رسول الله -صلى الله عليه، وسلم: يا عبد الرحمن: إلا تمسك معنا؟ فجئت حتى أمسك معهم حتى ردوه.
قال أحمد بن علي الأبار: حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا الحواري بن أبي الحواري قال: دخل الأوزاعي على أبي جعفر، فلما أراد أن ينصرف، استعفى من لبس السواد فأجابه أبو جعفر فلما خرج الأوزاعي قالوا له فقال: لم يحرم فيه محرم، ولا كفن فيه ميت، ولم يزين فيه عروس.
عبد الحميد بن بكار:، حدثنا ابن أبي العشرين: سمعت أميرا كان بالساحل يقول: وقد دفنا الأوزاعي، ونحن عند القبر: رحمك الله أبا عمرو فلقد كنت أخافك أكثر ممن، ولاني.
قال محمد بن عبيد الطنافسي: كنت عند سفيان الثوري فجاءه رجل فقال: رأيت كأن ريحانة من المغرب رفعت. قال: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي فكتبوا ذلك فوجد كذلك في ذلك اليوم.
قال عباس الدوري: سمعت يحيى يقول: مات الأوزاعي في الحمام.
أحمد بن عيسى المصري: حدثني خيران بن العلاء، وكان من خيار أصحاب الأوزاعي قال: دخل الأوزاعي الحمام، وكان لصاحب الحمام حاجة فأغلق عليه الباب، وذهب ثم جاء ففتح فوجد الأوزاعي ميتا مستقبل القبلة.
ابن زبر:، حدثنا إسحاق بن خالد، حدثنا أبو مسهر قال: بلغنا موت الأوزاعي، وأن امرأته أغلقت عليه باب الحمام غير متعمدة فمات فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبة، ولم يخلف سوى ستة دنانير فضلت من عطائه، وكان قد اكتتب -رحمه الله- في ديوان الساحل.
العباس بن الوليد بن مزيد: سمعت عقبة بن علقمة، قال: سبب موت الأوزاعي أنه اختضب، ودخل الحمام الذي في منزله، وأدخلت معه امرأته كانونا فيه فحم، لئلا يصيبه البرد، وأغلقت عليه من برا، فلما هاج الفحم، ضعفت نفسه، وعالج الباب ليفتحه، فامتنع عليه فألقى نفسه فوجدناه موسدا ذراعه إلى القبلة.
قال العباس بن الوليد: وحدثني سالم بن المنذر، قال: لما سمعت الضجة بوفاة الأوزاعي، خرجت، فأول من رأيت نصرانيا قد ذر على رأسه الرماد، فلم يزل المسلمون من أهل بيروت يعرفون له ذلك، وخرجنا في جنازته أربعة أمم: فحمله المسلمون، وخرجت اليهود في ناحية، والنصارى في ناحية، والقبط في ناحية.
قال ابن المديني: مات الأوزاعي سنة إحدى، وخمسين ومائة.
قلت: هذا خطأ. وقال هشام بن عمار: عن الوليد بن مسلم: في سنة ست وخمسين. فوهم هشام، لأن صفوان بن صالح روى عن الوليد: هو، وغيره، والوليد بن مزيد، ويحيى القطان، وأبو مسهر، وعدة قالوا: مات سنة سبع، وخمسين ومائة. وزاد بعضهم، فقال: في صفر، وفيها مات.
قال ابن أبي الدنيا: حدثني أبو جعفر الآدمي، قال: قال يزيد بن مذعور: رأيت الأوزاعي في منامي، فقلت: دلني على درجة أتقرب بها إلى الله. فقال: ما رأيت هناك أرفع من درجة العلماء، ومن بعدها درجة المحزونين.
ترجمة الأوزاعي في "تاريخ الحافظ ابن عساكر" في أربعة كراريس. وهو أول من دون العلم بالشام، وبلغنا أنه كان يعتم بعمامة مدورة بلا عذبة رحمه الله تعالى.
الحاكم: حدثنا أبو بكر الإسماعيلي إملاء، أنبأنا محمد بن خلف بن المرزبان، أنبأنا أبو نشيط محمد بن هارون، حدثنا الفريابي قال: اجتمع الثوري، والأوزاعي، وعباد بن كثير بمكة فقال الثوري للأوزاعي:، حدثنا يا أبا عمرو حديثك مع عبد الله بن علي. قال: نعم لما قدم الشام، وقتل بني أمية جلس يوما على سريره، وعبأ أصحابه أربعة أصناف: صنف معهم السيوف المسللة، وصنف معهم الجزرة أظنها الأطبار، وصنف معهم الأعمدة، وصنف معهم الكافر كوب ثم بعث إلي فلما صرت بالباب أنزلوني، وأخذ اثنان بعضدي، وأدخلوني بين الصفوف، حتى أقاموني مقاما يسمع كلامي، فسلمت. فقال: أنت عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي؟ قلت: نعم أصلح الله الأمير. قال: ما تقول في دماء بني أمية؟ فسأل مسألة رجل يريد أن يقتل رجلا فقلت: قد كان بينك، وبينهم عهود. فقال:، ويحك اجعلني، وإياهم لا عهد بيننا. فأجهشت نفسي، وكرهت القتل فذكرت مقامي بين يدي الله عز، وجل فلفظتها فقلت: دماؤهم عليك حرام فغضب، وانتفخت عيناه، وأوداجه فقال لي:، ويحك، ولم؟ قلت: قال رسول الله -صلى الله عليه، وسلم: "لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث.. ثيب زان، ونفس بنفس، وتارك لدينه" قال:، ويحك أوليس الأمر لنا ديانة قلت:، وكيف ذاك؟ قال: أليس كأن رسول الله -صلى الله عليه، وسلم- كان أوصى إلى علي؟ قلت: لو أوصى إليه ما حكم الحكمين. فسكت، وقد اجتمع غضبا فجعلت أتوقع رأسي تقع بين يدي فقال: بيده هكذا أومأ أن أخرجوه فخرجت فركبت دابتي فلما سرت غير بعيد إذا فارس يتلوني فنزلت إلى الأرض فقلت: قد بعث ليأخذ رأسي أصلي ركعتين فكبرت فجاء، وأنا قائم أصلي فسلم، وقال: إن الأمير قد بعث إليك بهذه الدنانير فخذها. فأخذتها ففرقتها قبل أن أدخل منزلي. فقال سفيان:، ولم أردك أن تحيد حين قال لك ما قال. الوليد بن مزيد: سمع الأوزاعي يقول: لا ينبغي للإمام أن يخص نفسه بشيء من الدعاء فإن فعل فقد خانهم.
العباس بن الوليد: حدثني عباس بن نجيح الدمشقي، حدثني عون بن حكيم، قال: حججت مع الأوزاعي، فلما أتى المدينة، وأتى المسجد، بلغ مالكا مقدمه، فأتاه فسلم عليه فلما صليا الظهر تذاكرا أبواب العلم فلم يذكر بابا إلا ذهب عليه الأوزاعي فيه ثم صلوا العصر فتذاكرا كل يذهب عليه الأوزاعي فيما يأخذان فيه حتى اصفرت الشمس، أو قرب اصفرارها ناظره مالك في باب المكاتبة، والمدبر.
العباس بن الوليد: حدثنا محمد بن عبد الوهاب، قال: كنا عند أبي إسحاق الفزاري، فذكر الأوزاعي فقال: ذاك رجل كان شأنه عجبا كان يسأل عن الشيء عندنا فيه الأثر فيرد، والله الجواب كما هو في الأثر لا يقدم منه، ولا يؤخر.
الوليد بن مسلم: سمعت صدقة بن عبد الله يقول: ما رأيت أحدا أحلم، ولا أكمل، ولا أحمل فيه حمل من الأوزاعي.
العباس بن الوليد: سمعت أبا مسهر يقول: كان الأوزاعي يقول: ما عرضت فيما حمل عني أصح من كتب الوليد بن مزيد.
أبو فروة يزيد بن محمد الرهاوي: سمعت أبي يقول: لعيسى بن يونس: أيهما أفضل: الأوزاعي أو سفيان؟ فقال: وأين أنت من سفيان؟ قلت: يا أبا عمرو: ذهبت بك العراقية الأوزاعي فقهه، وفضله، وعلمه فغضب، وقال: أتراني أؤثر على الحق شيئا. سمعت الأوزاعي يقول: ما أخذنا العطاء حتى شهدنا على علي بالنفاق، وتبرأنا منه، وأخذ علينا بذلك الطلاق، والعتاق، وأيمان البيعة قال: فلما عقلت أمري سألت مكحولا، ويحيى بن أبي كثير، وعطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن عبيد بن عمير فقال: ليس عليك شيء إنما أنت مكره فلم تقر عيني حتى فارقت نسائي، وأعتقت رقيقي، وخرجت من مالي، وكفرت أيماني. فأخبرني: سفيان كان يفعل ذلك؟
العباس بن الوليد: حدثنا أبو عبد الله بن فلان: سمعت الأوزاعي يقول: نتجنب من قول أهل العراق خمسا، ومن قول أهل الحجاز خمسا. من قول أهل العراق: شرب المسكر، والأكل عند الفجر في رمضان، ولا جمعةإلا في سبعة أمصار، وتأخير العصر حتى يكون ظل كل شيء أربعة أمثااله، والفرار يوم الزحف.، ومن قول أهل الحجاز: استماع الملاهي، والجمع بين الصلاتين من غير عذر، والمتعة بالنساء، والدرهم بالدرهمين، والدينار بالدينارين يدا بيد، وإتيان النساء في أدبارهن.
عن سعيد بن سالم صاحب الأوزاعي: قدم أبو مرحوم من مكة على الأوزاعي فأهدى له طرائف فقال له: إن شئت قبلت منك، ولم تسمع مني حرفا، وإن شئت فضم هديتك، واسمع.
قال الوليد بن مسلم: قلت لسعيد بن عبد العزيز: من أدركت من التابعين كان يبكر إلى الجمعة؟ قال: ما رأيت أبا عمرو؟ قلت: بلى. قال: فإنه قد كفا من قبله فاقتد به فلنعم المقتدى.
موسى بن أعين: قال الأوزاعي: كنا نضحك، ونمزح فلما صرنا يقتدى بنا خشيت أن لا يسعنا التبسم. قال الوليد بن مزيد: رأيت الأوزاعي يعتم فلا يرخي لها شيئا.
ذكر بعض الحفاظ أن حديث الأوزاعي نحو الألف يعني المسند أما المرسل، والموقوف فألوف.، وهو في الشاميين نظير معمر لليمانيين، ونظير الثوري للكوفيين، ونظير مالك للمدنيين، ونظير الليث للمصريين، ونظير حماد بن سلمة للبصريين.
أخبرنا أحمد بن إسحاق القرافي بها، أنبأنا المبارك بن أبي الجود ببغداد، أنبأنا أحمد بن أبي غالب الزاهد، أنبأنا عبد العزيز بن علي الأنماطي، أنبأنا الشيخ أبو طاهر المخلص، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا شعيب بن إسحاق، عن الاوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو قلابة الجرمي حدثني أنس بن مالك قال: "قدم على رسول الله -صلى الله عليه، وسلم- ثمانية نفر من عكل فاجتووا المدينة فأمرهم رسول الله -صلى الله عليه، وسلم- أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من ألبانها، وأبوالها، فأتوها فقتلوا رعاتها، واستاقوا الإبل. فبعث رسول الله -صلى الله عليه، وسلم- في طلبهم قافة، فأتى بهم، فقطع أيديهم، وأرجلهم، ثم لم يحسمهم".
أخرجه البخاري، عن رجل، عن شعيب.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المرداوي، أنبأنا الحسن بن علي بن الحسين بن الحسن الأسدي الدمشقي، أنبأنا جدي، أنبأنا علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء الفقيه، حدثنا محمد بن الفضل الفراء بمصر، أنبأنا أبو الفوارس أحمد بن محمد بن الحسين السندي، حدثنا فهد بن سليمان، حدثنا محمد بن كثير سمعت الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه، وسلم- لأبي بكر وعمر: "هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين، والآخرين إلا النبيين، والمرسلين".
هذا حديث حسن اللفظ، لولا لين في محمد بن كثير المصيصي لصحح. أخرجه الترمذي وحسنه عن: الحسن بن الصباح، عن ابن كثير. وأخرجه: الحافظ الضياء في "المختارة"، عن هذا الأسدي.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 6- ص: 541
الأوزاعي ولد سنة ثمان وثمانين ومات سنة سبع وخمسين ومائة. وكان من سبي أهل اليمن ولم يكن من الأوزاع، ومات وله ستون سنة وسئل عن الفقه وله ثلاث عشرة سنة. وقال عبد الرحمن بن مهدي: ما كان أحد بالشام أعلم بالسنة من الأوزاعي. وقال هقل بن زياد: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة. وروي ن سفيان الثوري بلغه مقدم الأوزاعي فخرج حتى لقيه بذي طوى؛ قال: فحل سفيان رأس البعير عن القطار ووضعه على رقبته فكان إذا مر بجماعة قال: الطريق للشيخ. وأخذ عنه العلم أبو إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك وهقل بن زياد وأبو العباس الوليد ابن مسلم والوليد بن مزيد وعمر بن عبد الواحد وعمرو بن أبي سلمة وعقبة ابن علقمة ومحمد بن يوسف الفريابي.
دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 76
عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد بن عبد عمرو الأوزاعي والأوزاع التي عرف بها قرية بدمشق خارج باب الفراديس كنيته أبو عمرو أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وورعا وحفظا وفضلا وعبادة وضبطا مع زهادة كان مولده سنة ثمانين ومات ببيروت مرابطا سنة سبع وخمسين ومائة كان قد دخل الحمام فزلقت رجله وسقط فغشي عليه ولم يعلم به حتى مات فيه وقبره ببيروت مشهور يزار
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 285
عبد الرحمن بن عمرو [ع] الأوزاعي.
إمام ثقة، وليس هو في الزهري كمالك وعقيل.
دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 2- ص: 580
عبد الرحمن بن عمرو، الأوزاعي.
ولم يكن منهم كان نزل فيهم، والأوزاع من حمير.
الشامي.
قال الحسن، عن ضمرة، سمعت الأوزاعي: كنت محتلماً، أو شبهه، خلافة عمر بن عبد العزيز.
ومات الأوزاعي سنة سبع وخمسين ومئة، قاله ابن مالك.
إبراهيم بن موسى، سمعت عيسى بن يونس؛ كان الأوزاعي حافظا.
يقال: هو ابن عم يحيى بن أبي عمرو السيباني.
والأوزاع قرية بدمشق إذا خرجت من باب الفراديس.
سمع منه الثوري.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 5- ص: 1
عبد الرحمن الأوزاعي بن عمرو أبو عمرو
إمام أهل الشام في وقته نزيل بيروت
روى عن عطاء وابن سيرين ومكحول وخلق
وعنه أبو حنيفة وقتادة ويحيى بن أبي كثير والزهري وشعبة وخلق
قال ابن عيينة كان إمام أهل زمانه
وقال ابن سعد كان ثقة مأمونا صدوقًا فاضلا خيرا كثير الحديث والعلم والفقه ولد سنة ثمان وثمانين ومات في الحمام سنة سبع وخمسين ومائة
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 85
عبد الرحمن بن عمرو شيخ الإسلام أبو عمرو الأوزاعي الحافظ الفقيه الزاهد
عن عطاء ومكحول ومحمد بن إبراهيم التيمي ورأى محمد بن سيرين وعنه قتادة ويحيى بن أبي كثير شيخاه وأبو عاصم والفريابي وكان رأسا في العلم والعبادة مات في الحمام في صفر 157 ع
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
الأوزاعي عبد الرحمن
الأوزاعي عبد الرحمن 3277
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1
عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الأوزاعي الشامي
ابن عم يحيى بن أبي عمر الشيباني كنيته أبو عمرو والأوزاع من حمير وقد قيل إن الأوزاع قرية بدمشق إذا خرجت من باب الفراديس ويقال إنما قيل له الأوزاعي لأنه من أوزاع القبائل مات سنة سبع وخمسين ومائة وكان فقهاء أهل الشام وزهادهم ومرابطيهم رضي الله عنه
روى عن عمير بن هانئ في الإيمان والزهري في مواضع ويحيى بن أبي كثير في الوضوء والصلاة وعبدة بن أبي لبابة في الصلاة والدعاء وقتادة ذكر أنه كتب إليه في الصلاة وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة في الزكاة وغيرها والوليد بن هشام المعيطي في الصلاة وحسان بن عطية في الصلاة وشداد بن عمارة في الصلاة والنبوة وأبي النجاشي عطاء في البيوع ويحيى الأنصاري في الصوم ومحمد بن إبراهيم التيمي في الحج وعطاء بن أبي رباح في البيوع وربيعة بن أبي عبد الرحمن في البيوع وأبي جعفر محمد بن علي في الهبة ويزيد بن يزيد بن جابر في الجهاد وأبي كثير يزيد بن عبد الرحمن في الأشربة
روى عنه مبشر بن إسماعيل وعيسى بن يونس والوليد بن مسلم ويحيى القطان وهقل بن زياد في الصلاة ووكيع وعبد الله بن المبارك وشعيب بن إسحاق وأبو المغيرة ويحيى بن حمزة ومسكين بن بكير والفريابي
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1
الأوزاعي
عبد الرحمن بن عمرو
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1
عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 55
عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد
وقد قيل بن يحمد بن عبد عمرو الأوزاعي رحمه الله من حمير وقد قيل من همدان وقد قيل إن الأوزاع التي نسب إليها قرية بدمشق خارج باب الفراديس كنيته أبو عمرو
يروي عن عطاء والزهري روى عنه مالك والثوري وأهل الشام مات سنة سبع وخمسين ومائة وهو بن سبعين سنة وكان محتلما في خلافة عمر بن عبد العزيز وكان من فقهاء الشام وقرائهم وزهادهم ومرابطيهم وكان السبب في موته أنه كان مرابطا ببيروت فدخل الحمام فزلق فسقط وغشي عليه ولم يعلم به حتى مات فيه وقبره ببيروت مشهور يزار وكان مولده سنة ثمانين وقد روى عن ابن سيرين نسخة رواها عنه بشر بن بكر التنيسي ولم يسمع الأوزاعي من بن سيرين شيئا حدثني محمد بن المنذر بن سعيد قال ثنا أبو زرعة الرازي قال ثنا أحمد بن أبي الحواري قال ثنا الوليد بن مسلمٍ عن الأوزاعي قال قدمت البصرة بعد موت الحسن بنحو من أربعين يوماً ودخلت على محمد بن سيرين فاشترط علينا أن لا نجلس فسلمنا عليه قياما
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 7- ص: 1
عبد الرحمن بن عمرو أبو عمرو الأوزاعي شامي
ثقة من خيار الناس حدثني أبي عبد الله قال جاء رجل إلى سفيان الثوري فقال له اكتب إلى الأوزاعي يحدثني فقال أما إني اكتب لك إليه ولا أراك تجده إلا ميتاً لأن] رأيت ريحانة رفعت من قبل المغرب ولا أراه إلا لموت الأوزاعي فأتاه فإذا هو قد مات
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1
عبد الرحمن بن عمرو (ع)
ابن يحمد الأوزاعي، أبو عمرو الدمشقي، شيخ الإسلام، ولد سنة ثمانٍ وثمانين.
وحدث عن: عطاء بن أبي رباح، والقاسم بن مخيمرة، وشداد أبي عمار، وربيعة بن يزيد، والزهري، ومحمد بن إبراهيم التيمي، ويحيى بن أبي كثير، وخلق.
ورأى محمد بن سيرين مريضاً، ويقال: إنه سمع منه.
حدث عنه: شعبة، وابن المبارك، والوليد بن مسلم، والهقل بن زياد وهو ثبتٌ فيه، ويحيى بن حمزة، ويحيى القطان، وأبو عاصم، وأبو المغيرة، ومحمد بن يوسف الفريابي، وخلق.
وسكن في آخر عمره بيروت مرابطاً، وبها توفي. وأصله من سبي السند.
قال الوليد بن مزيد: ولد ببعلبك، وربي يتيماً فقيراً في حجر أمه، فعجزت الملوك أن تؤدب أولادها أدبه في نفسه، ما سمعت منه كلمةً فاضلة إلا احتاج مستمعها إلى إثباتها عنه، ولا رأيته ضاحكاً يقهقه، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول: ترى في المجلس قلبٌ لم يبك ؟ !.
وقال أيوب بن سويد: خرج الأوزاعي في بعثٍ إلى اليمامة، فقال له يحيى بن أبي كثير: بادر إلى البصرة لتدرك الحسن وابن سيرين، قال: فانطلقت، فإذا الحسن قد مات،، وعدت ابن سيرين وهو مريض.
وقال الهقل: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة.
وقال إسماعيل بن عياش: سمعتهم يقولون سنة أربعين ومئة: الأوزاعي اليوم عالم الأمة.
وقال الخريبي: كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه.
وقال أبو إسحاق الفزاري: لو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي.
وقال أبو مسهر: كان الأوزاعي يحيي الليل صلاةً وقرآناً وبكاءً.
وقال محمد بن كثير المصيصي: سمعت الأوزاعي يقول: كنا - والتابعون متوافرون - نقول: إن الله تعالى فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته.
وقال الحاكم: الأوزاعي إمام عصره عموماً، وإمام أهل الشام خصوصاً.
وقد كان أهل الشام وأهل الأندلس على مذهب الأوزاعي مدةً من الدهر، وكان المنصور يعطفه، ويصغي إلى وعظه.
ومات في ثاني صفر سنة سبع وخمسين ومئة، رحمة الله عليه.
قال عقبة بن علقمة البيروتي: دخل الأوزاعي حماماً في بيته، وأدخلت معه زوجته كانوناً فيه فحم ليدفأ به، ثم أغلقت عليه، وتشاغلت عنه، فهاج الفحم، فمات. قال عقبة: فوجدناه متوسداً ذراعه إلى القبلة.
قال أبو مسهر: أغلقت عليه غير متعمدة، فمات، فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبة. ولم يخلف إلا ستة دنانير فضلت من عطائه، وكان قد كتب في ديوان الساحل.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1
عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي
مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 1- ص: 1
عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي
مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 2- ص: 1
عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي
ومن العلماء الجهابذة النقاد من أهل الشام عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي
ما ذكر من علم الأوزاعي وفقهه
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي حدثني محمد بن عبد الوهاب قال كنت عند أبي إسحاق الفزاري فذكر الأوزاعي فقال إن ذاك الرجل كان شأنه عجب كان يسأل عن الشيء الذي عندنا فيه الأثر فيقول للسائل ما عندي فيه شيء فيبتلى بلجاجته حتى يرد عليه الجواب فلا يعدو الأثر الذي عندنا فقال آخر يا أبا إسحاق هذا شبيه بالوحي فغضب ثم قال من هذا تعجب كان والله يرد على الجواب كما هو عندنا في الأثر لا يقدم منه مؤخراً ولا يؤخر منه مقدماً. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني القاسم بن سلام قال أخبرني عبد الرحمن بن مهدي قال ما كان بالشام أحد أعلم بالسنة من الأوزاعي. حدثنا عبد الرحمن ثنا أبو عبد الله الطهراني قال سمعت عبد الرزاق يقول أول من صنف الكتب بن جريج وصنف الأوزاعي حين قدم على يحيى بن أبي كثير كتبه. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني دحيم قال سمعت أبا مسهر يقول أخبرني هقل بن زياد أن الأوزاعي أجاب في سبعين ألف مسألة. حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد نا العباس بن نجيح نا عون بن حكيم قال خرجت مع الأوزاعي حاجاً فلما أتينا المدينة أتى الأوزاعي المسجد وبلغ مالكاً مقدمه فأتاه مسلماً عليه فجلسا من بعد صلاة الظهر يتذاكران العلم فلم يذكرا باباً من أبوابه إلا غلب الأوزاعي عليه فيه ثم حضرت صلاة العصر فصليا ثم جلسا وعاودا المذاكرة كل ذلك يغلب عليه الأوزاعي فيما يتذاكران فلما أصفرت الشمس ناظره في باب المكاتب والمدبر فخانقه مالك بن أنس فيه. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت أبي يقول ما سمعت كلام متكلم إلا وإذا كررته خلق غير كلام الأوزاعي فإنك كلما كررت النظر فيه زاد حلاوة. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي نا محمد بن هلال حدثني عبد الحميد بن حبيب يعني بن أبي العشرين قال قلت لمحمد بن شعيب بن شابور أنشدك الله ومقامك بين يديه لقيت أفقه في دين الله من الأوزاعي قال اللهم لا قال قلت فأورع منه قال لا قلت فأحلم منه قال ولا. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد حدثني عبيد بن حيان قال أتيت مجلس مالك بن أنس وهو عنه غائب فقلت لأصحاب مالك ما يقول أبو عبد الله في مسألة كذا وكذا فأجابوا فيه فقلت ما هكذا قال أبو عمرو قالوا وما قال أبو عمرو قلت كذا وكذا بخلاف ما قالوه قال فتضاحكوا بي فإني لكذلك إذ أقبل مالك فلما جلس قالوا يا أبا عبد الله إلا تسمع ما يحدث الشامي عن الأوزاعي قال فقلت ما تقول أنت في مسألة كذا وكذا فأجاب بمثل جوابهم فقلت ما هكذا قال أبو عمرو فقال كلف الشيخ فتكلف فتضاحكوا فمر بي ساعة الله أعلم وعلت مالكاً سكتة فأخلد برأسه الأرض ملياً ثم رفع رأسه وقال القول ما قال أبو عمرو فرأيتهم وقد عاد ما كان بي بهم. حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول وسئل عن الأوزاعي فقال الأوزاعي فقيه متبع لما سمع. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد نا أبي حدثني يزيد بن عبد الله بن صالح البيروتي قال كان سبب طلب الأوزاعي العلم أنه ضرب عليه بعث يعني إلى اليمامة فلما دخلوا مسجدها ويحيى بن أبي كثير جالس في المسجد فنظر إليهم فقال إما أنه إن كان عند أحد من هؤلاء القوم خير فهو عند هذا الفتى يعني الأوزاعي ثم مر به وهو قائم يصلي فقال لجلسائه ما رأيت مصلياً قط أشبه بعمر بن عبد العزيز بصلاته من هذا الفتى قال فلقيه شيخ كان جليساً ليحيى فقال يا فتى إن شيخنا لا يزال يحسن ذكرك قال فأتاه الأوزاعي كأنه أراد أن يقضي ذمامه فلما سمع العلم ونشفه قلبه رفض الديوان وأقبل على يحيى يعني بن أبي كثير. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد حدثني عبد الحميد بن بكار قال كنت عند سعيد بن عبد العزيز فجاءه رجل فقال يا أبا محمد متى أبان الرواح إلى الجمعة فقال له أتيت بيروت قال نعم قال فرأيت بن عمرو قال نعم قال فقد كفاك من كان قبله حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد قال سمعت أبي يقول كفانا الأوزاعي من كان قبله. حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا دحيم قال قال أبو مسهر لما توفي مكحول جلسوا إلى يزيد بن يزيد بن جابر وكان طويل السكوت فلما رأوا سكوته جلسوا إلى سليمان بن موسى فلما توفي سليمان بن موسى جلسوا إلى العلاء بن الحارث فلما ولي بن سراقة قال من فقيه الجند قالوا قيس الأعمى قال لقد ضاع جند فقيهها قيس الأعمى قال فبعث إلى الأوزاعي فأقدمه من بيروت فكان يفتي بها يعني بدمشق. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة الزهري وعمرو بن دينار وقتادة ويحيى بن أبي كثير وأبو إسحاق الهمداني والأعمش ثم صار علم هؤلاء الستة من أهل الشام إلى عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي.
كتب الأوزاعي في صلاح أمور المسلمين إلى ولاة الأمر
باب رسالة الأوزاعي إلى أبي عبيد الله وزير الخليفة في موعظة وسؤال حاجة
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة قال أخبرني أبي عن الأوزاعي أنه كتب إلى أبي عبيد الله أما بعد فإني أسأل الله عز وجل أن لا يسلب منك عقلاً ولا ديناً وأن يجعل الغالب عليك فيما أنت فيه التوقي لما كنت تعرف وتكره قبل أن تبتلى ولا يجهلك عنه فتنة طمع ولا كثرة شغل وإن يمن عليك بذكر قلة المتاع وتقريب حضور فراقه ثم يجعلك لحظك فيه مؤثراً وعلى سلبه منك مشفقاً فإنك المرء أحب أن أتعاهده بذكر ما عسى الله أن يحدث به خيراً فإني أرجو أن يكون الغيب مني على النصح لك وحب العصمة في دينك وصرف السوء عنك فيه إن شاء الله وقد سألني إدريس الكتاب إليك فإن قدرت له رحمك الله على لحق في سكان جبلة طلبت له وأعنته بما عسى الله أن يجعل قضاء حاجته بما يتسبب منه وأعنت عليه ثم يجزيك به خيراً ويجعله من النوافل المذخورة في الآخرة إن شاء الله فعلت والسلام عليك.
باب رسالة الأوزاعي إلى وزير الخليفة أبي عبيد الله في تنجز
كتاب من الخليفة بتخلية محبوس
حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد قراءة قال أخبرني أبي عن الأوزاعي أنه كتب إلى أبي عبيد الله أما بعد قسم الله لك ولما أنت فيه عاصماً من سخطه ونية تعمل عليها وتؤدي بها حق من يلزمك فيما وجدت السبيل إليه طلب الفرج عنه إذا استغاث بك وكنت رجاءه في نفسه بإذن الله وإنه لا يزال من أولئك متوسل بي إليك فلا آلوك فيه نصحاً وعند العقاب ومعاينة الحساب لا تستكثر عملاً ولا تستقل ذنباً فألهمك الله ذكره وطلب الوسيلة عنده ثم أن يزيد بن يحيى الخشني في حبس أمير المؤمنين أصلحه الله وكان من أعوان بن الأزرق ولم يبلغني عنه سوء قرف به وقد طالت إقامته فيه فإن رأيت رحمك الله أن يكون من المهدي كتاب إلى أمير المؤمنين أصلحه الله فيه يذكر من أمره ما نرجو تخلصه به مما هو فيه من ضرر الحبس فعلت أعانك الله على الخير وجعله أغلب الأمور عليك وآثرها عندك والسلام عليك ورحمة الله. حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي عن الأوزاعي أنه كتب أما بعد جعل الله الأمير ممن ألهمه الخير واستأنف به عمره وجعل فيه قوته وإلى ثوابه منقلبه فإن الأمير أصلحه الله من المسلمين ومن خليفتهم بالمكان الذي ليس به أحد غيره وأنه غاية عامة من ابتلى فوجد على الشخوص إليه قوة للنظر في أموره والبلاغ منه حتى يفرج الله عنه بليته أو يتخذ منه عند السؤال عذراً جعل الله الأمير ممن يعضد ضعيف أمته ويهتم بأمر عوامهم ويرق على صاحب البلية منهم بما عسى الله أن يخلصه به منها ويوفيه عند الحاجة إليه أجره وقد كان أصلح الله الأمير إسماعيل بن الأزرق في ولايته على بعلبك فلم يبلغنا عنه إلا عفافاً وقصداً وقد كان من عقوبة أمير المؤمنين أصلحه الله إياه في بشره وشعره ووضعه في الحبس قبله ما قد علم الأمير فلم يبلغنا أن ذلك كان عن خيانة ظهرت منه ولا وصف بها إلا أن يكون تعلق عليه لضعف وقد كان الرجل إذا ولي ثم عزل فبلى منه أمانة حمد وخلى سبيله أو حبس فاستعين به فإن رأى الأمير أن يهتم بأمره ويعرف حاله في العذر ومبلغه من السن فيكلم أمير المؤمنين في سراحه وتخلية سبيله فعل فإن الأمير من يعرف أمير المؤمنين نصحه وفضله إذا تدبر رأيه وهو من لا يخاف جبيهته ولا غلطته وما أدى الأمير إليه من حق رعيته فسيجده عند الثواب موفراً وجزاءه به مضعفاً إن شاء الله أسال الله أن يجزي الأمير بأحسن سعيه ويبلغه في قوله وفعاله رضوانه والخلود في رحمته والسلام عليك ورحمة الله.
رسالته إلى المهدي في شفاعة لقوم
أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة قال أخبرني أبي عن الأوزاعي أنه كتب إلى المهدي أما بعد هدى الله الأمير فيما ابتلاه للتي هي أقوم ووقاه تبعته ولقاه حجته فإن من نعمة الله عليه وحسن بلائه عنده أن جعله يعرف بالعفو وخفض الجناح وطلب التجاوز عن أصحاب الجرائم عند خليفتهم وحضور أمور رعيته بما تطلع عليه أنفسها وتنبسط في رجائها فيه قلوبها فبلغ الله الأمير فوائد الزيادة في الخير وحسن المعونة على الشكر ثم أنه كان من رأى أمير المؤمنين في تلك العصابة الذين تسللوا من بعثهم ما قد بلغه من البعثة بهم إليه مشاة على أقدامهم من الشام مقرنين في السلاسل حتى قدموا منذ أعوام ثم وضعوا في ضيق من الحبس وجهد من الضرر وقد كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في النفر الثلاثة الذين تخلفوا عنه غزوة تبوك أن أوقف أمرهم ونهى الناس عن كلامهم حتى نزل فيهم حكم الله بالتوبة عليهم والمعاتبة لهم وأن عمر بن الخطاب أغفل أعقاب بعثه عن الأبان الذي كان يعقبهم فيه فقفلوا بغير إذن فأرسل إليهم أن يجتمعوا له في دار فعرفهم ما صنعوا فأشرف عليهم وتواعدهم وعيداً شديداً ثم عفا عنهم والمؤمنين أصلح الله الأمير بعضهم من بعض وولاتهم يقتدي موفق آخرهم بصالح ما مضى عليه أولهم فإن رأى الأمير أذاقه الله عفوه في الآخرة بحبه التبريد عن رعيته وقصد العقوبة فيهم رجاء أن يطلب لهم من أمير المؤمنين أصلحه الله عفوه والتجاوز عنهم فعل فإنه منه بحيث يعرف قوله وعند تدبر الأمور فضله جمع الله للأمير ألف رعيته ورزقهم رحمته والرأفة بهم وجعل ثوابه منهم مغفرته والخلود في رحمته والسلام عليك رحمة الله.
رسالة الأوزاعي إلى المهدي بن أمير المؤمنين في شفاعة لأهل مكة في تقويتهم
حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة عليه قال أخبرني أبي عن الأوزاعي أنه كتب إلى المهدي أما بعد فإن الله عز وجل جعل رسوله صلى الله عليه وسلم لمن بعده من ولاة المؤمنين إماماً وقدوة وأسوة حسنة في رحمته بأمته والرأفة عليهم وخفض جناحه لهم في عفوه عنهم قال الله عز وجل في صفة رسوله بالمؤمنين رؤف رحيم فأسأل الله أن يعزم لأمير المؤمنين والأمير على الصبر بالتشبه بنبيه صلى الله عليه وسلم والاعتصام بسنته ومنافسة الأخيار أعمال البر ويجعل ثوابهما في يوم البعث الأمن والإفضاء إلى رضوان الله عز وجل وقد أصبح الأمير حفظه الله من خليفة المسلمين بحال الأمين المصدق إن شكا لمن مسه الضر من أمته لم يتهم نصحه ولم يجبه قوله وإن دافع عنهم رهقاً أو طلب لهم عفواً أخذ بقلب الخليفة توفيقه وأحدث له بما ألقى إليه من الفضل سروراً إن شاء الله فجعل الله الأمير لأمته أمنة ومألفاً ورضاهم به وأخذ بأفئدتهم إليه. ثم أنه أتاني من رجل من مقانع أهل مكة كتاب يذكر الذي هم فيه من غلاء أسعارهم وقلة ما بأيديهم منذ حبس عنهم بحرهم وأجدب برهم وهلكت مواشيهم هزلاً فالحنطة فيهم مدان بدرهم والذرة مدان ونصف بدرهم والزيت مد بدرهم ثم هو يزداد كل يوم غلاء وإنه إن لم يأتهم الله بفرج عاجلاً لم يصل كتابي حتى يهلك عامتهم أو بعضهم جوعاً وهم رعية أمير المؤمنين أصلحه الله والمسئول عنهم. وقد حدثني من سمع الزهري يقول أن عمر بن الخطاب في عام الرمادة وكانت سنة شديدة ملحة من بعد ما اجتهد في إمداد الأعراب بالإبل والقمح والزيت من الأرياف كلها حتى بلحت مما أجهدها قام يدعو الله عز وجل فقال اللهم اجعل أرزاقهم على رءوس الظراب فاستجاب الله عز وجل له وللمسلمين فأغاث عباده. فقال عمر والله لو أن الله عز وجل لم يفرجها ما تركت أهل بيت لهم سعة إلا أدخلت عليهم أعداهم من الفقراء فإنه لم يكن اثنان يهلكان من الطعام على ما يقيم الواحد فبلغنا أنه حمل إلى عمر من مصر وحدها ألف ألف إردب وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل عسى أحدكم أن تبيت فصاله رواء وجاره طاو إلى جنبه فإن رأى الأمير أصلحه الله أن يلح على أمير المؤمنين في إغاثة أهل مكة ومن حولهم من المسلمين في بره وبحره بحمل الطعام والزيت إليهم قبل أن يبتلى بهلاك أحد منهم جوعاً فعل وقد حدثني داود بن علي أن عمر بن الخطاب قال لو هلكت شاة على شاطئ الفرات ضياعاً ظننت أن الله عز وجل سيسألني عنها وإنما الأمر واحد وكل من العدل في الحكم عليه يوم القيامة مشفق إلا أن يعفو الله عز وجل ويرحم وهي أمتكم وأحق من خلفتم فيها بالعفو والرأفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ألحقكم الله به مصلحين وأوردكم عليه بإحسان والسلام كتب في خمس من شهر ربيع الآخر سنة ثنتين وخمسين ومائة.
رسالة الأوزاعي إلى أمير المؤمنين شفاعة في زيادة أرزاق أهل الساحل
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة قال أخبرني أبي عن الأوزاعي أنه كتب أما بعد ولى الله لأمير المؤمنين أموره بما ولى به أمور من هدى واجتبي وجعله بهم مقتدياً فإن أمير المؤمنين أصلحه الله كتب إلي أن إلا أدع أعلامه كلما فيه صلاح عامة وخاصة فإن الله عز وجل يأجر على من عمل به ويحسن عليه الثواب وأنا أسأل الله عز وجل أن يلهم أمير المؤمنين من أعمال البر ما يبلغه به عفوه ورضوانه في دار الخلود. وقد كان أمير المؤمنين حفظه الله قصر بأهل الساحل على عشرة دنانير في كل عام سلفاً من عطياتهم وأمير المؤمنين أصلحه الله أن نظر في ذلك عرف أنه ليس في عشرة دنانير لامرئ ذي عيال عشرة أو أدنى من ذلك أو أكثر كفاف وإن قوت عشرة وقتر على عياله فربما جمع الرجل عشرته في غلاء السعر في شراء طعام لعياله ما يجد منه بداً ثم يدان بعد ذلك في إدامهم وكسوتهم وما سوى ذلك من النفقة عليهم في عشرة لقابل ولو أجرى عليهم أمير المؤمنين أصلحه الله في أعطياتهم سلفاً في كل عام خمسة عشر ديناراً ما كان فيها عن مصلح ذي عيال فضل ولا قدر كفاف وأهل الساحل بمنزل عظيم غناؤه عن المسلمين فإنه لا يستمر لبعوث أمير المؤمنين فصول إلى ثغوره ولا سياحة في بلاد عدوهم حتى يكون من وراء بيضتهم وأهل ذمتهم بسواحل الشام من يدفع عنهم عدواً إن هجم عليهم وإنهم إذا كان القيظ تناوبوا الحرس على ساحل البحر رجالاً وركباناً وإذا كان الشتاء قاسوا طول الليل وقره ووحشته حرسا في البروج والناس خلفهم في أجنادهم في البيوت والأدفاء فإن رأى أمير المؤمنين حفظه الله أن يأمر لهم في أعطياتهم قدر الكفاف ويجريه عليهم في كل عام فعل وقد تصرمت السنة التي كانت تأتيهم فيها عشراتهم ودخلوا في غيرها حتى اشتدت حاجتهم وظهر عليهم ضرها وهم رعية أمير المؤمنين والمسئول عنهم فإنه راع وكل راع مسئول عن رعيته. وقد بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنه لحبيب إلي أن أفارق الدنيا وليس منكم أحد يطلبني بمظلمة في نفسه ولا ماله أتم الله على الأمير نعمته وأحسن بلاءه في رعيته وقد قدم علينا رسول أمير المؤمنين أصلحه الله بالعطية من النفقة والكسوة التي أمر أمير المؤمنين عافاه الله بقسمها في أهل الساحل فقسمناها فيهم من دينار لكل رجل ودينارين وقل المال عن اليتامى والأرامل فلم يقسم فيهم منه شيء ولليتامى والأرامل وهم من المساكين في الوجوه الثلاثة في كتاب الله عز وجل من الصدقات ومن خمس المغانم وما أفاء الله على رسوله والمؤمنين من أهل القرى فأن رأى أمير المؤمنين أصلحه الله أن يبعث بما يقسم فيهم فعل جعل الله أمير المؤمنين برسوله صلى الله عليه وسلم متشبهاً في رأفته ورحمته بالمؤمنين وأتم عليه نعمته ومعافاته والسلام عليك ورحمة الله.
رسالة الأوزاعي إلى عبد الله بن محمد أمير المؤمنين يعظه ويحثه على ما حل باهل قاليقلا وطلب الفداء
حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة قال أخبرني أبي عن الأوزاعي أنه كتب إلى عبد الله بن محمد أمير المؤمنين أما بعد فإن الله عز وجل إنما استرعاه أمر هذه الأمة ليكون فيها بالقسط قائماً وبنبيه صلى الله عليه وسلم في خفض الجناح لهم متشبهاً وبأعماله التي مع قرابته فإنه من القدوة في أعمال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في اليوم الذي قبضه الله عز وجل فيه فاطمة بنت رسول الله ويا صفية عمة رسول الله اعملا لما عند الله عز وجل فإني لا أملك لكما من الله شيئاً. وبلغنا أنه أمر قريشاً أن تجتمع فلما اجتمعت قال لهم إلا أن أوليائي المتقون فمن أتقى فهو أولى بي منكم وإن كنتم أقرب منه رحماً نسأل الله أن يسكن دهماء هذه الأمة على أمير المؤمنين ويصلح به أمورها ويرزقه رحمها والرأفة بها فإن سياحة المشركين كانت عام أول في دار الإسلام وموطأ حريمهم واستنزالهم نساء المسلمين وذراريهم من معاقلهم بقاليقلا لا يلقاهم من المسلمين لهم ناصر ولا عنهم مدافع كان بما قدمت أيدي الناس وما يعفو الله عنه أكثر فإن بخطاياهم سبين وبذنوبهم استخرجت العواتق من خدورهن يكشف المشركون عوراتهن ولائد تحت أيدي الكوافر يمتهنونهن حواسر عن سوقهن وأقدامهن ويردون ولدانهن إلى صبغة الكفر بعد الإيمان مقيمات في خشوع الحزن وضرر البكاء فهن بمرأى من الله عز وجل ومسمع وبحيث ينظر الله من الناس إلى أعراضهم عنهن ورفضهم إياهن في أيدي عدوهم والله عز وجل يقول من بعد أخذه الميثاق من بني إسرائيل أن إخراجهم فريقاً منهم من ديارهم كفر ومفاداتهم أساراهم إيمان ثم أتبع اختلافهم وعيد منه شديد لا يهتم بأمرهن جماعة ولا يقوم فيهن خاصة فيذكروا بهن جماعتهم فليستعن بالله أمير المؤمنين وليتحنن على ضعفاء أمته وليتخذ إلى الله فيهن سبيلاً وليخرج من حجة الله عليه فيهن بأن يكون أعظم همه وآثر أمور أمته عنده مفاد أتهن فإن الله عز وجل حض رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على من أسلم من الضعفاء في دار الشرك فقال مالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان إلى قوله نصيراً هذا ولم يكن على المسلمين لوم فيهن فكيف بالتخلية بين المشركين وبين المؤمنات يظهر منهن لهم ما كان يحرم علينا إلا بنكاح. وقد حدثني الزهري أنه كان في كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتب به بين المهاجرين والأنصار أن لا يتركوا مفرحاً أن يعينوه في فداء أو عقل ولا نعلم أنه كان لهم يومئذ فئ موقوف ولا أهل ذمة يؤدون إليهم خراجاً إلا خاصة أموالهم ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بالنساء في حجة الوداع وقوله إنما أوصيكم بالضعيفين المرأة والصبي ومن رأفة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بهن قوله إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهة أن أشق على أمه فبكاؤها عليه من صبغة الكفر أعظم من بكائه بعض ساعة وهي في الصلاة وليعلم أمير المؤمنين أنه راع وأن الله مستوف منه وموفيه حين يوقف به على موازين القسط يوم القيامة أسأل الله أن يلقى أمير المؤمنين حجته ويحسن به الخلافة لرسوله في أمته ويؤتيه من لدنه أجر عظيماً والسلام عليك.
رسالة الأوزاعي إلى سليمان بن مجالد في التعطف بالمكتوب عند الخليفة في التماس الفداء لأهل قاليقلا
حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة قال أخبرني أبي عن الأوزاعي أنه كتب إلى سليمان بن مجالد أما بعد فإنا وإن لم يكن جمعنا وإياك تلاق ولا بدء كتاب كنا على تواصل منه لم يبطئ منا عنك ما يجد المسلم من البشر لإخوانه وإن كانت الأفاق بهم مفترقة فإن الإلفة بحمد الله جامعة وروح الله يجري بين عباده فنسأل الله أن يجعلك وإيانا من نعمته في ذات بيننا على توفيق يدخلنا به برحمته في عباده الصالحين. ثم أنه ينبغي لمن نعشه الله من الجهل وأفضل عليه بمعرفة ما نفع من الأمور وما ضر منها أن يتوقى إهمال نفسه ورفض السعي بالنصيحة لله عز وجل في عباده. وإنك من الحق بسبب معرفة به وبنعمة من حجة الله عندك وبمكان ممن إليه جماع أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم فلا تدافع ما أنت مسئول عنه إن رأيت أن دونه قرابة أو لطف بطانة إذا كان بموقع من الحجاب عنه موضوع وممن أن قال لم يتهم وإن خولف لم يستغش فإن عذر عليه أمر في موطن أدرك غيره في سواه. وقد رأيت أن أكتب إليك في أمر رأيتك له موضعاً وأرجو أن تكون بما عليك فيه من الحق عالماً إن شاء الله إن ترك لن يؤمن سوء تبعته وتعجيل الغير إلا أن يعفو الله ويلهم المخرج والتوبة إليه وذلك فيما أصاب المشركون من عذارى المسلمين ونسائهم بقاليقلا وترك مفاداتهم فإن بكاءهم إلى الله عز وجل بمرأى وأصواتهم منه بمسمع حين يكشف المشركون عوراتهن وحين ينظرن من أولادهن إلى صبغة الكفر بعد الإيمان فالله الله فيهن فإنك من أمرهن بسقب وبحيث إن قلت فيهن بخير سمع منك أو كان معذرة إلى الله عز وجل فأد رحمك الله حصتك فيهن إلى الله وحصص من لا يستطيع أن يقع موقعك من ولي أمورهم وأشتر نفسك بذلك من الله بمالك فإنك تقرض كريماً شاكراً عسى الله إن مس عباده بعقاب نجاك منه أو برحمة يخصك بها وقد كتبت إلى أمير المؤمنين فيهن بكتاب بعثت به إليك لتدفعه إليه ولكن بما أحببت من تقديم القول فيهن سبباً أسأل الله أن يجعلك فيما يحب أن يقيم به عباده معاوناً وبالحق فيه قائماً وإن يؤتيك عليه من لدنه أجراً عظيماً والسلام عليك ورحمة الله.
رسالة الأوزاعي إلى عيسى بن علي
في جواب من دفع عن نفسه تنبيه الخليفة في أمر قاليقلا واستدعاء تذكير الأوزاعي للخليفة حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد قال أخبرني أبي قال كتب الأوزاعي إلى عيسى بن علي أما بعد فإن سياحتكم في سبيل الله كان أمر هدي وقربة فنسأل الله أن يجعلها غزوة يقطع بها ما كانت فيه هذه الأمة من جهد حدثها ثم لا يعيدها فيه وأن يستقبل به التوبة عليهم والعفو عنهم وحسن الخلافة لنبيه صلى الله عليه وسلم فيهم إنه رءوف رحيم ونسأله أن يتم لك أجرها وتفضيل النفقة فيها وقد بلغني كتابك جواب ما كنت كتبت به إليك في أهل قاليقلا تذكر أنه أضر بهم أنك لم تر أحداً به طرق يقوم بذلك ولا يذكر به وتأمرني بمحادثتك فيهم إن قضا الله لك من غزاتك إياباً وصدقت رحمك الله فيما ذكرت فكم من موسوم يرى أن عنده خيراً من أهل الآفاق يقدم على خليفة وآخر مقيم عنده وفي صحابته ليس عنده فضل عن مسألته لنفسه فيذكر بحق ضعيف بعيد الشقة أو مستحوذ عليه في دار الشرك. فإنه قد كان حين تغيرت حال الناس وفيهم بقية يذكرون فيبلغ عنهم ويقولون فيسمع منهم ثم صرت في دولة زمان أمر العامة فيه على جفاء لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً وحال الخاصة على أمور متفرقة وعصمة رأى كل فرقة في الفتها معرفة محبتها إلا قليلاً فكن رحمك الله للضعفاء بحقوقهم قائماً وبأمر سباياً المؤمنات وولدانهن مهتماً ومن الوجد عليهن من ذل الكفر وتكشف عوراتهن ورد ولدانهن إلى صبغة الكفر بعد الإيمان معنياً وبالسعي بالنصيحة لمن لا ولي له ولا مذكر به إلا الله عاملاً عسى الله أن يجعلك له في الأرض شاهداً وله فيما يحب أن يعمل به موالياً جعلك الله ممن اختصه برحمته فسارع إلى مغفرته وآب إلى رضوانه والسلام عليك.
رسالة الأوزاعي إلى أبي بلج
في موعظة الوالي في حسن السيرة في الرعية والمعدلة بأهل الذمة حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة قال أخبرني أبي قال كتب الأوزاعي إلى أبي بلج أما بعد صرف الله عنا وعنك الميل عن الحق من بعد المعرفة والجهل عما نفع واتباع الهوى بغير هدى منه فإن أبا الدرداء كان يقول لن تزالوا بخير ما أحببتم خياركم وما قيل فيكم بالحق فعرفتموه فإن عارف الحق كعامله وقد تقدمك أمران أما أحدهما فالكتاب له مصدق والسنة عليه شاهدة والنصر به مؤيد وأمر الناس عليه جامع وأما الآخر فالتجوز على الإلفة إلى غل لا مودة فيه وإلى طمع لا أمانة فيه وإلى بيع حكم لا عمل فيه حتى وهنت القوة وظهر في الإسلام فساده. وقد رأيت كتباً ظهرت فيما عندكم ومقالة سوء بعقوبة فرط وصحبة غليظة للمسلمين وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخفض الجناح لهم وبالرأفة بهم والمعدلة بينهم يعفي عن مسيئهم فيما يجمل العفو فيه ويعاقب المذنب على قدر ذنبه لا يقتحم بالعقوبة وجهه فإنه بلغنا أن صكة الوجه يوم القيامة لا تغفر فكيف من الموت أجمل من عقوبته لا يثني إلى حدود الله عطفه ولا يقف في سيرته على أمره يريه جهله إنه في الأمور مخير وإن غيه رشد فهو لحرم الله عند غضبه ملغى وبالعداة في دين الله وعلى عباده يسفه فإنكم جعلتم أمانتكم من أهل ذمتكم مأكلاً وبين أهوائكم حتى هلكت الأموال وعلقت الرجال مع المثلة في اللحى وتقطيع الأبشار ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيما بلغنا من ظلم معاهداً أو كلفه فوق طاقته فأنا حجيجه فأعظم بندامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قليل حجيجه. لقد أحدثت تلك الأعمال فيما بلغني من المسلمين ضغائن ولبعض ذوي النهى في جهاده معكم رياً بما تأتينا بذلك كتبهم يسألون عنه أسأل الله أن يثني بنا وبكم إلى أمره ويتغمد ما سلف منا ومنكم بعفوه وذكرت أن أكتب إلى صاحبك فإنه يتجمل بالكتاب إليه ويستمع مني. ولعل الله عز وجل أن ينفع وقد كتبت إليه بما لم آله نصحاً وقد بلغني أن عمر بن عبد العزيز أتاه أخ له من الأنصار قال له إن شئت كلمتك وأنت عمر بن عبد العزيز فيما تكره اليوم وتحب غداً وإن شئت كلمتك اليوم وأنت أمير المؤمنين فيما تحب اليوم وتكره غداً فقال عمر بل كلمني اليوم وأنا عمر بن عبد العزيز فيما أكره اليوم وأحب غداً جعل الله في طاعته الفتنا وفيما يحب تقلبنا ومثوانا آمين والسلام.
باب ما ذكر من آداب الأوزاعي
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت أبي يقول عجزت الملوك عما أدب الأوزاعي به نفسه.
باب ما ذكر من وفاة الأوزاعي واجتماع الناس لجنازته
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت عقبة يعني بن علقمة قال كان سبب موت الأوزاعي أنه أختضب بعد انصرافه من صلاة الصبح ودخل في الحمام له منزله وأدخلت معه امرأته كانوناً فيه فحم لئلا يصيبه البرد وغلقت الباب من برا فلما هاج الفحم صفرت نفسه وعالج الباب ليفتحه فامتنع عليه فألقى نفسه فوجدناه متوسداً ذراعه إلى القبلة حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال حدثني سالم بن المنذر قال لما سمعت الصيحة بوفاة الأوزاعي خرجت وأول من رأيت نصراني قد ذر على رأسه الرماد فلم يزل المسلمون من أهل بيروت يعرفون ذلك له وخرجت في جنازته أربع أمم ليس منها واحدة مع صاحبتها وخرجنا يحمله المسلمون وخرجت اليهود في ناحية والنصارى في ناحية والقبط في ناحية.
باب ما ذكر في إمامة الأوزاعي
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة النيسابوري نا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كان الأوزاعي إماماً في السنة حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان نا إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير قال سمعت سفيان بن عيينة يقول كان الأوزاعي إمام قال أبو محمد يعني إمام زمانه حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول الأئمة في الحديث أربعة الأوزاعي ومالك وسفيان وحماد بن زيد حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال قال أحمد بن حنبل دخل سفيان والأوزاعي على مالك فلما خرجا قال مالك أحدهما أكثر علماً من صاحبه ولا يصلح للإمامة والآخر يصلح للإمامة قال أبو محمد يعني الأوزاعي حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى نا مسدد نا عبد الله بن داود عن الهيثم يعني العجلي عن أبي إسحاق الفزاري قال قال الأوزاعي إذا مات سفيان وابن عون استوى الناس قلت في نفسي وأنت الثالث يعني الأوزاعي قال أبو محمد يعني أن الأوزاعي قرين الثوري وابن عون.
باب ما ذكر من سرعة رجوع الأوزاعي إلى الحق إذا سمعه
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي نا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت أبي وعقبة بن علقمة يذكران قالا ما رأينا أحداً أسرع رجوعاً إلى الحق إذا سمعته من الأوزاعي.
باب ما ذكر من إتقان الأوزاعي وحفظه وتثبته في الحديث
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب قال قال عمرو بن علي الأوزاعي ثبت لما سمع حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال قلت لأبي كان الأوزاعي يحفظ القرآن قال ثكلتك أمك وأي شيء كان لا يحفظ الأوزاعي.
باب ما ذكر من علم الأوزاعي بناقلة الآثار ورواة الأخبار وكلامه فيهم
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يعقوب الدمشقي نا هشام بن عمار نا الوليد بن مسلم قال سمعت الأوزاعي يقول ما أصيب أهل دمشق بأعظم من مصيبتهم بإبراهيم بن جدار العذري وبأبي يزيد الغوثي وبالمطعم بن المقدام الصنعاني قال أبو محمد فقد بان بأن الأوزاعي رضيهم إذ وصف من أمرهم ما ذكرنا. نا أبي نا إبراهيم بن الوليد بن سلمة الطبراني نا أبو مسهر نا يزيد بن السمط قال كان الأوزاعي يقول ما أحد أعلم الزهري من قرة بن عبد الرحمن بن حيوءيل قال أبو محمد لم يكن الأوزاعي وقف على كتابه معمر عن الزهري فإنه أكثرهم رواية عنه ولا وقف على كتابة عقيل ويونس وإنما شاهد من قرة ما كان يورده عليه فتصور صورته عنده أنه أعلمهم بالزهري ويحتمل أنه عني أنه كان عالماً بأخلاق الزهري ولم يرد أنه كان عالماً بحديث الزهري والله أعلم حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل نا أيوب بن تميم القاري عن الأوزاعي انه كان إذا حدث عن إسماعيل بن عبيد الله قال وكان مأموناً على ما حدث. حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي نا أبو موسى الأنصاري يعني الخطمي نا الوليد بن مسلم قال سمعت الأوزاعي يفضل محمد بن الوليد الزبيدي على جميع من سمع من الزهري حدثنا عبد الرحمن نا أبي رضي الله تعالى عنه قال نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا مسهر قال قال الأوزاعي عليكم بكتب الوليد بن مزيد فإنها صحيحة. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال قال لي يوسف بن السفر سمعت الأوزاعي يقول ما عرض على كتاب أصح من كتب الوليد بن مزيد. نا العباس بن الوليد قال سمعت صالح بن زيد شيخ لنا قال قلت للوليد بن مسلم إلى من اختلف فقال عليك بالوليد بن مزيد فإني سمعت الأوزاعي يقول كتب الوليد بن مزيد صحيحة حدثنا عبد الرحمن نا أبي أحمد بن إبراهيم الدورقي نا محمد بن عباد قال سمعت محمد بن يوسف قال سمعت الأوزاعي وسأله رجل أيهما أحب إليك سليمان الخواص أو إبراهيم بن أدهم فقال إبراهيم أحب إلي لأن إبراهيم يختلط بالناس وينبسط إليهم. حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد الأيلي نا خالد يعني بن نزار قال سألني الأوزاعي فقال لي أنت من أهل أيلة أين أنت عن أبي يزيد يعني يونس بن يزيد الأيلي وحضني عليه.
باب ما ذكر من فضل الأوزاعي ونصحه للإسلام وأهله
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد قال حدثني عقبة بن علقمة حدثني موسى بن يسار وكان صحب مكحولاً أربع عشرة سنة يقول ما رأيت أحد أبصر ولا أنفى للغل عن الإسلام أو السنة من الأوزاعي. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد نا بن أبي الحواري ومحمود بن خالد قالا نا أبو أسامة حماد بن أسامة قال رأيت الأوزاعي وسفيان الثوري يطوفان بالبيت فلو قيل لي اختر أحد الرجلين للأمة لاخترت الأوزاعي لأنه كان أحلم الرجلين. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد سمعت أبي يقول كان الأوزاعي إذا أخذ في واحدة من ثلاث لم يجب سائلاً ولم يقطعه حتى يبلغ فيه إذا ذكر المعاد وإذا ذكر القدر قال أبو الفضل ونسيت الثالثة. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد حدثني محمد بن هلال نا بن أبي العشرين يعني عبد الحميد بن حبيب قال لما سوينا على الأوزاعي تراب قبره قام والي الساحل عند رأسه فقال رحمك الله أبا عمرو فوالله لقد كنت لك أشد تقية من الذي ولاني فمن ظلم بعدك فليصبر.
باب ما ذكر من جلالة الأوزاعي وتعظيم العلماء له
حدثنا عبد الرحمن نا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي قال سمعت قبيصة يقول كان سفيان يعني الثوري إذا جاءه كتاب نظر في عنوانه ثم يدسه تحت البوري فإذا جاء كتاب الأوزاعي فكه وقرأه من ساعته حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال سمعت قبيصة يقول ما رأيت سفيان يقرأ كتاب أحد ممن يدفع إليه يضعه ساعة إلا كتاب الأوزاعي وورقاء فإنه ورد عليه كتاب الأوزاعي فقرأ ثم تبسم فقال سألني النقلة سألني النقلة. حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال حدثني عمر بن عثمان بن عاصم قال حدثني أبي قال رأيت سفيان الثوري بمكة آخذاً بزمام ناقة الأوزاعي وهو يقول كفوا عنا يا معشر الشباب حتى نسلل الشيخ. حدثنا عبد الرحمن نا سعيد بن سعد البخاري نا عثمان بن عاصم أخو علي بن عاصم قال رأيت شيخاً بين الصفا والمروة على ناقة وشيخاً يقوده واجتمع أصحاب الحديث عليه فجعل الشيخ الذي يقود الشيخ يقول يا معشر الشباب كفوا حتى نسل الشيخ فقلت من هذا الراكب قالوا هذا الأوزاعي قلت فمن هذا الذي يقوده قالوا سفيان الثوري. حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال ذكر لي رجل من ولد الأحنف بن قيس قال بلغني أن سفيان الثوري بلغه مقدم الأوزاعي فخرج حتى لقيه بذي طوى قال فحل سفيان رأس البعير من القطار ووضعه على رقبته فكان إذا مر بجماعة قال الطريق للشيخ حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت أبا توبة يعني الربيع بن نافع يقول قال سلمة بن كلثوم جاء سفيان الثوري فدخل على الأوزاعي فجلسا من الأولى إلى العصر قد أطرق كل واحد منهما توقيراً لصاحبه.
ما ذكر من مناقب الأوزاعي
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد املاء حدثني محمد بن عبد الرحمن السلمي حدثني محمد بن عبد الرحمن الأوزاعي قال أبو الفضل وقد أدركت محمد بن الأوزاعي هذا وما يشك أهل زمانه أنه كان من الأبدال قال قال لي أبي إني أريد أن أحدثك حديثاً أسرك به ولا أفعل حتى تعطيني موثقاً أنك لا تحدث به ما كنت حياً قال قلت افعل يا أبة قال إني رأيت كأني وقف بي على باب من أبواب الجنة وإذا أحد مصراعي الباب قد زال عن موضعه وإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما يعالجون رده فردوه ثم تركوه فزال ثم أعادوا ثم ثبت في موضعه فزال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن ألا تمسك معنا قال فأمسكت معهم فثبت حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن عبد الرحيم بن البرقي المصري عمرو بن أبي سلمة قال سمعت الوليد بن مسلم يحدث قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فسلمت عليه وإذا شيخ جالس إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم وإذا الشيخ قد أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم يحدثه والنبي صلى الله عليه وسلم مقبل على الشيخ يسمع حديثه فسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم فرد علي السلام ثم جلست إلى بعض جلساءه فقلت من الشيخ الذي قد أقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسمع حديثه قال وما تعرف هذا قلت لا قال هذا عبد الرحمن بن عمرو قلت إنه لذو منزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أجل ثم حانت مني التفاته فإذا أنا بالأوزاعي قائم في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد نا عقبة قال آخر ما سمعت من الأوزاعي إنا جلسنا إليه ليلة هلك فيها من الغد إذ أذن المؤذن وكان مؤذنا حسن الصوت فقال ما أحسن صوته لقد بلغني أن داود عليه السلام كان إذا أخذ في بعض مزاميره عكفت الوحوش والطير حوله حتى تموت عطشاً وإن كانت الأنهار لتقف ثم وجم ساعة ثم قال كل أمر لا يذكر فيه المعاد لا خير فيه وأقيمت الصلاة فكان آخر العهد به حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال سمعت إبراهيم بن أيوب يقول أقبل الأوزاعي من دمشق يريد الساحل أو أقبل من الساحل يريد دمشق فنزل بأخ له في القرية التي نشأ فيها وهي الكرك فقدم الرجل عشاءه فلما وضع المائدة بين يديه ومد الأوزاعي يده ليتناول منه قال الرجل كل يا أبا عمرو واعذرنا فإنك أتيتنا في وقت ضيق فرد يده في كمه وأقبل عليه الرجل يسأله أن يأكل من طعامه فأبى فلما طال على الرجل رفع المائدة وبات فلما أصبح غدا وتبعه الرجل فقال يا أبا عمرو ما حملك على ما صنعت والله ما أفدت بعدك مالاً وما هو إلا المال الذي تعرف فلما أكثر عليه قال ما كنت لأصيب طعاماً قل شكر الله عليه أو كفرت نعمة الله عنده وكان تلك الليلة صائماً قال أبو محمد يعني فلم يفطر. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال قال قبيصة قال رجل لسفيان يا أبا عبد الله رأيت كأن ريحانه قلعت من الشام أراه قال فذهب بها في السماء قال سفيان إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي قال فجاءه نعي الأوزاعي في ذلك اليوم سواء.
باب ما ذكر من كرم الأوزاعي وطهارة خلقه
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد حدثني عبد الغفار بن عفان قال نزل الأوزاعي بالقاع بأهل بيت من أهل الذمة فرفقوا به فخدموه فقال لرجل منهم ألك حاجة قال فشكا إليه ما الزم من الخراج فكتب له إلى عامل الخراج وهو ابن الأزرق وكان غلاماً لأبي جعفر على الخراج قال فلما دفعت إليه وضعه على عينيه فقال حاجتك فذكرها فقضاها له فلما انصرف ذكر لامرأته فقالت ويحك أهد له هدية وكان صاحب نحل فملأ قمقماً له من نحاس شهداً وأقبل به إلى الأوزاعي فلما رآه الأوزاعي قال ألك حاجة قال فأمر بقبضه وسأله عن خراجه فأخبره أنه قد بقي عليه ثمانية دنانير قال فتجدها قال قد عسرت علي في أيامي هذه قال فدخل الأوزاعي منزلة وأخرج إليه الدنانير فقال اذهب حتى تؤديها عنك فأبى قال فخذ قمقمك قال يا أبا عمرو وأي شيء ذاك إنما ذاك من نحلي قال أنت أعلم إن شئت قبلنا منك وقبلت منا وإلا رددنا عليك كما رددت علينا قال فأخذ النصراني الدنانير وأخذ الأوزاعي القمقم.
ما ذكر من قول الأوزاعي بالحق عند السلطان وتركه تهيبهم في حين كلامه بالحق
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال سمعت أمي تقول لما قدم عبد الله بن علي بن العباس الشام كتب إلي الأوزاعي أن القني فلقيه بالناعورة قال فلما دخلت عليه قال يا عبد الرحمن أما ترى مخرجنا هذا هجرة قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها أو إلى الله ورسوله فهجرته ما هاجر إليه قال فما تقول في أموال بني أمية قال قلت إن كانوا أخذوها حرام فهي عليهم حرام أبداً وعلى من أخذها منهم وإن كانوا أخذوها حلالاً فهي حرام على من أخذها منهم قال فما تقول في دمائهم قال قلت حارث خاب الذي ليس له صاحب قال قلت حدثني أخوك داود بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل دم امرئ مسلم إلا بواحدة من ثلاث الدم بالدم والثيب الزاني والمرتد عن الإسلام قال إنك لتقول هذا قال قلت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله قال أبو الفضل فأخبرني أخ لنا عن بعض أصحاب الأوزاعي عن الأوزاعي قال فما تعلم أن الخلافة وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت فلما حكم على الحكمين قالت أمي قال الأوزاعي ثم دخل على عبد الله بعض تخليطه ذاك فانسللت منه فما حبسني دون جبل الجليل فنزلت برجل من بني سلمان فما سررت بضيافة أحد كما سررت بضيافة هذا الرجل وأراني في هري له فيه عدس فكانت خادمة تجئ في كل يوم فتأخذ من ذلك العدس فتطبخ لنا منه. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن هارون أبو جعفر المعروف بأبي نشيط البغدادي قال سمعت الفريابي يقول سمعت الأوزاعي يقول أدخلت على عبد الله بن علي وأصحاب الخشب وقوف فأجلست على كرسي فقال لي ما تقول في دماء بنى أمية قال أخذت في حديث غيره فقال لي ارجع ويلك ما تقول في دمائهم قال قلت ما تحل لك قال لم ويلك قال قلت لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث محمد بن مسلمة وأمراه أن يقاتل الناس حت
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 1- ص: 1
عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي
قال الحسن بن واقع عن ضمرة قال سمعت الأوزاعي يقول كنت محتلماً خلافة عمر بن عبد العزيز وهو قرابة يحيى أبي عمرو السيباني والسيباني من أوزاع وقد كتب الأوزاعي إلي يحيى بن أبي عمرو ويذكر قرابته منه سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد روى عن عطاء والزهري ومكحول ويحيى بن أبي كثير وقتادة روى عنه مالك بن أنس والثوري وهقل بن زياد والوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب بن شابور نا عبد الرحمن نا أبو عبد الله الطهراني قال سمعت عبد الرزاق يقول: أول من صنف الكتب بن جريج وصنف الأوزاعي حين قدم على يحيى بن أبي كثير كتبه نا عبد الرحمن نا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان نا إبراهيم بن عمرو بن أبي الوزير قال سمعت سفيان بن عيينة يقول كان الأوزاعي أمام يعنى أمام زمانه نا عبد الرحمن أنا يعقوب بن إسحاق فيما كتب إلي قال نا عثمان بن سعيد الدارمي قال سألت يحيى بن معين عن الأوزاعي ما حاله في الزهري؟ قال ثقة ما أقل ما روى عن الزهري نا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم نا عمرو بن علي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول: الأئمة في الحديث أربعة الأوزاعي ومالك وسفيان الثوري وحماد بن زيد قال عمرو بن علي الأوزاعي ثبت بما سمع نا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول الأوزاعي يقال أنه أخذ الكتب من الزبيدي كتاب الزهري وسمعه من الزهري نا عبد الرحمن قال سئل أبي عنه فقال الأوزاعي فقيه متبع قال أبو محمد.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 5- ص: 1