السفرجلاني عبد الرحمن بن عمر بن ابراهيم السفرجلاني الشافعي الدمشقي: مفسر، له (حاشية على البيضاوي) و (شرح على حزب البحر).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 320
عبد الرحمن السفرجلاني عبد الرحمن بن عمر بن إبراهيم المعروف بالسفرجلاني كأسلافه الشافعي الدمشقي جدي والد والدتي صدر دمشق ورئيس علمائها كان من العلماء المحتشمين فقيها فاضلا وقورا كاملا عاقلا طاهرا ورعا حائزا للخصال الحميدة وأعطاه الله السعة الزائدة والثروة التامة مع العلم والفضل الغض ولد بدمشق وبها نشأ وتقدم ذكر والده في ترجمة قريبه إبراهيم السفرجلاني وقرأ على الأشياخ والأفاضل ولازمهم كالشيخ محمد الكاملي والسيد عبد الباقي المغيزلي والاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي والشيخ محمد الحبال وبلغ من الجاه والعز والشأن والرفعة والسؤدد والاشتهار ما يعجز اللسان عن بيان ايضاحه وعلا صيته وذكره وملأ الشام فضله وجدواه وكان مقبول الشفاعة محترما يكرم من نحاه ورجاه معظما للعلماء مكرما لهم له مبرات كثيرة وخيرات غزيرة تلوى عليه أولو الحوائج فيقضي مآربها ويمنح أولي الآمال مقاصدها وتصدر بدمشق مرجعا في الأمور صدرا للصدور وكان يلازمه جماعة من العلماء كل منهم يأوي إليه وهو مهم بما يلزم له من سائر لوازمه كالشيخ عبد السلام الكاملي والشيخ إسماعيل العجلوني والشيخ عبد الله البصروي والشيخ حسن المصري والشيخ صالح الجينيني والشيخ محمد العجلوني وغيرهم وكان هو بحاثا في العلوم لا يشتغل الا بذكرها رافضا حوادث الدنيا دأبه مذاكرة العلم والمطالعة ومجالسه مشحونة بالمذاكرة العلمية والمسائل الأدبية وأعطاه الله القبول والاجلال ونال ثروة كثيرة ومالا عظيما ولما توفي كانت والدتي طفلة ابنة ثلاث سنين ولم يعقب غيرها فضبطوا مخلفاته وتركته اخوته وكان شيئا كثيرا ولم يحصل لوالدتي من ذلك الا شيء نزر لا يذكر وجميع ما خلفه تقاسموه وأخذوه وهذه عادة الأقارب وكان المترجم ذهب مرة إلى الروم وإلى مصر وأخذ بها عن شيوخها أيضا وحج إلى بيت الله الحرام وأعطى تولية وتدريس المدرسة الجقمقية والمدرسة الجوزية وكان معيد درسه العلامة الشيخ عبد الله البصروي الدمشقي وكان يقرئ في دارهم المعروفة بهم البيضاوي وغيره وألف حاشية علي البيضاوي وشرحا على حزب البحر وكان له تحريرات وأعطى تدريس السليمية بصالحية دمشق وكذلك أعطى رتبة السليمانية المتعارفة بين الموالي والمدرسين وبالجملة فقد كان خاتمة الأعيان الأجواد العلماء الذين أنجبتهم الأيام وفضله وعلمه لأنكر فيهما ولم يزل على حالته معظما محترما إلى أن مات وكانت وفاته يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من جمادي الأولى سنة خمسين ومائة وألف عن نيف وستين سنة ودفن بترابة الباب الصغير وكانت جنازته حافلة لم يعهد مثلها رحمه الله تعالى.
دار البشائر الإسلامية / دار ابن حزم-ط 3( 1988) , ج: 2- ص: 308