ابن الأغلب إبراهيم بن أحمد بن محمد بن الأغلب: من امراء الاغالبة اصحاب افريقية. كانت اقامته في القيروان، واليا عليها لأخيه أبي الغرانيق (محمد) وولي أفريقية بعد وفاة أخيه (سنة 261 هـ) وكان عاقلا محسنا حازما. وحدثت في أيامه عدة ثورات فقمعها، وأمن الناس في عهده. وانتقل إلى تونس سنة 281 فسكنها واتخذ بها القصور. وغزا الافرنج فافتتح كثيرا من حصونهم وقلاعهم. قال ابن خلدون: بنى الحصون و (المحارس) بسواحل البحر (حتى كانت النار توقد في ساحل سبتة، انذارا بالعدو، فيتصل ايقادها بالاسكندرية، في الليلة الاولى) واصيب بالماليخوليا فقتل كثيرا من اصحابه وكتابه وحجابه ونسائه، وقتل اثنين من ابنائه وثمانية اخوة له وسائر بناته، فشكاه أهل تونس إلى المعتضد العباسي، فعزل سنة 289 هـ ، فرحل إلى صقلية غازيا، فمات بها وحمل إلى القيروان. من آثاره مدينة (رقادة) و (قصر الفتح) ومدة ولايته 28 سنة و 6 أشهر.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 28
إبراهيم بن أحمد بن محمد الأغلبي التميمي أمير القيروان، تولى الأمر فكان في أول أمره حسن السيرة يقتفي طرائق العدل ثم إنه غلبت عليه السوداء فأكثر من سفك الدماء وقتل جماعة من بناته وحظاياه لا لجناية، خرج يوما للنزهة فاعترضه رجل وقال: إني رجل عشقت جارية عشقا قلما عشقه أحد فرغبت إلى مولاها في بيعها فقال: لا أنقصها من خمسين دينارا فنظرت في جميع ما أملكه فإذا هو ثلاثون دينارا وبقي علي عشرون دينارا، فإن رأى الأمير -أبقاه الله- أن ينظر في أمري ويتفضل علي، فدعا إبراهيم سيد الجارية وأمر له بخمسين دينارا وللرجل بخمسين دينارا أخرى، فسمع بذلك إنسان آخر فاعترضه وقال: أيها الأمير إنني عاشق، قال: فما الذي تجد؟ قال: حرارة عظيمة، قال: خذوه واغمسوه في الماء حتى يبرد ما بقلبه، ففعلوا به ذلك ثم أتوه به، قال: ما فعلت تلك الحرارة؟ قال: والله يا مولاي مكانها برد شديد، فضحك منه وأمر له بعشرين دينارا، وفي آخر أمره قدم عليه رسول المعتضد يأمره أن يلحق ببابه ويولي على إفريقية ولده أبا العباس لما شكا أهل إفريقية منه، فأظهر التوبة ورفض الملك ولبس الخشن من الثياب وأخرج من في سجونه، وسلم الأمر إلى ولده المذكور وتوجه إلى صقلية مجاهدا ففتح فيها وعبر المجاز إلى قلورية وسبى وقتل وهربوا منه إلى القلاع، ومات مبطونا سنة تسع وثمانين بزلق الأمعاء ودفن في قبة بصقلية وكان قد ولي الأمر سنة إحدى وستين ومائتين، ومن شعره:
نحن النجوم بنو النجوم وجدنا | قمر السماء أبو النجوم تميم |
والشمس جدتنا فمن ذا مثلنا | متواصلان كريمة وكريم |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 5- ص: 0
ابن الأغلب صاحب المغرب، أبو إسحاق، إبراهيم بن أحمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب بن تميم التميمي الأغلبي القيرواني، ابن أمراء القيروان.
ولي سنة إحدى وستين ومائتين.
وكان ملكا حازما صارما مهيبا كانت التجار تسير في الأمن من مصر إلى سبتة لا تعارض، ولا تروع.
ابتنى الحصون والمحارس بحيث كانت توقد النار فتتصل في ليلة إذا حدث أمر من سبتة إلى الإسكندرية بحيث إنه يقال: قد أنشئ في البلاد من بنائه، وبناء آبائه ثلاثون ألف معقل، وهو الذي مصر مدينة سوسة.
وقد دونت أيامه وعدله جوده، وكان سديد السيرة شهما ظفر بامرأة متعبدة قادت قودة فدفنها حية، وشنق سبعة أجناد أخذوا لتاجر ثلاثة آلاف دينار بعد أن قررهم وأخذ الذهب لم ينقص سوى سبعة دنانير فوزنها من عنده.
وقيل: جاءه رجل فقال: قد عشقت جارية، وثمنها خمسون دينارا وما معي إلا ثلاثون فوهبه مائة دينار فسمع به آخر فجاء، وقال: إني عاشق قال: فما تجد قال: لهيبا قال: اغمسوه في الماء فغمسوه مرات، وهو يصيح: ذهب العشق فضحك، وأمر له بثلاثين دينارا.
ثم إنه تسودن وقتل إخوته ثم عوفي وتاب وتصدق.
ثم ظهر عليه الشيعي داعي عبيد الله المهدي، وحاربه وجرت أمور طويلة بعضها في ’’تاريخ الإسلام’’.
توفي غازيا بصقلية: في ذي القعدة، سنة تسع وثمانين ومائتين.
وتملك ابنه عبد الله، فكان دينا عالما، بطلا، شجاعا، شاعرا، فقتله غلمانه غيلة بعد عام وتملك بعده ابنه زيادة الله.
أحمد بن خليد، وأخو السراج:
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 10- ص: 492