ابن بنت الأعز عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن خليفة العلامي المصري الشافعي: وزير، فقيه، له نظم حسن. ولي الوزارة مع القضاة بمصر، ثم استعفى وتولى التدريس بالمدرسة المجاورة لضريح الشافعي. وتوفى كهلا. و (العلامي) بالتخفيف، نسبة إلى (علامة) قبيلة من لخم.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 315
عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن خلف بن بدر العلامي قاضي القضاة تقي الدين ابن قاضي القضاة تاج الدين ابن بنت الأعز روى عن الحافظين المنذري والعطار
وكتب عنه الحافظ الدمياطي وشيخنا أبو حيان
وقرأ الأصول على القرافي وتعليقة القرافي على المنتخب إنما صنعها لأجله
وكان فقيها نحويا أديبا دينا من أحسن القضاة سيرة جمع بين القضاء
والوزارة وولى مشيخة الخانقاه وخطابة جامع الأزهر وتدريس الشريفية وتدريس الشافعي والمشهد الحسيني بالقاهرة
وقد جرت له محنة حاصلها أن ابن السلعوس وزير السلطان الملك الأشرف كان يكرهه فعمل عليه وجهز من شهد عليه بالزور بأمور عظام بحيث وصل من بعضهم أنهم أحضروا شابا حسن الصورة واعترف على نفسه بين يدي السلطان بأن القاضي لاط به وأحضروا من شهد بأنه يحمل الزنار في وسطه فقال القاضي أيها السلطان كل ما قالوه يمكن لكن حمل الزنار لا يعتمده النصارى تعظيما ولو أمكنهم تركه لتركوه فكيف أحمله
وكان القاضي بريئا من ذلك بعيدا عنه من كل وجه رجلا صالحا لا يشك فيه وآخر الأمر أنه نزل ماشيا من القلعة إلى الحبس وعزل وخيف عليه أن يجهز الوزير من يقتله فنام عنده تلك الليلة شيخنا أبو حيان ثم أخرج من الحبس أقام بالقرافة مدة ثم توجه إلى الحجاز ومدح سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم بقصيدة دالية منها
الناس بين مرجز ومقصد | ومطول في مدحه ومجود |
ومخبر عمن روى ومعبر | عما رآه من العلى والسؤدد |
ما في قوى الأذهان حصر صفاتك | العليا ومالك من كريم المحتد |
وتفاوت المداح فيك بقدر ما | بصروا به من نورك المتوقد |
ومن رام في الدنيا حياة خلية | من الهم والأكدار رام محالا |
وهاتيك دعوى قد تركت دليلها | على كل أبناء الزمان محالا |
يقول امرؤ ياضيعة النحو عند من | يرى خفض تمييز ويجزم حالا |
ومن رام في الدنيا حياة خلية | من الهم والأكدار رام محالا |
وهاتيك دعوى قد تركت دليلها | على كل أبناء الزمان محالا |
نعم هذه حال التى هي همه | فتعطيه دارا تغتذيه محالا |
وذو الزهد فيها ناعم العيش في رضى | وفي كل ما يهوى بأنعم حالا |
ولا سيما من صح عنه توكل | أتجدنى ابرام تقدم حالا |
وليس كمن في بحر دنيا غريقها | يطرحه موج ويلقم حالا |
يدور مع الرحمن في كل أمره | عسى قال حل فيما أقسم حالا |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 8- ص: 172
عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن خلف العلامي.
قاضي القضاة تاج الدين ابن بنت الأعز. تفقه على والده وعلى ابن عبد السلام، وسمع ودرس في أماكن: الصالحية، والشريفية، والمشهد، وولى مشيخة سعيد السعداء وخطابة جامع الأزهر ووزر مدة، وتولى نظر الخزانة فاستعفى، منهما روى عنه الدمياطى شيئاً من شعره وسيأتي، ومات كهلاً سنة خمس وتسعين وستمائة، وولى بعده العلامة تقى الدين ابن دقيق العيد، وامتحن ابن بنت الأعز هذا في دولة الملك الأشرف جليل بن المنصور قلاون محنة شديده، وعزل وولى ابن جماعة في أوائِل سنة تسعين فسكن بالقرافة، ودرَّس بقبة الشافعي، ثم حج وزار قبر النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- وأنشد بين يدى حجرته الشريفة قصيدة بليغة على حرف الدال، ثم عاد فولى القضاء ونقل ابن جماعة إلى الشام، ومن شعره:
ومن رام في الدنيا حياة هنية | من الهم والأكدار رام محالا |
وهاتيك دعوى قد تركت دليلَها | على كلِّ أبناء الزمان محال’’. |
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1