البعلي عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد البعلي الخلوني الحنبلي: فقيه فاضل. حلبي الاصل، ولد احد جدوده في بعلبك فعرف بالبهلي. مولده وشهرته في دمشق، ووفاته في حلب. من كتبه (منار الاسعاد - خ) ثبته، و (شرح الجامع الصغير) و (بداية العابد وكفاية الزاهد) فقه، و (النور الوامض في علم الفرائض) و (الجامع لخطب الجوامع) و (رحلة) و (شرح اخصر المختصرات - خ) في الفقه، ونظم، جمعه في (ديوان).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 314
عبد الرحمن البعلي عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن محمد الحنبلي البعلي الدمشقي نزيل حلب الشيخ العالم الفاضل الصالح كان فقيها بارعا بالعلوم خصوصا في القراآت وغيرها ولد في ضحوة يوم الأحد الثاني عشر من جمادي الأولى سنة عشرة ومائة وألف ثم لما بلغ سن التمييز قرأ القرآن حتى ختمه على والده في مدة يسيرة ثم شرع في الاشتغال بطلب العلم في سنة عشرين فقرأ على الشيخ عواد الحنبلي النابلسي في بعض مقدمات النحو والفقه واشتغل عليه بالقراءة بعد ذلك نحوا من عشرين سنة وهو أول من أخذ عنه العلم ولما توفي والده في سنة اثنين وعشرين وكان فاضلا ناسكا عالما لازم مع أخويه الشيخ أحمد المقدم ذكره والشيخ محمد دروس الامام الكبير أبي المواهب الحنبلي في الفقه والحديث نحو خمس سنين ودروس الاستاذ الشيخ عبد القادر التغلبي في الحديث والفقه والنحو والفرائض والحساب والأصول وغير ذلك مدة خمسة عشر سنة وأجازه اجازة عامة ثم لازم حفيده العلامة الشيخ محمد المواهبي نحو تسع سنين في الحديث والفقه أيضا وأجازه وقرأ على الاستاذ الرباني الشيخ عبد الغني النابلسي كتاب فصوص الحكم للشيخ الأكبر مع مشاركته لجدي والد والدي العالم المرشد السيد محمد المرادي وحضر دروسه في تفسير البيضاوي والفتوحات المكية وشرحه على ديوان ابن الفارض وفي الفقه والعربية وغير ذلك ولازمه نحو ثمان سنين وأجازه اجازة عامة بخطه وقرأ على الفاضل المسلك الشيخ محمد بن عيسى الكناني الخلوتي شيأ من النحو وشرحه على منفرجة الغزالي ورسالته المفردة في أربعين حديثا مسندة وأخذ عليه طريق السادة الخلوتية ولقنه الذكر ولازمه نحو خمسة عشر سنة وأجازه ولازم دروس كثير من مشايخ عصره غير هؤلاء المذكورين منهم الامام الشيخ محمد الكاملي والعلامة الشيخ الياس الكردي والشيخ إسماعيل العجلوني والشيخ محمد الحبال والشيخ أحمد المنيني والشيخ علي كزبر وغيرهم وأخذ الفرائض والحساب عن الشيخ مصطفى النابلسي وحفظ القرآن على الحافظ المقري المتقن الشيخ إبراهيم الدمشقي ثم بعد أن ارتحل إلى الروم ودخل حلب وذلك في سنة أربع وأربعين أخذ عن جماعة من أجلالها وممن ورد اليها فسمع الحديث المسلسل بالأولية وأكثر صحيح الامام البخاري من المحدث العلامة الشيخ محمد عقيلة المكي وقرأ جملة من المنطق والأصول على الشيخ صالح البصري وطرفا من الأصول أيضا والتوحيد والنحو والمعاني والبيان على الشيخ محمد الحلبي المعروف بالزمار وحضر دروسه كثيرا في صحيح البخاري وأخذ العروض والاستعارات عن الفاضل الشيخ قاسم البكرجي وأشياخه كثيرون لا يحصون عدة وأعلى أسانيده في صحيح الامام البخاري روايته له عن الشيخ محمد الكناني عن المسند القدوة الرحلة الامام الشيخ إبراهيم الكوراني نزيل المدينة المتوفي بها في سنة احدى ومائة وألف بسنده وعن شيخه الشيخ عقيلة عن المحدث الكبير الشيخ حسن بن علي العجيمي المكي بسنده وفي كل من السندين بين صاحب الترجمة وبين الامام البخاري عشرة والامام البخاري حادي عشرهم وبالنسبة إلى ثلاثياته يكون بينه وبين صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم أربعة عشر وهذا السند عال جدا ولا يوجد أعلى منه وقد أجازني بسائر مروياته عن مشايخه باجازة حافلة وأرسلها إلي من حلب وكان بحلب مستقيما ساكنا فاضلا وله أناس يبرونه قائمين بمعاشه وما يحتاج إليه واستقام بها إلى أن مات وكان ينظم الشعر وله ديوان فائق محتو على رقائق فمنه ما قاله مقتبسا
أعبد الله وجاهد | فإذا فرغت فانصب |
والزم التقوى حلوصا | وإلى ربك فارغب |
أيها السائل قوما | مالهم في الخير مذهب |
اترك الناس جميعا | وإلى ربك فارغب |
قلت وقد أوردني حبه | مواردا ليس لها مصدر |
أفسدت دنياي ولا دين لي | تفسده فاصدع بما تؤمر |
أوحى إلى عشاقه طرفه | هيهات هيهات لما توعدون |
وردفه ينطق من خلفه | لمثل ذا فليعمل العاملون |
أعبد الله ودع عنك | التواني بالهجود |
ومن الليل فسجه | وأديار السجود |
لا تكن ظالما ولا ترض بالظلم | وانكر بكل ما يستطاع |
يوم يأتي الحساب ما لظلوم | من حميم ولا شفيع يطاع |
قالوا الحميا شراب | للأنس والبسط جاءت |
فقلت ردا عليهم | بئس الشراب وساءت |
ما مصر الا منزل مستحسن | فأستوطنوه مشرقا ومغربا |
هذا وإن كنتم على سفريه | قتيموا منه صعيدا طيبا |
حمامنا من ضيقتها تشتكي | كأنها صدر وقد أحرجوه |
فهي لظى نزاعة للشوي | وماؤها كالمهل يشوي الوجوه |
خذ من الخبر الذي لا | ح الذي منه تشاء |
ثم لا تنظر إلى ما | سيقول السفهاء |
قال لي إن رقيبي | سئ الخلق فداره |
قلت دعني وجهك الجنة | حفت بالمكاره |
حصل العلم فمن حصله | نال غزا والغنى مع دين |
رغب المختار فيه قائلا | اطلبوا العلم ولو بالصين |
أنلني بالذي استقرضت خطا | وأشهد معشرا قد شاهدوه |
فإن الله خلاق البرايا | عنت لجلال هيبته الوجوه |
يقول إذا تداينتم بدين | إلى أجل مسمى فاكتبوه |
قال لنا جند ملاحاته | لما بدا ما قالت النمل |
قوموا أدخلوا مسكنكم قبل أن | تحطمكم أعينه النحل |
ما بال من أوله نطفة | وجيفة آخره يفخر |
أطل صمتا ولا تعجل=بافتاء تفز فادري | فكل العقل في صمت |
في جنة الفردوس حقا أنزلا | يوسف مفتي حلب مفضلا |
طوبى له طاب بها خلوده | لا يبتغي عنها دواما حولا |
وحل في روضات جنات علت | نال بها كل مراد أملا |
يشرب من أنهارها حيث أشتهي | ماء وخمر البنا وعسلا |
فيهن خيرات حسان قاصرا | ت الطرف أتراب تحلت بالحلا |
وحوله الغلمان والولدان | كاللؤلؤ مكنونا ومنثورا حلا |
قال برؤيا الوحي قولا صادقا | أعطيت من غير حساب أملا |
وفزت بالرضوان والغفران لي | فالحمد لله على ما خولا |
وانما نلت لذا بالذكر مع | ختم حديث الأنبيا خير الملا |
يا قوم قوموا قانتين للعلي | جنح الدياجي ترتقوا أوج العلا |
وبشروا صحبي وقولوا يوسف | من بعد ذاك الخوف أمنا بدلا |
وهو بأعلى منزل تاريخه | في الجنة الفردوس حقا أنزلا |
دار البشائر الإسلامية / دار ابن حزم-ط 3( 1988) , ج: 2- ص: 304