أعشى همدان عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث بن نظام ابن جشم الهمذاني: شاعر اليمانيين، بالكوفة، وفارسهم في عصره. ويعد من شعراء الدولة الاموية. كان احد الفقهاء القراء، وقال الشعر فعرف به. وكان من الغزاة في ايام الحجاج، غزا الديلم وله شعر كثير في وصف بلادهم ووقائع المسلمين معهم. ولما خرج عبد الرحمن بن الاشعث انحاز الاعشى اليه، واستولى على سجستان معه، وقاتل رجال الحجاج الثقفي. ثم جئ به إلى الحجاج أسيرا بعد مقتل ابن الاشعث، فأمر به الحجاج فضربت عنقه. واخبار كثيرة.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 312

أعشى همدان اسمه عبد الرحمن بن عبد الله.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 467

أعشى همدان عبد الرحمن بن عبد الله قتله الحجاج سنة 83 وكان قد خرج مع عبد الرحمن إبن محمد الأشعث ومن شعره:

قال علي الجارم فيما كتبه في مجلة الكتاب:
نشأ في الكوفة في بيت يمني رفيع النسب معروف بالمكانة واختار له أبوه دراسة العلم والتثقف في علوم العربية ليكون فقيها محدثا, وكان متوقد الذكاء حاضر البديهة قوي النفس, فيه مرح وفيه عزيمة وفيه بطولة مخبوءة. ولم يكن يظهر لرائيه أنه سيكون له شأن في الفقه أو الحديث, أو أنه سلك الطريق التي توائم مواهبه وطبائعه.
ولكن ماذا يصنع, وهكذا وضعه أبوه وهكذا قدر له أن يكون, وهكذا ألبس مسوح الراهب ونزع عنه درع الفارس, وهكذا وضع بين يديه المصحف وكتب العربية وحجبت عنه طرائف أشعار الأولين, فطرق المساجد وتردد على دور العلم واختار من بين كبار الفقهاء والمحدثين زوج أخته عامرا الشعبي ليكون له شيخا وإماما. لزم الشبي أو ألزم الشعبي, وتجرد لدرس الحديث أو ألزم التجرد له.
ولكنه على الرغم من انصرافه إلى علوم الدين وما تقتضيه من تبتل, كانت تهفو نفسه إلى أن يركب جوادا فيحضره إلى أبعد ما يكون الحضر. وكان إذا رأى فتيان العشيرة يتصارعون أو يتبارون في القوة أو في الصفح بالسيوف, تمنى أن يزج بنفسه بينهم ليصرع أقواهم ويطيح بسيف ألعبهم بالسلاح.
وكان كثيرا ما يباغت نفسه وهي تصوغ أبياتا في الغزل وتترنم بها في طرب ونشوة. كان يعيش حياته ويروح بين الناس بنفسين: نفس نقية ورعة تتجنب الخبائث ما ظهر منها وما بطن وتنصب على دراسة القرآن والحديث زاهدة في الدنيا صادفة عنها. ونفس فوارة جياشة تموج بالحب والغزل والشعر, وتحن إلى اعتساف المخاطر واقتحام الخطوب.
بقي حائرا بين هذين النفسين: مضطربا بين ما يكون وما يجب أن يكون, حتى رأى فيما يرى النائم أنه دخل بيتا فيه حنطة وشعير, وسمع قائلا يقول له: خذ أيهما شئت, فأخذ الشعير. رأى هذه الرؤيا فأسرع إلى شيخه الشعبي ليعبرها له, فقال له الشعبي: إن صدقت رؤياك تركت القرآن وقراءته وقلت الشعر.
وسواء صحت رواية المنام أم لم تصح فإنه هجر دراسة القرآن والحديث, واتجه إلى الشعر.
لم يتدرج عبد الرحمن في إجادة القريض ولكنه وثب إليه دفعة واحدة كأنه كان يختزن الشعر في نفسه وهو يدرس الحلال والحرام, فلما فك يديه عنهما انطلق كما ينطلق السيل الهدار, وسار شعره بين الناس فبهرهم وملأ آذانهم لما فيه من قوة أسر وبعد خيال وروعة لغة وسلامة أسلوب.
ولذلك لقبوه ’’بأعشى همدان’’.
وما كاد يحتضن مزهر الشعر, حتى طوف به في أنحاء البلاد مداحا هجاء يحمل في يمينه تاجا من الفخار لأهل اليمين وفي شماله سوط عذاب من نار لأهل الشمال.
من أخباره
ورد على النعمان بن بشير وهو عامل حمص فجمع النعمان اليمانية وقال لهم: هذا شاعر اليمن ولسانها وقد رفعته إلينا حاجة, فهل من باذل؟ فنزل له كل رجل عن دينار من عطائه وكانوا عشرين ألفا فقال:
وورد مملقا على خالد بن عتاب فأنشده:
فوهب عتاب خمسة آلاف درهم. وخرج معه يوما في غزاة فحينما قفل الجيش خرج جواري عتاب ليتلقينه وفيهن أم ولد له أثيرة عنده, فجعل الناس يمرون عليها إلى أن جاز بها الأعشى وهو على فرسه يميل يمينا وشمالا من النعاس.
فقالت لجواريها: أن امرأة خالد تفاخرني بالعرب وتزهو علي بأبيها وعمها وأخيها فهل يزيدون في أن يكونوا مثل هذا الشيخ المرتعش؟ وسمعها الأعشى فقال: من هذه فقيل له: هذه جارية خالد, فضحك وقال للكسعاء, ثم وقف أمامها يقول:
ثم اتبع الأبيات ببيت رابع كلمه أقذاع ونكر. فأسرعت الجارية إلى عتاب شاكية باكية وأنشدته الأبيات ووصفت له: إن هذه تزعم أنك هجوتها, فقال الأعشى: أنها أساءت سمعا وإنما قلت:
فقالت الجارية: لا والله ما هكذا قال، وأعادت الأبيات فقال للأعشى: والله لولا أنها ولدت مني لوهبتها لك, لكني افتدي جنايتها بمثل ثمنها ودفعه إليه, ثم قال له: أقسمت عليك يا أبا المصبح أن لا تعيد في هذا المعنى شيئا بعد ما فرط منك.
غير أن عتابا لم يسلم من هجاء أبي المصبح، ذلك أنه مناه مرة الأماني وأكثر له من الوعود الحسان إذا ولي ولاية، حتى لقد قال له: إذا أسند إلي الأعشى فنسي وعوده وأهمله وجفاه، فرجع الأعشى إلى الكوفة بعد أن أرسل في هجائه أبياتا سارت كل مسار، منها:
فلما بلغت الأبيات خالدا بعث إليه يسأله عن (مرة) الذي ادعى أنه غزا معهما وعن (البغل) ذي الوشوم الذي كان خالدا يركبه وأين كان ذلك، ويسأله عن الطيلسان و(النيم) اللذين وصفهما ومن رآه يلبسهما؟ فضحك الأعشى حتى بدت نواجذه وقال: هذا كلام أردت به وصفه بظاهرة أما تفسيره: فإن (المرة) مرارة ثمرة ماغرس من عندي من القبيح و(البغل) المركب الذي ارتكبه مني ولا يعثر به في كل وعر وسهل, وأما الطيلسان فما ألبسه إياه من العار والذم.
وإن شاء راجع الجميل مراجعته له. فلما بلغ الحديث خالدا قال: إي والله، إني أراجع معه الجميل، وأرسل إليه من ترضاه ووصله بمال عظيم.
وعاد الأعشى إلى ما كان له من المنزلة عند خالد, ولكنه حضره مرة وهو يفرق العطايا فجعل له أقلها, وفضل عليه آل عطارد فخرج غاضبا وأطلق لسانه في ذمة فحبسه خالد ثم أطلقه بعد قليل، فقال في هجائه:
لم تكن حياة الشاعر - كما علمت من بعض ما مر بك - حياة هدوء واستقرار فإنه كان لا يفتأ ضاربا في الأرض، محاربا نائبا عن أهله ووطنه, وله في هذه الغزوات شعر من أروع ما سجله ديوان الشعر العربي ورددته أفواه الرواة. جهز الحجاج بن يوسف جيشا من رجال الكوفة بينهم أعشى همدان وسيرهم إلى غزو الديلمفطال أمد هذه الحرب وأخذ فيها الأعشى أسيرا فقذف به في السجن مكبلا فبقي فيه حينا وفي ذلك يقول شعرا يأتي.
وضرب البعث على جيش أهل الكوفة إلى مكران، فأخرجه الحجاج معهم وطال بمكران مقامه ومرض، فاجتواها. وقال في ذلك قصيدة من عيون الشعر تأتي.
في الثورة
وخرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث على الحجاج بن يوسف سنة اثنتين وثمانين وحشد معه جمعا من أهل الكوفة فلم يبق من أقرانهم أحد له ذكر ونباهة إلا خرج معه. وقذف الأعشى بنفسه في أتون الثورة فكان فارسها المعلم وشاعرها المغرد وأرسل الشعر مجلجلا بمدح ابن الأشعث وذم بني أمية والتحريض على الحجاج واستثارة عزائم المجاهدين.
وتغلب الحجاج على الثوار سنة ثلاث وثمانين وأسر زعماءها, وكان منهم الأعشى فلما قدم على الحجاج أسيرا قال له: الحمد لله الذي أمكن, منك ألست القائل لابن الأشعث وفرسك يهملج بك أمامه:
#كذابها الماضي وكذاب ثان ثم ألست القائل:
كلا يا عدو الله بل عبد الرحمن بن الأشعث هو الذي خر من زلق فتب, وحار وانكب, وما لقي ما أحب, ورفع بها صوته وأربد وجهه, واهتز منكباه فلم يبق أحد في المجلس إلا ارتعدت فرائصه, فتعلثم الأعشى وقال: بل أنا القائل:
فقال أهل الشام: أحسن, أصلح الله الأمير. فقال الحجاج: لا لم يحسن إنكم لا تدرون ما أراد بها. ثم قال: يا عدو الله إنا لسنا نحمدك على هذا القول, إنما قلت: تأسف أن لا يكون ظهر وظفر وتحريضا لأصحابك علينا وليس عن هذا سألناك, انفذ لنا قولك: (بخ بخ لو الده وللمولود) قال الحجاج: لا والله لا تبخيخ بعدها أبدا. فقدمه فضرب عنقه.
قال وهو في حملة الغزو الذي سبق إليه:
وقال وهو أسير في السجن:
وقال:
وهذا البيت من أبيات قالها حين رفع (المختار) الكرسي الذي زعم أنه كرسي علي بن أبي طالب وعصبه بالديباج والحرير فلم يرض الأعشى بهذا التصرف واعتبره لا يليق بأصحاب العقائد المؤمنين بعقائدهم فصرح في البيت المتقدم بشيعته النابغة من القرآن ومبادئ محمد والتي تأبى مثل هذه الألاعيب واستغلال عواطف العامة بهذا وأشباهه فقال من أبيات:
ولما سار مصعب بن الزبير بجيش كثيف من البصرة لقتال المختار الثقفي في الكوفة ولاقاه جيش المختار بقيادة أحمد بن شميط ودارت الدائرة على ابن شميط وجيش المختار قال الأعشى:
وهكذا ترى الإيمان الشيعي يتجلى في هذا الشاعر في أنصع أشكاله, فبينما نراه يبكي التوابين سليمان بن صرد وإخوانه, وهم الذين خرجوا من الكوفة مستقلين للطلب بثأر الحسين ونراه يرثيهم أحر رثاء وينوح بشعره على مصارعهم في عين الوردة, نراه يقول في المختار هذا القول, مع أن شعار المختار كان بثأر الحسين وذلك لأن دعوة الأولين كانت دعوة صافية خالصة لوجه الحق, ودعوة الثاني كانت تشاب بمثل هذه الشوائب وبالمطامع.
قال يرثي من قتل من التوابين الذين خرجوا للطلب بثأر الحسين عليه السلام:

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 460

الأعشى الهمداني اسمه عبد الرحمن أبو المصبح، يأتي ذكره في حرف العين في موضعه إن شاء الله تعالى.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 9- ص: 0

أعشى همدان عبد الرحمن بن الحارث أبو المصيح الأعشى الهمداني الشاعر، أحد الفصحاء المفوهين. قيل أن اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث، وسيأتي في مكانه إن شاء الله.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 18- ص: 0

أعشى همدان اعر، مفوه، شهير، كوفي، وهو: أبو المصبح عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث الهمداني كان متعبدا فاضلا، ثم عبث بالشعر، وامتدح النعمان بن بشير، فاعتنى به، وجمع له من جيش حمص أربعين ألف دينار. ثم إن الأعشى خرج مع القراء مع ابن الأشعث، وكان زوج أخت الشعبي، وكان الشعبي زوج أخته.
قتله الحجاج سنة نيف وثمانين.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 103

الأعشى بن عبد الرحمن بن مكمل.
يروي عن: الأزهر بن عبد الله عن عبادة بن الصامت وعثمان بن عفان. روى عنه شريك بن أبي نمر.

  • مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 2- ص: 1

الأعشى بن عبد الرحمن بن مكمل
يروي عن الأزهر بن عبد الله عن عبادة بن الصامت وعثمان بن عفان روى عنه شريك بن أبي نمر

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 6- ص: 1

الأعشى بن عبد الرحمن بن مكمل مدني
روى الأزهر بن عبد الله عن عثمان رضي الله تعالى عنه روى عنه شريك بن عبد الله بن أبي نمر سمعت أبي يقول ذلك.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 2- ص: 1