أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي، الملقب بأبي هريرة: صحابي، كان اكثر الصحابة حفظا للحديث ورواية له. نشأ يتيما ضعيفا في الجاهلية، وقم المدينة ورسول الله (ص) بخيبر، فأسلم سنة 7هـ ، ولزم صحبة النبي، فروى عنه 5374 حديثا، نقلها عن أبي هريرة اكثر من 800 رجل بين صحابي وتابعي. وولي امرة المدينة مدة. ولما صارت الخلافة إلى عمر استعمله على البحرين، ثم رآه لين العريكة مشغولا بالعبادة، فعزله. واراده بعد زمن على العمل فأبى. وكان اكثر مقامه في المدينة وتوفى فيها. وكان يفتي، وقد جمع شيخ الاسلام تقي الدين السبكي جزءا سمي (فتاوى ابيهريرة) ولعبد الحسين شرف الدين كتاب في سيرته ( أبو هريرة - ط).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 308

عبد الله أبو هريرة (ب) عبد الله، أبو هريرة. صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا. وقد تقدم البعض، ويأتي الباقي، ونستقصيه في الكنى إن شاء الله تعالى، فهو بكنيته أشهر.
أخرجه أبو عمر.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 747

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 3- ص: 405

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 3- ص: 305

عبد الرحمن بن صخر (د ع) عبد الرحمن بن صخر، أبو هريرة.
سماه عبد الله بن سعد الزهري، عن محمد بن إسحاق قال: اسم أبي هريرة عبد الرحمن ابن صخر.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 770

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 3- ص: 457

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 3- ص: 357

أبو هريرة (ب د ع) أبو هريرة الدوسي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثرهم حديثا عنه. وهو دوسي من دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن مالك بن نصر بن الأزد قال خليفة بن خياط وهشام بن الكلبي: اسمه عمير بن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم ابن دوس.
وقد اختلف في اسمه اختلافا كثيرا، لم يختلف في اسم آخر مثله ولا ما يقاربه، فقيل: عبد الله بن عامر. وقيل: برير بن عشرقة. ويقال: سكين بن دومة. وقيل: عبد الله بن عبد شمس. وقيل: عبد شمس، قاله يحيى بن معين، وأبو نعيم. وقيل: عبد نهم. وقيل: عبد غنم.
وقال المحرر بن أبي هريرة: اسم أبي: عبد عمرو بن عبد غنم.
وقال عمرو بن علي الفلاس: أصح شيء قيل فيه: عبد عمرو بن غنم.
وبالجملة فكل ما في هذه الأسماء من التعبيد فلا شبهة أنها غيرت في الإسلام، فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يترك اسم أحد: عبد شمس، أو عبد غنم، أو عبد العزى، أو غير ذلك. فقيل: كان اسمه في الإسلام: عبد الله. وقيل: عبد الرحمن.
قال الهيثم بن عدي: كان اسمه في الجاهلية: عبد شمس، وفي الإسلام: عبد الله.
وقال ابن إسحاق: قال لي بعض أصحابنا عن أبي هريرة: كان اسمي في الجاهلية: عبد شمس، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم: عبد الرحمن، وإنما كنيت بأبي هريرة لأني وجدت هرة فحملتها في كمي، فقيل لي: أنت أبو هريرة.
وقيل: رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي كمه هرة: فقال: يا أبا هريرة. وأخبرنا غير واحد بإسنادهم عن الترمذي قال: حدثنا أحمد بن سعيد المرابطي، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا أسامة بن زيد، عن عبد الله بن رافع قال: قلت لأبي هريرة: لم أكتنيت بأبي هريرة؟ قال: أما تفرق مني ؟ قلت: بلى، والله إني لأهابك. قال: كنت أرعى غنم أهلي، وكانت لي هريرة صغيرة، فكنت أضعها بالليل في شجرة، فإذا كان النهار ذهبت بها معي، فلعبت بها، فكنوني أبا هريرة.
وكان من أصحاب الصفة.
وقال البخاري: اسمه في الإسلام عبد الله. ولولا الاقتداء بهم لتركنا هذه الأسماء فإنها كالمعدوم، لا تفيد تعريفا، وإنما هو مشهور بكنيته.
وأسلم أبو هريرة عام خيبر، وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لزمه وواظب عليه رغبة في العلم فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا إبراهيم وغيره عن أبي عيسى: أخبرنا أبو موسى، أخبرنا عثمان بن عمر، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قلت: يا رسول الله، أسمع منك أشياء فلا أحفظها؟ قال: ابسط رداءك. فبسطته، فحدث حديثا كثيرا، فما نسيت شيئا حدثني به. قال: وحدثنا الترمذي: أخبرنا ابن منيع، أخبرنا هشيم، أخبرنا يعلى بن عطاء، عن الوليد ابن عبد الرحمن، عن ابن عمر أنه قال: لأبي هريرة: أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحفظنا لحديثه.
أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الإخشيد، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أخبرنا أبو حفص الكناني، أخبرنا أبو القاسم البغوي، أخبرنا زهير بن حرب، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن الأعرج قال: سمعت أبا هريرة قال: إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله الموعد، كنت رجلا مسكينا أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئا سمعه مني». فبسطت ثوبي حتى قضى حديثه، ثم ضممته إلي، فما نسيت شيئا سمعته بعد.
أخبرنا عمر بن طبرزد وغير واحد: أخبرنا ابن الحصين، أخبرنا ابن غيلان، أخبرنا أبو بكر، حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، أخبرنا عفان، أخبرنا حماد بن سلمة، أخبرنا أبو سنان، عن عثمان بن أبي سودة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا عاد الرجل أخاه أو زاره، قال الله- عز وجل-: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا. قال البخاري: روى عن أبي هريرة أكثر من ثمانمائة رجل من صاحب وتابع، فمن الصحابة: ابن عباس، وابن عمر، وجابر، وأنس، وواثلة بن الأسقع.
واستعمله عمر على البحرين ثم عزله، ثم أراده على العمل فامتنع، وسكن المدينة، وبها كانت وفاته.
قال الخليفة: توفي أبو هريرة سنة سبع وخمسين.
وقال الهيثم بن عدي: توفي سنة ثمان وخمسين. وقال الواقدي: توفي سنة تسع وخمسين وهو ابن ثمان وسبعين سنة.
قيل: مات بالعقيق وحمل إلى المدينة، وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وكان أميرا على المدينة لعمه معاوية بن أبي سفيان.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى مختصرا، وأخرجه أبو عمر مطولا.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1411

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 6- ص: 313

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 5- ص: 318

عبد الرحمن بن صخر الدوسي أبو هريرة.
هو مشهور بكنيته. وهذا أشهر ما قيل في اسمه واسم أبيه، إذ قال النووي: إنه أصح.
وسيأتي ترجمته في الكنى إن شاء الله تعالى.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 4- ص: 267

أبو هريرة بن عامر بن عبد ذي الشرى بن ظريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب الدوسي.
هكذا سماه ونسبه ابن الكلبي، ومن تبعه كأبي...، وقواه أبو أحمد الدمياطي.
وقال ابن إسحاق: كان وسيطا في دوس. وأخرج الدولابي، من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: اسم أبي هريرة عبد نهم بن عامر، وهو دوسي حليف لأبي بكر الصديق. وخالف ابن البرقي في نسبه، فقال: هو ابن عامر بن عبد شمس بن عبد الساطع بن قيس بن مالك بن ذي الأسلم بن الأحمس بن معاوية بن المسلم بن الحارث بن دهمان بن سليم بن فهم بن عامر بن دوس، قال: ويقال هو ابن عتبة بن عمرو بن عيسى بن حرب بن سعد بن ثعلبة بن عمرو بن فهم بن دوس.
وقال أبو علي بن السكن: اختلف في اسمه، فقال أهل النسب: اسمه عمير بن عامر، وقال ابن إسحاق: قال لي بعض أصحابنا عن أبي هريرة: كان اسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن، وكنيت أبا هريرة، لأني وجدت هرة فحملتها في كمي، فقيل لي أبو هريرة.
وهكذا أخرجه أبو أحمد الحاكم في الكنى من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق.
وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه مطولا. وأخرج الترمذي بسند حسن، عن عبيد الله بن أبي رافع، قال: قلت لأبي هريرة: لم كنيت بأبي هريرة؟ قال: كنت أرعى غنم أهلي، وكانت لي هرة صغيرة، فكنت أضعها بالليل في شجرة، وإذا كان النهار ذهبت بها معي، فلعبت بها فكنوني أبا هريرة. انتهى.
وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «يا أبا هر». وأخرج البغوي، من طريق إبراهيم بن الفضل المخزومي
وهو ضعيف، قال: كان اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس، وكنيته أبو الأسود، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وكناه أبا هريرة.
وأخرج ابن خزيمة بسند قوي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عبد شمس من الأزد، ثم من دوس.
وأخرج الدولابي بسند، حسن، عن أسامة بن زيد الليثي، عن عبيد الله بن أبي رافع والمقبري، قالا: كان اسم أبي هريرة عبد شمس بن عامر بن عبد الشرى- والشري: اسم صنم لدوس، فلما أسلم سمي بعبد الله بن عامر. وقال عبد الله بن إدريس، عن شعبة: كان اسم أبي هريرة عبد شمس، وكذا قال يحيى بن معين، وأحمد بن صالح المصري، وهارون بن حاتم. وكذا قال أبو زرعة، عن أبي مسهر. وقال أبو نعيم الفضل بن دكين مثله، وزاد: ويقال عبد عمرو. وقال مرة أخرى، أبو هريرة سكين، ويقال عامر بن عبد غنم، وكذا قال إسماعيل بن أبي أويس: وجدت في كتاب أبي: كان اسم أبي هريرة عبد شمس، واسمه في الإسلام عبد الله، وعن أبي نمير مثله.
وذكر الترمذي عن البخاري مثله.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: أبو هريرة عبد شمس. ويقال: عبد نهم.
ويقال: عبد غنم. ويقال سكين، ويقال عبد الله بن عامر. أخرجه البغوي عن صالح. وكذا قال الأحوص بن المفضل العلائي، عن أبيه، وكذا حكاه يعقوب بن سفيان في تاريخه.
وذكر ابن أبي شيبة مثله، وزاد: ويقال عبد الرحمن بن صخر، وذكر البغوي، عن عبد الله بن أحمد، قال: سمعت شيخا لنا كبيرا يقول: اسم أبي هريرة سكين بن دومة. وهذا حكاه الحسن بن سفيان بسنده عن أبي عمر الضرير، وزاد: ويقال عبد عمرو بن غنم.
وقال عمرو بن علي الفلاس، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن المحرر بن أبي هريرة: كان اسم أبي عبد عمرو بن عبد غنم، أخرجه أسلم بن سهل في تاريخه، وأخرجه البغوي عن المقدمي، عن عمه، سفيان، ولفظه: كان اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن غنم، كذا في رواية عيسى بن علي، عن البغوي. وأخرجه ابن أبي الدنيا، من طريق المقدمي مثل ما قال عمرو بن علي، وكذا هو في الذهليات، عن عمر بن بكار، عن عمرو بن علي المقدسي. وقال ابن خزيمة: قال الذهلي: هذا أوضح الروايات عندنا على القلب، قال ابن خزيمة: وإسناد محمد بن عمرو عن أبي سلمة أحسن من سفيان بن حسين عن الزهري عن المحرر، إلا أن يكون كان له اسمان قبل إسلامه، وأما بعد إسلامه فلا أحسب اسمه استمر.
قلت: أنكر أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم غير اسمه، فسماه عبد الرحمن، كما نقل أحمد بن حنبل، عن أبي عبيدة الحداد. وأخرج أبو محمد بن زيد، عن الأصمعي- أن اسمه عبد عمرو بن عبد غنم، ويقال عمرو بن عبد غنم، وجزم بالأول النسائي، وقال البغوي: حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا أبو إسماعيل المؤدب، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، واسمه عبد الرحمن بن صخر.
قلت: وأبو إسماعيل صاحب غرائب مع أن قوله: واسمه عبد الرحمن بن صخر- يحتمل أن يكون من كلام أبي صالح أو من كلام من بعده، وأخلق به أن يكون أبو إسماعيل الذي تفرد به، والمحفوظ في هذا قول محمد بن إسحاق.
وأخرج أبو نعيم، من طريق إسحاق بن راهويه، قال: أبو هريرة مختلف في اسمه، فقيل سكين بن مل. وقيل ابن هانئ، وقال بعضهم: عمر بن عبد شمس. وقيل ابن عبد نهم. وقال عباس الدوري، عن أبي بكر بن أبي الأسود: سكين بن جابر.
وأخرج أبو أحمد الحاكم بسند صحيح، عن صالح بن كيسان، قال: اسمه عامر.
ومثله حكاه الهيثم بن عدي، عن ابن عباس، وهو المسوق، وزاد أنه ابن عبد شمس بن عبد غنم بن عبد ذي الشرى. وقال أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز: هو عامر بن عبد شمس. وقيل عبد غنم، وقيل سكين بن عامر.
وقال خليفة: اختلف في اسمه، فقيل عمير بن عامر، وقيل سكين بن دومة، ويقال عبد عمرو بن عبد غنم، وقيل عبد الله بن عامر، وقيل برير أو يزيد بن عشرقة.
وقال الفلاس: اختلفوا في اسمه، والذي صح أنه عبد عمرو بن عبد غنم، ويقال سكين... وقال البغوي: حدثنا محمد بن حميد، حدثنا أبو نميلة، حدثنا محمد بن عبيد الله، قال: اسمه سعد بن الحارث، قال البغوي: وبلغني أن اسمه عبد ياليل.
وقال ابن سعد، عن الواقدي: كان اسمه عبد شمس، فسمي في الإسلام عبد الله، ونقل عن الهيثم مثله. وزاد البغوي، عن الواقدي: ويقال إنه عبد الله بن عائذ. وقال ابن البرقي: اسمه عبد الرحمن، ويقال عبد شمس، ويقال عبد غنم، ويقال عبد الله، ويقال: بل هو عبد نهم، وقيل عبد تيم.
وحكى ابن مندة في أسمائه عبد بغير إضالة، وفي اسم أبي عبد غنم. وحكى أبو نعيم فيه عبد العزي وسكن- بفتحتين، قال النووي في مواضع من كتبه: اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر على الأصح من ثلاثين قولا. وقال القطب الحلبي: اجتمع في اسمه واسم أبيه أربعة وأربعون قولا مذكورة في الكنى للحاكم، وفي الاستيعاب، وفي تاريخ ابن عساكر.
قلت: وجه تكثره أنه يجتمع في اسمه خاصة عشرة أقوال مثلا، وفي اسم أبيه نحوها، ثم تركبت، ولكن لا يوجد جميع ذلك منقولا، فمجموع ما قيل في اسمه وحده نحو من عشرين قولا: عبد شمس، وعبد نهم، وعبد تيم، وعبد غنم، وعبد العزى، وعبد ياليل، وهذه لا جائز أن تبقى بعد أن أسلم كما أشار إليه ابن خزيمة.
وقيل فيه أيضا: عبيد بغير إضافة، وعبيد الله بالإضافة، وسكين بالتصغير، وسكن بفتحتين، وعمرو بفتح العين، وعمير بالتصغير، وعامر، وقيل برير، وقيل بر، وقيل يزيد، وقيل: سعد، وقيل سعيد، وقيل عبد الله، وقيل عبد الرحمن، وجميعها محتمل في الجاهلية والإسلام إلا الأخير، فإنه إسلامي جزما.
والذي اجتمع في اسم أبيه خمسة عشر قولا: فقيل عائذ، وقيل عامر، وقيل عمرو، وقيل عمير، وقيل غنم، وقيل دومة، وقيل هانئ، وقيل مل، وقيل عبد نهم، وقيل عبد غنم، وقيل عبد شمس، وقيل عبد عمرو، وقيل الحارث، وقيل عشرقة، وقيل صخر، فهذا معنى قول من قال: اختلف في اسمه واسم أبيه على أكثر من ثلاثين قولا، فأما مع التركيب بطريق التجويز فيزيد على ذلك نحو مائتين وسبعة وأربعين من ضرب تسعة عشر في ثلاثة عشر، وأما مع التنصيص فلا يزيد على العشرين، فإن الاسم الواحد من أسمائه يركب مع ثلاثة أو أربعة من أسماء الأب إلى أن يأتي العد عليهما، فيخلص للمغايرة مع التركيب عدد أسمائه خاصة وهي تسعة عشر مع أن بعضها وقع فيه تصحيف أو تحريف، مثل بر، وبرير، ويزيد، فإنه لم يرد شيئا منها إلا مع عشرقة، والظاهر أنه تغيير من بعض الرواة، وكذا سكن وسكين، والظاهر أنه يرجع إلى واحد، وكذا سعد وسعيد مع أنهما أيضا لم يردا إلا مع الحارث، وبعضها انقلب اسمه مع اسم أبيه كما تقدم في قول من قال: عبد عمرو بن عبد غنم. وقيل عبد غنم بن عبد عمرو، فعند التأمل لا تبلغ الأقوال عشرة خالصة ومزجها من جهة صحة النقل إلى ثلاثة: عمير، وعبد الله، وعبد الرحمن الأولان محتملان في الجاهلية والإسلام، وعبد الرحمن في الإسلام خاصة كما تقدم.
قال ابن أبي داود: كنت أجمع سند أبي هريرة، فرأيته في النوم، وأنا بأصبهان، فقال لي: أنا أول صاحب حدثت في الدنيا، وقد أجمع أهل الحديث على أنه أكثر الصحابة حديثا.
وذكر أبو محمد بن حزم أن مسند بقي بن مخلد احتوى من حديث أبي هريرة على خمسة آلاف وثلاثمائة حديث وكسر. وحدث أبو هريرة أيضا عن أبي بكر، وعمر، والفضل بن العباس، وأبي بن كعب، وأسامة بن زيد، وعائشة، وبصرة الغفاري، وكعب الأحبار.
روى عنه ولده المحرر، بمهملات، ومن الصحابة ابن عمر، وابن عباس، وجابر، وأنس، وواثلة بن الأسقع. ومن كبار التابعين: مروان بن الحكم، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الله بن ثعلبة، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وسلمان الأغر، والأغر أبو مسلم وشريح بن هانئ، وخباب صاحب المقصورة، وأبو سعيد المقبري، وسليمان بن يسار، وسنان بن أبي سنان، وعبد الله بن شقيق، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وعراك بن مالك، وأبو رزين الأسدي، وعبد الله بن قارظ، وبسر بن سعيد، وبشير بن نهيك، وبعجة الجهني، وحنظلة الأسلمي، وثابت بن عياض، وحفص بن عاصم بن عمرو، وسالم بن عبد الله بن عمر، وأبو سلمة، وحميد: ابنا عبد الرحمن بن عوف، وحميد بن عبد الرحمن الحميري، وخلاس بن عمرو، وزرارة بن أبي أوفى، وسالم أبو الغيث، وسالم مولى شداد، وعامر بن سعد بن أبي وقاص، وسعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، وأبو الحباب سعيد بن يسار، وعبد الله بن الحارث البصري، ومحمد بن سيرين، وسعيد بن مرجانة، والأعرج، وهو عبد الرحمن بن هرمز، والمقعد وهو عبد الرحمن بن سعيد، ويقال له الأعرج أيضا وعبد الرحمن بن أبي نعيم، وعبد الرحمن بن يعقوب والد العلاء، وأبو صالح السمان، وعبيدة بن سفيان، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعطاء بن مينا، وعطاء بن أبي رباح، وعطاء بن يزيد الليثي، وعطاء بن يسار، وعبيد بن حنين، وعجلان والد محمد، وعبيد الله بن أبي رافع، وعنبسة بن سعيد بن العاص، وعمرو بن الحكم أبو السائب مولى ابن زهرة، وموسى بن يسار، ونافع بن جبير بن مطعم، وعبد الله بن رباح، وعبد الرحمن بن مهران، وعمرو بن أبي سفيان، ومحمد بن زياد الجمحي، وعيسى بن طلحة، ومحمد بن قيس بن مخرمة، ومحمد بن عباد بن جعفر، ومحمد بن أبي عائشة، والهيثم بن أبي سنان، وأبو حازم الأشجعي، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأبو الشعثاء المحاربي، ويزيد بن الأصم، ونعيم المجمر، ومحمد بن المنكدر، وهمام بن منبه، وأبو عثمان الطنبذي، وأبو قيس مولى أبي هريرة، وآخرون كثيرون.
قال البخاري: روى عنه نحو الثمانمائة من أهل العلم، وكان أحفظ من روى الحديث في عصره.
قال وكيع في نسخته: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، قال: كان أبو هريرة أحفظ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وأخرجه البغوي، من رواية أبي بكر بن عياش، عن الأعمش بلفظ: ما كان أفضلهم، ولكنه كان أحفظ.
وأخرج ابن أبي خيثمة، من طريق سعيد بن أبي الحسن، قال: لم يكن أحد من الصحابة أكثر حديثا من أبي هريرة. وقال الربيع: قال الشافعي: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره.
وقال أبو الزعيزعة كاتب مروان: أرسل مروان إلى أبي هريرة، فجعل يحدثه، وكان أجلسني خلف السرير أكتب ما يحدث به حتى إذا كان في رأس الحول أرسل إليه فسأله وأمرني أن انظر، فما غير حرفا عن حرف.
وفي صحيح البخاري، من طريق وهب بن منبه، عن أخيه همام، عن أبي هريرة، قال لم يكن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا مني إلا عبد الله بن عمر، فإنه كان يكتب ولا أكتب.
وقال للحاكم أبو أحمد- بعد أن حكى الاختلاف في اسمه ببعض ما تقدم: كان من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وألزمهم له صحبة على شبع بطنه، فكانت يده مع يده يدور معه حيث دار إلى أن مات، ولذلك كثر حديثه.
وقد أخرج البخاري في الصحيح، من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قلت: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: «لقد ظننت ألا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك، لما رأيت من حرصك على الحديث».
وأخرج أحمد، من حديث أبي بن كعب- أن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره.
وقال أبو نعيم: كان أحفظ الصحابة لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعا له بأن يحببه إلى المؤمنين، وكان إسلامه بين الحديبية وخيبر قدم المدينة مهاجرا، وسكن الصفة.
وقال أبو معشر المدائني، عن محمد بن قيس، قال: كان أبو هريرة يقول: لا تكنوني أبا هريرة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كناني أبا هر والذكر خير من الأنثى.
وأخرجه البغوي بسند حسن، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة. وقال عبد الرحمن بن أبي لبيبة: أتيت أبا هريرة وهو آدم بعيد ما بين المنكبين ذو ضفيرتين أفرق الثنيتين.
وأخرج ابن سعد، من طريق قرة بن خالد: قلت لمحمد بن سيرين: أكان أبو هريرة مخشوشنا؟ قال: لا، كان لينا. قلت: فما كان لونه؟ قال: أبيض. وكان يخضب، وكان يلبس ثوبين ممشقين، وتمخط يوما فقال: بخ! بخ! أبو هريرة يتمخط في الكتان.
وقال أبو هلال، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: لقد رأيتني أصرع بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجرة عائشة، فيقال: مجنون، وما بي جنون، زاد يزيد بن إبراهيم، عن محمد، عنه: وما بي إلا الجوع.
ولهذا الحديث طرق في الصحيح وغيره، وفيها سؤال أبي بكر ثم عمر عن آية، وقال: لعل أن يسقني فيفتح علي الآية ولا يفعل.
وقال داود بن عبد الله، عن حميد الحميري: صحبت رجلا صحب النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنين كما صحبه أبو هريرة.
وقال ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم: نزل علينا أبو هريرة بالكوفة، واجتمعت أحمس، فجاءوا ليسلموا عليه، فقال: مرحبا، صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين، لم أكن أحرص على أن أعي الحديث مني فيهن.
وقال البخاري: حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمر بن ذر، حدثنا مجاهد، عن أبي هريرة، قال: والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد على الأرض بكبدي من الجوع، وأشد الحجر على بطني... فذكر قصة القدح واللبن.
وقال أحمد: حدثنا عبد الرحمن- هو ابن مهدي- حدثنا عكرمة بن عمار، حدثني أبو كثير، حدثني أبو هريرة، قال: أما والله ما خلق الله مؤمنا يسمع بي ولا يراني إلا أجبني، قال: وما علمك بذلك يا أبا هريرة؟ قال: إن أمي كانت مشركة، وإني كنت أدعوها إلى الإسلام، وكانت تأبي علي، فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فذكرت له، فقال: «اللهم اهد أم أبي هريرة»، فخرجت عدوا، فإذا بالباب مجاف وسمعت حصحصة الماء، ثم فتحت الباب، فقالت: أشهد لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فرجعت وأنا أبكي من الفرح، فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يحببني وأمي إلى المؤمنين، فدعا له.
وقال الجريري، عن أبي بصرة، عن رجل من الطفاوة، قال: نزلت على أبي هريرة قال: ولم أدرك من الصحابة رجلا أشد تشميرا ولا أقوم على ضيف منه.
وقال عمرو بن علي الفلاس: كان مقدمه عام خيبر، وكانت في المحرم سنة سبع.
وفي الصحيح، عن الأعرج، قال: قال أبو هريرة: إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله الموعد، إني كنت امرأ مسكينا أصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام
على أموالهم فحضرت من النبي صلى الله عليه وسلم مجلسا، فقال: «من يبسط رداءه حتى أقضي مقالتي، ثم يقبضه إليه، فلن ينسى شيئا سمعه مني؟» فبسطت بردة علي حتى قضى حديثه، ثم قبضتها إلي، فو الذي نفسي بيده ما نسيت شيئا سمعته منه بعد.
وأخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، من طريق الزهري، عن الأعرج، ومن طريق الزهري أيضا عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة، عن أبي هريرة، يزيد بعضهم على بعض.
وأخرجه البخاري وغيره، من طريق سعيد المقبري، عنه مختصرا. قلت: يا رسول الله، إني لأسمع منك حديثا كثيرا أنساه.
فقال: «ابسط رداءك، فبسطته»، ثم قال: «ضمه إلى صدرك»، فضممته فما أنسيت حديثا بعد.
وأخرج أبو يعلى، من طريق الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل، عن أبي هريرة، قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء الحفظ، فقال: «افتح كساءك». فذكر نحوه.
وأخرج أبو نعيم، من طريق عبد الله بن أبي يحيى، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي هريرة- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا تسألني عن هذه الغنائم؟». قلت: أسألك أن تعلمني مما علمك الله. قال: فنزع نمرة على ظهري ووسطها بيني وبينه، فحدثني حتى إذا استوعبت حديثه قال: «اجمعها فصرها إليك». فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثني.
وقد تقدمت طرق هذا الحديث الصحيحة، وله طرق أخرى، منها
عند أبي يعلى، من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أبي هريرة- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يأخذ مني كلمة أو كلمتين أو ثلاثا، فيصرهن في ثوبه، فيتعلمهن ويعلمهن؟ قال: فنشرت ثوبي، وهو يحدث، ثم ضممته، فأرجو ألا أكون نسيت حديثا مما قال.
وأخرج أحمد، من طريق المبارك بن فضالة، عن الحسن نحوه، وفيه: فقلت: أنا، فقال: «ابسط ثوبك»، وفي أخره: فأرجو ألا أكون نسيت حديثا سمعته منه بعد ذلك.
وأخرج ابن عساكر، من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، عن أبي الربيع، عن أبي هريرة: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فبسطت ثوبي، ثم جمعته، فما نسيت شيئا بعد. هذا مختصر مما قبله.
ووقع لي بيان ما كان حدث به النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة إن ثبت الخبر فأخرج أبو يعلى، من طريق أبي سلمة: جاء أبو هريرة فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم في شكواه يعوده، فأذن له فدخل فسلم وهو قائم، والنبي صلى الله عليه وسلم متساند إلى صدر علي، ويده على صدره ضامة إليه، والنبي صلى الله عليه وسلم باسط رجليه، فقال: «ادن يا أبا هريرة». فدنا، ثم قال: «ادن يا أبا هريرة»، ثم قال: «ادن يا أبا هريرة» فدنا، حتى مست أطراف أصابع أبي هريرة أصابع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال له: «اجلس». فجلس، فقال له: «ادن مني طرف ثوبك». فمد أبو هريرة ثوبه فأمسك بيده ففتحه وأدناه من النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أوصيك يا أبا هريرة بخصال لا تدعهن ما بقيت». قال: أوصني ما شئت. فقال له: «عليك بالغسل يوم الجمعة، والبكور إليها، ولا تلغ، ولا تله، وأوصيك بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، فإنه صيام الدهر، وأوصيك بركعتي الفجر لا تدعهما، وإن صليت الليل كله فإن فيهما الرغائب» - قالها ثلاثا، ثم قال: «ضم إليك ثوبك». فضم ثوبه إلى صدره، فقال: يا رسول الله، بأبي وأمي! أسر هذا أو أعلنه؟ قال: «أعلنه يا أبا هريرة» - قالها ثلاثا.
والحديث المذكور من علامات النبوة، فإن أبا هريرة كان أحفظ الناس للأحاديث النبوية في عصره.
وقال طلحة بن عبيد الله: لا أشك أن أبا هريرة سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع.
وقال ابن عمر: أبو هريرة خير مني وأعلم بما يحدث.
وأخرج النسائي بسند جيد في العلم من كتاب السنن- أن رجلا جاء إلى زيد بن ثابت، فسأله، فقال له زيد: عليك بأبي هريرة، فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ندعو لله ونذكره إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس إلينا، فقال: «عودوا للذي كنتم فيه» قال زيد: فدعوت أنا وصاحبي، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمن على دعائنا، ودعا أبو هريرة، فقال: «إني أسألك ما سأل صاحباك، وأسألك علما لا ينسى». فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آمين».
فقلنا: يا رسول الله، ونحن نسألك علما لا ينسى، فقال: «سبقكم بها الغلام الدوسي».
وأخرج الترمذي، من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قلت: يا رسول الله، إني أسمع منك أشياء لا أحفظها. قال: «ابسط رداءك». فبسطته فحدث حديثا كثيرا فما نسيت شيئا حدثني به.
وسنده صحيح، وأصله عند البخاري بلفظ: فما نسيت شيئا سمعته بعد.
وأخرج الترمذي أيضا عن عمر- أنه قال لأبي هريرة: أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحفظنا لحديثه.
وأخرج ابن سعد، من طريق سالم مولى بني نصر: سمعت أبا هريرة يقول: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع العلاء بن الحضرمي، فأوصاه بي خيرا، فقال لي: «ما تحب؟» قلت: أؤذن لك، ولا تسبقني بآمين.
وأخرج البخاري، من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين، فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم.
وعند أحمد، من طريق يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة: وقيل له أكثرت، فقال: لو حدثتكم بما سمعت لرميتموني بالقشع، أي الجلود.
وفي الصحيح، عن نافع، قال: قيل لابن عمر: حديث أبي هريرة: «إن من اتبع جنازة فصلى عليها فله قيراط....» الحديث؟ فقال: أكثر علينا أبو هريرة، فسأل عائشة فصدقته، فقال: لقد فرطنا في قراريط كثيرة.
وأخرج البغوي بسند جيد عن الوليد بن عبد الرحمن، عن ابن عمر- أنه قال لأبي هريرة: أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلمنا بحديثه.
وأخرج ابن سعد بسند جيد، عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، قال: قالت عائشة لأبي هريرة: إنك لتحدث بشيء ما سمعته. قال: يا أمه، طلبتها وشغلك عنها المكحلة والمرآة، وما كان يشغله عنها شيء، والأخبار في ذلك كثيرة.
وأخرج البيهقي في المدخل، من طريق بكر بن عبد الله بن أبي رافع، عن أبي هريرة، قال: لقي كعبا فجعل يحدثه ويسأله، فقال كعب: ما رأيت رجلا لم يقرأ التوراة أعلم بما في التوراة من أبي هريرة.
وأخرج أحمد، من طريق عاصم بن كليب، عن أبيه: سمعت أبا هريرة يبتدئ حديثه بأن يقول: قال رسول الله الصادق المصدوق أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».
وأخرج مسدد في مسندة، من رواية معاذ بن المثنى، عنه، عن خالد، عن يحيى بن عبيد الله، عن أبيه عن أبي هريرة، قال: بلغ عمر حديثي، فقال لي: كنت معنا يوم كنا في بيت فلان؟ قلت: نعم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ: «من كذب علي....» الحديث.
قال: اذهب الآن فحدث.
وأخرج مسدد، من طريق عاصم بن محمد بن يزيد بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: ابن عمر إذا سمع أبا هريرة يتكلم قال: إنا نعرف ما نقول، ولكنا نجبن ويجترئ.
وروينا في فوائد المزكي تخريج الدارقطني، من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة- رفعه: «إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه»
فقال له مروان: أما يكفي أحدنا ممشاه إلى المسجد حتى يضطجع؟ قال: لا. فبلغ ذلك ابن عمر، فقال: أكثر أبو هريرة. فقيل لابن عمر: هل تنكر شيئا مما يقول؟ قال: لا، ولكنه أجرأ وجبنا، فبلغ ذلك أبا هريرة، فقال: ما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا.
وقد أخرج أبو داود الحديث المرفوع. وأخرج ابن سعد، من طريق الوليد بن رباح: سمعت أبا هريرة يقول لمروان حين أرادوا أن يدفنوا الحسن عند جده: تدخل فيما لا يعنيك- وكان الأمير يومئذ غيره- ولكنك تريد رضا الغائب، فغضب مروان، وقال: إن الناس يقولون: أكثر أبو هريرة... الحديث.
وإنما قدم قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بيسير، فقال أبو هريرة: قدمت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين، فأقمت معه حتى مات أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه وأغزو معه وأحج، فكنت أعلم الناس بحديثه، وقد والله سبقني قوم بصحبته، فكانوا يعرفون لزومي له فيسألونني عن حديثه، منهم: عمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، ولا والله لا يخفى علي كل حديث كان بالمدينة وكل من كانت له من رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة، ومن أخرجه من المدينة أن يساكنه، قال: فو الله ما زال مروان بعد ذلك كافا عنه.
وأخرج ابن أبي خيثمة، من طريق ابن إسحاق، عن عمر أو عثمان بن عروة، عن أبيه، قال أبي: أدنني من هذا اليماني- يعني أبا هريرة- فإنه يكثر، فأدنيته، فجعل يحدث والزبير يقول: صدق، كذب، فقلت: ما هذا؟ قال: صدق أنه سمع هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن منها ما وضعه في غير موضعه.
وتقدم قول طلحة: قد سمعنا كما سمع، ولكنه حفظ ونسينا.
وفي فوائد تمام، من طريق أشعث بن سليم، عن أبيه: سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة، فسألته، فقال: إن أبا هريرة سمع.
وأخرج أحمد في «الزهد» بسند صحيح، عن أبي عثمان النهدي، قال: تضيفت أبا هريرة سبعا، فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل أثلاثا، يصلي هذا ثم يوقظ هذا.
وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن عكرمة- أن أبا هريرة كان يسبح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة، يقول: أسبح بقدر ذنبي.
وفي «الحلية» من تاريخ أبي العباس السراج بسند صحيح، عن مضارب بن حزن: كنت أسير من الليل، فإذا رجل يكبر فلحقته فقلت: ما هذا؟ قال: أكثر شكر الله علي إن كنت أجيرا لبسرة بنت غزوان لنفقة رحلي وطعام بطني، فإذا ركبوا سبقت بهم، وإذا نزلوا خدمتهم، فزوجنيها الله، فأنا أركب، وإذا نزلت خدمت.
وأخرجه ابن خزيمة من هذا الوجه وزاد: وكانت إذا أتت على مكان سهل نزلت، فقالت لا أريم حتى تجعلي لي في عصيدة، فها أنا ذا أتيت على نحو من مكانها، قلت: لا أريم حتى تجعل لي عصيدة.
وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين- أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين، فقدم بعشرة آلاف، فقال له عمر: استأثرت بهذه الأموال، فمن أين لك؟ قال: خيل نتجت، وأعطية تتابعت، وخراج رقيق لي، فنظر فوجدها كما قال، ثم دعاه ليستعمله فأبى، فقال: لقد طلب العمل من كان خيرا منك؟ قال: ومن؟ قال: يوسف. قال: إن يوسف نبي الله، ابن نبي الله وأنا أبو هريرة بن أميمة، وأخشى ثلاثا أن أقول بغير علم، أو أقضي بغير حكم، ويضرب ظهري، ويشتم عرضي، وينزع مالي.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب «المزاح» والزبير بن بكار فيه، من طريق ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة- أن رجلا قال له: إني أصبحت صائما، فجئت أبي فوجدت عنده خبزا ولحما، فأكلت حتى شبعت، ونسيت أني صائم. فقال أبو هريرة: الله أطعمك. قال: فخرجت حتى أتيت فلانا فوجدت عنده لقحة تحلب فشربت من لبنها حتى رويت. قال: الله سقاك. قال: ثم رجعت إلى أهلي وثقلت فلما استيقظت دعوت بماء فشربته. فقال: يا ابن أخي، أنت لم تعود الصيام.
وأخرج ابن أبي الدنيا في «المحتضرين» بسند صحيح، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: دخلت على أبي هريرة وهو شديد الوجع فاحتضنته، فقلت: اللهم اشف أبا هريرة. فقال: اللهم لا ترجعها- قالها مرتين، ثم قال: إن استطعت أن تموت فمت، والله الذي نفس أبي هريرة بيده ليأتين على الناس زمان يمر الرجل على قبر أخيه فيتمنى أنه صاحبه.
قلت: وقد جاء هذا الحديث مرفوعا عن أبي هريرة، عن عمير بن هانئ، قال: كان أبو هريرة يقول: تشبثوا بصدغي معاوية، اللهم لا تدركني سنة ستين.
وأخرج أحمد والنسائي بسند صحيح، عن عبد الرحمن بن مهران، عن أبي هريرة- أنه قال حين حضره الموت: لا تضربوا علي فسطاطا، ولا تتبعوني بمجمرة، وأسرعوا بي.
وأخرج أبو القاسم بن الجراح في «أماليه»، من طريق عثمان الغطفاني، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: إذا مت فلا تنوحوا علي، ولا تتبعوني بمجمرة، وأسرعوا بي.
وأخرج البغوي، من وجه آخر، عن أبي هريرة- أنه لما حضرته الوفاة بكى، فسئل، فقال: من قلة الزاد وشدة المفازة.
وأخرج ابن أبي الدنيا، من طريق مالك، عن سعيد المقبري، قال: دخل مروان على أبي هريرة في شكواه الذي مات فيها، فقال: شفاك الله. فقال أبو هريرة: اللهم إني أحب لقاءك، فأحبب لقائي، فما بلغ مران- يعني وسط السوق- حتى مات.
وقال ابن سعد، عن الواقدي: حدثني ثابت بن قيس، عن ثابت بن مسحل، قال: صلى الوليد بن عقبة بن أبي سفيان على أبي هريرة بعد أن صلى بالناس العصر، وفي القوم ابن عمر، وأبو سعيد الخدري، قال: وكتب الوليد إلى معاوية يخبره بموته، فكتب إليه: انظر من ترك فادفع إلى ورثته عشرة آلاف درهم، وأحسن جوارهم، فإنه كان ممن نصر عثمان يوم الدار. قال أبو سليمان بن زبر في تاريخه: عاش أبو هريرة ثمانيا وسبعين سنة.
قلت: وكأنه مأخوذ من الأثر المتقدم عنه- أنه كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ابن ثلاثين سنة، وأزيد من ذلك، وكانت وفاته بقصره بالعقيق، فحمل إلى المدينة، قال هشام بن عروة، وخليفة وجماعة: توفي أبو هريرة سنة سبع وخمسين. وقال الهيثم بن عدي، وأبو معشر، وضمرة بن ربيعة: مات سنة ثمان وخمسين. وقال الواقدي، وأبو عبيد وغيرهما: مات سنة تسع وخمسين، وزاد الواقدي: وصلى على عائشة في رمضان سنة ثمان، وعلى أم سلمة في شوال سنة تسع، ثم توفي بعد ذلك.
قلت: وهذا الذي قاله في أم سلمة وهل منه، وإن تابعه عليه جماعة، فقد ثبت في الصحيح ما يدل على أن أم سلمة عاشت إلى خلافة يزيد بن معاوية، كما سيأتي في ترجمتها.
والمعتمد في وفاة أبي هريرة قول هشام بن عروة. وقد تردد البخاري فيه، فقال: مات سنة سبع وخمسين.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 348

أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر، أبو هريرة الدوسي رضي الله عنه. في اسمه واسم أبيه اختلاف كثير لا يضبط ولا يحصر، وأشهرها عبد الرحمن بن صخر. كان اسمه قبل الإسلام عبد شمس. وقال: كناني رسول الله صلى الله عليه وسلم لأني كنت أحمل هرة في كمي فلما رآني قال: ما هذه؟ فقلت هرة فقال: يا أبا هريرة. وقيل أنه قال: كناني أبي بأبي هريرة لأني كنت أرعى غنما فوجدت أولاد هرة وحشية فأخذتها فلما رآني قال: أنت أبو هريرة.
كان أحد الحفاظ المعدودين في الصحابة، قدم من أرض دوس هو وأمه مسلما وقت فتح خيبر. قال البخاري: روى عنه ثمان مائة رجل أو أكثر. كان فقيرا من أصحاب الصفة استعمله عمر وغيره، وولي المدينة زمن معاوية. قال المقبري عن أبي هريرة قلت: يا رسول الله أسمع منك أشياء فلا أحفظها، قال فابسط رداءك فبسطته، فحدث حديثا كثيرا فما نسيت شيئا حدثني به.
قال الواقدي: توفي سنة تسع وخمسين وله سبع وثمانون سنة، وقيل سنة سبع، وهو الذي صلى على عائشة في رمضان سنة ثمان وخمسين. وقال هشام: مات هو وعائشة سنة ثمان وتابعه المدائني وعلي بن المديني. وقال غيرهم: سنة ثمان وصلى عليه الوليد بالمدينة. وكان قد لزم النبي صلى الله عليه وسلم وواظبه رغبة في العلم راضيا بشبع بطنه، وكانت يده مع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يدور معه حيثما دار، وكان أحفظ الصحابة لأنه كان يحضر ما لا يحضره سائر المهاجرين والأنصار، لاشتغال المهاجرين بالتجارة والأنصار بحوائجهم. شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه حريص على العلم والحديث. وروى عنه من الصحابة ابن عباس، وابن عمر، وجابر، وأنس ووائلة بن الأسقع، وعائشة رضي الله عنهم، وروى له الجماعة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 18- ص: 0

أبو هريرة اسمه: عبد الرحمن بن صخر،

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0

أبو هريرة وذكر عبد شمس، وقيل: عبد الرحمن بن صخر أبا هريرة الدوسي، وهو أشهر من سكن الصفة واستوطنها طول عمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينتقل عنها، وكان عريف من سكن الصفة من القاطنين، ومن نزلها من الطارقين كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يجمع أهل الصفة لطعام حضره تقدم إلى أبي هريرة ليدعوهم ويجمعهم، لمعرفته بهم وبمنازلهم ومراتبهم، كان أحد أعلام الفقراء والمساكين، صبر على الفقر الشديد حتى أفضى به إلى الظل المديد، أعرض عن غرس الأشجار، وجري الأنهار، وعن مخالطة الأغنياء والتجار، فارق المنقطع المحدود، منتظرا للمنتفع به من تحف المعبود، زهد في لبس اللين والحرير، فعوض من حكم الفطن الخبير
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا عمر بن ذر، ثنا مجاهد، أن أبا هريرة، كان يقول: ’’والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد على كبدي من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر بي أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليستتبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله تعالى، ما سألته إلا ليستتبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم وتبسم وعرف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال: «يا أبا هر»، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «الحق»، ثم مضى واتبعته، فدخل واستأذنت وأذن لي فدخلت، فوجد لبنا في قدح فقال: «من أين هذا اللبن؟» فقالوا: أهداه لك فلان - أو فلانة - فقال: «يا أبا هر»، فقلت: لبيك يا رسول الله، قال: «الحق أهل الصفة فادعهم»، قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يلون على أحد ولا مال، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم، ولم يتناول منها شيئا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها’’
حدثنا أبو إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن حمزة، ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا محمد بن العلاء، ثنا محمد بن فضيل، عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: «كنت في سبعين رجلا من أصحاب الصفة ما منهم رجل عليه رداء، إما بردة أو كساء، قد ربطوها في أعناقهم»
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن محمد بن الهيثم الدوري، ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: سمعت أبي يقول: ثنا أبو حمزة، عن جابر، عن عامر، عن أبي هريرة، قال: ’’كنت من أصحاب الصفة، فظللت صائما فأمسيت وأنا أشتكي بطني، فانطلقت لأقضي حاجتي فجئت وقد أكل الطعام، وكان أغنياء قريش يبعثون بالطعام إلى أهل الصفة، فقلت: إلى من؟ فقال: إلى عمر بن الخطاب، فأتيته وهو يسبح بعد الصلاة فانتظرته، فلما انصرف دنوت منه فقلت: أقرئني، وما أريد إلا الطعام، قال: فأقرأني آيات من سورة آل عمران، فلما بلغ أهله دخل وتركني على الباب فأبطأ، فقلت: ينزع ثيابه ثم يأمر لي بطعام، فلم أر شيئا، فلما طال علي قمت فمشيت فاستقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا أبا هريرة، إن خلوف فمك الليلة لشديد؟» فقلت: أجل يا رسول الله، لقد ظللت صائما، وما أفطرت بعد، وما أجد ما أفطر عليه، قال: فانطلق فانطلقت معه حتى أتى بيته فدعا جارية له سوداء فقال: «آتينا بتلك القصعة»، قال: فأتتنا بقصعة فيها وضر من طعام - أراه شعيرا - قد أكل وبقي في جوانبها بعضه - وهو يسير - فسميت وجعلت أتتبعه، فأكلت حتى شبعت’’
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو العباس أحمد بن محمد الخزاعي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبو هلال، ثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: ’’لقد رأيتني أصرع بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين حجرة عائشة رضي الله تعالى عنها، فيقول الناس: إنه مجنون، وما بي جنون، ما بي إلا الجوع ’’ رواه يحيى بن حسان، عن أبي مثله، ورواه وكيع، عن يزيد بن إبراهيم، عن ابن سيرين ورواه المقبري وأبو حازم وغيرهما، عن أبي هريرة
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، حدثني سعيد، وأبو سلمة، أن أبا هريرة، قال: ’’إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتقولون: مال المهاجرين والأنصار لا يحدثون عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث أبي هريرة، وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وكان يشغل إخواني من الأنصار عمل أموالهم، وكنت امرأ مسكينا من مساكين الصفة ألزم النبي صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، فأحضر حين يغيبون، وأعي حين ينسون’’
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا روح، ثنا هشام، عن محمد بن سيرين، قال: ’’كنا عند أبي هريرة، وعليه ثوبان ممشقان، فتمخط فيهما وقال: ’’بخ بخ، أبو هريرة يتمخط في الكتان، لقد رأيتني بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجرة عائشة أخر مغشيا علي، فيجيء الجائي فيقعد على صدري فأقول: إنه ليس بي ذاك، إنما هو الجوع’’
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا إبراهيم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة، قال: «إن الناس يقولون يكثر أبو هريرة، وإني كنت والله ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشبع بطني حتى لا آكل الخمير، ولا ألبس الحرير، ولا يخدمني فلان وفلانة، وكنت ألصق بطني بالحصا من الجوع، وأستقرئ الرجل آية من كتاب الله هي معي كي ينقلب بي فيطعمني»
حدثنا أبو أحمد بن أحمد، ثنا أبو بكر بن خزيمة، ثنا حوثرة بن محمد، ثنا أبو أسامة، ثنا إسماعيل، عن قيس، عن أبي هريرة، قال: لما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم قلت في الطريق:
[البحر الطويل]

قال: وأبق لي غلام في الطريق، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته، فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام فقال: «يا أبا هريرة، هذا غلامك؟» فقلت: هو حر لوجه الله، فأعتقه’’
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا عفان بن مسلم عن سليم بن حيان، قال: سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة، قال: «نشأت يتيما، وهاجرت مسكينا، وكنت أجيرا لابنة غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي، أحدو بهم إذا ركبوا، وأحتطب إذا نزلوا، فالحمد لله الذي جعل الدين قواما، وجعل أبا هريرة إماما»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة، عن أبي يونس، عن أبي هريرة، أنه صلى بالناس يوما فلما سلم رفع صوته فقال: «الحمد لله الذي جعل الدين قواما، وجعل أبا هريرة إماما بعد أن كان أجيرا لابنة غزوان على شبع بطنه وحمولة رجله»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا يعقوب الدورقي، ثنا إسماعيل ابن علية، عن الجريري، عن مضارب بن حزن، قال: بينا أنا أسير، من الليل إذا رجل يكبر فألحقته بعيري فقلت: من هذا المكبر؟ فقال: أبو هر، فقلت: ما هذا التكبير؟ قال: شكر، قلت: على مه؟ قال: على أن كنت أجيرا لبرة بنت غزوان بعقبة رجلي وطعام بطني، وكان القوم إذا ركبوا سقت بهم، وإذا نزلوا خدمتهم، فزوجنيها الله فهي امرأتي، وأنا إذا ركب القوم ركبت، وإذا نزلوا خدمت’’
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا محمد بن بشر، ثنا مسعر، عن عثمان بن مسلم، قال: كان لنا مولى يلزم أبا هريرة، فكان إذا سلم عليه قال: «سلام عليك ورحمة الله، دمت وشيكا، وأكثر الله لمن أبغضك من المال»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب.. وثنا أبو محمد بن حيان، ثنا الفريابي، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب قالا: عن محمد بن سيرين، أن أبا هريرة، كان يقول لابنته: «لا تلبسي الذهب؛ فإني أخشى عليك اللهب» رواه بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا سفيان بن عيينة، قال: سمعت ابن طاووس، يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة، يقول لابنته: قولي: «
[البحر السريع]
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا حجاج، ثنا شعبة، عن سماك بن حرب، عن أبي الربيع، عن أبي هريرة، أنه قال: «هذه الكناسة مهلكة دنياكم وآخرتكم»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن إسحاق شاذان، ثنا أبي، ثنا سعيد بن الصامت، ثنا يحيى بن العلياء، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، ’’ أن عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه دعاه ليستعمله، فأبى أن يعمل له، فقال: أتكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك؟ قال: «من؟» قال: يوسف بن يعقوب عليهما السلام، فقال أبو هريرة: «يوسف نبي الله ابن نبي الله، وأنا أبو هريرة بن أمية، فأخشى ثلاثا واثنتين» فقال عمر: أفلا قلت خمسا؟ قال: أخشى أن أقول بغير علم، وأقضي بغير حكم، وأن يضرب ظهري، وينتزع مالي، ويشتم عرضي’’
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو زرعة، ثنا أبو اليمان، ثنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، حدثني سعيد، وأبو سلمة، أن أبا هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث تحدثه يوما: «لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه، ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول»، فبسطت نمرة علي حتى إذا قضى النبي صلى الله عليه وسلم مقالته جمعتها إلى صدري، فما نسيت من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك من شيء ’’ رواه مالك بن عيينة، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة، مثله
حدثنا محمد بن علي، ثنا الحسين بن محمد بن مودود، ثنا محمد بن المثنى، ثنا أبو بكر الحنفي، ثنا عبد الله بن أبي يحيى، قال: سمعت سعيد بن أبي هند، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا تسألني من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك؟» فقلت: أسألك أن تعلمني مما علمك الله، قال: فنزعت نمرة على ظهري، فبسطتها بيني وبينه حتى كأني أنظر إلى القمل يدب عليها، فحدثني حتى إذا استوعيت حديثه، قال: «اجمعها فصرها إليك»، فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثني’’
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، قال: سمعت يزيد بن الأصم، يقول: سمعت أبا هريرة، يقول: «يقولون أكثرت يا أبا هريرة، والذي نفسي بيده لو حدثتكم بكل، ما سمعته من، رسول الله صلى الله عليه وسلم لرميتموني بالقشع، ثم ما ناظرتموني»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عمر بن عبد الله الروعي، حدثني أبي، عن أبي هريرة، قال: «حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة جرب، فأخرجت منها جرابين، ولو أخرجت الثالث لرجمتموني بالحجارة»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا هدبة بن خالد، ثنا همام، ثنا قتادة، عن أنس، عن أبي هريرة، قال: ’’ألا أدلكم على غنيمة باردة؟ قالوا: ماذا يا أبا هريرة؟ قال: «الصوم في الشتاء»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن علي رسته، ثنا محمد بن عبيد بن حساب، ثنا حماد بن زيد، ثنا عباس بن فروخ، قال: سمعت أبا عثمان النهدي، يقول: تضيفت أبا هريرة سبع ليال، فقلت له: كيف تصوم - أو كيف صيامك - يا أبا هريرة؟ قال: «أما أنا فأصوم أول الشهر ثلاثا، فإذ حدث لي حدث كان لي أجر شهري»
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي عثمان النهدي، أن أبا هريرة، ’’ كان في سفر، فلما نزلوا وضعوا السفرة وبعثوا إليه وهو يصلي، فقال: إني صائم، فلما كادوا يفرغون جاء فجعل يأكل الطعام، فنظر القوم إلى رسولهم، فقال: ما تنظرون؟ قد والله أخبرني أنه صائم، فقال أبو هريرة: صدق، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «صوم شهر رمضان وصوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر»، وقد صمت ثلاثة أيام من أول الشهر، فأنا مفطر في تخفيف الله، صائم في تضعيف الله’’
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الملك بن عمرو، ثنا إسماعيل، عن أبي المتوكل، عن أبي هريرة، أنه كان وأصحابه، إذا صاموا قعدوا في المسجد وقالوا: «نطهر صيامنا»
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو عاصم، عن ابن أبي ذئب، عن عثمان بن نجيح، عن سعيد بن المسيب، قال: رأيت أبا هريرة يطوف بالسوق ثم يأتي أهله فيقول: «هل عندكم من شيء» فإن قالوا: لا، قال: «فإني صائم»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا أبو عبيدة الحداد، ثنا عثمان الشحام أبو سلمة، ثنا فرقد السبخي، قال: كان أبو هريرة يطوف بالبيت وهو يقول: «ويل لي من بطني، إذا أشبعته كظني، وإن أجعته سبني»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن عبد الله بن رسته، ثنا محمد بن عبيد بن حساب، ثنا حماد بن زيد، ثنا عباس بن فروخ، قال: سمعت أبا عثمان النهدي، يقول: «تضيفت أبا هريرة سبع ليال، فكان هو وخادمه وامرأته يعتقبون الليل أثلاثا»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، وإبراهيم بن زياد، قالا: ثنا إسماعيل ابن علية، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، قال: قال أبو هريرة: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة، وذلك على قدر ديني - أو قدر دينه»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا الحسن بن الصباح، ثنا زيد بن الحباب، عن عبد الواحد بن موسى، قال: أخبرني نعيم بن المحرر بن أبي هريرة، عن جده أبي هريرة، «أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة، فلا ينام حتى يسبح به»
حدثنا أحمد بن بندار، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، ثنا عباس النرسي، ثنا عبد الوهاب بن الورد، ثنا سالم بن بشير بن جحل، أن أبا هريرة، بكى في مرضه، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: «أما إني لا أبكي على دنياكم هذه، ولكني أبكي على بعد سفري وقلة زادي، وأني أصبحت في صعود مهبط على جنة ونار، لا أدري أيهما يؤخذ بي»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الفرج بن فضالة، عن أبي سعيد، عن أبي هريرة، قال: «إذا زوقتم مساجدكم، وحليتم مصاحفكم، فالدمار عليكم»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا عبد الرزاق، عن معمر، قال: بلغني عن أبي هريرة، أنه كان إذا مر بجنازة قال: روحي فإنا غادون، أو اغدي فإنا رائحون، موعظة بليغة، وغفلة سريعة، يذهب الأول ويبقى الآخر، ولا عقل’’
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبو بكر ليث بن خالد البلخي، ثنا عبد المؤمن بن عبد الله السدوسي، قال: سمعت أبا يزيد المديني، يقول: قام أبو هريرة على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، دون مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعتبة، فقال: «الحمد لله الذي أهدى أبا هريرة للإسلام، الحمد لله الذي علم أبا هريرة القرآن، الحمد لله الذي من على أبي هريرة بمحمد صلى الله عليه وسلم، الحمد لله الذي أطعمني الخمير، وألبسني الحرير، الحمد لله الذي زوجني بنت غزوان بعدما كنت أجيرا لها بطعام بطني، فأرحلتني فأرحلتها كما أرحلتني»
ثم قال: «ويل للعرب من شر قد اقترب، ويل لهم من إمارة الصبيان، يحكمون فيها بالهوى، ويقتلون بالغضب»
«أبشروا يا بني فروخ، والذي نفسي بيده لو أن الدين معلق بالثريا لناله منكم أقوام»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا علي بن ثابت، عن أسامة بن زيد، عن أبي زياد، مولى ابن عباس، عن أبي هريرة، قال: «كانت لي خمس عشرة تمرة، فأفطرت على خمس، وتسحرت بخمس، وبقيت خمسا لفطري»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا عبد الملك بن عمرو، ثنا إسماعيل، يعني العبدي، عن أبي المتوكل، أن أبا هريرة، كانت له زنجية قد غمتهم بعملها، فرفع عليها السوط يوما فقال: «لولا القصاص لأغشيك به، ولكني سأبيعك ممن يوفيني ثمنك، اذهبي فأنت لله»
حدثنا عبد الرحمن بن العباس، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا عبيد الله بن عمر، ثنا حماد، ثنا أيوب، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، أن أبا هريرة مرض فدخلت عليه أعوده فقلت: اللهم اشف أبا هريرة، فقال: اللهم لا ترجعها، قال: يا سلمة، «يوشك أن يأتي على الناس زمان يكون الموت أحب إلى أحدهم من الذهب الأحمر»
حدثنا عبد الله بن العباس، ثنا إبراهيم الحربي، ثنا محمد بن منصور، ثنا الحسن بن موسى، ثنا حاتم بن راشد، عن عطاء، قال: قال أبو هريرة: ’’إذا رأيتم ستا، فإن كانت نفس أحدكم في يده فليرسلها، فلذلك أتمنى الموت أخاف أن تدركني: إذا أمرت السفهاء، وبيع الحكم، وتهون بالدم، وقطعت الأرحام، وقطعت الجلاوزة، ونشأ نشء يتخذون القرآن مزامير’’
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، حدثني عمرو بن الحارث، عن يزيد بن زياد القرظي، أن ثعلبة بن أبي مالك القرظي، حدثه، أن أبا هريرة أقبل في السوق يحمل حزمة حطب، وهو يومئذ خليفة لمروان، فقال: أوسع الطريق للأمير يا ابن أبي مالك، فقلت له: يكفي هذا، فقال: أوسع الطريق للأمير والحزمة عليه’’
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، حدثني إبراهيم بن نشيط، عن بني الأسود، قال: ’’بنى رجل دارا بالمدينة، فلما فرغ منها مر أبو هريرة عليها وهو واقف على باب داره، فقال: قف يا أبا هريرة، ما أكتب على باب داري؟ قال، وأعرابي قائم، قال أبو هريرة: اكتب على بابها: ابن للخراب، ولد للثكل، واجمع للوارث ’’ فقال الأعرابي: بئس ما قلت يا شيخ، فقال صاحب الدار: ويحك هذا أبو هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم’’

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 376

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 376

عبد الله أبو هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا، فرأينا ذكره وذكر ما قيل في اسمه واسم أبيه في الكنى، لأنه غلبت عليه كنيته، ويأتي ذكره في الكنى أتم من هذا إن شاء الله تعالى.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 3- ص: 1004

أبو هريرة الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ودوس هو ابن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث. قال خليفة بن خياط: أبو هريرة هو عمير بن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم ابن دوس.
قال أبو عمر: اختلفوا في اسم أبي هريرة، واسم أبيه اختلافا كثيرا.
لا يحاط به ولا يضبط في الجاهلية والإسلام، فقال خليفة: ويقال اسم أبي هريرة عبد الله بن عامر. ويقال برير بن عشرقة. ويقال سكين بن دومة. وقال أحمد بن زهير: سمعت أبي يقول: اسم أبي هريرة عبد الله ابن عبد شمس. ويقال: عامر. وقال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: اسم أبي هريرة عبد الله بن عبد شمس. ويقال: عبد نهم بن عامر. ويقال: عبد غنم. ويقال سكين. وذكر محمد بن يحيى الذهلي، عن أحمد بن حنبل مثله سواء. وقال عباس. سمعت يحيى بن معين يقول: اسم أبي هريرة عبد شمس. وقال أبو نعيم: اسم أبي هريرة عبد شمس. وروى سفيان بن حصين عن الزهري، عن المحرر بن أبي هريرة، قال: اسم أبي هريرة عبد عمرو بن عبد غنم. وقال أبو حفص الفلاس: أصح شيء عندنا في اسم أبي هريرة عبد عمرو بن عبد غنم. وقال ابن الجارود: اسم أبي هريرة كردوس وروى الفضل بن موسى السيناني، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة عبد شمس، من الأزد، من دوس. وذكر أبو حاتم الرازي، عن الأوسي، عن ابن لهيعة، قال: اسم أبي هريرة كردوس بن عامر.
وذكر البخاري عن ابن أبي الأسود قال: اسم أبي هريرة عبد شمس.
ويقال عبد نهم، أو عبد عمرو.
قال أبو عمر: محال أن يكون اسمه في الإسلام عبد شمس، أو عبد عمرو، أو عبد غنم، أو عبد نهم، وهذا إن كان شيء منه فإنما كان في الجاهلية. وأما في الإسلام فاسمه عبد الله أو عبد الرحمن، والله أعلم، على أنه اختلف في ذلك أيضا اختلافا كثيرا.
قال الهيثم بن عدي: كان اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس، وفي الإسلام عبد الله، وهو من الأزد من دوس.
وروى يونس بن بكير عن ابن إسحاق، قال: حدثني بعض أصحابنا عن أبي هريرة، قال: كان اسمي في الجاهلية عبد شمس فسميت في الإسلام عبد الرحمن، وإنما كنيت بأبي هريرة، لأني وجدت هرة فجعلتها في كمي، فقيل لي: ما هذه؟ قلت: هرة. قيل: فأنت أبو هريرة.
وقد روينا عنه أنه قال: كنت أحمل هرة يوما في كمي، فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: ما هذه؟ فقلت: هرة. فقال: يا أبا هريرة. وهذا أشبه عندي أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم كناه بذلك، والله أعلم.
وروى إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، قال: اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر. وعلى هذه اعتمدت طائفة ألفت في الأسماء والكنى.
وذكر البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس، قال: كان اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس وفي الإسلام عبد الله.
قال أبو عمر: ويقال أيضا في اسم أبي هريرة عمرو بن عبد العزى وعمرو ابن عبد غنم، وعبد الله بن عبد العزى، وعبد الرحمن بن عمرو. ويزيد ابن عبيد الله، ومثل هذا الاختلاف والاضطراب لا يصح معه شيء يعتمد عليه إلا أن عبد الله أو عبد الرحمن هو الذي سكن إليه القلب في اسمه في الإسلام، والله أعلم. وكنيته أولى به على ما كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما في الجاهلية فرواية الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عنه في عبد شمس صحيحة، ويشهد له ما ذكر ابن إسحاق، ورواية سفيان بن حصين عن الزهري، عن المحرر بن أبي هريرة فصالحة، وقد يمكن أن يكون له في الجاهلية اسمان: عبد شمس وعبد عمرو.
وأما في الإسلام فعبد الله أو عبد الرحمن. وقال أبو أحمد الحاكم: أصح شيء عندنا في اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر، ذكر ذلك في كتابه
في الكنى، وقد غلبت عليه كنيته، فهو كمن لا اسم له غيرها. وأولى المواضع بذكره الكنى، وبالله بالتوفيق.
أسلم أبو هريرة عام خيبر، وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لزمه وواظب عليه رغبة في العلم راضيا بشبع بطنه، فكانت يده مع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يدور معه حيث دار، وكان من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يحضر ما لا يحضر سائر المهاجرين والأنصار، لاشتغال المهاجرين بالتجارة والأنصار بحوائجهم، وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه حريص على العلم والحديث، وقال له: يا رسول الله، إني قد سمعت منك حديثا كثيرا وأنا أخشى أن أنسى فقال: ابسط رداءك. قال فبسطته، فغرف بيده فيه، ثم قال: ضمه فضممته، فما نسيت شيئا بعده.
وقال البخاري: روى عنه أكثر من ثمانمائة رجل من بين صاحب وتابع. وممن روى عنه من الصحابة ابن عباس، وابن عمر، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وواثلة بن الأسقع، وعائشة رضي الله عنهم.
استعمله عمر بن الخطاب على البحرين ثم عزله، ثم أراده على العمل فأبى عليه، ولم يزل يسكن المدينة وبها كانت وفاته.
حدثنا أبو شاكر، أخبرنا أبو محمد الأصيلي، أخبرنا أبو علي الصواف ببغداد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، قال حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: كان أبو هريرة من أحفظ أصحاب رسول الله ولم يكن من أفضلهم.
قال خليفة بن خياط: توفي أبو هريرة سنة سبع وخمسين.
وقال الهيثم بن عدي: توفي أبو هريرة سنة ثمان وخمسين: وقال الواقدي: توفي سنة تسع وخمسين، وهو ابن ثمان وسبعين، وكذلك قال ابن نمير: إنه توفي سنة تسع وخمسين وقال غيره: مات بالعقيق وصلى عليه الوليد بن عقبة بن أبي سفيان، وكان أميرا يومئذ على المدينة ومروان بن الحكم معزول.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1768

أبو هريرة.

قال محمد بن عمر: كان اسمه عبد شمس فسمي في الإسلام عبد الله. وقال غيره: اسمه عبدنهم. ويقال عبد غنم. ويقال سكين.

قال: وقال هشام بن محمد بن السائب الكلبي: اسمه عمير بن عامر بن عبد ذي الشرى بن طريف بن غياث بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس. وأمه ابنه صفيح بن الحارث بن شابي بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس. وكان سعد بن صفيح خال أبي هريرة من أشداء بني دوس فكان لا يأخذ أحدا من قريش إلا قتله بأبي أزيهر الدوسي.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عثمان بن أبي سليمان قال: سمعت ابن مالك قال: سمعت أبا هريرة يقول: قدمت المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فوجدت رجلا من بني غفار يؤم الناس في صلاة الفجر فسمعته يقرأ في الركعة الأولى بسورة مريم وفي الثانية ب {ويل للمطففين} المطففين: 1.

قال: أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي هريرة قال: لما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم قلت في الطريق:

قال: وأبق مني غلام في الطريق فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام [فقال لي رسول الله. ص: يا أبا هريرة هذا غلامك. فقلت: هو لوجه الله. فأعتقته].

قال: أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم قالا: أخبرنا سليم بن حيان قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة يقول: نشأت يتيما وهاجرت مسكينا وكنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي. فكنت أخدم إذا نزلوا وأحدو إذا ركبوا فزوجنيها الله فالحمد لله الذي جعل الدين قواما وجعل أبا هريرة إماما.

قال: أخبرنا هوذة بن خليفة قال: أخبرنا ابن عون عن محمد عن أبي هريرة قال: أكريت نفسي من ابنة غزوان على طعام بطني وعقبة رجلي. قال فكانت تكلفني أن أركب قائما وأن أردي أو أورد حافيا. فلما كان بعد ذلك زوجنيها الله فكلفتها أن تركب قائمة وأن ترد أو تردي حافية.

قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة أنه قال: كنت أجير ابن عفان وابنة غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي أسوق بهم إذا ركبوا وأخدمهم إذا نزلوا. فقالت لي يوما: لتردنه حافيا ولتركبنه قائما.

فزوجنيها الله بعد فقلت: لتردنه حافية ولتركبنه قائمة.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد قال: تمخط أبو هريرة وعليه ثوب من كتان ممشق فتمخط فيه فقال: بخ بخ يتمخط أبو هريرة في الكتان. لقد رأيتني آخرا فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجرة عائشة.

يجيء الجائي يرى أن بي جنونا وما بي إلا الجوع. ولقد رأيتني وإني لأجير لابن عفان وابنة غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي. أسوق بهم إذا ارتحلوا وأخدمهم إذا نزلوا.

فقالت يوما: لتردنه حافيا ولتركبنه قائما. قال فزوجنيها الله بعد ذلك فقلت لها: لتردنه حافية ولتركبنه قائمة.

قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد التيمي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمار بن أبي عمار أن أبا هريرة قال: ما شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط إلا قسم لي منه إلا ما كان من خيبر. فإنها كانت لأهل الحديبية خاصة.

قال: وكان أبو هريرة وأبو موسى قدما بين الحديبية وخيبر.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قال: قدم أبو هريرة سنة سبع والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر فسار إلى خيبر حتى قدم مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون وعبد الله بن نمير ويعلى بن عبيد قالوا: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي هريرة قال: صحبت النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين ما كنت سنوات قط أعقل مني ولا أحب إلي أن أعي ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم مني فيهن.

قال: أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي وسعيد بن منصور قالا: أخبرنا أبو عوانة عن داود بن عبد الله الأودي عن حميد بن عبد الرحمن قال: صحب أبو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنين.

قال: أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي قال: حدثنا وهيب قال: وحدثنا خثيم بن عراك بن مالك عن أبيه عن نفر من قومه أن أبا هريرة قدم المدينة في نفر من قومه وافدين وقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر واستخلف على المدينة رجلا من بني غفار يقال له سباع بن عرفطة. فأتيناه وهو في صلاة الصبح فقرأ في الركعة الأولى {كهيعص} مريم: 1 وقرأ في الركعة الثانية {ويل للمطففين} المطففين: 1.

قال أبو هريرة: فأقول في الصلاة ويل لأبي فلان له مكيالان إذا اكتال اكتال بالوافي وإذا كال كال بالناقص. فلما فرغنا من صلاتنا أتينا سباعا فزودنا شيئا حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد افتتح خيبر فكلم المسلمين فأشركونا في سهمانهم.

قال: أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال: حدثنا عكرمة بن عمار قال: حدثني أبو كثير الغبري عن أبي هريرة أنه قال: والله لا يسمع بي مؤمن ولا مؤمنة إلا أحبني. قال قلت: وما يعلمك ذاك؟ قال فقال: إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي. قال فدعوتها ذات يوم إلى الإسلام فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقلت: يا رسول الله إني كنت أدعو أم أبي هريرة إلى الإسلام فتأبى علي وإني دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة إلى الإسلام. ففعل فجئت فإذا الباب مجاف وسمعت خضخضة الماء فلبست درعها وعجلت عن خمارها ثم قالت: ادخل يا أبا هريرة. فدخلت فقالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. فجئت أسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

أبكي من الفرح كما بكيت من الحزن. فقلت: أبشر يا رسول الله فقد أجاب الله دعوتك. قد هدى الله أم أبي هريرة إلى الإسلام. ثم قلت: يا رسول الله ادع الله أن يحببني وأمي إلى المؤمنين والمؤمنات وإلى كل مؤمن ومؤمنة. [فقال: اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى كل مؤمن ومؤمنة فليس] يسمع بي مؤمن ولا مؤمنة إلا أحبني.

قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال: حدثنا محمد بن هلال عن أبيه عن أبي هريرة أنه قال: خرجت يوما من بيتي إلى المسجد لم يخرجني إلا الجوع.

فوجدت نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا هريرة ما أخرجك هذه الساعة؟ فقلت: ما أخرجني إلا الجوع. فقالوا: نحن والله ما أخرجنا إلا الجوع.

فقمنا فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم [فقال: ما جاء بكم هذه الساعة؟ فقلنا: يا رسول الله جاء بنا الجوع. قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بطبق فيه تمر فأعطى كل رجل منا تمرتين فقال: كلوا هاتين التمرتين واشربوا عليهما من الماء فإنهما ستجزيانكم يومكم هذا].

قال أبو هريرة: فأكلت تمرة وجعلت تمرة في حجرتي. [فقال رسول الله. ص: يا أبا هريرة لم رفعت هذه التمرة؟ فقلت: رفعتها لأمي. فقال: كلها فإنا سنعطيك لها تمرتين. فأكلتها فأعطاني لها تمرتين].

قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال: حدثنا سليمان بن بلال عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب أن أبا هريرة لم يكن يحج حتى ماتت أمه لصحبتها.

قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: حدثنا أسامة بن زيد عن عبد الله بن رافع قال: قلت لأبي هريرة لم كنوك أبا هريرة؟ قال: أما تفرق مني؟ قال قلت: بلى والله إني لأهابك! قال: كنت أرعى غنما لأهلي وكانت لي هريرة صغيرة فكنت إذا كان الليل وضعتها في شجرة فإذا أصبحت أخذتها فلعبت بها. فكنوني أبا هريرة.

[قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني سمعت منك حديثا كثيرا فأنساه.

فقال: ابسط رداءك. فبسطته فغرف بيده فيه ثم قال: ضمه. فضممته فما نسيت حديثا بعده].

قال: أخبرنا أنس بن عياض الليثي قال: حدثني عبد الله بن عبد العزيز الليثي عن عمرو بن مرداس بن عبد الرحمن الجندي عن أبي هريرة قال: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي: ابسط ثوبك. فبسطته ثم حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم النهار. ثم ضممت ثوبي إلى بطني فما نسيت شيئا مما حدثني].

قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أنه قال: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: [لقد ظننت يا أبا هريرة ألا يسألني عن هذا الحديث أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث. إن أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله مخلصا من قبل نفسه].

قال: أخبرنا محمد بن حميد العبدي عن معمر عن الزهري في قوله: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب} البقرة: 159. قال قال أبو هريرة: إنكم لتقولون أكثر أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولله الموعد. ويقولون ما للمهاجرين لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأحاديث.

وإن أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم بالسوق. وإن أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضوهم والقيام عليها. وإني كنت أمرأ مسكينا وكنت أكثر مجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحضر إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا. وإن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا [يوما فقال: من يبسط ثوبه حتى أفرغ فيه من حديثي ثم يقبضه إليه فلا ينسى شيئا سمعه مني أبدا؟ فبسطت ثوبي. أو قال: نمرتي.] فحدثني ثم قبضه إلي. فو الله ما كنت نسيت شيئا سمعته منه. وايم الله لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدا. ثم تلا: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} البقرة: 159.

قال محمد بن حميد. قال معمر وبلغني عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال: من سئل عن علم فكتمه أتي به يوم القيامة ملجما بلجام من نار.

قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا محمد بن عمر بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنه قال: لولا آية في البقرة ما حدثتكم بحديث أبدا: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} البقرة: 159. لكن الموعد لله.

قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو شهاب عن ليث عن

عطاء عن أبي هريرة قال: من كتم علما ينتفع به ألجم يوم القيامة بلجام من نار.

قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه كان يقول: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم.

قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك وإسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس وخالد بن مخلد البجلي قالوا: حدثنا محمد بن هلال عن أبيه عن أبي هريرة أنه كان يقول: لو أنبأتكم بكل ما أعلم لرماني الناس بالخزف وقالوا أبو هريرة مجنون.

أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا أبو هلال. قال الحسن قال أبو هريرة: لو حدثتكم بكل ما في جوفي لرميتموني بالبعر. قال الحسن: صدق والله. لو أخبرنا أن بيت الله يهدم أو يحرق ما صدقه الناس.

قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: سمعت يزيد بن الأصم يقول قال أبو هريرة: يقولون أكثرت يا أبا هريرة. والذي نفسي بيده أن لو حدثتكم بكل شيء سمعته من رسول الله لرميتموني بالقشع. يعني بالمزابل. ثم ما ناظرتموني.

قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: حدثنا كهمس عن عبد الله بن شقيق قال: جاء أبو هريرة إلى كعب يسأل عنه. وكعب في القوم. فقال كعب: ما تريد منه؟ فقال: أما إني لا أعرف أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون أحفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مني. فقال كعب: أما إنك لم تجد طالب شيء إلا سيشبع منه يوما من الدهر إلا طالب علم أو طالب دنيا. فقال: أنت كعب؟ فقال: نعم. فقال: لمثل هذا جئتك.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم ويحيى بن عباد قالا: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرني يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم [قال: من صلى على جنازة فله قيراط ومن صلى عليها وتبعها فله قيراطان.] فقال عبد الله بن عمر: انظر ما تحدث فإنك تكثر الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فأخذه بيده فذهب به إلى عائشة فسألها عن ذلك فقالت: صدق أبو هريرة. ثم قال: يا أبا عبد الرحمن إنه والله ما كان يشغلني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفق في الأسواق إنما كان يهمني كلمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنيها أو لقمة يطعمنيها. قال يحيى بن عباد: يلقمنيها.

قال: أخبرنا يحيى بن عباد قال: حدثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه إلا أنه قال: من خز فكساها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكسا أبا هريرة مطرفا أغبر فكان يثنيه عليه ثلاثة أثناء من سعته. فأصابه شيء فتشبكه تشبكا ولم يرفه كما يرفون فكأني أنظر إلى طرائفه من إبريسم.

قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: حدثنا عبد الله بن عمر عن وهب بن كيسان قال: رأيت أبا هريرة يلبس الخز.

قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: حدثني يحيى بن عمير مولى بني أسد قال: سمعت المقبري يقول: رأيت على أبي هريرة كساء من خز.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا شعبة عن محمد بن زياد قال: رأيت على أبي هريرة كساء خز.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: حدثنا همام بن يحيى قال: حدثنا قتادة أن أبا هريرة كان يلبس الخز.

قال: أخبرنا يحيى بن عباد قال: حدثنا فليح قال: حدثنا سعيد بن أبي سعيد قال: رأيت على أبي هريرة ساجا مزررا بديباج.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا قيس بن الربيع عن أبي الحصين عن جناب بن عروة قال: رأيت أبا هريرة عليه عمامة سوداء.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: حدثنا عاصم الأحول عن محمد بن سيرين أن أبا هريرة كان يلبس الثياب الممشقة.

قال: أخبرنا معاذ بن معاذ قال: حدثنا ابن عون عن عمير بن إسحاق قال: كانت ردية أبي هريرة التأبط.

قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء وعبد الملك بن عمرو ومسلم بن إبراهيم قالوا: حدثنا قرة بن خالد قال: قلت لمحمد بن سيرين أكان أبو هريرة مخشوشنا؟ قال: لا بل كان لينا. قلت: فما كان لونه؟ قال: أبيض. قلت: هل كان يخضب؟ قال: نعم نحو ما ترى. قال وأهوى محمد بيده إلى لحيته وهي حمراء. قلت: فما كان لباسه؟ قال: نحو ما ترى. قال وعلى محمد ثوبان ممشقان من كتان. قال وتمخط يوما فقال: بخ بخ. أبو هريرة يتمخط في الكتان.

قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: حدثنا حبيب بن الشهيد عن محمد بن سيرين أنه كان يخضب بالحناء. قال فقبض يوما على لحيته فقال: كأن خضابي خضاب أبي هريرة ولحيتي مثل لحيته وشعري مثل شعره وثيابي مثل ثيابه وعليه ممصران.

قال: أخبرنا بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين قال: حدثنا ابن عون عن محمد قال: امتخط أبو هريرة في ثوبه فقال: بخ بخ يتمخط في الكتان.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا أبو هلال قال: حدثنا شيخ أظنه من أهل المدينة قال: رأيت أبا هريرة يحفي عارضيه يأخذ منهما. قال ورأيته أصفر اللحية.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا همام بن يحيى قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير أن أبا هريرة كان يكره أن ينتعل قائما وأن يأتزر فوق قميصه.

قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس وسعيد بن منصور قالا: حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خيثم عن عبد الرحمن بن أبي لبيبة الطائفي أنه قال: رأيت أبا هريرة وهو في المسجد. قال ابن خيثم فقلت لعبد الرحمن: صفه لي. فقال: رجل آدم بعيد ما بين المنكبين. ذو ضفرين. أفرق الثنيتين.

قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا عكرمة بن عمار قال: حدثني ضمضم بن جوس قال: دخلت مسجدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بشيخ يضفر رأسه براق الثنايا. قلت: من أنت رحمك الله؟ قال: أنا أبو هريرة.

قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم عن ابن أبي ذئب عن عثمان بن عبيد الله قال: رأيت أبا هريرة يصفر لحيته ونحن في الكتاب.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين عن قرة بن خالد قال: قلت لمحمد بن سيرين: كان أبو هريرة يخضب؟ قال: نعم خضابي هذا. وهو يومئذ بحناء.

قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم قال: حدثنا أبو هلال عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: كنت عاملا بالبحرين فقدمت على عمر بن الخطاب فقال: عدوا لله وللإسلام. أو قال: عدوا لله ولكتابه سرقت مال الله. قلت: لا ولكني عدو من عاداهما. خيل لي تناتجت وسهام لي اجتمعت. فأخذ مني اثني عشر ألفا. قال ثم أرسل إلي بعد أن ألا تعمل؟ قلت: لا. قال: لم؟ أليس قد عمل يوسف؟ قلت: يوسف نبي ابن نبي فأخشى من عملكم ثلاثا أو اثنتين. قال: أفلا تقول خمسا؟ قلت: لا. أخاف أن يشتموا عرضي ويأخذوا مالي ويضربوا ظهري. وأخاف أن أقول بغير حلم وأقضي بغير علم.

قال: أخبرنا هوذة بن خليفة وعبد الوهاب بن عطاء ويحيى بن خليف بن عقبة وبكار بن محمد قالوا: حدثنا ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال لي عمر يا عدو الله وعدو كتابه أسرقت مال الله؟ قال فقلت: ما أنا بعدو الله ولا عدو كتابه ولكني عدو من عاداهما ولا سرقت مال الله. قال: فمن أين اجتمعت لك عشرة آلاف؟ قال قلت: يا أمير المؤمنين خيلي تناسلت وسهامي تلاحقت وعطائي تلاحق.

قال فأمر بها أمير المؤمنين فقبضت. قال فكان أبو هريرة يقول: اللهم اغفر لأمير المؤمنين.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: حدثنا همام بن يحيى قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قال لأبي هريرة: كيف وجدت الإمارة يا أبا هريرة؟ قال: بعثتني وأنا كاره ونزعتني وقد أحببتها. وأتاه بأربعمائة ألف من البحرين فقال: أظلمت أحدا؟ قال: لا. قال: أخذت شيئا بغير حقه؟ قال: لا. قال: فما جئت به لنفسك؟ قال: عشرين ألفا. قال: من أين أصبتها؟ قال: كنت أتجر؟ قال: انظر رأس مالك ورزقك فخذه واجعل الآخر في بيت المال.

قال: أخبرنا يحيى بن عباد قال: حدثنا فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث قال: كان مروان يستخلف أبا هريرة إذا حج أو غاب.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا أبو إسرائيل عن الحكم عن أبي جعفر قال: كان يكون مروان على المدينة فإذا خرج منها استخلف أبا هريرة.

قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال: حدثنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن أبي رافع قال: استخلف مروان أبا هريرة على المدينة وخرج إلى مكة.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع قال: كان مروان ربما استخلف أبا هريرة على المدينة فيركب حمارا قد شد عليه. قال عفان: قرطاطا. وقال عارم: برذعة. وفي رأسه خلبة من ليف فيسير فيلقى الرجل فيقول: الطريق قد جاء الأمير. وربما أتى الصبيان وهم يلعبون بالليل لعبة الغراب فلا يشعرون بشيء حتى يلقى نفسه بينهم ويضرب برجليه فيفزع الصبيان فيفرون. وربما دعاني إلى عشائه بالليل فيقول: دع العراق للأمير. فأنظر فإذا هو ثريد بزيت.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: حدثنا إياس بن أبي تميمة قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال: ما وجع أحب إلي من الحمى لأنها تعطي كل مفصل قسطه من الوجع وإن الله يعطي كل مفصل قسطه من الأجر.

قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو عن عطاء بن أبي مروان الأسلمي عن أبي هريرة أنه سمعه وهو في مجلس أسلم. ومجلسهم قريب من المنبر. وأبو هريرة يخطب الناس. ثم التفت إلى مجلس أسلم فيقول: موتوا سروات أسلم. موتوا ثلاث مرات. يا معشر أسلم موتوا ويموت أبو هريرة.

قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: حدثنا ابن عون عن عبيد بن باب قال كنت أصب على أبي هريرة من إداوة وهو يتوضأ فمر به رجل فقال: أين تريد؟ قال: السوق. فقال: إن استطعت أن تشتري الموت من قبل أن ترجع فافعل. ثم قال أبو هريرة: لقد خفت الله مما استعجل القدر.

قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: حدثنا الربيع بن صبيح قال: أخبرنا حبيب بن أبي فضالة أن أبا هريرة ذكر الموت فكأنه تمناه فقال بعض أصحابه: وكيف تمنى الموت [بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لأحد أن يتمنى الموت لا بر ولا فاجر. أما بر فيزداد برا وأما فاجر فيستعتب.] فقال: وكيف لا أتمنى الموت وأنا أخاف أن تدركني ستة: التهاون بالذنب وبيع الحكم وتقاطع الأرحام وكثرة الشرط ونشو الخمر ويتخذون القرآن مزامير.

قال: أخبرنا معاذ بن هانئ البهراني البصري قال: حدثنا حرب بن شداد قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير قال: حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه دخل على أبي هريرة وهو مريض فقال: اللهم اشف أبا هريرة. فقال أبو هريرة: اللهم لا ترجعني.

قال فأعادها مرتين. فقال له أبو هريرة: يا أبا سلمة إن استطعت أن تموت فمت.

فو الذي نفس أبي هريرة بيده ليوشكن أن يأتي على العلماء زمن يكون الموت أحب إلى أحدهم من الذهب الأحمر. أو ليوشكن أن يأتي على الناس زمان يأتي الرجل قبر المسلم فيقول: وددت أني صاحب هذا القبر.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا أيوب بن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: مرض أبو هريرة فأتيته فقلت: اللهم اشف أبا هريرة. فقال: اللهم لا ترجعها. وقال: يوشك يا أبا سلمة أن يأتي على الناس زمان يكون الموت أحب إلى أحدهم من الذهب الأحمر. ويوشك يا أبا سلمة إن بقيت إلى قريب أن يأتي الرجل القبر فيقول يا ليتني مكانه. أو مكانك.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم وكثير بن هشام قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن أبي المهزم عن أبي هريرة أنه كان إذا مرت به جنازة قال: امضي فأنا على الأثر.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا أبو معشر عن سعيد قال: لما نزل بأبي هريرة الموت قال: لا تضربوا على قبري فسطاطا ولا تتبعوني بنار فإذا حملتموني فأسرعوا فإن أكن صالحا تأتون بي إلى ربي وإن أكن غير ذلك فإنما هو شيء تطرحونه عن رقابكم.

قال: أخبرنا يزيد بن عمرو ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك ومعن بن عيسى قالوا: حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن عبد الرحمن بن مهران مولى أبي هريرة أن أبا هريرة لما حضرته الوفاة قال: لا تضربوا علي فسطاطا ولا تتبعوني بنار وأسرعوا بي إسراعا فإني [سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا وضع الرجل الصالح أو المؤمن على سريره قال: قدموني. وإذا وضع الكافر أو الفاجر على سريره قال: يا ويلتي أين تذهبون بي!].

قال: أخبرنا معن بن عيسى ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك قالا: حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن عبد الرحمن بن مهران أن مروان جاء يعود أبا هريرة فوجده في غمية فقال: عافاك الله! فرفع أبو هريرة رأسه وقال: اللهم اشدد واجدد. فخرج

مروان فأدركه إنسان عند أصحاب القطا فقال: قد قضى أبو هريرة.

قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا مالك بن أنس عن المقبري عن أبي هريرة أن مروان دخل عليه في شكوه الذي مات فيه فقال: شفاك الله يا أبا هريرة! فقال أبو هريرة: اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي. قال فما بلغ مروان أصحاب القطا حتى مات أبو هريرة.

قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: حدثنا عبد الله بن المبارك عن عبد الوهاب بن ورد عن سلم بن بشير بن حجل قال: بكى أبو هريرة في مرضه فقيل له: ما يبكيك يا أبا هريرة؟ قال: أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ولكني أبكي لبعد سفري وقلة زادي. أصبحت في صعود مهبطة على جنة ونار فلا أدري إلى أيهما يسلك بي.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي سلمة قال: دخلت على أبي هريرة وهو يموت فقال لأهله: لا تعمموني ولا تقمصوني كما صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني ثابت بن قيس عن ثابت بن مسحل قال: نزل الناس من العوالي لأبي هريرة وكان الوليد بن عتبة أمير المدينة فأرسل إليهم لا تدفنوه حتى تؤذنوني. ونام بعد الظهر فقال ابن عمر وأبو سعيد الخدري. وقد حضرا: اخرجوا به. فخرجوا به بعد الظهر فانتهوا به إلى موضع الجنائز وقد دنا أذان العصر. فقال القوم: صلوا عليه. فقال رسول الوليد: لا يصلى عليه حتى يجيء الأمير. فخرج للعصر فصلى بالناس ثم صلى عليه وفي الناس ابن عمر وأبو سعيد الخدري.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن أبي فروة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: صلى عليه الوليد بن عتبة وهو أمير المدينة ومروان بن الحكم يوم شهد أبا هريرة معزولا من عمل المدينة.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن هلال عن أبيه قال: شهدت أبا هريرة يوم مات وأبو سعيد الخدري ومروان يمشيان أمام الجنازة.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه قال: كنت مع

ابن عمر في جنازة أبي هريرة وهو يمشي أمامها ويكثر الترحم عليه ويقول: كان ممن يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عمرو بن عبد الله بن عنبسة عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان قال: لما مات أبو هريرة كان ولد عثمان يحملون سريره حتى بلغوا البقيع حفظا بما كان من رأيه في عثمان.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني ثابت بن قيس عن ثابت بن مسحل قال: كتب الوليد بن عتبة إلى معاوية يخبره بموت أبي هريرة فكتب إليه: انظر من ترك فادفع إلى ورثته عشرة آلاف درهم وأحسن جوارهم وافعل إليهم معروفا فإنه كان ممن نصر عثمان وكان معه في الدار فرحمه الله.

قال محمد بن عمر: وكان أبو هريرة ينزل ذا الحليفة وله دار بالمدينة تصدق بها على مواليه فباعوها بعد ذلك من عمر بن بزيع.

وقد روى أبو هريرة عن أبي بكر وعمر وتوفي سنة تسع وخمسين في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان. وكان له يوم توفي ثمان وسبعون سنة. وهو صلى على عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان سنة ثمان وخمسين. وهو صلى على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم في شوال سنة تسع وخمسين. وكان الوالي على المدينة الوليد بن عتبة فركب إلى الغابة وأمر أبا هريرة يصلي بالناس. فصلى على أم سلمة في شوال ثم توفي أبو هريرة بعد ذلك في هذه السنة.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 4- ص: 242

أبو هريرة كان اسمه عبد الله أو عبد الرحمن بن صخر الدوسي كان أهل ورع وزهد وشديد التحري في جميع الأمور وكثير الاحتياط كان عالما بالقرآن ومعانيه
توفي بمكة سنة سبع وخمسين

  • مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 6

أبو هريرة الدوسي اختلفوا في اسمه فمنهم من زعم انه عمير بن عامر بن عبد ومنهم من قال سكين بن عمرو ومنهم من قال عبد الله بن عمرو وقد قيل عبد الرحمن بن صخر ويقال ان اسمه عبد شمس ومنهم من قال عبد نهم ومنهم من قال عبد عمرو وقد قيل ان اسمه في الجاهلية عبد نهم فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله وهذا اشبه كان إسلامه سنة خيبر سنة سبع من الهجرة وكان من الحفاظ المواظبين على صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل وقت على ملء بطنه وقد كان دعا اللهم لا تدركني سنة ستين فمات سنة ثمان وخمسين بالمدينة

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 35

عبد شمس، أبو هريرة، الدوسي، الأزدي، اليماني، رضي الله عنه.
نزل المدينة.
قال أحمد بن أبي الطيب، عن ابن عيينة، عن هشام بن عروة، قال: مات أبو هريرة، وعائشة، رضي الله عنهما، سنة سبع وخمسين.
وقال الحسن، عن ضمرة: مات سنة ثمان وخمسين.
قال ابن إسحاق: مات سنة تسع وخمسين.
حسين، قال: حدثنا حسين بن حريث، حدثنا الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عبد شمس، من الأزد من دوسٍ.
وقال ابن أبي شيبة: حدثنا ابن أبي الفديك، قال موسى بن يعقوب: اسم أبي هريرة: عبد الله بن عمرو.
وقال ابن أبي الأسود: قالوا: اسم أبي هريرة عبد شمس، ويقال: عبد غنم، ويقال: سكين بن عمرو.
وقال غيرهم: عبد نهم.
وقال ابن نمير: حدثنا يونس بكير، حدثنا ابن إسحاق، عن بعض أصحابه، عن أبي هريرة؛ كان اسمي عبد شمس، فسميت في الإسلام عبد الرحمن.
وقال إسماعيل: وجدت في كتاب أبي: اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس، واسمه في الإسلام عبد الله.
روى عنه ابن عباس، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، رضي الله عنهم.
قال وهب بن جرير: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي أنس، مالك بن أبي عامر؛ كنت عند طلحة بن عبيد الله، فدخل رجل، فقال: والله أبا محمد، ما ندري هذا اليماني أعلم برسول الله منكم، أم هو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل؟ قال: والله ما نشك أنه سمع من رسول الله ما لم نسمع، وعلم منه ما لم نعلم، إنا كنا أقواماً أغنياء، لنا بيوتاتٌ وأهلون، وكنا نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار ثم نرجع، وكان مسكيناً لا مال له ولا أهل، إنما كانت يده مع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يدور معه حيث ما دار، فما نشك أنه قد علم ما لم نعلم وسمع ما لم نسمع، ولم نجد أحداً فيه خيرٌ يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل.
قال عبد الله العبسي: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح؛ كان أبو هريرة، رضي الله عنه، من أحفظ أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ولم يكن بأفضلهم.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 6- ص: 1

أبو هريرة
وهو أحفظ الصحابة قال الشافعي أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في الدنيا
...

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 17

أبو هريرة الدوسي
عبد الرحمن بن صخر وقيل كان عبد شمس فغير وغير ذلك قيل روى عنه ثمانمائة تأخر منهم المقبري وهمام وموسى بن وردان ومحمد بن زياد الجمحي كان حافظا متثبتا ذكيا مفتيا صاحب صيام وقيام قال عكرمة كان يسبح في اليوم اثني عشر ألف تسبيحة ولي إمرة المدينة مرات توفي 57 وقال جماعة 59 ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1

أبو هريرة الدوسي الأزدي اليمامي
من دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم كان من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وألزمه له على شبع بطنه وكانت يده مع يده يدور معه حيث ما دار إلى أن مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه في أهل المدينة وكان ينزل ذا الحليفة اختلفوا في اسمه فقيل عبد الرحمن بن صخر وقيل عبد شمس وقيل عبد عمرو بن عبد غنم وقيل كان اسمه في الجاهلية عبد شمس وفي الإسلام عبد الله وقيل غير ذلك أيضا
وقال عمرو بن علي مات أبو هريرة سنة تسع وخمسين سمع النبي صلى الله عليه وسلم
وروى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الإيمان والحج وعائشة في الصلاة والفضل بن عباس في الصوم
روى عنه جابر في الوضوء وابن عباس في الصلاة والقدر وأبو زرعه بن عمرو وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وسعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة وأبو صالح وأبو حازم وأبو كثير وأبو سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن سيرين والأعرج وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعطاء بن يسار وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وهمام بن منبه ومالك بن أبي عامر وعراك بن مالك وأبو يونس وسليم بن جبير وسعيد المقبري وسالم أبو الغيث وسلمان الأغر وزرارة بن أوفى وعروة بن الزبير ويزيد الأصم وحفص بن عاصم وأبو عبيد وأبو سعيد المقبري وعطاء بن ميناء وعطاء بن أبي رباح وعطاء بن يزيد الليثي وعمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية ومحمد بن زياد وموسى بن طلحة وإسحاق مولى زائدة وأبو إدريس وعيسى بن طلحة ونعيم المجمر وعبد الله بن شقيق وثابت الأعرج مولى عبد الرحمن بن زبد وأبو هشام مولى هشام بن زهرة وأبو رافع الصائغ نفيع وعبد الله بن إبراهيم بن قارظ وأبو علقمة في الصلاة وأبو عبد الله سالم مولى شداد وأبو سفيان مولى ابن أبي أحمد ومحمد بن أبي عائشة وطاوس ومحمد بن عبد الرحمن وثوبان ونافع بن جبير وأبو الشعثاء المحاربي سليم وعبد الرحمن بن مهران مولى أبي هريرة وأبو عثمان النهدي وسعيد بن مرجانة والأغر أبو مسلم والحكم بن ميناء وعبيد الله بن أبي رافع وأبو أمامة بن سهل ورجال غير مسمين في الجنائز ونافع مولى أبي عمرو وخباب صاحب المقصورة وسعيد بن يسار في الزكاة وعبد الرحمن بن أبي عمرة في الزكاة وقيس بن أبي حازم في الزكاة وحميد بن عبد الرحمن الحميري في الصوم وحنظلة بن علي الأسلمي وأبو عبد الله القراظ دينار وقبيصة بن ذؤيب وعمر بن الحكم وبشير بن نهيك وموسى بن يسار وسليمان بن يسار وعبد الرحمن بن أبي نعيم وعبد الله بن الحارث نسيب ابن سيرين وعجلان مولى فاطمة وأبو قيس زياد بن رباح وبعجة بن عبد الله الجهني وعبيدة بن سفيان وأبو عطفان المري وأبو يحيى مولى الجعدة وسنان بن أبي سنان الدؤلي وعبد الله بن فروخ وعامر الشعبي وأبو سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز ومحمد بن قيس بن مخرمة وسالم مولى النضريين ويحيى بن مالك أبو أيوب المراغي وأبو حسان ويزيد بن هرمز ومحمد بن عباد بن جعفر المخزومي وسالم مولى أبي عمر وشريح بن هانئ وأنس بن مالك وعبد الله بن رافع مولى أم سلمة وعبيد الله بن عمير الليثي

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1

أبو هريرة الدوسي
ودوس قبيلة من اليمن اختلفوا في اسمه فمنهم من قال عبد شمس ومنهم من قال عبد عمرو ومنهم من قال سكين بن عمرو ومنهم من قال عمير بن عامر بن عبد ود وقد قيل إن اسمه عبد عمرو بن عبد غنم ومنهم من قال كان اسمه عبد نهم فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله وهذا أشبه مات سنة سبع أو ثمان وخمسين وكان قد دعا اللهم لا يدركني سنة ستين وأكثر ما كان ينزل دار الخليفة

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

أبو هريرة
قلت هو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه وصاحب جرابي العلم في الظاهر والباطن حدثنا محمد بن يوسف ثنا سفيان عن الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن بن حيويل عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال حذف السلام سنة حدثنا محمد بن عبيد ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال كانوا لا يأخذون من حديث أبي هريرة إلا ما كان في ذكر جنة أو نار قال العجلي لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا محمد بن عبيد وحده قلت هذا قول الزنادقة ولم يصح عن إبراهيم فإن محمد بن عبيد هذا الراوي عن سفيان هو محمد بن عبيد القرشي الراوي عن مالك فإنها طبقته وهو مذكور في الميزان بخبر كذب كذبه على مالك وهذا القول قادح في قائله فإن الصحابة رضي الله عنهم يقدح كلامهم فيمن بعدهم ولا يقدح كلام من بعدهم فيهم والكلام فيهم ثلمة في الإسلام قال العجلي وقد روى سعيد بن المسيب عنه وقبل وروى أبو سلمة بن عبد الرحمن عنه وقبل وغيرهما وقبلوا

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

أبو هريرة قيل: اسمه: عبد شمس، وقيل: عبد عمرو، وقيل: عمير بن عامر بن عبد بن السري بن طريف بن عتاب بن أبي صعب بن منية بن سعد بن ثعلبة بن فهم بن غنم بن دوس بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد
حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا عفان، نا همامٌ، عن قتادة، عن أبي أيوب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه»
حدثنا أحمد بن موسى بن إسحاق الحمار، نا عبيد بن إسحاق العطار، نا كامل بن العلاء، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: قال: ’’ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال، قيل: يا رسول الله، إنك تواصل؟ قال: «إن ربي عز وجل يطعمني ويسقيني»
حدثني محمد بن مسلمة الواسطي،، نا يزيد بن هارون، نا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»
حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا أبو غسان النهدي، نا زهيرٌ، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم»

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 2- ص: 1

أبو هُرَيرَة (ع)
الدَّوسِي، اليَمَانيُّ، الحافظُ، الفقيه. صاحبُ رسول اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم.
اسمُه عبدُ الرحمن بنُ صخر على الأصحِّ، وكان اسمُه في الجاهلية عبد شَمْس.
قدم مهاجرًا ليالي فتح خيبر بعدما فرغوا مِن القتال.
قال البخاريُ: روى عنه ثمان مئة نفس أو أكثر.
وقال الشافعيُّ: أبو هريرة أحفظُ مَنْ روى الحديث في دهره.
مات سنة ثمانٍ وخمسين في قول جماعة، وقال آخرون: سنة تسع، وقيل: سنة سبعٍ. رضي الله عنه.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1

عبد الشمس أبو هريرة الدوسي
واختلفوا في اسمه واسم أبيه فأما من قال اسمه عبد شمس فأبو نعيم ويحيى بن معين وأبو زرعة نا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن عثمان الأودي قال سمعت أبا نعيم يقول اسم أبي هريرة عبد شمس نا عبد الرحمن نا عباس بن محمد الدوري سمعت يحيى بن معين يقول أبو هريرة اسمه عبد شمس نا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني سمعت أحمد بن حنبل يقول اسم أبي هريرة عبد شمس وعبد نهم بن عامر ويقال عبد غنم ويقال سكين نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول اسم أبي هريرة عبد شمس وعبد غنم ويقال عامر بن عبد شمس وسمى في الإسلام عبد الله ويقال عبد الرحمن ويقال عبد عمرو بن غنم ويقال عبد نعم وقيل عبد نهم بن عامر وقيل عبد شمس بن عامر وقيل عبد شمس بن عبد عمرو وقيل اسمه سكين بن عمرو وقيل عبد الله بن عامر من الأزد ثم من دوس.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 6- ص: 1