ابن أرطاة عبد الرحمن بن أرطاة بن سيحان المحاربي: شاعر غير مكثر. كان منقطعا إلى بني أمية، كواحد منهم. وله في بعضهم مدائح. ولد في اطراف المدينة، ووفد على الشام، وتوفى في المدينة. اكثر شعره في الشراب والغزل والفخر.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 299
عبد الرحمن بن أرطاة عبد الرحمن بن أرطاة، وقيل ابن سيحان بن أرطاة بن سيحان ينتهي إلى مضر بن نزار. هو شاعر مقل إسلامي ليس من الفحول المشهورين ولكنه يقول في الغزل والفخر والشراب، وهو أحد المعاقرين للشراب المحدودين فيه. وكان مع بني أمية كواحد منهم، إلا أنه اختص بآل أبي سفيان وآل عثمان. وكان ينادم الوليد بن عثمان فأصابه ذات يوم خمار، فذهب لسانه، وسكنت أطرافه وصرخ أهله عليه، فجاءه الوليد فزعا، فلما رآه قال: أخي مخمور ورب الكعبة، ثم أمر غلامه فأتاه بشراب من منزله فأمر به فأسخن وسقاه إياه وقيأه، وصنع له حساء وجعل على رأسه دهنا، وجعل رجليه في ماء سخن، فما لبث أن انطلق وذهب ما كان به، فقال يذكر تلك الإداوة التي أحضر له فيها الشراب:
حنت إلى برق فقلت لها قري | بعض الحنين فإن شجوك شائقي |
بأبي الوليد وأم نفسي كلما | بدت النجوم وذر قرن الشارق |
أثوى فأكرم في الثواء وقضيت | حاجاتنا من عند أورع باسق |
كم عنده من نائل وسماحة | وفضائل معدودة وخلائق |
وكرامة للمعتفين إذا اعتفوا | في ماله حقا وقول صادق |
لا تبعدن إداوة مطروحة | كانت حديثا للشراب العاتق |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 18- ص: 0