عبد الحميد الكاتب عبد الحميد بن يحيى بن سعد العامري، بالولاء، المعروف بالكاتب: غالم بالادب، من ائمة الكتاب. كان جده مولى للعلاء بن وهب العامري، فنسب إلى بني عامر. يضرب به المثل في البلاغة، وعنه اخذ المترسلون. اصله من قيسارية. سكن الشام، واختص بمروان بن محمد آخر ملوك بني امية في الشرق، ويقال: ’’فتحت الرسائل بعبد الحميد وختمت بابن العميد’’ وكان يعقوب بن داود، وزير المهدي، يكتب بين يديه، وعليه تخرج. له (رسائل) تقع في نحو الف ورقة، طبع بعضها. وهو اول من اطال الرسائل واستعمل التحميدات في فصول الكتب. ولما قوى امر العباسيين وشعر مروان بزوال ملكه، قال لعبد الحميد: قد احتجت ان تصير إلى عدوي، وتظهر الغدر بي، وان اعجابهم بأدبك وحاجتهم إلى كتابك ستحوجهم إلى حسن الظن بك. فأبى عبد الحميد مفارقته، وبقي معه إلى ان قتلا معا، في بوصير (بمصر).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 289
عبد الحميد الكاتب عبد الحميد بن يحيى بن سعد، أبو يحيى الكاتب مولى العلاء بن وهب العامري الأنباري. كان يعلم الصبيان وينتقل في البلدان، سكن الرقة وله بها عقب. كان من الكتاب الفضلاء البلغاء الذين يضرب بهم المثل في الكتابة، كان أوحد دهره بلغ مجموع رسائله نحوا من ألف ورقة، وأستاذه في الكتابة سالم مولى هشام بن عبد الملك.
تولى عبد الحميد الكتابة لمروان بن محمد بن مروان بن الحكم، آخر خلفاء الأمويين. لما قوي أمر بني العباس، قال مروان لعبد الحميد: إنا نجد في الكتاب أن هذا الأمر زائل عنا لا محالة، وسيضطر إليك هؤلاء القوم فصر إليهم فإني أرجو أن تتمكن منهم فتنفعني في مخلفي وفي كثير من أموري، فقال: وكيف لي بأن يعلم الناس جميعا أن هذا عن رأيك، وكلهم يقول أني غدرت بك وأني صرت إلى عدوك:
أسر وفاء ثم أظهر غدرة | فمن لي بعذر يوسع الناس ظاهره؟ |
فلوم ظاهر لا شك فيه | للائمة وعذري بالمغيب |
محا السيف أسطار البلاغة وانتحت | عليك صدور الخيل من كل جانب |
ترحل ما ليس بالقافل | وأعقب ما ليس بالآفل |
فلهفي من الخلف النازل | ولهفي من السلف الراحل |
وأبكي على ذا وأبكي لذا | بكاء المولهة الثاكل |
تبكي من ابن لها قاطع | وتبكي على ابن لها واصل |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 18- ص: 0
عبد الحميد ابن يحيى بن سعد الأنباري العلامة، البليغ أبو يحيى الكاتب، تلميذ سالم مولى هشام بن عبد الملك.
سكن الرقة، وكتب الترسل لمروان الحمار، وله عقب.
أخذ عنه: خالد بن برمك، وغيره. وتنقل في النواحي، ومجموع رسائله نحو من مائة كراس.
ويقال: افتتح الترسل بعبد الحميد، وختم بابن العميد.
وسار منهزما في خدمة مروان، فلما قتل مخدومه ببوصير، أسر هذا. فقيل: حموا له طستا، ثم وضعوه على دماغه، فتلف.
ومن تلامذته: وزير المهدي يعقوب بن داود.
ويروى عن: مهزم بن خالد، قال: قال لي عبد الحميد: إذا أردت أن يجود خطك فأطل جلفة قلمك وأسمنها وحرف قطتك وأيمنها قتل: في آخر سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 6- ص: 173