العمري عبد الحميد بن عبد العزيز بن عبد الله ابن عمر بن الخطاب، أبو عبد الحمن: ثائر، من الشجعان. كان عابدا صالحا بمصر. وبغى قوم يعرفون بالبجاة (من الحبش) فقاتلهم، في الصعيد، ودخل بلادهم فقتل كثيرا منهم. واشتدت شوكته وكثر اتباعه، وكان ذلك في ايام أحمد بن طولون، فسير اليه أحمد جيشا كثيفا، فلما التقوا تقدم العمري وقال لمقدم جيش ابن طولون: انني لم اخرج للفساد، ولم أؤذ مسلما ولاذميا، وانما خرجت طلبا للجهاد، فاكتب إلى ابن طولون بخبري. فلم يجبه، وقاتله. فانهزم جيش ابن طولون، وعاد من سلم منه إلى ابن طولون، فأخبروه، فلامهم على قتاله وقال: نصر عليكم ببغيكم. وتركه. وبعد مدة فاجأ العمري غلامان له فقتلاه، وحملا رأسه إلى ابن طولون، فسألهما عن سبب قتله، فقالا: اردنا التقرب اليك، فقتلهما به.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 287