ابن سبعين عبد الحق بن ابراهيم بن محمد بن نصر ابن سبعين الاشبيلي المرسي، أبو محمد: من زهاد الفلاسفة، ومن القائلين بوحدة الوجود. درس العربية والاداب في الاندلس، وانتقل إلى سبتة، وحج، واشتهر امره. وصنف كتاب (الحروف الوضعية في الصور الفلكية) و (شرح كتاب ادريس عليه السلام الذي وضعه في علم الحرف)؟ وكتاب (البدو) وكتاب (اللهو) وغير ذلك. وكفره كثير من الناس. له مريدون واتباع يعرفون بالسبعينية. قال ابن دقيق العيد: جلست مع ابن سبعين من ضحوة إلى قريب الظهر، وهو يسرد كلاما تعقل مفرداته ولا تعقل مركباته. وقال الذهبي: اشتهر عن ابن سبعين انه قال: لقد تحجر ابن آمنة واسعا بقوله لا نبي بعدي. وكان يقول في الله عز وجل: انه حقيقة الموجودات. وقصد بمكة، فترك الدم يجري حتى مات نزفا.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 280

ابن سبعين عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن نصر بن محمد بن سبعين، الشيخ قطب الدين أبو محمد المرسي الرقوطي الصوفي. كان صوفيا على قواعد الفلاسفة، وله كلام كثير في العرفان وتصانيف، وله أتباع ومريدون يعرفون بالسبعينية.
قال الشيخ شمس الدين: ذكر شيخنا قاضي القضاة تقي الدين ابن دقيق العيد، قال: جلست مع ابن سبعين من ضحوة إلى قريب الظهر وهو يسرد كلاما تعقل مفرداته ولا تعقل مركباته.
قال الشيخ شمس الدين: واشتهر عنه أنه قال: لقد تحجر ابن آمنة واسعا بقوله: لا بني بعدي، فإن كان ابن سبعين قال هذا فقد خرج به من الإسلام، مع أن هذا الكلام هو أخف وأهون من قوله في رب العالمين: إنه حقيقة الموجودات، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وحدثني فقير صالح أنه صحب فقراء من السبعينية، وكانوا يهونون له ترك الصلاة وغير ذلك، قال: وسمعت أن ابن سبعين فصد يديه وترك الدم يخرج حتى تصفى، ومات بمكة في ثامن عشرين شوال سنة ثمان وستين وست مائة وله خمس وخمسون سنة.
قال الشيخ صفي الدين الأرموي الهندي: وحججت في حدود سنة ست وستين وبحثت مع ابن سبعين في الفلسفة، وقال لي: لا ينبغي لك الإقامة بمكة، فقال له: كيف تقيم أنت بها؟ قال: انحصرت القسمة في قعودي بها، فإن الملك الظاهر يطلبني بسبب انتمائي إلى أشراف مكة، واليمن صاحبها له في عقيدة ولكن وزيره حشوي يكرهني.
قال صفي الدين: وكان داوى صاحب مكة فصارت عنده له بذلك مكانة، يقال: إنه نفي من المغرب بسبب كلمة كفر صدرت عنه وهي أنه قال: لقد تحجر ابن آمنة كما مر. انتهى ما نقلته من كلام الشيخ شمس الدين.
قلت: ولقد اجتمعت بجماعة من أصحاب أصحابه ورأيتهم ينقلون عن أولئك أن ابن سبعين كان يعرف السيمياء والكيمياء، وأن أهل مكة كانوا يقولون إنه أنفق فيها ثمانين ألف دينار، وإنه كان لا ينام كل ليلة حتى يكرر على ثلاثين سطرا من كلام غيره، وإنه لما خرج من وطنه كان ابن ثلاثين سنة أو ما حولها، وخرج في خدمته جماعة من الطلبة والأتباع وفيهم الشيوخ، وأنهم لما أبعدوا بعد عشرة أيام دخلوه الحمام ليزيل وعثاء السفر فدخلوا في خدمته وأحضروا له قيما، فأخذ القيم يحك رجليه ويسألهم عن وطنهم لما استغربهم فقالوا له: من فلانة، فقال لهم من البلد التي ظهر فيها الزنديق ابن سبعين؟ فأومأ إليهم أن لا يتكلموا وقال: هو نعم، فأخذ يسبه ويلعنه كثيرا، وهو يقول له: استقص في الحك، وذاك القيم يزيد في اللعن والذم وهو لا يزيده إلا استقص، إلى أن فاض أحدهم غيظا وقال له: ويلك هذا الذي تسبه قد جعلك الله تحك رجليه وأنت في خدمته أقل لغلام يكون، فسكت خجلا وقال: استغفر الله.
ويحكون عنه أشياء من الرياضة، وكلامه مفحل محشو بقواعد الفلاسفة، وله كتاب البد يعني أنه لا بد للعارف منه، وكتاب الإحاطة ومجلدة صغيرة في الجوهر وغير ذلك، وله عدة رسائل بليغة المعنى فصيحة الألفاظ جيدة منها رسالة العهد وهي:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 18- ص: 0

ابن سبعين الصوفي:
نزيل مكة، هو عبد الحق بن إبراهيم المرسى. تقدم.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1