أبو الخطاب المعافري عبد الاعلى بن السمح المعافري الحميري اليمني، أبو الخطاب: زعيم الاباضية في افريقية. كان شجاعا بطلا. استولى اول امره، على طرابلس الغرب سنة 140هـ ، وحكم افريقية كلها في بدء سنة 141هـ ، ووجه اليه المنصور العباسي خمسين الفا، بقيادة امير مصر محمد بن الاشعث، فكاد يؤوب بالخيبة، لولا امور وقعت بين اصحاب أبي الخطاب فارقه بعضهم من اجلها. وفاجأه ابن الاشعث في ’’سرت’’ على حين غرة، فقتله ومن بقى معه من اصحابه، وكانوا نحو اثني عشر الفا. وارسل رأسه إلى يغداد.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 269

عبد الأعلى أبو الخطاب المعافري عبد الأعلى بن السمح، أبو الخطاب المعافري مولاهم رأس الإباضية، وهم صنف من الخوارج بالمغرب. خرج بالمغرب ودعي له بالخلافة في عصر الأربع والأربعين ومائة، واستفحل أمره وكان له شأن. فندب له المنصور محمد ابن الأشعث الخزاعي، فقتل عبد الأعلى سنة أربع وأربعين ومائة، وكانت أيامه أربع سنين.
قال ابن أبي الدم: الإباضية، أصحاب عبد الرحمن بن إباض، خرج في أيام مروان بن محمد. وقيل: إن عبد الله بن يحيى الإباضي كان رفيقا لعبد الرحمن بن إباض موافقا له في أقواله وأفعاله. زعموا أن مخالفيهم من أهل القبلة كفار غير مشركين، ومناكحتهم جائزة، ومواريثهم حلال، ولا يجوز قتلهم إلا بعد إقامة الحجة ونصب القتال، وقالوا: إن أصحاب الكبائر موحدون غير مؤمنين، وإن أفعال العبد مخلوقة لله تعالى إحداثا وإبداعا، مكتسبة للعبد حقيقة لا مجازا، ولا يسمون إمامهم أمير المؤمنين، وقالوا: العالم يفنى كله إذا فني أهل التكليف.
وحكى أبو القاسم الكعبي عنهم أنهم قالوا بطاعة لا يراد بها وجه الله تعالى، كما هو مذهب أبي الهذيل العلاف من المعتزلة، واختلفوا في النفاق هل يسمى شركا أو لا؟ وقال قوم منهم: يجوز أن يخلق الله تعالى رسولا بلا دليل ولا معجزة، ويكلف العباد ما يوحي إليه، ولا يجب على الله إقداره على المعجزة، ولا يجب على النبي إظهار المعجزة. وافترقت الإباضية ثلاث فرق: حفصية وحارثية وبريدية، وقد ذكرت كل فرقة في حرفها عند ذكر اسم رئيسها.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 18- ص: 0