ابن المأمون العباس بن عبد الله المأمون بن هارون الرشيد: امير عباسي. ولاه ابوه الجزيرة والثغور والعواصم (سنة 213هـ) ولما مات المأمون (سنة 218هـ) وولى المعتصم، امتنع كثير من القواد والرؤساء من مبايعته، ونادوا باسم ابن اخيه ’’العباس بن المأمون’’ فدعاه المعتصم اليه، واخذ بيعته، فخرج العباس، وسكن الناس. واقام إلى ان خرج المعتصم إلى الثغةر، فاتفق العباس مع بعض القواد على قتله، فعلم المعتصم فقبض عليه وعلى اصحابه، وعذبه وسجنه إلى ان مات بمننج.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 262
ابن المأمون العباس بن عبد الله، هو أبو الفضل ابن المأمون ابن هارون الرشيد بالله؛ توفي سنة أربع وعشرين ومائتين، توفي بمنبج لأن أباه ولاه الجزيرة والثغور والعواصم سنة ثلاث عشرة ومائتين، فلما توفي أبوه المأمون بايع عمه المعتصم واستقام له الأمر، فلما كان في سنة ثلاث وعشرين ومائتين توجه المعتصم إلى بلاد الروم غازيا ومعه العباس، وكان عجيف بن عنبسة القائد معهم، فوبخ العباس على مبايعته المعتصم، وشجعه على أن يتلافى أمره، وراسل له القواد بالطاعة، فأجابه جماعة منهم وبايعوه على أن يفتكوا بالمعتصم وبأكابر القواد ويخلص الأمر للعباس، فظاهر عليهم، فقبض عليهم وعلى العباس بعد عود المعتصم من عمورية؛ ولم يزل العباس ومن بايعه في الاعتقال إلى أن بلغ المعتصم إلى منبج فنزل بها؛ وقد كان العباس جائعا، سأل الطعام فقدم إليه طعام كثير فأكل، فلما طلب الماء منع منه، وأدرج في مسح، فمات بمنبج، وصلى عليه بعض إخوته ومن كان معه من القواد. والعباس هذا هو الذي رأى في يد إبراهيم بن المهدي بين يدي المعتصم خاتما استحسن فصه، فقال: ما رأيت مثله، فقال: هذا رهنته أيام أبيك وافتككته في أيام أمير المؤمنين، فقال: لئن لم تشكر لأبي حقن دمك لم تشكر لأمير المؤمنين افتكاك خاتمك، والله أعلم. وقيل إنه لما مات العباس جزع عليه المعتصم جزعا شديدا، وأمر أن لا يحجب عنه الناس للتعزية، فدخل فيمن دخل أعرابي، فلما بصر به قال:
اصبر نكن لك تابعين فإنما | صبر الجميع بحسن صبر الراس |
خير من العباس أجرك بعده | والله خير منك للعباس |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0