العباس بن الأحنف العباس بن الاحنف بن الاسود الحنفي اليمامي، أبو الفضل: شاعر غزل رقيق، قال فيه البحتري: اغزل الناس. اصله من اليمامة (في نجد) وكان اهله في البصرة، وبها مات ابوه. ونشأ هو ببغداد، وتوفى بها، وقيل بالبصرة. خالف الشعراء في طريقتهم فلم يمدح ولم يهج، بل كان شعره كله غزلا وتشبيبا. له (ديوان شعر - ط) وهو خال ابراهيم بن العباس الصولي.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 259
الشاعر الحنفي العباس بن الأحنف الشاعر؛ كان ظريفا كيسا مجيدا الغزل حلو النادرة، وله مع الرشيد أخبار، وتوفي سنة ثلاث وتسعين ومائة على الأصح، وقيل سنة اثنتين، وهو خال إبراهيم بن العباس الصولي. قال بشار بن برد: ما زال غلام من بني حنيفة يدخل نفسه فينا ويخرجها حتى قال:
أبكي الذين أذاقوني مودتهم | حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا |
واستنهضوني فلما قمت منتصبا | بثقل ما حملوني منهم قعدوا |
لأخرجن من الدنيا وحبهم | بين الجوانح لم يشعر به أحد |
وسعى بها ناس فقالوا إنها | لهي التي تشقى بها وتكابد |
فجحدتهم ليكون غيرك ظنهم | إني ليعجبني المحب الجاحد |
يا أيها الرجل المعذب نفسه | أقصر فإن شفاءك الإقصار |
نزف البكاء دموع عينك فاستعر | عينا يعينك دمعها المدرار |
من ذا يعيرك عينه تبكي بها | أرأيت عينا للبكاء تعار؟ |
تعب يطول مع الرجاء لذي الهوى | خير له من راحة في الياس |
لولا محبتكم لما عاتبتكم | ولكنتم عندي كبعض الناس |
وحدثتني يا سعد عنهم فزدتني | جنونا فزدني من حديثك يا سعد |
هواها هوى لم يعرف القلب غيره | فليس له قبل وليس له بعد |
إذا أنت لم تعطفك إلا شفاعة | فلا خير في ود يكون بشافع |
فأقسم ما تركي عتابك عن قلى | ولكن لعلمي أنه غير نافعي |
وأني إذا ألزم الصبر طائعا | فلا بد منه مكرها غير طائع |
يا بعيد الدار عن وطنه | مفردا يبكي على سكنه |
كلما جد الرحيل به | زادت الأسقام في بدنه |
ولقد زاد الفؤاد هوى | هاتف يبكي على فننه |
شفه ما شفني فبكى | كلنا يبكي على شجنه |
العاشقان كلاهما متغضب | وكلاهما متوجد متجنب |
صدت مغاضبة وصد مغاضبا | وكلاهما مما يعالج متعب |
راجع أحبتك الذين هجرتهم | إن المتيم قلما يتجنب |
إن التجنب إن تطاول منكما | دب السلو له فعز المطلب |
لا بد للعاشق من وقفة | تكون بين الوصل والصرم |
حتى إذا الهجر تمادى به | راجع من يهوى على رغم |
جرى السيل فاستبكاني السيل إذ جرى | وفاضت له من مقلتي غروب |
وما ذاك إلا حيث أيقنت أنه | يمر بواد أنت منه قريب |
يكون أجاجا دونكم فإذا انتهى | إليكم تلقى طيبكم فيطيب |
أيا ساكني أكناف دجلة كلكم | إلى النفس من أجل الحبيب حبيب |
قال عباس وقد أجـ | ـهد من وجد شديد: |
ليس لي صبر على الهجـ | ـر ولا لذع الصدود |
لا ولا يصبر للهجـ | ـر فؤاد من حديد |
من تراه كان أغنى | منك عن هذا الصدود |
بعد وصل لك مني | فيه إرغام الحسود |
فاتخذ للهجر إن شئـ | ـت فؤادا من حديد |
ما رأيناك على ما | كنت تجني بجليد |
لو تجودين لصب | راح ذا وجد شديد |
وأخي جهل بما قد | كان يجني بالصدود |
ليس من أحدث هجرا | لصديق بسديد |
ليس منه الموت - إن لم | تصليه - ببعيد |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
العباس بن الأحنف بن الأسود بن طلحة، أبو الفضل الحنفي اليمامي: شاعر مجيد رقيق الشعر من شعراء الدولة العباسية إلا أن كل شعره غزل لا مديح فيه ولا هجاء ولا شيئا من سائر ضروب الشعر، توفي سنة اثنتين وتسعين ومائة ببغداد، ومن شعره:
لا بد للعاشق من وقفة | تكون بين الصد والصرم |
حتى إذا الهجر تمادى به | راجع من يهوى على رغم |
قلبي إلى ما ضرني داعي | يكثر أشجاني وأوجاعي |
كيف احتراسي من عدوي إذا | كان عدوي بين أضلاعي |
وإني ليرضيني قليل نوالكم | وان كنت لا أرضى لكم بقليل |
بحرمة ما قد كان بيني وبينكم | من الود إلا عدتم بجميل |
يا فوز يا منية عباس | قلبي يفدي قلبك القاسي |
أسأت إذ أحسنت ظني بكم | والحزم سوء الظن بالناس |
يقلقني الشوق فآتيكم | والقلب مملوء من الياس |
أبكي الذين أذاقوني مودتهم | حتى إذا أيقظوني في الهوى رقدوا |
واستنهضوني فلما قمت منتصبا | بثقل ما حملوني منهم قعدوا |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 4- ص: 1481
العباس بن الأحنف ابن أسود بن طلحة الحنفي اليمامي.
من فحول الشعراء، وله غزل فائق.
وهو خال إبراهيم بن العباس الصولي الشاعر.
توفي ببغداد، سنة اثنتين وتسعين ومائة، وكان من أبناء ستين سنة. ومات أبوه الأحنف: سنة خمسين ومائة، بالبصرة.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 7- ص: 533