العباس بن الأحنف العباس بن الاحنف بن الاسود الحنفي اليمامي، أبو الفضل: شاعر غزل رقيق، قال فيه البحتري: اغزل الناس. اصله من اليمامة (في نجد) وكان اهله في البصرة، وبها مات ابوه. ونشأ هو ببغداد، وتوفى بها، وقيل بالبصرة. خالف الشعراء في طريقتهم فلم يمدح ولم يهج، بل كان شعره كله غزلا وتشبيبا. له (ديوان شعر - ط) وهو خال ابراهيم بن العباس الصولي.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 259

الشاعر الحنفي العباس بن الأحنف الشاعر؛ كان ظريفا كيسا مجيدا الغزل حلو النادرة، وله مع الرشيد أخبار، وتوفي سنة ثلاث وتسعين ومائة على الأصح، وقيل سنة اثنتين، وهو خال إبراهيم بن العباس الصولي. قال بشار بن برد: ما زال غلام من بني حنيفة يدخل نفسه فينا ويخرجها حتى قال:

وقال عمر بن شبة: مات إبراهيم الموصلي النديم سنة ثمان وثمانين ومائة، ومات في ذلك اليوم الكسائي النحوي والعباس بن الأحنف وهشيمة الخمارة، فرفع ذلك إلى الرشيد، فأمر المأمون أن يصلي عليهم، فخرج فصفوا بين يديه، فقال: من هذا الأول؟ فقالوا: إبراهيم الموصلي، فقال: أخروه وقدموا العباس بن الأحنف، فقدم فصلى عليهم، فلما فرغ وانصرف دنا منه هاشم بن عبد الله بن مالك الخزاعي فقال: يا سيدي كيف آثرت العباس بن الأحنف على من حضر بالتقدمة؟ فأنشد:
ثم قال: أتحفظها؟ فقلت: نعم، وأنشدته، فقال المأمون: أليس من قال هذا الشعر أولى بالتقدمة؟ فقال: بلى والله يا سيدي. قلت: الكسائي إنما مات بالري سنة تسع وثمانين ومائة على خلاف فيه، وما كان المأمون ممن يقدم العباس على مثل الإمام الكسائي، ولكن هكذا جاء. وقد روى الصولي أنه رأى العباس بن الأحنف بعد موت هارون الرشيد في منزله بباب الشام، وهذا يدل أيضا على أن الرشيد ما أمر المأمون بالصلاة عليهم. ومن شعر العباس بن الأحنف:
ومنه:
ومنه قوله:
ومنه:
وقال المدائني: كانوا يقولون العباس بن الأحنف مثل أبي العتاهية في الزهد، يكثران الحز ولا يصيبان المفصل؛ وقال غيره: كانت في العباس آلات الظرف، كان جميل المنظر نظيف الثوب فاره المركب حسن الألفاظ حسن الحديث كثير النوادر باقيا على الشراب شديد الاحتمال طويل المساعدة. قال أبو بكر الصولي:
حدثت عن محمد بن زكرياء البصري قال، حدثني رجل من قريش قال: خرجت حاجا فخرجنا نصلي في بعض الطريق، فجاءنا غلام فقال: فيكم أحد من أهل البصرة؟ فقلنا: كلنا من أهل البصرة، قال: إن مولاي من أهلها وهو يدعوكم، فقمنا إليه فإذا هو نازل على عين ماء فقال: إني أحب أن أوصي إليكم، ثم رفع رأسه يترنم:
ثم أغمي عليه فأفاق وهو يقول:
ثم مات، فقلنا للغلام: من مولاك؟ فقال: العباس بن الأحنف، فأصلحنا من شأنه وصلينا عليه ودفناه، رحمه الله. وطلبه يحيى بن خالد البرمكي يوما فقال: إن مارية هي الغالبة على أمير المؤمنين، وإنه جرى بينهما عتب فهي بعزة دالة المعشق تأبى أن تعتذر، وهو بعز الخلافة وشرف الملك والبيت يأبى ذلك، وقد رمت الأمر من قبلها فأعياني وهو أحرى أن تستفزه الصبابة، فقل شعرا تسهل به عليه هذه القضية، وأعطاه دواة وقرطاسا، وطلبه الرشيد فتوجه إليه، ونظم العباس بن الأحنف قوله:
ثم قال لأحد الرسل: أبلغ الوزير أني قد قلت أربعة أبيات فإن كان فيها مقنع وجهت بها، فعاد الرسول وقال: هاتها، ففي أقل منها مقنع، وفي قدر الروي، فكتب الأبيات وكتب تحتها أيضا:
فدفع الرقعة يحيى إلى الرشيد فقال: والله ما رأيت شعرا أشبه بما نحن فيه من هذا الشعر، والله لكأني قصدت به، فقال يحيى: والله يا أمير المؤمنين لأنت المقصود به، فقال الرشيد: يا غلام هات نعلي فإني والله أراجعها على رغم؛ فنهض وأذهله السرور أن يأمر للعباس بشيء؛ ثم إن مارية لما علمت بمجيء الرشيد إليها قامت تلقته وقالت: كيف ذلك يا أمير المؤمنين؟ فأعطاها الشعر وقال: هذا الذي جاء بي إليك، قالت: فمن قاله؟ قال: العباس بن الأحنف، قالت: فبم كوفئ؟ قال: ما فعلت بعد شيئا، فقالت: والله لا أجلس حتى يكافأ، فأمر له بمال كثير، وأمرت هي له بدون ذلك، وأمر له يحيى بدون ما أمرت به، وحل على برذون ثم قال له الوزير يحيى: من تمام النعمة عندك أن لا تخرج من الدار حتى نؤثل لك بهذا المال ضيعة، فاشترى له ضياعا بجملة من ذلك المال ودفع إليه بقية المال.
ومن شعره:
وله تغزل كثير في فوز وظلوم، وخبره مع فوز مذكور في كتاب الأغاني لأبي الفرج؛ وقال أبو الفرج: حدثني أبو جعفر النخعي قال: كان العباس يهوى عنان جارية النطاف، فجاءني يوما فقال: امض بنا إلى عنان، قال: فصرنا إليها فرأيتها كالمهاجرة له، فجلسنا قليلا ثم ابتدأ العباس فقال:
فقالت عنان:
فقال عباس:
قال، فقلت للعباس: ويحك ما هذا الأمر؟ قال: أنا جنيت على نفسي بتتايهي عليها؛ فلم أبرح حتى ترضيتها له.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0

العباس بن الأحنف بن الأسود بن طلحة، أبو الفضل الحنفي اليمامي: شاعر مجيد رقيق الشعر من شعراء الدولة العباسية إلا أن كل شعره غزل لا مديح فيه ولا هجاء ولا شيئا من سائر ضروب الشعر، توفي سنة اثنتين وتسعين ومائة ببغداد، ومن شعره:

وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وشعره كله غاية في الجودة والانسجام والرقة، وله ديوان لطيف يتداوله الناس وفي بعض نسخه اختلاف.

  • دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 4- ص: 1481

العباس بن الأحنف ابن أسود بن طلحة الحنفي اليمامي.
من فحول الشعراء، وله غزل فائق.
وهو خال إبراهيم بن العباس الصولي الشاعر.
توفي ببغداد، سنة اثنتين وتسعين ومائة، وكان من أبناء ستين سنة. ومات أبوه الأحنف: سنة خمسين ومائة، بالبصرة.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 7- ص: 533