المعتضد بن عباد عباد بن محمد بن اسماعيل، ابن عباد اللخمي، أبو عمرو، الملقب بالمعتضد بالله: صاحب اشبيلية، في عهد ملوك الطوائف. كان في ايام ابيه يقود جيشه لقتال بني الافطس وغيرهم. وولى الامر بعد وفاته (سمة 433هـ) فتلقب - كابيه - بالحاجب، وابقى الخطبة في اشبيلية واكثر الكور باسم ’’المؤيد بالله’’ هشام بن الحكم الاموي (انظر ترجمة خلف الحصري) وحجبه عن الناس، وصبر عليه طويلا. ثم اعلن انه قد مات (سنة 451) واخذ البيعة لنفسه. وكان شجاعا حازما، ينعت بأسد الملوك. طمح إلى الاستيلاء على جزيرة الاندلس، فدان له اكثر ملوكها، واستولى على غربها، مثل شلب (Silves) وشنت بري (Sontebria) ولبلة (Niebla) وشلطيش (Saltes) وجبل العيون (Gibraleon) وغيرها، وولى عليها العمال (سنة 443) واتخذ خشبا في ساحة قصره جللها برؤوس الملوك والرؤوساء، عوضا عن الاشجار، وعلى آذانها رقاع بأسماء اصحابها، ارهابا لاعدائه. واكتشف ان ابنه اسماعيل (وهو خليفته وولي عهده) يأتمر به، فحبسه في قصره، فرفع اليه انه ماض في تدبير المؤامرة عليه، من مكان اعتقاله، فأحضره وقتله بيده (سنة 449) وقتل الوزير الذي تواطأ معه على ذلك وآخرين. وطالت مدته. ونفقت بضاعة الادب في عصره. وكان يطرب للشعر، ويقوله، وقد جمع له (ديوان) في نحو ستين ورقة. واخباره كثيرة. توفى بأشبيلية، بالذبحة الصدرية.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 257
المعتضد صاحب إشبيلية عباد بن محمد بن إسماعيل بن عباد، المعتضد أبو عمرو، أمير إشبيلية، ابن قاضيها أبي القاسم، وقد تقدم ذكر والده؛ ولما توفي أبوه قام المعتضد بعده بالأمر، وكان شهما صارما، وخوطب بأمير المؤمنين، دانت له الملوك؛ اتخذ خشبا في قصره وجللها برؤوس ملوك وأعيان ومقدمين، وكان يشبه بأبي جعفر المنصور، وكان ابنه ولي العهد إسماعيل قد هم بقبض أبيه، فلم يتم له ذلك، وضرب أبوه عنقه، وطالت أيامه إلى أن توفي في شهر رجب سنة أربع وستين وأربعمائة. يقال إن ملك الفرنج سمه في ثياب بعثها إليه؛ وقال فيه الحجاري: وهذا الرؤوف العطوف، الدمث الأخلاق الألوف، ما مات حتى قبض أرواح ندمائه وخواصه بيده، ولم يكلهم إلى غيره، ولا أحوجهم إلى الحاجة بعده، فجزي عنهم بما هو أهله؛ وكان قد عرف منه ذلك واشتهر، فصار الأدباء يتحامونه. ولما وفد أبو عبد الله ابن شرف القيرواني على الأندلس تطلعت إليه همم ملوكها لبعد صيته، فكان ممن استدعاه المعتضد ابن عباد، وكان ابن شرف قد امتلأت مسامعه من أخباره الشنيعة، فجاوبه بقوله:
أإن تصيدت غيري صيد طائرة | أوسعتها الحب حتى ضمها القفص |
حسبتني فرصة أخرى ظفرت بها | هيهات ما كل حين تمكن الفرص |
لك الموائد للقصاد مترعة | تروي وتشبع لكن بعدها الغصص |
لقد سرنا أن الجحيم موكل | بطاغية قد حم منه حمام |
تجانف صوب المزن عن ذلك الصدى | ومر عليه الغيث وهو جهام |
كأنما ياسميننا الغض | كواكب في السماء تنقض |
والطرق الحمر في جوانبه | كخد عذراء مسها عض |
اشرب على وجه الصباح | وانظر إلى نور الأقاح |
واعلم بأنك جاهل | إن لم تقل بالإصطباح |
والدهر شيء بارد | إن لم تسخنه براح |
شربنا وجفن الليل يغسل كحله | بماء صباح والنسيم رقيق |
معتقة صفراء أما نجارها | فضخم وأما جسمها فدقيق |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
المعتضد صاحب إشبيلية أبو عمرو عباد بن محمد بن إسماعيل بن عباد اللخمي الأندلسي ابن القاضي أبي القاسم.
حكم أبوه على إشبيلية مدة ومات في سنة 433 فقام عباد بعده وتلقب بالمعتضد بالله.
وكان شهما مهيبا شجاعا صارما جرى على قاعدة أبيه مدة ثم خوطب بأمير المؤمنين. قتل جماعة صبرا وصادر الكبار وتمكن. اتخذ في قصره خشبا جللها برؤوس أمراء وكبار وكانوا يشبهونه بالمنصور لكن مملكة هذا سعة ستة أيام ومملكة أبي جعفر
مسيرة ثمانية أشهر، في عرض أشهر وقد هم ابنه بقتله فما تم له وسجنه أبوه ثم قتله ثم عهد بالملك إلى ابنه المعتمد محمد، وكان جبارا عسوفا.
مات سنة أربع وستين وأربع مائة، وقام بعده ابنه.
قيل: لما رأى ميل الكبار إلى خليفة مرواني أخبرهم بأن المؤيد بالله الذي زال ملكه سنة أربع مائة عنده وأحضر جماعة شهدوا له وقال: أنا حاجبه. وأمر بذكره على المنابر واستمر ذلك مدة إلى أن نعاه إلى الناس في سنة خمس وخمسين وأربع مائة. وزعم أنه عهد إليه بالخلافة. وهذا محال لا يروج أصلا ولو كان المؤيد حيا إلى حين نعاه لكان ابن مائة عام وزيادة.
وقيل: إن طاغية الفرنج سم المعتضد في ثياب أهداها له.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 411