أبو عبيدة ابن الجراح عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال الفهري القرشي: الامير القائد، فاتح الديار الشامية، والصحابي، احد العشرة المبشرين بالجنة، قال ابن عساكر: داهيتا قريش أبو بكر و أبو عبيدة. وكان لقبه امين الامة. ولد بمكة. وهو من السابقين إلى الاسلام. وشهد المشاهد كلها. وولاه عمر بن الخطاب قيادة الجيش الزاحف إلى الشام، بعد خالد ابن الوليد، فتم له فتح الديار الشامية، وبلغ الفرات شرقا وآسية الصغرى شمالا، ورتب للبلاد المرابطين والعمال، وتعلقت به قلوب الناس لرفقه واناته وتواضعه. وتوفى بطاعون عمواس ودفن في غور بيسان، وانقرض عقبه. له 14 حديثا. وكان طوالا نحيفا، معروق الوجه، خفيف العارضين، اثرم الثنيتين (انتزع بأسنانه نصلا من جبهة النبي - ص - يوم احد، فهتم) وفي الحديث: لكل نبي أمين وأميني أبو عبيدة بن الجراح!.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 252

عامر بن عبد الله بن الجراح (ب د ع) عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة، أبو عبيدة، اشتهر بكنيته ونسبه إلى جده، فيقال: أبو عبيدة بن الجراح.
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من السابقين إلى الإسلام، وهاجر إلى الحبشة وإلى المدينة أيضا، وكان يدعى القوي الأمين.
وكان أهتم، وسبب ذلك أنه نزع الحلقتين اللتين دخلتا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المغفر يوم أحد، فانتزعت ثنيتاه فحسنتا فاه، فلما رئي أهتم قط أحسن منه.
وقال له أبو بكر الصديق يوم السقيفة: «قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين: عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح».
وكان أحد الأمراء المسيرين إلى الشام، والذين فتحوا دمشق، ولما ولي عمر بن الخطاب الخلافة عزل خالد بن الوليد واستعمل أبا عبيدة، فقال خالد: ولي عليكم أمين هذه الأمة وقال أبو عبيدة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن خالدا لسيف من سيوف الله». ولما كان أبو عبيدة ببدر يوم الوقعة، جعل أبوه يتصدى له، وجعل أبو عبيدة بحيد عنه، فلما أكثر أبوه قصده قتله أبو عبيدة، فأنزل الله تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم} الآية. وكان الواقدي ينكر هذا، ويقول: توفي أبو أبي عبيدة قبل الإسلام، وقد رد بعض أهل العلم قول الواقدي.
أخبرنا إسماعيل بن علي بن عبيد الله وغيره، قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي، قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، حدثنا حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن عبد الله بن سراقة، عن أبي عبيدة بن الجراح، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر قومه الدجال، وإني أنذركموه». فوصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «لعله يدركه بعض من رآني وسمع كلامي. قالوا: يا رسول الله، فكيف قلوبنا يومئذ؟ قال: مثلها- يعني اليوم- أو خير. أخبرنا أبو الفضل المخزومي الطبري بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو خيثمة، قالا: حدثنا إسماعيل بن علية، عن خالد عن أبي قلابة، قال: قال أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل أمة أمين، وإن أميننا، أيتها الأمة، أبو عبيدة بن الجراح.
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد الخطيب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني، أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري، أخبرنا أبو أحمد الغطريفي، أخبرنا أبو خليفة الجمحي، أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس: أنه قال: «لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح». ولما هاجر أبو عبيدة بن الجراح إلى المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي طلحة الأنصاري.
وأخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم بن عساكر الدمشقي، إجازة، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو غالب بن المثنى، حدثنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيويه وأبو بكر بن إسماعيل، قالا: حدثنا يحيى بن محمد بن ساعد، حدثنا الحسين بن الحسن، أخبرنا عبد الله ابن المبارك، حدثنا معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قدم عمر بن الخطاب الشام فتلقاه أمراء الأجناد وعظماء أهل الأرض، فقال عمر: أين أخي؟ قالوا: من؟ قال: أبو عبيدة. قالوا: يأتيك الآن. قال: فجاء على ناقة مخطومة بحبل، فسلم عليه وسأله، ثم قال للناس: انصرفوا عنا. فسار معه حتى أتى منزله، فنزل عليه، فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه ورحله، فقال عمر: لو اتخذت متاعا؟ أو قال شيئا. قال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين، إن هذا سيبلغنا المقيل.
قال: وحدثنا معمر، عن قتادة، قال: قال أبو عبيدة بن الجراح: «لوددت أني كبش يذبحني أهلي فيأكلون لحمي، ويحسون مرقي».
قال: وقال عمران بن حصين: «لوددت أني كنت رمادا تسفيني الريح في يوم عاصف حثيث».
وروى عنه العرباض بن سارية، وجابر بن عبد الله، وأبو أمامة الباهلي، وأبو ثعلبة الخشني وسمرة بن جندب، وغيرهم.
وقال عروة بن الزبير: لما نزل طاعون عموا من كان أبو عبيدة معافى منه وأهله، فقال: «اللهم، نصيبك في آل أبي عبيدة. قال: فخرجت بأبي عبيدة في خنصرة بثرة، فجعل ينظر إليها، فقيل له: إنها ليست بشيء، فقال: إني لأرجو أن يبارك الله فيها، فإنه إذا بارك في القليل كان كثيرا.» وقال عروة بن رويم: إن أبا عبيدة بن الجراح انطلق يريد الصلاة ببيت المقدس، فأدركه أجله بفحل، فتوفي بها. وقيل: إن قبره ببيسان، وقيل: توفي بعمواس سنة ثمان عشرة، وعمره ثمان وخمسون سنة.
وكان يخضب رأسه ولحيته بالحناء والكتم.
وبين عمواس والرملة أربعة فراسخ مما يلي البيت المقدس، وقد انقرض ولد أبي عبيدة، ولما حضره الموت استخلف معاذ بن جبل على الناس.
أخرجه الثلاثة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 614

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 3- ص: 125

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 3- ص: 24

أبو عبيدة بن الجراح (ب ع س) أبو عبيدة- بزيادة هاء- هو: أبو عبيدة بن الجراح. قيل: اسمه عامر ابن عبد الله بن الجراح. وقيل: عبد الله بن عامر. والأول أصح، وهو: عامر بن عبد الله ابن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر القرشي الفهري.
أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وشهد بدرا، وأحدا، وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني الحارث بن فهر: «أبو عبيدة، وهو: عامر بن عبد الله ابن الجراح».
وبالإسناد عن ابن إسحاق فيمن شهد بدرا: «أبو عبيدة، وهو عامر بن عبد الله ابن الجراح».
ولما دخل عمر بن الخطاب الشام، ورأى عيش أبي عبيدة، وما هو عليه من شدة العيش، قال له: كلنا غيرته الدنيا غيرك يا أبا عبيدة.
وقد ذكرناه في «عامر بن عبد الله»، وتوفي في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، وصلى عليه معاذ بن جبل.
قال سعيد بن عبد الرحمن بن حسان: مات في طاعون عمواس خمسة وعشرون ألفا.
وقيل: مات من آل صخر عشرون فتى، ومن آل المغيرة عشرون فتى. وقيل: بل من ولد خالد بن الوليد.
أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1362

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 6- ص: 201

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 5- ص: 205

عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب، ويقال وهيب، بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي الفهري، أبو عبيدة بن الجراح، مشهور بكنيته، وبالنسبة إلى جده.
ومنهم من لم يذكر بين عامر والجراح عبد الله، وبذلك جزم مصعب الزبيري في نسب قريش. والأكثر على إثباته. وكان إسلامه هو وعثمان بن مظعون، وعبيدة بن الحارث بن المطلب، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الأسد في ساعة واحدة قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم. ذكره ابن سعد من رواية يزيد بن رومان، وأنكر الواقدي ذلك، وزعم أن أباه مات قبل الإسلام وأمه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامر بن عميرة، أحد العشرة السابقين إلى الإسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا وما بعدها
وهو الذي انتزع الحلقتين من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت ثنيتا أبي عبيدة، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح».
أخرجاه في الصحيح من طريق أبي قلابة، عن أنس والبخاري نحوه من حديث حذيفة.
وقال أحمد: حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس أن أهل اليمن لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: ابعث معنا رجلا يعلمنا السنة والإسلام، فأخذ بيدي أبي عبيدة الجراح فقال: هذا أمين هذه الأمة، وسيره إلى الشام أميرا
فكان فتح أكثر الشام على يده وقال: إنه قتل أباه يوم بدر، ونزلت فيه: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله...} الآية.
وهو فيما أخرجه الطبراني بسند جيد، عن عبد الله بن شوذب، قال: جعل والد أبي عبيدة يتصدى لأبي عبيدة يوم بدر، فيحيد عنه، فلما أكثر قصده فقتله، فنزلت.
وله عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وذكر عنه الله في الصحيح قوله للجيش الذين أكلوا من العنبر: نحن رسل رسول الله، وفي سبيل، فكلوا.
وروى عنه العرباض بن سارية، وأبو أمامة، وأبو ثعلبة، وسمرة وغيرهم.
قال خليفة: وكانت أمه من بني الحارث بن فهر، أدركت الإسلام، وأسلمت.
وقال الواقدي: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن معاذ، وهو الذي قال لعمر: أنفر من قدر الله؟ فقال: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة. نعم نفر من قدر الله تعالى إلى قدر الله تعالى. وذلك دال على جلالة أبي عبيدة عند عمر.
وذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة، وأسند ابن سعد من طريق مالك بن عامر أنه وصف أبا عبيدة، فقال: كان رجلا نحيفا معروق الوجه، خفيف اللحية، طوالا أجنأ أثرم.
وقال موسى بن عقبة في «المغازي»: أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل، وهي من مشارف الشام في بلي ونحوهم من قضاعة، فخشي عمرو، فبعث يستمد، فندب النبي صلى الله عليه وسلم الناس من المهاجرين الأولين، فانتدب أبو بكر وعمر في آخرين، فأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح مددا لعمرو بن العاص، فلما قدموا عليه قال: أنا أميركم.
فقال المهاجرون: بل أنت أمير أصحابك، وأبو عبيدة أمير المهاجرين. فقال: إنما أنتم مددي. فلما رأى ذاك أبو عبيدة- وكان حسن الخلق متبعا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده، فقال: تعلم يا عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: «إن قدمت على صاحبك فتطاوعا»، وإنك إن عصيتني أطعتك.
وفي فوائد ابن أخي سمي بسند صحيح إلى الشعبي، قال: قال المغيرة بن شعبة لأبي عبيدة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك علينا، وإن ابن النابغة ليس لك معه أمر- يعني عمرو بن العاص.
فقال أبو عبيدة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نتطاوع، وأنا أطيعه، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو يعلى: حدثنا موسى بن محمد بن حبان، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا كهمس، حدثنا عبد الله بن شقيق، سألت عائشة: من كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: أبو بكر، ثم عمر، ثم أبو عبيدة بن الجراح.
وقال أحمد: حدثنا إسماعيل- هو ابن علية- ويزيد بن هارون، قالا: أنبأنا الجريري، عن عبد الله بن شقيق: قلت لعائشة: أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحب إليه؟ قالت: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قالت: عمر. قلت: ثم من؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح.
وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا حجاج، حدثنا حماد، عن زياد الأعلم، عن الحسن- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أحد من أصحابي إلا لو شئت لأخذت عليه في خلقه، ليس أبا عبيدة بن الجراح».
هذا مرسل، ورجاله ثقات.
وفي الطبراني من طريق عبد الله بن عمرو، قال: ثلاثة من قريش أصبح الناس وجوها، وأحسنهم خلقا، وأشدهم حياء: أبو بكر، وعثمان، وأبو عبيدة. في سنده ابن لهيعة.
وأخرج ابن سعد بسند حسن أن معاذ بن جبل بلغه أن بعض أهل الشام استعجز أبا عبيدة أيام حصار دمشق، ورجح خالد بن الوليد، فغضب معاذ، وقال: أبأبي عبيدة يظن! والله إنه لمن خيرة من يمشي على الأرض.
وقال ابن المبارك، في كتاب الزهد: حدثنا معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه: قدم عمر الشام فتلقاه أمراء الأجناد، فقال: أين أخي أبو عبيدة؟ فقالوا: يأتي الآن. فجاء على ناقة مخطومة بحبل، فسلم عليه وساء له حتى أتى منزله، فلم نر فيه شيئا إلا سيفه وترسه ورحله.
فقال له عمر: لو اتخذت متاعا؟ قال: يا أمير المؤمنين، إن هذا يبلغنا المقيل.
وأخرج يعقوب بن سفيان بسند مرسل أن أبا عبيدة كان يسير في العسكر، فيقول: ألا رب مبيض لثيابه وهو مدنس لدينه، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين، غدا ادفعوا السيئات القديمات بالحسنات الحادثات.
وأخرج ابن أبي الدنيا بسند جيد، عن ثابت البناني، قال: كان أبو عبيدة أميرا على الشام فخطب فقال: والله ما منكم أحد يفضلني بتقى إلا وددت أني في سلامة.
وأخرج الحاكم في «المستدرك» من طريق عبد الملك بن نوفل بن مساحق، عن أبي سعيد المقبري، قال: لنا طعن أبو عبيدة، قالوا: يا معاذ، صل بالناس. فصلى. ثم مات أبو عبيدة فخطب معاذ، فقال في خطبته: وإنكم فجعتم برجل، ما أزعم والله أني رأيت من عباد الله قط أقل حقدا، ولا أبر صدرا، ولا أبعد غائلة، ولا أشد حياء للعاقبة، ولا أنصح للعامة منه، فترحموا عليه.
اتفقوا على أنه مات في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة، وأرخه بعضهم سنة سبع عشرة. وهو شاذ.
وجزم ابن مندة تبعا للواقدي والفلاس أنه عاش ثمانيا وخمسين سنة. وأما ابن إسحاق، فقال: عاش إحدى وأربعين سنة.
وقال ابن عائذ: قال الوليد بن مسلم: حدثني من سمع عروة بن رويم، قال: انطلق أبو عبيدة يريد الصلاة ببيت المقدس، فأدركه أجله، فتوفي هناك، وأوصى أن يدفن حيث قضى، وذلك بفحل من أرض الأردن، ويقال: إن قبره ببيسان، وقالوا: إنه كان يخضب بالحناء والكتم.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 475

أبو عبيدة بن الجراح الفهري أمين هذه الأمة، وأحد العشرة من السابقين. اسمه عامر بن عبد الله الجراح. اشتهر بكنيته، والنسبة إلى جده. تقدم.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 225

عامر أبو عبيدة بن الجراح عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي الفهري، أبو عبيدة، غلبت عليه كنيته؛ أمين هذه الأمة، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة؛ قال الزبير: كان أهتم، وذلك أنه نزع الحلقتين اللتين دخلتا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المغفر يوم أحد فانتزعت ثنيتاه فحسنتا فاه، فيقال إنه ما رؤي قط أحسن من هتم أبي عبيدة. ذكره بعضهم فيمن هاجر إلى الحبشة، ولم يختلفوا في شهوده بدرا والحديبية، وكان يدعى في الصحابة: القوي الأمين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأهل نجران: لأرسلن معكم القوي الأمين، ولقوله صلى الله عليه وسلم: لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة ابن الجراح؛ وقال فيه أبو بكر الصديق يوم السقيفة: قد رضيت لكم أحد الرجلين فبايعوا أيهما شئتم، عمر أو أبو عبيدة ابن الجراح؛ وعن يونس عن الحسن قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أصحابي أحد إلا لو شئت لوجدت عليه إلا أبا عبيدة. ولما ولي عمر بن الخطاب عزل خالدا وولى أبا عبيدة ابن الجراح؛ وتوفي في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة للهجرة، وسنه ثمان وخمسون سنة. وعمواس قرية يمين الرملة، وقيل سمي عمواس لقولهم عم وآس، مات فيه خمسة وعشرون ألفا؛ وروى له الجماعة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0

أبو عبيدة بن الجراح عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان القرشي الفهري المكي.
أحد السابقين الأولين، ومن عزم الصديق على توليته الخلافة، وأشار به يوم السقيفة لكمال أهليته عند أبي بكر. يجتمع في النسب هو والنبي -صلى الله عليه وسلم- في فهر. شهد له النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، وسماه أمين الأمة، ومناقبه شهيرة جمة.
روى أحاديث معدودة، وغزا غزوات مشهودة.
حدث عنه العرباض بن سارية وجابر بن عبد الله، وأبو أمامة الباهلي، وسمرة بن جندب، وأسلم مولى عمر، وعبد الرحمن بن غنم، وآخرون.
له في ’’صحيح مسلم’’ حديث واحد، وله في ’’جامع أبي عيسى’’ حديث، وفي ’’مسند بقي’’ له خمسة عشر حديثا.
الرواية عنه: أخبرنا أبو المعالي محمد بن عبد السلام التميمي، قراءة عليه في سنة أربع وتسعين وستمائة، أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد البزاز، أنبأنا تميم بن أبي سعيد أبو
القاسم المعري، في رجب سنة تسع وعشرين وخمسمائة بهراة، أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان، أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي، حدثنا عبد الله بن معاوية القرشي، حدثنا حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن عبد الله بن سراقة، عن أبي عبيدة بن الجراح: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: ’’إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر قومه الدجال وإني أنذركموه’’. فوصفه لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: ’’لعله سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي’’. قالوا: يا رسول الله صلى الله عليك وسلم كيف قلوبنا يومئذ؟ أمثلها اليوم؟ قال: ’’أو خير’’.
أخرجه الترمذي، عن عبد الله الجمحي، فوافقناه بعلو، وقال: وفي الباب عن عبد الله بن بسر وغيره. وهذا حديث حسن غريب من حديث أبي عبيدة رضي الله عنه.
قال ابن سعد في ’’الطبقات’’ أخبرنا محمد بن عمر، حدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن مالك بن يخامر أنه وصف أبا عبيدة، فقال: كان رجلا نحيفا معروق الوجه خفيف اللحية طوالا أحنى، أثرم الثنيتين.
وأخبرنا محمد بن عمر، حدثنا محمد بن صالح، عن يزيد بن رومان قال: انطلق ابن مظعون وعبيدة بن الحارث، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الأسد، وأبو عبيدة بن الجراح حتى أتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعرض عليهم الإسلام، وأنبأهم بشرائعه، فأسلموا في ساعة واحدة، وذلك قبل دخول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم.
وقد شهد أبو عبيدة بدرا فقتل يومئذ أباه، وأبلى يوم أحد بلاء حسنا ونزع يومئذ الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر في وجنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ضربة أصابته فانقلعت ثنيتاه، فحسن ثغره بذهابهما حتى قيل ما رؤي هتم قط أحسن من هتم أبي عبيدة.
وقال أبو بكر الصديق وقت وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسقيفة بني ساعدة: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين: عمر، وأبا عبيدة.
قال الزبير بن بكار: قد انقرض نسل أبي عبيدة، وولد إخوته جميعا، وكان ممن هاجر إلى أرض الحبشة. قاله ابن إسحاق، والواقدي.
قلت: إن كان هاجر إليها فإنه لم يطل بها اللبث.
وكان أبو عبيدة معدودا فيمن جمع القرآن العظيم.
قال موسى بن عقبة في ’’مغازيه’’: غزوة عمرو بن العاص هي غزوة ذات السلاسل من مشارف الشام، فخاف عمرو من جانبه ذلك، فاستمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانتدب أبا بكر وعمر في سراة من المهاجرين فأمر نبي الله عليهم أبا عبيدة، فلما قدموا على عمرو بن العاص قال: أنا أميركم، فقال المهاجرون: بل أنت أمير أصحابك، وأميرنا أبو عبيدة، فقال عمرو: إنما أنتم مدد أمددت بكم. فلما رأى ذلك أبو عبيدة بن الجراح، وكان رجلا حسن الخلق، لين الشيمة، متبعا لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعهده فسلم الإمارة لعمرو.
وثبت من وجوه، عن أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’إن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح’’.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه، وغيره إجازة قالوا: أخبرنا حنبل بن عبد الله، أنبأنا هبة الله بن محمد، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أبو بكر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، عن شريح بن عبيد، وراشد بن سعد وغيرهما قالوا: لما بلغ عمر بن الخطاب سرغ، حدث أن بالشام وباء شديدا، فقال: إن أدركني أجلي، وأبو عبيدة حي، استخلفته، فإن سألني الله -عز وجل: لم استخلفته على أمة محمد؟ قلت: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’إن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح’’ قال: فأنكر القوم ذلك وقالوا: ما بال علياء قريش؟ يعنون بني فهر. ثم قال: وإن أدركني أجلي، وقد توفي أبو عبيدة، أستخلف معاذ بن جبل، فإن سألني ربي قلت: إني سمعت نبيك يقول: ’’إنه يحشر يوم القيامة بين يدي العلماء برتوة’’.
وروى حماد بن سلمة، عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عمرو بن العاص قال: قيل يا رسول الله! أي الناس أحب إليك؟ قال: ’’عائشة’’ قيل من الرجال؟ قال: ’’أبو بكر’’ قيل: ثم من؟ قال: ’’ثم أبو عبيدة بن الجراح’’.
كذا يرويه حماد، وخالفه جماعة فرووه، عن الجريري، عن عبد الله قال: سألت عائشة أي أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان أحب إليه؟ قالت: أبو بكر ثم عمر ثم أبو عبيدة بن الجراح.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل، أنبأنا عبد الله بن أحمد الفقيه، أنبأنا محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أحمد بن محمد بن غالب بقراءته على أبي العباس بن حمدان حدثكم محمد بن أيوب، أنبأنا أبو الوليد، أنبأنا شعبة، عن أبي إسحاق سمعت صلة بن زفر، عن حذيفة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’إني أبعث إليكم رجلا أمينا’’ فاستشرف لها أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبعث أبا عبيدة بن الجراح.
اتفقا عليه من حديث شعبة.
واتفقا من حديث خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح’’.
أخبرنا أحمد بن محمد المعلم، أنبأنا أبو القاسم بن رواحة، أنبأنا أبو طاهر الحافظ، أنبأنا
أحمد بن علي الصوفي، وأبو غالب الباقلاني، وجماعة قالوا، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو محمد الفاكهي بمكة، حدثنا أبو يحيى بن أبي ميسرة، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى الواسطي، أنبأنا يحيى بن أبي زكريا، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر قال كنت في الجيش الذين مع خالد الذين أمد بهم أبا عبيدة وهو محاصر دمشق فلما قدمنا عليهم قال لخالد تقدم فصل فأنت أحق بالإمامة لأنك جئت تمدني فقال خالد ما كنت لأتقدم رجلا سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح’’.
أبو بكر بن أبي شيبة، أنبأنا عبد الرحيم بن سليمان، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن صلة، عن حذيفة قال: أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- أسقفا نجران العاقب والسيد فقالا ابعث معنا أمينا حق أمين فقال: ’’لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين’’ فاستشرف لها الناس فقال: ’’قم يا أبا عبيدة’’ فأرسله معهم.
قال وحدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق نحوه.
الترقفي في جزئه حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان بن عمرو حدثنا أبو حسبة مسلم بن أكيس مولى بن كريز، عن أبي عبيدة قال: ذكر لي من دخل عليه فوجده يبكي فقال: ما يبكيك يا أبا عبيدة؟ قال: يبكيني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر يوما ما يفتح الله على المسلمين حتى ذكر الشام فقال: ’’إن نسأ الله في أجلك فحسبك من الخدم ثلاثة: خادم يخدمك، وخادم يسافر معك، وخادم يخدم أهلك. وحسبك من الدواب ثلاثة: دابة لرحلك ودابة لثقلك ودابة لغلامك’’. ثم هأنذا أنظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقا وإلى مربطي قد قد امتلأ خيلا فكيف ألقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدها؟ وقد أوصانا: ’’إن أحبكم إلي وأقربكم مني من لقيني على مثل الحال التي فارقتكم عليها’’.
حديث غريب رواه أيضا: أحمد في مسنده، عن أبي المغيرة.
وكيع بن الجراح حدثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’ما منكم من أحد إلا لو شئت لأخذت عليه بعض خلقه إلا أبا عبيدة’’ هذا مرسل.
وكان أبو عبيدة موصوفا بحسن الخلق، وبالحلم الزائد، والتواضع.
قال محمد بن سعد: حدثنا أحمد بن عبد الله، حدثنا بن عيينة، عن بن أبي نجيح قال عمر لجلسائه: تمنوا، فتمنوا، فقال عمر: لكني أتمنى بيتا ممتلئا رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح.
وقال ابن أبي شيبة: قال ابن علية، عن يونس، عن الحسن قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’ما من أصحابي أحد إلا لو شئت أخذت عليه إلا أبا عبيدة’’.
وسفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة قال: قال بن مسعود: أخلائي من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة.
خالفه غيره، ففي ’’الجعديات’’، أنبأنا زهير، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله فذكره.
قال خليفة بن خياط: وقد كان أبو بكر ولى أبا عبيدة بيت المال.
قلت يعني: أموال المسلمين، فلم يكن بعد عمل بيت مال، فأول من اتخذه عمر.
قال خليفة: ثم وجهه أبو بكر إلى الشام سنة ثلاث عشرة أميرا، وفيها استخلف عمر، فعزل خالد بن الوليد، وولى أبا عبيدة.
قال القاسم بن يزيد: حدثنا سفيان، عن زياد بن فياض، عن تميم بن سلمة أن عمر لقي أبا عبيدة فصافحه وقبل يده وتنحيا يبكيان.
وقال بن المبارك في ’’الجهاد’’ له، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: بلغ عمر أن أبا عبيدة حصر بالشام، ونال منه العدو فكتب إليه عمر أما بعد فإنه ما نزل بعبد مؤمن شدة، إلا جعل الله بعدها فرجا، وإنه لا يغلب عسر يسرين: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا} الآية.
قال: فكتب إليه أبو عبيدة أما بعد فإن الله يقول {إنما الحياة الدنيا لعب ولهو} إلى قوله: {متاع الغرور}، قال فخرج عمر بكتابه فقرأه على المنبر فقال يا أهل المدينة! إنما يعرض بكم أبو عبيدة أو بي ارغبوا في الجهاد.
ابن أبي فديك؛، عن هشام بن سعد، عن زيد، عن أبيه قال بلغني أن معاذا سمع رجلا يقول لو كان خالد بن الوليد ما كان بالناس دوك، وذلك في حصر أبي عبيدة فقال معاذ فإلى أبي عبيدة تضطر المعجزة لا أبا لك! والله إنه لخير من بقي على الأرض.
رواه البخاري في ’’تاريخه’’ وابن سعد.
وفي ’’الزهد’’ لابن المبارك: حدثنا معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال قدم عمر الشام فتلقاه الأمراء والعظماء فقال أين أخي أبو عبيدة؟ قالوا: يأتيك الآن، قال: فجاء على ناقة مخطومة بحبل فسلم عليه ثم قال للناس انصرفوا عنا فسار معه حتى أتى منزله فنزل فيه فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه ورحله فقال له عمر: لو اتخذت متاعا أو قال شيئا فقال يا أمير المؤمنين! إن هذا سيبلغنا المقيل.
ابن وهب، حدثني عبد الله بن عمر، عن نافع، عن بن عمر أن عمر حين قدم الشام قال لأبي عبيدة اذهب بنا إلى منزلك قال وما تصنع عندي؟ ما تريد إلا أن تعصر عينيك علي قال فدخل فلم ير شيئا قال أين متاعك؟ لا أرى إلا لبدا وصحفة وشنا وأنت أمير أعندك طعام؟ فقام أبو عبيدة إلى جونة فأخذ منها كسيرات فبكى عمر فقال له أبو عبيدة: قد قلت لك: إنك ستعصر عينيك علي يا أمير المؤمنين يكفيك ما يبلغك المقيل قال عمر غيرتنا الدنيا كلنا غيرك يا أبا عبيدة.
أخرجه أبو داود في ’’سننه’’ من طريق ابن الأعرابي.
وهذا والله هو الزهد الخالص، لا زهد من كان فقيرا معدما.
معن بن عيسى، عن مالك أن عمر أرسل إلى أبي عبيدة بأربعة آلاف أو بأربع مئة دينار وقال للرسول انظر ما يصنع بها قال فقسمها أبو عبيدة ثم أرسل إلى معاذ بمثلها قال فقسمها إلا شيئا قالت له امرأته نحتاج إليه فلما أخبر الرسول عمر قال الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا.
الفسوي: حدثنا أبو اليمان، عن جرير بن عثمان، عن أبي الحسن عمران بن نمران أن أبا عبيدة كان يسير في العسكر فيقول’’ إلا رب مبيض لثيابه مدنس لدينه! إلا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين! بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات.
وقال ثابت البناني قال أبو عبيدة يا أيها الناس إني امرؤ من قريش وما منكم من أحمر ولا أسود يفضلني بتقوى إلا وددت أني في مسلاخه.
معمر، عن قتادة قال أبو عبيدة بن الجراح وددت أني كنت كبشا فيذبحني أهلي فيأكلون لحمي ويحسون مرقي.
وقال عمران بن حصين: وددت أني رماد تسفيني الريح.
شعبة:، عن قيس بن مسلم، عن طارق أن عمر كتب إلى أبي عبيدة في الطاعون إنه قد عرضت لي حاجة ولا غنى بي عنك فيها فعجل إلي فلما قرأ الكتاب قال: عرفت حاجة أمير المؤمنين إنه يريد أن يستبقي من ليس بباق فكتب إني قد عرفت حاجتك فحللني من عزيمتك فإني في جند من أجناد المسلمين لا أرغب بنفسي عنهم فلما قرأ عمر الكتاب بكى فقيل له مات أبو عبيدة؟ قال لا وكأن قد.
قال: فتوفي أبو عبيدة وانكشف الطاعون.
قال أبو الموجه محمد بن عمرو المروزي: زعموا أن أبا عبيدة كان في ستة وثلاثين ألفا من الجند فلم يبق منهم إلا ستة آلاف رجل.
أخبرنا محمد بن عبد السلام، عن أبي روح، أنبأنا أبو سعد، أنبأنا بن حمدان، أنبأنا أبو يعلى، حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، حدثنا مهدي بن ميمون، حدثنا واصل مولى أبي عيينة، عن بن أبي سيف المخزومي، عن الوليد بن عبد الرحمن شامي فقيه، عن عياض بن غطيف قال: دخلت على أبي عبيدة بن الجراح في مرضه وامرأته تحيفة جالسة عند رأسه وهو مقبل بوجهه على الجدار فقلت: كيف بات أبو عبيدة؟ قالت بات بأجر فقال: إني والله ما بت! بأجر فكأن القوم ساءهم فقال إلا تسألوني عما قلت؟ قالوا: إنا لم يعجبنا ما قلت فكيف نسألك؟ قال إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فبسبع مائة ومن أنفق على عياله أو عاد مريضا أو ماز أذى فالحسنة بعشر أمثالها والصوم جنة ما لم يخرقها ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة’’.
أنبأنا جماعة قالوا، أنبأنا ابن طبرزد، أنبأنا ابن الحصين، أنبأنا ابن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثنا محمد بن أبان الواسطي، حدثني جرير بن حازم، حدثني بشار بن أبي سيف، حدثني الوليد بن عبد الرحمن، عن عياض بن غطيف قال: مرض أبو عبيدة، فدخلنا عليه نعوده، فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’الصيام جنة ما لم يخرقها’’.
وقد استعمل النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا عبيدة غير مرة، منها المرة التي جاع فيها عسكره وكانوا ثلاث مئة فألقى لهم البحر الحوت الذي يقال له: العنبر، فقال أبو عبيدة ميتة، ثم قال: لا نحن رسل رسول الله وفي سبيل الله فكلوا ... وذكر الحديث وهو في ’’الصحيحين’’.
ولما تفرغ الصديق من حرب أهل الردة، وحرب مسيلمة الكذاب، جهز أمراء الأجناد لفتح الشام فبعث أبا عبيدة، ويزيد بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وشرحبيل بن حسنة، فتمت وقعة أجنادين بقرب الرملة، ونصر الله المؤمنين، فجاءت البشرى، والصديق في مرض الموت، ثم كانت وقعة فحل، ووقعة مرج الصفر، وكان قد سير أبو بكر خالدا لغزو العراق ثم بعث إليه لينجد من بالشام فقطع المفاوز على برية السماوة فأمره الصديق على الأمراء كلهم وحاصروا دمشق وتوفي أبو بكر فبادر عمر بعزل خالد واستعمل على الكل أبا عبيدة فجاءه التقليد فكتمه مدة وكل هذا من دينه ولينه وحلمه فكان فتح دمشق على يده فعند ذلك أظهر التقليد ليعقد الصلح للروم ففتحوا له باب الجابية صلحا وإذا بخالد قد افتتح البلد عنوة من الباب الشرقي فأمضى لهم أبو عبيدة الصلح.
فعن المغيرة أن أبا عبيدة صالحهم على أنصاف كنائسهم ومنازلهم ثم كان أبو عبيدة رأس الإسلام يوم وقعة اليرموك التي استأصل الله فيها جيوش الروم وقتل منهم خلق عظيم.
روى بن المبارك في الزهد له قال، أنبأنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب قال، حدثني عبد الرحمن بن غنم، عن حديث الحارث بن عميرة قال أخذ بيدي معاذ بن جبل فأرسله إلى أبي عبيدة فسأله كيف هو! وقد طعنا فأراه أبو عبيدة طعنة خرجت في كفه فتكاثر شأنها في نفس الحارث وفرق منها حين رآها فأقسم أبو عبيدة بالله ما يحب أن له مكانها حمر النعم.
وعن الأسود، عن عروة أن وجع عمواس كان معافى منه أبو عبيدة وأهله فقال اللهم نصيبك في آل أبي عبيدة! قال فخرجت بأبي عبيدة في خنصره بثرة فجعل ينظر إليها فقيل له إنها ليست بشيء. فقال: أرجو أن يبارك الله فيها فإنه إذا بارك في القليل، كان كثيرا.
الوليد بن مسلم: حدثني أبو بكر بن أبي مريم، عن صالح بن أبي المخارق قال انطلق أبو عبيدة من الجابية إلى بيت المقدس للصلاة فاستخلف على الناس معاذ بن جبل.
قال الوليد فحدثني من سمع عروة بن رويم، قال: فأدركه أجله بفحل فتوفي بها بقرب بيسان.
طاعون عمواس: منسوب إلى قرية عمواس وهي بين الرملة وبين بيت المقدس، وأما الأصمعي فقال هو من قولهم زمن الطاعون: عم، وآسى.
قال أبو حفص الفلاس: توفي أبو عبيدة في سنة ثمان عشرة، وله ثمان وخمسون سنة، وكان يخضب بالحناء، والكتم وكان له عقيصتان وقال كذلك في وفاته جماعة وانفرد بن عائذ، عن أبي مسهر أنه قرأ في كتاب يزيد بن عبيدة أن أبا عبيدة توفي سنة سبع عشرة.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 5

أبو عبيدة بن الجراح ومنهم الأمين الرشيد، والعامل الزهيد، أمين الأمة أبو عبيدة، كان للأجانب من المؤمنين وديدا، وعلى الأقارب من المشركين شديدا، فيه نزلت : {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} [المجادلة: 22] الآية، صبر على الاقتصار على القليل، إلى أن حان منه النقلة والرحيل،
حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن، ثنا أبو عمارة محمد بن أحمد بن المهندس، ثنا أبو عقيل الحمال، وحميد بن الربيع، قالا: ثنا أبو أسامة، ثنا عمر بن حمزة العمري، عن سالم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل أمة أمينا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح» ورواه الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن عمر، وكوثر بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر وعبد الرحمن بن غنم، عن عبد الله بن أرقم، عن عمر وممن روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمانة أبي عبيدة: أبو بكر الصديق، وابن مسعود، وحذيفة، وخالد بن الوليد، وأنس، وعائشة
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا أسد بن موسى، ثنا ضمرة، عن ابن شوذب، قال: جعل أبو أبي عبيدة بن الجراح يتصدى لابنه أبي عبيدة يوم بدر، فجعل أبو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثر قصده أبو عبيدة فقتله، فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية حين قتل أباه: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم، أولئك كتب في قلوبهم الإيمان} [المجادلة: 22] الآية
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، ثنا أبو هلال، ثنا قتادة، أن أبا عبيدة بن الجراح، قال: «ما من الناس من أحمر ولا أسود، حر ولا عبد، عجمي ولا فصيح، أعلم أنه أفضل مني بتقوى إلا أحببت أن أكون في مسلاخه»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو خالد الأحمر، وثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، قالا: عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: دخل عمر بن الخطاب على أبي عبيدة بن الجراح، فإذا هو مضطجع على طنفسة رحله متوسدا الحقيبة، فقال له عمر: ألا اتخذت ما اتخذ أصحابك؟ فقال: «يا أمير المؤمنين هذا يبلغني المقيل»، وقال معمر في حديثه: لما قدم عمر الشام تلقاه الناس وعظماء أهل الأرض، فقال عمر: أين أخي؟ قالوا: من؟ قال: أبو عبيدة، قالوا: الآن يأتيك، فلما أتاه نزل فاعتنقه ثم دخل عليه بيته فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه ورحله ثم ذكر نحوه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا حيوة، أخبرني أبو صخر، أن زيد بن أسلم، حدثه، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، أنه قال لأصحابه: «تمنوا» فقال رجل: أتمنى لو أن لي هذه الدار مملوءة ذهبا أنفقه في سبيل الله، ثم قال: «تمنوا» فقال رجل: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤا وزبرجدا وجوهرا، أنفقه في سبيل الله وأتصدق، ثم قال: «تمنوا» فقالوا: ما ندري يا أمير المؤمنين، فقال عمر: «أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح»
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا هشام بن الوليد.. وثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، قالا: ثنا جرير بن عثمان، عن نمران بن مخمر أبي الحسن، عن أبي عبيدة بن الجراح، أنه كان يسير في العسكر فيقول: «ألا رب مبيض لثيابه مدنس لدينه، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين، ادرءوا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات، فلو أن أحدكم عمل من السيئات ما بينه وبين السماء، ثم عمل حسنة لعلت فوق سيئاته حتى تقهرهن»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن أبي سهل، ثنا عبد الله بن محمد العبسي، ثنا وكيع، عن سفيان، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي عبيدة بن الجراح، قال: «مثل قلب المؤمن مثل العصفور، يتقلب كل يوم كذا وكذا مرة»

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 100

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 100

عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث ابن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي الفهري أبو عبيدة غلبت عليه كنيته.
قال الزبير: كان أبو عبيدة أهتم، وذلك أنه نزع الحلقتين اللتين دخلتا في وجه النبي صلى الله عليه وسلم من المغفر يوم أحد، فانتزعت ثنيتاه فحسنتا فاه، فيقال: إنه ما رئي أهتم قط أحسن من هتم أبي عبيدة.
وذكره بعضهم فيمن هاجر إلى أرض الحبشة، ولم يختلفوا في شهوده بدرا، والحديبية، وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، جاء ذكره فيهم في بعض الروايات، وفي بعضها ابن مسعود، وفي بعضها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تختلف تلك الآثار في التسعة.
وكان أبو عبيدة يدعى في الصحابة القوي الأمين، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل نجران: لأرسلن معكم القوي الأمين. ولقوله صلى الله عليه وسلم: لكل أمة أمين، وأمين أمتي أبو عبيدة بن الجراح. وقال فيه أبو بكر الصديق يوم السقيفة: لقد رضيت لكم أحد الرجلين، فبايعوا أيهما شئتم: عمر، وأبو عبيدة بن الجراح.
وذكر ابن أبي شيبة، عن ابن علية، عن يونس، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أصحابي أحد إلا لو شئت لوجدت عليه إلا أبا عبيدة. وذكر أيضا عن حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، قال: لما بعث عمر أبا عبيدة بن الجراح إلى الشام، وعزل خالد بن الوليد قال خالد: بعث عليكم أمين هذه الأمة. فقال أبو عبيدة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خالد سيف من سيوف الله. ونعم فتى العشيرة. وذكر خليفة، عن معاذ، عن ابن عون، عن ابن سيرين، قال: لما ولي عمر قال: والله لأنزعن خالدا حتى يعلم أن الله ينصر دينه.
قال: وأخبرنا علي وموسى، عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: لما استخلف عمر كتب إلى أبي عبيدة: إني قد استعملتك وعزلت خالدا.
قال خليفة: لما ولى عمر عزل خالدا، وولى أبو عبيدة حين فتح الشامات يزيد بن أبي سفيان على فلسطين، وشرحبيل ابن حسنة على الأردن، وخالد بن الوليد على دمشق، وحبيب بن مسلمة على حمص، ثم عزله وولى عبد الله ابن قرط الثمالي، ثم عزله، وولى عبادة بن الصامت، ثم عزله، وولى عبد الله ابن قرط. ثم وقع طاعون عمواس، فمات أبو عبيدة، واستخلف معاذ، ومات معاذ، واستخلف يزيد بن أبي سفيان، فمات يزيد، واستخلف أخاه معاوية فأقره عمر.
وكان موت أبو عبيدة ومعاد ويزيد في طاعون عمواس، وكان طاعون عمواس بأرض الأردن وفلسطين سنة ثمان عشرة، مات فيه نحو خمسة وعشرين ألفا. ويقال: إن عمواس قرية بين الرملة وبيت المقدس. وقيل إن ذلك كان لقولهم عم واس، ذكر ذلك الأصمعي، وكانت سن أبي عبيدة يوم توفى ثمانيا وخمسين سنة.
حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا سليمان بن الحارث، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أن أهل بحران قالوا: يا رسول الله، ابعث معنا أمينا، فأخذ بيد أبي عبيدة وقال: هذا أمين هذه الأمة. وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه، من حديث حذيفة وغيره.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 792

أبو عبيدة بن الجراح قيل اسمه عامر بن الجراح وقيل: عبد الله ابن عامر بن الجراح. والصحيح أن اسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال ابن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي الفهري. شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم وما بعدها من المشاهد كلها.
وذكر ابن إسحاق والواقدي أنه هاجر الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة، ولم يذكر ذلك ابن عقبة ولا غيره.
وهو الذي انتزع من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حلقتي الدرع يوم أحد فسقطت ثنيتاه، وكان لذلك أثرم، وكان نحيفا معروق الوجه، طوالا أجنأ، وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وكان من كبار الصحابة وفضلائهم، وأهل السابقة منهم رضوان الله عليهم
أجمعين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح. وقال أبو بكر الصديق يوم السقيفة: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين- يعني عمر وأبا عبيدة. وقال عمر إذ دخل عليه الشام وهو أميرها: كلنا غيرته الدنيا غيرك يا أبا عبيدة. وله فضائل جمة.
توفي رضي الله عنه وهو ابن ثمان وخمسين سنة في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة بالأردن من الشام وبها قبره، وصلى عليه معاذ بن جبل، ونزل في قبره معاذ، وعمرو بن العاص، والضحاك بن قيس وذكر المدائني، عن العجلاني، عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان- قال: مات في طاعون عمواس ستة وعشرون ألفا. ويقال: مات فيه من آل صخر عشرون فتى، ومن آل الوليد بن المغيرة عشرون فتى. وقيل: بل من ولد خالد بن الوليد.
حدثنا أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن، حدثنا محمد بن معاوية، حدثنا أبو خليفة، حدثنا محمد بن كثير، حدثنا شعبة، حدثنا أبو إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأهل نجران: لأبعثن عليكم رجلا أمينا حق أمين، فاستشرف لها الناس، فبعث أبا عبيدة بن الجراح. وروى عفان وغيره، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه، أن أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ابعث معنا رجلا يعلمنا، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد أبي عبيدة بن الجراح، وقال: هذا أمين هذه الأمة.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1710

أبو عبيدة بن الجراح. واسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال ابن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر وأمه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة وأمها دعد بنت هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر. وكان لأبي عبيدة من الولد يزيد وعمير وأمهما هند بنت جابر بن وهب بن ضباب بن حجير ابن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي فدرج ولد أبي عبيدة بن الجراح فليس له عقب.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال: أسلم أبو عبيدة بن الجراح مع عثمان بن مظعون وعبد الرحمن بن عوف وأصحابهم قبل دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم.
قالوا: وهاجر أبو عبيدة إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر ابن قتادة قال: لما هاجر أبو عبيدة بن الجراح من مكة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أبي عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة.
قال محمد بن عمر: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أبي عبيدة بن الجراح ومحمد ابن مسلمة وشهد أبو عبيدة بدرا وأحدا وثبت يوم أحد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين انهزم الناس وولوا.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني إسحاق بن يحيى عن عيسى بن طلحة عن عائشة قالت: سمعت أبا بكر يقول: لما كان يوم أحد ورمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجهه حتى دخلت في أجنتيه حلقتان من المغفر فأقبلت أسعى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وإنسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا. فقلت: اللهم اجعله طاعة. حتى توافينا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا أبو عبيدة بن الجراح قد بدرني فقال: أسألك بالله يا أبا بكر إلا تركتني فأنزعه من وجنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أبو بكر: فتركته فأخذ أبو عبيدة بثنية إحدى حلقتي المغفر فنزعها وسقط على ظهره وسقطت ثنية أبي عبيدة ثم أخذ الحلقة الأخرى فسقطت. فكان أبو عبيدة في الناس أثرم.
قالوا: وشهد أبو عبيدة الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان من علية أصحابه وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ذي القصة سرية في أربعين رجلا.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا داود بن قيس ومالك بن أنس قالا:
بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا عبيدة بن الجراح سرية في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار إلى حي من جهينة بساحل البحر وهي غزوة الخبط.
قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: أخبرنا هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أبي عبيدة بن الجراح ونحن ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا وزودنا جرابا من تمر فأعطانا منه قبضة قبضة. فلما أنجزناه أعطانا تمرة تمرة. فلما فقدناها وجدنا فقدها ثم كنا نخبط الخبط بقسينا ونسفه ونشرب عليه من الماء حتى سمينا جيش الخبط. ثم أخذنا على الساحل فإذا دابة ميتة مثل الكثيب يقال لها العنبر فقال أبو عبيدة: ميتة لا تأكلوا. ثم قال: جيش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي سبيل الله ونحن مضطرون. فأكلنا منه عشرين ليلة أو خمس عشرة ليلة واصطنعنا منه وشيقة. قال ولقد جلس ثلاثة عشر رجلا منا في موضع عينه وأقام أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فرحل أجسم بعير من أباعر القوم فأجازه تحته. [فلما قدمنا على رسول الله قال: ما حبسكم؟ قال: كنا نبتغي عيرات قريش. فذكرنا له شأن الدابة فقال: إنما هو رزق رزقكموه الله. أمعكم منه شيء؟ قلنا: نعم].
قال: أخبرنا عفان بن مسلم ويزيد بن هارون وسليمان بن حرب قالوا: أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن أهل اليمن لما قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألوه أن يبعث معهم رجلا يعلمهم السنة والإسلام. قال فأخذ بيد أبي عبيدة بن الجراح فقال: هذا أمين هذه الأمة.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا شعبة ووهيب بن خالد قالا: أخبرنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا إن لكل أمة أمينا وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.
قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي ووهب بن جرير ويحيى بن عباد وعفان بن مسلم قالوا: أخبرنا شعبة قال: أخبرنا أبو إسحاق عن صلة بن زفر العبسي عن حذيفة أن [ناسا من أهل نجران أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ابعث معنا رجلا أمينا. قال:
لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين حق أمين حق أمين. قالها ثلاثا. فاستشرف لها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فبعث أبا عبيدة بن الجراح].
[قال: أخبرنا وكيع بن الجراح قال: أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة قال: جاء السيد والعاقب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالا: يا رسول الله ابعث معنا أمينا. فقال: سأبعث معكم أمينا حق أمين. قال فتشرف لها الناس.
فبعث أبا عبيدة بن الجراح.]
قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال: حدثني سليمان بن بلال قال: وأخبرنا موسى بن إسماعيل قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي جميعا عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه [عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح].
قال: أخبرنا روح بن عبادة وعبد الوهاب بن عطاء قالا: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة أن نقش خاتم أبي عبيدة بن الجراح كان: الخمس لله.
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: أخبرنا سليمان بن المغيرة قال:
أخبرنا ثابت قال: قال أبو عبيدة بن الجراح وهو أمير على الشام: يا أيها الناس إني امرؤ من قريش وما منكم من أحد أحمر ولا أسود يفضلني بتقوى إلا وددت أني في مسلاخه.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح قال: قال عمر بن الخطاب لجلسائه: تمنوا. فتمنوا. فقال عمر بن الخطاب:
لكني أتمنى بيتا ممتلئا رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح. قال سفيان: فقال له رجل:
ما ألوت الإسلام. فقال: ذاك الذي أردت.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة قال: سمعت شهر بن حوشب يقول: قال عمر بن الخطاب: لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح فاستخلفته فسألني عنه ربي لقلت [سمعت نبيك يقول هو أمين هذه الأمة].
قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: أخبرنا جعفر بن برقان قال: أخبرنا ثابت بن الحجاج قال: قال عمر بن الخطاب: لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح لاستخلفته وما شاورت فإن سئلت عنه قلت استخلفت أمين الله وأمين رسوله.
قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: أخبرنا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة أن أبا عبيدة بن الجراح قال: وددت أني كبش فذبحني أهلي فأكلوا لحمي وحسوا مرقي.
قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: عرضنا على مالك بن أنس أن عمر بن الخطاب أرسل إلى أبي عبيدة بأربعة آلاف درهم وأربعمائة دينار. وقال للرسول: انظر
ما يصنع. قال فقسمها أبو عبيدة. قال ثم أرسل إلى معاذ بمثلها وقال للرسول مثل ما قال. فقسمها معاذ إلا شيئا قالت امرأته نحتاج إليه. [فلما أخبر الرسول عمر قال:
الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا.]
قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: بلغني أن معاذ بن جبل سمع رجلا يقول: لو كان خالد بن الوليد ما كان بالبأس ذو كون. وذلك في حصر أبي عبيدة بن الجراح. قال وكنت أسمع بعض الناس يقول: فقال معاذ فإلى أبي عبيدة تضطر المعجزة لا أبا لك. والله إنه لمن خير من على الأرض.
قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال: أخبرنا سليمان بن بلال عن أبي عبد العزيز الربذي عن أيوب بن خالد بن صفوان بن أوس الأنصاري من بني غنم بن مالك بن النجار عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة أن أبا عبيدة بن الجراح لما أصيب استخلف معاذ بن جبل وذلك عام عمواس.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي قال:
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن الحارث عن خالد بن معدان عن عرباض بن السارية قال: دخلت على أبي عبيدة بن الجراح في مرضه الذي ماتت فيه وهو يموت فقال:
غفر الله لعمر بن الخطاب رجوعه من سرغ. ثم قال: [سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
يقول: المطعون شهيد والمبطون شهيد والغريق شهيد والحرق شهيد والهدم شهيد والمرأة تموت بجمع شهيدة وذات الجنب شهيدة].
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن مالك بن يخامر أنه وصف أبا عبيدة بن الجراح فقال: كان رجلا نحيفا. معروق الوجه. خفيف اللحية. طوالا. أجنأ. أثرم الثنيتين.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن رجال من قوم أبي عبيدة أن أبا عبيدة بن الجراح شهد بدرا وهو ابن إحدى وأربعين سنة ومات في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة في خلافة عمر بن الخطاب. وأبو عبيدة يوم مات ابن ثمان وخمسين سنة. وكان يصبغ رأسه ولحيته بالحناء والكتم. قال محمد بن عمر: وقد روى أبو عبيدة عن عمر بن الخطاب.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 3- ص: 312

أبو عبيدة بن الجراح. رضي الله عنه. واسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر. وأمه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامر بن عميرة. أسلم أبو عبيدة قبل دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية. ثم قدم فشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار إلى حي من جهينة بساحل البحر وهي غزوة الخبط.
أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا شعبة ووهيب بن خالد قالا: حدثنا خالد [الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ألا إن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.] وقال محمد بن عمر: لما ولي عمر بن الخطاب. رضي الله عنه. ولى أبا عبيدة الشام فشهد اليرموك وهو أمير الناس.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن مالك بن يخامر أنه وصف أبا عبيدة بن الجراح فقال: كان رجلا نحيفا معروق الوجه خفيف اللحية طوالا أجنأ أثرم الثنيتين.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن رجال من قوم أبي عبيدة أن أبا عبيدة بن الجراح شهد بدرا وهو ابن إحدى وأربعين سنة. ومات في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة في خلافة عمر بن الخطاب. رضي الله عنه.
وأبو عبيدة يوم مات ابن ثمان وخمسين سنة. وقبره بعمواس وهو من الرملة على أربعة أميال مما يلي بيت المقدس. وكان أبو عبيدة يصبغ رأسه ولحيته بالحناء والكتم. وقد روى أبو عبيدة عن عمر. رضي الله عنه.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 269

أبو عبيدة بن الجراح اسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر قال النبي صلى الله عليه وسلم لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح توفى في طاعون عمواس بالشام سنة ثماني عشرة في خلافة عمر بن الخطاب

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 27

عامر بن عبد الله بن الجراح، أبو عبيدة، الفهري، القرشي، رضي الله عنه.
مات في عهد عمر، رضي الله عنه، بالشام.
قال أحمد بن صالحٍ: حدثني ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: استخلف عمر بن الخطاب، فتوفي أبو عبيدة، فاستخلف خاله، أو ابن عمه، عياض بن غنم، أحد بني الحارث بن فهر، فأقره عمر، رضي الله عنه، وقال: ما أنا بمبدل أميراً أمره أبو عبيدة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: أبو عبيدة أمين هذه الأمة.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 6- ص: 1

عامر بن عبد الله بن الجراح أبو عبيدة الفهري
أمين الأمة وأحد العشرة قتل أباه يوم بدر عنه أبو أمامة وقيس بن أبي حازم وعبد الرحمن بن غنم وعدة انقطع عقبه عاش ثمانياً وخمسين سنة وتوفي سنة ثمان عشرة ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

وأبو عبيدة ابن الجراح أمين الأمة وأمير الفتوح الشامي وأحد العشرة عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب ابن ضبة ابن الحارث بن فهر الفهري الذي قال فيه الصديق يوم السقيفة قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر بن الخطاب وأبي عبيدة وقال صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد وراشد بن سعد وغيرهما قالوا لما بلغ عمر سرغ وحدث أن بالشام الوباء فقال إن أدركني أجلي وأبو عبيدة حي استخلفته فهؤلاء هم العشرة المشهود لهم بالجنة 2 أ

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 19

(ع) عامر بن عبد الله بن الجراح أبو عبيدة. أمين هذه الأمة وأحد العشرة.
ذكر محمد بن سعد: أنه هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر، ولم يذكره موسى بن عقبة، وأبو معشر. وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية في ثلثمائة من المهاجرين والأنصار إلى حي من جهينة وهي غزوة الخبط وفي حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’ نعم الرجل أبو عبيدة ’’، رواه عن موسى بن إسماعيل حدثنا الدراوردي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه به، وشهد بدرا وهو ابن إحدى وأربعين سنة.
وفي كتاب البغوي: من حديث عبد الرحمن بن عوف مرفوعا أبو عبيدة في الجنة.
وفي مسند ابن أبي شيبة وغيره من حديث الحسن بن أبي الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم ما من أصحابي أحد إلا لو شئت وجدت عليه إلا أبا عبيدة.
وفي قول المزي: قتل يعني أبا عبيدة أباه يوم بدر كافرا نظر لإنكار الواقدي ذلك وقال: مات أبوه قبل الإسلام.
وفي كتاب ابن الأثير: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي طلحة الأنصاري، وتوفي بفحل وقيل إن قبره بنيسان.
وفي ’’ تاريخ دمشق ’’: بالأردن، وفي كتاب يزيد بن عبيدة: توفي سنة سبع عشرة، وكذا ذكره ابن منده، والقراب في تاريخه.
وفي ’’ الروض الآنف ’’: اسمه عبد الله بن عامر وقيل عامر بن عبد الله [ق224/ب] وأمه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامر بن وديعة بن الحارث بن فهر، وكذا ذكره المرزباني في معجمه أنشد له قوله يوم مؤتة:

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 7- ص: 1

أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر
حدثنا الحسين بن جعفر القتات، نا أحمد بن يونس، نا فضيل بن عياض، عن ليث، عن عبد الله أبي طيبة، عن أبي ثعلبة الخشني، عن معاذ بن جبل، وأبي عبيدة بن الجراح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الأمر بدأ رحمةً ونبوةً، ثم يكون رحمةً وخلافةً، ثم ملكاً عضوضاً كائناً، وجبريةً وفساداً في الأرض، يستحلون الحرير والخمور والفروج، يرزقون على ذلك، وينصرون حتى يلقوا الله عز وجل»
حدثنا موسى بن الحسن، نا عفان، نا حمادٌ، نا خالدٌ الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن عبد الله بن سراقة، عن أبي عبيدة بن الجراح قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد حذر أمته الدجال، وإنكم مدركوه»، «ووصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم»

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 2- ص: 1

عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث ابن القرشي الفهري، أبو عبيدة:
أحد العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وتوفى وهو عنهم راض. كان أحد السابقين إلى الإسلام، هاجر إلى الحبشة في قول ابن إسحاق.
وشهد بدرا والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: إنه أمين هذه الأمة، ففي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل أمة أمينا، وإن أميننا أيتها الأمة، أبو عبيدة بن الجراح» .
وقال الزبير بن بكار: حدثني محمد بن فضالة: كان صبيح الوجه، حسن الخلق، زاهدا فاضلا أثرم الثنيتين؛ وسبب ذلك، أنه انتزع بهما الحلقتين اللتين كانتا في وجه النبي صلى الله عليه وسلم من المغفر، لما رماه المشركون يوم أحد. وولى الشام لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، بعد عزل خالد بن الوليد، وقال لما رآه: كلهم قد غرته الدنيا غيرك يا أبا عبيدة. وقدم لعمر رضي الله عنه خبزا يابسا وملحا، فقال له: هلا اتخذت كما اتخذ غيرك؟ فقال: هذا يبلغني المحل، ولم نجد في بيته طنفسة.
ومات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة بالأردن، ودفن بها، وقبره بها مشهور، وقيل ببيسان، حكاه الكاشغري، وحكى قولا، إنه مات ببيت المقدس.
وعمواس: قرية بين الرملة وبيت المقدس، وسبب نسبة الطاعون إليها، أنه بدأ منها ثم انتشر.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1

أبو عبيدة بن الجراح:
أحد العشرة من الصحابة رضي الله عنهم، المشهود لهم بالجنة.
هو عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري. تقدم.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1

عامر أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبي موسى

  • مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 2- ص: 1

عامر بن عبد الله بن الجراح أبو عبيدة بن الجراح القرشي الفهري
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مات في عهد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بالشام روى عنه أبو إمامة الباهلي سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد روى عنه جابر بن عبد الله وأبو ثعلبة الخشني وسمرة بن جندب وعبد الله بن سراقة وغضيف بن الحارث.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 6- ص: 1