الشعبي عامر بن شراحيل بن عبد ذي كبار، الشعبي الحميري، أبو عمرو: راوية، من التابعين، يضرب المثل بحفظه. ولد ونشأ ومات فجأة بالكوفة, اتصل بعبد الملك بن مروان، فكان نديمه وسميره ورسوله إلى ملك الروم. وكان ضئيلا نحيفا، ولد لسبعة اشهر. وسئل عما بلغ اليه حفظه، فقال: ما كتبت سوداء في بيضاء، ولا حدثني رجل بحديث الا حفظته. وهو من رجال الحديث الثقات، استقضاه عمر بن عبد العزيز. وكان فقيها، شاعرا. واختلفوا في اسم ابيه فقيل: شراحيل وقيل: عبد الله. نسبته إلى شعب وهو بطن من همدان.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 251
الشعبي اسمه عامر بن شرحبيل.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 349
الشعبي إمام أهل الكوفة اسمه عامر بن شراحيل.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
الشعبي عامر بن شراحيل، أبو عمرو الشعبي، من شعب همدان، علامة أهل الكوفة؛ ولد في وسط خلافة عمر بن الخطاب، وروى عن علي يسيرا وعن المغيرة بن شعبة وعمران بن حصين وعائشة وأبي هريرة وجرير البجلي وعدي بن حاتم وابن عباس ومسروق وخلق كثير؛ قال أحمد بن عبد الله العجلي: مرسل الشعبي صحيح ولا يكاد يرسل إلا صحيحا. قال الشعبي: ولدت عام جلولاء؛ وقال: أدركت خمسمائة من الصحابة أو أكثر؛ وقال ابن شبرمة: سمعته يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته، ولا أحببت أن يعيده علي؛ وقال: ما أروي شيئا أقل من الشعر ولو شئت لأمليتكم شهرا لا أعيد، وقال أبو أسامة: كان عمر في زمانه، وكان بعده ابن عباس، وكان بعده الشعبي، وكان بعده الثوري؛ وعلى الجملة فكان متسع العلم، وتوفي سنة أربع ومائة، وروى له الجماعة. وحكى الشعبي قال: أنفذني عبد الملك بن مروان إلى ملك الروم، فلما وصلت إليه جعل لا يسألني عن شيء إلا أجبته، وكانت الرسل لا تطيل الإقامة عنده، فحبسني أياما كثيرة حتى استحثثت خروجي، فلما أردت الانصراف قال لي: أمن أهل بيت المملكة أنت؟ قلت: لا، ولكني رجل من العرب في الجملة، فهمس بشيء، فدفعت إلي رقعة، وقال لي: إذا أديت الرسائل إلى صاحبك فأوصل إليه هذه الرقعة، قال: فأديت الرسائل عند وصولي إلى عبد الملك وأنسيت الرقعة، فلما صرت في بعض الدار أريد الخروج تذكرتها، فرجعت وأوصلتها إليه، فلما قرأها قال: أقال لك شيئا قبل أن يدفعها إليك؟ قلت: نعم، وأخبرته بسؤاله وجوابي، ثم خرجت من عند عبد الملك، فلما بلغت الباب رددت، فلما مثلت بين يديه قال: أتدري ما في الرقعة؟ قلت: لا، قال: اقرأها، فقرأتها، وإذا فيها: عجبت من قوم فيهم مثل هذا كيف ملكوا غيره، فقلت: والله لو علمت هذا ما حملتها، وإنما قال هذا لأنه لم يرك. قال: أفتدري لم كتبها؟ قلت: لا، قال: حسدني عليك وأراد أن يغريني بقتلك؛ قال: فتأدى ذلك إلى ملك الروم فقال: ما أردت إلا ما قال. وكان الشعبي ضئيلا نحيفا، فقيل له يوما: إنا نراك ضئيلا، فقال: زوحمت في الرحم، وكان أحد توأمين، وأقام في الرحم سنتين، ويقال إن الحجاج سأله يوما فقال له: كم عطاءك في السنة؟ فقال: ألفين، فقال: ويحك كم عطاؤك؟ فقال: ألفان، فقال: كيف لحنت أولا؟ قال: لحن الأمير فلحنت، فلما أعرب أعربت، وما يلحن الأمير فأعرب، فاستحسن منه ذلك وأجازه. وكان الشعبي مزاحا، دخل عليه رجل ومعه امرأة في البيت فقال: أيكما الشعبي؟ فقال: هذه، وأومأ إلى المرأة؛ وتوفي فجأة.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
عامر بن شراحيل بن مسعود بن قيس ذي لعوة الشعبي منسوب إلى ذي
الشعبين جبل باليمن، وهم من ولد حسان بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن عوف بن قطن بن غريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير.
كان الشعبي أعلم خلق الله بأشعار العرب وأنسابها وأيامها ووقائعها، وأما الفقه والأخبار النبوية، فكان فيه أوحد زمانه وفرد أوانه، وهو من أهل الكوفة، وولي القضاء بها، وكان يقول: ولدت عام جلولاء سنة تسع عشرة، لسبع سنين مضت من خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه. وكانت أمه من سبي جلولاء، ومات بالكوفة سنة أربع ومائة. وكان الشعبي كاتبا لعبد الله بن مطيع العدوي، وكتب أيضا لعبد الله بن يزيد الحطمي عامل ابن الزبير على الكوفة، وكان الشعبي في من خرج من القراء على الحجاج، وشهد دير الجماجم مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، وكان في من أفلت.
ولي ابن هبيرة الشعبي القضاء وكلفه أن يسمر معه، فقال الشعبي: لا أستطيع هذا، أفردني بأحد الأمرين، لا أستطيع القضاء وسمر الليالي.
عامر بن مسلم قال: إني لجالس في مسجد الكوفة، ومعنا هذيل الأشعبي والشعبي جالس في مجلس القضاء إذ مرت بنا أم جعفر بنت عيسى بن جراد، وكانت امرأة حسنة وعليها كساء خز إلى مجلس القضاء في خصومة لها، فذهبت إليه ثم رجعت، فقال لها هذيل: ما صنعت؟ فقالت: سألني البينة، ومن يسأل البينة فقد فلج، قال هذيل: علي بدواة وقرطاس، وكتب إلى الشعبي:
بنت عيسى بن جراد | ظلم الخصم لديها |
فتن الشعبي لما | رفع الطرف إليها |
فتنته بحديث | وبياضي معصميها |
ومشت مشيا رويدا | ثم هزت كتفيها |
وقضى جورا على الخص | م ولم يقض عليها |
قال للجلواز قدم | ها وأحضر شاهديها |
كيف لو أبصر منها | نحرها أو ساعديها |
لسعى حتى تراه | ساجدا بين يديها |
أرى أناسا بأدنى الدين قد قنعوا | ولا أراهم رضوا بالعيش بالدون |
فاستغن بالله عن دنيا الملوك كما اس | تغنى الملوك بدنياهم عن الدين |
خليلي مهلا طالما لم أقل مهلا | وما سرفا مني أقول ولا جهلا |
وإن صبا ابن الأربعين سفاهة | فكيف مع اللاتي مثلن به مثلا |
يقول لي المفي وهن عشية | بمكة يسحبن المهدبة السحلا |
تق الله لا تنظر إليهن يا فتى | وما خلتني في الحج ملتمسا وصلا |
فو الله لا أنسى وقد شطت النوى | عرانينهن الشم والأعين النجلا |
ولا المسك من أعرافهن ولا البرى | جواعل في أعناقها قصبا خدلا |
خليلي لو ما الله ما قلت مرحبا | لأول شيبات طلعن ولا أهلا |
خليلي إن الشيب داء كرهته | فما أحسن المرعى وما أقبح المحلا |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 4- ص: 1475
الشعبي: "ع"
عامر بن شراحبيل بن عبد بن ذي كبار وذو كبار: قيل من أقيال اليمن، الإمام، علامة العصر، أبو عمرو الهمداني، ثم الشعبي. ويقال: هو عامر بن عبد الله، وكانت أمه من سبي جلولاء.
مولده في إمرة عمر بن الخطاب، لست سنين خلت منها، فهذه رواية. وقيل: ولد سنة إحدى وعشرين، قاله شباب.
وكانت جلولاء في سنة سبع عشرة.
وروى ابن عيينة، عن السري بن إسماعيل، عن الشعبي، قال: ولدت عام جلولاء.
فهذه رواية منكرة، وليس السري بمعتمد، قد اتهم.
وعن أحمد بن يونس: ولد الشعبي سنة ثمان وعشرين.
ويقاربها: رواية حجاج الأعور عن شعبة: قال لي أبو إسحاق: الشعبي أكبر مني بسنة أو سنتين.
قلت: وإنما ولد أبو إسحاق بعد سنة اثنتين وثلاثين.
وقال محمد بن سعد: هو من حمير وعداده في همدان.
قلت: رأى عليا -رضي الله عنه- وصلى خلفه وسمع من: عدة من كبراء الصحابة.
وحدث عن: سعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وأبي موسى الأشعري، وعدي بن حاتم، وأسامة بن زيد، وأبي مسعود البدري، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وعائشة، وجابر بن سمرة، وابن عمر، وعمران بن حصين، والمغيرة بن شعبة، وعبد الله بن عمرو، وجرير بن عبد الله، وابن عباس، وكعب بن عجرة، وعبد الرحمن بن سمرة، وسمرة بن جندب، والنعمان بن بشير، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم، وبريدة بن الحصيب، والحسن بن علي، وحبشي بن جنادة، والأشعث بن قيس الكندي، ووهب بن خنبش الطائي، وعروة بن مضرس، وجابر بن عبد الله، وعمرو بن حريث، وأبي سريحة الغفاري، وميمونة، وأم سلمة، وأسماء بنت عميس، وفاطمة بنت قيس، وأم هانئ، وأبي جحيفة السوائي، وعبد الله بن أبي أوفى، وعبد الله بن يزيد الأنصاري، وعبد الرحمن بن أبزى، وعبد الله بن الزبير، والمقدام بن معد يكرب، وعامر بن شهر، وعروة بن الجعد البارقي، وعوف بن مالك الأشجعي، وعبد الله بن مطيع بن الأسود العدوي، وأنس بن مالك، ومحمد بن صيفي، وغير هؤلاء الخمسين، من الصحابة.
وحدث عن: علقمة، والأسود، والحارث الأعور، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، والقاضي شريح، وعدة.
روى عنه الحكم، وحماد، وأبو إسحاق، وداود بن أبي هند، وابن عون، وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم الأحول، ومكحول الشامي، ومنصور بن عبد الرحمن الغداني، وعطاء بن السائب، ومغيرة بن مقسم، ومحمد بن سوقة، ومجالد، ويونس بن أبي إسحاق، وابن أبي ليلى، وأبو حنيفة، وعيسى بن أبي عيسى الحناط، وعبد الله بن عياش المنتوف، وأبو بكر الهذلي، وأمم سواهم.
وقبيلته من كان منهم بالكوفة، قيل: شعبي ومن كان بمصر، قيل الأشعوبي ومن كان باليمن، قيل: لهم آل ذي شعبين، ومن كان بالشام قيل الشعباني وأرى قبيلة شعبان نزلت بمرج كفر بطنا فعرف بهم وهم جميعا ولد حسان بن عمرو بن شعبين.
قال الحاكم أبو عبد الله فبنو علي بن حسان بن عمرو رهط عامر الشعبي دخلوا في
جمهور همدان، وكان الشعبي توءما ضئيلا، فكان يقول: إني زوحمت في الرحم. قال: وأقام في المدينة ثمانية أشهر هاربا من المختار، فسمع من ابن عمر، وتعلم الحساب من الحارث الأعور، وكان حافظا، وما كتب شيئا قط.
قال ابن سعد: أنبأنا عبد الله بن محمد بن مرة الشعباني، حدثني أشياخ من شعبان؛ منهم: محمد بن أبي أمية -وكان عالما: أن مطرا أصاب اليمن، فجحف السيل موضعا، فأبدى عن أزج عليه باب من حجارة، فكسر الغلق، ودخل، فإذا بهو عظيم، فيه سرير من ذهب، فإذا عليه رجل، شبرناه فإذا طوله اثنا عشر شبرا، وإذا عليه جباب من وشي منسوجة بالذهب، وإلى جنبه محجن من ذهب، على رأسه ياقوتة حمراء، وإذا رجل أبيض الرأس واللحية، له ضفران، وإلى جنبه لوح مكتوب فيه بالحميرية: باسمك اللهم رب حمير، أنا حسان بن عمرو القيل، إذ لا قيل إلا الله، عشت بأمل، ومت بأجل؛ أيام وخزهيد، وما وخزهيد؟ هلك فيه اثنا عشر ألف قيل، كنت آخرهم قيلا فأتيت جبل ذي شعبين ليجيرني من الموت، فأخفرني. وإلى جنبه سيف مكتوب فيه: أنا قيل بي يدرك الثأر.
شعبة، عن منصور بن عبد الرحمن، عن الشعبي، قال: أدركت خمس مائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، قال: ما رأيت أحدا أعلم من الشعبي.
هشيم: أنبأنا إسماعيل بن سالم، عن الشعبي، قال: ما مات ذو قرابة لي وعليه دين إلا وقضيت عنه، ولا ضربت مملوكا لي قط، ولا حللت حبوتي إلى شيء مما ينظر الناس.
أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، قال: ما رأيت أحدا قط كان أفقه من الشعبي. قلت: ولا شريح؟ فغضب، وقال: إن شريحا لم أنظر أمره.
زائدة، عن مجالد، قال: كنت مع إبراهيم في أصحاب الملا، فأقبل الشعبي، فقام إليه إبراهيم، فقال له: يا أعور، لو أن أصحابي أبصروك ثم جاء فجلس في موضع إبراهيم.
سليمان التيمي، عن أبي مجلز، قال: ما رأيت أحدا أفقه من الشعبي، لا سعيد بن المسيب، ولا طاووس، ولا عطاء، ولا الحسن، ولا ابن سيرين، فقد رأيت كلهم.
عبد الله بن رجاء: حدثنا جرير بن أيوب، قال: سأل رجل الشعبي عن ولد الزنى شر الثلاثة هو؟ فقال: لو كان كذلك لرجمت أمه وهو في بطنها، ولم تؤخر حتى تلد.
ابن حميد: حدثنا حر، عن مغيرة: قال رجل من الكيسانية عند الشعبي: كانت عائشة من أبغض زوجات النبي صلى الله عليه وسلم إليه. قال: خالفت سنة نبيك.
علي بن القاسم، عن أبي بكر الهذلي: قال لي ابن سيرين: الزم الشعبي، فلقد رأيته يستفتى وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون.
قال أبو الحسن المدائني في كتاب "الحكمة": قيل للشعبي: من أين لك كل هذا العلم؟ قال: بنفي الاغتمام، والسير في البلاد، وصبر كصبر الحمام، وبكور كبكور الغراب.
قال ابن عيينة: علماء الناس ثلاثة: ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه.
قال ابن سعد: كان الشعبي ضئيلا، نحيفا، ولد هو وأخ له توءما.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: سمع الشعبي من ثمانية وأربعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: ولا يكاد يرسل إلا صحيحا.
روى عقيل بن يحيى، حدثنا أبو داود، عن شعبة، عن منصور الغداني، عن الشعبي، قال: أدركت خمس مائة صحابي، أو أكثر، يقولون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي.
وأما عمرو بن مرزوق، فرواه عن شعبة، وفيه يقولون: علي، وطلحةن والزبير، في الجنة.
ابن فضيل، عن ابن شبرمة: سمعت الشعبي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته، ولا أحببت أن يعيده علي.
هذا سماعنا في "مسند الدارمي".
أنبأنا مالك بن إسماعيل، أنبأنا ابن فضيل: فكأن الشعبي يخاطبك به، وهذا يدل على أنه أمي، لا كتب ولا قرأ.
الفسوي في "تاريخه": حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا ابن شبرمة، سمعت الشعبي يقول: ما سمعت منذ عشرين سنة رجلا يحدث بحديث إلا أنا أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالما.
نوح بن قيس، عن يونس بن مسلم، عن وادع الراسبي، عن الشعبي، قال: ما أروي شيئا أقل من الشعر، ولو شئت، لأنشدتكم شهرا لا أعيد.
ورويت عن نوح مرة، فقال: عن يونس ووادع.
محمود بن غيلان: سمعت أبا أسامة يقول: كان عمر في زمانه رأس الناس وهو جامع، وكان بعده ابن عباس في زمانه، وكان بعده الشعبي في زمانه، وكان بعده الثوري في زمانه، ثم كان بعده يحي بن آدم.
شريك، عن عبد الملك بن عمير، قال: مر ابن عمر بالشعبي وهو يقرأ المغازي، فقال: كأن هذا كان شاهدا معنا، ولهو أحفظ لها مني وأعلم.
أشعب بن سوار، عن ابن سيرين، قال: قدمت الكوفة، وللشعبي حلقة عظيمة، والصحابة يومئذ كثير.
ابن عيينة، عن داود بن أبي هند، قال: ما جالست أحدا أعلم من الشعبي.
وقال عاصم بن سليمان: ما رأيت أحدا أعلم بحديث أهل الكوفة والبصرة والحجاز والآفاق من الشعبي.
أبو معاوية: سمعت الأعمش يقول: قال الشعبي: ألا تعجبون من هذا الأعور؟! يأتيني بالليل، فيسألني، ويفتي بالنهار يعني: إبراهيم.
أبو شهاب، عن الصلت بن بهرام، قال: ما بلغ أحد مبلغ الشعبي أكثر منه يقول: لا أدري.
أبو عاصم، عن ابن عون، قال: كان الشعبي إذا جاءه شيء اتقاه، وكان إبراهيم يقول ويقول.
جعفر بن عون، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: كان إبراهيم صاحب قياس، والشعبي صاحب آثار.
ابن المبارك، عن ابن عون: كان الشعبي منبسطا، وكان إبراهيم منقبضا، فإذا وقعت الفتوى، انقبض الشعبي، وانبسط إبراهيم.
وقال سلمة بن كهيل: ما اجتمع الشعبي وإبراهيم، إلا سكت إبراهيم.
أبو نعيم: حدثنا أبو الجابية الفراء، قال: قال الشعبي: إنا لسنا بالفقهاء، ولكنا سمعنا الحديث فرويناه، ولكن الفقهاء من إذا علم، عمل.
مالك بن مغول: سمعت الشعبي يقول: ليتني لم أكن علمت من ذا العلم شيئا.
قلت: لأنه حجة على العالم، فينبغي أن يعمل به، وينبه الجاهل، فيأمره وينهاه، ولأنه مظنة أن لا يخلص فيه، وأن يفتخر به، ويماري به، لينال رئاسة، ودنيا فانية.
الحميدي: حدثنا سفيان، عن ابن شبرمة: سئل الشعبي عن شيء، فلم يجب فيه، فقال رجل عنده: أبو عمرو ويقول فيه كذا وكذا. فقال الشعبي: هذا في المحيا، فأنت في الممات علي أكذب.
قال ابن عائشة: وجه عبد الملك بن مروان الشعبي إلى ملك الروم -يعني: رسولا- فلما انصرف من عنده، قال: يا شعبي، أتدري ما كتب به إلي ملك الروم؟ قال: وما كتب به يا أمير المؤمنين؟ قال: كنت أتعجب لأهل ديانتك، كيف لم يستخلفوا عليهم رسولك؟! قلت: يا أمير المؤمنين، لأنه رآني ولم يرك. أوردها: الأصمعي؛ وفيها قال: يا شعبي، إنما أراد أن يغريني بقتلك. فبلغ ذلك ملك الروم، فقال: لله أبوه! والله ما أردت إلا ذاك.
يوسف بن بهلول الحافظ: حدثنا جابر بن نوح، حدثني مجالد، عن الشعبي، قال: لما قدم الحجاج سألني عن أشياء من العلم، فوجدني بها عارفا، فجعلني عريفا على قومي الشعبيين، ومنكبا على جميع همدان، وفرض لي، فلم أزل عنده بأحسن منزلة حتى كان شأن عبد الرحمن بن الأشعث، فأتاني قراء أهل الكوفة، فقالوا: يا أبا عمرو إنك زعيم القراء. فلم يزالوا حتى خرجت معهم، فقمت بين الصفين أذكر الحجاج، وأعيبه بأشياء، فبلغني أنه قال: ألا تعجبون من هذا الخبيث؟! أما لئن أمكنني الله منه، لأجعلن الدنيا عليه أضيق من مسك جمل قال: فما لبثنا أن هزمنا فجئت إلى بيتي، وأغلقت علي، فمكثت تسعة أشهر، فندب الناس لخراسان، فقام قتيبة بن مسلم، فقال: أنا لها. فعقد له على خراسان فنادى مناديه: من لحق بعسكر قتيبة، فهو آمن. فاشترى مولى لي حمارا، وزودني، ثم خرجت، فكنت في العسكر، فلم أزل معه حتى أتينا فرغانة. فجلس ذات يوم وقد برق، فنظرت إليه، فقلت: أيها الأمير، عندي علم ما تريد. فقال: ومن أنت؟ قلت: أعيذك ألا تسأل عن ذاك فعرف أني ممن يخفي نفسه فدعا بكتاب فقال: اكتب نسخة قلت: لا تحتاج إلى ذلك فجعلت أمل عليه وهو ينظر حتى فرغ من كتاب الفتح قال: فحملني على بغلة وأرسل
إلي بسرق من حرير، وكنت عنده في أحسن منزلة، فإني ليلة أتعشى معه، إذا أنا برسول الحجاج بكتاب فيه: إذا نظرت في كتابي هذا، فإن صاحب كتابك عامر الشعبي، فإن فاتك، قطعت يدك على رجلك، وعزلتك. قال: فالتفت إلي، وقال: ما عرفتك قبل الساعة، فاذهب حيث شئت من الأرض، فوالله لأحلفن له بكل يمين فقلت: أيها الأمير، إن مثلي لا يخفى. فقال: أنت أعلم. قال: فبعثني إليه، وقال: إذا وصلتم إلى خضراء واسط فقيدوه، ثم أدخلوه على الحجاج.
فلما دنوت من واسط، استقبلني ابن أبي مسلم، فقال: يا أبا عمرو، إني لأضن بك عن القتل، إذا دخلت على الأمير، فقل كذا، وقل كذا. فلما أدخلت عليه، ورآني، قال: لا مرحبا ولا أهلا جئتني ولست في الشرف من قومك ولا عريفا، ففعلت وفعلت، ثم خرجت علي وأنا ساكت، فقال: تكلم. فقلت: أصلح الله الأمير، كل ما قلته حق ولكنا قد اكتحلنا بعدك السهر، وتحلسنا الخوف ولم نكن مع ذلك بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء، فهذا أوان حقنت لي دمي، واستقبلت بي التوبة. قال: قد فعلت ذلك.
وقال الأصمعي: لما أدخل الشعبي على الحجاج، قال: هيه يا شعبي! فقال: أحزن بنا المنزل، واستحلسنا الخوف، فلم نكن فيما فعلنا بررة أتقياء، ولا فجرة أقوياء فقال: لله درك.
قال ابن سعد: قال أصحابنا: كان الشعبي فيمن خرج مع القراء على الحجاج، ثم اختفى زمانا وكان يكتب إلى يزيد بن أبي مسلم أن يكلم فيه الحجاج.
قلت: خرج القراء وهم أهل القرآن والصلاح بالعراق على الحجاج؛ لظلمه وتأخيره والصلاة والجمع في الحضر، وكان ذلك مذهبا واهيا لبني أمية، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم "يكون عليكم أمراء يميتون الصلاة". فخرج على الحجاج عبد الرحمن بن الأشعث بن قيس الكندي، وكان شريفا مطاعا وجدته أخت الصديقن فالتف على مائة ألف أو يزيدون، وضاقت على الحجاج الدنيا، وكاد أن يزول ملكه، وهزموه مرات، وعاين التلف، وهو ثابت مقدام، إلى أن انتصر وتمزق جمع ابن الأشعث، وقتل خلق كثير من الفريقين، فكان من ظفر به الحجاج منهم قتله، إلا من باء منهم بالكفر على نفسه، فيدعه.
سعد بن عامر، عن حميد بن الأسود، عن عيسى الحناط، قال: قال الشعبي: إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل والنسك، فإن كان عاقلا، ولم يكن ناسكا، قال هذا أمر لا ينالهإلا النساك، فلن أطلبه. وإن كان ناسكا، ولم يكن عاقلا، قال:
هذا أمر لا يناله إلا العقلاء، فلن أطلبه. يقول الشعبي: فلقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليس فيه واحدة منهما، لا عقل ولا نسك.
قلت: أظنه أراد بالعقل الفهم والذكاء.
قال مجالد: قال الشعبي: إسماعيل بن أبي خالد يزدرد العلم ازدرادا.
وقلما روى الأعمش عن الشعبي، فروى: حفص، عن الأعمش، عن الشعبي، قال: لا بأس بذبيحة الليطة. فقلت للأعمش: يا أبا محمد، ما منعك من إتيان الشعبي؟ قال: ويحك! كيف كنت آتيه وهو إذا رآني سخر بي، ويقول: هذه هيئة عالم! ما هيئتك إلا هيئة حائك. وكنت إذا أتيت إبراهيم أكرمني وأدناني.
قال عاصم الأحول: حدثني الشعبي بحديث، فقلت: إن هذا يرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: من دونه أحب إلينا، إن كان فيه زيادة أو نقصان.
خالد الحذاء، عن حصين، عن عامر، قال: ما كذب على أحد في هذه الأمة ما كذب على علي.
ابن عيينة، عن ابن شبرمة، عن الشعبي، قال: ما جلست مع قوم مذ كذا وكذا، فخاضوا حديث إلا كنت أعلمهم به.
عبيد الله بن موسى: حدثنا داود بن يزيد، سمعت الشعبي يقول: والله لو أصبت تسعا وتسعين مرة وأخطأت مرة، لأعدوا علي تلك الواحدة.
وعن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، قال: كأني بهذا العلم تحول إلى خراسان.
عبد الله بن إدريس، عن عمرو بن خليفة، عن أبي عمرو، عن الشعبي، قال: أصبحت الأمة على أربع فرق: محب لعلي مبغض لعثمان، ومحب لعثمان مبغض لعلي، ومحب لهما ومبغض لهما، قلت: من أيهما أنت قال مبغض لباغضهما.
عبد الله بن إدريس: حدثنا عمي، قال لي الشعبي: أحدثك عن القوم كأنك شهدتهم كان شريح أعلمهم بالقضاء، وكان عبيدة يوازي شريحا في علم القضاء، وأما علقمة فانتهى إلى علم عبد الله، لم يجاوزه، وأما مسروق فأخذ عن كل، وكان الربيع بن خثيم أعلمهم علما وأورعهم ورعا.
قال زكريا بن أبي زائدة: كان الشعبي يمر بأبي صالح، فيأخذ بأذنه، ويقول: تفسر القرآن وأنت لا تقرأ القرآن!.
عبد الوهاب بن نجدة: حدثنا بقية، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، حدثني ربيعة بن يزيد، قال: جلست إلى الشعبي بدمشق في خلافة الملك، فحدث رجل من الصحابة: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اعبدوا ربكم، ولا تشركوا به شيئا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وأطيعوا الأمراء، فإن كان خيرا لكم، وإن كان شرا فعليهم، وأنتم منه برآء" فقال له الشعبي: كذبت.
هكذا رواه الحاكم، فقال: حدثنا إبراهيم بن مضارب العمري، حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن مهران، حدثنا عبد الوهاب، فكأنه أراد بها: أخطأت.
قراد: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن طارق بن عبد الرحمن، قال: كنت جالسا على باب الشعبي، إذ جاء جرير بن يزيد بن جرير البجلي، فدعا الشعبي له بوسادة. فقلنا له: حولك أشياخ، وجاء هذا الغلام فدعوت له بوسادة؟! قال: نعم، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألقى لجده وسادة وقال: "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه".
شبابة: حدثنا يزيد بن عياض، عن مجالد، قال: كنت أمشي مع قيس الأرقب، فمررنا بالشعبي، فقال لي الشعبي: اتق الله لا يشعلك بناره. فقال قيس: أما -والله- قد كنت في هذه الدار كذا قال، ولعله في هذا الرأي ثم قال له: وما تركته إلا لحب الدنيا. قال: فقلت: إن كنت كاذبا، فلعنك الله، قال: فهل تعرف أصحاب علي؟ قال الشعبي: ما كنت أعرف فقهاء الكوفة إلا أصحاب عبد الله قبل أن يقدم علينا علي، ولقد كان أصحاب عبد الله يسمون قناديل المسجد أو سرج المصر. قال قيس: أفلا تعرف أصحاب علي قال: نعم. قال: فهل تعرف الحارث الأعور؟ قال: نعم لقد تعلمت منه حساب الفرائض، فخشيت على نفسي منه
الوسواس، فلا أدري ممن تعلمه. قال: فهل تعرف ابن صبور؟ قال: نعم، ولم يكن بفقيه، ولم يكن فيه خير. قال: فهل تعرف صعصعة بن صوحان؟ قال: كان رجلا خطيبا ولم يكن بفقيه قال فهل تعرف رشيد الهجري؟ قال الشعبي: نعم، بينما أنا واقف في الهجريين إذ قال لي رجل: هل لك في رجل علينا، يحب أمير المؤمنين؟ قلت: نعم فأدخلني على رشيد، فقال: خرجت حاجا فلما قضيت نسكي، قلت: لو أحدثت عهدا بأمير المؤمنين فممرت بالمدينة، فأتيت باب علي -رضي الله عنه- فقلت لإنسان: استأذن لي على سيد المسلمين فقال: هو نائم، وهو يحسب أني أعني الحسن، قلت: لست أعني الحسن، إنما أعني أمير المؤمنين، وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، قال: أو ليس قد مات فبكى؟ فقلت: أما -والله- إنه ليتنفس الآن بنفس حي، ويعترق من الدثار الثقيل، فقال: أما إذ عرفت سر آل محمد فادخل عليه فسلم عليه فدخلت على أمير المؤمنين، فسلمت عليه وأنبأني بأشياء تكون، قال الشعبي فقلت: لرشيد إن كنت كاذبا، فلعنك الله ثم خرجت، وبلغ الحديث زيادا، فقطع لسانه وصلبه.
قال شبابة: وحدثنيه غير واحد عن مجالد عن الشعبي.
إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، عن علقمة، قال: أفرط ناس في حب علي، كما أفرطت النصارى في حب المسيح.
وروى خالد بن سلمة، عن الشعبي، قال: حب أبي بكر، وعمر، ومعرفة فضلهما من السنة.
مالك بن مغول، عن الشعبي: ما بكيت من زمان، إلا بكيت عليه.
روى مجالد، وغيره: أن رجلا مغفلا لقي الشعبي، ومعه امرأة تمشي، فقال: أيكما الشعبي؟ قال: هذه.
وعن عامر بن يساف، قال: قال لي الشعبي: امض بنا، نفر من أصحاب الحديث. فخرجنا، قال: فمر بنا شيخ، فقال له الشعبي: ما صنعتك؟ قال: رفاء قال: عندنا دن مكسور، ترفوه لنا؟ قال إن هيأت لي سلوكا من رمل، رفوته. فضحك الشعبي حتى استلقى.
روى عطاء بن السائب، عن الشعبي، قال: ما اختلفت أمة بعد نبيها، إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها.
عبد الواحد بن زياد، عن الحسن بن عبد الرحمن، قال: رأيت الشعبي سلم على نصراني، فقال السلام: عليك ورحمة الله. فقيل له في ذلك، فقال: أوليس في رحمة الله، لولا ذلك، لهلك.
روى مجالد، عن الشعبي، قال: لعن الله أرأيت.
قال أبو بكر الهذلي: قال الشعبي: أرأيتم لو قتل الأحنف، وقتل معه صغير، أكانت ديتهما سواء، أم يفضل الأحنف لعقله وحلمه؟ قلت بل سواء، قال: فليس القياس بشيء.
مجالد عن الشعبي: نعم الشيء الغوغاء، يسدون السيل، ويطفئون الحريق، ويشغبون على ولاة السوء.
وبلغنا عن الشعبي، أنه قال: يا ليتني أنفلت من علمي كفافا لا علي ولا لي.
إسحاق الأزرق عن الأعمش، قال: أتى رجل الشعبي، فقال: ما اسم امرأة إبليس؟ قال: ذاك عرس ما شهدته.
ابن عيينة عن ابن شبرمة، قال: سئل الشعبي عمن نذر أن يطلق امرأته، قال: ليس بشيء. قال: فنهيت الشعبي أنا، فقال: ردوا علي الرجل، نذرك في عنقك إلى يوم القيامة.
عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: رأيت الشعبي ينشد الشعر في المسجد، ورأيت عليه ملحفة حمراء وإزارا أصفر.
قال ابن شبرمة: استعمل ابن هبيرة الشعبي على القضاء، وكلفه أن يسامره، فقال: لا أستطيع، فأفردني بأحدهما.
قال عاصم الأحول: كان الشعبي أكثر حديثا من الحسن، وأسن منه بسنتين.
الهيثم بن عدي: حدثنا مجالد، عن الشعبي، قال: كره الصالحون الأولون الإكثار من الحديث، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت، ما حدثت إلا بما أجمع عليه أهل الحديث.
قال: الهيثم واه.
وروي عن: الشعبي، قال: رزق صبيان هذا الزمان من العقل ما نقص من أعمارهم في هذا الزمان.
قال ابن شبرمة: مر الشعبي وأنا معه بإنسان وهو يقول:
فتن الشعبي لما | رفع الطرف إليها |
فلما رأى الشعبي كأنه ولم يتم البيت، فقال الشعبي: نظر الطرف إليها.
قلت:هذه أبيات مشهورة، عملها رجل تحاكم هو وزوجته إلى الشعبي أيام قضائه يقول فيها:
فتنته ببنان | وبخطي مقلتيها |
قال للجلواز: قدمها | وأحضر شاهديها |
فقضى جوار على الخصم | ولم يقض عليها |
قال ابن شبرمة: عن الشعبي: إذا عظمت الحلقة، فإنما هو نجاء أو نداء.
قرأت على إسحاق بن طارق: أخبركم ابن خليل، أنبأنا أبو المكارم اللبان، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، وحدثنا محمد بن علي بن محارب، حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، حدثنا يعقوب بن كعب "ح" قال أبو نعيم: وحدثنا محمد بن علي بن حبيش، حدثنا ابن زنجويه، أنبأنا إسماعيل بن عبد الله الرقي "ح"، وحدثنا الطبراني، حدثنا أحمد بن المعلى، حدثنا هشام، قالوا: حدثنا عيسى بن يونس، عن عباد بن موسى، عن الشعبي، قال: أتي بي الحجاج موثقا، فلما انتهيت إلى باب القصر، لقيني يزيد بن أبي مسلم، فقال: إنا لله يا شعبي لما بين دفتيك من العلم، وليس بيوم شفاعة، بؤ للأمير بالشرك والنفاق على نفسك فبالحري، أن تنجو ثم لقيني محمد بن الحجاج، فقال لي مثل مقالة يزيد فلما دخلت عليه قال وأنت يا شعبي فيمن خرج علينا وكثر؟
قلت: أصلح الله الأمير، أحزن بنا المنزل وأجدب الجناب، وضاق المسلك، واكتحلنا السهر واستحلسنا الخوف، ووقعنا في خزية لم نكن فيها بررة أتقياء، ولا فجرة أقوياء قال: صدق والله ما بروا في خروجهم علينا، ولا قووا علينا حيث فجروا، فأطلقوا عني. قال: فاحتاج إلى فريضة فقال: ما تقول في أخت وأم وجد؟ قلت: اختلف فيها خمسة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: عثمان، وزيد، وابن مسعود، وعلي، وابن عباس، قال: فما قال
فيها ابن عباس؟ إن كان لمنقبا. قلت: جعل الجد أبا، وأعطى الأم الثلث، ولم يعطي الأخت شيئا. قال: فما قال فيها أمير المؤمنين؟ يعني: عثمان. قلت: جعلها أثلاثا. قال: فما قال فيها زيد؟ قلت: جعلها من تسعة، فأعطى الأم ثلاثا، وأعطى الجد أربعا وأعطى الأخت سهمين. قال: فما قال فيها ابن مسعود؟ قلت: جعلها من ستة أعطى الأخت ثلاثا، وأعطى الأم سهما وأعطى الجد سهمين قال: فما قال فيها أبو تراب؟ قلت: جعلها من ستة، فأعطى الأخت ثلاثا والأم سهمين، والجد سهما قال: مر القاضي، فليمضها على ما أمضاها عليه أمير المؤمنين عثمان، إذ دخل عليه الحاجب فقال: إن بالباب رسلا. قال: ائذن لهم. فدخلوا عمائمهم على أوساطهم، وسيوفهم على عواتقهم وكتبهم في أيمانهم، فدخل رجل من بني سليم يقال له: سيابة بن عاصم، قال:من أين أنت؟ قال: من الشام قال: كيف أمير المؤمنين؟ كيف حشمه؟ قال: هل كان وراءك من غيث؟ قال: نعم، أصابني فيما بيني وبين أمير المؤمنين ثلاث سحائب. قال: فانعت لي. قال: أصابتني سحابة بحوران فوقع قطر صغار وقطر كبار فكان الكبار لحمة للصغار، فوقع سبط متدارك، وهو السح الذي سمعت به فؤاد سائل، وواد نازح وأرض مقبلة، وأرض مدبرة، فأصابتني سحابة بسواء -أو قال: بالقريتين- شك عيسى، فلبدت الدماث، وأسالت العزاز، وأدحضت التلاع، فصدعت عن الكمأة أماكنها وأصابتني أيضا سحابة فقاءت العيون بعد الري، وامتلأت الإخاذ وأفعمت الأودية، وجئتك في مثل وجار الضبع.
ثم قال: ائذن فدخل رجل من بني أسد، فقال: هل كان وراءك من غيث؟ قال: لا،كثر الإعصار، واغبر البلاد، وأكل ما أشرف من الجنبة، فاستقينا أنه عام سنة فقال: بئس المخبر أنت.
ثم قال: ائذن. فدخل رجل من أهل اليمامة، فقال: هل كان وراءك من غيث؟ قال: تقنعت الرواد تدعو إلى زيادتها وسمعت قائلا يقول: هلم أظعنكم إلى محلة تطفأ فيها النيران، وتشكى فيها النساء، وتنافس فيها المعزى. قال الشعبي: فلم يدر الحجاج ما قال. فقال: ويحك! إنما تحدث أهل الشام فأفهمهم فقال: نعم، أصلح الله الأمير، أخصب الناس، فكان التمر، والسمن، والزبد، واللبن، فلا توقد نار ليختبز بها، وأما تشكي النساء، فإن المرأة تظل بربق بهمها تمخض لبنها، فتبيت ولها أنين من عضديها، كأنها ليستا معها، وأما تنافس المعزى، فإنها ترعى من أنواع الشجر، وألوان الثمر، ونور النبات ما تشبع
بطونها، ولا تشبع عيونها، فتبيت وقد امتلأت أكراشها، لها من الكظة جرة فتبقى، الجرة حتى تستنزل بها الدرة.
ثم قال: ائذن فدخل رجل من الموالي، كان يقال أنه من أنشد الناس في ذلك الزمان، فقال: هل كان وراءك من غيث؟ قال: نعم، ولكني لا أحسن أقول كما قال هؤلاء. قال: قل كما تحسن. قال: أصابتني سحابة بحلوان فلم أزل أطأ في إثرها حتى دخلت على الأمير. فقال الحجاج: لئن كنت أقصرهم في المطر خطبة، إنك أطولهم بالسيف خطوة.
وبه، إلى أبي نعيم، حدثنا أبو حامد بن جبلة حدثنا أبو العباس السراجن حدثنا محمد بن عباد بن موسى العكلي، حدثنا أبي أخبرني أبو بكر الهذلي، قال: قال لي الشعبي: إلا أحدثك حديثا تحفظه في مجلس واحد إن كنت حافظا كما حفظت: إنه لما أتي بي الحجاج وأنا مقيد، فخرج إلي يزيد بن أبي مسلم، فقال: إنا لله ....، فذكر نحوه.
علي بن الجعد: أنبأنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، ومجالد، عن الشعبي، قال: شهدت عليا جلد شراحة يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة، فكأنهم أنكروا أو رأى أنهم أنكروا، فقال: جلدتها بكتاب الله، ورجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه جماعة، عن الشعبي، وزاد بعضهم إنها اعترفت بالزنى.
قال إسماعيل بن مجالد، وخليفة، وطائفة: مات الشعبي سنة أربع ومائة. زاد ابن مجالد: وقد بلغ ثنتين وثمانين سنة.
وقال الواقدي: مات سنة خمس ومائة، عن سبع وسبعين سنة.
وفيهما أرخه: محمد بن عبد الله بن نمير. وقال الفلاس: في أول سنة ست ومائة. وقال يحيى: سنة ثلاث ومائة. والأول أشهر.
ومن كلامه: ابن عيينة، عن ابن شبرمة، عن الشعبي، قال: إنما سمي هوى لأنه يهوي بأصحابه.
أبو عوانة عن مغيرة، عن الشعبي، قال: لا أدري، نصف العلم.
أخبرنا عمر بن محمد الفارسي، وجماعة قالوا: أنبأنا ابن اللتي، أنبأنا أبو الوقت،
أنبأنا الداودي، أنبأنا ابن حموية أنبأنا عيسى بن عمر، حدثنا أبو محمد الدارمي، أنبأنا محمد بن يوسف، حدثنا مالك -هو ابن مغول- قال: قال الشعبي: ما حدثوك هؤلاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فخذه، وما قالوه برأيهم، فألقه في الحش.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد إجازة، أنبأنا عمر بن محمد، أنبأنا هبة الله بن محمد، أنبأنا أبو طالب بن غيلان أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدثنا محمد بن الجهم السمري حدثنا يعلى ويزيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر: أنه سئل عن رجل نذر، أن يمشي إلى الكعبة، فمشى نصف الطريق، ثم ركب؟ قال ابن عباس: إذا كان عاما قابلا، فليركب ما مشى، وليمشي ما ركب، وينحر بدنه.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 171
عامر بن شراحيل الشعبي قال الشيخ رضي الله تعالى عنه: ومنهم الفقيه القوي، سالك السمت المرضي، بالعلم الواضح المضي والحال الزكي الوضي: أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي. كان بالأوامر مكتفيا، وعن الزواجر منتهيا، تاركا لتكلف الأثقال، معتنقا لتحمل الواجب من الأفعال، وقيل: إن التصوف تطهر من تكدر، وتشمر في تبرر
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، قال: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا أبي ح. وحدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي قالا: ثنا محمد بن فضيل، عن عاصم، قال: حدثت الحسن بموت الشعبي، فقال له: «رحمه الله، إن كان من الإسلام لبمكان»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا المفضل بن غسان الغلابي، ثنا جعفر بن عون، ثنا عبد الله بن أشعث بن سوار، عن أبيه، قال: لما هلك الشعبي أتيت البصرة فدخلت على الحسن، فقلت: يا أبا سعيد، هلك الشعبي، قال: «إنا لله وإنا إليه راجعون، إن كان لقديم السن، كثير العلم، وإنه لمن الإسلام بمكان». ثم أتيت محمد بن سيرين فقلت: يا أبا بكر، هلك الشعبي. فقال مثل ما قال الحسن
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا علي بن مسهر، عن أشعث بن سوار، عن ابن سيرين، قال: «قدمت الكوفة وللشعبي حلقة عظيمة، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ كثير»
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا محمد بن عثمان، ثنا منجاب، ثنا علي بن مسهر، عن عاصم بن سليمان، قال: «ما رأيت أحدا كان أعلم بحديث أهل الكوفة والبصرة والحجاز والآفاق من الشعبي»
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا محمد بن عثمان، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ثنا أبو أسامة عن ثابت بن زيد، عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز قال: «ما رأيت أحدا أفقه من الشعبي»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن [ص:311] إسحاق، ثنا مفضل بن غسان الغلابي، ثنا أبي، ثنا أبو بحر الكراوي، عن سليمان التيمي، قال: قال لي أبو مجلز: «عليك بالشعبي؛ فإني لم أر مثله»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، قال: «ما رأيت أحدا أفقه من الشعبي»
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا محمد بن عثمان، ثنا يوسف بن موسى، ح. وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن العباس العدوي، ثنا إسماعيل بن سعيد، ثنا حكام، ثنا عيسى بن معاذ، عن ليث، قال: كنت أسأل الشعبي فيعرض عني ويجبهني بالمسألة. فقلت: يا معشر العلماء، يا معشر الفقهاء، تروون عنا أحاديثكم وتجبهوننا بالمسألة؟ فقال الشعبي: «يا معشر العلماء، يا معشر الفقهاء، لسنا بفقهاء ولا علماء، ولكنا قوم قد سمعنا حديثا، فنحن نحدثكم بما سمعنا، إنما الفقيه من ورع عن محارم الله، والعالم من خاف الله»
حدثنا أبي، ثنا محمد بن إبراهيم بن الحكم، ثنا يعقوب الدورقي، ثنا عبد الله بن نمير، عن مالك بن مغول، قال: عن الشعبي وقال له رجل: أيها العالم. فقال: «العالم من يخاف الله»
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا الحسن بن هارون بن سليمان، ثنا أبو معمر، ثنا سفيان، عن مالك بن مغول، قال: قيل للشعبي: أيها العالم، فقال: «ما أنا بعالم، وما أرى عالما، وإن أبا حصين من رجل صالح»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا أبو عبد الله القاضي، ثنا عمر بن شيبة، ثنا الأصمعي، قال: " اجتمع الشعبي والأخطل عند عبد الملك، فلما خرجا قال الأخطل، للشعبي: يا شعبي، ارفق بي، فإنك تغرف من آنية شتى، وأنا أغرف من إناء واحد "
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن موسى العدوي، ثنا إسماعيل بن سعيد، ثنا القاسم بن الحكم، عن سفيان، عن بيان، عن الشعبي: {هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين} [آل عمران: 138] قال: «بيان للناس من العمى، وهدى من الضلالة، وموعظة من الجهل»
حدثنا أبو أحمد، ثنا أحمد بن موسى، ثنا إسماعيل، ثنا جرير، عن بيان، عن الشعبي، قال: «من كذب على القرآن فقد كذب على الله»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا ابن إسحاق، ثنا حسين المروزي، ثنا ابن المبارك، أنبأنا مجالد، عن الشعبي، قال: «ما من خطيب يخطب إلا عرضت عليه خطبته»
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن موسى، ثنا إسماعيل بن سعيد، ثنا جرير، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، قال: «ما ترك أحد في الدنيا شيئا لله إلا أعطاه الله في الآخرة ما هو خير له»
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن موسى، ثنا إسماعيل بن سعيد، ثنا محمد بن عبيد، قال خالد بن دينار: سألت الشعبي عن المزارعة، قال: «دع الربا والريبة، وائت ما لا يريبك»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا علي بن حفص، ثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال: " يشرف قوم دخلوا الجنة على قوم دخلوا النار، فيقولون: ما لكم في النار وإنما كنا نعمل بما تعلموننا، فيقولون: إنا كنا نعلمكم ولا نعمل به "
حدثنا محمد بن عبد الله الكاتب، ثنا الحسن بن علي الطوسي، ثنا محمد بن عبد الكريم، ثنا الهيثم بن عدي، ثنا مجالد، عن الشعبي، قال: «تعايش الناس بالدين زمنا طويلا حتى ذهب الدين، ثم تعايش الناس بالمروءة زمنا طويلا حتى ذهبت المروءة، ثم تعايش الناس بالحياء زمنا طويلا حتى ذهب الحياء، ثم تعايش الناس بالرغبة والرهبة، وأظن أنه سيأتي بعد هذا ما هو أشد منه». حدثنا الحسن بن علي بن سعيد، ثنا ابن دريد، ثنا السكن بن سعيد، عن العباس بن هشام، عن أبيه، قال: بلغني أن الشعبي كان يقول: تعايش الناس. فذكر نحوه
حدثنا محمد بن عبد الله بن الكاتب، ثنا الحسن بن علي الطوسي، ثنا محمد بن عبد الكريم، ثنا الهيثم بن عدي، قال: ثنا ابن عياش، عن الشعبي، قال: " كانت العرب تقول: إذا كانت محاسن الرجل تغلب مساوئه فذلكم الرجل [ص:313] الكامل، وإذا كانا متقاربين فذلكم المتماسك، وإذا كانت المساوئ أكثر من المحاسن فذلكم المتهتك "
حدثنا محمد بن عبد الله، ثنا الحسن بن علي، ثنا محمد بن عبد الكريم، ثنا الهيثم بن عدي، أنبأنا مجالد، عن الشعبي، قال: شهدت شريحا وجاءته امرأة تخاصم رجلا فأرسلت عينيها فبكت، فقلت: أبا أمية، ما أظنها إلا مظلومة. فقال: «يا شعبي، إن إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرزاق، ثنا سفيان، عن ابن أبجر، عن زبيد، قال: قال الشعبي: «وددت أني أنجو منه كفافا، لا علي ولا لي»
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن موسى، ثنا إسماعيل بن سعيد، ثنا يحيى بن يمان، عن مالك بن مغول، عن الشعبي، قال: «ليتني لم أتعلم علما قط»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن يحيى المروزي، ثنا أبو بلال الأشعري، عن عيسى بن يونس، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: سمعت الشعبي، يقول: «ما ترك عبد مالا هو فيه أعظم أجرا من مال يتركه لولده يتعفف به عن الناس»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا علي بن إسحاق، ثنا الحسين بن الحسن، ثنا ابن المبارك، ثنا أبو جعفر، عن المغيرة، عن الشعبي، قال: " كان عيسى ابن مريم عليه السلام إذا ذكر عنده الساعة صاح، وقال: لا ينبغي لابن مريم أن تذكر عنده الساعة فيسكت "
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن موسى، ثنا إسماعيل بن سعيد، ثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن الشعبي، قال: «ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها»
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن موسى، ثنا إسماعيل بن سعيد، ثنا جعفر بن عون، والفرات بن خالد، عن عيسى الحناط، عن الشعبي، قال: «لو أن رجلا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن فحفظ كلمة تنفعه فيما يستقبل من عمره، رأيت أن سفره لم يضع»
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن الحسين الأنصاري، ثنا أحمد بن شيبان، ثنا عبد الرحمن بن مغراء، ثنا مجالد، سمعت الشعبي، يقول: «العلم أكثر من عدد القطر، فخذ من كل شيء أحسنه». ثم تلا {فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه}. قال أحمد بن شيبان: هذا رخصة في الانتخاب
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن عمرو بن عبد الله النخعي، قال: أرسلني أبي إلى الشعبي أسأله عن صحيفة أعرف فيها كتابي ونقش خاتمي أشهد على ما فيها، قال: «لا، إلا أن تذكره أن الناس يكتبون ما شاءوا، وينقشون ما شاءوا»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا النضر بن زرارة، عن مجالد، قال: سألت الشعبي عن الرجل يعسر عن الأضحية، لا يجد بما يشتري، قال: «لأن أتركها وأنا موسر أحب إلي من أن أتكلفها وأنا معسر»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبد الواحد بن زياد، عن الحسن بن عبد الرحمن، قال: رأيت الشعبي يسلم على موسى النصراني، فقال: «السلام عليكم ورحمة الله». فقيل له في ذلك، فقال: «أو ليس في رحمة الله؟ لو لم يكن في رحمة الله هلك»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، ثنا جعفر بن زياد الأحمر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال: «عيادة حمقاء القراء على أهل المريض أشد من مرض صاحبهم، يجيئون في غير حينهم، ويجلسون إلى غير وقتهم»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسن بن العباس الرازي، ثنا محمد بن حميد، ثنا حكام بن سلم، عن الخليل بن زياد، عن مطرف، عن الشعبي، قال: «من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها»
حدثنا أحمد بن السندي، ثنا الحسن بن علويه، ثنا إسماعيل بن عيسى [ص:315] العطار، ثنا إسحاق بن بشر، أخبرني عبد الله بن زياد، قال: حدثني أبو الحسن الملائي، عن عامر الشعبي، أنه سئل عن السماء، فقال: «موج مكفوف، وسقف مسقوف، بحرس محفوف»
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن موسى، ثنا إسماعيل بن سعيد، ثنا القاسم بن الحكم، عن أبي هاني المكتب، قال: سئل عامر الشعبي عن قتال أهل العراق وأهل الشام، فقال: «لا يزالون يظهرون علينا أهل الشام». قال عامر: «ذلك بأنهم جهلوا الحق واجتمعوا وتفرقتم. ولم يكن الله ليظهر أهل فرقة على جماعة أبدا»
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو بلال الأشعري، ثنا محمد بن أبان، عن عبيد اللحام، قال: كنت أمشي مع الشعبي، فقام إليه رجل، فقال: أبا عمرو، ما تقول في قوم يصومون قبل شهر رمضان بيوم ويصومون بعده يوما؟ قال: ولم؟ قال: حتى لا يفوتهم شيء من الشهر. قال: «هكذا هلكت بنو إسرائيل، يقدموا قبل الشهر يوما وبعده يوما، فصاموا اثنين وثلاثين يوما، فلما ذهب ذلك القرن جاء قوم آخرون فتقدموا قبل الشهر بيومين وبعده بيومين، حتى صاموا أربعة وثلاثين يوما، حتى بلغ صومهم خمسين يوما، صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته»
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا داود الأودي، قال: سألت عامر الشعبي عن الرجل يعطس في الخلاء، فقال: «يحمد الله على كل حال»
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا محمد بن عثمان، ثنا أبي، ثنا محمد بن فضيل، ح. وحدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي، ثنا الحسن بن المثنى، ثنا عفان، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا عاصم الأحول، عن الشعبي، قال: " أتاني رجلان يتفاخران، رجل من بني عامر ورجل من بني أسد، والعامري آخذ بيد الأسدي [ص:316]، والأسدي يقول: دعني. وهو يقول: والله لا أدعك. فقلت: يا أخا بني عامر، دعه. وقلت للأسدي: إنه كان لكم خصال ست لم تكن لأحد من العرب: إنه كانت منكم امرأة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجه الله إياها، وكان السفير بينهما جبريل عليه السلام: زينب بنت جحش، فكانت هذه لقومك، وكان منكم رجل من أهل الجنة يمشي على الأرض مقنعا وهو عكاشة بن محصن، وكانت هذه لقومك، وكان أول لواء عقد في الإسلام لرجل منكم لعبد الله بن جحش، وكانت هذه لقومك، وكان أول مغنم قسم في الإسلام مغنم عبد الله بن جحش، وكان أول من بايع بيعة الرضوان رجل من قومك أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ابسط يدك حتى أبايعك، فقال: «على ماذا؟» قال: على ما في نفسك. قال: «وما في نفسي» قال: «الفتح أو الشهادة». فبايعه أبو سنان، وكان الناس يجيئون فيقولون: نبايع على بيعة أبي سنان، فكانت هذه لقومك، وكانوا سبع المهاجرين يوم بدر، فكانت هذه لقومك ". اللفظ لعفان
حدثنا أبي قال: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا محمد بن عبد الله الرازي، ثنا مسلمة بن علقمة، عن داود، عن الشعبي: " أن رجلا صاد قنبرة، فلما صارت في يده قالت: ما تريد أن تصنع بي؟ قال: أذبحك وآكلك. قالت: ما أشفي من قرم، ولا أشبع من جوع، ولكن أعلمك ثلاث خصال خير لك من أكلي؛ أما واحدة أعلمك وأنا في يدك، والثانية على الجبل، والثالثة على الشجرة. فقال: هاتي الواحدة. قالت: لا تلهفن على ما فاتك. فلما صارت على الجبل قالت: لا تصدقن بما لا يكون أن يكون. فلما صارت على الشجرة قالت: يا شقي، لو ذبحتني لأخرجت من حوصلتي درتين في كل واحدة عشرون مثقالا. قال: فعض على شفتيه وتلهف، فقال: هاتي الثالثة. قالت: قد نسيت اثنتين، فكيف أحدثك بالثالثة، ألم أقل لك لا تلهفن على ما فاتك، ولا تصدقن بما لا يكون أن يكون، أنا وريشي ولحمي ودمي لا أكون عشرين مثقالا. قال: فطارت وذهبت "
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا عبد الله بن محمد بن زكرياء، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب، أخبرني أحمد بن بشر، عن علي بن عاصم، عن داود، عن الشعبي، قال: " مرض الأسد فعاده السباع ما خلا الثعلب، فقال الذئب: أيها الملك، مرضت فعادك السباع إلا الثعلب. قال: فإذا حضر فأعلمني. قال: فبلغ ذلك الثعلب فجاء، فقال له الأسد: يا أبا الحصين، عادني السباع كلهم، فلم تعدني. قال: بلغني مرض الملك فكنت في طلب الدواء. قال: فأي شيء أصبت؟ قال: قالوا: خرزة في ساق الذئب ينبغي أن تخرج. قال: فضرب الأسد بمخالبه إلى ساق الذئب، فانسل الثعلب وقعد على الطريق، فمر به الذئب والدماء تسيل عليه، قال: فناداه الثعلب: يا صاحب الخف الأحمر، إذا قعدت بعد هذا عند السلطان فانظر ماذا يخرج من رأسك، وأما هذه فقد خرجت من رجلك "
حدثنا محمد بن علي بن ياسين، ثنا الحسن بن علي بن نصر، ثنا محمد بن عبد الكريم، ثنا الهيثم بن عدي، ثنا ابن عياش، ثنا الشعبي، قال: حدثني عجلان مولى زياد وكان حاجبه قال: " كان زياد إذا خرج من منزله مشيت أمامه إلى المسجد، فإذا دخل مشيت أمامه إلى مجلسه، فدخل مجلسه ذات يوم فإذا هو بهر في زاوية البيت فذهبت أزجره، فقال: دعه يقارب ما له. ثم صلى الظهر ثم عاد إلى مجلسه، ثم صلى العصر فعاد إلى مجلسه، كل ذلك يلاحظ الهر، فلما كان قبيل غروب الشمس خرج جرذ فوثب إليه فأخذه، فقال زياد: «من كانت له حاجة فليواظب عليها مواظبة الهر يظفر بها»
قال: وحدثني عجلان قال: قال لي زياد: «أدخل علي ويحك رجلا عاقلا». قال: قلت: لا أعرف من تعني. قال: «لا يخفى العاقل في وجهه وقده»، فخرجت فإذا أنا برجل حسن الوجه، مديد القامة، فصيح اللسان، قلت: ادخل. فدخل، فقال زياد: «يا هذا، إني قد أردت مشورتك في أمر، فما عندك؟» قال: أنا حاقن، ولا رأي لحاقن ". قال يا عجلان: «أدخله المتوضأ». قال: ثم خرج، فقال له: ما عندك. فقال: «إني جائع، ولا رأي لجائع». قال: «يا عجلان، ائت بطعام»، فأتى به. قال: فطعم. فقال: سل عما بدا لك. فما سأله عن شيء إلا وجد [ص:318] عنده منه بعض ما يريد، فكتب زياد إلى عماله: «لا تنظروا في حوائج الناس وأحد منكم حاقن أو جائع»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن سفيان، ثنا إبراهيم بن نصر، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا قيس، عن عاصم الأحول، عن الشعبي، قال: " كان يقال: التائب من الذنب كمن لا ذنب، له إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، فإذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب وذنب لا يضر كذنب لم يعمل "
حدثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا عبد الله بن بندار الباطرقاني، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان، ثنا وكيع، ثنا طلحة بن أبي طلحة القناد، سمعت الشعبي، يقول: «لو كانت الأرض تنقص لضاق عليك حشك، ولكن تنقص النفس والثمرات»
حدثنا أبو بكر الآجري، ثنا عمر بن أيوب، ثنا شريح بن يونس، ثنا سعيد بن محمد الوراق، ثنا مطرف، عن الشعبي، قال: «البس من الثياب ما لا يزدريك فيه السفهاء، ولا يعيبه عليك العلماء»
حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن عبد الله بن رستة، ثنا محمد بن حميد، ثنا أبو داود، ثنا قيس، عن أشعث، عن الشعبي، قال: «إني لأدع اللحم مخافة النسيان»
حدثنا أبي، ثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى، ثنا يعقوب الدورقي، ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن عامر الأحول، عن الشعبي، قال: «زين العلم حلم أهله»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا إسماعيل بن بهرام، ثنا عبد الرحمن، عن مالك بن مغول، عن مجالد، عن الشعبي، قال: «من اجتنب مجلس حيه كثر علمه، وزكى عمله»
حدثنا أبو أحمد الغطريفي، ثنا معروف بن محمد الجرجاني، ثنا العطاردي، ثنا يونس بن بكير، عن يونس بن أبي إسحاق، قال: سئل الشعبي من الظهر إلى العصر، فقال: «لو كنتم تلقمونني الخبيص لكرهت»
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن موسى الخطمي، ثنا سهل بن بحر، ثنا عبد الله بن رشيد، ثنا أبو عبيدة، عن أبي سلمة الواسطي، عن أبي زيد، قال: سألت الشعبي عن شيء، فغضب وحلف أن لا يحدثني، فذهبت فجلست على بابه، فقال: " يا أبا زيد، إن يميني إنما وقعت على نيتي، فرغ لي قلبك، واحفظ عني ثلاثا: لا تقولن لشيء خلقه الله لم خلق هذا، وما أراد به، ولا تقولن لشيء لا تعلمه إني أعلمه، وإياك والمقايسة في الدين، فإذا أنت قد أحللت حراما، أو حرمت حلالا، وتزل قدم بعد ثبوتها؛ قم عني يا أبا زيد "
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة، ثنا وهب بن إسماعيل الأسدي، عن داود الأودي، قال: قال الشعبي: «أحدثك ثلاثة أحاديث لها شأن؟» قلت: بلى. قال: " إذا سألت عن مسألة فأجبت فيها فلا تتبع مسألتك، أرأيت فإن الله تعالى قال في كتابه {أرأيت من اتخذ إلهه هواه} [الفرقان: 43] حتى فرغ من الآية، وحديث آخر أحدثك به: إذا سئلت عن شيء فلا تقس بشيء فتحرم حلالا وتحل حراما، والثالثة لها شأن: إذا سئلت عما لا علم لك به فقل لا علم لي، وأنا شريكك "
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا سفيان، عن الشعبي، أنه قال: «إذا سألوا عن الملتبس زياد ذات وقر لا تنقاد ولا تنساق، لو سئل عنها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لعضلت بهم»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا عبد الرزاق، عن معمر، والثوري، عن ابن أبجر، قال: قال الشعبي: «ما حدثوك عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم فخذه، وما قالوا برأيهم فبل عليه»
حدثنا حبيب بن الحسن، إملاء، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا عبد الرحمن بن حماد الشعيثي، ثنا صالح بن مسلم، قال: سألت الشعبي عن مسألة، فقال: «قال فيها عمر بن الخطاب كذا، وقال علي بن أبي طالب فيها كذا». فقلت للشعبي: ما ترى؟ قال: «ما تصنع برأيي بعد قولهما، إذا أخبرتك برأيي فبل عليه»
حدثنا سليمان بن أحمد، إملاء، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا عبد الرحمن بن حماد، ثنا صالح بن مسلم، قال لي عامر الشعبي: «إنما هلكتم بأنكم تركتم الآثار وأخذتم بالمقاييس، ولقد بغض إلي هؤلاء المسجد، حتى إنه لأبغض إلي من كناسة داري، يعني أصحاب الرأي»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا مجالد، عن الشعبي، قال: «لعن الله أرأيت»
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا عبد الله بن عمران، ثنا عبد الله بن إدريس، قال: سمعت أشعث، قال: سمعت الشعبي، يقول: «إذا اختلف الناس في شيء فانظر كيف صنع عمر، فإن عمر لم يكن يصنع شيئا حتى يشاور»
قال: فذكرت ذلك لابن سيرين، فقال: «إذا رأيت الرجل يخبرك أنه أعلم من عمر فاحذره»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسن بن المتوكل، ثنا أبو الحسن المدائني، عن أبي بكر الهذلي، قال: قال الشعبي: " يا هؤلاء، أرأيتم لو قتل الأحنف بن قيس وقتل معه صبي، أكانت ديتهما سواء، أم يفضل الأحنف لعقله وحلمه؟ قلت: بل سواء. قال: «فليس القياس بشيء»
وحدثنا محمد بن جعفر، ثنا أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن الوليد، ثنا الزحاف ابن أبي الزحاف، ثنا أيوب بن رشيد، ثنا صالح بن مسلم، قال: قال عامر الشعبي: «إنما هلكتم أنكم تركتم الآثار، وأخذتم بالمقاييس»
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن موسى، ثنا إسماعيل بن سعيد، ثنا سفيان، عن ابن شبرمة، عن الشعبي، قال: «إنما سميت الأهواء أهواء لأنها تهوي بصاحبها في النار»
حدثنا محمد بن عبد الله، ثنا الحسن بن علي بن نصر، ثنا محمد بن عبد الكريم، ثنا الهيثم بن عدي، ثنا أبي عبد الرحمن المرادي، عن الشعبي، قال: «إنما سموا أهل الأهواء أهل الأهواء لأنهم يهوون في النار»
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا محمد بن علي بن حبيب، ثنا نوح بن حبيب، ثنا ابن إدريس، قال: سمعت عمي يقول، سمعت الشعبي، يقول: «لو أصبت تسعا وتسعين [ص:321] وأخطأت واحدة، لأخذوا الواحدة وتركوا التسع والتسعين»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا ابن فضيل، عن ابن شبرمة، قال: سمعت الشعبي، يقول: «ما كتبت سوداء في بيضاء قط، وما سمعت من رجل حديثا قط فأردت أن يعيده علي». قال ابن شبرمة: وكنت أمشي مع الشعبي إلى أهله فقال: احملني وأحملك، يعني حدثني وأحدثك
حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعدان، ثنا بكر بن بكار، ثنا عمر بن ذر، قال: أقبلت أنا وأبي دار عامر، فقال له أبي: يا أبا عمرو. قال: «لبيك». قال: ما تقول فيما قال فيه الناس من هذين الرجلين؟ قال عامر: «أي هذين الرجلين؟» قال: علي، وعثمان. قال: «إني والله لغني أن أجيء يوم القيامة خصيما لعلي، وعثمان رضي الله تعالى عنهما وغفر لنا ولهما»
حدثنا محمد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن سعدان، ثنا بكر بن بكار، ثنا ابن عون، عن الشعبي، أنه قال: «إن الذي يفسر القرآن برأيه إنما يرويه عن ربه»
حدثنا محمد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن سعدان، ثنا بكر بن بكار، ثنا عمر بن بشر بن قيس بن هاني أبو هاني الهمداني، قال: سئل عامر الشعبي وأنا أسمع عن هذه الآية {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} [آل عمران: 97] الآية. قال: «السبيل من يسر الله له، وغنى الله عمن كفر من العالمين، فإن الله عنه غني»
حدثنا محمد بن عبد الله سنين، ثنا الحسن بن علي بن نصر، ثنا محمد بن عبد الكريم، ثنا الهيثم بن عدي، ثنا مجالد، عن الشعبي، وأبو عاصم محمد بن أبي عاصم، عن الشعبي، قال: " غزا رجل من المسلمين من الأنصار وأوصى جارا له بأهله، قال: فكان يهودي يأتي أهله، فذكر ذلك للرجل فرصده ليلة فإذا هو مستلق على فراش الرجل واضعا إحدى رجليه على الأخرى وهو يقول:
[البحر الوافر]
وأشعث غره الإسلام مني ... خلوت بعرسه ليل التمام
أبيت على ترائبها ويضحى ... على قباء لاحقة الحزام
[ص:322]
كأن مجامع الربلات منها ... ثمام قد جمعن إلى ثمام
قال: فنزل الرجل فقمصه بسيفه حتى قتله، فلما أصبح ذكر ذلك لعمر رضي الله تعالى عنه، فقال: «أعزم على من كان يعلم من هذا شيئا إلا قام». فقام الرجل وقال: كان من أمره كيت وكيت، فخبره بالقصة. فقال عمر رضي الله تعالى عنه: «إن عادوا فعد»
حدثنا محمد بن عبد الله الكاتب، ثنا الحسن بن علي بن نصر الطوسي، ثنا محمد بن عبد الكريم، ثنا الهيثم بن عدي، أنبأنا مجالد، وابن عياش، عن الشعبي، قال: بينما عمر يعس بالمدينة إذ مر بامرأة في بيت وهي تقول:
[البحر البسيط]
هل من سبيل إلى خمر فاشربها ... أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج
وكان رجلا جميلا، فقال عمر: «أما وأنا والله حي فلا». فلما أصبح بعث إلى نصر بن حجاج فقال: اخرج من المدينة، فلحق بالبصرة فنزل على مجاشع بن مسعود وكان خليفة أبي موسى وكانت لمجاشع امرأة جميلة شابة، فبينما الشيخ جالس وعنده نصر بن حجاج إذا كتب في الأرض: أنا والله أحبك. فقالت هي وهي في ناحية البيت: وأنا والله. فقال الشيخ: ما قال لك؟ فقالت: قال لي ما أصفى لقحتكم هذه. فقال الشيخ: ما أصفى لقحتكم هذه، وأنا والله؟ ما هذه لهذه، أعزم عليك لما أخبرتيني. قالت: أما إذا عزمت فإنه قال: ما أحسن شوار بيتكم. فقال الشيخ: ما أحسن شوار بيتكم، وأنا والله؟ ما هذه لهذه، ثم حانت منه التفاتة فإذا هو بالكتاب ثم قال: علي بغلام من المكتب، فقال اقرأه، فقال: أنا والله أحبك. فقال الشيخ: وأنا والله، هذه لهذه، اعتدي، تزوجها يا ابن أخي إن أردت، وكانوا لا يكتمون من أمرائهم شيئا، فأتى أبا موسى فأخبره، فقال: أقسم بالله ما أخرجك أمير المؤمنين من خير اخرج عنا، فأتى فارس وعليها عثمان بن أبي العاص الثقفي فنزل على دهقانة فأعجبها، فأرسلت إليه فبلغ ذلك عثمان بن أبي العاص فبعث إليه، فقال: ما أخرجك أمير المؤمنين وأبو موسى من خير، اخرج عنا. فقال: والله لئن [ص:323] فعلتم هذا لألحقن بالشرك. فكتب عثمان إلى أبي موسى وكتب أبو موسى إلى عمر، فكتب عمر: «أن جزوا شعره، وشمروا قميصه، وألزموه المسجد»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن إسماعيل، ثنا عمرو بن مرزوق، ثنا شعبة، عن منصور بن عبد الرحمن، عن الشعبي، قال: «أدركت خمسمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم»
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن موسى، ثنا إسماعيل بن سعيد، ثنا جرير، ومروان، عن إسماعيل بن أبي خالد، أن الشعبي قال لرجل كانت له أمة فأسلمت على يديه، فقال: «إسلامها على يديك خير لك مما طلعت عليه الشمس»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا أحمد بن محمد، ثنا سعدان بن نصر، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا مالك بن مغول، عن الشعبي، قال: «ما بكيت من زمان إلا بكيت عليه»
حدثنا إبراهيم بن محمد المقرئ، ثنا عمر بن سنان المنبجي، ثنا أبو عبيدة، ثنا محمد بن عمران، قال: قال رجل للشعبي: إن فلانا عالم، قال: «ما رأيت عليه بهاء العلم». قيل: وما بهاؤه؟ قال: «السكينة، إذا علم لا يعنف، وإذا علم لا يأنف»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا أبو بكر بن أبي الأسود، ثنا حميد بن الأسود، عن عيسى الحناط، عن الشعبي، قال: " إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل والنسك، فإن كان عاقلا ولم يكن ناسكا قيل: هذا أمر لا يناله إلا النساك فلم تطلبه، وإن كان ناسكا ولم يكن عاقلا قيل: هذا أمر لا يطلبه إلا العقلاء، فلم تطلبه؟ قال الشعبي: «فقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليس فيه واحدة منهما، لا عقل ولا نسك»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا سفيان، عن ابن شبرمة، عن الشعبي، قال: «إذا عظمت الخلقة فإنما هي نداء أو نجاء»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا سفيان، عن ابن [ص:324] شبرمة، قال: قال الشعبي: «اسقني أهون موجود، وأشد مفقود». يعني الماء
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا سفيان، قال: كان الشعبي يقول: «يا ابن ذكوان، جئت بها زيوفا وتذهب بها جيادا»
حدثنا عمر بن أحمد بن حمدان، ثنا محمد بن مخلد، ثنا أبو علي بن عيسى، ثنا محمد بن عبد الرحمن، ثنا عبد الرحمن بن مالك بن مغول، عن أبيه، قال: مزح الشعبي في بيته، فقيل له: يا أبا عمرو، وتمزح، قال: «قراء داخل، وقراء خارج، نموت من الغم»
حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب، ثنا محمد بن الحارث القرشي، ثنا محمد بن طلحة، عن أبيه، عن الشعبي، قال: «رزق صبيان هذا الزمان من العقل ما نقص من أعمارهم في هذا الزمان»
حدثنا أبو بكر الآجري، ثنا المفضل بن محمد الجندي، ثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري، ثنا أبو يوسف القاضي، عن مجالد، عن الشعبي، قال: «نعم الشيء الغوغاء، يسدون السيل، ويطفئون الحريق، ويشغبون على ولاة السوء»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، وأبو حامد بن جبلة قالا: ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب، قال: رأيت الشعبي يمشي مع أبي وعليه إزار من كتان مورد، فقال أبي: يا أبا عمرو، أراك تجر إزارك. فضرب الشعبي يده على أليته، فقال: «ليس هاهنا شيء تحمله»، فقال له أبي: كم أتى عليك يا أبا عمرو؟ فقال:
[البحر الطويل]
نفسي تشكي إلى الموت موجعة ... وقد حملتك سبعا بعد سبعينا
إن تحدثي أملا يا نفس كاذبة ... إن الثلاث يوافين الثمانينا
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث، ثنا عبد العزيز بن أبان، عن حماد بن عبد الله، قال: سمعت الشعبي، يقول: «لا تمنعوا العلم أهله فتأثموا، ولا تحدثوا به غير أهله فتأثموا»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن القاسم، ثنا خالد بن خداش، قال: ثنا الهيثم بن عدي، عن مجالد، وابن عياش، عن الشعبي، قال: كانت أخت الشعبي عند أعشى همدان وكانت أخت أعشى همدان عند الشعبي. فقال الأعشى: يا أبا عمرو، رأيت كأني دخلت بيتا فيه حنطة وشعير، فقبضت بيميني قبضة حنطة، وقبضت بيساري قبضة شعير، ثم خرجت فنظرت فإذا في يميني شعير وإذا في يساري حنطة، قال: «لئن صدقت رؤياك لتستبدلن القرآن بالشعر». فقال الأعشى الشعر بعدما كبر، وكان قبل ذلك إمام الحي ومقرئهم "
حدثنا أبو سعيد محمد بن علي بن محارب النيسابوري، ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي، ثنا يعقوب بن كعب الحلبي، ح. وحدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أبو العباس زنجويه، ثنا إسماعيل بن عبد الله الرقي، ح. وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن المعلى، ثنا هشام، قالوا: ثنا عيسى بن يونس، عن عباد بن موسى، عن الشعبي، قال: " أتى بي الحجاج موثقا، فلما انتهيت إلى باب القصر لقيني يزيد بن أبي مسلم، فقال: إنا لله يا شعبي لما بين دفتيك من العلم، وليس بيوم شفاعة، بؤ للأمير بالشرك والنفاق على نفسك، فبالحري أن تنجو. ثم لقيني محمد بن الحجاج فقال لي مثل مقالة يزيد، فلما دخلت عليه، قال: «وأنت يا شعبي فيمن خرج علينا وكثر». قلت: «أصلح الله الأمير، أحزن بنا المنزل، وأجدب الجناب، وضاق المسلك، واكتحلني السهر، واستحلسنا الخوف، ودفعنا في خربة خربة، لم نكن فيها بررة أتقياء، ولا فجرة أقوياء». قال: صدق والله، ما بروا في خروجهم علينا، ولا قووا علينا حيث فجروا. فأطلقا عنه. قال: فاحتاج إلى فريضة. فقال: ما تقول في أخت وأم وجد؟ قلت: اختلف فيها خمسة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود، وعلي، وابن عباس رضي الله تعالى عنهم ". قال: فما قال فيها ابن عباس؟ إن كان لمفتيا، قلت: «جعل الجد أبا، وأعطى الأم الثلث، ولم يعط الأخت شيئا» قال: فما قال فيها أمير المؤمنين؟ يعني عثمان؟ [ص:326]، قلت: «جعلها أثلاثا». قال: فما قال فيها زيد بن ثابت؟ قلت: «جعلها من تسعة، فأعطى الأم ثلاثا، وأعطى الجد أربعا، وأعطى الأخت سهمين». قال: فما قال فيها ابن مسعود؟ قلت: «جعلها من ستة، أعطى الأخت ثلاثا، وأعطى الأم سهما، وأعطى الجد سهمين» قال: فما قال فيها أبو تراب قلت: «جعلها من ستة، أعطى الأخت ثلاثا، وأعطى الجد سهما، وأعطى الأم سهمين» قال مر القاضي فليمضها على ما أمضاها عليه أمير المؤمنين عثمان. إذ دخل عليه الحاجب فقال: إن بالباب رسلا، قال: ائذن لهم، فدخلوا عمائمهم على أوساطهم، وسيوفهم على عواتقهم، وكتبهم في أيمانهم، فدخل رجل من بني سليم يقال له سيابة بن عاصم، فقال: من أين أنت؟ قال: من الشام قال: كيف أمير المؤمنين؟ كيف حشمه؟ فأخبره، فقال: هل كان وراءك من غيث؟ قال: نعم، أصابتني فيما بيني وبين أمير المؤمنين ثلاث سحائب، قال: فانعت لي كيف كان وقع المطر، وكيف كان أثره وتباشيره، فقال: أصابتني سحابة بحوران فوقع قطر صغار وقطر كبار، فكان الكبار لحمة الصغار، فوقع سبط متدارك وهو السح الذي سمعت به، فواد سائل، وواد نازح، وأرض مقبلة، وأرض مدبرة، وأصابتني سحابة بسوا، أو قال بالقريتين، شك عيسى، فلبدت الدماث، وأسالت العزاز، وأدحضت التلاع، فصدعت عن الكمأة أماكنها، وأصابتني بسحابة فتأت العيون بعد الري، وامتلأت الأخاديد، وأفعمت الأودية، وجئتك في مثل وجار الضبع. ثم قال: ائذن، فدخل رجل من بني أسد، فقال: هل كان وراءك غيث. فقال: لا، كثر الإعصار، واغبر البلاد، وأكل ما أشرف من الجنبة فاستقينا إنه عام سنة. فقال: بئس المخبر أنت. فقال: أخبرتك بما كان، ثم قال: ائذن، فدخل رجل من أهل اليمامة، فقال: هل كان وراءك من غيث؟ فقال: تقنعت الرواد تدعو إلى زيادتها، وسمعت قائلا يقول: هلم أظعنكم إلى محلة تطفأ فيها النيران، وتشكي [ص:327] فيها النساء، وتنافس فيها المعزى. قال الشعبي: ولم يدر الحجاج ما قال فقال: ويحك، إنما تحدث أهل الشام فأفهمهم، فقال: نعم، أصلح الله الأمير، أخصب الناس فكان الثمر، والسمن، والزبد، واللبن، فلا يوقد نار ليختبز بها، وأما تشكي النساء فإن المرأة تظل تريف بهمها، تمخض لبنها، فتبيت ولها أنين من عضديها كأنهما ليستا معها، وأما تنافس المعزى فإنها ترى من أنواع الشجر، وألوان الثمر، ونور النبات ما يشبع بطونها، ولا يشبع عيونها، فتبيت وقد امتلأت أكراشها، لها من الكظة جرة، فتبقى الجرة حتى تستنزل بهما الدرة، ثم قال: ائذن، فدخل رجل من الموالي كان يقال إنه من أشد الناس في ذلك الزمان، فقال: هل كان وراءك من غيث؟ قال: نعم، ولكن لا أحسن أقول كما قال هؤلاء، فقال: قل كما تحسن، فقال: أصابتني سحابة بحلوان فلم أطأ في إثرها حتى دخلت على الأمير. فقال الحجاج: لئن كنت أقصرهم في المطر خطبة، إنك أطولهم بالسيف خطوة ". ثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا أبو العباس السراج، ثنا محمد بن عباد بن موسى العكلي، حدثني أبي عباد بن موسى، قال: أخبرني أبو بكر الهذلي، قال: قال لي الشعبي: ألا أحدثك حديثا تحفظه في مجلس واحد إن كنت حافظا كما حفظت، إنه لما أتى بي الحجاج بن يوسف وأنا مقيد، فخرج إلي يزيد بن أبي مسلم، فقال: إنا لله وما بين دفتيك من العلم يا شعبي، فذكر نحوه
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا أحمد بن حماد بن سفيان، ثنا محمود بن خداش، ثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، عن محمد بن جعادة، قال: كان الشعبي من أولع الناس بهذا البيت:
[البحر الرمل]
ليست الأحلام في حين الرضا ... إنما الأحلام في وقت الغضب
حدثنا أبو أحمد الغطريفي، ثنا أبو الفضل محمد بن الفضل، حدثني محمد بن سعيد القزاز، ثنا أبو أمية، ثنا إبراهيم بن محمد الهذلي، عن هشيم، عن مجالد، عن الشعبي، أنه كان يقول:
[البحر الطويل]
[ص:328]
إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى ... فأنت وعير بالفلاة سواء.
أدرك الشعبي أكابر الصحابة وأعلامهم رضي الله تعالى عنهم: علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وابن عباس، وابن عمر، وأسامة بن زيد، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وجرير بن عبد الله البجلي، وجابر بن سمرة، وعدي بن حاتم، وعروة بن مضرس، وجابر بن عبد الله، والنعمان بن بشير، والبراء بن عازب، وعقبة بن عمرو، وزيد بن أرقم، وأبا سعيد الخدري، وكعب بن عجرة، وأنس بن مالك، والمغيرة بن شعبة، وعمران بن حصين، وعبد الرحمن بن سمرة، فيما لا يحصون. ومن النساء: عائشة، وأم سلمة، وميمونة أمهات المؤمنين، وأم هانئ، وأسماء بنت عميس، وفاطمة بنت قيس. وروى عن مسروق، وعلقمة، والأسود، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، ويحيى بن طلحة، وعمر بن علي بن أبي طالب، وسالم بن عبد الله بن مسعود، وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وأبي بردة بن أبي موسى. وروى عن الشعبي من التابعين جماعة منهم: أبو إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق الشيباني، وأبو حصين، والحكم بن عتيبة، وعطاء بن السائب، ومحمد بن سوقة، وحصين، والمغيرة، وعاصم الأحول، وداود بن أبي هند، والأعمش، في آخرين
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا يوسف القاضي، ثنا عمرو بن مرزوق، ح. وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الأنماطي، ثنا أحمد بن النضر، ثنا سعيد بن حفص النفيلي، قالا: ثنا زهير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه قال: «ما كنا نشك إلا أن السكينة تنطق على لسان عمر» رضي الله تعالى عنهما. رواه الثوري، وابن عيينة، وشريك، وهريم، وأسباط وابن السماك، وسعيد بن الصلت في آخرين عن إسماعيل مثله. ورواه عن الشعبي كثير النواء، وقتادة، ومحمد بن جحادة
حدثنا أبو إسحاق بن حمزة، قال: أنبأنا أبو يعلى، قال: ثنا علي بن الجعد، قال: أنبأنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، ومجالد، ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان، قال: ثنا الحسن بن سفيان، قال: ثنا محمد بن عبيد، قال: ثنا حماد بن زيد، عن مجالد، قالا: عن الشعبي، قال: شهدت عليا رضي الله تعالى عنه جلد شراحة يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة، فكأنهم أنكروا، أو رأى أنهم أنكروا، فقال علي: «إني جلدتها بكتاب الله، ورجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم». لفظ حماد عن مجالد
حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان، قال: ثنا يوسف القاضي، قال: ثنا أبو الربيع، قال: ثنا هشيم، قال: ثنا إسماعيل بن سالم، وحصين بن عبد الرحمن، عن الشعبي: أن عليا جلد شراحة يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة، فقال: «جلدتها بكتاب الله تعالى، ورجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم»
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا حفص بن عمر، قال: ثنا قبيصة، قال: ثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي: أن عليا جلد شراحة امرأة اعترفت بالزنا، فجلدها يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة، وقال: «جلدتها بكتاب الله، ورجمتها بالسنة». رواه عن الشعبي جماعة، منهم الشيباني، وأبو حصين، وأشعث بن سوار، والأجلح، وجابر بن زيد
حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة، قال: أخبرني الفضيل أبو معاذ، عن أبي حريز السجستاني، عن الشعبي، قال: قال علي: " لما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد دفنته، يعني أباه، قال: قال لي قولا ما أحب أن لي به الدنيا ". ورواه المعتمر عن الفضيل نحوه، لم يروه عن الشعبي إلا أبو حريز واسمه عبد الله بن الحسين قاضي سجستان
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال: ثنا علي بن إسماعيل الصفار البغدادي، قال: حدثني أبو عصمة عصام بن الحكم العكبري قال: ثنا جميع بن عبد الله البصري، قال: ثنا سوار الهمداني، عن محمد بن جحادة، عن الشعبي، عن علي، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «وإنك شيعتك في الجنة، وسيأتي قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم؛ فإنهم مشركون» [ص:330]. غريب من حديث محمد، والشعبي، لم نكتبه إلا من حديث عصام
حدثنا أبو إسحاق بن حمزة، قال: ثنا صالح بن محمد، قال: ثنا الهيثم بن خالد بن يزيد، قال: ثنا بشر بن محمد السكري، قال: ثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن سعد بن أبي وقاص، قال: «لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة، ما لنا طعام إلا ورق الحبلة، حتى أن أحدنا ليضع كما تضع الشاة، ما يخالطه شيء». غريب من حديث الشعبي عن سعد، لم نكتبه إلا من حديث بشر
حدثنا أبو بكر الطلحي، قال: ثنا أبو حصين الوادعي، قال: ثنا يحيى الحماني، قال: ثنا خديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن عامر، عن سعيد بن زيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استغفروا للنجاشي». غريب من حديث الشعبي، تفرد به أبو إسحاق
حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد، قال: ثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا شعبة، عن سليمان الشيباني، قال: سمعت الشعبي، يقول: «حدثني من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى على قبر منبوذ فصفهم خلفه فصلى عليه». قلت للشعبي: من أخبرك يا أبا عمرو؟ قال: أخبرنيه ابن عباس. رواه عن الشيباني: الثوري، وزائدة، وهشيم، وجرير، وحفص، وابن فضيل، وأبو معاوية، وابن إدريس، وأسباط، وابن مسهر، وإسماعيل بن زكرياء، وخالد الواسطي، وعبد الواحد بن زياد في آخرين، ورواه قتادة عن عاصم الأحول، عن الشيباني، عن الشعبي
حدثناه أبو يعلى الزبيري، قال: ثنا أبو عوانة الإسفراييني، ح. وحدثنا محمد بن المظفر، قال: ثنا محمد بن محمد بن سليمان، قال: ثنا جعفر بن عبد الواحد، قال: قال لنا يحيى بن كثير العنبري قال: ثنا شعبة، عن قتادة، عن الشعبي، عن ابن عباس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على قبر بعدما دفن». فقلت لقتادة سمعته من الشعبي؟ قال: لا، حدثنيه الشيباني.، فسألته فقال: سمعت الشعبي، عن ابن عباس ورواه عن [ص:331] الشعبي أبو حصين، وإسماعيل بن أبي خالد
حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف، قال: ثنا عمران بن عبد الرحيم، قال: ثنا الحسين بن حفص، ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسين، وسليمان بن أحمد، " قالا: ثنا بشر بن موسى، قال: ثنا خلاد بن يحيى، وحدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا علي بن عبد العزيز، قال: ثنا أبو نعيم، قالوا: ثنا سفيان الثوري، عن عاصم، عن الشعبي، عن ابن عباس، قال: «شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ماء زمزم وهو قائم». ورواه عن عاصم شعبة والناس، وعن الشعبي: سليمان الشيباني، وداود بن أبي هند، وصاعد، في آخرين
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم قال: ثنا أحمد بن محمد بن عاصم، قال: ثنا إسحاق بن راهويه، قال: ثنا أحمد بن أيوب، عن أبي حمزة السكري، عن جابر، عن عامر، عن ابن عباس، قال: «أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتف شاة في المسجد، ثم قام إلى الصلاة ولم يمس الماء». رواه الحسن بن علي بن شقيق، عن أبي حمزة نحوه. هذا حديث غريب من حديث الشعبي، تفرد به أبو حمزة السكري عن جابر
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ومطلب بن شعيب، ومسعود بن محمد الرملي، قالوا: ثنا عمران بن هارون الرملي، قال: حدثني أبو خالد الأحمر، قال: حدثني داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليعمر لقوم الديار ويثمر لهم الأموال، وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضا لهم». قيل: وكيف ذلك يا رسول الله، قال: «بصلتهم أرحامهم». هذا حديث غريب من حديث داود والشعبي، تفرد به عمران الرملي عن أبي خالد
حدثنا أبو إسحاق بن حمزة، في جماعة قالوا: ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، قال: ثنا سعيد بن سليمان، عن يحيى بن إسماعيل بن سالم الأسدي، قال: سمعت الشعبي يحدث، عن ابن عمر، قال: " خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين [ص:332] الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة: ". غريب من حديث الشعبي، تفرد به يحيى عن الشعبي
حدثنا محمد بن حميد، قال: ثنا عبد الله بن ناجية، قال: ثنا الحسن بن قزعة، قال: ثنا مسلمة بن علقمة، قال: ثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، قال: " قلنا لابن عمر: إذا دخلنا على هؤلاء نقول ما يشتهون، فإذا خرجنا من عندهم قلنا خلاف ذاك. قال: " كنا نعد ذلك نفاقا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: ". تفرد به مسلمة عن داود، ورواه مجالد عن الشعبي نحوه
حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان المعدل، قال: ثنا أبو شعيب الحراني، قال: ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي، قال: ثنا أيوب بن نهيك، قال: سمعت الشعبي، يقول: سمعت ابن عمر، يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى الضحى، وصام ثلاثة أيام من الشهر، ولم يترك الوتر في حضر ولا سفر، كتب له أجر شهيد». غريب من حديث الشعبي، تفرد به أيوب
حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: ثنا العباس بن الفضل البصري الأزرق، ح. وحدثنا حبيب بن الحسن، قال: ثنا عمر بن حفص السدوسي، قال: ثنا عاصم بن علي، قالا: ثنا همام، قال: ثنا قتادة، عن عزرة، عن الشعبي، عن أسامة بن زيد، قال: «كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة، فلم ترفع ناقته رجلها عادية حتى بلغت جمعا». هذا حديث غريب من حديث الشعبي، تفرد به قتادة عن عزرة، وعزرة هو ابن تميم البصري، تفرد بالرواية عنه قتادة
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال: ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه، قال: ثنا إسحاق بن راهويه، قال: أنبأنا جرير، عن المغيرة، عن الشعبي، عن عمرو بن العاص، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش وفيهم أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، قال: فلما رجعت قلت: يا رسول الله، من أحب الناس إليك؟ قال: «وما تريد إلى ذلك؟» قلت: أحب أن أعلم ذلك. فقال: «عائشة» قلت: إنما أعني من الرجال. قال: «أبوها». غريب من حديث الشعبي عن عمرو [ص:333]، لم نكتبه إلا من حديث جرير
حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا زكرياء بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هاجر ما نهى الله عنه». حديث ثابت صحيح متفق عليه. رواه عن الشعبي، إسماعيل بن أبي خالد، وبيان بن بشر، وعاصم ابن بهدلة، وعبد الله بن أبي السفر، وجابر الجعفي، ومغيرة، وسيار، ومجالد، وداود بن أبي هند، وسماك، وعبد العزيز بن صهيب
حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: ثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: ثنا داود بن أبي هند، ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن مخلد، قال: ثنا أحمد بن الهيثم الوزان، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا أبو بكر الهذلي، قالا: ثنا الشعبي، عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءكم المصدق فلا يصدر إلا وهو عنكم راض». رواه عن الشعبي الشيباني، وبيان، وإسماعيل، ومغيرة، ومجالد، وجابر في آخرين
حدثنا أبو إسحاق بن حمزة، وسليمان بن أحمد، ومحمد بن علي بن حبيش، قالوا: ثنا القاسم بن زكرياء المقري، قال: ثنا محمد بن عبد الحليم النيسابوري، قال: ثنا مبشر بن عبد الله، عن سفيان بن حسين، عن سعيد بن عمرو بن أشوع، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة، قال: جئت مع أبي إلى المسجد، والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، قال: فسمعته يقول: «يكون من بعدي اثنا عشر خليفة». ثم خفض صوته فلم أدر ما يقول. فقلت لأبي: ما يقول؟ قال: «كلهم من قريش». رواه عمر بن عبد الله بن رزين، عن سفيان مثله. غريب من حديث سعيد، تفرد به سفيان، ورواه عن الشعبي عدة منهم: قتادة، وداود بن أبي هند، وعبد الله بن عون، ومغيرة، ومجالد، وحصين، وعمران بن سليمان القيسي، وداود الأودي
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد البغدادي أبو بكر، قال: ثنا أحمد بن عبد الرحمن [ص:334]، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا زكرياء بن أبي زائدة، وعاصم الأحول، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيد المعراض، فقال: «ما أصاب بحده فكل، وما أصاب بعرضه فهو وقيذ». وسألته عن صيد الكلب، فقال: «إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله عليه فأمسك عليك فكل» رواه شعبة، وزائدة عن زكرياء بن أبي زائدة، ورواه معمر بن المبارك، وعلي بن مسهر عن عاصم الأحول. ورواه عن الشعبي جماعة منهم: بيان بن بشر، وعبد الله بن أبي السفر، وحصين، والحكم، والشيباني، وإسماعيل بن أبي خالد، وسعيد بن مسروق، ومجالد، وعيسى بن المسيب، وفراس بن يحيى، وجابر بن يزيد الجعفي، وعمر بن بشر، والسري بن إسماعيل، وأبو حريز، وحصين بن نمير، وخالد الحذاء، وطاوس، يزيد بعضهم على بعض في اللفظ
حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا إسماعيل بن عبد الله، ح. وحدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا علي بن عبد العزيز، قالا: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا زكرياء بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، قال: حدثني عروة بن مضرس: أنه حج على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يدرك الناس إلا ليلا وهو بجمع، فانطلق إلى عرفات ليلا فأفاض منها ثم رجع إلى جمع فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أعملت نفسي، وأنضيت راحلتي، فهل لي من حج؟ فقال: «من صلى معنا صلاة الغداة بجمع، ووقف معنا حتى نفيض وقد أفاض قبل ذلك من عرفات ليلا أو نهارا فقد تم حجه، وقضى تفثه». رواه سفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس، ويحيى بن سعيد عن زكرياء مثله. وممن روى هذا الحديث عن الشعبي: إسماعيل بن أبي خالد، وداود بن أبي هند، وزبيد بن الحارث، وابن أبي السفر، وداود الأودي، ومطرف، وسيار، وحماد بن أبي سليمان
حدثنا القاضي أبو أحمد، قال: ثنا عبد الله بن العباس، قال: ثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد، قال: ثنا أبي، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله، قال [ص:335]: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إني لخاتم ألف نبي أو أكثر، وما من نبي إلا وقد حذر أمته الدجال وأنه قد بين لي مالم يبين لأحد من قبلي، إنه أعور، وإن الله ليس بأعور». غريب من حديث الشعبي، تفرد به عمر بن إسماعيل عن أبيه، عن مجالد
حدثنا أبي قال: ثنا محمد بن إبراهيم بن أبان، قال: ثنا شريح بن يونس، قال: ثنا إسماعيل بن مجالد، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر: " أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: انسب لنا ربك. فأنزل الله تعالى {قل هو الله أحد الله الصمد. لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد} [الإخلاص: 2] ". غريب من حديث الشعبي، تفرد به إسماعيل عن مجالد، وعنه شريح
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد، قال: ثنا أحمد بن عمرو البزاز، قال: ثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد، قال: حدثني أبي، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: «ما تقولون عند النوم؟» فقالوا حتى انتهى إلى عبد الله بن رواحة، فسأله، فقال: أقول: أنت خلقت هذه النفس، لك محياها ومماتها، فإن توفيتها فعافها واعف عنها، وإن رددتها فاحفظها واهدها. قال: فعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله. غريب من حديث الشعبي، تفرد به عمر عن أبيه عن جده
حدثنا أبو إسحاق بن حمزة، قال: حدثني أبو جعفر زهير التستري قال: ثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير، قال: ثنا يحيى بن أبي بكير، قال: ثنا سلام بن سليم الخراساني، عن يزيد بن حيان، عن مقاتل بن حيان، عن الشعبي، عن جابر، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الناس ليمرون يوم القيامة على الصراط، وإن الصراط دحض مزلة، فيتكفأ بأهله، والنار تأخذ منهم المأخذ، وإن جهنم لتنطف عليهم مثل الثلج إذا وقع لها زفير وشهيق، فبينا هم كذلك إذ جاءهم نداء من الرحمن: عبادي، من كنتم تعبدون في دار الدنيا؟ فيقولون: ربنا، أنت أعلم أنا إياك نعبد، فيجيبهم بصوت لم يسمع الخلائق مثله قط: عبادي، حق علي أن لا أكلكم اليوم إلى أحد غيري، فقد عفوت عنكم [ص:336]، ورضيت عنكم، فتقوم الملائكة عند ذلك بالشفاعة، فينجون من ذلك المكان، فينادي الذين من تحتهم في النار {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين} [الشعراء: 101] {فكبكبوا فيها هم والغاوون} [الشعراء: 94]. غريب من حديث الشعبي، تفرد به مقاتل قال الشيخ رضي الله تعالى عنه والحمل فيه على سلام فإنه متروك
حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم قال: ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا زكرياء بن أبي زائدة، ح. وحدثنا القاضي أبو أحمد، وفاروق الخطابي، وحبيب بن الحسن، قالوا: ثنا أبو مسلم الكشي، قال: ثنا الأنصاري، قال: ثنا عبد الله بن عون، قالا: عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن يرتع في الشبهات وقع في الحرام، كالذي يرعى حول الحمى فيوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب». لفظ زكريا بن أبي زائدة، ورواه عنه عبد الله بن المبارك، ويحيى القطان، وعيسى بن يونس، ووكيع، ومحمد بن بشر. ورواه عن ابن عون: يزيد بن زريع، وعبد الوهاب الثقفي، والمعتمر، ومعاذ بن معاذ، وخالد بن الحارث، وابن أبي عدي الدمشقي. وممن رواه عن الشعبي من التابعين وغيرهم: إسماعيل بن أبي خالد، والشيباني، وأبو حصين، ومغيرة، ومطرف، ومجالد، وعون بن عبد الله، والحارث العكلي، وسعيد الهمداني، وعبد الملك بن عمير وسماك بن حرب وعاصم ابن بهدلة وهارون بن عنترة ومالك بن مغول، وزكرياء بن خالد، وحبيب بن حسان، والسري بن إسماعيل، وأبو قرة الهمداني، ويوسف الصباغ، وأبو فزارة، وأبو حريز، ومليح بن عبد الله الخطمي، وعيسى بن أبي عيسى، وابن عون، وعاصم الأحول، وداود بن أبي هند، وقتيبة بن مسلم، ذكرته بطرقه في غير هذا الموضع
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد قال: ثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن البراء بن عازب: أن خاله ذبح أضحيته قبل أن يصلي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «إن شاتك شاة لحم» فقال: إن عندي عناقا خيرا من شاتي لحم أفأذبحها؟ قال: «نعم وهي خير نسيكتك، ولا تفي جذعة عن أحد بعدك». رواه عن داود أيضا شعبة، وقرنه بجماعة من أصحاب الشعبي
حدثناه أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر قال: ثنا أبو السري موسى بن الحسن بن عباد النسائي قال: ثنا عفان بن مسلم، قال: ثنا شعبة، قال: أخبرني زبيد، ومنصور، وداود، وابن عون، ومجالد، وهذا حديث زبيد، عن الشعبي، وربما قال: ثنا الشعبي، قال: ثنا البراء بن عازب عند سارية من هذا المسجد، ولو كنت ثم أريتكم مكاننا، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم النحر، فقال: «إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم ننحر، فمن ذبح بعد أن نصلي فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل أن نصلي فإنما هو لحم قدمه لأهله، ليس من النسك في شيء». فقام خالي أبو بردة هانئ بن نيار، فقال: يا رسول الله، إني ذبحت قبل أن أصلي، وعندي جذعة خير من مسنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذبحها، ولن تجزي عن أحد بعدك». لم يروه عن شعبة هكذا مجموعا إلا عفان. رواه عنه الإمام أحمد بن حنبل والكبار. ورواه عن داود بن أبي هند: يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة، وحفص بن غياث، والمفضل بن صدقة، وعبد الكريم بن منصور، ويزيد بن زريع. ورواه عن الشعبي، عدة من التابعين وغيرهم: الشيباني، وبيان، وعاصم، وفراس، ومجالد، وجابر الجعفي، ومطرف، وسيار، وابن أبي السفر، وزكرياء بن أبي زائدة، ومغيرة، وأبو بردة، وسعيد بن مسروق، وحريث، وداود الأودي، وعبد الأعلى الثعلبي، وأبو خالد الدالاني، وابن عون، ومساور الوراق
حدثنا أبو بكر بن مالك، ومحمد بن علي بن محمد، قالا: ثنا محمد بن [ص:338] يونس الكديمي، ثنا معلى بن الفضل، قال: ثنا سلمى بن عبد الله بن كعب، قال: حدثني الشعبي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: «يا ابن آدم إنك إذا ما ذكرتني شكرتني، وإذا نسيتني كفرتني». غريب من حديث الشعبي، تفرد به عنه سلمى وهو أبو بكر الهذلي
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 4- ص: 310
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 4- ص: 310
عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي وهو من حمير وعداده في همدان.
قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن مرة الشعباني قال: حدثنا أشياخ من شعبان منهم محمد بن أبي أمية. وكان عالما. أن مطرا أصاب اليمن فجعف السيل موضعا فأبدى عن أزج عليه باب من حجارة فكسر الغلق فدخل فإذا بهو عظيم فيه سرير من ذهب وإذا عليه رجل. قال فشبرناه فإذا طوله اثنا عشر شبرا. وإذا عليه جباب من وشي منسوجة بالذهب وإلى جنبه محجن من ذهب على رأسه ياقوتة حمراء. وإذا رجل أبيض الرأس واللحية له ضفران وإلى جنبه لوح مكتوب فيه بالحميرية: باسمك اللهم رب حمير. أنا حسان بن عمرو القيل إذ لا قيل إلا الله. عشت بأمل ومت بأجل أيام وخزهيد. وما وخزهيد! هلك فيه اثنا عشر ألف قيل فكنت آخرهم قتيلا فأتيت جبل ذي شعبين ليجيرني من الموت فأخفرني. وإلى جنبه سيف مكتوب فيه بالحميرية: أنا قبار بي يدرك الثار.
قال عبد الله بن محمد بن مرة الشعباني: هو حسان بن عمرو بن قيس بن معاوية ابن جشم بن عبد شمس بن وائل بن غوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير. وحسان هو ذو الشعبين وهو جبل باليمن نزله هو وولده ودفن به ونسب إليه هو وولده. فمن كان بالكوفة قيل لهم شعبيون. منهم عامر الشعبي. ومن
بالشام قيل لهم شعبانيون. ومن كان باليمن قيل لهم آل ذي شعبين. ومن كان بمصر والمغرب قيل لهم الأشعوب. وهم جميعا بنو حسان بن عمرو ذي شعبين. فبنو علي ابن حسان بن عمرو رهط عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي ودخلوا في أحمور همدان باليمن فعدادهم فيهم. والأحمور خارف والصائديون وآل ذي بارق والسبيع وآل ذي حدان وآل ذي رضوان وآل ذي لعوة وآل ذي مران وأعراب همدان غدر ويام ونهم وشاكر وأرحب. وفي همدان من حمير قبائل كثيرة منهم آل ذي حوال وكان على مقدمة تبع. منهم يعفر بن الصباح المتغلب على مخاليف صنعاء اليوم. قالوا وكان الشعبي يكنى أبا عمرو. وكان ضئيلا نحيفا وكان ولد هو وأخ له توأما في بطن. فقيل له: يا أبا عمرو ما لنا نراك ضئيلا؟ قال: إني زوحمت في الرحم. وقد رأى عامر علي بن أبي طالب ووصفه. وروى عن أبي هريرة وابن عمر وابن عباس وعدي بن حاتم وسمرة بن جندب وعمرو بن حريث وعبد الله بن يزيد الأنصاري والمغيرة بن شعبة والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وابن أبي أوفى وجابر بن سمرة وأبي جحيفة وأنس بن مالك وعمران بن حصين وبريدة الأسلمي وجرير بن عبد الله والأشعث بن قيس وأبي موسى الأشعري والحسن بن علي وعبد الله بن عمرو بن العاص والنعمان بن بشير وجابر بن عبد الله ووهب بن خنبش الطائي وحبشي بن جنادة السلولي وعامر بن شهر ومحمد بن صيفي وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب وعروة البارقي وفاطمة بنت قيس وعبد الرحمن بن أبزى وعلقمة بن قيس وفروة بن نوفل الأشجعي وعبد الرحمن بن أبي ليلى والحارث الأعور وزهير بن القين وعوف بن عامر والأسود بن يزيد وسعيد بن ذي لعوة وأبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي ثابت أيمن الذي روى عن يعلى بن مرة.
قال: أخبرنا عبد الرحمن بن يونس عن سفيان بن عيينة عن السري بن إسماعيل قال: سمعت الشعبي يقول ولدت سنة جلولاء.
قال: وقال حجاج عن شعبة: قلت لأبي إسحاق أنت أكبر أو الشعبي؟ قال: هو أكبر مني بسنتين. وعبد الرحمن بن أبي سبرة أبي خيثمة بن مالك والحارث بن برصاء وأبي جبيرة بن الضحاك.
قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس قال: سمعت ليثا يذكر عن الشعبي قال: أقمت بالمدينة مع عبد الله بن عمر ثمانية أشهر أو عشرة أشهر.
قال محمد بن سعد: وكان سبب مقامه بالمدينة أنه خاف من المختار فهرب منه إلى المدينة فأقام بها.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا عبد السلام بن أبي المسلي عن الشعبي قال: تعلمت الحساب من الحارث الأعور.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا إسرائيل عن عيسى بن أبي عزة قال: مكثت مع عامر بخراسان عشرة أشهر لا يزيد على ركعتين.
قال محمد بن سعد: وكان له ديوان. وكان يغزو عليه. وكان شيعيا فرأى منهم أمورا وسمع كلامهم وإفراطهم فترك رأيهم وكان يعيبهم.
قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: حدثنا مالك بن مغول عن الشعبي قال: لو كانت الشيعة من الطير كانوا رخما ولو كانوا من الدواب كانوا حميرا.
قال: أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني قال: أخبرنا الوصافي عن عامر الشعبي قال: أحب صالح المؤمنين وصالح بني هاشم. ولا تكن شيعيا. وارج ما لم تعلم. ولا تكن مرجئا. واعلم أن الحسنة من الله والسيئة من نفسك. ولا تكن قدريا. وأحبب من رأيته يعمل بالخير وإن كان أخرم سنديا.
قال محمد بن سعد: قال أصحابنا وكان الشعبي فيمن خرج مع القراء على الحجاج وشهد دير الجماجم. وكان فيمن أفلت فاختفى زمانا. وكان يكتب إلى يزيد ابن أبي مسلم أن يكلم فيه الحجاج. فأرسل إليه: إني والله ما أجترئ على ذلك ولكن تحين جلوسه للعامة ثم ادخل عليه حتى تمثل بين يديه وتتكلم بعذرك وأقر بذنبك واستشهدني على ما أحببت أشهد لك. قال ففعل الشعبي. فلم يشعر الحجاج إلا وهو قائم بين يديه. قال له: الشعبي؟ قال: نعم أصلح الله الأمير. قال: ألم أقدم البلد وعطاؤك كذا وكذا فزدتك في عطائك ولا يزاد مثلك؟ قال: بلى أصلح الله الأمير.
قال: ألم آمر أن تؤم قومك ولا يؤم مثلك؟ قال: بلى أصلح الله الأمير. قال: ألم أعرفك على قومك ولا يعرف مثلك؟ قال: بلى أصلح الله الأمير. قال: ألم أوفدك على أمير المؤمنين ولا يوفد مثلك؟ قال: بلى أصلح الله الأمير. قال: فما أخرجك مع عدو الرحمن؟ قال: أصلح الله الأمير. خبطتنا فتنة فما كنا فيها بأبرار أتقياء ولا فجار أقوياء. وقد كتبت إلى يزيد بن أبي مسلم أعلمه ندامتي على ما فرط مني ومعرفتي
بالحق الذي خرجت منه وسألته أن يخبر بذلك الأمير ويأخذ لي منه أمانا فلم يفعل.
فالتفت الحجاج إلى يزيد فقال: أكذلك يا يزيد؟ قال: نعم أصلح الله الأمير. قال:
فما منعك أن تخبرني بكتابه؟ قال: الشغل الذي كان فيه الأمير. فقال الحجاج: أولا.
انصرف. فانصرف الشعبي إلى منزله آمنا.
قال: أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان عن ابن شبرمة عن الشعبي قال: ما كتبت سوداء في بيضاء قط وما حدثني أحد بحديث فأحببت أن يعيده علي.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن مغيرة قال: كان الشعبي يؤبدنا يجيء بالأوابد ما كذا وكذا.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان قال: أخبرني من سمع الشعبي يقول: ليتني انفلت من علمي كفافا لا علي ولا لي.
قال: أخبرنا عبد الله بن عمرو المنقري قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال:
حدثنا محمد بن جحادة أن عامرا الشعبي سئل عن شيء فلم يكن عنده فيه شيء.
فقيل له: قل برأيك. قال: وما تصنع برأيي؟ بل على رأيي.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا ابن عون قال: كان الشعبي يحدث بالحديث بالمعاني.
قال: أخبرنا عبد العزيز بن الخطاب الضبي قال: حدثنا مندل عن الحسن بن عقبة أبي كبران المرادي عن الشعبي قال: اكتبوا ما سمعتم مني ولو في الجدار.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي قال: ما أنا بعالم ولا أترك عالما وإن أبا حصين لرجل صالح.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو شهاب عن آدم أن رجلا سأل إبراهيم عن مسألة فقال: لا أدري. فمر عليه عامر الشعبي. فقال للرجل: سل ذاك الشيخ ثم ارجع فأخبرني. فرجع إليه قال: قال لا أدري. قال إبراهيم: هذا والله الفقه.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: حدثنا أبو شهاب عن الصلت بن بهرام قال: ما رأيت رجلا بلغ مبلغ الشعبي أكثر يقول لا أدري منه.
قال: أخبرنا يحيى بن حماد قال: حدثنا سلام بن أبي مطيع عن عمرو بن
سعيد قال: قلت للشعبي حديثا حدثتنيه اختلج مني. قال: ما هو؟ قلت: لا أدري.
قال: لعله كذا. قلت: لا. قال: لعله كذا. قلت: لا. قال: لعله.
هنيئا مريئا غير داء مخامر | لعزة من أعراضنا ما استحلت |
هنيئا مريئا غير داء مخامر | لعزة من أعراضنا ما استحلت |
نفسي تشكى إلي الموت مزحفة | وقد حملتك سبعا بعد سبعينا |
إن تحدثي أملا يا نفس كاذبة | إن الثلاث يوفين. الثمانينا |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 259
أبو عمرو عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي من همدان، ولد لست سنين خلت من خلافة عثمان ومات سنة أربع ومائة، وقيل سنة سبع ومائة، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. وروي أن ابن عمر مر به وهو يحدث بالمغازي فقال: شهدت القوم وأنه علم بها مني. وقال ابن سيرين لأبي بكر الهذلي: الزم الشعبي فلقد رأيته يستفتي وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالكوفة. وقال أبو حصين: ما رأيت أعلم من الشعبي، قلت: ولا شريح؟ قال: تريد أن أكذب؟ ما رأيت أعلم من الشعبي. وقال مكحول: ما رأيت أحدا أعلم بسنة ماضية من عامر الشعبي.
وقال الزهري: العلماء أربعة: سعيد بن المسيب بالمدينة وعامر الشعبي بالكوفة والحسن بن أبي الحسن البصري بالبصرة ومكحول بالشام. وقال أشعث بن سوار: نعى إلينا الحسن البصري الشعبي فقال: كان والله فيما علمت كثير العلم عظيم الحلم قديم السلم، من الإسلام بمكان.
دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 81
الشعبي اسمه عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي شعب همدان كان مولده سنة إحدى وعشرين وكان يكنى بعمرو من الفقهاء في الدين وجلة التابعين مات سنة خمس ومائة وكان قد أدرك خمسين ومائة من الصحابة
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 163
عامر بن شراحيل
..
دار الوعي - حلب-ط 1( 1950) , ج: 1- ص: 128
عامر بن شراحيل، أبو عمرو الشعبي، كوفي.
وقال قتادة، عن أبي مجلز: عن عامر بن عبد الله.
قال أحمد بن أبي الطيب، عن إسماعيل بن مجالد: مات سنة أربع ومئة، وبلغ ثنتين وثمانين سنة.
قال عمرو بن مرزوق: عن شعبة، عن منصور بن عبد الرحمن، عن الشعبي: أدركت خمسمئة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أو أكثر، يقولون: علي، وطلحة، والزبير في الجنة.
وقال أحمد بن ثابت: حدثنا عبد الرزاق، عن ابن عيينة: كان في الناس ثلاثة بعد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ابن عباس، رضي الله عنهما، في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه.
قال إبراهيم بن موسى: أخبرنا ابن أبي زائدة، أخبرنا عاصم: عرضنا على الشعبي صحيفة جابر، أو صحيفة فيها حديث جابر، فقال: ما من شيء فيه إلا سمعته من جابر، ولوددت أنكم انفلتم منه كفافا.
محمد بن يوسف، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن عامر بن شراحيل الشعبي.
أبو نعيم، حدثنا داود بن يزيد، عن عامر: كنت بمرو، فكان علقمة يصلي ركعتين.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 6- ص: 1
الشعبي عامر بن شراحيل
أو عمرو الكوفي
ولد لست سنين مضت من خلافة عمر على المشهور وأدرك خمسمائة من الصحابة وقال ما كتبت سوداء في بيضاء قط ولا حدثني رجل بحديث فأحببت أن يعيده علي ولا حدثني رجل بحديث إلا حفظته
وقال أبو مخلد ما رأيت أفقه من الشعبي
وقال عبد الملك بن عمير مر ابن عمر على الشعبي وهو يحدث بالمغازي فقال لقد شهدت القوم فلهو أحفظ لها وأعلم بها
مات سنة ثلاث ومائة أو أربع أو سبع أو عشر
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 40
عامر بن شراحيل أبو عمرو الشعبي
أحد الأعلام ولد زمن عمر وسمع عليا وأبا هريرة والمغيرة وعنه منصور وحصين وبيان وابن عون قال أدركت خمسمائة من الصحابة وقال ما كتبت سوداء في بيضاء ولا حدثت بحديث إلا حفظته وقال مكحول ما رأيت أفقه من الشعبي وقال آخر الشعبي في زمانه كابن عباس في زمانه مات سنة ثلاث أو أربع ومائة ع
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
الشعبي عامر
الشعبي عامر 2531
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1
عامر الشعبي
عن رجل من حضرموت عبد الله بن الخليل 2705
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1
عامر بن شراحيل
ويقال ابن عبد الله بن شراحيل ويقال ابن شراحيل بن عبد بن أخي قيس بن عبد الشعبي شعب همدان الكوفي كنيته أبو عمرو
ولد لست ستين خلت من خلافة عمر بن الخطاب ومات سنة تسع وقيل سنة خمس ويقال أربع ومائة قال عمرو بن علي مات سنة ست ومائة في أول السنة وهو ابن سبع وسبعين سنة ويكنى أبا عمرو
روى عن عبد الله البجلي في الإيمان والزكاة وأبي بردة بن أبي موسى ومسروق والمغيرة بن شعبة وبريدة وعروة بن المغيرة في الوضوء وعلقمة في الصلاة وابن عباس في الجنائز والبيوع والذبائح وعدي بن حاتم في الصوم والصيد وغيرهما وفاطمة بنت قيس في الطلاق والفتن والنعمان بن بشير في البيوع والهبة والصلاة والتوبة وجابر بن عبد الله في البيوع والجهاد وراد مولى المغيرة في الأحكام وعبد الله بن المطيع في الجهاد وجابر بن سمرة في الجهاد وعبد الرحمن بن عبد رب الكعبة في الجهاد وعروة بن الجعد البارقي في الجهاد وأبي هريرة في الفضائل والبراء بن عازب في الذبائح والضحايا وعبد الله بن عمر في الذبائح والتفسير وسويد بن غفلة في اللباس وأبي سلمة بن عبد الرحمن في الفضائل وشريح بن هانئ والربيع بن خثيم في الدعاء وعمرو بن ميمون في الدعاء وعبد الرحمن بن أبي ليلى في الدعاء وعبد الله بن بريدة في الفتن وغيلان بن جرير في الفتن وأبو الزناد في الفتن
روى عنه سيار بن أبي سيار أبو الحكم ومنصور بن عبد الرحمن وداود بن
أبي هند ومغيرة وصالح بن صالح بن حي وإسماعيل بن أبي خالد وابن الأشوع وعبد الملك بن أبجر ومطرف بن طريف وزكريا بن أبي زائدة ومجالد وأشعث بن سوار وسلمة بن كهيل وأبو إسحاق السبيعي وأبو فروة الهمداني وعبد الرحمن بن سعيد وعون بن عبد الله وابن عون وابن حيان التيمي ومنصور بن المعتمر وعبد الله بن أبي السفر وسعيد بن مسروق والحكم توبة العنبري وفراس بن يحيى وزبيد بن الحارث وقتادة والأعمش وسماك بن حرب وفضيل بن عمرو وعبد الله بن بريدة وغيلان بن جرير وأبو الزناد
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1
الشعبي
عامر
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1
عامر الشعبي علامة زمانه
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 39
(ع) عامر بن شراحيل وقيل ابن عبد الله بن شراحيل وقيل ابن شراحيل بن عبد الشعبي أبو عمرو الكوفي من شعب همدان.
كذا قاله المزي تابعا صاحب الكمال الذي يهذبه، والذي ذكره الكلبي والهمداني المعروف بابن الدمنة وبعدهما الرشاطي وغيره: أن الشعبي منسوب إلى شعبان واسمه حسان بن عمرو بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير بن سبأ؛ لا ذكر لهمدان في نسبه.
قال الجوهري: شعب جبل باليمن نزله حسان بن عمرو الحميري وولده فنسبوا إليه منهم عامر الشعبي، وكذا ذكره ابن قتيبة، والقزاز، وقبلهم ابن حبيب في المحبر وغيره.
وقال ابن السمعاني: ولد سنة عشرين، وقيل: سنة إحدى وثلاثين مات سنة تسع ومائة.
وقال ابن سعد: هو من حمير وكان ضئيلا نحيفا فقيل له يا أبا عمرو ما لنا نراك ضئيلا قال: إني زوحمت في الرحم وكان ولد هو وأخ توأما في بطن.
وذكر ابن حزم أن مولده كان بعد قتل عمر، وأن عمار بن ياسر لم يكن الشعبي يعقل رميه.
وذكر الحصري في ’’ زهر الآداب ’’ أن قائل ذاك له عبد الملك بن مروان.
ذكر ابن سعد عنه قالوا: ولد سنة جلولاء يعني سنة تسع عشرة، وكان له ديوان يعزو عليه، وكان شيعيا فرأى منهم أمورا وسمع إفراطهم فترك رأيهم وكان يعيبهم.
وقال: ما كتبت سوداء في بيضاء قط وما حدثني أحد بحديث فأحببت أن يعيده علي.
وسئل عن شيء يوما فلم يكن عنده فيه شيء فقيل له: قل برأيك. قال: ما تصنع برأيي بل على رأيي.
وسأل إبراهيم رجل عن شيء فقال: لا أدري، والشعبي مار فقال: اذهب فاسأل ذلك الشيخ وارجع فأخبرني فرجع إليه فقال: قال: لا أدري. فقال إبراهيم: هذا والله الفقه.
ثنا عارم ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عطية السراج قال: مررت مع الشعبي على مسجد من مساجد جهينة: فقال أشهد على كذا وكذا من أهل هذا المسجد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مائة فذكر عنهم شيئا من أفعالهم وكان الشعبي يصبغ بالحمرة وتوفي فجأة.
وفي ’’ الزيادات ’’ للرشاطي: ولد لست سنين من خلافة عثمان وقيل ولد سنة إحدى وعشرين.
وفي ’’ العقد ’’: لما سأله النخعي عن مسألة قال: لا أدري فقال إبراهيم: هذا والله هو العالم سئل عما لا يدري فقال لا أدري.
وفي ’’ تاريخ أبي الفرج الأصبهاني ’’: قال الشعبي لما قدم بشر بن مروان الكوفة كتب على مظالمه.
وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: مات الشعبي فجأة جاء وهو راكب ثم خر فصاحوا عليه، قلت: مات وهو قاض. قال: هو كان اعتزل القضاء وسمع من أم سلمة وعائشة قال، ومرسل الشعبي أحب إلي من مراسيل النخعي وسمع من المقدام أبي كريمة قلت: إن قوما يزعمون أنه كان يتشيع قال معاذ: الله [ق222/أ] هو القائل لو كانت الشيعة من الطير.
وفي كتاب ’’ فضل الكتاب ’’ [للجافظ]: كان الشعبي مع تفقهه ونبله كاتب.
وفي ’’ الوشاح ’’ لابن دريد: قيل للشعبي من أنت؟ قال: أنا فلان ابن فلان ابن ذي نسرين.
وذكر المزي روايته عن أسامة بن زيد، والفضل بن العباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبي سعيد، وأبي جبيرة، وعائشة، وأم سلمة، ومسروق، وأم هانئ بنت أبي طالب، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت الرواية المشعرة عنده بالاتصال.
وفي كتاب أبي أحمد العسكري: الشعبي عن أبي جبيرة مرسل.
وفي ’’ تاريخ نيسابور ’’: سئل يحيى بن يحيى الشعبي أدرك أم سلمة فكأنه قال لا.
وفي ’’ جامع بيان العلم ’’: قال النخعي: الشعبي يحدث عن مسروق!! ووالله ما سمع منه شيئا قط.
وفي ’’ علوم الحديث ’’ للحاكم: لم يسمع الشعبي عن عائشة، ولا من ابن مسعود، ولا من أسامة بن زيد، ولا من علي بن أبي طالب - إنما رآه رؤية، ولا من معاذ بن جبل، ولا من زيد بن ثابت.
وفي ’’ العلل الكبرى ’’ لابن المديني: الشعبي لم يسمع من زيد بن ثابت حدث عن قبيصة عنه، ولم يلق أبا سعيد الخدري، ولم يلق أم سلمة.
وفي ’’ سؤالات حمزة ’’: الشعبي لم يسمع من ابن مسعود - إنما رآه رؤية.
وفي ’’ العلل الكبير ’’ للترمذي: قال محمد: لا أعرف للشعبي سماعا من أم هانئ.
وفي علل أبي الحسن الدارقطني: لم يسمع الشعبي من علي.
وقال ابن القطان في ’’ بيان الوهم والإيهام ’’: منهم من يدخل بينه وبين علي: عبد الرحمن بن أبي ليلى وسنه محتملة لإدراك علي وذكر ما قيل في سنه ثم قال: لكن إن صح أنه مات ابن سبعين فقد صغرت سنه عن سن من يتحمل فعلى هذا يكون سماعه من علي مختلفا فيه.
ولما ذكر ابن حزم حديثه عن علي في الحيض احتج به وعادته لا يحتج إلا بصحيح من شرط [الصحبة] الاتصال.
وأما البخاري فإنه لما ذكر هذا الأمر مرضه بقوله ويذكر عن علي فكأنه لمح الانقطاع وإلا فالمسند صحيح لا موضع للنظر فيه إلا في هذا، ثم نقض هذا فقال في كتاب الرجم: ثنا آدم ثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن الشعبي عن علي حين رجم المرأة يوم الجمعة قال: قد رجمتها بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فهذا [بعض] الأول والله تعالى أعلم.
وفي ’’ المراسيل ’’: قال ابن معين: ما روى الشعبي عن عائشة مرسل قال:
وسألت أبي عن حديثين رواهما همام عن قتادة عن [عروة] عن الشعبي أن أسامة بن زيد حدثه: ’’ أنه كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة ’’. هل أدرك الشعبي أسامة؟ قال: لا يمكن أن يكون سمع من أسامة ولا أدرك الفضل بن عباس.
سمعت أبي يقول: لم يسمع الشعبي من ابن مسعود. والشعبي عن عائشة مرسل، إنما يحدث عن مسروق عن عائشة، وقال أبو زرعة: الشعبي عن معاذ مرسل، وسمعت أبي يقول: الشعبي لم يسمع من ابن عمر.
وفي تاريخ البخاري ’’ الأوسط ’’، و ’’ الكبير ’’: ثنا عمرو بن مروان ثنا شعبة عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي قال: أدرك خمسمائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو أكثر.
وفي كتاب ’’ الفرائض ’’: هو أول من صنف في علم الفرائض وحسابه.
وذكر أبو الفرج الأموي في ’’ تاريخه الكبير ’’ حكاية فيها نظر وهي: ثنا الجوهري ثنا عمر بن شبة ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا [عمرو] بن أبي [ق222/ب] زائدة عن الشعبي قال: ذكر الشعر عندهم عمر بن الخطاب فقال: من أشعر الناس قلنا أنت أعلم يا أمير المؤمنين قال: فمن الذي يقول:
إلا سليمان إذ قال الإله قم | في البرية فاحددها عن الفند |
لما دفع الطرف إليها حين ولت | بدلال ثم هزت منكبيها |
فتنته ببنان وبخطي حاجبيها | وبنان كالمداري وتكسر مقلتيها |
من فتاة حتى قامت رفعت ما كمتيها | فقضى جورا علينا ثم لم يقض عليها |
كيف لو أبصر منها نحرها وساعديها | لصبئ حتى تراه ساجدا بين يديها |
بنت عيسى بن جراد ظلم الخصم لديها | قال للحولوان قربها وقدم ناهديها |
نفسي تشكي إلى الموت مرجفة | وقد جملتك سبعا بعد سبعينا |
إن تحدثي أملا يا نفس كاذبة | إن الثلاث يوفين الثمانينا |
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 7- ص: 1
عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي
من شعب همدان من أهل الكوفة كنيته أبو عمرو وكان أكبر من أبي إسحاق السبيعي بسنتين روى عنه الناس وكان فقيها شاعراً مولده سنة عشرين وقد قيل سنة إحدى وعشرين ومات سنة تسع ومائة وقد قيل سنة خمس ومائة ويقال أربع ومائة على دعابة فيه وقد نيف على الثمانين وكانت أمه من سبى جلولاء روى عن خمسين ومائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 5- ص: 1
عامر بن شراحيل الشعبي
سمع الشعبي من ثمانية وأربعين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والشعبي أكبر من أبي إسحاق بسنتين قلت ذكر هذا في ترجمة أبي إسحاق قال العجلي مرسل الشعبي صحيح لا يكاد يرسل إلا صحيحا أهل اليمن أرق قوم حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن زيد عن أبي عبد الله الشقري قال جاء رجل إلى الشعبي فقال إني قبلت أم امرأتي فقال حرمت عليك امرأتك فأعاد عليه فقال عن صبوح ترقق روى عن طلحة بن يحيى الشعبي عن عيسى بن طلحة الزهري وكانا ثقتين وكان أخوهما موسى بن طلحة رجلاً صالحا كان بالكوفة حدثنا عمرو بن عون أنبأ هشيم عن إسماعيل بن سالم عن الشعبي قال مات رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو من أتباعهم فأوصى إن حضر الأمير فليصل على وإن لم يحضر الأمير فليصل عليه إمام الحي ولا تخالفوا بي السنة
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1
الشعبي
سمع من ثمانية وأربعين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والشعبي أكبر من أبي إسحاق السبيعي بسنتين وأبو إسحاق أكبر من عبد الملك بن عمير بسنتين ثنا أبو مسلم حدثني أبي قال مرسل الشعبي صحيح لا يكاد يرسل إلا صحيحا أهل اليمن أرق قوم حدثنا أبو مسلم قال سمعت أبي أحمد يقول سمعت أبي عبد الله يقول قال الشعبي لأن أصلى وأنا جنب أحب إلي من أن أعيد للشيطان وضوءاً
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1
الشَّعْبِيُّ
علَّامةُ التابعين، أبو عَمْرو، عامرُ بنُ شَراحيل الهَمْدَانيُّ الكوفيّ، شَعْب هَمْدَان.
مولده في أثناء خلافة عمر سنة سبع عشرة.
كان إماماً، حافظاً، فقيهاً، متفنناً، ثبتاً، متقناً.
وكان يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء، ولا حدثني رجلٌ بحديثٍ قط إلا حفظته، ولا أحببت أن يعيده علي.
وروى عن: علي، وعمران بن حصين، وجرير بن عبد الله، وأبي هريرة، وابن عباس، وعائشة، وعبد الله بن عمرو، وعدي بن حاتم، والمغيرة بن شعبة، وفاطمة بنت قيس، وخلق.
وعنه: إسماعيل بن أبي خالد، وداود بن أبي هند، وزكريا بن أبي زائدة، ومجالد، والأعمش، وأبو حنيفة وهو أكبر شيخٍ له، وابن عونٍ، ويونس بن أبي إسحاق، والسري بن يحيى، وخلق.
قال العجلي: مرسل الشعبي صحيح، لا يكاد يرسل إلا صحيحاً.
وقد شهد الشعبي وقعة الجماجم مع ابن الأشعث، ثم نجا من سيف الحجاج، وعفا عنه.
وقال: أدركت خمسمئةٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال مكحول: ما رأيت أعلم من الشعبي.
وقال سليمان التيمي عن أبي مجلز: ما رأيت أحداً أفقه من الشعبي؛ لا سعيد بن المسيب، ولا طاووس، ولا عطاء، ولا الحسن، ولا ابن سيرين.
وقال ابن عيينة: العلماء ثلاثة: ابن عباسٍ في زمانه، والشعبي في زمانه , والثوري في زمانه.
وروي عن الشعبي أنه قال: ما أروي شيئاً أقل من الشعر، ولو شئت لأنشدتكم شهراً لا أعيد.
مات سنة أربعٍ ومئة على المشهور.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1
عامر الشعبي
مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 1- ص: 1
عامر الشعبي
مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 2- ص: 1
عامر الشعبي
وهو ابن شراحيل أبو عمرو كوفي رأى علي بن أبي طالب وروى عن الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب وأسامة بن زيد وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله وعدي بن حاتم وعبد الله بن عمرو وأنس بن مالك وجابر بن سمرة والاشعث بن قيس والمغيرة بن شعبة والنعمان بن بشير وجرير بن عبد الله والبراء بن عازب وعامر بن شهر ومحمد بن صيفي الأنصاري ومحمد بن صفوان وأبي هريرة وفروة بن مسيك وعروة بن الجعد البارقي وعروة بن مضرس الطائي ووهب بن خنبش والحارث بن مالك بن البرصاء وحذيفة بن أسيد وزياد بن عياض وحبشي بن جنادة والمقدام أبي كريمة وعبد الله بن أبي أوفى وقرظة بن كعب وعبد الله بن الزبير وأبي جحيفة وعمرو بن حريث ومعاوية بن أبي سفيان وفاطمة بنت قيس وعبد الرحمن بن أبزي ولم يسمع من سمرة بن جندب وحديث شعبة عن فراس عن الشعبي سمعت سمرة غلط بينهما سمعان بن مشنج ولم يدرك عاصم بن عدي وعاصم بن عدي قديم سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد تركت ذكر من روى عنه لكثرته نا عبد الرحمن أنا أبو سعيد الاشح نا بن فضيل عن بن شبرمة قال سمعت الشعبي يقول ما كتبت سوداء في بيضاء قط ولا حدثني رجل بحديث فأحببت ان يعده على ولا حدثني رجل بحديث الا حفظته ثنا عبد الرحمن انا أبو سعيد الأشج نا بن فضيل عن عاصم الأحول قال ذكر للحسن موت الشعبي فقال إن كان من الإسلام لبمكان نا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي نا إسماعيل بن أبان الوراق ثنا يحيى بن أبي زائدة عن أشعث بن سوار قال نعى لنا الحسن البصري الشعبي فقال كان والله ما علمت كثير العلم عظيم الحلم قديم السلم من الإسلام بمكان نا عبد الرحمن حدثني أبي نا عبد الله بن محمد بن الحسن بن المختار الرازي ثنا سليمان بن أبي هوذة عن عمرو بن أبي قيس عن منصور قال ما رأيت أحداً أحسب من الشعبي نا عبد الرحمن حدثني أبي نا عمرو بن علي الصيرفي نا عبد الله بن داود يعني الخريبي عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال ما رأيت أحداً أفقه من الشعبي نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال الشعبي ثقة ثنا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول إذا حدث الشعبي عن رجل فسماه فهو ثقة يحتج بحديثه نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن الشعبي فقال كوفي ثقة ثنا عبد الرحمن قال سئل أبي عن الفرائض الذي رواه الشعبي عن علي قال هذا عندي ما قاسه الشعبي على قول علي وما أرى علياً كان يتفرغ لهذا.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 6- ص: 1