عائشة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان، من قريش: افقه نساء المسلمين واعلمهن بالدين والادب. كانت تكنى بام عبد الله. تزوجها النبي (ص) في السنة الثانية بعد الهجرة، فكانت احب نسائه اليه، واكثرهن رواية للحديث عنه. ولها خطب ومواقف. وما كان اكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض فتجيبهم. وكان ’’مسروق’’ اذا روى عنها يقول: حدثتني الصديقة بنت الصديق. وكانت ممن نقم على ’’عثمان’’ عمله في حياته، ثم غضبت له بعد مقتله، فكان لها في هودجها، بوقعة الجمل، موقفها المعروف. وتوفيت في المدينة. روى عنها 2210 احاديث. ولبدر الدين الزركشي كتاب ’’الاجابة لما استدركته عائشة على الصحابة - ط) ولسعيد الافغاني ’’عائشة والسياسة - ط) ولزاهية مصطفى قدورة ’’عائشة ام المؤمنين - ط).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 240

عائشة بنت أبي بكر الصديق (ب د ع) عائشة بنت أبي بكر الصديق، الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين، زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأشهر نسائه، وأمها أم رومان ابنة عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب ابن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة الكنانية.
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بسنتين، وهي بكر، قاله أبو عبيدة. وقيل: بثلاث سنين. وقال الزبير: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة بثلاث سنين. وتوفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل: بأربع سنين. وقيل: بخمس سنين. وكان عمرها لما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ست سنين، وقيل: سبع سنين. وبنى بها وهي بنت تسع سنين بالمدينة.
وكان جبريل قد عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم صورتها في سرقة حرير في المنام، لما توفيت خديجة، وكناها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم عبد الله، بابن أختها عبد الله بن الزبير.
أخبرنا يحيى بن محمود- فيما أذن لي- بإسناده عن ابن أبي عاصم قال: حدثنا سعيد بن يحيى ابن سعيد، حدثنا أبي، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عائشة قالت: لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن الأوقص- امرأة عثمان بن مظعون، وذلك بمكة-: أي رسول الله، ألا تزوج؟ قال: ومن؟ قلت: إن شئت بكرا، وإن شئت ثيبا. قال: فمن البكر؟ قلت: ابنة أحب خلق الله إليك: عائشة بنت أبي بكر. قال: ومن الثيب؟ قلت: سودة بنت زمعة بن قيس، آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه.
قال: فاذهبي فاذكريهما علي. فجاءت فدخلت بيت أبي بكر، فوجدت أم رومان أم عائشة، فقالت: أي أم رومان، ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة. قالت:، وددت، انتظري أبا بكر، فإنه آت. فجاء أبو بكر فقالت: يا أبا بكر، ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة. قال: وهل تصلح له، إنما هي بنت أخيه. فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال: ارجعي وقولي له: أنت أخي في الإسلام، وابنتك تصلح لي. فأتت أبا بكر فقال: ادعي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجاء فأنكحه، وهي يومئذ بنت ست سنين، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن الثيب؟ قالت: سودة بنت زمعة. قد آمنت بك واتبعتك. قال: اذهبي فاذكريها علي. قالت: فخرجت فدخلت على سودة فقلت: يا سودة، ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه. قالت: وددت، أدخلي على أبي فاذكري ذلك له- قالت: وهو شيخ كبير قد تخلف عن الحج- فدخلت عليه فقلت: إن محمد بن عبد الله أرسلني أخطب عليه سودة. قال: كفء كريم، فماذا تقول صاحبتك؟ قالت: تحب ذلك. قال: ادعيها. فدعتها فقال: إن محمد بن عبد الله أرسل يخطبك وهو كفء كريم، أفتحبين أن أزوجك؟ قالت: نعم. قال: فادعيه لي. فدعته فجاء فزوجها، وجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثو التراب على رأسه، وقال بعد أن أسلم. إني لسفيه يوم أحثو التراب على رأسي أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة.
أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء حدثنا أبو علي الحداد وأنا حاضر أسمع، أخبرنا أحمد ابن عبد الله الحافظ، حدثنا فاروق، حدثنا محمد بن محمد بن حبان التمار، حدثنا عبد الله ابن مسلمة القعنبي، حدثنا سليمان بن بلال، عن أبي طوالة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. أخبرنا محمد بن سرايا بن علي العدل، والحسين بن أبي صالح بن فناخسرو، وغيرهما، بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا حماد، حدثنا هشام، عن أبيه قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، قالت: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقالوا: يا أم سلمة، إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد من الخير كما تريد عائشة، فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيثما كان- أو حيثما دار- قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم، قالت: فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذلك، فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرت له ذلك، فقال: يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه- والله- ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها. قال: وحدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب قال: قال أبو سلمة: أن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما: يا عائش، هذا جبريل يقرئك السلام. فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى مالا أرى.
أخبرنا إسماعيل بن علي، وإبراهيم بن محمد، وغيرهما، بإسنادهم عن محمد بن عيسى قال: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا عبد الرزاق، عن عبد الله بن عمرو بن علقمة المكي، عن ابن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة: أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هذه زوجتك في الدنيا والآخرة.
قال: وحدثنا محمد بن عيسى: حدثنا بندار وإبراهيم بن يعقوب قالا: حدثنا يحيى ابن حماد، حدثنا عبد العزيز بن المختار، أخبرنا خالد الحذاء، عن أبي عثمان النهدي، عن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على جيش ذات السلاسل- قال: فأتيته فقلت: يا رسول الله، أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. قلت: من الرجال؟ قال: أبوها. قال: وحدثنا محمد بن عيسى: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن غالب: أن رجلا نال من عائشة- رضي الله عنها- عند عمار بن ياسر، فقال: اعزب مقبوحا منبوحا ! أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان مسروق إذا روى عنها يقول: حدثتني الصديقة بنت الصديق، البريئة المبرأة.
وكان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض، وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة من أفقه الناس وأحسن الناس رأيا في العامة.
وقال عروة: ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة، ولو لم يكن لعائشة من الفضائل إلا قصة الإفك لكفى بها فضلا وعلو مجد، فإنها نزل فيها من القرآن ما يتلى إلى يوم القيامة.
ولولا خوف التطويل لذكرنا قصة الإفك بتمامها، وهي أشهر من أن تخفى.
أخبرنا مسمار بن عمر بن العويس، وأبو الفرج محمد بن عبد الرحمن بن أبي العز، وغيرهما بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، حدثنا ابن عون، عن القاسم بن محمد: بأن عائشة اشتكت فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين تقدمين على فرط صدق، على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر.
وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا، روى عنها عمر بن الخطاب وكثير من الصحابة، ومن التابعين ما لا يحصى.
روى يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن زيد، عن القاسم، عن أبي أمامة أن عمر بن الخطاب قال: أدنوا الخيل وانتضلوا وانتعلوا، وإياكم وأخلاق الأعاجم، وأن تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر، ولا يحل لمؤمن ولا مؤمنة تدخل الحمام إلا بمئزر إلا من سقم، فإن عائشة حدثتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على فراشي: أيما امرأة مؤمنة وضعت خمارها على غير بيتها، هتكت الحجاب بينها وبين ربها عز وجل. وتوفيت عائشة سنة سبع وخمسين. وقيل: سنة ثمان وخمسين ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، وأمرت أن تدفن بالبقيع ليلا، فدفنت وصلى عليها أبو هريرة، ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن محمد ابن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر. ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم كان عمرها ثمان عشرة سنة.
أخرجها الثلاثة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1549

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 7- ص: 186

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 6- ص: 188

عائشة بنت أبي بكر الصديق تقدم نسبها في ترجمة والدها عبد الله بن عثمان رضي الله تعالى عنهم. وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية، ولدت بعد المبعث بأربع سنين أو خمس، فقد ثبت في
الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تزوجها وهي بنت ست، وقيل سبع، ويجمع بأنها كانت أكملت السادسة ودخلت في السابعة، ودخل بها وهي بنت تسع، وكان دخوله بها في شوال في السنة الأولى كما أخرجه ابن سعد عن الواقدي، عن أبي الرجال، عن أبيه، عن أمه عمرة عنها، قالت: أعرس بي على رأس ثمانية أشهر. وقيل في السنة الثانية من الهجرة. وقال الزبير بن بكار: تزوجها بعد موت خديجة، قبل الهجرة بثلاث سنين. قال أبو عمر: كانت تذكر لجبير بن مطعم وتسمى له.
قلت: أخرجه ابن سعد من حديث ابن عباس بسند فيه الكلبي، وأخرجه أيضا عن ابن نمير عن الأجلح عن ابن أبي مليكة، قال: قال أبو بكر: كنت أعطيتها مطعما لابنه جبير، فدعني حتى أسألها منهم فاستلبثها. وفي الصحيح، من رواية أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا بنت ست سنين، وبني بي وأنا بنت تسع، وقبض وأنا بنت ثمان عشرة سنة.
وأخرج ابن أبي عاصم، من طريق يحيى القطان، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة، قالت: لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن الأوقص امرأة عثمان بن مظعون، وذلك بمكة: أي رسول الله، ألا تزوج؟ قال: «من»؟ قالت: «إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا». قال: «فمن البكر»؟ قالت: بنت أحب خلق الله إليك: عائشة بنت أبي بكر. قال: «ومن الثيب»؟ قالت: سودة بنت زمعة، آمنت بك واتبعتك. قال: «فاذهبي فاذكريهما علي»، فجاءت فدخلت بيت أبي بكر، فوجدت أم رومان، فقالت: ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخطب عليه عائشة: قالت: وددت، انتظري أبا بكر.
فجاء أبو بكر فذكرت له، فقال: وهل تصلح له وهي بنت أخيه؟ فرجعت، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال: قولي له: «أنت أخي في الإسلام وابنتك تحل لي».
فجاء فأنكحه، وهي يومئذ بنت ست سنين، ثم ذكر قصة سودة.
وفي «الصحيح» أيضا لم ينكح بكرا غيرها، وهو متفق عليه بين أهل النقل، وكانت تكنى أم عبد الله، فقيل: إنها ولدت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولدا فمات طفلا، ولم يثبت هذا. وقيل كناها بابن أختها عبد الله بن الزبير، وهذا الثاني ورد عنها من طرق منها عند ابن سعد، عن يزيد بن هارون، عن حماد، عن هشام بن عروة، عن عباد بن حمزة، عن عائشة. قال الشعبي: كان مسروق إذا حدث عن عائشة قال: حدثتني الصادقة ابنة الصديق حبيبة حبيب الله.
وقال أبو الضحى، عن مسروق: رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض. وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة.
وقال هشام بن عروة، عن أبيه: ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة. وقال أبو بردة بن أبي موسى، عن أبيه: ما أشكل علينا أمر فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علما. وقال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل. وأسند الزبير بن بكار عن أبي الزناد، قال: ما رأيت أحدا أروى لشعر من عروة، فقيل له: ما أرواك! فقال: ما روايتي في رواية عائشة؟ ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعرا.
وفي الصحيح عن أبي موسى الأشعري- مرفوعا: «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام».
وفي الصحيح، من طريق حماد، عن هشام بن عروة، عن أبيه: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة. قالت: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة... فذكر الحديث، وفيه: فقال في الثالثة: «لا تؤذوني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها».
وأخرج الترمذي من طريق الثوري، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن غالب- أن رجلا نال من عائشة عند عمار بن ياسر، فقال: اعزب مقبوحا، أتؤذي محبوبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأخرجه ابن سعد من وجه آخر عن، أبي إسحاق، عن حميد بن عريب نحوه، وقال: مقبوحا منبوحا، وزاد أنها لزوجته في الجنة.
وعن مرسل مسلم البطين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «عائشة زوجتي في الجنة».
ومن طريق أبي محمد مولى الغفاريين أن عائشة قالت: يا رسول الله، من أزواجك في الجنة؟ قال: «أنت منهن».
ومن طريق أبي إسحاق عن سفيان بن سعد، قال: زاد عمر عائشة على أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ألفين وقال: «إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم».
وفي صحيح البخاري من طريق ابن عون، عن القاسم بن محمد- أن عائشة اشتكت فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين، تقدميني على فرط صدق... الحديث.
وقال ابن سعد: أخبرنا هشام- هو ابن عبد الملك الطيالسي، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن عائشة، قالت: أعطيت خلالا ما أعطيتها امرأة: ملكني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا بنت سبع، وأتاه الملك بصورتي في كفه لينظر إليها، وبني بي لتسع، ورأيت جبرائيل، وكنت أحب نسائه إليه، ومرضته فقبض ولم يشهده غيري- والملائكة.
وأورد من وجه آخر فيه عيسى بن ميمون وهو واه، قالت عائشة: فضلت بعشر... فذكرت مجيء جبريل بصورتها، قالت: ولم ينكح بكرا غيري ولا امرأة أبواها مهاجران غيري، وأنزل الله براءتي من السماء، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي، وكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد، وكان يصلى وأنا معترضة بين يديه، وقبض بين سحري وبحري في بيتي وفي ليلتي، ودفن في بيتي.
وأخرج ابن سعد من طريق أم درة، قالت: أتيت عائشة بمائة ألف ففرقتها وهي يومئذ صائمة، فقلت لها: أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه؟ فقالت: لو كنت أذكرتني لفعلت.
روت عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكثير الطيب، وروت أيضا عن أبيها، وعن عمر، وفاطمة، وسعد بن أبي وقاص، وأسيد بن حضير، وجذامة بنت وهب، وحمزة بنت عمرو.
وروى عنها من الصحابة: عمر، وابنه عبد الله، وأبو هريرة، وأبو موسى، وزيد بن خالد، وابن عباس، وربيعة بن عمرو الجرشي، والسائب بن يزيد، وصفية بنت شيبة، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، وغيرهم.
ومن آل بيتها: أختها أم كلثوم، وأخوها من الرضاعة عوف بن الحارث، وابن أخيها القاسم، وعبد الله بن محمد بن أبي بكر، وبنت أخيها الآخر حفصة، وأسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، وحفيده عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن، وابنا أختها: عبد الله، وعروة ابنا الزبير بن العوام من أسماء بنت أبي بكر، وحفيدا أسماء عباد، وحبيب، ولدا عبد الله بن الزبير، وحفيد عبد الله عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، وبنت أختها عائشة بنت طلحة من أم كلثوم بنت أبي بكر، ومواليها: أبو عمر، وذكوان، وأبو يونس، وابن فروخ.
ومن كبار التابعين: سعيد بن المسيب، وعمرو بن ميمون، وعلقمة بن قيس، ومسروق، وعبد الله بن حكيم، والأسود بن يزيد، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو وائل، وآخرون كثيرون.
ماتت سنة ثمان وخمسين في ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان عند الأكثر وقيل سنة سبع، ذكره علي بن المديني، عن ابن عيينة، عن هشام بن عروة، ودفنت بالبقيع.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 8- ص: 231

عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عائشة بنت أبي بكر الصديق، أم المؤمنين زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم عبد الله التيمية، فقيهة نساء الأمة؛ دخل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال بعد بدر وعمرها تسع سنين، وتزوجها قبل الهجرة بسنتين، وقيل بثلاث، وهي بنت ست، وقيل بنت سبع، وكانت تذكر لجبير بن مطعم وتسمى له، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أري عائشة في المنام في سرقة من حرير متوفى خديجة، فقال: إن يكن هذا من عند الله يمضه، ثم تزوجها، وتوفي عنها صلى الله عليه وسلم وعمرها يومئذ ثمان عشرة سنة؛ قال أبو عمر ابن عبد البر: لم ينكح بكرا غيرها، واستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكنية فقال لها: اكتني بابنك عبد الله بن الزبير، يعني ابن أختها. وكان مسروق إذا حدث عن عائشة قال: حدثتني الصادقة ابنة الصديق البريئة المبرأة بكذا وكذا. وقال أبو الضحى عن مسروق: رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض؛ وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة رضي الله عنها أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة. وقال هشام بن عروة عن أبيه: ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة، ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعرا. قال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل، وقال عمرو بن العاص: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قلت: فمن الرجال؟ قال: أبوها. وقال صلى الله عليه وسلم: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام؛ وقالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام، فقلت: عليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى. وعنها أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذه زوجتك في الدنيا والآخرة، رواه الترمذي وحسنه. وقال عروة: كان الناس يتحرون بهداياهم عائشة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكم صاحبة الجمل الأدبب يقتل حولها قتلى كثير وتنجو بعدما كادت؟ وهذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم؛ وفي عائشة يقول حسان بن ثابت الأنصاري في قصة الإفك الذي رميت به عائشة رضي الله عنها:

قال ابن عبد البر:
أمر النبي صلى الله عليه وسلم الذين رموا عائشة بالإفك حين نزل القرآن ببراءتها، فجلدوا الحد ثمانين فيما ذكر جماعة من أئمة أهل السير والعلم بالخبر، وقال قوم: إن حسان بن ثابت لم يجلد معهم ولا يصح عنه أنه خاض في الإفك والقذف، ويزعمون أنه القائل:
عبد الله هو عبد الله بن أبي بن سلول، وآخرون يصححون جلد حسان، ويزعمون أن هذا البيت لغير حسان.
وتوفيت رضي الله عنها سنة سبع وخمسين من الهجرة، وقيل ثمان وخمسين، وأمرت أن تدفن ليلا، فدفنت بعد الوتر بالبقيع، وصلى عليها أبو هريرة، ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير والقاسم بن محمد وعبد الله بن محمد بن أبي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر؛ وروى لها الجماعة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0

عائشة أم المؤمنين "ع":

بنت الإمام الصديق الأكبر خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشية التيمية المكية النبوية أم المؤمنين زوجة النبي -صلى الله عليه وسلم- أفقه نساء الأمة على الإطلاق.

وأمها هي أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب ابن أذينة الكنانية.

هاجر بعائشة أبواها وتزوجها نبي الله قبل مهاجره بعد وفاة الصديقة خديجة بنت خويلد وذلك قبل الهجرة ببضعة عشر شهرا وقيل: بعامين ودخل بها في شوال سنة اثنتين منصرفه عليه الصلاة والسلام من غزوة بدر وهي ابنة تسع.

فروت عنه: علما كثيرا طيبا مباركا فيه. وعن أبيها وعن عمر وفاطمة وسعد وحمزة بن عمرو الأسلمي وجدامة بنت وهب.

حدث عنها: إبراهيم بن يزيد النخعي مرسلا وإبراهيم بن يزيد التيمي كذلك وإسحاق بن طلحة وإسحاق بن عمر والأسود بن يزيد وأيمن المكي وثمامة بن حزن وجبير بن

نفير وجميع بن عمير. والحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي والحارث بن نوفل والحسن وحمزة بن عبد الله بن عمر وخالد بن سعد وخالد بن معدان وقيل: لم يسمع منها وخباب صاحب المقصورة وخبيب بن عبد الله بن الزبير وخلاس الهجري وخيار بن سلمة وخيثمة بن عبد الرحمن وذكوان السمان ومولاها ذكوان وربيعة الجرشي وله صحبة وزاذان أبو عمر الكندي وزرارة بن أوفى وزر بن حبيش وزيد بن أسلم وسالم بن أبي الجعد ولم يسمعا منها وزيد بن خالد الجهني وسالم بن عبد الله وسالم سبلان والسائب بن يزيد وسعد بن هشام وسعيد المقبري وسعيد بن العاص وسعيد بن المسيب وسليمان بن يسار وسليمان بن بريدة وشريح بن أرطاة وشريح بن هاني وشريق الهوزني وشقيق أبو وائل وشهر بن حوشب وصالح بن ربيعة بن الهدير وصعصعة عم الأحنف وطاوس وطلحة بن عبد الله التيمي وعابس بن ربيعة وعاصم بن حميد السكوني وعامر بن سعد والشعبي وعباد بن عبد الله بن الزبير وعبادة بن الوليد وعبد الله بن بريدة وأبو الوليد عبد الله بن الحارث البصري وابن الزبير ابن أختها وأخوه عروة وعبد الله بن شداد الليثي وعبد الله بن شقيق وعبد الله بن شهاب الخولاني وعبد الله بن عامر بن ربيعة وابن عمر وابن عباس وعبد الله بن فروخ وعبد الله بن أبي مليكة وعبد الله بن عبيد ابن عمير وأبوه وعبد الله بن عكيم وعبد الله بن أبي قيس وابنا أخيها عبد الله والقاسم ابنا محمد وعبد الله بن أبي عتيق محمد ابن أخيها عبد الرحمن وعبد الله بن واقد العمري ورضيعها عبد الله بن يزيد وعبد الله البهي وعبد الرحمن بن الأسود وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهمداني وعبد الرحمن بن شماسة وعبد الرحمن بن عبد الله بن سابط الجمحي وعبد العزيز والد ابن جريج وعبيد الله بن عبد الله وعبيد الله بن عياض وعراك ولم يلقها وعروة المزني وعطاء بن أبي رباح وعطاء بن يسار وعكرمة وعلقمة وعلقمة بن وقاص وعلي بن الحسين وعمرو بن سعيد الأشدق وعمرو بن شرحبيل وعمرو بن غالب وعمرو بن ميمون وعمران بن حطان وعوف بن الحارث رضيعها وعياض بن عروة وعيسى بن طلحة وغضيف بن الحارث وفروة بن نوفل والقعقاع بن حكيم وقيس بن أبي حازم وكثير بن عبيد الكوفي رضيعها وكريب ومالك بن أبي عامر ومجاهد ومحمد بن إبراهيم التيمي إن كان لقيها ومحمد بن الأشعث ومحمد بن زياد الجمحي وابن سيرين ومحمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وأبو جعفر الباقر ولم يلقها ومحمد بن قيس بن مخرمة ومحمد بن المنتشر ومحمد بن

المنكدر وكأنه مرسل ومروان العقيلي أبو لبابة ومسروق ومصدع أبو يحيى ومطرف بن الشخير ومقسم مولى ابن عباس والمطلب بن عبد الله بن حنطب ومكحول ولم يلحقها وموسى بن طلحة وميمون بن أبي شبيب وميمون بن مهران ونافع بن جبير ونافع بن عطاء ونافع العمري والنعمان بن بشير وهمام بن الحارث وهلال ابن يساف ويحيى بن الجزار ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ويحيى بن يعمر ويزيد بن بابنوس ويزيد بن الشخير ويعلى بن عقبة ويوسف بن ماهك وأبو أمامة بن سهل وأبو بردة بن أبي موسى وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وأبو الجوزاء الربعي وأبو حذيفة الأرحبي وأبو حفصة مولاها وأبو الزبير المكي وكأنه مرسل وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو الشعثاء المحاربي وأبو الصديق الناجي وأبو ظبيان الجنبي وأبو العالية رفيع الرياحي وأبو عبد الله الجدلي وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود وأبو عثمان النهدي وأبو عطية الوادعي وأبو قلابة الجرمي ولم يلقها وأبو المليح الهذلي وأبو موسى وأبو هريرة وأبو نوفل بن أبي عقرب وأبو يونس مولاها وبهية مولاة الصديق وجسرة بنت دجاجة وحفصة بنت أخيها عبد الرحمن وخيرة والدة الحسن البصري وذفرة بنت غالب وزينب بنت أبي سلمة وزينب بنت نصر وزينب السهمية وسمية البصرية وشميسة العتكية وصفية بنت شيبة وصفية بنت أبي عبيدة وعائشة بنت طلحة وعمرة بنت عبد الرحمن ومرجانة والدة علقمة بن أبي علقمة ومعاذة العدوية وأم كلثوم التيمية أختها وأم محمد امرأة والد علي بن زيد ين جدعان وطائفة سوى هؤلاء.

"مسند عائشة": يبلغ ألفين ومئتين وعشرة أحاديث. اتفق لها البخاري ومسلم على مئة وأربعة وسبعين حديثا وانفرد البخاري بأربعة وخمسين وانفرد مسلم بتسعة وستين.

وعائشة ممن ولد في الإسلام وهي أصغر من فاطمة بثماني سنين. وكانت تقول لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين.

وذكرت أنها لحقت بمكة سائس الفيل شيخا أعمى يستعطي.

وكانت امرأة بيضاء جميلة. ومن ثم يقال لها: الحميراء ولم يتزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- بكرا غيرها ولا أحب امرأة حبها. ولا أعلم في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- بل ولا في النساء مطلقا امرأة أعلم منها. وذهب بعض العلماء إلى أنها أفضل من أبيها. وهذا مردود وقد جعل الله لكل شيء قدرا بل نشهد أنها زوجة نبينا -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة فهل فوق ذلك مفخر وإن كان للصديقة خديجة شأو لا يلحق وأنا واقف في أيتهما أفضل. نعم جزمت بأفضلية خديجة عليها لأمور ليس هذا موضعها.

هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أريتك في المنام ثلاث ليال جاء بك الملك في سرقة من حرير فيقول: هذه امرأتك فأكشف، عن وجهك فإذا أنت فيه. فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه".

وأخرج الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن علقمة المكي، عن ابن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة: أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "هذه زوجتك في الدنيا والآخرة".

حسنه الترمذي وقال: لا نعرفه إلا من حديث عبد الله ورواه عبد الرحمن بن مهدي عنه مرسلا.

بشر بن الوليد القاضي: حدثنا عمر بن عبد الرحمن، عن سليمان الشيباني، عن علي بن زيد بن جدعان، عن جدته، عن عائشة أنها قالت: لقد أعطيت تسعا ما أعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران: لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتزوجني ولقد تزوجني بكرا وما تزوج بكرا غيري ولقد قبض ورأسه في حجري ولقد قبرته في بيتي ولقد حفت الملائكة ببيتي وإن كان الوحي لينزل عليه وإني لمعه في لحافه وإني لابنة خليفته وصديقه ولقد نزل عذري من السماء ولقد خلقت طيبة عند طيب ولقد وعدت مغفرة ورزقا كريما.

رواه أبو بكر الآجري، عن أحمد بن يحيى الحلواني عنه. وإسناده جيد وله طريق آخر سيأتي.

وكان تزويجه -صلى الله عليه وسلم- بها إثر وفاة خديجة فتزوج بها وبسودة في وقت واحد ثم دخل بسودة فتفرد بها ثلاثة أعوام حتى بنى بعائشة في شوال بعد وقعة بدر. فما تزوج بكرا سواها وأحبها حبا شديدا كان يتظاهر به بحيث إن عمرو بن العاص وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة سأل النبي -صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك يا رسول الله: قال: "عائشة" قال: فمن الرجال؟ قال: "أبوها".

وهذا خبر ثابت على رغم أنوف الروافض وما كان عليه السلام ليحب إلا طيبا. وقد قال: "لو كنت متخذا خليلا من هذه الأمة لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام أفضل". فأحب أفضل رجل من أمته وأفضل امرأة من أمته فمن أبغض حبيبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو حري أن يكون بغيضا إلى الله ورسوله.

وحبه عليه السلام لعائشة كان أمرا مستفيضا إلا تراهم كيف كانوا يتحرون بهداياهم يومها تقربا إلى مرضاته.

قال حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة. قالت: فاجتمعن صواحبي إلى أم سلمة فقلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة فقولي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان. فذكرت أم سلمة له ذلك. فسكت فلم يرد عليها. فعادت الثانية. فلم يرد عليها. فلما كانت الثالثة قال: "يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها". متفق على صحته.

وهذا الجواب منه دال على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي وراء حبه لها وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها.

إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا أخي أبو بكر، عن سليمان بن بلال، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: أن نساء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كن حزبين فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة والحزب الآخر أم سلمة وسائر أزواجه. وكانوا المسلمون قد علموا حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عائشة فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخرها حتى إذا كان في بيت عائشة بعث بها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيت عائشة. فتكلم حزب أم سلمة فقلن لها: كلمي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكلم الناس فيقول: من أراد أن يهدي إلى رسول الله هدية فليهد إليه حيث كان من نسائه. فكلمته أم سلمة بما قلن. فلم يقل لها شيئا. فسألنها. فقالت: ما قال لي شيئا. فقلن: كلميه. قالت: فكلمته حين دار إليها. فلم يقل لها شيئا. فسألنها. فقالت: ما قال لي شيئا. فقلن لها: كلميه. فدار إليها فكلمته. فقال لها: "لا تؤذيني في عائشة. فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة". فقالت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله. ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأرسلت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تقول: إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي بكر. فكلمته فقال: "يا بنية إلا تحبين ما أحب" قالت: بلى. فرجعت إليهن وأخبرتهن. فقلن: ارجعي إليه فأبت أن ترجع. فأرسلن زينب بنت جحش. فأتته فأغلظت وقالت: إن نساءك ينشدنك الله العدل في ابنة أبي قحافة. فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها حتى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لينظر إلى عائشة هل تتكلم. قال: فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها. فنظر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى عائشة وقال: "إنها ابنة أبي بكر".

فضيلة:

إسماعيل بن جعفر:، أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن سمع أنسا يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: $"فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".

متفق عليه من طرق، عن أبي طوالة.

شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مرة، عن أبي موسى، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".

فضيلة أخرى:

روى الحاكم في مستدركه من طريق يوسف بن الماجشون قال:، حدثني أبي، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله من من أزواجك في الجنة؟ قال: "أما إنك منهن" قالت: فخيل إلي أن ذاك لأنه لم يتزوج بكرا غيري.

موسى وهو الجهني، عن أبي بكر بن حفص، عن عائشة: أنها جاءت هي وأبواها فقالا: إنا نحب أن تدعو لعائشة بدعوة ونحن نسمع. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر لعائشة بنت أبي بكر الصديق مغفرة واجبة ظاهرة باطنة". فعجب أبواها. فقال: "أتعجبان هذه دعوتي لمن شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله".

أخرجه الحاكم في مستدركه من طريق سفيان بن عيينة، عن موسى وهو غريب جدا.

فضيلة أخرى:

شعيب، عن الزهري:، حدثني أبو سلمة أن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "يا عائش هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام" قالت: وعليه السلام ورحمة الله ترى ما لا نرى يا رسول الله.

زكريا بن أبي زائدة، عن عامر، عن أبي سلمة أن عائشة حدثته أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها: "إن جبريل يقرئك السلام". فقالت: وعليه السلام ورحمة الله.

وأخرج النسائي من طريق معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة نحو الأول.

وفي "مسند أحمد"، عن سفيان، عن مجالد، عن الشعبي، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: رأيتك يا رسول الله وأنت قائم تكلم دحية الكلبي. فقال: "وقد رأيته" قالت: نعم. قال: "فإنه جبريل وهو يقرئك السلام" قالت: وعليه السلام ورحمة الله جزاه الله من زائر ودخيل فنعم الصاحب ونعم الدخيل.

قال: والدخيل: الضيف. مجالد ليس بقوي.

كثير بن هشام: حدثنا الحكم بن هشام، عن عبد الملك بن عمير قال: قالت عائشة لنساء النبي -صلى الله عليه وسلم: فضلت عليكن بعشر ولا فخر: كنت أحب نسائه إليه وكان أبي أحب رجاله إليه وابتكرني ولم يبتكر غيري وتزوجني لسبع وبنى بي لتسع ونزل عذري من

السماء واستأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- نساءه في مرضه فقال: "إنه ليشق علي الاختلاف بينكن فائذن لي أن أكون عند بعضكن". فقالت أم سلمة: قد عرفنا من تريد تريد عائشة. قد أذنا لك وكان آخر زاده من الدنيا ريقي أتي بسواك فقال: "انكثيه يا عائشة" فنكثته وقبض بين حجري ونحري ودفن في بيتي.

هذا حديث صالح الإسناد ولكن فيه انقطاع.

فضيلة باهرة لها:

خالد الحذاء، عن أبي عثمان النهدي، عن عمرو بن العاص: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استعمله على جيش ذات السلاسل قال: فأتيته فقلت: يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة" قال: من الرجال قال: "أبوها".

قال الترمذي: هذا حديث حسن.

قلت: قد أخرجه البخاري ومسلم.

ابن المبارك، ويحيى بن سعيد الأموي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عمرو بن العاص أنه قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم: من أحب الناس إليك؟ قال: "عائشة" قال: من الرجال؟ قال: "أبوها".

هذا حديث صحيح أخرجه النسائي والترمذي وحسنه وغربه.

الترمذي: حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن حميد، عن أنس قال: قيل: يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: "عائشة" قيل من الرجال قال: "أبوها".

قال: هذا حديث حسن غريب.

تزويجها بالنبي -صلى الله عليه وسلم:

روى هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متوفى خديجة وأنا

ابنة ست وأدخلت عليه وأنا ابنة تسع جاءني نسوة وأنا ألعب على أرجوحة وأنا مجممة فهيأنني وصنعنني ثم أتين بي إليه -صلى الله عليه وسلم.

قال عروة: فمكثت عنده تسع سنين.

وأخرج البخاري من قول عروة: أن خديجة توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين فلبث -صلى الله عليه وسلم- سنتين أو قريبا من ذلك ونكح عائشة وهي بنت ست سنين.

ابن إدريس، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: قالت عائشة: لما ماتت خديجة جاءت خولة بنت حكيم فقالت: يا رسول الله إلا تزوج؟ قال: "ومن"؟ قالت: إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا؟ قال: "من البكر ومن الثيب"؟ قالت: أما البكر فعائشة ابنة أحب خلق الله إليك وأما الثيب فسودة بنت زمعة قد آمنت بك واتبعتك. قال: "اذكريهما علي". قالت: فأتيت أم رومان فقلت: يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة قالت: ماذا؟ قالت: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكر عائشة. قالت: انتظري فإن أبا بكر آت. فجاء أبو بكر فذكرت ذلك له. فقال: أو تصلح له وهي ابنة أخيه فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أنا أخوه وهو أخي وابنته تصلح لي". فقام أبو بكر: فقالت لي أم رومان: إن المطعم بن عدي كان قد ذكرها على ابنه ووالله ما أخلف وعدا قط. قالت: فأتى أبو بكر المطعم. فقال: ما تقول في أمر هذه الجارية؟ قال: فأقبل على امرأته فقال: ما تقولين؟ فأقبلت على أبي بكر فقالت: لعلنا إن أنكحنا هذا الفتى إليك تدخله في دينك فأقبل عليه أبو بكر فقال: ما تقول أنت؟ قال: إنها لتقول ما تسمع. فقام أبو بكر وليس في نفسه من الموعد شيء فقال لها: قولي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فليأت. فجاء فملكها. قالت: ثم انطلقت إلى سودة وأبوها شيخ كبير.... وذكرت الحديث.

هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: أدخلت على نبي الله وأنا بنت تسع جاءني نسوة وأنا ألعب على أرجوحة وأنا مجممة فهيأنني وصنعنني ثم أتين بي إليه.

هشام، عن أبيه عنها أنها قالت: كنت ألعب بالبنات تعني اللعب فيجيء صواحبي فينقمعن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيخرج رسول الله فيدخلن علي وكان يسربهن إلي فيلعبن معي.

وفي لفظ: فكن جوار يأتين يلعبن معي بها فإذا رأين رسول الله تقمعن فكان يسربهن إلي.

وعن عائشة قالت: دخل علي رسول الله وأنا ألعب بالبنات فقال: "ما هذا يا عائشة"؟ قلت: خيل سليمان ولها أجنحة. فضحك.

الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بالحراب في المسجد وإنه ليسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم ثم يقف من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف. فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو.

وفي لفظ معمر، عن الزهري: فما زلت أنظر حتى كنت أنا أنصرف فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن التي تسمع اللهو.

ولفظ الأوزاعي، عن الزهري في هذا الحديث قالت: قدم وفد الحبشة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقاموا يلعبون في المسجد فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسترني بردائه وأنا أنظر إليهم حتى أكون أنا التي أسام.

وفي حديث سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة: أن عمر وجدهم يلعبون فزجرهم. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "دعهم فإنهم بنو أرفدة".

الواقدي قال:، حدثني موسى بن محمد بن عبد الرحمن، عن ريطة، عن عمرة، عن عائشة قالت: لما هاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة خلفنا وخلف بناته فلما قدم المدينة بعث إلينا زيد بن حارثة وأبا رافع وأعطاهما بعيرين وخمس مئة درهم أخذها من أبي بكر يشتريان بها ما نحتاج إليه من الظهر. وبعث أبو بكر معهما عبد الله بن أريقط الليثي ببعيرين أو ثلاثة وكتب إلى ابنه عبد الله يأمره أن يحمل أهله أم رومان وأنا وأختي أسماء. فخرجوا فلما انتهوا إلى قديد اشترى زيد بتلك الدراهم ثلاثة أبعرة ثم دخلوا مكة وصادفوا طلحة يريد الهجرة بآل أبي بكر. فخرجنا جميعا وخرج زيد وأبو رافع بفاطمة وأم كلثوم وسودة وأم أيمن وأسامة فاصطحبنا جميعا حتى إذا كنا بالبيض نفر بعيري وقدامي محفة فيها أمي فجعلت أمي تقول وابنتاه واعروساه حتى أدرك بعيرنا. فقدمنا والمسجد يبنى.... وذكر الحديث.

شأن الإفك:

كان في غزوة المريسيع سنة خمس من الهجرة وعمرها -رضي الله عنها- يومئذ اثنتا عشرة سنة.

فروى حماد بن زيد، عن معمر والنعمان بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه. فأقرع بيننا في غزوة المريسيع. فخرج سهمي. فهلك في من هلك.

وكذلك ذكر ابن إسحاق والواقدي وغير واحد: أن الإفك كان في غزوة المريسيع.

يونس، عن ابن شهاب: أخبرني عروة وابن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله، عن حديث عائشة حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله تعالى. وكل، حدثني بطائفة من حديثها وبعض حديثهم يصدق بعضا وإن كان بعضهم أوعى له من بعض قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه. فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي فخرجت معه بعدما نزل الحجاب وأنا أحمل في هودج وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل. فقمت حينئذ فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت حاجتي أقبلت إلى رحلي فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع فالتمسته وحبسني التماسه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري وهم يحسبون أني فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم إنما يأكلن

العلقة من الطعام. فلم يستنكروا خفة المحمل حين رفعوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش. فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب. فأممت منزلي الذي كنت فيه وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إلي فبينما أنا جالسة غلبتني عيني فنمت.

وكان صفوان بن المعطل السلمي، ثم الذكواني من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وكان يراني قبل الحجاب فاسترجع فاستيقظت باسترجاعه حين عرفت فخمرت وجهي بجلبابي والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه فأناخ راحلته فوطىء على يديها فركبتها. فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك من هلك في وكان الذي تولى كبر الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول.

فقدمنا المدينة فاشتكيت شهرا والناس يفيضون في قول أهل الإفك ولا أشعر بشيء من ذلك ويريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي إنما يدخل علي فيسلم ثم يقول: "كيف تيكم" ثم ينصرف فذلك الذي يريبني ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعدما نقهت فخرجت مع أم مسطح قبل المناصع وهو متبرزنا وكنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل وذلك قبل أن تتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول من التبرز قبل الغائط وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا فانطلقت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم بن عبد مناف وأمها ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن المطلب. فأقبلت أنا وهي قبل بيتي قد فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت: تعس مسطح! فقلت لها: بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا؟ قالت: أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال؟ قلت: وما ذاك فأخبرتني الخبر فازددت مرضا على مرضي.

فلما رجعت إلى بيتي، ودخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسلم ثم قال: "كيف تيكم"؟ فقلت: أتأذن لي أن آتي أبوي؟ وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلها فأذن لي. فجئت أبوي فقلت: يا أمتاه ما يتحدث الناس؟ قالت: يا بنية هوني عليك فوالله لقلما كانت امرأة وضيئة عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن عليها. فقلت: سبحان الله وقد تحدث الناس بهذا؟! فبكيت الليلة حتى لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم. ثم أصبحت أبكي. فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله. فأما أسامة فأشار على رسول الله بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود فقال: يا رسول الله أهلك ولا نعلم إلا خيرا. وأما علي فقال: لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير واسأل الجارية تصدقك. فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بريرة فقال: "أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك"؟ قالت: لا والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمرا أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام، عن عجين أهلها فيأتي الداجن فيأكله.

فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول فقال وهو على المنبر: "يا معشر المسلمين من يعذرني  من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي". فقام سعد بن معاذ فقال: يا رسول الله أنا أعذرك منه إن كان من الأوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك. فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال لسعد: كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله. فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد بن معاذ فقال: كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل، عن المنافقين. فتثاور الحيان: الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم على المنبر: فلم يزل يخفضهم حتى سكتوا وسكت.

قالت: فبكيت يومي ذلك وليلتي لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم فأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوما لا أكتحل بنوم ولا يرقأ لي دمع حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي استأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي فبينما نحن على ذلك دخل علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسلم ثم جلس ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل ولقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني شيء. قالت: فتشهد ثم قال: "أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه". فلما قضى مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة فقلت لأبي: أجب رسول الله فيما قال قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله -صلى الله عليه وسلم. فقلت لأمي: أجيبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت: ما أدري ما أقول لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت وأنا يومئذ حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن: إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم: إني بريئة والله يعلم أني برئية لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقني". والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا قول أبي يوسف: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}، ثم تحولت فاضطجعت على فراشي وأنا أعلم أني بريئة وأن الله تعالى يبرئني ببراءتي ولكن والله ما ظننت أن الله ينزل في شأني وحيا يتلى ولشأني كان في نفسي أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في النوم رؤيا يبرئني الله بها قالت: فوالله ما قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا خرج أحد من أهل البيت حتى نزل عليه الوحي فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق وهو في يوم شات من ثقل القول الذي ينزل عليه فلما سري عنه وهو يضحك كان أول كلمة تكلم بها: "يا عائشة أما والله لقد برأك الله". فقالت أمي: قومي إليه. فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله. وأنزل الله تعالى: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم}. العشر الآيات كلها.

فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر -وكان ينفق على مسطح لقرابته وفقره: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة. فأنزلت: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون

أن يغفر الله لكم}. قال: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي. فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال: والله لا أنزعها منه أبدا. قالت: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأل زينب بنت جحش، عن أمري. فقالت: أحمي سمعي وبصري ما علمت إلا خيرا وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- فعصمها الله بالورع وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك.

وهذا الحديث له طرق، عن الزهري ورواه هشام بن عروة، عن أبيه.

قال أبو معشر السندي: حدثني أفلح بن عبد الله بن المغيرة، عن الزهري قال: كنت عند الوليد بن عبد الملك فذكر حديث الإفك بطوله وفيه: أن ذاك في غزوة بني المصطلق وأن سهمها وسهم أم سلمة خرج.

وروى معمر، عن الزهري قال: كنت عند الوليد فقال: الذي تولى كبره علي فقلت: لا، حدثني سعيد وعروة وعلقمة وعبيد الله كلهم سمع عائشة تقول: إن الذي تولى كبره عبد الله بن أبي. فقال لي: فما كان جرمه قلت: سبحان الله، حدثني من قومك أبو سلمة وأبو بكر بن عبد الرحمن أنهما سمعا عائشة تقول: كان مسيئا في أمري.

يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق:، حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن

عمرة، عن عائشة قالت: لما تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القصة التي نزل بها عذري على الناس نزل فأمر برجلين وامرأة ممن كان تكلم بالفاحشة في عائشة فجلدوا الحد.

قال: وكان رماها ابن أبي ومسطح وحسان وحمنة.

الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: دخل حسان بن ثابت على عائشة يشبب بأبيات له فيها فقال:

قالت: لست كذاك. فقلت: تدعين مثل هذا يدخل عليك وقد أنزل الله تعالى: {والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم}. قالت: وأي عذاب أشد من العمى. ثم قالت: كان يرد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم.

ابن إسحاق: حدثني محمد بن إبراهيم التيمي قال: كان صفوان بن المعطل قد كثر عليه حسان في شأن عائشة وقال يعرض به:

فاعترضه صفوان ليلة وهو آت من عند أخواله بني ساعدة، فضربه بالسيف على رأسه فاستعدوا عليه ثابت بن قيس فجمع يديه إلى عنقه بحبل وقاده إلى دار بني حارثة فلقيه ابن رواحة فقال: ما هذا؟ فقال: ما أعجبك إنه عدا على حسان بالسيف فوالله ما أراه إلا قد قتله فقال هل علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما صنعت به؟ فقال: لا. فقال: والله لقد اجترأت خل سبيله. فسنغدوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنعلمه أمره فخلى سبيله فلما أصبحوا غدوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكروا له ذلك. فقال: "أين ابن المعطل"؟ فقام إليه فقال: ها أناذا يا رسول الله فقال: " ما دعاك إلى ما صنعت"؟ قال: آذاني يا رسول الله وكثر علي ولم يرض حتى عرض بي في الهجاء فاحتملني الغضب وها أناذا فما كان علي من حق فخذني به. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ادعوا لي حسان بن ثابت" فأتي به. فقال: "يا حسان أتشوهت على قومي أن هداهم الله للإسلام يقول: تنفست عليهم يا حسان أحسن فيما أصابك". قال: هي لك يا رسول الله. فأعطاه النبي -صلى الله عليه وسلم- سيرين القبطية. فولدت له عبد الرحمن وأعطاه أرضا كانت لأبي طلحة تصدق بها أبو طلحة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

قال ابن إسحاق وقال حسان في عائشة:

ابن أبي أويس:، حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت لو أنك نزلت واديا فيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجرة لم يؤكل منها فأيهما كنت ترتع بعيرك؟ قال: "الشجرة التي لم يؤكل منها" قالت: فأنا هي تعني. أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يتزوج بكرا غيرها.

سفيان بن عيينة، عن أبي سعد، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه قال: قالت عائشة -رضي الله عنها: ما تزوجني النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أتاه جبريل بصورتي وقال: هذه زوجتك. فتزوجني وإني لجارية علي حوف. ولما تزوجني وقع علي الحياء وإني لصغيرة.

تفرد به أبو سعد وهو سعيد بن المرزبان البقال لين الحديث. والحوف: شيء يشد في وسط الصبي من سيور.

يحيى بن يمان، عن الثوري، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الله بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شوال وأعرس بي في شوال. فأي نسائه كان أحظى عنده مني؟.

وكانت العرب تستحب لنسائها أن يدخلن على أزواجهن في شوال.

وقالت عائشة: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة من كثرة ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكرها.

قلت: وهذا من أعجب شيء أن تغار -رضي الله عنها- من امرأة عجوز توفيت قبل تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- بعائشة بمديدة ثم يحميها الله من الغيرة من عدة نسوة يشاركنها في النبي -صلى الله عليه وسلم- فهذا من ألطاف الله بها وبالنبي -صلى الله عليه وسلم- لئلا يتكدر عيشهما. ولعله إنما خفف أمر الغيرة عليها حب النبي -صلى الله عليه وسلم- لها وميله إليها ف-رضي الله عنها- وأرضاها.

معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: دخلت امرأة سوداء على النبي -صلى الله عليه وسلم- فأقبل عليها. قالت: فقلت: يا رسول الله أقبلت على هذه السوداء هذا الإقبال فقال: "إنها كانت تدخل على خديجة وإن حسن العهد من الإيمان".

أخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل، أخبرنا الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد المقدسي سنة ست عشرة وست مائة، أخبرنا هبة الله بن الحسن الدقاق، أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن علي بن زكري، حدثنا علي بن محمد المعدل قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز، حدثنا سعدان بن نصر، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن عون، حدثنا القاسم بن محمد، عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: من زعم أن

محمدا -صلى الله عليه وسلم- رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله تعالى ولكنه رأى جبريل مرتين في صورته وخلقه سادا ما بين الأفق.

هذا حديث صحيح الإسناد.

ولم يأتنا نص جلي بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى الله تعالى بعينيه. وهذه المسألة مما يسع المرء المسلم في دينه السكوت عنها فأما رؤية المنام فجاءت من وجوه متعددة مستفيضة وأما رؤية الله عيانا في الآخرة فأمر متيقن تواترت به النصوص. جمع أحاديثها الدارقطني والبيهقي وغيرهما.

وأبو الحسن المدائني، عن يزيد بن عياض، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: دخل عيينة بن حصن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعنده عائشة وذلك قبل أن يضرب الحجاب فقال: من هذه الحميراء يا رسول الله؟ قال: "هذه عائشة بنت أبي بكر" قال: أفلا أنزل لك، عن أجمل النساء؟ قال: "لا" فلما خرج قالت عائشة: من هذا يا رسول الله قال: "هذا الأحمق المطاع في قومه".

هذا حديث مرسل ويزيد متروك وما أسلم عيينة إلا بعد نزول الحجاب.

وقد قيل: إن كل حديث فيه: يا حميراء لم يصح. وأوهى ذلك تشميس الماء وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لها: "لا تفعلي يا حميراء فإنه يورث البرص". فإنه خبر موضوع. والحمراء في خطاب أهل الحجاز: هي البيضاء بشقرة وهذا نادر فيهم ومنه في الحديث: " رجل أحمر كأنه من الموالي" يريد القائل أنه في لون الموالي الذين سبوا من نصارى الشام والروم والعجم.

ثم إن العرب إذا قالت: فلان أبيض فإنهم يريدون الحنطي اللون بحلية سوداء فإن كان في لون أهل الهند قالوا: أسمر وآدم وإن كان في سواد التكرور قالوا: أسود وكذا كل من غلب عليه السواد قالوا: أسود أو شديد الأدمة. ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم: "بعثت إلى الأحمر والأسود".

فمعنى ذلك: أن بني آدم لا ينفكون، عن أحد الأمرين. وكل لون بهذا الاعتبار يدور بين السواد والبياض الذي هو الحمرة.

أحمد في "مسنده"، حدثنا عباد بن عباد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول لها: "إني أعرف غضبك إذا غضبت ورضاك إذا رضيت" قالت: وكيف تعرف؟ قال: "إذا غضبت قلت: يا محمد وإذا رضيت قلت: يا رسول الله".

هذا حديث غريب والمحفوظ ما أخرجا في الصحيحين لأبي أسامة، عن هشام بلفظ: "إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى". قالت: وكيف يا رسول الله؟ قال: "إذا كنت عني راضية قلت: لا ورب محمد وإذا كنت علي غضبى قلت: لا ورب إبراهيم". قلت: أجل والله ما أهجر إلا اسمك.

تابعه علي بن مسهر وأخرج النسائي حديث علي.

هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنها استعارت قلادة في سفر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانسلت منها. وكان ذلك المكان يقال له: الصلصل. فذكر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم. فطلبوها حتى وجدوها وحضرت الصلاة ولم يكن معهم ماء فصلوا بغير وضوء. فأنزل الله آية التيمم. فقال لها أسيد ابن الحضير: جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك أمر قط تكرهينه إلا جعل الله لك فيه خيرا.

رواه ابن نمير وعلي بن مسهر عنه.

مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقدي فأقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء. فأتى الناس أبا بكر -رضي الله عنه. فقالوا: ما ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله وبالناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء قالت: فعاتبني أبو بكر فقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعن بيده في خاصرني فلا يمنعني من التحرك إلا مكان النبي -صلى الله عليه وسلم- على فخذي. فنام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أصبح على غير ماء. فأنزل الله آية التيمم فتيمموا. فقال أسيد بن حضير وهو أحد النقباء: ما هذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته. متفق عليه.

وفي مسند أحمد من طريق محمد بن إسحاق:، حدثنا يحيى بن عباد ابن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة: قالت: أقبلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى إذا كنا بتربان بلد بينه وبين المدينة بريد وأميال وهو بلد لا ماء به وذلك من السحر انسلت قلادة من عنقي فوقعت فحبس علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لالتماسها حتى طلع الفجر وليس مع القوم ماء. فلقيت من أبي ما الله به عليم من التعنيف والتأفيف. وقال في كل سفر للمسلمين منك عناء وبلاء. فأنزل الله الرخصة في التيمم فتيمم القوم وصلوا.

قالت: يقول أبي حين جاء من الله من الرخصة للمسلمين: والله ما علمت يا بنية إنك لمباركة ماذا جعل الله للمسلمين في حبسك إياهم من البركة واليسر.

أبو نعيم: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن النعمان بن بشير قال: استأذن أبو بكر على النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا عائشة ترفع صوتها عليه فقال: يا بنت فلانة ترفعين صوتك على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحال النبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبينها. ثم خرج أبو بكر فجعل

النبي -صلى الله عليه وسلم- يترضاها وقال: "ألم تريني حلت بين الرجل وبينك". ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى فسمع تضاحكهما فقال: أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما.

أخرجه أبو داود والنسائي من طريق حجاج بن محمد، عن يونس نحوه. لكنه قال:، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن العيزار، عن النعمان.

ورواه عمرو العنقزي، عن يونس، عن أبيه فأسقط العيزار.

وروى نحوه أحمد في مسنده، عن وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن النعمان.

موسى بن علي بن رباح: سمعت أبي يقول: أخبرني أبو قيس مولى عمرو قال: بعثني عبد الله بن عمرو إلى أم سلمة: سلها أكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقبل وهو صائم؟ فإن قالت: لا. فقل: إن عائشة تخبر الناس أنه كان يقبل وهو صائم. فقالت: لعله أنه لم يكن يتمالك عنها حبا أما إياي فلا.

أحمد في "مسنده"، حدثنا عثمان بن عمر: حدثنا يونس الأيلي:، حدثنا أبو شداد، عن مجاهد، عن أسماء بنت عميس قالت: كنت صاحبة عائشة التي هيأتها وأدخلتها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعي نسوة فما وجدنا عنده قرى إلا قدحا من لبن فشرب منه ثم ناوله عائشة. فاستحيت الجارية فقلنا: لا تردي يد رسول الله خذي منه. فأخذت منه على حياء فشربت. ثم قال: "ناولي صواحبك" فقلنا: لا نشتهيه. فقال: "لا تجمعن جوعا

وكذبا". فقلت: يا رسول الله إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه: لا تشتهيه أيعد كذبا قال: "إن الكذب يكتب حتى تكتب الكذيبة كذيبة".

هذا حديث منكر لا نعرفه إلا من طريق أبي شداد وليس بالمشهور. قد روى عنه ابن جريح أيضا. ثم هو خطأ فإن أسماء كانت وقت عرس عائشة بالحبشة مع جعفر بن أبي طالب ولا نعلم لمجاهد سماعا، عن أسماء أو لعلها أسماء بنت يزيد فإنها روت عجز هذا الحديث.

زكريا بن أبي زائدة، عن خالد بن سلمة، عن البهي، عن عروة قال: قالت عائشة: ما علمت حتى دخلت علي زينب بغير إذن وهي غضبى ثم قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم: أحسبك إذا قلبت لك بنية أبي بكر ذريعتيها؟ ثم أقبلت علي فأعرضت عنها. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "دونك فانتصري" فأقبلت عليها حتى رأيت قد يبس ريقها في فمها فما ترد علي شيئا فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتهلل وجهه.

أحمد بن عبيد الله النرسي: حدثنا يحيى الخواص، حدثنا محاضر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: أتاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غير يومي يطلب مني ضجعا. فدق فسمعت الدق ثم خرجت ففتحت له. فقال: "ما كنت تسمعين الدق"؟!. قلت: بلى ولكنني أحببت أن يعلم النساء أنك أتيتني في غير يومي.

هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: سابقني النبي -صلى الله عليه وسلم- فسبقته ما شاء حتى إذا رهقني اللحم سابقني فسبقني. فقال: "يا عائشة هذه بتلك".

ورواه أبو إسحاق الفزاري، عن هشام فقال:، عن أبيه وعن أبي سلمة عنها. أخرجه هكذا أبو داود.

أبو سعد البقال: عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه: قالت عائشة: تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين أتاه جبريل بصورتي وإني لجارية علي حوف. فلما تزوجني ألقى الله علي حياء وأنا صغيرة.

الحوف: سيور في الوسط.

مسعر، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعطيني العظم فأتعرقه ثم يأخذه فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي.

رواه شعبة والناس، عن المقدام أخرجه مسلم.

أخبرنا علي بن محمد ومحمد بن علي وعلي بن بقاء وأهله فاطمة الآمدية وأحمد بن إبراهيم الدباغ وعبد الدائم الوزان وعبد الصمد الزاهد ومحمد بن هاشم العباسي ونصر بن أبي الضوء وزينب بنت سليمان وعدة قالوا: أخبرنا الحسين بن المبارك، أخبرنا عبد الأول ابن عيسى، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، أخبرنا عبد الله بن أحمد، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد الواحد بن أيمن، حدثني ابن أبي مليكة، عن القاسم، عن عائشة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة لعائشة وحفصة وكان إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث. فقالت حفصة: إلا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك تنظرين وأنظر. فقالت: بلى. فركبت فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى جمل عائشة وعليه حفصة فسلم عليها ثم سار حتى نزلوا وافتقدته عائشة. فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر وتقول: يا رب سلط علي عقربا أو حية تلدغني رسولك ولا أستطيع أن أقول له شيئا.

أخرجه مسلم، عن إسحاق، عن أبي نعيم فوقع لنا بدلا عاليا.

زياد بن أيوب: حدثنا مصعب بن سلام: حدثنا محمد بن سوقة، عن عاصم بن كليب، عن أبيه: قال: انتهينا إلى علي -رضي الله عنه- فذكر عائشة فقال: خليلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

هذا حديث حسن. ومصعب فصالح لا بأس به. وهذا يقوله أمير المؤمنين في حق عائشة مع ما وقع بينهما فرضي الله عنهما. ولا ريب أن عائشة ندمت ندامة كلية على مسيرها إلى البصرة وحضورها يوم الجمل وما ظنت أن الأمر يبلغ ما بلغ. فعن عمارة بن عمير عمن سمع عائشة: إذا قرأت {وقرن في بيوتكن}. بكت حتى تبل خمارها.

قال أحمد في "مسنده": حدثنا يحيى القطان، عن إسماعيل: حدثنا قيس قال: لما أقبلت عائشة فلما بلغت مياه بني عامر ليلا نبحت الكلاب فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب. قالت: ما أظنني إلا أنني راجعة. قال بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم. قالت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ذات يوم: "كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب".

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجوه.

عن صالح بن كيسان وغيره: أن عائشة جعلت تقول: إن عثمان قتل مظلوما وأنا أدعوكم إلى الطلب بدمه وإعادة الأمر شورى.

هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال للزبير يوم الجمل: هذه عائشة تملك الملك لقرابتها طلحة فأنت غلام تقاتل قريبك عليا فرجع الزبير فلقيه ابن جرموز فقتله.

قلت: قد سقت وقعة الجمل ملخصة في مناقب علي وإن عليا وقف على خباء عائشة يلومها على مسيرها. فقالت: يابن أبي طالب ملكت فأسجح. فجهزها إلى المدينة وأعطاها اثني عشر ألفا ف-رضي الله عنه- وعنها.

وفي صحيح البخاري من طريق أبي حصين، عن عبد الله بن زياد، عن عمار بن ياسر سمعه على المنبر يقول: إنها لزوجة نبينا -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة. يعني عائشة.

وفي لفظ ثابت: أشهد بالله إنها لزوجته.

شعبة، عن الحكم، عن أبي وائل: سمع عمارا يقول حين بعثه علي إلى الكوفة ليستنفر الناس: إنا لنعلم إنها لزوجة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم بها لتتبعوه أو إياها.

أبو إسحاق السبيعي، عن عمرو بن غالب: أن رجلا نال من عائشة عند عمار فقال: اغرب مقبوحا أتؤذي حبيبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟!.

صححه الترمذي في بعض النسخ وفي بعض النسخ: هذا حديث حسن.

وقال الترمذي: حدثنا حميد بن مسعدة: حدثنا زياد بن الربيع: حدثنا خالد بن سلمة المخزومي، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: ما أشكل علينا أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما.

هذا حديث حسن غريب.

عبد الرحمن بن المبارك: حدثنا زياد بن الربيع حدثنا خالد بن أبي سلمة المخزومي، عن أبي بردة، عن أبيه قال: ما أشكل علينا.... فذكره.

فأما زياد فثقة. وخالد صوابه: ابن سلمة احتج به مسلم.

بشر بن المفضل: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن ابن أبي مليكة أن ذكوان: أبا عمرو حدثه قال: جاء ابن عباس -رضي الله عنهما- يستأذن على عائشة وهي في الموت. قال: فجئت وعند رأسها عبد الله ابن أخيها عبد الرحمن فقلت: هذا ابن عباس يستأذن. قالت: دعني من ابن عباس لا حاجة لي به ولا بتزكيته. فقال عبد الله: يا أمه إن ابن عباس من صالحي بنيك يودعك ويسلم عليك.

قالت: فائذن له إن شئت. قال: فجاء ابن عباس فلما قعد قال: أبشري فوالله ما بينك وبين أن تفارقي كل نصب وتلقي محمدا -صلى الله عليه وسلم- والأحبة إلا أن تفارق روحك جسدك.

قالت: إيها يابن عباس قال: كنت أحب نساء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعني إليه ولم يكن يحب إلا طيبا سقطت قلادتك ليلة الأبواء وأصبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلقطها فأصبح الناس ليس معهم ماء فأنزل الله: {فتيمموا صعيدا طيبا}. فكان ذلك من سببك وما أنزل الله بهذه الأمة من الرخصة. ثم أنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماوات فأصبح ليس مسجد من مساجد يذكر فيها الله إلا براءتك تتلى فيه آناء الليل والنهار. قالت: دعني عنك يابن عباس فوالله لوددت أني كنت نسيا منسيا.

يحيى القطان، عن عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة: أن ابن عباس استأذن على عائشة وهي مغلوبة فقالت: أخشى أن يثني علي. فقيل: ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن وجوه المسلمين. قالت: ائذنوا له. فقال: كيف تجدينك؟ فقالت: بخير إن اتقيت. قال: فأنت بخير إن شاء الله، زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يتزوج بكرا غيرك ونزل عذرك من السماء.

فلما جاء ابن الزبير قالت له: جاء ابن عباس وأثنى علي ووددت أني كنت نسيا منسيا.

وقال القاسم بن محمد: اشتكت عائشة فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين تقدمين على فرط صدق، على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى أبي بكر -رضي الله عنه.

أخبرنا أبو محمد عبد الخالق بن علوان، أخبرنا ابن قدامة سنة إحدى عشرة وست مائة، أخبرنا محمد بن البطي، أخبرنا أحمد بن الحسن، أخبرنا أبو القاسم بن بشران، أخبرنا أبو

الفضل بن خزيمة: حدثنا محمد بن أبي العوام: حدثنا موسى بن داود: حدثنا أبو مسعود الجرار، عن علي بن الأقمر قال: كان مسروق إذا حدث، عن عائشة قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة من فوق سبع سماوات فلم أكذبها.

الأعمش: عن أبي الضحى، عن مسروق قال: قلنا له: هل كانت عائشة تحسن الفرائض. قال: والله لقد رأيت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- الأكابر يسألونها، عن الفرائض.

أنبأنا ابن قدامة وابن علان قالا: أخبرنا حنبل، أخبرنا ابن الحصين، أخبرنا ابن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية عبد الله بن معاوية الزبيري قدم علينا مكة قال: حدثنا هشام بن عروة قال كان عروة يقول لعائشة: يا أمتاه لا أعجب من فقهك أقول: زوجة نبي الله وابنة أبي بكر. ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس أقول: ابنة أبي بكر وكان أعلم الناس ولكن أعجب من علمك بالطب كيف هو ومن أين هو أو ما هو؟!

قال: فضربت على منكبه وقالت: أي عرية إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يسقم عند آخر عمره أو في آخر عمره وكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه فتنعت له الأنعات وكنت أعالجها له فمن ثم.

قرأت على محمد بن قايماز، أخبركم محمد بن قوام، أخبرنا أبو سعيد الراراني، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا عبد الله بن جعفر، أخبرنا أحمد بن الفرات، أخبرنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: ما رأيت أحدا أعلم بالطب من عائشة -رضي الله عنها. فقلت: يا خالة ممن تعلمت الطب قالت: كنت أسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه.

سعيد بن سليمان، عن أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه قال: لقد صحبت عائشة فما رأيت أحدا قط كان أعلم بآية أنزلت ولا بفريضة ولا بسنة ولا بشعر ولا أروى له ولا بيوم من أيام العرب ولا بنسب ولا بكذا ولا بكذا ولا بقضاء ولا طب منها. فقلت لها: يا خالة الطب من أين علمته؟ فقالت: كنت أمرض فينعت لي الشيء ويمرض المريض فينعت له وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه.

قال عروة: فلقد ذهب عامة علمها لم أسأل عنه.

إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثنا عمر بن عثمان، عن ابن شهاب: حدثنا القاسم بن محمد: أن معاوية دخل على عائشة فكلمها. قال: فلما قام معاوية اتكأ على يد مولاها ذكوان فقال: والله ما سمعت قط أبلغ من عائشة ليس رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

عمر بن عثمان التيمي: ليس بالثبت.

الزهري من رواية معمر والأوزاعي عنه وهذا لفظ الأوزاعي عنه قال: أخبرني عوف بن الطفيل بن الحارث الأزدي وهو ابن أخي عائشة لامها: أن عائشة بلغها أن عبد الله بن الزبير كان في دار لها باعتها فتسخط عبد الله بيع تلك الدار فقال: أما والله لتنتهين عائشة، عن بيع رباعها أو لأحجرن عليها.

قالت عائشة: أو قال ذلك قالوا: قد كان ذلك. قالت: لله علي إلا أكلمه حتى يفرق بيني وبينه الموت.

فطالت هجرتها إياه فنقصه الله بذلك في أمره كله. فاستشفع بكل أحد يرى أنه يثقل عليها فأبت أن تكلمه.

فلما طال ذلك كلم المسور بن مخرمة عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أن يشملاه بأرديتهما ثم يستأذنا فإذا أذنت لهما قالا: كلنا حتى يدخلاه على عائشة ففعلا ذلك. فقالت: نعم كلكم فليدخل. ولا تشعر. فدخل معهما ابن الزبير فكشف الستر فاعتنقها وبكى وبكت عائشة بكاء كثيرا وناشدها ابن الزبير الله والرحم ونشدها مسور وعبد الرحمن بالله والرحم وذكرا لها قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث". فلما أكثروا عليها كلمته بعدما خشي إلا تكلمه. ثم بعثت إلى اليمن بمال فابتيع لها أربعون رقبة فأعتقتها.

قال عوف: ثم سمعتها بعد تذكر نذرها ذلك فتبكي حتى تبل خمارها.

قال ابن المديني: كذا قال: والصواب عندي: عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة. وكذلك رواه صالح بن كيسان، عن الزهري وتابعه معمر.

قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس وأحسن الناس رأيا في العامة.

وقال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.

قال حفص بن غياث: حدثنا إسماعيل، عن أبي إسحاق قال: قال مسروق: لولا بعض الأمر لأقمت المناحة على أم المؤمنين -يعني عائشة.

وعن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: أما إنه لا يحزن عليها إلا من كانت أمه.

القاسم بن عبد الواحد بن أيمن: حدثنا عمر بن عبد الله بن عروة، عن جده عروة، عن عائشة قالت: فخرت بمال أبي في الجاهلية وكان ألف ألف أوقية فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة كنت لك كأبي زرع لأم زرع".

هكذا في هذه الرواية: ألف ألف أوقية. وإسنادها فيه لين. وأعتقد لفظة: "ألف" الواحدة باطلة فإنه يكون: أربعين ألف درهم وفي ذلك مفخر لرجل تاجر وقد أنفق ماله في ذات الله.

ولما هاجر كان قد بقي معه ستة آلاف درهم فأخذها صحبته أما ألف ألف أوقية فلا تجتمع إلا لسلطان كبير.

قال الزهري: عن القاسم بن محمد إن معاوية لما حج قدم فدخل على عائشة فلم يشهد كلامها إلا ذكوان مولى عائشة. فقالت لمعاوية: أمنت أن أخبأ لك رجلا يقتلك بأخي محمد قال: صدقت. وفي رواية أخرى: قال لها: ما كنت لتفعلي ثم إنها وعظته وحضته على الاتباع.

وقال سعيد بن عبد العزيز التنوخي: قضى معاوية، عن عائشة ثمانية عشر ألف دينار هذه رواية منقطعة. والصحيح رواية عروة بن الزبير: أن معاوية بعث مرة إلى عائشة بمئة ألف درهم فوالله ما أمست حتى فرقتها. فقالت لها مولاتها: لو اشتريت لنا منها بدرهم لحما؟ فقالت: إلا قلت لي.

يحيى بن أبي زائدة، عن حجاج، عن عطاء: أن معاوية بعث إلى عائشة بقلادة بمئة ألف فقسمتها بين أمهات المؤمنين.

الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عروة، عن عائشة: أنها تصدقت بسبعين ألفا وإنها لترقع جانب درعها -رضي الله عنها.

أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن ابن المنكدر، عن أم ذرة قالت: بعث ابن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين يكون مائة ألف فدعت بطبق فجعلت تقسم في الناس فلما أمست قالت: هاتي يا جارية فطوري. فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين أما استطعت أم تشتري لنا لحما بدرهم؟ قالت: لا تعنفيني لو أذكرتيني لفعلت.

مطرف بن طريف: عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد قال: فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف عشرة آلاف وزاد عائشة ألفين وقال: إنها حبيبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم. شعبة: أخبرنا عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه: أن عائشة كانت تصوم الدهر.

ابن جريج، عن عطاء قال: كنت آتي عائشة أنا وعبيد بن عمير وهي مجاورة في جوف ثبير في قبة لها تركية عليها غشاؤها وقد رأيت عليها وأنا صبي درعا معصفرا.

وروى سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو: سمع القاسم يقول: كانت عائشة تلبس الأحمرين الذهب والمعصفر وهي محرمة.

وقال ابن أبي مليكة: رأيت عليها درعا مضرجا.

وقال معلى بن أسد: حدثنا المعلى بن زياد قال: حدثتنا بكرة بنت عقبة أنها دخلت على عائشة وهي جالسة في معصفرة فسألتها، عن الحناء؟

فقالت: شجرة طيبة وماء طهور وسألتها، عن الحفاف فقالت لها: إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتصنعينهما أحسن مما هما فافعلي.

المعليان ثقتان.

وعن معاذة العدوية قالت: رأيت على عائشة ملحفة صفراء.

الواقدي: حدثنا ابن أبي الزناد، عن هشام، عن أبيه قال: ربما روت عائشة القصيدة ستين بيتا وأكثر.

مسعر، عن حماد، عن إبراهيم النخعي قال: قالت عائشة: يا ليتني كنت ورقة من هذه الشجرة.

ابن علية، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة قال: قالت عائشة: توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيتي وفي يومي وليلتي وبين سحري ونحري. ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك رطب فنظر إليه حتى ظننت أنه يريده فأخذته فمضغته ونفضته وطيبته ثم

دفعته إليه فاستن به كأحسن ما رأيته مستنا قط ثم ذهب يرفعه إلي فسقطت يده فأخذت أدعو له بدعاء كان يدعو به له جبريل وكان هو يدعو به إذا مرض فلم يدع به في مرضه ذاك فرفع بصره إلى السماء وقال: "الرفيق الأعلى" وفاضت نفسه. فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا.

هذا حديث صحيح.

عمر بن سعيد بن أبي حسين: حدثنا ابن أبي مليكة: حدثني أبو عمرو ذكوان مولى عائشة قال: قدم درج من العراق فيه جوهر إلى عمر فقال لأصحابه: تدرون ما ثمنه؟ قالوا: لا. ولم يدروا كيف يقسمونه فقال: أتأذنون أن أرسل به إلى عائشة. لحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إياها قالوا: نعم. فبعث به إليها. فقالت: ماذا فتح على ابن الخطاب بعد رسول الله؟ اللهم لا تبقني لعطيته لقابل.

هذا مرسل.

وأخرج الحاكم في مستدركه من طريق يحيى بن سعيد الأموي: حدثنا أبو العنبس سعيد بن كثير، عن أبيه قال: حدثتنا عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر فاطمة. قالت: فتكلمت أنا فقال: "أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة". قلت: بلى والله قال: "فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة".

إسماعيل بن أبي خالد:، أخبرنا عبد الرحمن بن الضحاك: أن عبد الله ابن صفوان أتى عائشة فقالت: لي خلال تسع لم تكن لأحد إلا ما آتى الله مريم عليها السلام. والله ما أقول هذا فخرا على صواحباتي.

فقال ابن صفوان: وما هن؟ قالت: جاء الملك بصورتي إلى رسول الله فتزوجني وتزوجني بكرا وكان يأتيه الوحي وأنا وهو في لحاف وكنت من أحب الناس إليه ونزل في آيات كادت الأمة تهلك فيها ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه غيري وقبض في بيتي لم يله أحد غير الملك إلا أنا. صححه الحاكم.

العوام بن حوشب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: {إن الذين يرمون المحصنات} الآية. قال: نزلت في عائشة خاصة.

علي بن عاصم وفيه لين: حدثنا خالد الحذاء، عن ابن سيرين، عن الأحنف قال: سمعت خطبة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء بعدهم فما سمعت الكلام من فم مخلوق أفخم ولا أحسن منه من في عائشة.

وقال موسى بن طلحة: ما رأيت أحدا أفصح من عائشة.

وفي "المستدرك" بإسناد صالح، عن أم سلمة: أنها لما سمعت الصرخة على عائشة قالت: والله لقد كانت أحب الناس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا أباها.

قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني ابن أبي سبرة، عن عثمان بن أبي عتيق، عن أبيه قال: رأيت ليلة ماتت عائشة حمل معها جريد بالخرق والزيت وأوقد ورأيت النساء بالبقيع كأنه عيد.

قال محمد بن عمر: حدثنا ابن جريج، عن نافع قال: شهدت أبا هريرة صلى على عائشة بالبقيع وكان خليفة مروان على المدينة وقد اعتمر تلك الأيام.

قال عروة بن الزبير: دفنت عائشة ليلا.

قال هشام بن عروة وأحمد بن حنبل وشباب وغيرهم: توفيت سنة سبع وخمسين.

وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى والواقدي وغيرهما: سنة ثمان وخمسين.

قال الواقدي: حدثنا ابن أبي سبرة، عن موسى بن ميسرة، عن سالم سبلان: أنها ماتت في الليلة السابعة عشرة من شهر رمضان بعد الوتر. فأمرت أن تدفن من ليلتها فاجتمع الأنصار وحضروا فلم ير ليلة أكثر ناسا منها. نزل أهل العوالي فدفنت بالبقيع.

إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال: قالت عائشة وكانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها فقالت: إني أحدثت بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدثا ادفنوني مع أزواجه فدفنت بالبقيع -رضي الله عنها.

قلت: تعني بالحدث مسيرها يوم الجمل فإنها ندمت ندامة كلية وتابت من ذلك: على أنها ما فعلت ذلك إلا متأولة قاصدة للخير كما اجتهد طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وجماعة من الكبار رضي الله، عن الجميع.

روى إسماعيل بن علية، عن أبي سفيان بن العلاء المازني، عن ابن أبي عتيق قال: قالت عائشة: إذا مر ابن عمر فأرونيه. فلما مر بها قيل لها: هذا ابن عمر. فقالت: يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني، عن مسيري؟ قال: رأيت رجلا قد غلب عليك يعني ابن الزبير.

وقد قيل: إنها مدفونة بغربي جامع دمشق. وهذا غلط فاحش لم تقدم -رضي الله عنها- إلى دمشق أصلا وإنما هي مدفونة بالبقيع.

ومدة عمرها: ثلاث وستون سنة وأشهر.

ذكر شيء من عالي حديثها:

أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق الأبرقوهي غير مرة، أخبرنا محمد بن هبة الله بن أبي حامد الدينوري سنة عشرين وست مائة ببغداد، أخبرنا عمي أبو بكر محمد بن أبي حامد: سنة تسع وثلاثين وخمس مائة، أخبرنا عاصم بن الحسن العاصمي، أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، حدثنا ابن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها وخرج من أسفلها.

أخرجه الأئمة الستة سوى ابن ماجه، عن ابن مثنى: فوافقناهم بعلو ولله الحمد.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله في شعبان سنة اثنتين وتسعين وست مائة، أنبأنا عبد المعز بن محمد الهروي، أخبرنا تميم بن أبي سعد الجرجاني، أخبرنا أبو سعد الكنجروذي، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، أخبرنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا محمد بن بكار، حدثنا أبو معشر، عن سعيد، عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: $"يا عائشة لو شئت لسارت معي جبال الذهب جاءني ملك إن حجزته لتساوي الكعبة فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك: إن شئت نبيا عبدا وإن شئت نبيا ملكا فنظرت إلى جبريل فأشار إلي: أن ضع نفسك. فقلت: نبيا عبدا" فكان -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك لا يأكل متكئا يقول: "آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد".

هذا حديث حسن غريب. ولا يمكن أن يقع لنا حديث أم المؤمنين أقرب إسنادا من هذا.

قرأت على ابن عساكر، عن أبي روح: أخبرنا تميم، حدثنا أبو سعد، أخبرنا ابن حمدان، أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم، عن علي بن هاشم، عن هشام بن عروة، عن بكر بن وائل، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: ما ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- امرأة قط ولا ضرب خادما له قط ولا ضرب بيده شيئا إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء فانتقمه من صاحبه إلا أن تنتهك محارم الله فينتقم.

أخرجه النسائي، عن أحمد بن علي القاضي، عن أبي معمر. فوقع لنا بدلا عاليا.

يحيى بن سعيد القطان: حدثنا أبو يونس حاتم بن أبي صغيرة، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة -رضي الله عنها: أنها قتلت جانا فأتيت في منامها: والله لقد قتلت مسلما. قالت: لو كان مسلما لم يدخل على أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم.

فقيل: أو كان يدخل عليك إلا وعليك ثيابك؟

فأصبحت فزعة، فأمرت باثني عشر ألف درهم فجعلتها في سبيل الله.

عفيف بن سالم: عن عبد الله بن المؤمل، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة بنت طلحة قالت: كان جان يطلع على عائشة فحرجت عليه مرة بعد مرة. فأبى إلا أن يظهر فعدت عليه بحديدة فقتلته. فأتيت في منامها فقيل لها: أقتلت فلانا وقد شهد بدرا وكان لا يطلع عليك لا حاسرا ولا متجردة إلا أنه كان يسمع حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم. فأخذها ما تقدم وما تأخر فذكرت ذلك لأبيها فقال: تصدقي باثني عشر ألفا ديته.

رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن عفيف وهو ثقة. وابن المؤمل فيه ضعف والإسناد الأول أصح. وما أعلم أحدا اليوم يقول بوجوب دية في مثل هذا.

قال أبو إسحاق: عن مصعب بن سعد قال: فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف وزاد عائشة ألفين وقال: إنها حبيبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

عن الشعبي: أن عائشة قالت: رويت للبيد نحوا من ألف بيت وكان الشعبي يذكرها فيتعجب من فقهها وعلمها. ثم يقول ما ظنكم بأدب النبوة.

وعن الشعبي، قال: قيل لعائشة يا أم المؤمنين هذا القرآن تلقيته، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكذلك الحلال والحرام وهذا الشعر والنسب والأخبار سمعتها من أبيك وغيره فما بال الطب؟ قالت: كانت الوفود تأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا يزال الرجل يشكو علة فيسأله، عن دوائها. فيخبره بذلك. فحفظت ما كان يصفه لهم، وفهمته.

هشام بن عروة، عن أبيه: أنها أنشدت بيت لبيد:

فقالت: رحم الله لبيدا، فكيف لو رأى زماننا هذا!

قال عروة: رحم الله أم المؤمنين فكيف لو أدركت زماننا هذا.

قال هشام: رحم الله أبي فكيف لو رأى زماننا هذا!

قال كاتبه: سمعناه مسلسلا بهذا القول بإسناد مقارب.

محمد بن وضاح: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا وكيع، عن عصام بن قدامة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أيتكن صاحبة الجمل الأدبب يقتل حولها قتلى كثير وتنجو بعد ما كادت".

قال ابن عبد البر: هذا الحديث من أعلام النبوة وعصام ثقة.

وقال أبو حسان الزيادي، عن أبي عاصم العباداني، عن علي بن زيد قال: باعت عائشة دارا لها بمئة ألف ثم قسمت الثمن فبلغ ذلك ابن الزبير؟ فقال: قسمت مئة ألف والله لتنتهين، عن بيع رباعها أو لأحجرن عليها. فقالت: أهو يحجر علي؟ لله علي نذر إن كلمته أبدا.

فضاقت به الدنيا حتى كلمته فأعتقت مائة رقبة.

قلت: كانت أم المؤمنين من أكرم أهل زمانها ولها في السخاء أخبار وكان ابن الزبير بخلاف ذلك.

حماد بن سلمة: حدثنا هشام بن عروة، عن عوف بن الحارث، عن رميثة، عن أم سلمة قالت: كلمني صواحبي أن أكلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يأمر الناس فيهدون له حيث كان فإن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نحب الخير.

فقلت: يا رسول الله إن صواحبي كلمنني وذكرت له فسكت فلم يراجعني. فكلمته فيما بعد مرتين أو ثلاثا كل ذلك يسكت ثم قال: "لا تؤذيني في عائشة فإني والله ما نزل الوحي علي وأنا في ثوب امرأة من نسائي غير عائشة". قلت: أعوذ بالله أن أسوءك في عائشة.

أخرجه النسائي.

يحيى بن سعيد الأموي، حدثني أبو العنبس سعيد بن كثير، عن أبيه قال: حدثتنا عائشة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر فاطمة. فتكلمت أنا: فقال: "أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة". قلت: بلى والله.

وقال الزهري: لو جمع علم الناس كلهم وأمهات المؤمنين لكانت عائشة أوسعهم علما.

ابن عيينة، عن موسى الجهني، عن أبي بكر بن حفص، عن عائشة: أن أبويها قالا للنبي -صلى الله عليه وسلم: إنا نحب أن تدعو لعائشة ونحن نسمع. فقال: "اللهم اغفر لعائشة مغفرة واجبة ظاهرة باطنة". فعجب أبواها لحسن دعائه لها فقال: "أتعجبان؟ هذه دعوتي لمن شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله".

أخرجه الحاكم.

الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق: قالت لي عائشة: رأيتني على تل وحولي بقر تنحر. قلت: لئن صدقت رؤياك لتكونن حولك ملحمة قالت: أعوذ بالله من شرك بئس ما قلت. فقلت لها: فلعله إن كان أمر. قالت: لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أفعل ذلك. فلما كان بعد ذكر عندها: أن عليا -رضي الله عنه- قتل ذا الثدية. فقالت لي: إذا أنت قدمت الكوفة فاكتب لي ناسا ممن شهد ذلك. فقدمت فوجدت الناس أشياعا فكتبت لها من كل شيعة عشرة فأتيتها بشهادتهم فقالت: لعن الله عمرا فإنه زعم أنه قتله بمصر.

قال الحاكم: هذا على شرط البخاري ومسلم.

روى مغيرة بن زياد، عن عطاء قال: كانت عائشة أفقه الناس وأعلمهم وأحسن الناس رأيا في العامة.

قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، عن حصين، عن أبي وائل، حدثني مسروق حدثتني أم رومان: قالت: بينما أنا قاعدة ولجت علي امرأة من الأنصار فقالت: فعل الله بفلان وفعل.

فقالت أم رومان: وما ذاك؟ قالت: ابني فيمن حدث الحديث. قالت: وما ذاك قالت: كذا وكذا. قالت عائشة: سمع رسول الله؟ قالت: نعم. قالت: وأبو بكر؟ قالت: نعم فخرت مغشيا عليها فما أفاقت إلا وعليها حمى بنافض فطرحت عليها ثيابها. فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ما شأن هذه"؟. قلت: يا رسول الله أخذتها الحمى بنافض. قال: "فلعل في حديث تحدث به"؟ قلت: نعم.

فقعدت فقالت: والله لئن حلفت لا تصدقوني ولئن قلت لا تعذروني مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيه: والله المستعان على ما تصفون.

قالت: وانصرف ولم يقل شيئا فأنزل الله عذرها. قالت: بحمد الله لا بحمد أحد ولا بحمدك.

صحيح غريب.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 426

عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم الصديقة بنت الصديق العتيقة بنت العتيق حبيبة الحبيب وأليفة القريب سيد المرسلين محمد الخطيب المبرأة من العيوب المعراة من ارتياب القلوب لرؤيتها جبريل رسول علام الغيوب عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها كانت للدنيا قالية وعن سرورها لاهية وعلى فقد أليفها باكية وقد قيل: إن التصوف معانقة الحنين ومفارقة الأنين
حدثنا محمد بن معمر، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا جعفر بن عون، ثنا مسعر بن كدام، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: «حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة في كتاب الله»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن الصباح، ثنا جرير، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، قال: كان مسروق ’’ إذا حدث عن عائشة قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله’’
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا زمعة، قال: سمعت ابن أبي مليكة، يقول: سمعت أم سلمة الصرخة على عائشة فأرسلت جاريتها انظري ما صنعت فجاءت فقالت: قد قضت فقالت: «يرحمها الله والذي نفسي بيده لقد كانت أحب الناس كلهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أبوها»
حدثنا محمد بن حميد، ثنا أحمد بن عيسى بن السكين ثنا عبد الله بن الحسين المصيصي، ثنا أبو طاهر المقدسي، ثنا الوليد بن محمد الموقري، عن الزهري، عن أنس، قال: «أول حب كان في الإسلام حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله تعالى عنها»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي، ثنا محمد بن بشر المصري، ثنا عثمان بن عبد الله، ثنا مالك بن أنس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، رضي الله تعالى عنها قالت: قلت: يا رسول الله: كيف حبك لي؟ قال: «كعقدة الحبل» فكنت أقول: كيف العقدة يا رسول الله؟ قال: فيقول: «هي على حالها»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أبو عيسى موسى بن علي الختلي، ثنا جابر بن سعيد، ثنا محمد بن الحسن الفقيه، عن يونس بن أبي إسحاق، ثنا أبو إسحاق، عن عريب بن حميد، قال: وقع رجل في عائشة فقال عمار: «اسكت مقبوحا منبوحا أتقع في حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها لزوجته في الجنة»
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا حفص بن عمر، ثنا مبارك بن فضالة، عن علي بن زيد، عن عمته أم محمد، عن عائشة، رضي الله تعالى عنها قالت: ذهبت فاطمة تذكر عائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا بنية حبيبة أبيك»
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا الهيثم بن جناد، ثنا يحيى يعني ابن سليم، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن ابن أبي مليكة، قال: استأذن ابن عباس على عائشة فقالت: «لا حاجة لي بتزكيته» فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: «يا أمتاه، إن ابن عباس من صالح بيتك جاء يعودك» قالت: «فأذن له»، فدخل عليها فقال: «يا أمه أبشري فوالله ما بينك وبين أن تلقي محمدا والأحبة إلا أن يفارق روحك جسدك، كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب إلا طيبا» قالت: «أيضا» قال: ’’هلكت قلادتك بالأبواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتقطها فلم يجدوا ماء فأنزل الله عز وجل: {فتيمموا صعيدا طيبا} [النساء: 43] فكان ذلك بسببك وبركتك ما أنزل الله تعالى لهذه الأمة من الرخصة وكان من أمر مسطح ما كان فأنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماواته فليس مسجد يذكر الله فيه إلا وشأنك يتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار ’’ فقالت: «يا ابن عباس دعني منك ومن تزكيتك فوالله لوددت أني كنت نسيا منسيا» رواه بشر بن المفضل عن ابن خثيم، عن ابن أبي مليكة، أن ذكوان حدثه مثله، ورواه يحيى بن سعيد القطان، عن عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة، قال: استأذن ابن عباس فذكر مثله وذكر حسين بن علي، عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عثمان، عن ابن أبي مليكة، قال: استأذن ابن عباس فذكر نحوه
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن الزهري، عن عروة، قال: قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: «يا ليتني كنت نسيا منسيا» أي حيضة
حدثنا إبراهيم بن أحمد الهمداني، حدثني أوس بن أحمد بن أوس، ثنا داود بن سليمان بن خزيمة، ثنا محمد بن إسماعيل البخاري، ثنا عمرو بن محمد الزيبقي، ثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى من تيم قريش، حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله وكنت أغزل قالت: فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل جبينه يعرق وجعل عرقه يتوقد نورا قالت: فبهت قالت: فنظر إلي فقال: «ما لك بهت؟» فقلت: يا رسول الله نظرت إليك فجعل جبينك يعرق وجعل عرقك يتولد نورا فلو رآك أبو كبير الهذلي لعلم أنك أحق بشعره قال: «وما يقول يا عائشة أبو كبير الهذلي؟» فقالت: يقول:
[البحر الكامل]

قالت: فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان في يده وقام إلي فقبل ما بين عيني وقال: «جزاك الله يا عائشة خيرا ما سررت مني كسروري منك»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي، ثنا سفيان بن عيينة، عن مجالد، عن الشعبي، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: رأيتك يا رسول الله واضعا يدك على معرفة فرس وأنت قائم تكلم دحية الكلبي قال: «أو قد رأيته؟» قالت: نعم قال: «فإنه جبريل وهو يقرئك السلام» قالت: وعليه السلام ورحمة الله وجزاه الله خيرا من زائر ومن دخيل فنعم الصاحب، ونعم الدخيل رواه أبو بكر بن عياش، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة ورواه الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة نحوه
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا إسماعيل بن محمد المزني، ثنا أبو نعيم، ثنا زكريا بن أبي زائدة، قال: سمعت عامرا الشعبي، يقول: حدثني أبو سلمة، أن عائشة حدثته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: «إن جبريل يقرئك السلام» قالت: وعليه السلام ورحمة الله
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني سفيان بن وكيع، ثنا سفيان بن عيينة، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، رضي الله تعالى عنها قالت: «ما شبعت بعد النبي صلى الله عليه وسلم من طعام إلا ولو شئت أن أبكي لبكيت ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم حتى قبض»
حدثنا العباس بن أحمد بن هاشم الكناني، ثنا الحسين بن جعفر القتات، ثنا عبد الحميد بن صالح، ثنا ابن المبارك، وأبو معاوية، عن مسعر، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة، رضي الله تعالى عنها قالت: «إنكم تدعون أفضل العبادة التواضع»
حدثنا محمد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن سعدان، ثنا بكر بن بكار، ثنا عبد الله بن عون، عن القاسم بن محمد، قال: «كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها تصوم حتى يذلقها الصوم»
حدثناه الحسن بن محمد بن كيسان، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، أخبرنا علي بن عبد الله المديني، ثنا محمد بن خازم، ثنا هشام بن عروة، عن ابن المنكدر، عن أم ذرة، وكانت تغشى عائشة قالت: بعث إليها بمال في غرارتين قالت: أراه ثمانين أو مائة ألف فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة فجلست تقسم بين الناس فأمست وما عندها من ذلك درهم فلما أمست قالت: «يا جارية هلمي فطري» فجاءتها بخبز وزيت فقالت لها أم ذرة: أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا لحما بدرهم نفطر عليه قالت: «لا تعنفيني لو كنت ذكرتيني لفعلت» ثنا محمد بن عبد الله الكاتب، ثنا الحسن بن علي الطوسي، ثنا محمد بن عبد الكريم، ثنا الهيثم بن عدي، عن هشام، مثله
وحدثنا محمد بن علي، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا محمد بن عبد الله الخلنجي، ثنا مالك بن سعيد، ثنا الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عروة، قال: «لقد رأيت عائشة رضي الله تعالى عنها تقسم سبعين ألفا وإنها لترقع جيب درعها»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو الأشعث العجلي، ثنا محمد بن بكر، عن هشام بن حسان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن معاوية بعث إلى عائشة رضي الله تعالى عنها بمائة ألف، فوالله ما غابت الشمس عن ذلك اليوم حتى فرقتها قالت مولاة لها: لو اشتريت لنا من هذه الدراهم بدرهم لحما، فقالت: «لو قلت قبل أن أفرقها لفعلت»
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد، ثنا الحسن بن محمد، ثنا أبو زرعة الرازي، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا أيوب بن سويد، ثنا عبد الله بن شوذب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنها باعت مالها بمائة ألف فقسمته ثم أفطرت على خبز الشعير فقالت لها مولاة لها: ألا كنت أبقيت لنا من ذا المال درهما نشتري به لحما فتأكلين ونأكل معك قالت: «أفهلا ذكرتيني»
حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب: أن يحيى بن سعيد، كتب إليه يحدث، عن عبد الرحمن بن القاسم، أنه قال: أهدى معاوية لعائشة ثيابا وورقا وأشياء توضع في أسطوانها فلما خرجت عائشة نظرت إليه فبكت ثم قالت: لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يجد هذا ثم فرقته ولم يبق منه شيء وعندها ضيف فلما أفطرت وكانت تصوم من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطرت على خبز وزيت فقالت المرأة: يا أم المؤمنين لو أمرت بدرهم من الذي أهدي لك فاشتري لنا به لحم فأكلناه فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: «كلي فوالله ما بقي عندنا منه شيء»
قال عبد الرحمن: وأهدي لها سلال من عنب فقسمته ورفعت الجارية سلة ولم تعلم بها عائشة فلما كان الليل جاءت به الجارية فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: «ما هذا؟» قالت: يا سيدتي أو يا أم المؤمنين رفعت لنأكله قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: «أفلا عنقودا واحدا، والله لا أكلت منه شيئا»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا حماد بن زيد، عن شعيب بن الحبحاب، عن أبي سعيد، وكان رضيعا لعائشة قال: دخلت على عائشة رضي الله تعالى عنها وهي تخيط نقبة لها قلت: يا أم المؤمنين، أليس قد أوسع الله عز وجل؟ قالت: «لا جديد لمن لا خلق له»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، حدثني من، سمع عائشة، ’’ تقرأ في الصلاة: {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم} [الطور: 27] ’’ فتقول: «من علي وقني عذاب السموم»
قال: وحدثني من، سمع عائشة، رضي الله تعالى عنها ’’ تقرأ {وقرن في بيوتكن} [الأحزاب: 33] فتبكي حتى تبل خمارها
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا روح بن عبادة، ثنا حاتم بن أبي صغيرة، ثنا عبد الله بن أبي مليكة، أن عائشة بنت طلحة حدثته: أن عائشة قتلت جانا فأريت فيما يرى النائم وقيل لها: والله لقد قتلته مسلما فقالت: «لو كان مسلما ما دخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم» فقيل لها: وهل كان يدخل عليك إلا وعليك ثيابك فأصبحت وهي فزعة فأمرت باثني عشر ألفا فجعلتها في سبيل الله عز وجل
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن مسعود، ثنا محمد بن كثير، ثنا الأوزاعي، عن الزهري، أخبرني عوف بن الحارث بن الطفيل، وهو ابن أخي عائشة لأمها: أن عائشة، باعت رباعها فقال ابن الزبير: لأحجرن عليها فقالت عائشة رضي الله عنها: «لله علي أن لا أكلم ابن الزبير حتى أفارق الدنيا» فطالت هجرتها فاستشفع ابن الزبير بكل أحد فأبت أن تكلمه فقالت: «والله لا آثم فيه أبدا» فلما طالت هجرتها كلم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود عائشة فدخلوا عليها معهم ابن الزبير فاعتنقها ابن الزبير فبكى وبكت عائشة رضي الله تعالى عنها بكاء كثيرا وناشدها ابن الزبير الله والرحم فلما أكثروا عليها كلمته ثم بعثت إلى اليمن فابتيع لها أربعون رقبة فأعتقتها قال عوف: ثم سمعت بعد ذلك تذكر نذروها ذلك فتبكي حتى تبل دموعها خمارها
حدثنا عبد الملك بن الحسن، ثنا يوسف القاضي، ثنا محمد بن عبيد بن حساب، ثنا حماد بن زيد، ثنا هشام بن عروة: أن معاوية، اشترى من عائشة بيتا بمائة ألف بعث بها إليها فما أمست وعندها منه درهم وأفطرت على خبز وزيت وقالت لها مولاة لها: يا أم المؤمنين لو كنت اشتريت لنا بدرهم لحما قالت: «فهلا ذكرتيني» أو قالت: «لو ذكرتيني لفعلت»
حدثنا الحسن بن علان الوراق، ثنا جعفر الفريابي، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا علي بن مسهر، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، قال: «ما رأيت أحدا من الناس أعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث العرب ولا بنسب من عائشة رضي الله تعالى عنها»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الله بن معاوية الزبيري، ثنا هشام بن عروة، قال: كان عروة يقول لعائشة: يا أمتاه لا أعجب من فقهك أقول زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة أبي بكر ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس أقول: ابنة أبي بكر وكان أعلم الناس ولكن أعجب من علمك بالطب كيف هو؟ ومن أين هو؟ وما هو؟ قال: فضربت على منكبي ثم قالت: «أي عرية إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسقم في آخر عمره فكانت تقدم عليه الوفود من كل جهة فتنعت له فكنت أعالجه فمن ثم»

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 2- ص: 43

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 2- ص: 43

عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج النبي صلى الله عليه وسلم، تقدم ذكر أبيها في بابه، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة.
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة بسنتين. هذا قول أبي عبيدة. وقال غيره: بثلاث سنين، وهي بنت ست سنين، وقيل: بنت سبع.
وابتني بها بالمدينة، وهي ابنة تسع، لا أعلمهم اختلفوا في ذلك. وكانت تذكر لجبير بن مطعم وتسمى له، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أري عائشة في المنام في سرقة من حرير، فتوفيت خديجة، فقال: إن يكن هذا من عند الله يمضه. فتزوجها بعد موت خديجة بثلاث سنين فيما ذكر الزبير. وكان موت خديجة قبل مخرجه إلى المدينة مهاجرا بثلاث سنين. هذا أولى ما قيل في ذلك وأصحه إن شاء الله تعالى. وقد قيل في موت خديجة: إنه كان قبل الهجرة بخمس سنين. وقيل: بأربع، على ما ذكرناه في بابها.
وذكر الزبير بن بكار، عن محمد بن محمد بن الحسن، عن أسامة ابن حفص، عن يونس، عن ابن شهاب- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة بنت أبي بكر الصديق في شوال سنة عشر من النبوة قبل الهجرة بثلاث سنين، وأعرس بها في المدينة في شوال على رأس ثمانية عشر شهرا من مهاجره إلى المدينة.
حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد متوفى خديجة وقبل مخرجه إلى المدينة بسنتين أو ثلاث، وأنا بنت ست أو سبع. قال أحمد بن زهير: هذا يقضي لقول أبي عبيدة بالصواب: إن خديجة توفيت قبل الهجرة بخمس سنين. قال: ويقال بأربع قبل تزويج عائشة.
قال أبو عمر: كان نكاحه صلى الله عليه وسلم عائشة في شوال، وابتناؤه بها في شوال، وكانت تحب أن تدخل النساء من أهلها وأحبتها في شوال على أزواجهن، وتقول: هل كان في نسائه عنده أحظى مني، وقد نكحني وابتنى بي في شوال، وتوفي عنها صلى الله عليه وسلم وهي بنت ثمان عشرة سنة، وكان مكثها معه صلى الله عليه وسلم تسع سنين.
روى أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت سبع سنين، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين، وقبض عني وأنا ابنة ثمان عشرة سنة.
حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا محمد بن علي، حدثنا يحيى بن سفيان، حدثنا أبو معاوية ... فذكره.
قال أبو عمر: لم ينكح صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها، واستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكنية فقال لها: اكتنى بابنك عبد الله بن الزبير- يعني ابن أختها. وكان مسروق إذا حدث عن عائشة يقول: حدثني الصادقة ابنة الصديق البرية المبرأة بكذا وكذا، ذكره الشعبي، عن مسروق. وقال أبو الضحى، عن مسروق: رأيت مشيخة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض. وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة وقال هشام بن عروة، عن أبيه: ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة.
وذكر الزبير، قال: حدثني عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي، عن عبد الرحمن ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: ما رأيت أحدا أروى لشعر من عروة.
فقيل له: ما أرواك يا أبا عبد الله؟ قال: وما روايتي من رواية عائشة! ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعرا. قال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.
وروى أهل البصرة، عن أبي عثمان النهدي، عن عمرو بن العاص سمعه يقول: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة.
قلت: فمن الرجال؟ قال: أبوها. ومن حديث أبي موسى الأشعري وحديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. وفيها يقول حسان بن ثابت:

قال أبو عمر: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالذين رموا عائشة بالإفك حين نزل القرآن ببراءتها فجلدوا الحد ثمانين فيما ذكر جماعة من أهل السير والعلم بالخبر. وقال قوم: إن حسان بن ثابت لم يجلد معهم، ولا يصح عنه أنه خاض في الإفك والقذف، ويزعمون أنه القائل:
وعبد الله هو عبد الله بن أبي بن سلول.
وآخرون يصححون جلد حسان بن ثابت، ويجعلونه من جملة أهل الإفك في عائشة. وأنشد ابن إسحاق هذا البيت على خلاف ما مضى في أبيات ذكرها فقال قائل من المسلمين:
وهذا عندي أصح، لأن عبد الله بن أبي بن سلول لم يكن ممن يستر جلده عن الجميع لو جلد.
وقد روي أن حسان بن ثابت استأذن على عائشة بعد ما كف بصره، فأذنت له، فدخل عليها فأكرمته، فلما خرج من عندها قيل لها: أهذا من القوم؟ قالت: أليس يقول:
هذا البيت يغفر له كل ذنب.
وتوفيت عائشة سنة سبع وخمسين، ذكره المدائني، عن سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة عن أبيه. وقال خليفة بن خياط: وقد قيل: إنها توفيت سنة ثمان وخمسين، ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، أمرت أن تدفن ليلا، فدفنت بعد الوتر بالبقيع، وصلى عليها أبو هريرة، ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير، والقاسم بن محمد، وعبد الله ابن محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر. فالله أعلم. ذكر ذلك صالح بن الوجيه، والزبير، وجماعة من أهل السير والخبر.
حدثنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن وضاح، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع عن عصام بن قدامة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيتكن صاحبة الجمل الأديب، يقتل حولها قتلى كثير، وتنجو بعد ما كادت. وهذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، وعصام بن قدامة ثقة وسائر الإسناد أشهر من أن يحتاج لذكره.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1881

عائشة بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي

وأمها أم رومان بنت عمير بن عامر بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة.

أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر الصديق عائشة فقال أبو بكر: يا رسول الله قد كنت وعدت بها أو ذكرتها لمطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف لابنه جبير فدعني حتى أسلها منهم. ففعل. ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت بكرا.

أخبرنا محمد بن عمر. أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الرجال عن أبيه عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة قالت: سمعت عائشة تقول: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال سنة عشر من النبوة قبل الهجرة لثلاث سنين وأنا ابنة ست سنين.

وهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول. وأعرس بي في شوال على رأس ثمانية أشهر من المهاجر. وكنت يوم دخل بي ابنة تسع سنين.

أخبرنا محمد بن عمر. حدثني أبو حمزة ميمون مولى عروة بن الزبير عن عروة عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله وإني لألعب مع الجواري. فما دريت أن رسول الله تزوجني حتى أخذتني أمي فحبستني في البيت عن الخروج فوقع في نفسي أني تزوجت. فما سألتها حتى كانت أمي هي التي أخبرتني.

أخبرنا محمد بن عمر. أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين ودخل علي وأنا بنت تسع سنين. ولقد دخلت عليه وإني لألعب بالبنات مع الجواري فيدخل فينقمع منه صواحبي فيخرجن فيخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسر بهن علي.

أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن إسماعيل بن أمية عن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وبنى بي في شوال. فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني؟ وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساؤها في شوال.

أخبرنا عبد الله بن نمير عن الأجلح عن عبد الله بن أبي مليكة قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة إلى أبي بكر الصديق فقال: يا رسول الله إني كنت أعطيتها مطعما لابنه جبير فدعني حتى أسلها منهم. فاستسلها منهم فطلقها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم

أخبرنا يزيد بن هارون. حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية قال: [خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر وهي صبية. فقال أبو بكر: أي رسول الله. أيتزوج الرجل ابنة أخيه؟ فقال: إنك أخي في ديني]. قال: فزوجها إياه على متاع بيت قيمته خمسون أو نحو من خمسين فأتتها حاضنتها وهي تلعب مع الصبيان فأخذت بيدها فانطلقت بها إلى البيت فأصلحتها وأخذت معها حجابا فأدخلتها على رسول الله.

أخبرنا يزيد بن هارون. أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين وأدخلت عليه وأنا بنت تسع سنين. وكنت ألعب على المرجوحة ولي جمة. فأتيت وأنا ألعب عليها فأخذت فهيئت ثم أدخلت عليه وأري صورتي في حريرة.

أخبرنا يزيد بن هارون. أخبرنا حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن عبد الله بن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على خديجة حتى خشي عليه حتى تزوج عائشة.

أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين ومحمد بن ربيعة الكلابي عن الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة على بيت قيمته خمسون أو نحو من خمسين درهما.

أخبرنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة وهي ابنة سبع سنين وبنى بها وهي ابنة تسع ومات عنها وهي ابنة ثماني عشرة.

أخبرنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة وهي ابنة ست سنين أو سبع وبنى بها وهي ابنة تسع.

أخبرنا أبو معاوية الضرير. حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت تسع سنين ومات عنها وهي ابنة ثماني عشرة.

أخبرنا الفضل بن دكين. حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة وهي بنت ست سنين ودخل بها وهي بنت تسع سنين ومات عنها صلى الله عليه وسلم وهي ابنة ثماني عشرة سنة.

أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء. أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد مثله.

أخبرنا أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد والفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالوا: حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن عبد الله بن عروة عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وأدخلت عليه في شوال. فأي نسائه كان أحظى عنده مني؟ وكانت تستحب أن تدخل نسائها في شوال. وقال أبو عاصم: إنما كره الناس أن يدخلوا النساء في شوال لطاعون وقع في شوال في الزمن الأول. قال أبو عاصم: وأخبرنا سفيان هذا الحديث سنة ست وأربعن ومائة بمكة في دار الحسن بن وهب الجمحي.

أخبرنا مسلم بن إبراهيم. أخبرنا جعفر بن سليمان. أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: تزوج بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة سبع سنين ودخل بي وأنا ابنة تسع سنين. وكنت ألعب بالبنات مع صواحبي فإذا جاء وهن بين أيدينا يقول لنا النبي. ص: مكانكن.

أخبرنا عفان بن مسلم. أخبرنا وهيب. أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة

قالت: كنت ألعب بالبنات عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكن يأتينني صواحبي ينقمعن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله يسر بهن إلي فيلعبن معي.

أخبرنا عفان بن مسلم. أخبرنا وهيب. أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي ابنة ست سنين وبنى بها وهي ابنة تسع سنين.

وكانت عنده تسع سنين.

أخبرنا عارم بن الفضل. أخبرنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة سبع سنين وبنى بي وأنا ابنة تسع.

أخبرنا كثير بن هشام. حدثنا جعفر بن برقان عن الزهري قال: ملك رسول الله عقدة عائشة وهي ابنة ست سنين. وجمعها وهي ابنة تسع سنين. وتوفي عنها وهي ابنة ثماني عشرة.

أخبرنا محمد بن حميد العبدي. حدثنا معمر عن الزهري وهشام بن عروة قالا: نكح النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وهي ابنة تسع سنوات أو سبع.

أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي. أخبرنا وهيب عن عبيد الله بن عمر عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت: كنت ألعب بالبنات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

أخبرنا محمد بن عمر. أخبرنا خارجة بن عبد الله عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وأنا ألعب بالبنات فقال: ما هذا يا عائشة؟ فقلت خيل سليمان. فضحك.

أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: تزوج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة ست سنين. وبنى بي وأنا ابنة تسع سنين. وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة ثماني عشرة.

أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا موسى بن محمد بن عبد الرحمن عن ريطة عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة أنها سئلت: متى بنى بك رسول الله. ص؟ فقالت: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة خلفنا وخلف بناته. فلما قدم المدينة بعث إلينا زيد بن حارثة وبعث معه أبا رافع مولاه وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي بكر يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر وبعث أبو بكر معهما عبد الله بن أريقط الديلي ببعيرين أو ثلاثة. وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر يأمره أن يحمل أهله أمي أم رومان وأنا وأختي أسماء امرأة الزبير. فخرجوا مصطحبين.

فلما انتهوا إلى قديد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة ثلاثة أبعرة ثم رحلوا من مكة جميعا وصادفوا طلحة بن عبيد الله يريد الهجرة بآل أبي بكر فخرجنا جميعا وخرج زيد بن حارثة وأبو رافع بفاطمة وأم كلثوم وسودة بنت زمعة. وحمل زيد أم أيمن وأسامة بن زيد. وخرج عبد الله بن أبي بكر بأم رومان وأختيه. وخرج طلحة بن عبيد الله واصطحبنا جميعا حتى إذا كنا بالبيض من منى نفر بعيري وأنا في محفة معي فيها أمي. فجعلت أمي تقول: وا بنتاه! وا عروساه! حتى أدرك بعيرنا وقد هبط من لفت فسلم الله. عز وجل. ثم إنا قدمنا المدينة فنزلت مع عيال أبي بكر. ونزل آل رسول الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يبنى المسجد وأبياتا حول المسجد فأنزل فيها أهله. ومكثنا أياما في منزل أبي بكر. ثم قال أبو بكر: يا رسول الله ما يمنعك من أن تبني بأهلك؟ قال رسول الله. ص: الصداق. فأعطاه أبو بكر الصداق اثنتي عشرة أوقية ونشا فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا. وبنى بي رسول الله في بيتي هذا الذي أنا فيه وهو الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل رسول الله لنفسه بابا في المسجد وجاه باب عائشة.

قالت: وبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسودة في أحد تلك البيوت التي إلى جنبي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون عندها.

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس. أخبرنا زهير بن معاوية. أخبرنا هشام بن عروة عن عروة عن عائشة أن سودة وهبت يومها لعائشة فقالت: يومي لعائشة. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومها ويوم سودة.

أخبرنا يزيد بن هارون. أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام. يعني ابن عروة. عن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله إن النساء قد اكتنين فكنني. قال: تكني بابنك عبد الله.

أخبرنا حجاج بن نصر. أخبرنا عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: فضلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعشر. قيل: ما هن يا أم المؤمنين؟ قالت: لم ينكح بكرا قط غيري. ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري. وأنزل الله. عز وجل.

براءتي من السماء. وجاءه جبريل بصورتي من السماء في حريرة وقال: تزوجها فإنها امرأتك. فكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد. ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري. وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري.

وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ولم يكن ينزل عليه وهو مع أحد من نسائه غيري.

وقبض الله نفسه وهو بين سحري ونحري. ومات في الليلة التي كان يدور علي فيها ودفن في بيتي.

أخبرنا شبابة بن سوار. حدثنا شعبة عن الحكم عن أبي وائل قال: قال عمار وذكر عائشة فقال: أما إنا نعلم أنها زوجة رسول الله في الدنيا والآخرة.

أخبرنا المعلى بن أسد. حدثنا وهيب بن خالد وعبد العزيز بن المختار قالا: أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: رأيتك في المنام مرتين. أرى رجلا يحملك في سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فأكشف عنها فإذا هي أنت فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه.

أخبرنا عفان بن مسلم. حدثنا وهيب بن خالد. حدثنا هشام بن عروة عن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير أن عائشة قالت: يا نبي الله ألا تكنيني؟ فقال النبي. ص: اكتني بابنك عبد الله. فكانت تكنى بأم عبد الله.

أخبرنا عفان بن مسلم. أخبرنا مهدي بن ميمون. حدثنا شعيب بن الحبحاب قال: سمعت الشعبي يحدث عن مسروق قال: كان إذا حدث عن عائشة أم المؤمنين يقول: حدثتني الصادقة بنت الصديق المبرأة كذا وكذا. وقال غيره في هذا الحديث: حبيبة حبيب الله.

حدثنا هشام أبو الوليد الطيالسي. حدثنا أبو عوانة عن فراس عن عامر عن مسروق أن امرأة قالت لعائشة: يا أمه. فقالت: لست بأمك. أنا أم رجالكم.

أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي. حدثنا أبو عوانة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنه كان لها بنات. تعني اللعب. فكان إذا دخل النبي صلى الله عليه وسلم استتر بثوبه منها. قال أبو عوانة: لكي لا تمتنع.

أخبرنا هشام أبو الوليد. حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن عائشة أنها قالت: أعطيت خلالا ما أعطيتها امرأة. ملكني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت سبع سنين.

وأتاه الملك بصورتي في كفه فنظر إليها وبنى بي لتسع سنين. ورأيت جبريل ولم تره امرأة غيري. وكنت أحب نسائه إليه. وكان أبي أحب أصحابه إليه. ومرض رسول الله في بيتي فمرضته فقبض ولم يشهده غيري والملائكة.

أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي. حدثنا شريك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن سودة لما كبرت وهبت يومها لي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لي يومي ويومها.

أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حميد بن عريب قال: وقع رجل في عائشة يوم الجمل واجتمع عليه الناس. فقال عمار: ما هذا؟ قالوا: رجل يقع في عائشة. فقال له عمار: اسكت مقبوحا منبوحا. أتقع في حبيبة رسول الله. ص؟ إنها لزوجته في الجنة.

أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس. حدثني سليمان بن بلال عن أسامة بن زيد الليثي عن أبي سلمة الماجشون عن أبي محمد مولى [الغفاريين أن عائشة قالت للنبي. ص: من أزواجك في الجنة؟ قال: أنت منهن].

أخبرنا يزيد بن هارون. أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن مصعب بن إسحاق بن طلحة قال: أخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقد أريتها في الجنة ليهون بذلك علي موتي كأني أرى كفيها. يعني عائشة.

أخبرنا عبد الله بن نمير. أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كنت ألعب بالبنات ويجئن صواحبات لي فيلعبن معي فإذا رأين رسول الله انقمعن منه. فكان رسول الله يدخلهن فيلعبن معي.

أخبرنا أبو معاوية الضرير عن إسماعيل بن سميع عن مسلم البطين قال: [قال رسول الله. ص: عائشة زوجي في الجنة].

أخبرنا أبو معاوية الضرير عن هشام بن عروة عن عباد بن حمزة عن عائشة قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله كنيت نساءك فاكنني. قال: اكتني بابن أختك عبد الله.

أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن هشام بن عروة عن عباد بن حمزة أن عائشة قالت: يا نبي الله ألا تكنيني؟ فقال النبي. ص: اكتني بابنك عبد الله بن الزبير.

فكانت تكنى بأم عبد الله.

أخبرنا أبو معاوية الضرير. حدثنا الأعمش عن مسلم عن مسروق أنه قيل له: هل كانت عائشة تحسن الفرائض؟ فقال: إي والذي نفسي بيده لقد رأيت مشيخة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض.

أخبرنا أبو معاوية الضرير ومحمد بن عبيد الله الطنافسي قالا: حدثنا الأعمش عن مسلم عن مسروق أنه كان إذا حدث عن عائشة قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة.

أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة قال: رأيتها تصدق بسبعين ألفا وإنها لترفع جانب درعها.

أخبرنا أبو معاوية الضرير. حدثنا هشام بن عروة عن عائشة قال: رأيتها تصدق بسبعين ألفا وإنها لترفع جانب درعها.

أخبرنا أبو معاوية الضرير. حدثنا هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر عن أم ذرة قالت: بعث ابن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين يكون مائة ألف فدعت بطبق.

وهي يومئذ صائمة. فجعلت تقسم في الناس. قال فلما أمست قالت: يا جارية هاتي فطري. فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه؟ فقالت: لا تعنفيني. لو كنت أذكرتني لفعلت.

أخبرنا أسباط بن محمد عن مطرف عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد قال: فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف وزاد عائشة ألفين وقال: إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم

أخبرنا وكيع بن الجراح ومحمد بن عبيد قالا: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن [قيس بن أبي حازم أن عمرو بن العاص قال: يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة. قال: إنما أقول من الرجال. قال: أبوها].

أخبرنا الفضل بن دكين. حدثنا سفيان عن فراس عن الشعبي عن مسروق قال: قالت امرأة لعائشة: يا أمه. قالت: إني لست بأمك إنما أنا أم رجالكم.

أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة. أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال لي رسول الله. ص: أريتك في المنام مرتين. أتيت بك في سرقة حرير فأكشفها فإذا هي أنت. قال: فيقال هذه امرأتك. قال: فأقول إن كان هذا من عند الله يمضه.

أخبرنا محمد بن زيد الواسطي. أخبرنا مجالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن مسروق قال: قالت لي عائشة: لقد رأيت جبريل واقفا في حجرتي هذه على فرس ورسول الله يناجيه. فلما دخل قلت: يا رسول الله من هذا الذي رأيتك تناجيه؟ قال: وهل رأيته؟ قلت: نعم. قال: فبمن شبهته؟ قلت: بدحية الكلبي. قال: لقد رأيت خيرا كثيرا. ذاك جبريل. قالت فما لبثت إلا يسيرا حتى قال: يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام. قلت: وعليه السلام. جزاه الله من دخيل خيرا.

أخبرنا يزيد بن هارون ووكيع بن الجراح والفضل بن دكين قالوا: حدثنا زكرياء بن أبي زائدة عن الشعبي عن أبي سلمة عن [عائشة قالت: قال لي رسول الله. ص: إن جبريل يقرأ عليك السلام فقلت: وعليه السلام ورحمة الله].

قال وكيع: وزاد فيه عبد الله بن حبيب عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بخ بخ. وزاد فيه مطيع بن عبد الله عن الشعبي سمعه منه قال: قالت عائشة مرحبا به زائرا ودخيلا.

أخبرنا عفان بن مسلم. حدثنا شعبة قال: عبد الرحمن بن القاسم أخبرني عن القاسم أن عائشة كانت تصوم الدهر.

أخبرنا حجاج بن محمد عن ابن جريج قال: قال عطاء: كنت آتي عائشة أنا وعبيد بن عمير وهي مجاورة في جوف ثبير. قال: قلت: وما حجابها يومئذ؟ قال: هي حينئذ في قبة لها تركية عليها غشاؤها بيننا وبينها. ولكن قد رأيت عليها درعا معصفرا وأنا صبي.

أخبرنا كثير بن هشام. حدثنا جعفر بن برقان قال: سألت الزهري عن الرجل يخير امرأته فتختاره قال: حدثني عروة بن الزبير عن عائشة قالت: أتاني نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني سأعرض عليك أمرا فلا عليك أن لا تعجلي به حتى تشاوري أبويك. فقلت: وما هذا الأمر؟ قالت فتلا علي: {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها} الأحزاب: 28. إلى قوله: {فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما} الأحزاب: 29. قالت عائشة: في أي ذلك تأمرني أن أشاور أبوي! بل أريد الله ورسوله والدار الآخرة. قال: فسر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأعجبه وقال: سأعرض على صواحبك ما عرضت عليك. قالت: فلا تخبرهن بالذي اخترت. فلم يفعل. كان يقول لهن كما قال لعائشة. ثم يقول قد اختارت عائشة الله ورسوله والدار الآخرة. قالت عائشة: فقد خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نر ذلك طلاقا.

أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي مرة المكي. حدثنا نافع بن عمر قال: حدثني ابن أبي مليكة قال: كان ابن الزبير إذا حدث عن عائشة قال: والله لا تكذب عائشة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا.

أخبرنا سعيد بن منصور قال: حدثنا ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت لي عائشة: يا ابن أختي. قال لي رسول الله. ص: [ما يخفى علي حين تغضبين ولا حين ترضين. فقلت: بم تعرف ذاك بأبي أنت وأمي؟ قال: أما حين ترضين فتقولين حين تحلفين لا ورب محمد. وأما حين تغضبين فتقولين لا ورب إبراهيم. فقلت: صدقت يا رسول الله].

أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن إسماعيل بن رافع عن إسحاق الأعمى قال: دخلت على عائشة فاحتجبت مني فقلت: تحتجبين مني ولست أراك؟ قالت: إن لم تكن تراني فإني أراك.

أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال: سمعت عبد الرحمن الأعرج يحدث في مجلسه بالمدينة يقول: أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بخيبر ثمانين وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا. ويقال قمح.

أخبرنا أنس بن عياض وعبد الله بن نمير قالا: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال: كان لعائشة كساء خز تلبسه فكسته عبد الله بن الزبير.

أخبرنا يزيد بن هارون. أخبرنا هشام بن حسان عن شميسة أنها دخلت على عائشة وعليها ثياب من هذه السيد الصفاق ودرع وخمار ونقبة قد لونت بشيء من عصفر.

أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق. حدثنا مالك قال: حدثتني امرأة عن عمتها قالت: كانت عائشة تلبس المعصفر.

أخبرنا أنس بن عياض عن يحيى بن سعيد قال: سمعت عبد الرحمن بن القاسم يقول: إن عائشة كانت تلبس المعصفر وهي محرمة.

أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو قال: سمعت القاسم بن محمد يحدث أن عائشة كانت تلبس الأحمرين المذهب والمعصفر وهي محرمة.

أخبرنا الفضل بن دكين. حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها كانت تلبس المعصفر. أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو قال: سألت القاسم بن محمد قلت: إن ناسا يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، نهى عن الأحمرين العصفر والذهب، فقال لا كذبوا، والله لقد رأيت عائشة تلبس المعصفرات وتلبس خواتم الذهب.

أخبرنا عارم بن الفضل، حدثنا عبد الرحمن بن القاسم أن القاسم قال: كانت عائشة تحرم في الدرع المعصفر.

حدثنا عارم بن الفضل، حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: حدثني ابن أبي مليكة قال: رأيت على عائشة درعا مضرجا.

أخبرنا المعلى بن أسد، حدثنا المعلى بن زياد القطعي، حدثتنا بكرة بنت عقبة أنها دخلت على عائشة وهي جالسة في معصفرة فسألتها عن الحناء فقالت: شجرة طيبة وماء طهور. وسألتها عن الحفاف فقالت لها: إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتضعيهما أحسن مما هما فافعلي.

أخبرنا حجاج بن نصير، حدثنا علي بن المبارك قال: حدثتنا أم شيبة قالت: رأيت على عائشة ثوبا معصفرا.

أخبرنا معن بن عيسى، حدثنا مخرمة بن بكير عن أبيه عن عمرة عن عائشة أنها قالت: لا بد للمرأة من ثلاثة أثواب تصلي فيهن: درع وجلباب وخمار. وكانت عائشة تحل إزارها فتجلبب به.

أخبرنا معن بن عيسى، حدثنا مالك عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه قالت: دخلت حفصة بنت عبد الرحمن على عائشة أم المؤمنين وعلى حفصة خمار رقيق فشقته عائشة عليها وكستها خمارا كثيفا.

أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثتنا أم نصر قالت: حدثنا معاذة قالت: رأيت على عائشة ملحفا معصفرا.

حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، حدثنا سفيان عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن صفية قالت: رأيت عائشة طافت بالبيت وهي منتقبة.

أخبرنا حجاج بن نصر، حدثنا أبو عامر الخزاز عن عبد الله بن أبي مليكة قال: رأيت على عائشة ثوبا مضرجا، فقلت: وما المضرج؟ فقال: هذا الذي تسمونه المورد.

أخبرنا الفضل بن دكين، حدثتنا حبيبة بنت عباد البارقية عن أمها قالت: رأيت على عائشة درعا أحمر وخمارا أسود.

أخبرنا سليمان بن حرب ومسلم بن إبراهيم قالا: حدثنا الأسود بن شيبان قال: حدثتني أم المغيرة مولاة الأنصار قالت: سألت عائشة عن الحرير، قالت: قد كنا نكسى ثيابا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقال لها السيراء فيها شيء من حرير.

أخبرنا محمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي، حدثنا داود بن عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد قال: سمعت القاسم بن محمد يحدث أنه كان عليه كساء خز في يوم بارد وأنه ألبسه عائشة فلم تؤخره.

أخبرنا معن بن عيسى، حدثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه أن عائشة كست عبد الله بن الزبير مطرف خز كانت تلبسه.

أخبرنا معن بن عيسى ومطرف بن عبد الله قالا: حدثنا مالك بن أنس عن نافع مولى ابن عبد الله بن عمر عن القاسم بن محمد أن محمد بن الأشعث قال لعائشة: ألا نجعل لك فروا نهديه إليك فإنه أدفأ تلبسينه. فقالت: إني لأكره جلود الميتة. فقال:

إني سأقوم عليه ولا أجعله لك إلا ذكيا. فجعله لها فأرسل به إليها فكانت تلبسه.

أخبرنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه قالت: رأيت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر دخلت على عائشة وعليها خمار رقيق يشف عن جيبها فشقته عائشة عليها وقالت: أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور؟ ثم دعت بخمار فسكتها.

أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن ابن جريج قال: أخبرت عن عكرمة قال: كانت عائشة وأزواج النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، يختضبن بالحناء وهن حرم وذلك بعد وفاة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، ويحججن في المعصفرات.

أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا منصور بن سلمة عن أبيه عن عائشة بنت طحلة عن عائشة زوج النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، قالت: خرجنا مع النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، حتى إذا كنا بالقاحة سال على وجهي من رأسي صفرة مما جعلت في رأسي من الطيب حين خرجت، فقال النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: (إن لونك الآن يا شقيراء لحسن).

أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا الثوري عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة زوج النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، قالت: سألت النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، عن الجهاد قال: (جهاد كن الحج).

أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: ربما روت عائشة القصيدة ستين بيتا والمائة بيت.

أخبرنا محمد بن عمر، حدثني ابن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن عكرمة قال: كانت عائشة تحتجب من حسن وحسين. قال: فقال ابن عباس: إن دخولهما عليها لحل.

أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال: كان حسن وحسين لا يدخلان على أزواج النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، فقال ابن عباس: أما إن دخولهما على أزواج النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، لحل لهما.

قال محمد بن عمر: لأنهما ولد ولد النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال أبو حنيفة ومالك بن أنس: الرجل يتزوج المرأة فلا تحل لولده ولا لولد ولده من الذكور أن يتزوجها أبدا ولا هم ولا أولادهم ولا أولاد بناتهم وهذا مجمع عليه.

أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن شعيب بن الحبحاب عن أبي سعيد أن داخلا دخل على عائشة وهي تخيط نقبة لها فقال: يا أم المؤمنين أليس قد أكثر الله الخير؟ قالت: دعنا منك، لا جديد لمن لا خلق له.

أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا ابن عون عن القاسم قال: كانت أم المؤمنين إذا تعودت خلقا لم تحب أن تدعه.

أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا أسامة بن زيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أمه قالت: رأيت على عائشة ثيابا حمرا كأنها شرر، وهي محرمة.

أخبرنا الفضيل بن دكين، حدثنا حميد بن عبد الله الأصم عن أمه قالت: رأيت على عائشة خمارا أسود جيشانيا.

أخبرنا مسلم بن إبراهيم، حدثتنا أم نهار قالت: حدثتنا أمينة قالت: رأيت على عائشة ملحفة مورسة وخمارا جيشانيا إلى السواد ما هو.

أخبرنا عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: وددت أني إذا مت كنت نسيا منسيا.

أخبرنا يعلى بن عبيد ووكيع بن الجراح والفضل بن دكين قالوا حدثنا هارون البربري عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: أوصت عائشة أن لا تتبعوا سريري بنار ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء.

أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا أسامة بن زيد عن بعض أصحابه عن عائشة أنها قالت حين حضرتها الوفاة: يا ليتني لم أخلق، يا ليتني كنت شجرة أسبح وأقضي ما علي.

أخبرنا الفضل بن دكين، حدثنا هشام بن المغيرة، حدثني يحيى بن عمرو عن أبيه عمرو بن سلمة أن عائشة قالت: والله لوددت أني كنت شجرة، والله لوددت أني كنت مدرة، والله لوددت أن الله لم يكن خلقني شيئا قط.

أخبرنا الفضل بن دكين، حدثنا عيسى بن دينار قال: سألت أبا جعفر عن عائشة فقال: استغتفر الله لها، أما علمت ما كانت تقول: يا ليتني كنت شجرة، يا ليتني كنت حجرا، يا ليتني كنت مدرة؟ قلت: وما ذاك منها؟ قال: توبة.

أخبرنا الفضل بن دكين، حدثنا حسن بن صالح عن إسماعيل عن قيس قال: قالت عائشة عند وفاتها: إني قد أحدثت بعد رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، فادفنوني مع أزواج النبي، صلى الله عليه وآله وسلم.

أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي، حدثني عمر بن سعيد بن أبي حسين عن ابن أبي مليكة أن ابن عباس دخل على عائشة قبل موتها فأثنى عليها قال: أبشري زوجة رسول الله ولم ينكح بكرا غيرك ونزل عذرك من السماء. فدخل عليها ابن الزبير خلافه فقالت: أثنى علي عبد الله بن عباس ولم أكن أحب أن أسمع أحدا اليوم يثني علي، لوددت أني كنت نسيا منسيا.

أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي، حدثنا مسعر عن حماد عن إبراهيم قال: قالت عائشة: يا ليتني كنت ورقة من هذه الشجرة.

أخبرنا قبيصة بن عقبة، قال سفيان: أخبرنا عن عبد الرحمن بن القاسم بن القاسم أن عائشة كانت تسرد الصوم.

أخبرنا قبيصة بن عقبة، حدثنا سفيان عن الأعمش عن خيثمة قال: كانت عائشة إذا سئلت: كيف أصبحت؟ قالت: صالحة والحمد لله.

أخبرنا مالك بن إسماعيل، حدثنا زهير، حدثنا عبد الله بن عثمان قال: حدثني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة أنه حدثه ذكوان حاجب عائشة أنه جاء يستأذن على عائشة فجئت وعند رأسها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن فقلت: هذا عبد الله بن عباس يستأذن عليك. فأكب عليها ابن أخيها فقال: هذا ابن عباس يستأذن عليك.

وهي تموت، فقالت: دعني من ابن عباس فإنه لا حاجة لي به ولا بتزكيته. فقال: يا أمتاه إن ابن عباس من صالحي بنيك يسلم عليك ويودعك. قالت: فأذن له إن شئت. فأدخلته فلما أن سلم وجلس قال: أبشري. قالت: بما؟ قال: ما بينك وبين أن تلقي محمدا، صلى الله عليه وآله وسلم، والأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد. كنت أحب نساء رسول الله إلى رسول الله، ولم يكن رسول الله يحب إلا طيبا، وسقطت قلادتك ليلة الأبواء فأصبح رسول الله لطلبها حين يصبح في المنزل، فأصبح الناس ليس معهم ماء فأنزل الله أن تيمموا صعيدا طيبا فكان ذلك من سببك وما أذن الله لهذه الأمة من الرخصة فأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات جاء بها الروح الأمين فأصبح ليس مسجد من مساجد الله يذكر فيه إلا هي تتلى فيه آناء الليل والنهار. فقالت: دعني منك يابن عباس فو الذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسيا منسيا.

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا زهير، أخبرنا ليس بن أبي سليم، حدثني عبد الرحمن بن سابط عن ابن عباس أنه أتى عائشة في شيء وجدت عليه فيه فقال: أم المؤمنين، ما سميت أم المؤمنين إلا لتسعدي، وإنه لاسمك قبل أن تولدي.

أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا ابن عون عن نافع أن عائشة أوصت إن حدث بي حدث في مرضي هذا.

أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، حدثنا النهاش بن فهم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: قالت عائشة عند موتها: لا تدفئوا مني النار ولا تحملوني على قطيفة حمراء.

أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي، حدثنا مسلم بن خالد، حدثني زياد بن سعد عن محمد بن المنكدر عن عائشة قالت: يا ليتني كنت نباتا من نبات الأرض ولم أكن شيئا مذكورا.

أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن صالح بن حيان عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت: قال لي رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: (يا عائشة إن أردت اللحوق بي فليكفيك من الدنيا كزاد الراكب، وإياك ومجالسة الأغنياء، ولا تستخلقي ثوبا حتى ترقعيه).

أخبرنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عائشة قالت: إذا كفنت وحنطت ثم دلاني ذكوان في حفرتي وسواها لعي فهو حر.

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني ابن أبي الزناد عن أبيه قال: دخل ابن أبي عتيق على عائشة وهي ثقيلة فقال: يا أمه كيف تجدينك جعلت فداك؟ قالت: هو والله الموت. قال: فلا إذا. فقالت: لا تدع هذا على حال، تعني المزاح.

أخبرنا يعلى بن عبيد، حدثنا هارون البربري عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: أوصت عائشة أن لا تتبعوا سريري بنار ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء.

أخبرنا محمد بن عمر، حدثني ابن أبي سبرة عن موسى بن ميسرة عن سالم سبلان قال: ماتت عائشة ليلة سبع عشرة من شهر رمضان بعد الوتر فأمرت أن تدفن من ليلتها فاجتمع الناس وحضروا فلم نر ليلة أكثر ناسا منها نزل أهل العوالي فدفنت بالبقيع.

أخبرنا محمد بن عمر، حدثني ابن أبي سبرة عن عثمان بن أبي عتيق عن أبيه قال: رأيت ليلة ماتت عائشة حمل معها جريد في الخرق فيه النار ليلا ورأيت النساء بالبقيع كأنه عيد.

أخبرنا محمد بن عمر، حدثني ابن جريج عن نافع قال: شهدت أبا هريرة صلى على عائشة بالبقيع وابن عمرو في الناس لا ينكره، وكان مروان اعتمر تلك السنة فاستخلف أبا هريرة.

أخبرنا محمد بن عمر، حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: صلى أبو هريرة على عائشة في رمضان سنة ثمان وخمسين ودفنت بعد الإيتار.

أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا عبد الله بن عروة بن الزبير عن عثمان بن أبي الوليد عن عروة قال: كنت خامس خمسة في قبر عائشة: عبد الله بن الزبير والقاسم بن محمد وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن. وصلى عليها أبو هريرة بعد الوتر في شهر رمضان. أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا ابن أبي سبرة عن عثمان بن أبي عتيق عن القاسم بن محمد قال: نزلت في قبر عائشة أنا وعبد الله بن الزبير وعروة بن الزبير وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر.

أخبرنا محمد بن عمر. أخبرنا ابن أبي سبرة عن عثمان بن أبي عتيق عن أبيه قال: رأيت ليلة ماتت عائشة. ع. حمل معها جريد ألقوا عليها الخرق وغمسوها في زيت وأشعلوا فيها نارا فحملوها معها.

أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا معمر عن الزهري عن عروة قال: دفنت عائشة ليلا.

أخبرنا عفان بن مسلم. حدثنا حماد بن سلمة. أخبرنا هشام بن عروة عن عروة أن عبد الله بن الزبير دفن عائشة ليلا.

قال محمد بن عمر: توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضت من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين ودفنت من ليلتها بعد الوتر وهي يومئذ بنت ست وستين سنة.

أخبرنا حفص بن غياث. حدثنا إسماعيل عن أبي إسحاق قال: قال مسروق:

لولا بعض الأمر لأقمت المناحة على أم المؤمنين.

أخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد قالا: حدثنا هارون البربري عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: قدم رجل فسأله أبي: كيف كان وجد الناس على عائشة؟ فقال: كان فيهم وكان. قال: أما إنه لا يحزن عليها إلا من كانت أمه.

أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا عبد الواحد بن ميمون مولى عروة عن حبيب مولى عروة قال: لما ماتت خديجة حزن عليها النبي صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا فبعث الله جبريل فأتاه بعائشة في مهد فقال: يا رسول الله هذه تذهب بعض حزنك وإن في هذه خلفا من خديجة. ثم ردها فكان رسول الله يختلف إلى بيت أبي بكر ويقول: يا أم رومان استوصي بعائشة خيرا واحفظيني فيها. فكان لعائشة بذلك منزلة عند أهلها ولا يشعرون بأمر الله فيها. فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما في بعض ما كان يأتيهم.

وكان لا يخطئه يوما واحدا أن يأتي إلى بيت أبي بكر منذ أسلم إلى أن هاجر. فيجد عائشة متسترة بباب دار أبي بكر تبكي بكاء حزينا. فسألها فشكت أمها فذكرت أنها تولع بها. فدمعت عينا رسول الله ودخل على أم رومان فقال: يا أم رومان ألم أوصك بعائشة أن تحفظيني فيها؟ فقالت: يا رسول الله إنها بلغت الصديق عني وأغضبته علينا. فقال النبي. ص: وإن فعلت. قالت أم رومان: لا جرم لا سؤتها أبدا.

وكانت عائشة ولدت السنة الرابعة من النبوة في أولها وتزوجها رسول الله في السنة العاشرة في شوال وهي يومئذ بنت ست سنين وتزوجها بعد سودة بشهر.

أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا ابن أبي الزناد عن هشام عن أبيه عن عائشة [قالت: قال لي رسول الله. ص: يا عائشة ما يخفى علي حين تغضبين علي وحين ترضين. قلت: بم تعرف ذلك يا رسول الله؟ قال: أما حين ترضين فتقولين لا ورب محمد. وأما حين تغضبين فتقولين لا ورب إبراهيم. قالت: قلت: صدقت والله يا رسول الله. إني إنما أهجر اسمك].

أخبرنا محمد بن عمر. حدثني ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن عائشة قالت: [قال رسول الله. ص: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام].

أخبرنا محمد بن عمر. حدثني ابن أبي طوالة عن أبيه عن أنس بن مالك عن [النبي صلى الله عليه وسلم قال: فضل عائشة على النساء. فذكر مثله].

أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن [عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما: يا عائشة هذا جبريل وهو يقرئك السلام.

قالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته. ولم أره. كان يرى ما لا أرى].

أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا إسحاق بن يحيى عن عيسى بن طلحة قال: عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.

أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا أبو بكر بن عبيد الله عن ربيعة بن عثمان قال: أسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ثم قال لعائشة: لأنت أحب إلي من زبد بتمر.

أخبرنا محمد بن عمر. حدثتني فاطمة بنت مسلم عن فاطمة الخزاعية قالت: سمعت عائشة تقول يوما: دخل علي يوما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أين كنت منذ اليوم؟ قال: يا حميراء كنت عند أم سلمة. فقلت: ما تشبع من أم سلمة؟ قالت: فتبسم فقلت: يا رسول الله ألا تخبرني عنك لو أنك نزلت بعدوتين إحداهما لم ترع والأخرى قد رعيت أيهما كنت ترعى؟ قال: التي لم ترع. قلت: فأنا ليس كأحد من نسائك. كل امرأة من نسائك قد كانت عند رجل غيري. قالت: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم

أخبرنا محمد بن عمر. حدثني ابن أبي سبرة عن موسى بن ميسرة عن أبي عبد الله القراظ قال: كانت يد أبي هريرة في يدي. يعني ليلة ماتت عائشة. ع.

أخبرنا محمد بن عمر عن عبيد الله بن عروة عن عثمان بن عروة عن أبيه قال: توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لتسع عشرة خلت من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وصلى عليها أبو هريرة.

أخبرنا محمد بن عمر عن عبيد الله بن عروة عن عيسى بن معمر عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال: مددنا على قبر عائشة ثوبا وحملنا جريدا فيه خرق ودفناها ليلا بعد الوتر في شهر رمضان.

أخبرنا محمد بن عمر عن عمر بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه قال: حضرت قبر عائشة دفناها ليلا.

أخبرنا محمد بن عمر. أخبرنا محمد بن عبد الله بن جعفر عن ابن أبي عون قال: [قالت عائشة كنت أستب أنا وصفية فسببت أباها فسبت أبي. وسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا صفية تسبين أبا بكر! يا صفية تسبين أبا بكر!].

أخبرنا محمد بن عمر. أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن ابن المسيب قال: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: يا أبا بكر ألا تعذرني من عائشة؟ قال: فرفع أبو بكر يده فضرب صدرها ضربا شديدة. فجعل رسول الله يقول: غفر الله لك يا أبا بكر ما أردت هذا].

أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن عمارة بن عمير قال: حدثني من سمع عائشة. ع. إذا قرأت هذه الآية: {وقرن في بيوتكن} الأحزاب: 33. بكت حتى تبل خمارها.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 8- ص: 46

رضي الله عنهما: كان النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها بمكة، ما لم يتزوج بكراً غيرها، وهي بنت ست سنين، ودخل بها بالمدينة، وهي بنت تسع سنين، بعد سبعة أشهر من مقدمه المدينة، وقبض وهي بنت ثمان عشرة سنة، وبقيت إلى خلافة معاوية، وتوفيت سنة ثمان، وقيل: سبع وخمسين، وقد قاربت السبعين، وأوصت أن تدفن بالبقيع، وكان وصيها: عبد الله بن الزبير بن العوام.
كناها النبي صلى الله عليه وسلم أم عبد الله.
أمها أم رومان بنت سبيع بن دهمان بن الحارث بن عبد بن مالك بن كنانة، نسبها مصعب الزبيري.
أخبرنا بذلك الهيثم بن كليب، حدثنا أحمد بن أبي خيثمة، عن مصعب بهذا..
وكان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج بها قريباً من موت خديجة، وماتت خديجة قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين، أو قريب من ذلك أخبرناه خيثمة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، بهذا، وقال فيه: وتزوجها وهي بنت ست سنين، وأهديت إليه بنت تسع، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة، ولعب معها.
أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا أحمد بن منصور، وإسحاق بن إبراهيم، قالا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.
وعن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست، ودفعت إليه وأنا بنت تسع، ومات وأنا بنت ثمان عشرة.
رواه جماعة عن هشام بن عروة، منهم: الثوري، وابن عيينة، وحماد بن زيد، ووهيب بن خالد، وابن أبي الزناد، وعبدة، وعبد الله بن محمد بن عروة وغيرهم.
ورواه الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.
ورواه الثوري، ومطرف، وشريك، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عائشة.
ورواه الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن القاسم، عن عائشة.
ورواه محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة.
في ذكر وفاة خديجة، وتزويج عائشة
أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا أحمد بن منصور، وإسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: كل نسائك لها كنية غيري، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتني بأم عبد الله، فكان يقال لها: أم عبد الله، حتى ماتت، ولم تلد قط.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن شيبان، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كناها أم عبد الله، ما لم يلد لها.
رواه وهيب، وأبو أسامة وغيرهما، عن هشام، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة.
وقال وكيع وغيره: عن هشام، عن رجل من ولد الزبير، عن عائشة.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الغني بن سعيد، حدثنا موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لما توفيت خديجة بمكة، نزل جبريل بصورة عائشة في سرقة حرير خضراء، فقال: يا محمد، هذه عائشة، زوجتك في الدنيا، وزوجتك في الآخرة، عوضاً من خديجة.
غريب بهذا الإسناد، تفرد به عبد الغني.
وروي عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الغني بن سعيد، حدثنا موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قالت عائشة: أعطيت عشر خصال لم تعطهن ذات خمار، الحديث.
أخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أريتك في المنام مرتين، أرى أن رجلا يحملك في سرقة حرير، فيقول: هذه امرأتك، فأكشف فأراك فأقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه.
قال عروة: وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بعد موت خديجة بثلاث سنين، عائشة يومئذ بنت ست سنين، وبني بها وهي بنت تسع سنين، ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعائشة ثمان عشرة سنة.
أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، ومحمد بن يعقوب، قالا: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كانت أمي تعالجني تريد تسمنني بعض السمن، لتدخلني على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما استقام لها بعض ذلك حتى أكلت التمر في القثاء، فسمنت عليه كأحسن ما يكون من السمن.
قال: فحدث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: إني لألعب مع جواري من الأنصار في أرجوحة بين نخلتين إذ أتت أمي فأخذت بيدي ما أدري ما تصنع، فجعلت أضع يدي على بطني لأرد نصبي، لكن لا ترى ما بي، فذهبت بي أمي وأدخلتني على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا عمر بن الربيع بن سليمان، حدثنا يوسف بن يزيد، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال عمر بن الخطاب، أدبوا الخيل، وانتضلوا، وانتعلوا، وتسوكوا، وإياكم وأخلاق الأعاجم، ومجاورة الخنازير، وأن يوضع بين أظهركم صليب، ولا تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر، ولا يحل لمؤمن أن يدخل الحمام إلا بمئزر، ولا مؤمنة، إلا من سقم، فإن عائشة حدثتني وهي على فراشها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على فراشي، أو على موضع فراشي يقول: " أيما مؤمنة وضعت خمارها في غير بيتها إلا هتكت الحجاب فيما بينها وبين ربها عز وجل.
أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامع، وأحمد بن الحسين بن عتبة، قالا: حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، حدثنا أبو زيد بن أبي الغمر، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن عائشة، إنها قالت: كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغالية الجيدة عند إحرامه.
غريب من حديث ابن عمر، عن عائشة، تفرد به يعقوب الزهري.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، حدثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، قالت: لما قدمنا مهاجرين سلكنا في ثنية صعبة، فنفر بي جمل كنت عليه قوياً منكراً، فوالله ما أنسى قول أمي: واعروساه، فركز رأسه، فسمعت قائلا يقول، والله ما أراه: لو ألقي خطامه، فألقيته، فقام يستدير عليه، كأنما إنسان جالس تحته يمسكه.

  • مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 939

عائشة بنت أبي بكر الصديق رضوان الله عليها: ماتت سنة ثمان، وقيل سنة سبع وخمسين، بالمدينة. روى عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال: لو كانت امرأة تكون خليفة لكانت عائشة خليفة. وقال أبو موسى الأشعري: ما أشكل على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علما. ولما أجابت في الغسل من الإكسال قال أبو موسى: لا أسأل عنه أحدا بعد هذا اليوم. وقال عمر رضي الله عنه في ذلك: من خالف بعد هذا جعلته نكالا. وقال قبيصة بن ذؤيب: كان عروة بن الزبير يغلبنا بدخوله على عائشة، وكانت عائشة أعلم الناس، يسأل الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال عروة: كانت عائشة أعلم الناس بالحديث، وأعلم الناس بالقرآن، وأعلم الناس بالشعر، ولقد قلت قبل أن تموت بأربع سنين: لو ماتت عائشة لما ندمت على شيء إلا كنت سألتها عنه. وقال مسروق وقد سئل عن عائشة، هل كانت تحسن الفرائض؟ فقال: لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض.
ثم حصل علم هؤلاء في طبقة أخرى من أحداث الصحابة.

  • دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 47

عائشة بنت أبي بكر الصديق المناسبة
رثت أباها بقولها: (من الخفيف)

  • المكتبة الأهلية - بيروت-ط 1( 1934) , ج: 1- ص: 170

أم المؤمنين
الصديقة بنت الصديق ’’ عائشة ’’ بنت أبي بكر ’’ رضي الله عنها ’’ وعن أبيها وجدها. م سنة 58 هـ ’’ رضي الله عنها ’’ وسقاها من سلسبيل الجنة آمين. كانت من أعلم الناس بأخبار العرب وأيامها وأشعارها. عالمة بالفرائض والطب وكانت أعلم الناس وأفقه الناس.

  • دار الرشد، الرياض-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 14

عائشة أم المؤمنين
حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها عروة وابن أبي مليكة وعطاء وهي أفقه نساء الأمة ومناقبها جمة عاشت خمسا وستين سنة توفيت 58 ودفنت بالبقيع رضي الله تعالى عنها ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1

عائشة بنت أبي بكر الصديق
حبيبة حبيب الله زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين المبرأة من فوق سبع سماوات أم عبد الله
عائشة بنت عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو القرشية ثم التميمية وأمها أم رومان بنت الحارث بن غنم ويقال بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن غياث بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست سنين قبل الهجرة بسنتين وبنى بها وهي بنت تسع وقبض عنها وهي بنت ثمان عشرة من بين سحرها ونحرها وكانت أحب أزواجه إليه نفسا وأكثرهن علما وأفصحهن لسانا ماتت سنة ثمان وخمسين رضوان الله عليها وقيل سبع وخمسين عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن جذامة بنت وهب الأسدية في النكاح وأبي بكر الصيديق رضي الله عنه في الجهاد
روى عنها أبو هريرة في الصلاة ومسروق وسالم أبو عبد الله مولى شداد ويقال مولى المهري وشريح بن هانئ وعبد الله بن الزبير في الوضوء والحج وغيرهما وسليمان بن يسار وعبد الله بن شهاب الخولاني وعمرة بنت عبد الرحمن والقاسم بن محمد وصفية بنت شيبة وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعبد الله بن قيس وحفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ومعاذة العدوية وعبيد بن عمير وأبو موسى الأشعري في الوضوء وأم كلثوم وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وحمزة بن عبد الله بن عمر وابن أبي مليكة ومطرف بن عبد الله بن الشخير وأبو الجوزاء أوس بن عبد الله ونافع مولى ابن عمر أرسله ابن عمر إليها في الجنائز وعلقمة بن قيس والأسود وهمام بن الحارث وعبد الله بن أبي عتيق وعبد الله بن الحارث الأنصاري وأم كثلوم بنت أبي بكر في الصلاة وعبد الله بن شقيق وسعد بن هشام وعلقمة بن وقاص في الصلاة والإفك وكريب وطاوس في الصلاة وعطاء بن أبي رباح في الصلاة وخباب صاحب المقصورة أرسله ابن عمر إليها وعبد الله بن يزيد رضيع عائشة وعباد بن عبد الله بن الزبير في الجنائز وعطاء بن يسار في الجنائز ومحمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب وعبد الله بن فروخ وأبو عطية الهمداني مالك وعمرو بن ميمون في الصوم وعلي بن الحسين في الصوم وعائشة بنت
طلحة في الصوم ومحمد بن المنتشر وسعيد بن المسيب في الحج وغيره وذكوان مولاها في الحج ومجاهد بن جبير في الحج وأبو قلابة في الحج وعبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق والحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة وزينب بنت أبي سلمة وصفية بنت أبي عبيد اليشك وعبد الله بن عمر في العتق وعبد الرحمن بن شهابة وهمامة بن حزن القشيري وأم الحسن البصري خيرة وأبو بردة بن أبي موسى وعبد الله بن شداد بن الهاد وسعيد بن العاص وعبد الله بن عامر بن ربيعة ومحمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله البهي وعراك بن مالك وفروة بن نوفل وعروة بن الزبير وعابس بن ربيعة

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1

عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 30

عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما
زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبرأة من فوق سبع سماوات كنيتها أم عبد الله ماتت سنة سبع وخمسين في ولاية معاوية وكانت بنت ثمان عشرة حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنته وأم عائشة أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما
واسم أبيها عبد الله بن عثمان أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها ورحمها حدثنا أبو مسلم حدثني أبي حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان عن إسماعيل بن أمية عن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين ودخل بي وانا بنت تسع سنين وبنى بي في شوال فأي نسائه كان أحظى عنده مني وكانت تحب أن تدخل نساءها في شوال

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

عائشة بنت أبي بكر الصديق
عائشة بنت أبي بكر الصديق

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

عائشة (ع)
أم المؤمنين، وأم عبد الله، وحبيبة رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وبنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمبرأة من فوق سبع سماوات.
بنى بها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال بعد وقعة بدر، فأقامت في صحبته ثمانية أعوام وخمسة أشهر، وكانت أحب نسائه إليه، وكانت غزيرة العلم، ومن أكبر فقهاء الصحابة.
قال عروة: ما رأيت أحداً أعلم بالطب منها.
وقال أيضاً: ما رأيت أحداً من الناس أعلم بالقرآن، ولا بفريضةٍ، ولا بحلال وحرام، ولا بشعرٍ، ولا بحديث العرب، ولا النسب من عائشة. رضي الله عنها.
توفيت سنة سبعٍ وخمسين، وقيل: سنة ثمانٍ وخمسين.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1

عائشة بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنهما:
واسمه عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. القرشية التيمية، أم المؤمنين، تكنى أم عبد الله. تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة بسنتين.
هذا قول أبي عبيدة، وقال غيره: بثلاث سنين، وهي بنت ست سنين، وقيل: وهي بنت سبع. وابتنى بها بالمدينة وهي بنت تسع، لا أعلمهم اختلفوا في ذلك.
قال أبو عمر: كان نكاحه صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها في شوال، وابتناؤه بها في شوال. وتوفى عنها صلى الله عليه وسلم وهي بنت ثمانى عشرة سنة. كان مكثها معه صلى الله عليه وسلم تسع سنين.
قال أبو عمر: ولم ينكح رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها، واستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكنية، فقال لها: اكتنى بابنك عبد الله بن الزبير، يعنى ابن أختها.
وكان مسروق إذا حدث عن عائشة رضي الله عنها، يقول: حدثتنى الصادقة ابنة
الصديق البرية المبرأة، بكذا وكذا. وذكره الشعبى، عن مسروق.
وقال أبو الضحاك، عن مسروق: رأيت مشيخة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض.
وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة رضي الله عنها أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن رأيا في العامة.
وقال هشام بن عروة، عن أبيه: ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة، رضي الله عنها.
وذكر الزبير، قال: حدثني عبد الرحمن بن المغيرة الحزامى، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، قال: ما رأيت أحدا أروى لشعر من عروة، فقيل له: ما أرواك يا أبا عبد الله! قال: وما روايتى في رواية عائشة رضي الله عنها، وما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعرا.
قال الزهري: لو جمع علم عائشة رضي الله عنها إلى جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وعلم جميع النساء لكان علم عائشة رضي الله عنها أفضل.
وروى أهل البصرة عن أبي عثمان النهدى، عن عمرو بن العاص، سمعه يقول: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة»، قلت: فمن الرجال؟ قال: «أبوها».
ومن حديث أبي موسى الأشعرى، وحديث أنس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام»، قال أبو عمر: أمر
النبي صلى الله عليه وسلم بالذين رموا عائشة رضي الله عنها بالإفك حين نزل القرآن ببراءتها، فجلدوا ثمانين، فيما ذكر جماعة من أهل السير والعلم بالخبر.
وتوفيت عائشة رضي الله عنها سنة سبع وخمسين.
ذكره ابن المديني، عن سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة.
وقال خليفة: وقد قيل: إنها توفيت سنة ثمان وخمسين، ليلة الثلاثاء، لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، وأمرت أن تدفن ليلا، فدفنت بعد الوتر بالبقيع، وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1