ظاهر العمر ظاهر بن عمر بن أبي زيدان: داهية شجاع. يقال: إن أصله من المدينة، هاجر أحد جدوده إلى فلسطين، ثم كان أبوه ’’عمر’’ حاكما على صفد وما يليها، في أيام ولاية الأمير بشير الشهابي على لبنان. ولد ظاهر في صفد، وتولى إدارة عكة، ثم خلف أباه على صفد. وقاتله سليمان باشا العظم والي دمشق، سنة 1150 هـ ، فتحصن ظاهر في طبرية، فأطلق عليها سليمان القنابل. و مات سليمات فجأة أو مسموما، على أبواب طبرية. فاستفحل أمر ظاهر، واستقر في عكة، وأحاطها بسور منيع، وأصبح حاكم عكة وصفد والناصرة وطبرية. وطمع بمدافع أقامتها حكومة الآستانة على شاطئ حفا، فذهب إليها ونقلها إلى عكة. وغضبت الحكومة، فأرسلت صادق عثمان باشا واليا على دمشق، وأمرته بالقبض على ظاهر فقاتل رجال ظاهر، وهزموا جيشه. وتم لظاهر امتلاك ولاية صيدا وعكة وحيفا ويافا والرملة وجبل نابلس وشرقي الأردن وصفد وجبل عامل. واعرفت حكومة الآستانة بولاية اضطرارا. ثم خرج عليه رجل يدعى أبا الذهب، كان من قواد الجيش المصري، فأمدته الحكومة بقوة، فانخذل ظاهر. ومات أبو الذهب فجأة في صيدا، (سنة 1188هـ) فعاد ظاهر إلى ولايته الواسعة. واستمر إلى أن جهزت الحكومة أسطولا لاحتلال عكة. فبينما كان ظاهر متهيئا للمقاومة، غدر به مغربي من رجاله، فقتل، ودالت دولته.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 237