ظافر الحداد ظافر بن القاسم بن منصور الجذامي، أبو نصر الحداد: شاعر، من أهل الإسكندرية. كان حدادا. له (ديوان شعر - ط) ومنه في الفاتيكان (1771 عربي) نسخة جميلة متقنة. وفي خزانة الرباط 980د مخطوطة ثانية مرتبة على الحروف. توفي بمصر.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 236
ظافر الحداد الإسكندري ظافر بن القاسم بن منصور بن خلف، أبو منصور الجذامي الإسكندري الحداد الشاعر، صاحب الديوان المشهور، أخذ عنه الحافظ أبو طاهر السلفي، وتوفي سنة خمس وعشرين وخمسمائة. ومن شعره قصيدته المشهورة، وهي:
لو صح بالصبر الجميل ملاذه | ما سح وابل دمعه ورذاذه |
ما زال جيش الحب يغزو قلبه | حتى وهى وتقطعت أفلاذه |
لم يبق فيه مع الغرام بقية | إلا رسيس يحتويه جذاذه |
من كان يرغب في السلامة فليكن | أبدا من الحدق المراض عياذه |
لا يخدعنك بالفتور فإنه | مرض يضر بقلبك استلذاذه |
يا أيها الرشأ الذي من طرفه | سهم إلى حب القلوب نفاذه |
در يلوح بفيك من نظامه | خمر يجول عليه من نباذه |
وقناة ذاك القد كيف تقومت | وسنان ذاك اللحظ ما فولاذه |
رفقا بجسمك لا يذوب فإنني | أخشى بأن يجفو عليه لاذه |
هاروت يعجز عن مواقع سحره | وهو الإمام فمن ترى أستاذه |
تالله ما علقت محاسنك امرأ | إلا وعز على الورى استنقاذه |
أغريت حبك بالقلوب فأذعنت | طوعا وقد أودى بها استحواذه |
ما لي أتيت الحظ من أبوابه | جهدي فدام نفوره ولواذه |
إياك من طمع المنى فعزيزه | كذليله وغنيه شحاذه |
ذالية ابن دريد استهوي بها | قوم غداة نبت به بغداذه |
دانوا لزخرف قوله فتفرقت | طمعا بهم صرعاه أو جذاذه |
من قدر الرزق السني لك إنما | قد كان ليس يضره إنفاذه |
يذم المحبون الرقيب وليت لي | من الوصل ما يخشى عليه رقيب |
وقد سبحت فيه الثريا كأنها | بنيقات وشي في قميص حداد |
ولاحت بنو نعش كتنقيط كاتب | بيسراه للتعليم آخر صاد |
إلى أن بدا ضوء الصباح كأنه | رداء عروس فيه صبغ مداد |
خلقت نجوم بنات نعش سبعة | تترى كما نظم الخرائد جوهرا |
تبدو كما رسمت بنان مكتب | لمكتب في اللوح صادا أعسرا |
كأن أنجمها في الجو زاهرة | دراهم والثريا كف منتقد |
والجو من شفق الغروب مفروز | كحديقة حفت بورد أحمر |
وبدا الهلال لليلتين كأنه | فتر حوى تفاحة من عنبر |
والليل قد ولى بعبسة هارب | والصبح قد وافى ببشر معرس |
والفجر قد أخفى النجوم كأنه | سيل يفيض على حديقة نرجس |
هذي المجرة والنجوم كأنها | نهر تفتح فيه روضة نرجس |
وكأنما الفجر المطل على الدجى | ونجومه المتأخرات تقوضا |
نهر تعرض في السماء وحوله | أشجار ورد قد تفتح أبيضا |
والأقحوانة تحكي ثغر غانية | تبسمت فيه من عجب ومن عجب |
في القد والبرد والريق الشهي وطيـ | ـب الريح واللون والتفليج والشنب |
كشمسة من لجين في زبرجدة | قد برقت تحت مسمار من الذهب |
والأقحوانة تجلو وهي ضاحكة | عن واضح غير ذي ظلم ولا شنب |
كأنما شمسة من فضة حرست | خوف الوقوع بمسمار من الذهب |
والأقحوانة في الرياض تخالها | ثغرا يعض على حروف رباعي |
كأن سنابل حب الحصيد | وقد شارفت وقت إبانها |
كبائس مضفورة ربعت | وأرخي فاضل خيطانها |
غدونا على أرؤس أحكمت | وتمت محاسن أوصافها |
حكت قطع القطن مندوفة | كما فارقت يد ندافها |
كأن تماثيل أجسامها | وأفواهها تحت آنافها |
خليع الطراطير بيضا وقد | تفتق ما فوق أطرافها |
كأن حباب الماء ثوب مرائش | وقد شابه لون الضحى فتلونا |
فكان كأحناك الظباء تثاءبت | فأظهرن تدريجا هناك مغضنا |
إذا أبرم التيار دارته حكت | أنامل خراط يحرر مدهنا |
ترى منه تحت الماء درعا وجوشنا | وسيفا بلا غمد وإن كان راكدا |
كأن الصبا لما أدارت حبابه | تمر على سيف صقيل مباردا |
هلل فإن هلال العيد عاد بما | قد كنت تعهد من لهو ومن طرب |
كحلقة من لجين ذاب أكثرها | لما تغافل ملقيها على اللهب |
تأملت بحر النيل طولا وخلفه | من البركة الغناء كل مقعر |
فكانت وقد لاحت بسيطة خضرة | وكانت وفيها الماء باق موفر |
عمامة شرب ذي حواش بخضرة | أضيف إليها طيلسان مقور |
قصر عن أوصافك العالم | وكثر الناثر والناظم |
من يكن البحر له راحة | يضيق عن خنصرها الخاتم |
عجبت لجرأة هذا الغزال | وأمر تخطى له واعتمد |
وأعجب به إذ بدا جاثما | وكيف اطمأن وأنت الأسد |
رأيت ببابك هذا المنيف | شباكا فأدركني بعض شك |
وفكر فيما رأى خاطري | فقلت البحار مكان الشبك |
انظر بعينك في بديع صنائعي | وعجيب تركيبي وحكمة صانعي |
فكأنني كفا محب شبكت | يوم الفراق أصابعا بأصابع |
ثغر لاح يستأسر الأرواح | لما فاح بالخمر والتفاح |
الجاني | ذا التائه الجاني |
يلحاني | من ليس بالحاني |
أفناني | طير بأفناني |
أحياني | في بعض أحياني |
لما صاح ما خلته يا صاح | إلا راح ذا نشوة من راح |
بدر بان | في مثل خوط البان |
وجه زان | قدا كعود الزان |
والإخوان | في اللوم لي خوان |
والعينان | لما جفا عينان |
جسم راح يدميه لمس الراح | لما لاح لم أحتفل باللاح |
يا فتاك | بالقتل من أفتاك |
ما أسراك | نيلا إلى أسراك |
ما أحلاك | سبحان من حلاك |
ما أنساك | وجها وما أسناك |
كالمصباح نور بلا إصباح | كم أرتاح للقرب ما يرتاح |
أغلى لي | موتي بأغلالي |
أوصى لي | نيران أوصالي |
بلبالي | أولى ببلبالي |
يا حالي | انظر إلى حالي |
ها قد ساح من مقلتي سحاح | ذو إفضاح بسرنا فضاح |
قلبي مال | فيه إلى الآمال |
ما لي حال | يا قوم لما حال |
لما غال | قلبي وصبري غال |
لولا الخال | ما كنت إلا خال |
ذا المزاح مازحته ما زاح | ألإصلاح أن أترك الإصلاح |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
ظافر بن القاسم بن منصور بن عبد الله بن خلف الجذامي الاسكندري المعروف بالحداد الشاعر الأديب: روى عنه الحافظ السلفي وطائفة من الأعيان، وتوفي بمصر في المحرم سنة تسع وعشرين وخمسمائة ومن شعره:
حكم العيون على القلوب يجوز | ودواؤها من دائهن عزيز |
كم نظرة نالت بطرف ذابل | ما لا ينال الذابل المهزوز |
فحذار من تلك اللواحظ غيرة | فالسحر بين جفونها مكنوز |
ألا هل لدائي من فراقك إفراق | هو السم لكن لي لقاؤك درياق |
فيا شمس فضل غربت ولضوئها | على كل قطر بالمشارق إشراق |
سقى العهد عهدا منك عمر عهده | بقلبي عهدا لا يضيع وميثاق |
يجدده ذكر يطيب كما شدت | وريقاء كنتها من الأيك أوراق |
لك الخلق الجذل الرفيع طرازه | وأكثر أخلاق الخليقة أخلاق |
لقد ضاءلتني يا أبا الصلت مذ نأت | ديارك عن داري هموم وأشواق |
إذا عزني إطفاؤها بمدامعي | جرت ولها ما بين جفني إحراق |
سحائب يحدوها زفير يجره | خلال التراقي والترائب تشهاق |
وقد كان لي كنز من الصبر واسع | ولي منه في صعب النوائب انفاق |
وسيف إذا جردت بعض غراره | لجيش خطوب صدها منه إرهاق |
إلى أن أبان البين أن غراره | غرور وان الكنز فقر وإملاق |
أخي سيدي مولاي دعوة من صفا | وليس له من رق ودك إعتاق |
لئن بعدت ما بيننا شقة النوى | ومطرد طامي الغوارب خفاق |
وبيد إذا كلفتها العيس قصرت | طلائح أنضاها ذميل وإعناق |
فعندي لك الود الملازم مثل ما | يلازم أعناق الحمائم أطواق |
لو كان بالصبر الجميل ملاذه | ما سح وابل دمعه ورذاذه |
ما زال جيش الحب يغزو قلبه | حتى وهى وتقطعت أفلاذه |
لم يبق فيه مع الغرام بقية | إلا رسيس يحتويه جذاذه |
من كان يرغب في السلامة فليكن | أبدا من الحدق المراض عياذه |
لا تخدعنك بالفتور فإنه | نظر يضر بقلبك استلذاذه |
يا أيها الرشأ الذي من طرفه | سهم إلى حب القلوب نفاذه |
در يلوح بفيك من نظامه | خمر به قد جال من نباذه |
وقناة ذاك القد كيف تقومت | وسنان ذاك اللحظ ما فولاذه |
هاروت يعجز عن مواقع سحره | وهو الإمام فمن ترى استاذه |
تالله ما علقت محاسنك آمرءا | إلا وعز على الورى استنقاذه |
أغريت حبك بالقلوب فأذعنت | طوعا وقد أودى بها استحواذه |
انظر فقد أبدى الأقاحي مبسما | يفتر ضحكا فوق قد أملد |
كفصوص در لطفت أجرامه | وتنظمت من حول شمسة عسجد |
انظر بعينك في بديع صنائعي | وعجيب تركيبي وحكمة صانعي |
فكأنني كفا محب شبكت | يوم الفراق أصابعا بأصابعي |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 4- ص: 1462
ظافر بن القاسم ابن منصور، شاعر زمانه، أبو منصور الجذامي، الإسكندراني، الحداد، له ’’ديوان’’ مشهور.
روى عنه أبو طاهر السلفي، وغيره، وهو القائل:
يذم المحبون الرقيب وليت لي | من الوصل ما يخشى عليه رقيب |
قصر عن أوصافك العالم | وأكثر الناثر والناظم |
من يكن البحر له راحة | يضيق عن خنصره خاتم |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 14- ص: 407