أبو يزيد البسطامي طيفور بن عيسى البسطامي، أبو يزيد، ويقال بايزيد: زاهد مشهور، له أخبار كثيرة. كان ابن عربي يسميه أبا يزيد الأكبر. نسبته إلى بسطام (بلدة بين خراسان والعراق) أصله منها، ووفاته فيها. قال المناوي: وقد أفردت ترجمته بتصانيف حافلة. وفي المستشرقين من يرى أنه كان يقول بوحدة الوجود، وأنه ربما كان أول قائل بمذهب الفناء ويعرف أتباعه بالطيفورية أو البسطامية.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 235
طيفور أبو يزيد البسطامي طيفور بن عيسى بن آدم بن عيسى بن علي البسطامي، أبو يزيد الزاهد المشهور، كان مجوسيا ثم أسلم، وكان له أخوان زاهدان عابدان أيضا، آدم وعلي، وكان أبو يزيد أجلهم، توفي على ما ذكره الشيخ شمس الدين في حدود الثلاثمائة وقال في هذا: الأصغر، واسم جد الكبير شروسان، واسم جد هذا آدم، وقال شمس الدين ابن خلكان: توفي سنة إحدى وستين ومائتين، ولعل هذه وفاة الأكبر، والله أعلم.
وسئل أبو يزيد: بأي شيء نلت هذه المعرفة؟ فقال: ببطن جائع وبدن عار. وقيل له: ما أشد ما لقيته في سبيل الله؟ فقال: لا يمكن وصفه، فقيل له: فما أهون ما لقيت نفسك منك؟ فقال: أما هذا فنعم، دعوتها إلى شيء من الطاعات فلم تجبني طوعا فمنعتها الماء سنة. وقال: لو نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتى يرتفع في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود وأداء الشريعة. وله مقالات كثيرة، ومجاهدات مشهورة، وكرامات ظاهرة. وكان أبو يزيد البسطامي يقول: من لم ينظر إلى شاهدي بعين الاضطرار، وإلى أوقاتي بعين الاغترار، وإلى أحوالي بعين الاستدراج، وإلى كلامي بعين الافتراء، وإلى عبادتي بعين الاجتراء، وإلى نفسي بعين الازدراء، فقد أخطأ النظر في. وكان يقول: لو وصفت لي تهليلة ما باليت بعدها بشيء. وكتب يحيى بن معاذ إلى أبي يزيد: سكرت من الذكر وغيرك كثرة ما شربت من كأس محبته، فكتب جوابه: سكرت وما شربت من الدور، وغيرك قد شرب بحور السموات والأرض وما روي بعد، ولسانه خارج من العطش يقول: هل من مزيد. وقال الجنيد: كل الخلق يركضون فإذا بلغوا ميدان أبي يزيد هملجوا. وكان أبو يزيد يقول: إذا وقفت بين يدي الله عز وجل فاجعل نفسك كأنك مجوسي تريد أن تقطع الزنار بين يديه. وقال: نوديت في سري، فقيل لي: خزائننا مملوءة من الخدمة، فإذا أردتنا فعليك بالذلة والافتقار. وحكى عنه صاحبه أبو بكر الأصبهاني أنه أذن فغشي عليه، فلما أفاق وقال: العجب ممن لا يموت إذا أذن. وقال الإمام فخر الدين الرازي: ثبت عنه أنه قال: سبحاني ما أعظم شاني، ولكن لا نظن به إلا خيرا.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
أبو يزيد البسطامي طيفور بن عيسى سلطان العارفين، أبو يزيد طيفور بن عيسى بن شروسان البسطامي، أحد الزهاد، أخو الزاهدين: آدم وعلي، وكان جدهم شروسان مجوسيا، فأسلم، يقال: إنه روى عن: إسماعيل السدي، وجعفر الصادق - أي: الجد - وأبو يزيد، فبالجهد أن يدرك أصحابهما.
وقل ما روى، وله كلام نافع.
منه، قال: ما وجدت شيئا أشد علي من العلم ومتابعته، ولولا اختلاف العلماء لبقيت حائرا.
وعنه قال: هذا فرحي بك وأنا أخافك، فكيف فرحي بك إذا أمنتك؟ ليس العجب من حبي لك، وأنا عبد فقير، إنما العجب من حبك لي، وأنت ملك قدير.
وعنه - وقيل له: إنك تمر في الهواء - فقال: وأي أعجوبة في هذا؟ وهذا طير يأكل الميتة يمر في الهواء.
وعنه: ما دام العبد يظن أن في الناس من هو شر منه، فهو متكبر.
الجنة لا خطر لها عند المحب، لأنه مشغول بمحبته.
وقال: ما ذكروا مولاهم إلا بالغفلة، ولا خدموه إلا بالفترة.
وسمعوه يوما وهو يقول: اللهم! لا تقطعني بك عنك.
العارف فوق ما نقول، والعالم دون ما نقول.
وقيل له: علمنا الاسم الأعظم.
قال: ليس له حد، إنما هو فراغ قلبك لوحدانيته، فإذا كنت كذلك، فارفع له أي اسم شئت من أسمائه إليه.
وقال: لله خلق كثير يمشون على الماء، لا قيمة لهم عند الله، ولو نظرتم إلى من أعطي من الكرامات حتى يطير، فلا تغتروا به حتى تروا كيف هو عند الأمر والنهي، وحفظ الحدود والشرع.
وله هكذا نكت مليحة، وجاء عنه أشياء مشكلة لا مساغ لها، الشأن في ثبوتها عنه، أو أنه قالها في حال الدهشة والسكر، والغيبة والمحو، فيطوى، ولا يحتج بها، إذ ظاهرها إلحاد، مثل: سبحاني، وما في الجبة إلا الله.
ما النار؟ لأستندن إليها غدا، وأقول: اجعلني فداء لأهلها، وإلا بلعتها.
ما الجنة؟ لعبة صبيان، ومراد أهل الدنيا.
ما المحدثون؟ إن خاطبهم رجل عن رجل، فقد خاطبنا القلب عن الرب.
وقال في اليهود: ما هؤلاء؟ هبهم لي، أي شيء هؤلاء حتى تعذبهم؟
قال السلمي في (تاريخ الصوفية) : توفي أبو يزيد عن ثلاث وسبعين سنة، وله كلام حسن في المعاملات.
ثم قال: ويحكى عنه في الشطح أشياء، منها ما لا يصح، أو يكون مقولا عليه، وكان يرجع إلى أحوال سنية، ثم ساق بإسناد له، عن أبي يزيد، قال:
من نظر إلى شاهدي بعين الاضطراب، وإلى أوقاتي بعين الاغتراب، وإلى أحوالي بعين الاستدراج، وإلى كلامي بعين الافتراء، وإلى عباراتي بعين الاجتراء، وإلى نفسي بعين الازدراء، فقد أخطأ النظر في.
وعنه قال: لو صفا لي تهليلة ما باليت بعدها.
توفي أبو يزيد ببسطام: سنة إحدى وستين ومائتين.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 10- ص: 263
طيفور بن عيسى، أبو يزيد البسطامى، شيخ الصوفية، له نبأ عجيب وحال غريب. وهو من كبار مشايخ الرسالة، وما أحلى قوله: لو نظرتم إلى رجل أعطى من الكرامات حتى يرتفع في الهواء فلا تغيروا به حتى تنظروا كيف هو عند الامر والنهى وحفظ حدود الشريعة.
وقد نقلوا عن أبي يزيد أشياء الشأن في صحتها عنه، منها: سبحاني.
وما في الجبة إلا الله.
ما النار لاستندن إليها غدا، وأقول: اجعلني لاهلها فداء، أو لابلغنها.
ما الجنة لعبة صبيان، هب لي هؤلاء اليهود، ما هؤلاء حتى تعذبهم؟ ومن الناس من يصحح هذا عنه ويقول: قاله في حال سكره.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: أنكر عليه أهل بسطام، ونقلوا إلى الحسين بن عيسى البسطامى أنه يقول له معراج كما كان للنبي صلى الله عليه وسلم، فأخرجه من بسطام، فحج ورجع إلى جرجان، فلما مات الحسين رجع إلى بسطام.
قلت: كان / الحسين من أئمة الحديث.
وأبو يزيد
[من أهل الفرق] فمسلم
[23 / 3] حاله له، والله يتولى السرائر، ونتبرأ إلى الله من كل من تعمد مخالفة الكتاب
والسنة.
ومات أبو يزيد سنة إحدى وستين ومائتين.
دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 2- ص: 346