طه ابن مهنا طه بن محمد بن مهنا الجبريني المحتد، الحلبي: فاضل، له كتابة على بعض صحيح البخاري، و (شرح أسماء أهل بدر - ط) ونظم.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 232
طه الجبريني طه بن مهنا الشافعي الجبريني المحتد الحلبي المولد العالم الفاضل المتقن العلامة المحقق واحد الدهر في الفضائل المفسر المحدث صاحب الاحاطة بالعلوم العقلية والنقلية كان المعيا وحيدا له الذكاء المفرط كاملا بحاثا محققا مدققا ورعا زاهدا ناسكا ولد في سنة أربع وثمانين وألف وطلب بنفسه وأخذ عن علماء ذلك العصر وحبب إليه الطلب إذ بلغ فسعى وجد واجتهد ورحل إلى الحجاز في سنة احدى وثلاثين بعد المائة وسمع صحيح البخاري على شارحه المتقن الضابط أبي محمد عبد الله بن سالم البصري وأجاز له به وبباقي ما يجوز له وقرأ العربية على الشيخ عيد المصري ومن مشايخه الشيخ تاج الدين القلعي مفتي مكة والشيخ عبد القادر المفتي بها أيضا وأخذ عنهما وعن الشيخ يونس المصري والشيخ أبي الحسن السندي ثم المدني وغيرهم وعاد إلى وطنه واشتغل بالافادة والحق الأحفاد بالأجداد ثم عاد إلى الحجاز في سنة احدى وستين بعد المائة أيضا وجاور بمكة المكرمة نحوا من سنتين وعاد إلى وطنه وكتب على صحيح البخاري قطعة صالحة وصل بها إلى المغازي وله تراجم أهل بدر الكرام رضي الله عنهم وغير ذلك من التحريرات وانتفع به خلق لا يحصون كثرة وله مداعبة لأحبابه وكان يعاني حرفة الا لاجة ينسج له وتباع ولم يكن له وجه معيشة ولا وظيفة غير ذلك وله شعر فمن شعره الذي خدم به سيد المرسلين عاقد اللحلية الشريفة قوله
يا أهيل النقا لقد همت وجدا | في هواكم وقد جفا الجفن سهدا |
ما تناسيت المربوع بسلع | سل من الركب من تناسيت عهدا |
كيف أنسى وفيكم من تسامى | في سماء السماء فخرا ومجدا |
خاتم الرسل سيد الكون طه | من غدا في شمائل الحسن فردا |
ذو جبين سما الهلال ووجه | أخجل البدر بالبها اذ تبدى |
في أساريره سنا الشمس تجري | من سناه أهتدي الذي ضل رشدا |
أهدب الجفن فوق خدا سيل | أكحل العين بالنفوس مفدى |
أفرق السن إن تبسم تلقي | مثل حب الغمام والدر نضدا |
أزهر اللون أنفه كان أقنى | بالقنا للعدا أباد وأردى |
شثن الكف للكراديس ضخم | راحتاه جودا من البحر أندى |
ربعة كان إن مشى يتكفأ | رجل الشعر ليس سبطا وجعدا |
كان فخما مفخما يتلألأ | خافض الطرف أكثر الخلق حمدا |
بين كتفيه مثل بيض حمام | خاتم الأنبياء للخلق مبدا |
ومغيث لمن أتى مستجيرا | من ذنوب فاضت على البحر مدا |
وصريخ لمستريح خطوب | قد توالت عليه صكا وطردا |
ورؤف بنا وأيضا رحيم | كم حباني فضلا وللخير أسدى |
يا رسول الورى سميك طه | قد سعى في الهوى مكبا مجدا |
كلما كان يستعد لرشد | أخرته القيود عما استعدا |
وهو قد حل في حماك وحاشى | أن ينال المنيخ بالباب ردا |
وصلاة الآله في كل آن | مع سلام إلى ضريحك يهدى |
وإلى الآل والصحاب جميعا | ما سنا كوكب بأفق تبدى |
بشرى لطه حيث حا=ز فضائلا عقلا ونقلا | لقد ارتضاه وقد حبا |
ه الله مغفرة وفضلا=لما غدا الفردوس في | دار البقاء له محلا |
أرخته بعلى الجنا | ن محدث الشهباء حلا |
دار البشائر الإسلامية / دار ابن حزم-ط 3( 1988) , ج: 2- ص: 219