طلحة الجود طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي القرشي المدني، أبو محمد: صحاب، شجاع، من الأجواد. وهو أحد العشرة المبشرين، وأحد الستة أصحاب الشورى، وأحد الثمانية السابقين إلى الإسلانم. قال ابن عساكر: كان من دهاة قريش ومن علمائهم. وكان يقال له ولأبي بكر ’’القرينان’’ وذلك لأن نوفل بن حارث - وكان أشد قريش - رأى طلحة، وقد أسلم، خارجا مع أبي بكر من عند النبي صلى الله عليه وسلم فأسمكهما وشدهما في حبل. ويقال له ’’طلحة الجود’’ و ’’طلحة الخير’’ و ’’طلحة الفياض’’ وكل ذلك لقبه به رسول الله صلى الله عليه وسلم في مناسبات مختلفة، ودعاه مرة ’’الصبيح المليح الفصيح’’ شهد أحدا وثبت مع رسول الله، وبايعه على الموت، فأصيب بأربعة وعشرين جرحا، وسلم، فشهد الخندق وسائر المشاهد. وكانت له تجارة وافرة مع العراق، ولم يكن يدع أحدا من بني تيم عائلا إلا كفاه مؤونته ومؤونة عياله ووفى دينه. قتل يوم الجمل وهو بجانب عائشة. ودفن بالبصرة. له 38 حديثا.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 229
طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي (ب د ع) طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، أبو محمد، القرشي التيمي، وأمه الصعبة بنت عبد الله بن مالك الحضرمية، يعرف بطلحة الخير، وطلحة الفياض.
وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام، دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام، فأخذه ودخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أسلم هو وأبو بكر. أخذهما نوفل بن خويلد بن العدوية فشدهما في حبل واحد، ولم يمنعهما بنو تيم، وكان نوفل أشد قريش، فلذلك كان أبو بكر وطلحة يسميان القرينين، وقيل: إن الذي قرنهما عثمان بن عبيد الله أخو طلحة، فشدهما ليمنعهما عن الصلاة، وعن دينهما، فلم يجيباه، فلم يرعهما إلا وهما مطلقان يصليان.
ولما أسلم طلحة والزبير آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما بمكة قبل الهجرة، فلما هاجر المسلمون إلى المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين طلحة وبين أبي أيوب الأنصاري.
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد أصحاب الشورى، ولم يشهد بدرا لانه كان بالشام، فقدم بعد رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سهمه، فقال: لك سهمك، قال: وأجرى؟ قال: وأجرك، فقيل: كان في الشام تاجرا، وقيل: بل أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه سعيد بن زيد إلى طريق الشام يتجسسان الأخبار، ثم رجعا إلى المدينة، وهذا أصح، ولولا ذلك لم يطلب سهمه وأجره.
وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد، وبايع بيعة الرضوان، وأبلى يوم أحد بلاء عظيما، ووقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، واتقى عنه النبل بيده، حتى شلت إصبعه، وضرب على رأسه، وحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى صعد الصخرة.
أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء الأصبهاني، إجازة، بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، أخبرني أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة، قال: سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد طلحة الخير، ويوم العسرة طلحة الفياض، ويوم حنين طلحة الجود.
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران الشافعي وغير واحد، بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى، قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جده عبد الله بن الزبير، عن الزبير، قال: كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعان، فنهض إلى الصخرة فلم يستطع، فأقعد تحته طلحة فصعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى استوى على الصخرة، قال: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أوجب طلحة».
قال: وحدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو عبد الرحمن بن منصور العنزي اسمه النضر، عن عقبة بن علقمة اليشكري، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: سمعت أذني رسول الله يقول: «طلحة والزبير جاراي في الجنة». أخبرنا أبو بكر مسمار بن عمر بن العويس النيار أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطلاية، أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين الأنماطي، أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا الصلت بن دينار، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه، فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله». أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الطبري بإسناده عن أبي يعلى، عن أبي كريب، حدثنا يونس بن بكير، عن طلحة بن يحيى، عن موسى وعيسى ابني طلحة، عن أبيهما: أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لأعرابي جاء يسأله عمن قضى نحبه من هو؟ قال: فسأله الأعرابي، فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم إني طلعت من باب المسجد، وعلي ثياب خضر، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أين السائل عمن قضى نحبه؟ قال الأعرابي: أنا يا رسول الله. قال: هذا ممن قضى نحبه».
وقتل طلحة يوم الجمل، وكان شهد ذلك اليوم محاربا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فزعم بعض أهل العلم أن عليا دعاه، فذكره أشياء من سوابقه، على ما قال للزبير، فرجع عن قتاله، واعتزل في بعض الصفوف، فرمي بسهم في رجله، وقيل: إن السهم أصاب ثغرة نحره، فمات، رماه مروان بن الحكم.
روى عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، قال: قال طلحة يوم الجمل:
ندمت ندامة الكسعي لما | شريت رضي بني جرم برغمي |
فتى كان يدنيه الغنى من صديقه | إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر |
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 595
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 3- ص: 84
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 2- ص: 467
طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي، أبو محمد، أحد العشرة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر، وأحد الستة أصحاب الشورى.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعنه بنوه: يحيى، وموسى، وعيسى بنو طلحة، وقيس بن أبي حازم، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، والأحنف، ومالك بن أبي عامر، وغيرهم. وأمه الصعبة بنت الحضرمي امرأة من أهل اليمن، وهي أخت العلاء بن الحضرمي، واسم الحضرمي عبد الله بن عباد بن ربيعة، وكان عند وقعة بدر في تجارة في الشام، فضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره، وشهد أحدا، وأبلى فيها بلاء حسنا، ووقى النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، واتقى النبل عنه بيده حتى شلت إصبعه.
وأخرج الزبير بن بكار، من طريق إسحاق بن يحيى، عن عمه موسى بن طلحة، قال: كان طلحة أبيض يضرب إلى الحمرة مربوعا إلى القصر أقرب، رحب الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم القدمين، إذا التفت التفت جميعا.
قال الزبير: حدثني إبراهيم بن حمزة، عن إبراهيم بن بسطام، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذي قرد على ماء يقال له بيسان مالح، فقال: هو نعمان، وهو طيب، فغير اسمه فاشتراه طلحة ثم تصدق به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنت يا طلحة إلا فياض»، فبذلك قيل له طلحة الفياض.
ويقال: إن سبب إسلامه ما أخرجه ابن سعد من طريق مخرمة بن سليمان، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، قال: قال طلحة: حضرت سوق بصرى، فإذا راهب في صومعته يقول: سلوا أهل هذا الموسم، أفيهم أحد من أهل الحرم؟ قال طلحة: نعم أنا.
فقال: هل ظهر أحمد؟ قلت: من أحمد؟ قال: ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شهره
الذي يخرج فيه، وهو آخر الأنبياء، ومخرجه من الحرم ومهاجره إلى نخل وحرة وسباخ، فإياك أن تسبق إليه، فوقع في قلبي، فخرجت سريعا حتى قدمت مكة فقلت: هل كان من حدث؟ قالوا: نعم، محمد الأمين تنبأ، وقد تبعه ابن أبي قحافة، فخرجت حتى أتيت أبا بكر، فخرج بي إليه، فأسلمت، فأخبرته بخبر الراهب.
وقال الواقدي: كان طلحة بن عبيد الله آدم كثير الشعر، ليس بالجعد ولا بالسبط، حسن الوجه، دقيق العرنين، إذا مشى أسرع، وكان لا يغير شيبة.
وذكر الزبير بسند له مرسل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما آخى بين أصحابه بمكة قبل الهجرة آخى بين طلحة والزبير، وبسند آخر مرسل أيضا قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار لما قدم المدينة، فآخى بين طلحة وأبي أيوب.
وأخرج الترمذي وأبو يعلى من طريق محمد بن إسحاق، حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يومئذ أوجب طلحة حين صنع يوم أحد ما صنع».
قال ابن إسحاق: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد نهض إلى صخرة من الجبل ليعلوها، وكان قد ظاهر بين درعين، فلما ذهب لينهض لم يستطع، فجلس تحته طلحة، فنهض حتى استوى عليها، لفظ أبي يعلى.
وأخرجه يونس بن بكير في «المغازي»، ولفظه: عن الزبير، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذهب لينهض إلى الصخرة، وكان قد ظاهر... إلى آخره، فقال: أوجب طلحة.
وأورد الزبير بسند له عن ابن عباس، قال: حدثني سعد بن عبادة، قال: بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم عصابة من أصحابه على الموت يوم أحد حين انهزم المسلمون، فصبروا، وجعلوا يبذلون نفوسهم دونه حتى قتل منهم من قتل، فعد فيمن بايع على ذلك جماعة، منهم: أبو بكر، وعمر، وطلحة، والزبير، وسعد، وسهل بن حنيف، وأبو دجانة.
وأخرج الدار الدارقطني في الأفراد من طريق هشيم، عن إبراهيم بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، وعن موسى بن طلحة، عن أبيه أنه لما أصيبت يده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاه بها.
فقال: حس حس، فقال: لو قلت بسم الله لرأيت بناءك الذي بنى الله لك في الجنة وأنت في الدنيا.
قال: تفرد به هشيم وهو من قديم حديثه، وأخرج البخاري من طريق قيس بن أبي حازم، قال: رأيت يد طلحة شلاء وقى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد.
وقال ابن السكن: يقال: إن طلحة تزوج أربع نسوة عند النبي صلى الله عليه وسلم أخت كل منهن: أم كلثوم بنت أبي بكر أخت عائشة، وحمنة بنت جحش أخت زينب، والفارعة بنت أبي سفيان أخت أم حبيبة، ورقية بنت أبي أمية أخت أم سلمة.
وقال يعقوب بن سفيان في «تاريخه»: حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، عن عبد الملك ومجالد فرقهما عن قبيصة بن جابر: صحبت طلحة فما رأيت رجلا أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه.
وروى خليفة في «تاريخه» من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: رمى طلحة يوم الجمل بسهم في ركبته، فكانوا إذا أمسكوها انتفخت، وإذا أرسلوها انبعثت، فقال: دعوها.
وروى ابن عساكر من طرق متعددة أن مروان بن الحكم هو الذي رماه فقتله منها.
وأخرجه أبو القاسم البغوي بسند صحيح من الجارود بن أبي سبرة قال: لما كان يوم الجمل نظر مروان إلى طلحة فقال: لا أطلب ثأري بعد اليوم، فنزع له بسهم فقتله.
وأخرج يعقوب بن سفيان بسند صحيح، عن قيس بن أبي حازم أن مروان بن الحكم رأى في الخيل فقال: هذا أعان على عثمان، فرماه بسهم في ركبته، فما زال الدم يسيح حتى مات،. أخرجه عبد الحميد بن صالح، عن قيس، وأخرجه الطبراني من طريق يحيى بن سليمان الجعفي، عن وكيع بهذا السند، قال: رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم فوقع في عين ركبته، فما زال الدم يسيح إلى أن مات، وكان ذلك في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين من الهجرة، وروى ابن سعد أن ذلك كان في يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة، وله أربع وستون سنة.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 430
طلحة بن عبيد الله أحد العشرة رضي الله عنهم طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، أبو محمد القرشي االتيمي، ابن عم أبي بكر الصديق رضي الله عنهما؛ من السابقين الأولين المعذبين على الإسلام، وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر، وأحد الستة أهل الشورى الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، وأحد الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجبل فتحرك بهم. بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسعيد بن زيد يستعلمان خبر العير، فلم يشهدا وقعة بدر، فضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمهما وأجرهما، ولذلك عدهما العلماء بالمغازي فيمن شهد بدرا. فلما كان يوم أحد أبلى فيه طلحة بلاء حسنا وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت وحماه من الكفار واتقى عنه النبل بيده حتى شلت إصبعه، ووقاه بنفسه، وكان يرتجز يومئذ:
نحن حماة غالب ومالك | نذب عن رسولنا المبارك |
نضرب عنه القوم في المعارك | ضرب صفاح الكوم في المبارك |
وطلحة يوم الشعب آسى محمدا | على ساعة ضاقت عليه وشقت |
يقيه بكفيه الرماح وأسملت | أشاجعه تحت السيوف فشلت |
وكان إمام الناس إلا محمدا | أقام رحى الإسلام حتى استقلت |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي، التيمي، المكي، أبو محمد،
أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، له عدة أحاديث، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وله في ’’مسند بقي بن مخلد’’ بالمكرر ثمانية وثلاثون حديثا.
له حديثان متفق عليهما، وانفرد له البخاري بحديثين، ومسلم بثلاثة أحاديث.
حدث عنه بنوه: يحيى وموسى وعيسى والسائب بن يزيد ومالك بن أوس بن الحدثان وأبو عثمان النهدي وقيس بن أبي حازم ومالك بن أبي عامر الأصبحي، والأحنف بن قيس التميمي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وآخرون.
قال أبو عبد الله بن مندة: كان رجلا آدم، كثير الشعر، ليس بالجعد القطط، ولا بالسبط، حسن الوجه، إذا مشى أسرع، ولا يغير شعره.
وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن عبد العزيز بن عمران، حدثني إسحاق بن يحيى، حدثني موسى بن طلحة قال كان أبي أبيض يضرب إلى الحمرة مربوعا إلى القصر هو أقرب، رحب الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم القدمين إذا التفت التفت جميعا.
قلت: كان ممن سبق إلى الإسلام وأوذي في الله ثم هاجر فاتفق أنه غاب، عن وقعة بدر في تجارة له بالشام وتألم لغيبته، فضرب له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسهمه، وأجره.
قال أبو القاسم بن عساكر الحافظ في ترجمته: كان مع عمر لما قدم الجابية وجعله على المهاجرين وقال غيره: كانت يده شلاء مما وقى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد.
الصلت بن دينار:، عن أبي نضرة، عن جابر قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله’’.
أخبرنيه الأبرقوهي، أنبأنا ابن أبي الجود، أنبأنا ابن الطلابة، أنبأنا عبد العزيز الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا البغوي حدثنا داود بن رشيد حدثنا مكي حدثنا الصلت.
وفي ’’جامع أبي عيسى بإسناد حسن أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوم أحد: ’’أوجب طلحة’’.
قال بن أبي خالد: عن قيس قال: رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد شلاء أخرجه البخاري.
وأخرج النسائي من حديث يحيى بن أيوب وآخر، عن عمارة بن غزية، عن أبي الزبير، عن جابر قال لما كان يوم أحد وولى الناس كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ناحية في اثني عشر رجلا منهم طلحة فأدركهم المشركون فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: ’’من للقوم؟’’ قال طلحة أنا قال كما أنت فقال رجل أنا قال أنت فقاتل حتى قتل ثم التفت فإذا المشركون فقال من لهم قال طلحة أنا قال كما أنت فقال رجل من الأنصار أنا قال أنت فقاتل حتى قتل فلم يزل كذلك حتى بقي مع نبي الله طلحة فقال من للقوم؟ قال طلحة أنا فقاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى قطعت أصابعه فقال حس فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ’’لو قلت باسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون’’ ثم رد الله المشركين. رواته ثقات.
أخبرنا أبو المعالي بن أبي عصرون الشافعي، أنبأنا عبد المعز بن محمد في كتابه، أنبأنا تميم بن أبي سعيد، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن، أنبأنا محمد بن أحمد، أنبأنا أحمد بن علي
التميمي، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، وعبد الأعلى، قالا: حدثنا المعتمر سمعت أبي حدثنا أبو عثمان قال لم يبق مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تلك الأيام التي كان يقاتل بها رسول الله غير طلحة وسعد، عن حديثهما.
أخرجه الشيخان، عن المقدمي.
وبه إلى التميمي: حدثنا أبو كريب حدثنا يونس بن بكير، عن طلحة بن يحيى، عن موسى وعيسى ابني طلحة، عن أبيهما إن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا لأعرابي جاء يسأله عمن قضى نحبه من هو وكانوا لا يجترؤون على مسألته -صلى الله عليه وسلم- يوقرونه ويهابونه فسأله الأعرابي فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم إني اطلعت من باب المسجد - وعلي ثياب خضر - فلما رآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’أين السائل عمن قضى نحبه’’؟ قال الأعرابي أنا قال: ’’هذا ممن قضى نحبه’’.
وأخرجه الطيالسي في مسنده من حديث معاوية قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ’’طلحة ممن قضى نحبه’’.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله ’’اهدأ! فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد’’.
سويد بن سعيد: حدثنا صالح بن موسى، عن معاوية بن إسحاق، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة’’.
قال الترمذي: حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو عبد الرحمن نضر بن منصور حدثنا عقبة بن علقمة اليشكري سمعت عليا يوم الجمل يقول سمعت من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’طلحة والزبير جاراي في الجنة’’.
وهكذا رواه: بن زيدان البجلي وأبو بكر الجارودي، عن الأشج وشذ أبو يعلى الموصلي فقال، عن نضر، عن أبيه، عن عقبة.
دحيم: حدثنا محمد بن طلحة، عن موسى بن محمد، عن أبيه، عن سلمة بن الأكوع قال: ابتاع طلحة بئرا بناحية الجبل ونحر جزورا فأطعم الناس فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’أنت طلحة الفياض’’.
سليمان بن أيوب بن عيسى بن موسى بن طلحة: حدثني أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة، عن أبيه قال: لما كان يوم أحد سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- طلحة الخير. وفي غزوة ذي العشيرة طلحة الفياض ويوم خيبر طلحة الجود.
إسناده لين.
قال مجالد، عن الشعبي، عن قبيصة بن جابر قال صحبت طلحة فما رأيت أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه.
أبو إسماعيل الترمذي: حدثنا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى، حدثني أبي، عن جدي، عن موسى، عن أبيه أنه أتاه مال من حضرموت سبع مائة ألف فبات ليلته يتململ فقالت له زوجته مالك؟ قال تفكرت منذ الليلة فقلت ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته؟ قالت فأين أنت، عن بعض أخلائك فإذا أصبحت فادع بجفان وقصاع فقسمه فقال لها رحمك الله إنك موفقة بنت موفق وهي أم كلثوم بنت الصديق فلما أصبح دعا بجفان فقسمها بين المهاجرين والأنصار فبعث إلى علي منها بجفنة فقالت له زوجته أبا محمد أما كان لنا في هذا المال من نصيب؟ قال فأين كنت منذ اليوم؟ فشأنك بما بقي قالت فكانت صرة فيها نحو ألف درهم.
أخبرنا المسلم بن علان، وجماعة كتابة قالوا، أنبأنا عمر بن محمد، أنبأنا هبة الله بن الحصين، أنبأنا ابن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي حدثنا إبراهيم الحربي حدثنا عبد الله بن عمر حدثنا محمد بن يعلى حدثنا الحسن بن دينار، عن علي بن زيد قال جاء أعرابي إلى طلحة يسأله فتقرب إليه برحم فقال إن هذه لرحم ما سألني بها أحد قبلك إن لي أرضا قد أعطاني بها عثمان ثلاث مائة ألف فاقبضها وإن شئت بعتها من عثمان ودفعت إليك الثمن فقال الثمن فأعطاه.
الكديمي: حدثنا الأصمعي، حدثنا بن عمران قاضي المدينة أن طلحة فدى عشرة من أسارى بدر بماله وسئل مرة برحم فقال قد بعت لي حائطا بسبع مئة ألف وأنا فيه بالخيار فإن شئت خذه وإن شئت ثمنه.
إسناده منقطع مع ضعف الكديمي.
قال ابن سعد: أنبأنا سعيد بن منصور حدثنا صالح بن موسى، عن معاوية بن إسحاق، عن عائشة وأم إسحاق بنتي طلحة قالتا: جرح أبونا يوم أحد أربعا وعشرين جراحة وقع منها في رأسه شجة مربعة وقطع نساه- يعني العرق - وشلت أصبعه وكان سائر الجراح في جسده وغلبه الغشي ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكسورة رباعيته مشجوج في وجهه قد علاه الغشي وطلحة محتمله يرجع به القهقرى كلما أدركه أحد من المشركين قاتل دونه حتى أسنده إلى الشعب.
ابن عيينة، عن طلحة بن يحيى، حدثتني جدتي سعدى بنت عوف المرية، قالت: دخلت على طلحة يوما وهو خاثر فقلت: ما لك؟ لعل رابك من أهلك شيء؟ قال: لا والله ونعم حليلة المسلم أنت، ولكن مال عندي قد غمني. فقلت: ما يغمك؟ عليك بقومك. قال: يا غلام! ادع لي قومي فقسمه فيهم فسألت الخازن: كم أعطى؟ قال: أربعمائة ألف.
هشام وعوف، عن الحسن البصري أن طلحة بن عبد الله باع أرضا له بسبع مائة ألف فبات أرقا من مخافة ذلك المال حتى أصبح ففرقه.
محمد بن سعد حدثنا محمد بن عمر حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال: كان طلحة يغل بالعراق أربع مئة ألف ويغل بالسراة عشرة آلاف دينار، أو أقل أو أكثر،وبالأعراض له غلات وكان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا إلا كفاه، وقضى دينه ولقد كان يرسل إلى عائشة إذا جاءت غلته كل سنة بعشرة آلاف ولقد قضى، عن فلان التيمي ثلاثين ألفا.
قال الزبير بن بكار: حدثني عثمان بن عبد الرحمن أن طلحة بن عبيد الله قضى، عن عبيد الله بن معمر وعبد الله بن عامر بن كريز ثمانين ألف درهم.
قال الحميدي: حدثنا بن عيينة حدثنا عمرو بن دينار أخبرني مولى لطلحة قال كانت غلة طلحة كل يوم ألف واف.
قال الواقدي: حدثنا إسحاق بن يحيى، عن موسى بن طلحة أن معاوية سأله كم ترك أبو محمد من العين قال ترك ألفي ألف درهم ومائتي ألف درهم ومن الذهب مائتي ألف دينار فقال معاوية عاش حميدا سخيا شريفا وقتل فقيدا رحمه الله.
وأنشد الرياشي لرجل من قريش:
أيا سائلي، عن خيار العباد | صادفت ذا العلم والخبره |
خيار العباد جميعا قريش | وخير قريش ذوو الهجره |
وخير ذوي الهجرة السابقون | ثمانية وحدهم نصره |
علي وعثمان ثم الزبير | طلحة واثنان من زهره |
وبران قد جاورا أحمدا | وجاور قبرههما قبره |
فمن كان بعدهم فاخرا | فلا يذكرن بعدهم فخره |
وطلحة يوم الشعب آسى محمدا | لدى ساعة ضاقت عليه وسدت |
وقاه بكفيه الرماح فقطعت | أصابعه تحت الرماح فشلت |
وكان إمام الناس بعد محمد | أقر رحا الإسلام حتى استقرت |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 18
طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي وأمه الحضرمية، اسمها الصعبة بنت عبد الله ابن عماد بن مالك بن ربيعة بن أكبر بن مالك بن عويف بن مالك بن الخزرج ابن إياد بن الصدف بن حضرموت بن كندة، يعرف أبوها عبد الله بالحضرمي.
ويقال لها بنت الحضرمي. يكنى طلحة أبا محمد، يعرف بطلحة الفياض.
وذكر أهل النسب أن طلحة اشترى مالا بموضع يقال له بيسان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنت إلا فياض، فسمي طلحة الفياض. ولما قدم طلحة المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين كعب ابن مالك حين آخى بين المهاجرين والأنصار. قال ابن إسحاق، وموسى بن عقبة عن ابن شهاب: لم يشهد طلحة بدرا، وقدم من الشام بعد رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر.
وكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سهمه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لك سهمك، قال: وأجري يا رسول الله؟ قال: وأجرك.
قال الزبير بن بكار: وكان طلحة بن عبيد الله بالشام في تجارة حيث كانت وقعة بدر، وكان من المهاجرين الأولين، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه، فلما قدم قال: وأجري يا رسول الله؟ قال: وأجرك. قال الواقدي: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يخرج من المدينة إلى بدر طلحة بن عبيد الله، وسعيد بن زيد إلى طريق الشام يتجسسان الأخبار، ثم رجعا إلى المدينة، فقدماها يوم وقعة بدر.
قال أبو عمر: شهد أحدا وما بعدها من المشاهد. قال الزبير وغيره: وأبلى طلحة يوم أحد بلاء حسنا، ووقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، واتقى النبل عنه بيده حتى شلت إصبعه، وضرب الضربة في رأسه، وحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى استقل على الصخرة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اليوم أوجب طلحة يا أبا بكر. ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهض يوم أحد ليصعد صخرة، وكان ظاهر بين درعين فلم يستطع النهوض، فاحتمله طلحة بن عبيد الله فأنهضه حتى استوى عليها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوجب طلحة. أخبرنا عبد الوارث، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، قال: رأيت يد طلحة شلاء، وقى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، ثم شهد طلحة المشاهد كلها، وشهد الحديبية وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة
الذين جعل عمر فيهم الشورى، وأخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راض.
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إليه، فقال: من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة. ثم شهد طلحة بن عبيد الله يوم الجمل محاربا لعلي، فزعم بعض أهل العلم أن عليا دعاه فذكره أشياء من سوابقه وفضله، فرجع طلحة عن قتاله على نحو ما صنع الزبير، واعتزل في بعض الصفوف فرمي بسهم، فقطع من رجله عرق النسا، فلم يزل دمه ينزف حتى مات.
ويقال: إن السهم أصاب ثغرة نحره، وإن الذي رماه مروان بن الحكم بسهم فقتله. فقال: لا أطلب بثأري بعد اليوم. وذلك أن طلحة- فيما زعموا- كان ممن حاصر عثمان واستبد عليه. ولا يختلف العلماء الثقات في أن مروان قتل طلحة يومئذ، وكان في حزبه.
روى عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، قال: قال طلحة يوم الجمل:
ندمت ندامة الكسعي لما | شريت رضا بني جرم برغمي |
فتى كان يدنيه الغني من صديقه | إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر |
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 764
طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. ويكنى أبا محمد. وأمه الصعبة بنت عبد الله بن عماد الحضرمي وأمها عاتكة بنت وهب بن عبد بن قصي بن عبد صاحب الرفادة دون قريش كلها.
وكان لطلحة من الولد محمد وهو السجاد وبه كان يكنى. قتل يوم الجمل مع أبيه. وعمران بن طلحة وأمهما حمنة بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي. وموسى بن طلحة وأمه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس بن زيد من بني تميم. وكان يقال للقعقاع تيار الفرات من سخائه.
ويعقوب بن طلحة وكان جوادا قتل يوم الحرة. وإسماعيل وإسحاق وأمهم أم كلثوم
بنت أبي بكر الصديق. وعيسى ويحيى وأمهما سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المري. وأم إسحاق بنت طلحة تزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب فولدت له طلحة ثم توفي عنها فخلف عليها الحسين بن علي فولدت له فاطمة وأمها الجرباء وهي أم الحارث بنت قسامة بن حنظلة بن وهب بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك بن جدعاء من طيئ. والصعبة بنت طلحة وأمها أم ولد. ومريم ابنة طلحة وأمها أم ولد. وصالح بن طلحة درج. وأمه الفرعة بنت علي سبية من بني تغلب.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني الضحاك بن عثمان عن مخرمة بن سليمان الوالبي عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال: قال طلحة بن عبيد الله حضرت سوق بصرى فإذا راهب في صومعته يقول: سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم؟ قال طلحة: فقلت نعم أنا. فقال: هل ظهر أحمد بعد؟ قال قلت: ومن أحمد؟ قال: ابن عبد الله بن عبد المطلب. هذا شهره الذي يخرج فيه وهو آخر الأنبياء ومخرجه من الحرم ومهاجره إلى نخل وحرة وسباخ. فإياك أن تسبق قال طلحة:
فوقع في قلبي ما قال فخرجت سريعا حتى قدمت مكة فقلت: هل كان من حدث؟
قالوا: نعم محمد بن عبد الله الأمين تنبأ وقد تبعه ابن أبي قحافة. قال فخرجت حتى دخلت على أبي بكر فقلت: أتبعت هذا الرجل؟ قال: نعم فانطلق إليه فادخل عليه فاتبعه فإنه يدعو إلى الحق. فأخبره طلحة بما قال الراهب فخرج أبو بكر بطلحة فدخل به على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم طلحة وأخبر رسول الله بما قال الراهب فسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك. فلما أسلم أبو بكر وطلحة بن عبيد الله أخذهما نوفل بن خويلد بن العدوية فشدهما في حبل واحد ولم يمنعهما بنو تيم. وكان نوفل بن خويلد يدعى أسد قريش فلذلك سمي أبو بكر وطلحة القرينين.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا فائد مولى عبد الله بن علي بن أبي رافع عن عبد الله بن سعد عن أبيه قال: لما ارتحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الخرار في هجرته إلى المدينة فكان الغد لقيه طلحة بن عبيد الله جائيا من الشام في عير. فكسا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر من ثياب الشام وخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن من بالمدينة من المسلمين قد استبطؤوا رسول الله. فعجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السير ومضى طلحة إلى مكة حتى فرغ من حاجته ثم خرج بعد ذلك مع آل أبي بكر فهو الذي قدم بهم المدينة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الجبار بن عمارة قال: سمعت عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: لما هاجر طلحة بن عبيد الله إلى المدينة نزل على أسعد بن زرارة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه عيسى بن طلحة قال: وأخبرنا مخرمة بن بكير عن أبيه عن بسر بن سعيد قالا: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين طلحة بن عبيد الله وأبي بن كعب.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لطلحة موضع داره.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن المسور بن رفاعة عن عبد الله بن مكنف عن حارثة الأنصار قال محمد بن عمر وسمعت بعض هذا الحديث من غير ابن أبي سبرة قالوا: لما تحين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصول عير قريش من الشام بعث طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قبل خروجه من المدينة بعشر ليال يتحسبان خبر العير فخرجا حتى بلغا الحوراء فلم يزالا مقيمين هناك حتى مرت بهما العير. وبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخبر قبل رجوع طلحة وسعيد إليه فندب أصحابه وخرج يريد العير. فساحلت العير وأسرعت وساروا الليل والنهار فرقا من الطلب. وخرج طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد يريدان المدينة ليخبرا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر العير ولم يعلما بخروجه فقدما المدينة في اليوم الذي لاقى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النفير من قريش ببدر. فخرجا من المدينة يعترضان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلقياه بتربان فيما بين ملل والسيالة على المحجة منصرفا من بدر. فلم يشهد طلحة وسعيد الوقعة. فضرب لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهامهما وأجورهما في بدر فكانا كمن شهدها. وشهد طلحة أحدا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان فيمن ثبت معه يومئذ حين ولى الناس. وبايعه على الموت. ورمى مالك بن زهير يوم أحد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاتقى طلحة بيده عن وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأصاب خنصره فشلت.
فقال حين أصابته الرمية: حس. [فقال رسول الله. ص: لو قال بسم الله لدخل
الجنة]. والناس ينظرون. وكان طلحة قد أصابته يومئذ في رأسه المصلبة. ضربه رجل من المشركين ضربتين. ضربة وهو مقبل وضربة وهو معرض عنه. فكان قد نزف منها الدم. وكان ضرار بن الخطاب الفهري يقول: أنا والله ضربته يومئذ. وشهد طلحة الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: أخبرنا عبد الله بن نمير ويعلى ومحمد ابنا عبيد والفضل بن دكين عن زكرياء بن أبي زائدة عن عامر الشعبي قال: أصيب أنف النبي - صلى الله عليه وسلم - ورباعيته يوم أحد وإن طلحة بن عبيد الله وقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده فضربت فشلت إصبعه.
قال: أخبرنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد قال: أخبرنا قيس قال: رأيت إصبعي طلحة قد شلتا. اللتين وقى بهما النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد.
قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: أخبرنا صالح بن موسى عن معاوية بن إسحاق عن عائشة وأم إسحاق ابنتي طلحة قالتا: جرح أبونا يوم أحد أربعا وعشرين جراحة. وقع منها في رأسه شجة مربعة وقطع نساه. يعني عرق النسا. وشلت إصبعه.
وسائر الجراح في سائر جسده. وقد غلبه الغشي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكسورة رباعيتاه مشجوج في وجهه. قد علاه الغشي وطلحة محتمله يرجع به القهقرى. كلما أدركه أحد من المشركين قاتل دونه حتى أسنده إلى الشعب.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا إسحاق بن يحيى بن طلحة قال: أخبرني عيسى بن طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت: حدثني أبو بكر قال: كنت في أول من فاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد فقال [لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليكم صاحبكم. يريد طلحة. وقد نزف فلم ينظر إليه.
وأقبلنا على النبي. ص].
قال إسحاق بن يحيى وأخبرني موسى بن طلحة قال: رجع طلحة يومئذ بخمس وسبعين أو سبع وثلاثين ضربة ربع فيها جبينه وقطع نساه وشلت إصبعه التي تلي الإبهام.
قال عبد الله بن المبارك: وأخبرني محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه عن جده عن الزبير قال: [سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: أوجب طلحة].
قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: أخبرنا صالح بن موسى عن معاوية بن
[إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت: إني لفي بيتي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وأصحابه بالفناء وبيني وبينهم الستر إذ أقبل طلحة بن عبيد الله فقال رسول الله. ص:
من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة].
[قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: أخبرنا إسحاق بن يحيى بن طلحة قال: حدثني موسى بن طلحة قال: دخلت على معاوية فقال: ألا أبشرك؟ قال قلت:
بلى. قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: طلحة ممن قضى نحبه].
[قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: أخبرنا أبو عوانة عن حصين عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال رسول الله. ص: من أراد أن ينظر إلى رجل قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله].
قال حصين: قاتل طلحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جرح يومئذ.
[قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن شريك عن أبي إسحاق أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
بعث طلحة سرية في عشرة وقال: شعاركم يا عشرة].
[قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا شريك عن أبي إسحاق قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية تسعة وأتمهم عشرة بطلحة بن عبيد الله وقال: شعاركم عشرة].
قال: أخبرنا محمد قال: سمعت من يصف طلحة قال: كان رجلا آدم كثير الشعر ليس بالجعد القطط ولا بالسبط. حسن الوجه. دقيق العرنين. إذا مشى أسرع.
وكان لا يغير شعره. وقد روى عن أبي بكر وعمر.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا عمرو بن عثمان مولى آل طلحة عن أبي جعفر قال: كان طلحة بن عبيد الله يلبس المعصفرات.
قال: أخبرنا يحيى بن عباد قال: أخبرنا فليح بن سليمان عن نافع عن أسلم مولى عمر أن عمر رأى على طلحة بن عبيد الله ثوبين مصبوغين بمشق وهو محرم فقال: ما بال هذين الثوبين يا طلح؟ فقال: يا أمير المؤمنين إنما صبغناه بمدر. قال عمر: إنكم أيها الرهط أئمة يقتدي بكم الناس ولو أن جاهلا رأى عليك ثوبيك هذين لقال قد كان طلحة يلبس الثياب المصبغة وهو محرم.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن إسحاق عن نافع عن صفية
بنت أبي عبيد أو أسلم أن عمر أبصر طلحة بن عبيد الله وعليه ثوبان ممشقان فقال: ما هذا يا طلحة؟ فقال: يا أمير المؤمنين إنما هو مدر. فقال: إنكم أيها الرهط أئمة يقتدى بكم ولو رآك أحد جاهل قال طلحة يلبس الثياب المصبغة وهو محرم. وإن أحسن ما يلبس المحرم البياض. فلا تلبسوا على الناس.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عمر قالا: أخبرنا إسرائيل قال:
سمعت عمران بن موسى بن طلحة يذكر عن أبيه أن طلحة بن عبيد الله قتل يوم الجمل وعليه خاتم من ذهب.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا قيس بن الربيع عن عمران بن موسى بن طلحة عن أبيه قال: كان في يد طلحة خاتم من ذهب فيه ياقوتة حمراء فنزعها وجعل مكانها جزعة. فأصيب. رحمه الله. يوم الجمل وهي عليه.
قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي قال: أخبرنا سفيان بن عيينة قال: كانت غلة طلحة بن عبيد الله ألفا وافيا.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين عن سفيان بن عيينة عن طلحة بن يحيى قال:
حدثتني جدتي سعدى بنت عوف المرية قالت: دخلت على طلحة ذات يوم فقلت: ما لي أراك أرابك شيء من أهلك فنعتب؟ قال: نعم. حليلة المرء ألأت ولكن عندي مال قد أهمني أو غمني. قالت: اقسمه. فدعا جاريته فقال: ادخلي على قومي.
فأخذ يقسمه فسألتها: كم كان المال؟ فقالت: أربعمائة ألف.
قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: أخبرنا هشام عن الحسن أن طلحة بن عبيد الله باع أرضا له من عثمان بن عفان بسبعمائة ألف فحملها إليه فلما جاء بها قال: إن رجلا تبيت هذه عنده في بيته لا يدري ما يطرقه من أمر الله العزيز بالله. فبات ورسله مختلف بها في سكك المدينة حتى أسحر وما عنده منها درهم.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين عن سفيان بن عيينة عن مجالد عن عامر عن قبيصة بن جابر قال: ما رأيت أحدا أعطى لجزيل مال من غير مسألة من طلحة بن عبيد الله.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي خالد عن ابن أبي حازم قال: سمعت طلحة بن عبيد الله يقول. وكان يعد من حلماء قريش: إن أقل
العيب على الرجل جلوسه في داره.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إسماعيل عن قيس قال: قال طلحة بن عبيد الله: إن أقل العيب على المرء أن يجلس في داره.
قال: حدثنا محمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن مخرمة بن سليمان الوالبي عن عيسى بن طلحة قال: كان أبو محمد طلحة يغل كل يوم من العراق ألف واف درهم ودانقين.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال: كان طلحة بن عبيد الله يغل بالعراق ما بين أربعمائة ألف إلى خمسمائة ألف.
ويغل بالسراة عشرة آلاف دينار أو أقل أو أكثر. وبالأعراض له غلات. وكان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا إلا كفاه مؤونته ومؤونة عياله وزوج أياماهم وأخدم عائلهم وقضى دين غارمهم. ولقد كان يرسل إلى عائشة إذا جاءت غلته كل سنة بعشرة آلاف.
ولقد قضى عن صبيحة التيمي ثلاثين ألف درهم.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني إسحاق بن يحيى عن موسى بن طلحة أن معاوية سأله: كم ترك أبو محمد. يرحمه الله. من العين؟ قال: ترك ألفي ألف درهم ومائتي ألف درهم ومائتي ألف دينار. وكان ماله قد اغتيل. كان يغل كل سنة من العراق مائة ألف سوى غلاته من السراة وغيرهما. ولقد كان يدخل قوت أهله بالمدينة سنتهم من مزرعة بقناة كان يزرع على عشرين ناضحا. وأول من زرع القمح بقناة هو.
فقال معاوية: عاش حميدا سخيا شريفا وقتل فقيرا. رحمه الله.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن محمد بن زيد بن المهاجر عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال: كانت قيمة ما ترك طلحة بن عبيد الله من العقار والأموال وما ترك من الناض ثلاثين ألف ألف درهم. ترك من العين ألفي ألف ومائتي ألف درهم ومائتي ألف درهم ومائتي ألف دينار. والباقي عروض.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني إسحاق بن يحيى عن جدته سعدى بنت عوف المرية أم يحيى بن طلحة قالت: قتل طلحة بن عبيد الله. يرحمه الله. وفي يد خازنه ألفا ألف درهم ومائتا ألف درهم. وقومت أصوله وعقاره ثلاثين ألف ألف درهم.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو رجاء الأيلي عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح قال: قال عمرو بن العاص حدثت أن طلحة بن عبيد الله ترك مائة بهار في كل بهار ثلاث قناطر ذهب. وسمعت أن البهار جلد ثور.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن مخرمة بن سليمان الوالبي عن السائب بن يزيد قال: صحبت طلحة بن عبيد الله في السفر والحضر فلم أخبر أحدا أعم سخاء على الدرهم والثوب والطعام من طلحة.
قال محمد بن سعد: وأخبرني من سمع إسماعيل بن أبي خالد يخبر عن حكيم بن جابر الأحمسي قال: قال طلحة بن عبيد الله يوم الجمل: إنا داهنا في أمر عثمان فلا نجد اليوم شيئا أمثل من أن نبذل دماءنا فيه. اللهم خذ لعثمان مني اليوم حتى ترضى.
قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: أخبرنا عوف قال: بلغني أن مروان بن الحكم رمى طلحة يوم الجمل وهو واقف إلى جنب عائشة بسهم فأصاب ساقه ثم قال: والله لا أطلب قاتل عثمان بعدك أبدا. فقال طلحة لمولى له: ابغني مكانا. قال: لا أقدر عليه. قال: هذا والله سهم أرسله الله. اللهم خذ لعثمان مني حتى ترضى. ثم وسد حجرا فمات.
قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: أخبرنا ابن عون عن نافع قال: كان مروان مع طلحة في الخيل فرأى فرجة في درع طلحة فرماه بسهم فقتله.
قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: رمي طلحة فأعنق فرسه فركض فمات في بني تميم فقال: بالله مصرع شيخ أضيع.
قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: أخبرنا حماد بن زيد عن قرة بن خالد عن محمد بن سيرين أن مروان اعترض طلحة لما جال الناس بسهم فأصابه فقتله.
قال محمد بن سعد: أخبرني من سمع أبا حباب الكلبي يقول حدثني شيخ من كلب قال: سمعت عبد الملك بن مروان يقول لولا أن أمير المؤمنين مروان أخبرني أنه هو الذي قتل طلحة ما تركت من ولد طلحة أحدا إلا قتلته بعثمان بن عفان.
قال: أخبرنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد قال: أخبرني قيس بن أبي حازم قال: رمى مروان بن الحكم طلحة يوم الجمل في ركبته فجعل الدم يغذو يسيل
فإذا أمسكوه استمسك وإذا تركوه سال. قال: والله ما بلغت إلينا سهامهم بعد. ثم قال: دعوه فإنما هو سهم أرسله الله. فمات فدفنوه على شط الكلاء. فرأى بعض أهله أنه قال: ألا تريحونني من هذا الماء فإني قد غرقت. ثلاث مرات يقولها. فنبشوه من قبره أخضر كأنه السلق فنزفوا عنه الماء ثم استخرجوه فإذا ما يلي الأرض من لحيته ووجهه قد أكلته الأرض. فاشتروا دارا من دور أبي بكرة فدفنوه فيها.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن محمد بن زيد بن المهاجر قال: قتل طلحة بن عبيد الله. يرحمه الله. يوم الجمل. وكان يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين. وكان يوم قتل ابن أربع وستين سنة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: قال لي إسحاق بن يحيى عن عيسى بن طلحة قال: قتل وهو ابن اثنتين وستين سنة.
[قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: أخبرنا أبو مالك الأشجعي عن أبي حبيبة مولى لطلحة قال: دخل عمران بن طلحة على علي بعد ما فرغ من أصحاب الجمل فرحب به وقال: إني لأرجو أن يجعلني الله وإياك من الذين قال الله: {إخوانا على سرر متقابلين} الحجر: 47. قال ورجلان جالسان على ناحية البساط فقالا: الله أعدل من ذلك. تقتلهم بالأمس وتكونون إخوانا على سرر متقابلين في الجنة؟ فقال علي: قوما أبعد أرض وأسحقها. فمن هو إذا إن لم أكن أنا وطلحة؟ قال ثم قال لعمران: كيف أهلك من بقي من أمهات أولاد أبيك؟ أما إنا لم نقبض أرضكم هذه السنين ونحن نريد أن نأخذها. إنما أخذناها مخافة أن ينتهبها الناس. يا فلان اذهب معه إلى ابن قرظة فمره فليدفع إليه أرضه وغلة هذه السنين. يا ابن أخي وأتنا في الحاجة إذا كانت لك].
[قال: أخبرنا عبد الله بن نمير عن طلحة بن يحيى قال: أخبرني أبو حبيبة قال:
جاء عمران بن طلحة إلى علي فقال: تعال هاهنا يا ابن أخي. فأجلسه على طنفسته فقال: والله إني لأرجو أن أكون أنا وأبو هذا ممن قال الله: ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين. فقال له ابن الكواء: الله أعدل من ذلك. فقام إليه بدرته فضربه وقال: أنت. لا أم لك. وأصحابك تنكرون هذا؟]
[قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا أبان بن عبد الله البجلي قال: حدثني نعيم بن أبي هند قال: حدثني ربعي بن حراش قال: إني لعند علي جالس إذ جاء ابن طلحة فسلم على علي. فرحب به علي. فقال: ترحب بي يا أمير المؤمنين وقد قتلت والدي وأخذت مالي؟ قال: أما مالك فهو معزول في بيت المال. فاغد إلى مالك فخذه. وأما قولك قتلت أبي فإني أرجو أن أكون أنا وأبوك من الذين قال الله:
{ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين} الحجر: 47. فقال رجل من همدان أعور: الله أعدل من ذلك. فصاح علي صيحة تداعى لها القصر.
قال: فمن ذاك إذا لم نكن نحن أولئك؟] [قال: أخبرنا حفص بن عمر الحوضي قال: أخبرنا عبيدة بن أبي ريطة قال:
أخبرني أبو حميدة علي بن عبد الله الظاعني قال: لما قدم علي الكوفة أرسل إلى ابني طلحة بن عبيد الله فقال لهما: يا ابني أخي انطلقا إلى أرضكما فاقبضاها فإني قبضتها لئلا يتخطفها الناس. إني لأرجو أن أكون أنا وأبوكما ممن ذكر الله في كتابه:
{ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين} الحجر: 47. قال الحارث الأعور الهمداني: الله أعدل من ذلك. فأخذ علي بمجامع ثيابه وقال: فمن.
لا أم لك. مرتين].
[قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن محمد الأنصاري عن أبيه قال: جاء رجل يوم الجمل فقال: ائذنوا لقاتل طلحة. قال فسمعت عليا يقول: بشره بالنار.]
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 3- ص: 160
طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب كنيته أبو محمد وكان يقال له الفياض يعد من البدريين ولم يلحق بدرا كان بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحوران ليتجسس أخبار العير فلحق النبي صلى الله عليه وسلم ببدر بعد فراغه من الوقعة فضرب له صلى الله عليه وسلم بسهمه واجره قتله مروان بن الحكم يوم الجمل بسهم رماه سنة ست وثلاثين وهو ابن أربع وستين سنة في شهر رجب وقبره بالبصرة مشهور يزار
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 25
طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن تيم، أبو محمد، التيمي، القرشي.
قتل يوم الجمل.
قاله لنا إسماعيل بن أبان، عن علي بن مسهر، عن إسماعيل عن قيس، ذكر موته.
وقال غيره: وذلك سنة ست وثلاثين.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 4- ص: 1
طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي أبو محمد
أحد العشرة عنه بنوه موسى ويحيى وعيسى وعمران وإسحاق وأبو عثمان النهدي استشهد يوم الجمل سنة 36 ع
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي التيمي القرشي كنيته أبو محمد
شهد أحدا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان بالشام حين عزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدراً قدم بعدما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من بدر فضرب له بسهمه وأجره وشهد له بالجنة ومات وهو عنه راض قتل يوم الجمل بالبصرة رضي الله عنه قال عمرو بن علي قتل طلحة بن عبيد الله سنة ست وثلاثين ويكنى أبا محمد
روى عنه مالك بن أبي عامر الأصبحي في الإيمان وابنه موسى وعبد الرحمن بن عثمان التيمي في الحج وأبو عثمان النهدي
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1
طلحة بن عبيد الله التيمي الشهيد المشهود له بالجنة
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 17
(ع) طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي أبو محمد المدني.
أحد العشرة - رضي الله عنهم أجمعين - ذكر أبو نعيم الحافظ في ’’ تاريخ أصبهان ’’ من حديث سليمان بن أيوب بن موسى بن طلحة [ق211/أ] بن
عبيد الله قال: فحدثني أبي عن جدي عن موسى عن أبيه طلحة قال: سماني النبي صلى الله عليه وسلم - أحسبه قال يوم أحد - طلحة الخير، ويوم العشيرة طلحة الفياض، ويوم خيبر طلحة الجود.
وقال المبرد: وحدثني التوزي قال: كان يقال لطلحة بن عبيد الله: طلحة الطلحات.
وفي كتاب ’’ الطبقات ’’ لابن قتيبة مثله، وقال المبرد: وكان طلحة يوصف بالتمام - يعني في القامة - قال: وحدثني العتبي في إسناد وذكره قال: دعا طلحة أبا بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - فأبطأ عنهم الغلام بشيء أراده، فقال طلحة: يا غلام فقال الغلام: لبيك، فقال طلحة، لا لبيك، فقال أبو بكر - رضي الله عنه - ما يسرني أني قلتها ولي الدنيا، وقال عمر - رضي الله عنه - ما يسرني أني قلتها وأن لي نصف الدنيا، وقال عثمان - رضي الله عنه - ما يسرني أني قلتها وأن لي حمر النعم، وصمت عليها أبو محمد، فلما خرجوا من عنده باع ضيعة له بخمسة عشر ألف درهم، فتصدق بثمنها، وعن الأصمعي أن طلحة باع ضيعة له فقسم ثمنها في الأطباق، وفي بعض الحديث: أنه منعه أن يخرج إلى المسجد أن يفتق له بين ثوبين، وفيه يقول حسان من أبيات:
لولا الرسول فإني لست عاصيه | حتى يغيبني في الرمس ملحودي |
وصاحب الغار إني سوف أحفظه | وطلحة بن عبيد الله ذو الجود |
فتى كان يدنيه الغنى من صديقه | إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر |
نحن حماة غالب ومالك | نذب عن رسولنا المبارك |
نضرب عنه القوم في المعارك | ضرب صفاح الكوم في المبارك |
وطلحة يوم الشعب أسمى محمدا | على ساعة ضاقت عليه وشقت |
يقيه بكفيه الرماح وأسلمت | أشاجعة تحت السيوف فشلت |
وكان إمام الناس إلا محمد | أقام رحى الإسلام حتى استقلت |
حمى بني الهدى والخيل تتبعه | حتى إذا ما التقوا حامى عن الدين |
صبرا عن الطعن إذا ولت جماعتهم | والناس من بين مهدي ومتفون |
يا طلحة بن عبيد الله قد وجبت | لك الجنان وزوجت المها العين |
حمى بين الهدى بالسيف منصلتا | لما تولى جميع الناس وانكشفوا |
قتلوا ابن صعبة لا نموا في | صاعد أبدا ولا زالوا بحد أسف |
حمال ألوية طلوبا وتره | عند الخريبة لحمه لم ينقل |
يا معشر المسلمين كروا | لا تخذلوا الله ولا تفروا |
إن الذين انهزموا قد ضروا | أنفسهم بذلك لم يسروا |
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 7- ص: 1
طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
قتل يوم الجمل يقال إن مروان قتله رحمه الله
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1
طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة
حدثنا علي بن محمد، نا إبراهيم بن بشار، نا سفيان، نا يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، عن رجل من التيم، عن طلحة بن عبيد الله «أن النبي صلى الله عليه وسلم ظاهر بين درعين يوم أحد»
حدثنا علي بن محمد، نا مسددٌ، نا خالدٌ، عن إسماعيل، عن قيس قال: رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم قد شلت ’’
حدثنا بشر بن موسى، نا عبد الله بن صالح العجلي، نا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل، ولا يبالي ما وراء ذلك»
حدثنا بشر بن موسى، نا خلاد بن يحيى، نا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن شيخ، عن طلحة بن عبيد الله ’’ أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الحلال يصطاد الصيد، أيأكله المحرم؟ قال: «نعم»
مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 2- ص: 1
طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن كعب بن لؤي بن غالب التيمى، أبو محمد:
أحد العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وتوفى وهو عنهم راض. وقال: «من سره أن ينظر إلى شهيد يمشى على وجه الأرض، فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله»، وكان إسلامه على يد الصديق، وهاجر في الأولين، وشهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، ما خلا بدرا، فإنه غاب عنها لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم، مع سعيد بن زيد، يطلب خبر قريش، لكن ضرب النبي صلى الله عليه وسلم له بسهمه وأجره. ووقى النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، واتقى عنه النبل بيده حتى شلت، وضرب في رأسه، وحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى استقل على الصخرة، وكان على النبي صلى الله عليه وسلم درعان.
واستشهد يوم الجمل، في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، وقيل غير ذلك، في تاريخ الوقعة، وهو ابن نيف وستين، وقيل ابن ثمان وخمسين، وقيل ابن خمس وسبعين. وكان موته من سهم رمى به، فلم يزل ينزف دمه حتى مات، رماه مروان بن الحكم، وكان في حزبه، ودفن بالبصرة عند قنطرة، ثم نقل إلى دار بالبصرة، لأنه شكا نز الماء، ووجد طريا لم يتغير. وكان جوادا، وكان يقال له طلحة الخير، وطلحة الجواد، وطلحة الفياض، سماه بذلك النبي صلى الله عليه وسلم لجوده، وكان آدم حسن الوجه كثير الشعر، ليس بالجعد القطط ولا بالسبط، وكان لا يغير شيبة، وكان كثير المال.
قال الذهبي في سير النبلاء: وروى ابن سعد، قال: قومت أصول طلحة وعقاره، بثلاثين ألف ألف درهم. قال: قال ابن الجوزي: خلف طلحة ثلاثمائة حمل ذهبا.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1
طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة أبو محمد القرشي
له صحبه وهو من العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة قتل وهو ابن أربع وستين سنة ويقال ابن اثنتين وستين روى عنه قيس بن أبي حازم وأبو سلمة بن عبد الرحمن وبنوه يحيى وموسى وعيسى ولد طلحة سمعت أبي يقول ذلك.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 4- ص: 1