طلحة الندى طلحة بن عبد الله بن عوف، من بني زهرة: قاض، ممن اشتهروا بالكرم. ولي قضاء المدينة، وتوفي فيها. وكانت عادته إذا أصاب مالا أن يفتح بابه، فيغشاه أصحابه والناس، فيطعم ويجيز ويحمل حتى ينفد ما عنده، فيغلق البا، فلا يقصده أحد. وللفرزدق فيه مدح.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 229

طلحة الندى قاضي المدينة طلحة بن عبد الله بن عوف، أبو عبد الله، وقيل أبو محمد، القرشي الزهري؛ قاضي المدينة المدني الفقيه، حدث عن عمه عبد الرحمن بن عوف وعثمان وسعيد بن زيد وأبي هريرة وابن عباس وغيرهم، وروى عنه الزهري وسعد بن إبراهيم ومحمد بن زيد بن المهاجر وأبو عبيدة ابن محمد بن عمار بن ياسر؛ وثقه جماعة، وتوفي سنة سبع وتسعين للهجرة، وروى له البخاري والأربعة. وهو طلحة الندى، أحد الطلحات؛ وكان من سروات قريش، وكان هو وخارجة بن زيد بن ثابت يستفتيان في زمانهما، وينتهي الناس إلى قولهما، ويقسمان المواريث بين أهلها من الدور والنخيل والأموال، ويكتبان الوثائق للناس بغير جعل. وأمه فاطمة بنت مطيع بن الأسود. مدحه الفرزدق فأعطاه ألف دينار، فكان يقال: أتعب الناس طلحة، لأنهم كانوا يكرهون أن يعطوا الفرزدق دون ما أعطاه طلحة. وكان إذا كان عنده مال فتح بابه وغشيه الناس وأصحابه فأطعم وأجاز وحمل، وإذا لم يكن عنده شيء أغلق بابه فلم يأته أحد، فقال له بعض أهله: ما في الدنيا شر من أصحابك، يأتونك إذا كان عندك شيء، وإذا لم يكن لم يأتوك، فقال: ما في الدنيا خير من هؤلاء، لو أتونا عند العسرة أردنا أن نتكلف لهم، فإذا أمسكوا حتى يأتينا شيء فهو معروف منهم وإحسان؛ وفيه يقول الفرزدق:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0