طلائع بن رزيك طلائع بن رزيك، الملقب بالملك الصالح، أبي الغارات: وزير عصامي، يعد من الملوك. أصله من الشيعة الإمامية في العراق. قدم مصر فقيرا، فترقى في الخدم، حتى ولي منية ابن خصيب (من أعمال الصعيد المصري) وسنحت له فرصة فدخل القاهرة، بقوة، فولي وزارة الخليفة الفائز (الفاطمي) سنة 549هـ. واستقل بأمور الدولة، ونعت بالملك الصالح فارس المسلمين نصير الدين. ومات الفائز سنة 555 هـ ، وولي العاضد، فتزوج بنت طلائع. واستمر هذا في الوزارة. فكرهت عمة العاضد استيلاءه على أمور الدولة وأموالها، فأكمنت له جماعة من السودان في دهليز القصر، فقتلوه وهو خارج من مجلس العاضد. وكان شجاعا حازما مدبرا، جوادا، صادق العزيمة عارفا بالأدب، شاعرا، له (ديوان شعر - ط) صغير، وكتاب سماه (الاعتماد في الرد على أهل العناد) ووقف أوقافا حسنة. ومن آثاره جامع على باب ’’زويلة’’ بظاهر القاهرة. وكان لا يترك غزو الفرنج في البر والبحر. ولعمارة اليمني وغيره مدائح فيه ومراث.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 228

ابن رزيك رالراء المهملة ثم الزاي اسمه طلائع بن رزيك الملك الصالح.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 265

فارس المسلمين أبو الغارات طلائع بن رزيك الملقب الملك الصالح وزير مصر
ولد تاسع عشر ربيع الأول سنة 495 ومات مقتولا يوم الاثنين 19 رمضان سنة 556.
أقوال العلماء فيه
ذكره ابن شهر أشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المجاهرين وذلك أنه ذكرهم أربع طبقات المجاهرين والمقتصدين والمتكلفين وكان مقدما في الدولة الفاطمية بمصر فتارة واليا وأخرى وزيرا.
وذكره ابن خلكان في تاريخه فقال: كان فاضلا سمحا في العطاء سهلا في اللقاء محبا لأهل الفضائل جيد الشعر, وهو الذي بنى الجامع الذي على باب زويلة بظاهر القاهرة وكان واليا بمنية بني الخصيب من أعمال صعيد مصر فلما قتل الظافر إسماعيل صاحب مصر سير أهل القصر إلى الصالح واستنجدوا به على عباس وولده نصر المتفقين على قتله فتوجه الصالح إلى القاهرة ومعه جمع عظيم من العربان فلما قربوا من البلد هرب عباس وولده وأتباعهما ومعهم أسامة بن منقذ لأنه كان مشاركا لهم في ذلك على ما يقال ودخل الصالح إلى القاهرة وتولى الوزارة في أيام الفائز واستقل بالأمور وتدبير أحوال الدولة وكانت ولايته في التاسع عشر من ربيع الأول سنة 549 ولما مات الفائز وتولى العاضد مكانه استمر الصالح على وزارته وزادت حرمته وتزوج العاضد ابنته فاغتر بطول السلامة وكان العاضد تحت قبضته وفي أسره فلما طال عليه ذلك أعمل الحيلة فاتفق مع قوم من أجناد الدولة يقال لهم: أولاد الراعي على ذلك وعين لهم موضعا في القصر يجلسون فيه مستخفين فإذا مر بهم الصالح ليلا أو نهارا قتلوه فقعدوا له ليلة وخرج من القصر فقاموا ليخرجوا إليه فأراد أحدهم أن يفتح غلق الباب فأغلقه وما علم ولم يحصل مقصودهم تلك الليلة لأمر أراده الله في تأخير الأجل ثم جلسوا له يوما آخر فدخل القصر نهارا فوثبوا عليه وجرحوه جراحات عديدة بعضها في رأسه ووقع الصوت فعاد أصحابه إليه فقتلوا الذين جرحوه وحمل إلى داره ودمه يسيل وأقام بعض يوم ومات وخرجت الخلع لولده محيي الدين رزيك ثاني يوم وفاة أبيه ولقب العادل الناصر.
وروى ابن أبي طي في مقتله كما نقل أبو شامة ما يلي:
فيها (أي سنة 556) قتل الصالح ابن رزيك بمصر وكان سبب قتله أن عمة العاضد عملت على قتله وأنفذت الأموال إلى الأمراء فبلغ الصالح ذلك فاستعاد الأموال واحتاط على عمة العاضد. قال: وإنما كرهته عمة العاضد لاستيلائه على الأمور والدولة وحفظه للأموال.
ثم إن عمة العاضد عادت وأحكمت الحيلة عليه وبذلت لقوم من السودان مالا جزيلا حتى أوقعوا به.
وكان الصالح قد دفن بالقاهرة ثم نقله ولده العادل من دار الوزارة التي دفن فيها وهي المعروفة بإنشاء الأفضل شاهنشاه وكان نقله في 19 صفر سنة 557 في تابوت وركب خلفه العاضد إلى تربته التي بالقرافة الكبرى فقال في ذلك عمارة اليمني من قصيدة طويلة تأتي:

وله فيه مراث كثيرة. ومن العجائب أن الصالح ولي الوزارة في التاسع عشر ونقل تابوته في التاسع عشر وزالت دولتهم في التاسع عشر.
وقال عماد الدين الكاتب: نفق في زمانه النظم والنثر واسترق بإحسانه الحمد والشكر. وقرب الفضلاء واتخذهم لنفسه جلساء، ورحل إليه ذوو الرجاء وأفاض على الداني والقاصي بالعطاء وله قصائد كثيرة مستحسنة. وله ديوان كبير وإحسان كثير وقال العماد أيضا في الخريدة يتحدث عن أثر مقتله.
وانكسفت شمس الفضائل ورخص سعر الشعر وانخفض علم العلم وضاق فضاء الفضل وعم رزء ابن رزيك وملك صرف الدهر ذلك المليك فلم تزل مصر بعد منحوسة الحظ منجوسة الجد منكوسة الراية معكوسة الآية.
وجاء في كتاب الوزراء المصرية لعمارة اليماني عن الصالح طلائع: لم يكن مجلس انسه ينقطع إلا بالمذاكرة في أنواع العلوم الشرعية والأدبية وفي مذاكرة وقائع الحرب، وكان مرتاضا قد شم أطراف المعارف وتميز عن أحلاف الملوك وكان شاعرا يجب الأدب وأهله ويكرم جليسه ويبسط أنيسه ولكنه كان مفرط العصبية في مذهب الإمامية. وكان مرتاضا حصيفا قد لقي في ولايته فقهاء السنة وسمع كلامهم.
وقال في النجوم الزاهرة: خلت القاهرة لطلائع ابن رزيك من مماثل، وأظهر مذهب الإمامية.
ثم قال: وجعل له مجلسا في أكثر الليالي يحضره أهل الأدب ونظم هو شعرا ودونه.
جهاده للصليبيين
في الوقت الذي ولي فيه الملك الصالح طلائع ابن رزيك الوزارة في مصر كان الصليبيون في عنفوان قوتهم وقد تسلطوا على الأرض الإسلامية، فأعد الصالح طلائع نفسه لقتالهم وتجند لمجاهدتهم. فمن وقائعه معهم أنه أرسل سنة 553 في أوائل ربيع الأول حملة من مصر إلى غزة وعسقلان وكان الفرنج يحتلونهما فأغارت الحملة على أعمالها وخرج إليهم من كان بها من الإفرنج. يقول أبو شامة في كتاب ’’الروضتين’’: ’’وخرج إليهم من كان بها من الفرنج فأظهر الله تعالى المسلمين عليهم قتلا وأسرا بحيث لم يفلت منهم إلا اليسير وغنموا ما ظفروا به وعادوا سالمين ظافرين’’. ويبدو الفاطميون وغنموا. ثم يذكر صاحب ’’الروضتين’’ القصيدة التي أرسلها الصالح طلائع إلى أسامة بن منقذ الذي كان قريبا من نور الدين على مهاجمة الصليبيين, كما أرسل عدة قصائد في نفس الموضوع فيمايأتي:
ويعلق ناشر الكتاب ومحققه الدكتور محمد حلمي أحمد مدرس التاريخ الإسلامي في كلية دار العلوم في القاهرة على نشر ابن شامة لهذه القصائد بقوله:
يسوق أبو شامة في هذه الصفحة وفي الصفحات التالية مجموعة من القصائد المتبادلة بين الصالح طلائع بن رزيك وزير مصر وأسامة بن منقذ الذي كان عندئذ على صلة بنور الدين تيسر له القيام بمهمة إيجاد نوع من التحالف بين مصر الفاطمية الشيعية والشام العباسية ضد الفرنج.
وتدل هذه الأشعار وبخاصة ما كتبه الصالح بن رزيك منها على المحاولات المتكررة التي بذلها هذا الوزير في محاولة تحسين علاقته ممثلا لمصر بنور الدين سلطان الشام في سبيل مقاومة العدو المشترك.
فهذه الأشعار إذن ليست واردة هنا على أنها مجرد أمر أدبي فني جميل أعجب به أبو شامة وإنما اقتبسها مؤرخنا لتصور مراحل التطورات السياسة في علاقة مصر بالشام.
هذا ما علق به الدكتور أحمد ثم يقول أبو شامة مشيرا إلى تلك الواقعة: وأرسل إلى مؤيد الدولة أسامة بن منقذ من مصر وزيرها الملك الصالح أبو الغارات طلائع بن رزيك قصيدة يشرح فيها حال هذه الغزاة ويحرض فيها نور الدين على قتال المشركين, ويذكر بما من الله تعالى عليه من العافية والسلامة من المرض.
فمما جاء في تلك القصيدة:
ومما كتب إليه أيضا محرضا لنور الدين:
وكتب أيضا:
فأجابه أسامه بقصيدة منها:
وكتب الصالح إليه أيضا:
فأجاب ابن منقذ بقصيدة منها:
وكتب إليه الصالح من قصيدة:
وكتب إليه أيضا:
فأجابه أسامة بقصيدة منها:
وكتب الصالح إليه جوابا قصيدته الطائية التي أولها:
ثم قال بعد وصف السيوف:
وكان المهذب عبد الله بن أسعد الموصلي نزيل حمص قد قصده من الموصلي نزيل حمص قد قصده من الموصل ومدحه بقصيدة أولها:
ومخلصها:
وهو الذي وقف (بركة الحبش) على الطالبيين.
مؤلفاته
في معالم العلماء أن له: الاعتماد في الرد أهل العناد.
من أشعاره
قال ابن خلكان كان جيد الشعر وقفت على ديوان شعره وهو في جزأين. وأكثر شعره من المدائح النبوية والإمامية وأورد له ابن شهراشوب في المناقب قوله:
قال ابن خلكان ومن شعره قوله:
وقوله:
وقوله:
ومن شعره قوله في العدل:
وقال من قصيدة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
وله معارض قصيدة دعبل الخزاعي:
وله:
وله:
وله في أهل البيت:
وعمارة اليمني لم يكن شيعيا فقال الصالح طلائع يدعوه إلى التشيع:
مراثيه
قال الفقيه عمارة اليمني يرثيه ويذكر ولاية ابنه:
وقال أيضا يرثيه: ويذكر الظفر بقاتليه, ويصف نقل تابوته إلى مشهده بالقرافة ومسير العاضد في الجنازة, قصيدة طويلة منها:
ورثاه بقصيدة طويلة يقول فيها:

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 396

الصالح وزير مصر طلائع بن رزيك

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0

طلائع الملك الصالح وزير مصر طلائع بن رزيك الأرمني ثم المصري الشيعي، أبو الغارات، وزير الديار المصرية الملقب بالملك الصالح؛ كان واليا بمنية بني خصيب، فلما قتل الظافر سير أهل القصر إليه واستصرخوا به، فحشد وأقبل وملك مصر واستقل بالأمور؛ وكان أديبا شاعرا يحب أهل الفضل، وله ديوان شعر. ومات الفائز وبويع العاضد واستمر ابن رزيك وزيره، وتزوج العاضد ابنته وكان من تحت قبضته، فاغتر بالسلامة ومقطع أرزاق الخاصة، فكمن له جماعة منهم في القصر ووثبوا عليه بموافقة العاضد فقتلوه سنة ست وخمسين وخمسمائة. وكان يجمع العلماء ويناظرهم على الإمامة، وكان يرى القدر، وصنف كتابا سماه الاجتهاد في الرد على أهل العناد يقرر فيه قواعد الرفض. وجامع الصالح الذي برا باب زويلة منسوب إليه. ومن شعره:

قلت: أخذ البيت الثاني من قول ابن هانئ المغربي:
ومن شعر أبي الغارات:
ومنه:
قلت: شعر جيد غاية.
وامتدحه المهذب عبد الله بن أسعد الموصلي بقصيدته الكافية التي أولها:
منها:
ورثاه عمارة اليمني بقصائد كثيرة، منها قوله:
وهي قصيدة طويلة جيدة؛ وكان قد دفن بالقاهرة ثم نقله ولده العادل رزيك من دار الوزارة التي دفن بها، وهي المعروفة بإنشاء الأفضل شاهنشاه، إلى تربته التي بالقرافة الكبرى، وهو في تابوت، وركب خلفه العاضد إلى تربته، فقال عمارة اليمني قصيدة طويلة، منها قوله:
وكان ولايته الوزارة في تاسع عشر شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وقتل في تاسع عشر شهر رمضان سنة ست وخمسين وخمسمائة ونقل تابوته في تاسع عشر صفر سنة سبع وخمسين وخمسمائة وزالت دولتهم في تاسع عشر...

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0

الصالح وزير مصر، الملك الصالح، أبو الغارات، طلائع بن رزيك الأرمني المصري الرافضي، واقف جامع الصالح الذي بالشارع.
ولي نواحي الصعيد، فلما قتل الظافر، نفذ آل الظافر وحرمه إلى ابن رزيك كتبا مسخمة في طيها شعور أهله مقصوصة، يستنفرونه ليأخذ بالثأر، فحشد وجمع، وأقبل، واستولى على مصر.
وكان أديبا عالما شاعرا سمحا جوادا ممدحا شجاعا سائسا.
ولد ’’ديوان’’ صغير.
ولما مات الفائز، أقام العاضد، فتزوج العاضد ببنته، وكان الحل والعقد إلى الصالح، وكان العاضد محتجبا عن الأمور لصباه، واغتر الصالح بطول السلامة، ونقص أرزاق الأمراء، فتعاقدوا على قتله، ووافقهم العاضد، وقرر قتله مع أولاد الداعي، وأكمنهم في القصر، فشدوا عليه، وجرحوه عدة جراحات، فبادر مماليكه، فقتلوا أولئك، وحمل، فمات ليومه في تاسع عشر رمضان سنة ست وخمسين وخمس مائة، وخلع على ابنه العادل رزيك، وولي الوزارة.
قال الشريف الجواني: كان في نصر المذهب كالسكة المحماة لا يفرى فريه، ولا يبارى عبقريه، وكان يجمع العلماء، ويناظرهم على الإمامة.
قلت: صنف في الرفض والقدر. ولعمارة اليمني فيه مدائح ومراثي.
ولقد قال لعلي بن الزبد لما ضجت الغوغاء يوم خلافة العاضد وهو حدث: يا علي، ترى هؤلاء القوادين دعاة الإسماعيلية يقولون: ما يموت الإمام حتى ينصها في آخر، وما علموا أني من ساعة كنت أستعرض لهم خليفة كما أستعرض الغنم.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 15- ص: 156