طغتكين طغتكين، سيف الإسلام، ابن أيوب ابن شاذي: صاحب اليمن، الملقب بالملك العزيز. كان شجاعا أديبا عاقلا. بعثه أخوه الناصر صلاح الدين إلى اليمن، فدخل مكة سنة 579هـ ، ودخل زبيدا، فتعز. وملك اليمن كله، طوعا وكرها. وكان فقيها، له مقروآت ومسموعات. واختط في اليمن مدينة سماها ’’المنصورة’’ على أميال من مدينة الجند سنة 592 هـ ، وتوفي فيها.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 227

طغتكين سيف الإسلام صاحب اليمن طغتكين بن أيوب بن شاذي بن مروان، سيف الإسلام أبو الفوارس المنعوت بالملك العزيز ظهير الدين، أخو السلطان صلاح الدين يوسف؛ لما ملك صلاح الدين الديار المصرية وسير أخاه توران شاه إلى بلاد اليمن فملكها، سير إليها بعده سيف الإسلام هذا سنة سبع وسبعين وخمسمائة، وكان شجاعا كريما حسن السياسة مقصودا من البلاد الشاسعة لإحسانه وبره، ودخل إليه شرف الدين ابن عنين ومدحه بغر القصائد، فأجزل صلاته، واكتسب من جهته مالا وافرا، وخرج به من اليمن، فلما صار إلى الديار المصرية وسلطانها يومئذ العزيز عثمان بن صلاح الدين ألزمه ديوان الزكاة بدفع الزكاة من المتاجر التي وصلت معه من اليمن، فقال:

وكان العزيز طغتكين قد استولى على كثير من بلاد اليمن، وكان محمود السيرة مع ظلم، وكان قد أخذ من نائبي أخيه ابن منقذ وعثمان الزنجيلي أموالا عظيمة إلى الغاية، ولما كثر الذهب عليه سبكه وجعله كالطواحين، وتوفي في مدينة أنشأها باليمن وسماها المنصورة في شوال سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، وقام بعده ابنه إسماعيل الذي سفك الدماء وقال إنه أموي وادعى الخلافة وتلقب بالهادي.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0

طغتكين بن أيوب بن شاذى، الملك العزيز سيف الإسلام، صاحب اليمن ومكة:
كان أخوه السلطان صلاح الدين جهزه إلى اليمن في سنة ثمان وسبعين، وقيل في سنة تسع وسبعين وخمسمائة، فتسلمها من نواب أخيه المعظم توران شاه. وكان توران شاه قد ملكها في سنة ثمان وستين، وقيل المتغلب عليها عبد النبي بن المهدى، المتلقب بالمهدى الزنديق.
وذكر صاحب الروضتين، نقلا عن ابن القادسى عن الحجاج، في سنة إحدى وثمانين وخمسمائة: فيها قدم سيف الإسلام طغتكين مكة، فاستولى عليها وخطب بها لأخيه صلاح الدين، وضرب الدراهم والدنانير باسم أخيه، وقتل جماعة من العبيد، كانوا يؤذون الناس، وشرط على العبيد أن لا يؤذوا الحاج، ومنع من الأذان بحى على خير العمل.
وذكر ابن البزورى في ذيل المنتظم لابن الجوزي، نقلا عن الحجاج في السنة المذكورة، ما يوافق ما سبق في استيلاء سيف الإسلام طغتكين على مكة، وضربه الدراهم والدنانير باسم أخيه، وأنه خطب لأخيه بمكة.
وذكر صاحب المرآة: أن سيف الإسلام طغتكين، قتل جماعة من العبيد كانوا يؤذون الناس، وأن أمير مكة طلع إلى أبي قبيس، وأغلق باب البيت، وأخذ المفتاح معه، فأرسل سيف الإسلام يطلبه منه، فامتنع من إرساله، ثم إنه أرسل إليه بعد أن وعظه، وذكر أن ذلك في سنة اثنتين وثمانين، وأظنه وهم في ذلك، فإن الكل حادثة واحدة، والله أعلم.
وعاد سيف الإسلام إلى اليمن، وتم بها مستوليا عليها حتى مات في شوال سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة بالمنصورة من مدرسة أنشأها بقرب الدملوة باليمن. كذا أرخ وفاته المنذرى، وذكر أنه سمع من الحافظ السلفي بالإسكندرية. وكذا أرخ وفاته الذهبي وقال: كان شجاعا سائسا فيه ظلم. انتهى.
ورأيت اسمه مكتوبا على باب زبيد المعروف بباب القرتب، بسبب عمارته له، وترجم في الكتابة بسبب ذلك: بسلطان الحرمين والهند واليمن. وملك بعده اليمن، ابنه الملك المعز إسماعيل، فسفك الدماء وظلم وعسف، وادعى أنه قرشي أموي، ويقال إنه ادعى النبوة، ولم تصح، مات سنة ثمان وتسعين وخمسمائة مقتولا، وولى بعده أخ له صبى يقال له الناصر أيوب.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1