طريح الثقفي طريح بن إسماعيل بن عبيد بن أسيد الثقفي، أبو الصلت: شاعر الوليد بن يزيد الأموي، وخليله. انقطع إليه قبل أن يلي الخلافة، واستمر اتصاله به، وأكثر شعره في مدحه. وجعله الوليد أول من يدخل عليه وآخر من يخرج من عنده، وكان يستشيره في مهماته. وعاش إلى أيام الهادي العباسي.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 226
طريح الثقفي طريح بن إسماعيل بن سعد، أبو الصلت، ويقال أبو إسماعيل، الثقفي؛ من شعراء بني أمية، وفد على الوليد بن يزيد إذ كان ولي عهد في خلافة هشام لأجل خؤولته، فإن أم الوليد ثقفية، وأقام عنده إلى أن صار الأمر إليه، فاختص به، واستفرغ شعره في مدح الوليد، وبقي إلى أول الدولة العباسية، ومدح المنصور والسفاح. وله في الوليد يمدحه:
لو قلت للسيل دع طريقك والمو | ج عليه كالهضب يعتلج |
لارتد أو ساخ أو لكان له | في سائر الأرض عنك منعرج |
طوبى لفرعيك من هنا وهنا | طوبى لأعراقك التي تشج |
يا ابن الخلائف ما لي بعد تقربة | إليك أقصى وفي حاليك لي عجب |
ما لي أذاد وأقصى حين أقصدكم | كما توقي من ذي العرة الجرب |
كأنني لم يكن بيني وبينكم | إل ولا خلة ترعى ولا نسب |
لو كان بالود يدنى منك أزلفني | بقربك الود والإشفاق والحدب |
وكنت دون رجال قد جعلتهم | دوني إذا ما رأوني مقبلا قطبوا |
إن يسمعوا الخير يخفوه وإن سمعوا | سوءا أذاعوا وإن لم يسمعوا كذبوا |
رأوا صدودك عني في اللقاء فقد | تحدثوا أن حبلي منك منقضب |
فذو الشماتة مسرور بهيضتنا | وذو النصيحة والإشفاق مكتئب |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
طريح بن إسماعيل بن عبيد بن أسيد بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى الثقفي، وأمه خزاعية بنت عبد الله بن سباع، أبو الصلت الشاعر المشهور: نشأ في دولة بني أمية واستنفد شعره في الوليد بن يزيد، وأدرك دولة بني العباس، ومات في
أيام المهدي سنة خمس وستين ومائة، ومن مختار شعره قوله:
ألم تر المرء نصبا للحوادث ما | تنفك فيه سهام الدهر تنتضل |
إن يعجل الموت يحمله على وضح | لحب موارده مسلوكة ذلل |
وان تحادث به الأيام في عمر | يخلق كما رث بعد الجدة الحلل |
ويستمر إلى أن يستقل به | ريب المنون ولو طالت به الطيل |
والدهر ليس بناج من دوائره | حي جبان ولا مستأسد بطل |
ولا دفين غيابات له نفق | تحت التراب ولا حوت ولا وعل |
بل كل شيء سيبلي الدهر جدته | حتى يبيد ويبقى الله والعمل |
وترى المشيب بدا وأقبل زائرا | بعد الشباب فنازل ومودع |
والشيب للحكماء من سفه الصبا | بدل تنال به الفضيلة مقنع |
والشيب زين بني المروءة والحجى | فيه لهم شرف ومجد يرفع |
والبر تصحبه المروءة والتقى | تبدو بأشيب جسمه متضعضع |
أشهى إلي من الشباب مع المنى | والغي يتبعه القوي المهرع |
إن الشباب عمى لأكثر أهله | وتعرض لمهالك تتوقع |
إن تغتبط في اليوم تصبح في غد | مما جني لك واجما تتوجع |
حل المشيب ففرق الرأس مشتعل | وبان بالكره منا اللهو والغزل |
فحل هذا مقيما لا يريد لنا | تركا وهذا الذي نهواه مرتحل |
هذا له عندنا نور ورائحة | كنشر روض سقاه عارض هطل |
وجدة وقبول لا يزال له | من كل خلق هوى أو خلة نفل |
والشيب يطوي الفتى حتى معارفه | نكر ومن كان يهواه به ملل |
يبلى بلى البرد فيه بعد قوته | وهن وبعد تناهي خطوه رمل |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 4- ص: 1458