الطرماح الطرماح بن حكيم بن الحكم، من طيئ: شاعر إسلامي فحل. ولد ونشأ في الشام، وانتقل إلى الكوفة، فكان معلما فيها. واعتقد مذهب ’’الشراة’’ من الأزارقة. واتصل بخالد بن عبد الله القسري، فكان يكرمه ويستجيد شعره. وكان هجاءا، معاصرا للكميت صديقا له، لا يكادان يفترقان. قال الجاحظ: وكان قحطانيا عصبيا. له ديوان شعر - ط) صغير وللمرزباني محمد بن عمران المتوفي سنة 378 كتاب (أخبار الطرماح) نحو مئة ورقة.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 225

الطرماح الشاعر الطرماح - بكسر الطاء المهملة والراء وتشديد الميم وبعد الألف حاء مهملة - ابن حكيم بن الحكم بن نفر بن قيس بن جحدر، أبو نفر وأبو ضبينة؛ شامي المولد والمنشأ، خارجي المذهب؛ والطرماح في اللغة الطويل، وجد جده قيس له صحبة، ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة؛ وحدث الطرماح عن الحسن بن علي، وروى عنه ابناه صمصامة وضبينة. وما رؤي بالكوفة اثنان دام صفاؤهما على كثرة اختلافهما غير الطرماح والكميت؛ كان الكميت نزاريا عصبيا شيعيا رافضيا عراقيا كوفيا، والطرماح يمنيا عصبيا شاريا خارجيا شاميا بدويا، وكانا بالكوفة، والشركة في الصناعة توجب البغضاء، وما انصرفا قط إلا عن مودة. ولما قيل للكميت ذلك قال: اتفقنا على بغض العامة. مر الطرماح يوما في مسجد البصرة وهو يخطر في مشيه، فقال رجل: من هذا الخطار؟ فسمعه فقال: أنا الذي أقول:

ودخل الطرماح يوما على خالد بن عبد الله القسري فأنشده قوله:
فأمر له بعشرين ألف درهم وقال: امض الآن فاعص بها وأطع. ووفد الطرماح والكميت على مخلد بن يزيد المهلبي فجلس لهما ودعاهما، فتقدم الطرماح لسنه، فقيل له: أنشد قائما، فقال: كلا والله! ما قدر الشعر أن أقوم له فيحط من قدري بقيامي وأحط منه بضراعتي، وهو عمود الفخر وبيت الذكر لمآثر العرب، قيل له: فتنح؛ ودعي بالكميت فأنشده قائما، فأمر له بخمسين ألف درهم، فلما خرج الكميت شاطرها الطرماح، فقال له الكميت: يا أبا نفر، أنت أبعد همة وأنا ألطف حيلة. قال ابن شبرمة: كان الطرماح لنا جليسا، ففقدناه أياما، فقمنا جميعا لننظر ما دهاه، فلما كنا قريبا من منزله إذا نحن بنعش عليه مطرف أخضر، فقلنا: لمن هذا؟ فقيل: نعش الطرماح، فقلنا: ما استجيب له حيث يقول:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0