طاووس بن كيسان طاووس بن كيسان الخولاني الهمداني، بالولاء، أبو عبد الرحمن: من أكابر التابعين، تفقها في الدين ورواية للحديث، وتقشفا في العيش، وجرأة على وعظ الخلفاء والملوك. أصله من الفرس، ومولده ومنشأه في اليمن. توفي حاجا بالمزدلفة أو بمنى، وكان هشام بن عبد الملك حاجا تلك السنة، فصلى عليه. وكان يأبى القرب من الملوك والأمراء، قال ابن عيينة: متجنبو السلطان ثلاثة. أبو ذر، وطاووس، والثوري.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 224

طاوس بن كيسان الخولاني الهمداني توفي سنة 106 بمكة وحمل جنازته عبد الله بن حسن ابن حسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال ابن الجوزي في كتاب الألقاب: اسمه ذكوان (لعله ذكوان مولى بني هاشم صاحب القصة مع مروان بن الحكم) وطاوس لقبه. قال المنصور يوما لعبيد الله بن طاوس: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل أشركه الله في سلطانه فأدخل الجور في حكمه. وفضائله لا تحصر.
ولما ولي عمر بن عبد العزيز كتب إليه إن أردت أن يكون عملك خيرا كله فاستعمل أهل الخير.
وحكي السيوطي في الإتقان عن ابن تميمة أنه من أعلم الناس بالتفسير وهو إمام القراء بمكة ذكره أبو الخير في طبقات القراء.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 395

طاوس اليماني التابعي طاوس بن كيسان اليماني الجندي - بفتح الجيم والنون -؛ كان أحد الأئمة الأعلام، وهو من أبناء الفرس؛ سمع زيد بن ثابت وعائشة وأبا هريرة وزيد بن أرقم وطائفة؛ قال عمرو بن دينار: ما رأيت أحدا مثل طاوس؛ قال مجاهد لطاوس: رأيتك يا أبا عبد الرحمن تصلي في الكعبة والنبي صلى الله عليه وسلم على بابها يقول لك: اكشف قناعك وبين قراءتك، فقال: اسكت لا يسمع هذا منك أحد. توفي يوم التروية سنة ست ومائة، وروى له الجماعة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0

طاووس بن كيسان الفارسي الفقيه، القدوة، عالم اليمن، أبو عبد الرحمن الفارسي، ثم اليمني، الجندي، الحافظ.
كان من أبناء الفرس الذين جهزهم كسرى لأخذ اليمن له.
فقيل: هو مولى بحير بن ريسان الحميري.
وقيل: بل ولاؤه لهمدان.
أراه ولد في دولة
عثمان -رضي الله عنه- أو قبل ذلك.
سمع من: زيد بن ثابت، وعائشة، وأبي هريرة، وزيد بن أرقم، وابن عباس.
ولازم ابن عباس مدة، وهو معدود في كبراء أصحابه.
وروى أيضا عن: جابر، وسراقة بن مالك، وصفوان بن أمية، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو.
وعن: زياد الأعجم، وحجر المدري، وطائفة.
وروى عن: معاذ مرسلا.
روى عنه: عطاء، ومجاهد، وجماعة من أقرانه، وابنه؛ عبد الله، والحسن بن مسلم، وابن شهاب، وإبراهيم بن ميسرة، وأبو الزبير المكي، وسليمان التيمي، وسليمان بن موسى الدمشقي، وقيس بن سعد المكي، وعكرمة بن عمار، وأسامة بن زيد الليثي، وعبد الملك بن ميسرة، وعمرو بن دينار، وعبد الله بن أبي نجيح، وحنظلة بن أبي سفيان، وخلق سواهم.
وحديثه في دواوين الإسلام، وهو حجة باتفاق.
فروى: عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، قال:
إني لأظن طاووس من أهل الجنة.
وقال قيس بن سعد: هو فينا مثل ابن سيرين في أهل البصرة.
سفيان بن عيينة: عن ابن أبي نجيح، قال:
قال مجاهد لطاووس: رأيتك يا أبا عبد الرحمن تصلي في الكعبة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- على بابها يقول لك: (اكشف قناعك، وبين قراءتك).
قال طاووس: اسكت، لا يسمع هذا منك أحد.
قال: ثم خيل إلي أنه انبسط في الكلام -يعني: فرحا بالمنام-.
عبد الرزاق: عن داود بن إبراهيم:
أن الأسد حبس ليلة الناس في طريق الحج، فدق الناس بعضهم بعضا، فلما كان السحر، ذهب عنهم، فنزلوا، وناموا، وقام طاووس يصلي.
فقال له رجل: ألا تنام؟
فقال: وهل ينام أحد السحر.
أخبرنا إسحاق بن أبي بكر، أخبرنا يوسف بن خليل، أخبرنا أبو المكارم اللبان، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا محمد بن بدر، حدثنا حماد بن مدرك، حدثنا عثمان بن طالوت، حدثنا عبد السلام بن هاشم، عن الحر بن أبي الحصين العنبري، قال:
مر طاووس برواس قد أخرج رأسا، فغشي عليه.
وروى: عبد الله بن بشر الرقي، قال:
كان طاووس إذا رأى تلك الرؤوس المشوية، لم يتعش تلك الليلة.
سمعه منه: معمر بن سليمان.
وبه: إلى أبي نعيم، حدثنا الطبراني، حدثنا إسحاق، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، أو غيره:
أن رجلا كان يسير مع طاووس، فسمع غرابا ينعب، فقال: خير.
فقال طاووس: أي خير عند هذا أو شر؟ لا تصحبني، أو قال: لا تمش معي.
وبه: إلى عبد الرزاق: سمعت النعمان بن الزبير الصنعاني يحدث:
أن محمد بن يوسف، أو أيوب بن يحيى بعث إلى طاووس بسبع مائة دينار، أو خمس مائة، وقيل للرسول: إن أخذها الشيخ منك، فإن الأمير سيحسن إليك ويكسوك.
فقدم بها على طاووس الجند، فأراده على أخذها، فأبى، فغفل طاووس، فرمى بها الرجل في كوة البيت، ثم ذهب، وقال لهم: قد أخذها.
ثم بلغهم عن طاووس شيء يكرهونه، فقال: ابعثوا إليه، فليبعث إلينا بمالنا.
فجاءه الرسول، فقال: المال الذي بعث به الأمير إليك.
قال: ما قبضت منه شيئا.
فرجع الرسول، وعرفوا أنه صادق، فبعثوا إليه الرجل الأول، فقال: المال
الذي جئتك به يا أبا عبد الرحمن.
قال: هل قبضت منك شيئا؟
قال: لا.
ثم نظر حيث وضعه، فمد يده، فإذا بالصرة قد بنى العنكبوت عليها، فذهب بها إليهم.
وبه: قال أبو نعيم: حدثنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبو معمر، عن ابن عيينة، قال:
قال عمر بن عبد العزيز لطاووس: ارفع حاجتك إلى أمير المؤمنين -يعني: سليمان بن عبد الملك-.
قال: ما لي إليه حاجة.
فكأن عمر عجب من ذلك.
قال سفيان: وحلف لنا إبراهيم بن ميسرة وهو مستقبل الكعبة:
ورب هذه البنية ما رأيت أحدا، الشريف والوضيع عنده بمنزلة إلا طاووسا.
وبه: حدثنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاووس، قال:
كنت لا أزال أقول لأبي: إنه ينبغي أن يخرج على هذا السلطان، وأن يفعل به.
قال: فخرجنا حجاجا، فنزلنا في بعض القرى، وفيها عامل -يعني: لأمير اليمن- يقال له: ابن نجيح، وكان من أخبث عمالهم، فشهدنا صلاة الصبح في المسجد، فجاء ابن نجيح، فقعد بين يدي طاووس، فسلم عليه، فلم يجبه، ثم كلمه، فأعرض عنه، ثم عدل إلى الشق الآخر، فأعرض عنه، فلما رأيت ما به، قمت إليه، فمددت بيده، وجعلت أسائله، وقلت له: إن عبد الرحمن لم يعرفك.
فقال العامل: بلى، معرفته بي فعلت ما رأيت.
قال: فمضى وهو ساكت لا يقول لي شيئا، فلما دخلت المنزل، قال:
أي لكع، بينما أنت زعمت تريد أن تخرج عليهم بسيفك، لم تستطع أن تحبس عنه لسانك.
محمد بن المثنى العنزي: حدثنا مطهر بن الهيثم الطائي، عن أبيه، قال:
حج سليمان بن عبد الملك، فخرج حاجبه، فقال: إن أمير المؤمنين قال: ابغوا إلي فقيها أسأله عن بعض المناسك.
قال: فمر طاووس، فقالوا: هذا طاووس اليماني.
فأخذه الحاجب، فقال: أجب أمير المؤمنين.
قال: أعفني.
فأبى، ثم أدخله عليه.
قال طاووس: فلما وقفت بين يديه، قلت: إن هذا لمجلس يسألني الله عنه.
فقلت: يا أمير المؤمنين! إن صخرة كانت على شفير جب في جهنم، هوت فيها سبعين خريفا، حتى استقرت قرارها، أتدري لمن أعدها الله؟
قال: لا، ويلك لمن أعدها؟
قال: لمن أشركه الله في حكمه، فجار.
قال: فكبا بها.
قال أبو عاصم النبيل: زعم لي سفيان، قال:
جاء ابن لسليمان بن عبد الملك، فجلس إلى جنب طاووس، فلم يلتفت إليه، فقيل له: جلس إليك ابن أمير المؤمنين، فلم تلتفت إليه!
قال: أردت أن يعلم أن لله عبادا يزهدون فيما في يديه.
روى: أبو أمية، عن داود بن شابور، قال:
قال رجل لطاووس: ادع الله لنا.
قال: ما أجد لقلبي خشية، فأدعو لك.
ويروى: أن طاووسا جاء في السحر يطلب رجلا، فقالوا: هو نائم.
قال: ما كنت أرى أن أحدا ينام في السحر.
ابن عيينة: عن ابن أبي نجيح، عن أبيه:
أن طاووسا قال له: يا أبا نجيح! من قال: واتقى الله خير ممن صمت واتقى الله؟
ابن عيينة: عن هشام بن حجير، عن طاووس، قال:
لا يتم نسك الشاب حتى يتزوج.
وروى: سفيان الثوري، عن سعيد بن محمد، قال:
كان من دعاء طاووس: اللهم احرمني كثرة المال والولد، وارزقني الإيمان والعمل.
قال ابن شهاب: لو رأيت طاووسا، علمت أنه لا يكذب.
الأعمش: عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاووس، قال:
أدركت خمسين من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وعن حبيب بن أبي ثابت، قال:
اجتمع عندي خمسة لا يجتمع مثلهم عند أحد: عطاء، وطاووس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة.
معمر: عن ابن طاووس، عن أبيه، قال:
لقي عيسى -عليه السلام- إبليس، فقال: أما علمت أنه لا يصيبك إلا ما قدر لك.
قال: نعم.
قال: فارق ذروة هذا الجبل، فترد منه، فانظر أتعيش أم لا؟
قال عيسى: إن الله يقول: (لا يجربني عبدي، فإني أفعل ما شئت).
ورواه: معمر، عن الزهري، وفيه:
فقال: إن العبد لا يبتلي ربه، ولكن الله يبتلي عبده.
قال: فخصمه.
حفص بن غياث: عن ليث، قال:
كان طاووس إذا شدد الناس في شيء، رخص هو فيه، وإذا ترخص الناس في شيء، شدد فيه.
قال ليث: وذلك للعلم.
عنبسة بن عبد الواحد: عن حنظلة بن أبي سفيان، قال:
ما رأيت عالما قط يقول: لا أدري، أكثر من طاووس.
وقال سفيان الثوري: كان طاووس يتشيع.
وقال معمر: احتبس طاووس على رفيق له حتى فاته الحج.
قلت: قد حج مرات كثيرة.
وقال جرير بن حازم: رأيت طاووسا يخضب بحناء شديد الحمرة.
وقال فطر بن خليفة: كان طاووس يتقنع ويصبغ بالحناء.
قال عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي: رأيت طاووسا وبين عينيه أثر السجود.
سفيان الثوري: عن رجل، قال:
كان من دعاء طاووس: اللهم احرمني كثرة المال والولد.
قال معمر: عن ابن طاووس، عن أبيه، قال:
عجبت لإخوتنا من أهل العراق، يسمون الحجاج مؤمنا.
قلت: يشير إلى المرجئة منهم، الذين يقولون: هو مؤمن كامل الإيمان مع عسفه، وسفكه الدماء، وسبه الصحابة.
ابن جريج: حدثنا إبراهيم بن ميسرة:
أن محمد بن يوسف الثقفي استعمل طاووسا على بعض الصدقة، فسألت طاووسا: كيف صنعت؟
قال: كنا نقول للرجل: تزكي - رحمك الله - مما أعطاك الله؟ فإن أعطانا أخذنا، وإن تولى، لم نقل: تعال.
وبلغنا: أن ابن عباس كان يجل طاووسا، ويأذن له مع الخواص، ولما قدم عكرمة اليمن، أنزله طاووس عنده، وأعطاه نجيبا.
روى: إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس، قال:
لو أن مولى ابن عباس اتقى الله، وكف من حديثه، لشدت إليه المطايا.
توفي طاووس: بمكة، أيام المواسم، ومن زعم أن قبر طاووس ببعلبك، فهو لا يدري ما يقول، بل ذاك شخص اسمه طاووس إن صح، كما أن قبر أبي بشرقي دمشق، وليس بأبي بن كعب البتة.
وطاووس: هو الذي ينقل عنه ولده: أنه كان لا يرى الحلف بالطلاق شيئا، وما ذاك إلا أن الحجاج وذويه كانوا يحلفون الناس على البيعة للإمام بالله، وبالعتاق، والطلاق، والحج، وغير ذلك.
فالذي يظهر لي: أن أخا الحجاج - وهو محمد بن يوسف أمير اليمن - حلف الناس بذلك، فاستفتي طاووس في ذلك، فلم يعده شيئا، وما ذاك إلا لكونهم أكرهوا على الحلف - فالله أعلم -.
ضمرة بن ربيعة: عن ابن شوذب، قال:
شهدت جنازة طاووس بمكة، سنة خمس ومائة، فجعلوا يقولون: رحم الله أبا عبد الرحمن، حج أربعين حجة.
وروى: عبد الرزاق، عن أبيه، قال:
مات طاووس بمكة، فلم يصلوا عليه حتى بعث ابن هشام بن عبد الملك بالحرس.
قال: فلقد رأيت عبد الله بن الحسن بن الحسن، واضعا السرير على كاهله، فسقطت قلنسوة كانت عليه، ومزق رداؤه من خلفه، فما زايله إلى القبر، توفي بمزدلفة، أو بمنى.
قلت: إن كان فيه تشيع، فهو يسير لا يضر - إن شاء الله -.
وقال محمد بن عمر الواقدي، ويحيى القطان، والهيثم، وغيرهم: مات طاووس سنة ست ومائة.
ويقال: كانت وفاته يوم التروية، من ذي الحجة، وصلى عليه الخليفة هشام بن عبد الملك، اتفق له ذلك، ثم بعد أيام اتفق له الصلاة بالمدينة على سالم بن عبد الله.
قال شيخنا في (تهذيب الكمال) :
حدث عنه: إبراهيم بن أبي بكر الأخنسي، وإبراهيم بن ميسرة، وإبراهيم بن يزيد الخوزي، وأسامة بن زيد
الليثي، وحبيب بن أبي ثابت، والحسن بن مسلم بن يناق، والحكم، وحنظلة بن أبي سفيان، وسعيد بن حسان، وسعيد بن سنان أبو سنان الشيباني، وسليمان التيمي، وسليمان الأحول، وسليمان بن موسى الدمشقي، وأبو شعيب الطيالسي، وصدقة بن يسار، والضحاك بن مزاحم، وعامر بن مصعب، وابنه؛ عبد الله بن طاووس، وعبد الله بن أبي نجيح، وعبد الكريم الجزري، وعبد الكريم أبو أمية البصري، وابن جريج - مسألة - وعبد الملك بن ميسرة، وعبيد الله بن الوليد الوصافي، وعطاء بن السائب، وعكرمة بن عمار، وعمرو بن دينار، وعمرو بن شعيب، وعمرو بن قتادة، وعمرو بن مسلم الجندي، وقيس بن سعد، وليث بن أبي سليم، ومجاهد، وأبو الزبير، والزهري، والمغيرة بن حكيم الصنعاني، ومكحول، والنعمان بن أبي شيبة، وهانئ بن أيوب، وهشام بن حجير، ووهب بن منبه، وأبو عبد الله الشامي.
روى: جعفر بن برقان، عن عمرو بن دينار، قال:

وروى: حبيب بن الشهيد، عن عمرو بن دينار، قال: ما رأيت قط مثل طاووس.
وقال ابن عيينة: قلت لعبيد الله بن أبي يزيد: مع من كنت تدخل على ابن عباس؟
قال: مع عطاء، وأصحابه.
قلت: وطاووس؟
قال: أيهان ذاك، كان يدخل مع الخواص.
ليث بن أبي سليم، قال: كان طاووس يعد الحديث حرفا حرفا، وقال:
تعلم لنفسك، فإن الناس قد ذهبت منهم الأمانة.
قال حبيب بن أبي ثابت: قال لي طاووس:
إذا حدثتك الحديث، فأثبته
لك، فلا تسألن عنه أحدا.
قال ابن معين، وأبو زرعة: طاووس ثقة.
قال ابن حبان: كان من عباد أهل اليمن، ومن سادات التابعين، مستجاب الدعوة، حج أربعين حجة.
وكيع: عن أبي عبد الله الشامي - وقيل: وكيع، عن أبيه، عن أبي عبد الله الشامي - قال:
استأذنت على طاووس لأسأله عن مسألة، فخرج علي شيخ كبير، فظننته هو، فقال: لا، أنا ابنه.
قلت: إن كنت ابنه، فقد خرف أبوك.
قال: تقول ذاك! إن العالم لا يخرف.
قال: فدخلت، فقال لي طاووس: سل وأوجز، وإن شئت علمتك في مجلسك هذا القرآن والتوراة والإنجيل.
قلت: إن علمتنيهم لا أسألك عن شيء.
قال: خف الله مخافة لا يكون شيء عندك أخوف منه، وارجه رجاء هو أشد من خوفك إياه، وأحب للناس ما تحب لنفسك.
وروى: عبد الرزاق، عن أبيه، قال:
كان طاووس يصلي في غداة باردة مغيمة، فمر به محمد بن يوسف أخو الحجاج، أو أيوب بن يحيى في موكبه، وهو ساجد، فأمر بساج أو طيلسان مرتفع، فطرح عليه، فلم يرفع رأسه حتى فرغ من حاجته، فلما سلم، نظر فإذا الساج عليه، فانتفض ولم ينظر إليه، ومضى إلى منزله.
ليث: عن طاووس، قال:
ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا أحصي عليه، حتى أنينه في مرضه.
هشام بن حجير: عن طاووس، قال: لا يتم نسك الشاب حتى يتزوج.
إبراهيم بن ميسرة، قال: قال لي طاووس:
تزوج، أو لأقولن لك ما قال عمر بن الخطاب لأبي الزوائد: ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور.
ابن طاووس: عن أبيه، قال:
البخل: أن يبخل الرجل بما في يديه، والشح: أن يحب أن يكون له ما في أيدي الناس.
معمر: عن ابن طاووس، عن أبيه، قال:
كان رجل من بني إسرائيل ربما يداوي المجانين، وكانت امرأة جميلة، فجنت، فجيء بها إليه، فتركت عنده، فأعجبته، فوقع عليها، فحملت منه.
فجاءه الشيطان، فقال: إن علم بها، افتضحت، فاقتلها، وادفنها في بيتك.
فقتلها، ودفنها، فجاء أهلها بعد ذلك بزمان يسألونه عنها، فقال: ماتت.
فلم يتهموه لصلاحه، فجاءهم الشيطان، فقال:
إنها لم تمت، ولكن وقع عليها، فحملت منه، فقتلها، ودفنها في بيته.
فجاء أهلها، فقالوا: ما نتهمك، ولكن أين دفنتها؟ أخبرنا، ومن كان معك؟
فنبشوا بيته، فوجدوها، فأخذ، فسجن.
فجاءه الشيطان، فقال: إن كنت تريد أن أخرجك مما أنت فيه، فاكفر بالله.
فأطاعه، فكفر، فقتل، فتبرأ منه الشيطان حينئذ.
قال طاووس: فلا أعلم إلا أن هذه الآية نزلت فيه: {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان: اكفر} الآية [الحشر: 16]، أو بمثله.
عن ابن أبي رواد، قال:
رأيت طاووسا وأصحابه إذا صلوا العصر، استقبلوا القبلة، ولم يكلموا أحدا، وابتهلوا بالدعاء.
لا ريب في وفاة طاووس في عام ستة ومائة.
فأما قول الهيثم: مات سنة بضع عشرة ومائة، فشاذ - والله أعلم -.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، ويحيى بن أبي منصور، وطائفة إذنا، سمعوا عمر بن محمد، أخبرنا هبة الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن سليمان، حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار أخبره:
أن طاووسا حدثه: أن حجر بن قيس المدري حدثه:
أن زيد بن ثابت حدثه، أو أخبره زيد:
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (العمرى ميراث).

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 395

طاوس بن كيسان ومنهم المتفقه اليقظان والمتعبد المحسان أبو عبد الرحمن طاوس بن كيسان أول الطبقة من أهل اليمن الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: «الإيمان يمان»

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم الختلي، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا محمد بن عمرو بن حيان، ثنا ضمرة، عن ابن شوذب، قال: شهدت جنازة طاوس بمكة سنة خمس ومائة فجعلوا يقولون: رحم الله أبا عبد الرحمن حج أربعين حجة "

حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرزاق، قال: قال أبي: " مات طاوس بمكة فلم يصلوا عليه حتى بعث ابن هشام بالحرس، قال: فلقد رأيت عبد الله بن الحسن واضعا السرير على كاهله قال: فلقد سقطت قلنسوة كانت عليه ومزق رداؤه من خلفه "

حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق السراج، ثنا محمد بن مسعود، ثنا عبد الرزاق، ثنا أبي قال: «توفي طاوس بالمزدلفة أو بمنى فلما حمل أخذ عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب بقائمة السرير فما زايله حتى بلغ القبر»

حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرزاق، قال: قدم طاوس مكة فقدم أمير فقيل له: إن من فضله، ومن ومن، فلو أتيته، قال: ما لي إليه حاجة. قالوا: إنا نخاف عليك. قال: فما هو إذا كما تقولون "

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرزاق، أخبرني أبي قال: «كان طاوس يصلي في غداة باردة مغيمة فمر به محمد بن يوسف أخو الحجاج بن يوسف وأيوب وهو ساجد في موكبه، فأمر بساج وطيلسان مرتفع فطرح عليه، فلم يرفع حتى فرغ من حاجته، فلما سلم نظر فإذا الساج عليه فانتفض ولم ينظر إليه ومضى إلى منزله»

حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا نعيم بن حماد، ثنا عيينة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: «إني لأظن طاوسا من أهل الجنة»

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الرحمن بن يحيى البصري، ثنا ابن عثمان، ثنا معتمر، عن ليث، عن طاوس، قال: «ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا أحصي عليه حتى أنينه في مرضه»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا الفضل بن دكين، ثنا سفيان، عن أمية، عن داود بن شابور، قال: قال رجل لطاوس: ادع الله لنا، قال: «ما أجد في قلبي خشية فأدعو لك»

حدثنا محمد بن بدر، ثنا حماد بن مدرك، ثنا عثمان بن طالوت، ثنا عبد السلام بن هاشم، عن الحسن بن أبي الحصين العنبري، قال: «مر طاوس برواس قد أخرج رأسا فغشي عليه»

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا معمر بن سليمان الرقي، ثنا عبد الله بن بشر: " أن طاوسا اليماني كان له طريقان إلى المسجد: طريق في السوق، وطريق آخر، فكان يأخذ في هذا يوما وفي هذا يوما، فإذا مر في طريق السوق فرأى تلك الرءوس المشوية لم ينعس تلك الليلة "

حدثنا أبي، ثنا أبو الحسن، ثنا أحمد بن محمد بن أبان، ثنا أبو بكر بن عبيد، حدثني محمد بن هارون، ثنا الفريابي، ثنا سفيان الثوري، قال: كان طاوس يجلس في بيته، فقيل له في ذلك، فقال: «حيف الأئمة، وفساد الناس»

حدثنا سليمان، ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس أو غيره: إن رجلا كان يسير مع طاوس فسمع غرابا نعب فقال: خير. فقال [ص:5] طاوس: «أي خير عند هذا أو شر؟ لا تصحبني، أو تمشي معي»

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا سفيان، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: " إذا غدا الإنسان اتبعه الشيطان، فإذا أتى المنزل فسلم نكص الشيطان وقال: لا مقيل، فإذا أتى بغدائه فذكر اسم الله قال الشيطان: لا غداء ولا مقيل، فإذا دخل ولم يسلم قال الشيطان: المقيل، فإذا أتي بالغداء ولم يذكر اسم الله قال الشيطان: مقيل وغداء، والعشاء مثل ذلك. وقال: إن الملائكة ليكتبون صلاة بني آدم، فلان زاد فيها كذا وكذا، وفلان نقص كذا وكذا، وذلك في الخشوع والركوع، أو قال الركوع والسجود "

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى عن الحميدي، ثنا سفيان، قال: قلت لابن طاوس: " ما كان أبوك يقول إذا ركب، قال: كان يقول: " اللهم لك الحمد، هذا من فضلك ونعمتك علينا، فلك الحمد ربنا {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين} [الزخرف: 13] وكان إذا سمع الرعد يقول: سبحان من سبحت له "

حدثنا أحمد بن عبد الله بن دارة الكوفي، ثنا عبيد بن ثابت، ثنا ابن زنجويه، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: لما خلقت النار طارت أفئدة الملائكة، فلما خلق آدم سكنت أفئدتهم "

حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، قال: قال مجاهد لطاوس: يا أبا عبد الرحمن، رأيتك تصلي في الكعبة والنبي عليه السلام على بابها يقول لك: اكشف قناعك وبين قراءتك. قال: «اسكت لا يسمعن هذا منك أحد، حتى تخيل إليه أنه انبسط من الحديث»

حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، أن طاوسا قال له: «أي أبا نجيح، من قال واتقى الله خير ممن صمت واتقى الله»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال:، [ص:6] ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني محمد بن يزيد الكوفي، ثنا ابن يمان، عن مسعر، عن رجل، قال: أتى طاوس رجلا في السحر فقالوا: هو نائم. قال: «ما كنت أرى أحدا ينام في السحر»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاوس، قال: لا يتم نسك الشاب حتى يتزوج "

حدثنا محمد بن علي، ثنا محمد بن الحسين بن زيادة بن الطفيل، ثنا محمد بن المتوكل، ثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، قال: قال لي طاوس: لتنكحن أو لأقولن ما قال عمر بن الخطاب لأبي الزوائد: «ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور»

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن الحسن بن بحر، ثنا عمرو بن علي، قال: سمعت عبد الله بن داود، يقول: سمعت سفيان، يقول: سمعت طاوسا، يقول: «لا يحرر دين المرء إلا حفرته»

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا عبد الله بن أحمد بن أسد، ثنا محمد بن النعمان بن شبل، وحدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قالا: ثنا عبد الله بن صندل، ثنا فضيل بن عياض، عن ليث، عن طاوس، قال: «حج الأبرار على الرحال»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا علي بن إسحاق، ثنا حسين المروزي، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا وهيب بن ورد، أو قال: ثنا عبد الجبار بن الورد، حدثني داود بن شابور، قال: قلنا لطاوس، أو قيل لطاوس: ادع بدعوات. قال: «لا أجد لذلك خشية»

حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو يعلى، ثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا حجاج، عن ابن جريج، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: «البخل أن يبخل الإنسان بما في يديه، والشح أن يحب الإنسان أن يكون له ما في أيدي الناس بالحرام لا يقنع»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا المحاربي، عن ليث، عن طاوس، قال: «ألا رجل يقوم بعشر آيات من الليل فيصبح قد كتب له مائة حسنة أو أكثر من ذلك»

حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القاضي، ثنا عبد الله بن زيدان، ثنا أحمد بن حازم، ثنا عون بن سلام، [ص:7] ثنا جابر بن منصور أخو إسحاق بن منصور السلولي، عن عمران بن خالد الخزاعي، قال: كنت عند عطاء جالسا فجاءه رجل فقال: يا أبا محمد، إن طاوسا يزعم أن: «من صلى العشاء ثم صلى بعدها ركعتين يقرأ في الأولى تنزيل السجدة وفي الثانية تبارك الذي بيده الملك كتب له مثل وقوف ليلة القدر». فقال عطاء: صدق طاوس، ما تركتها "

أخبرنا القاضي محمد بن أحمد في كتابه، ثنا محمد بن أيوب، ح، وحدثنا محمد بن أحمد بن أبان، ثنا أبي، ثنا أبو بكر بن عبيد، حدثني إبراهيم الأصبهاني، قالا: ثنا نصر بن علي، ثنا ديدر المرادي النجراني، قال: قيل لطاوس: إن منزلك قد استرم. قال: «قد أمسيت»

حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو العباس عن قتيبة، ثنا ابن أبي السري، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: " كان رجل من بني إسرائيل وكان ربما داوى المجانين، وكانت امرأة جميلة يأخذها الجنون، فجيء بها إليه فتركت عنده فأعجبته فوقع عليها فحملت، فجاءه الشيطان فقال: إن علم بها افتضحت فاقتلها وادفنها في بيتك، فقتلها ودفنها في بيته، فجاء أهلها بعد ذلك بزمان يسألونه عنها، فقال لهم: إنها ماتت. فلم يتهموه لصلاحه ورضاه، فجاءهم الشيطان فقال: إنها لم تمت، ولكن قد وقع عليها فحملت فقتلها ودفنها في بيته في مكان كذا وكذا. فجاء أهلها فقالوا: ما نتهمك ولكن أخبرنا أين دفنتها، ومن كان معك. ففتشوا بيته فوجدوها حيث دفنها فأخذ فسجن فجاءه الشيطان فقال: إن كنت تريد أن أخرجك مما أنت فيه فاكفر بالله، فأطاع الشيطان فكفر بالله فقتل، فتبرأ منه الشيطان حينئذ، قال طاوس: فلا أعلم أن هذه الآية نزلت إلا فيه {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر، فلما كفر قال إني بريء منك} [الحشر: 16] الآية "

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: كان رجل له أربعة بنين فمرض فقال [ص:8] أحدهم: " إما أن تمرضوه وليس لكم من ميراثه شيء وإما أن أمرضه وليس لي من ميراثه شيء، قالوا: مرضه وليس لك من ميراثه شيء. قال: فمرضه حتى مات ولم يأخذ من ميراثه شيئا، قال: فأتي في النوم فقيل له: ائت مكان كذا وكذا فخذ منه مائة دينار. فقال في نومه: أفيها بركة؟ قالوا: لا. قال: فأصبح فذكر ذلك لامرأته فقالت امرأته: خذها فإن من بركتها أن نكتسي منها ونعيش منها، فأبى، فلما أمسى أتي في النوم فقيل له: ائت مكان كذا وكذا فخذ منه عشرة دنانير فقال: أفيها بركة؟ قالوا: لا. فلما أصبح قال ذلك لامرأته فقالت له مثل مقالتها الأولى فأبى أن يأخذها، فأتي في الليلة الثالثة فقيل له: ائت مكان كذا وكذا فخذ منه دينارا فقال: أفيه بركة؟ قالوا: نعم. قال: فذهب فأخذه ثم ذهب به إلى السوق، فإذا هو برجل يحمل حوتين، فقال: بكم هما؟ قال: بدينار. قال: فأخذهما منه بدينار ثم انطلق بهما فلما دخل بيته شق بطنهما فوجد في بطن كل واحدة منهما درة لم ير الناس مثلهما. قال: فبعث الملك يطلب درة يشتريها فلم توجد إلا عنده فباعها بوقر ثلاثين بغلا ذهبا، فلما رآها الملك قال: ما تصلح هذه إلا بأخت، اطلبوا أختها وإن أضعفتم، قال: فجاءوه فقالوا: أعندك أختها ونعطيك ضعف ما أعطيناك؟ قال: وتفعلون؟ قالوا: نعم. قال: فأعطاهم إياها بضعف ما أخذوا الأولى "

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: " كان رجل فيما خلا من الزمان وكان عاقلا لبيبا فكبر فقعد في البيت فقال لابنه يوما: إني قد اغتممت في البيت، فلو أدخلت علي رجالا يكلموني. فذهب ابنه فجمع نفرا وقال: ادخلوا على أبي فحدثوه فإن سمعتم منه منكرا فاعذروه فإنه قد كبر، وإن سمعتم خيرا فاقبلوه. قال: فدخلوا عليه فكان أول ما تكلم به أن قال: إن أكيس الكيس التقى، وأعجز العجز الفجور، وإذا تزوج أحدكم فليتزوج من معدن صالح، وإذا اطلعتم من رجل على عمل فجرة فاحذروه، فإن لها أخوات "

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحسن بن علي البرقعيدي، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا أحمد بن نصر بن مالك، ثنا عبد الله بن عمر بن مسلم الجيزي، عن أبيه، قال: قال طاوس لابنه: «إذا أقبرتني فانظر في قبري، فإن لم تجدني فاحمد الله، وإن وجدتني فإنا لله وإنا إليه راجعون». قال عبد الله: فأخبرني بعض ولده أنه نظر فلم يجد شيئا، ورأى في وجهه السرور

حدثنا أحمد بن محمد، ثنا الحسن بن محمد، ثنا أبو زرعة، ثنا مهدي بن جعفر، قال: سمعت يحيى الكتاني يذكر، عن طاوس، أنه قال: «اللهم احرمني كثرة المال والولد»

حدثنا أبو حامد محمد بن إسحاق، ثنا حاتم بن الليث، ثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن سعيد بن محمد، قال: كان من دعاء طاوس: «اللهم احرمني كثرة المال والولد، وارزقني الإيمان والعمل»

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا عبد الرحمن بن بشير، ثنا سفيان بن يعمر، ثنا الزهري، عن طاوس، قال: «لو رأيت طاوسا علمت أنه لا يكذب»

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبي، ثنا يحيى بن الضريس، عن أبي سنان، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: " اجتمع عندي خمسة لا يجتمع عندي مثلهم أبدا: عطاء، وطاوس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة "

حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا سفيان: قال: قلت لعبد الله بن أبي يزيد: " مع من كنت تدخل على ابن عباس؟ قال: «مع عطاء والعامة، وكان طاوس يدخل مع الخاصة»

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني، ثنا أحمد بن موسى بن العباس، ثنا إسماعيل بن معبد، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن حبيب، قال: قال لي طاوس: «إذا حدثتك حديثا فقد أثبته لك، فلا تسأل عنه أحدا غيري»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا ابن أبي رزمة، ثنا الفضل بن موسى، عن مطر، عن حبيب، قال: قال لي طاوس: «إذا أخبرتك أني أثبت شيئا فلا تسأل عنه أحدا غيري»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا حاتم، ثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا أبو أسامة، ثنا الأعمش، عن عبد الملك بن ميسرة، [ص:10] عن طاوس، قال: «أدركت خمسين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم»

حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، أخبرني ابن طاوس، قال: قلت لأبي: " أريد أن أتزوج فلانة. قال: اذهب فانظر إليها. قال: فذهبت فلبست من صالح ثيابي وغسلت رأسي، وأتيت فلما رآني في تلك الهيئة قال: اقعد لا تذهب "

حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا أبي، ثنا هشيم، قال أبو بشر: أخبرنا، عن طاوس، أنه رأى فتية من قريش وهم يرفلون في مشيتهم فقال: «إنكم لتلبسون لبسة ما كانت آباؤكم تلبسها، وتمشون مشية ما تحسن الرقاص يمشونها»

حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر: أن طاوسا أقام على رفيق له مريض حتى فاته الحج "

حدثنا أبو حامد، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا حاتم، ثنا عارم، ثنا حماد بن زيد، عن حميد بن طرخان، عن عبد الله بن طاوس، قال: كان سيرنا إلى مكة مع أبي شهرا، فإذا رجعنا سار بنا شهرين، فقلنا له في ذلك، فقال: «بلغني أن الرجل لا يزال في سبيل الله حتى يأتي بيته»

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا مهدي بن جعفر، ثنا ضمرة، عن بلال بن كعب، قال: «كان طاوس إذا خرج من اليمن لم يشرب إلا من تلك المياه القديمة الجاهلية»

حدثنا أحمد بن جعفر بن أسلم، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا محمد بن سلام الجمحي، ثنا عمر بن أبي خليفة العبدي، عن عبد الله بن صالح المكي، قال: دخل علي طاوس يعودني، فقلت: يا أبا عبد الرحمن ادع الله لي. فقال: «ادع لنفسك؛ فإنه يجيب المضطر إذا دعاه»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: " يجاء يوم القيامة بالمال وصاحبه فيتحاجان، فيقول صاحب المال للمال: أليس جمعتك في يوم كذا في ساعة كذا؟ فيقول المال: قد قضيت بي حاجة كذا، وأنفقتني في كذا في ساعة كذا. فيقول صاحب المال: إن هذا الذي تعدد علي حبال أوثق بها. فيقول المال: أنا الذي حلت بينك وبين أن تصنع بي ما أمرك الله عز وجل؟ "

حدثنا عبد الله بن محمد، [ص:11] ثنا جعفر بن محمد بن فارس، ثنا الحسن بن شاذان الواسطي، ثنا وكيع، ثنا أبو عبد الله الهاشمي، قال: أتيت طاوسا فخرج إلي ابنه شيخ كبير، فقلت: أنت طاوس. فقال: أنا ابنه، قلت: فإن كنت ابنه فإن الشيخ قد خرف فقال: إن العالم لا يخرف. فدخلت عليه، فقال لي طاوس: «سل وأوجز»، قلت: إن أوجزت أوجزت لك. قال: " تريد أن أجمع لك في مجلسي هذا التوراة والإنجيل والزبور والفرقان؟. قلت: نعم. قال: «خف الله تعالى مخافة لا يكون عندك شيء أخوف منه، وارجه رجاء هو أشد من خوفك إياه، وأحب للناس ما تحب لنفسك»

حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا مروان بن عبيد، ثنا محمد بن يزيد بن حبيش، عن ابن جريج، قال: قال لي عطاء: جاءني طاوس فقال لي: «يا عطاء، إياك أن ترفع حوائجك إلى من أغلق دونك بابه، وجعل دونك حجابا، وعليك بطلب حوائجك إلى من بابه مفتوح لك إلى يوم القيامة، طلب منك أن تدعوه، ووعدك الإجابة»

حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا عمر بن أيوب، ثنا أبو معمر، ثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، عن طاوس، {أولئك ينادون من مكان بعيد} [فصلت: 44]. قال: «بعيد من قلوبهم»

حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا الأشجعي، عن سفيان، قال: قال طاوس: «إن الموتى يفتنون في قبورهم سبعا، فكانوا يستحبون أن يطعم عنهم تلك الأيام»

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا عبد الله بن عمران، ثنا ابن إدريس، قال: سمعت ليثا يذكر، عن طاوس، وذكر النساء، فقال: «كان فيهن كفر من مضى وكفر من بقي»

حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الآجري، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الحميد، ثنا زهير بن محمد، ثنا علي بن قادم، ثنا سفيان، عن ليث بن سليم، قال: قال لي طاوس: «ما تعلمت فتعلمه لنفسك، فإن الأمانة والصدق قد ذهبا من الناس»

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، حدثنا الحلواني، حدثنا أبو عاصم، عن زمعة، عن سلمة بن وهرام، عن طاوس، قال: كان يقال: «اسجد للقرد في زمانه»

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا حفص بن [ص:12] عمر المهرقاني، ثنا عبد الله بن مهدي، عن حماد بن زيد، عن الصلت بن راشد، قال: كنت جالسا عند طاووس فسأله سلم بن قتيبة عن شيء فانتهره، قال: قلت: هذا سلم بن قتيبة صاحب خراسان، قال: «ذلك أهون له علي»

حدثنا القاضي محمد بن أحمد في كتابه، ثنا محمد بن أيوب، ثنا نصر بن علي، ثنا ديار المرادي، عن رجل منهم، قال: قيل لطاوس: إن منزلك قد استهدم. قال: «قد أمسينا»

حدثنا محمد بن علي، ثنا الحسن بن محمد، ثنا سلمة بن شبيب، نا عبد الرزاق، نا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، في قوله تعالى {وخلق الإنسان ضعيفا} [النساء: 28]. قال: «في أمور النساء، ليس يكون الإنسان في شيء أضعف منه في أمور النساء»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن أبي سهل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن بكير، ثنا إبراهيم بن نافع، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: «حلو الدنيا مر الآخرة، ومر الدنيا حلو الآخرة»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن أبي سهل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، ثنا نافع بن عمر، عن بشر بن عاصم، قال: قال طاوس: " ما رأيت مثل أحد أمن على نفسه، قد رأيت رجلا لو قيل لي من أفضل من تعرف قلت: فلان، لذلك الرجل، فمكث على ذلك ثم أخذه وجع في بطنه فأصاب منه شيئا استنضح بطنه عليه واشتهاه فرأيته في قطع ما أدري أي طرفيه أسرع حتى مات عرقا "

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: لقي عيسى ابن مريم إبليس فقال: " أما علمت أنه لا يصيبك إلا ما قدر لك؟ قال: نعم قال إبليس: فأوف بذروة هذا الجبل فترد منه فأنظر أتعيش أم لا. قال طاوس في حديثه: قال عيسى: أما علمت أن الله [ص:13] تعالى قال: " لا يختبرني عبدي، فإني أفعل ما شئت. وقال الزهري في حديثه: إن العبد لا يبتلي ربه، ولكن الله يبتلي عبده، قال: فخصمه "

حدثنا أبو بكر بن مالك , ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل , حدثني فضيل بن عياض , عن ليث , عن طاوس قال: «حج الأبرار على الرحال»

حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا أبو سلمة، عن ابن أبي رواد، قال: «رأيت طاوسا وأصحابا له إذا صلوا العصر لم يكلموا أحدا وابتهلوا في الدعاء»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن يحيى بن المنذر، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبو داود الطيالسي، عن زمعة بن صالح، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: «من لم يدخل في وصية لم ينله جهد البلاء»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن يحيى بن المنذر، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبو داود الطيالسي، عن زمعة بن صالح، عن ابن طاوس، أو غيره عن طاوس، قال: «لم يجهد البلاء من لم يتول اليتامى، أو يكون قاضيا بين الناس في أموالهم، أو أميرا على رقابهم»

حدثنا محمد بن أحمد بن علي، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا داود بن المحبر، ثنا عباد بن كثير، عن عبد الله بن طاوس، قال: قال لي أبي: «يا بني، صاحب العقلاء تنسب إليهم وإن لم تكن منهم، ولا تصاحب الجهال فتنسب إليهم وإن لم تكن منهم، واعلم أن لكل شيء غاية، وغاية المرء حسن خلقه»

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عفان، ثنا حماد بن زيد، ثنا أيوب: أن رجلا سأل طاوسا عن مسألة فانتهره، فقال: يا أبا عبد الرحمن، إني أخوك، فقال: «أخي من دون المسلمين؟»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن ابن طاوس، قال: جاء رجل من الخوارج إلى أبي فقال: أنت أخي. فقال: «أخي من بين عباد الله؟ المسلمون كلهم إخوة»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا حاتم بن الليث، ثنا عفان، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، قال: سأل رجل طاوسا عن شيء فانتهره ثم قال: «تريد أن تجعل في عنقي حبلا ثم يطاف بي»

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا مكي بن عبد الرزاق، ثنا [ص:14] أحمد بن يوسف، ثنا عبد الرزاق، أخبرتني أختي أم الحكم، عن زوجها داود بن إبراهيم: أن طاوسا رأى رجلا مسكينا في عينيه عمش وفي ثوبه وسخ، فقال له: «عد، إن الفقر من الله، فأين أنت عن الماء»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، عن داود بن إبراهيم، ثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: «إقرار ببعض الظلم خير من القيام فيه»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، عن داود بن إبراهيم: أن الأسد حبس الناس ليلة في طريق الحج، فرق الناس بعضهم بعضا، فلما كان السحر ذهب عنهم فنزل الناس يمينا وشمالا، فألقوا أنفسهم وناموا، فقام طاوس يصلي، فقال له رجل: ألا تنام فإنك نصبت هذه الليلة فقال طاوس: «وهل ينام السحر أحد»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، وابن عيينة قالا: قال ابن طاوس، عن أبيه، قال: قلت له: " ما أفضل ما يقال على الميت؟ فقال: الاستغفار "

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق، ثنا عبد الرزاق، قال: سمعت النعمان بن الزبير الصنعاني يحدث، أن محمد بن يوسف أخا الحجاج أو أيوب بن يحيى " بعث إلى طاوس بسبعمائة دينار أو خمسمائة وقيل للرسول: إن أخذها منك فإن الأمير سيكسوك ويحسن إليك. قال: فخرج بها حتى قدم إلى طاوس الجند، فقال: يا أبا عبد الرحمن، نفقة بعث الأمير بها إليك. قال: مالي بها من حاجة. فأراده على أخذها فأبى أن يقبل طاوس فرمى بها في كوة البيت ثم ذهب فقال لهم: قد أخذها، فلبثوا حينا ثم بلغهم عن طاوس شيئا يكرهونه. فقال: ابعثوا إليه فليبعث إلينا بما لنا، فجاءه الرسول فقال: المال الذي بعث به إليك الأمير، قال: ما قبضت منه شيئا، فرجع الرسول فأخبرهم فعرفوا أنه صادق. فقال: انظروا الذي ذهب بها فابعثوه إليه، فبعثوه فجاءه وقال: المال الذي جئتك به يا أبا عبد الرحمن. قال: هل قبضت منك شيئا؟ قال: لا. قال له: هل تعلم أين وضعته؟ قال: نعم. في تلك الكوة قال: انظر حيث [ص:15] وضعته، قال: فمد يده فإذا هو بالصرة قد بنت عليها العنكبوت، قال: فأخذها فذهب بها إليهم "

أخبرنا محمد بن أحمد القاضي، في كتابه، ثنا محمد بن العباس، ثنا محمد بن المثنى، ثنا مطهر بن الهيثم بن الحجاج الطائي، عن أبيه، قال: حج سليمان بن عبد الملك فخرج حاجبه ذات يوم فقال: إن أمير المؤمنين قال: ابعثوا إلي فقيها أسأله عن بعض المناسك. قال: فمر طاوس، فقالوا: هذا طاوس اليماني، فأخذه الحاجب فقال: أجب أمير المؤمنين. فقال: اعفني فأبى. قال: فأدخله عليه، فقال طاوس: فلما وقفت بين يديه قلت: إن هذا المجلس يسألني الله عنه، فقلت: يا أمير المؤمنين، إن صخرة كانت على شفير جب في جهنم هوت فيها سبعين خريفا حتى استقرت قرارها، أتدري لمن أعدها الله؟ قال: لا. ثم قال: ويلك لمن أعدها الله؟ قلت: لمن أشركه الله في حكمه فجار. قال: فبكى لها "

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أبو بكر بن معدان، ثنا محمد بن سلام بن وارة، حدثني أبو الحارث الكناني، ثنا محمد بن عبد الله الأموي، وكان ثقة رضيا، حدثني ابن أبي رواد وكان قد بلغ ثمانين، عن الزهري، قال: نظر سليمان بن عبد الملك إلى رجل يطاف به بالكعبة له جمال وتمام، فقال: يا ابن شهاب من هذا؟ قلت: يا أمير المؤمنين، هذا طاوس اليماني وقد أدرك عدة من الصحابة، فأرسل إليه سليمان فأتاه، فقال: لو ما حدثتنا. فقال: حدثني أبو موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أهون الخلق على الله من ولي من أمر المسلمين شيئا فلم يعدل فيهم»

فتغير وجه سليمان فأطرق طويلا ثم رفع رأسه فقال: لو ما حدثتنا. فقال: حدثني رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن شهاب: ظننت أنه أراد عليا، قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام في مجلس من مجالس قريش فقال: «إن لكم على قريش حقا، ولهم على الناس حق ما استرحموا فرحموا، واستحكموا فعدلوا، وائتمنوا فأدوا، فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا»

فتغير وجه [ص:16] سليمان فأطرق طويلا ثم رفع رأسه فقال: لو ما حدثتني، فقال: حدثني ابن عباس رضي الله تعالى عنه: " أن آخر آية نزلت في كتاب الله تعالى {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} [البقرة: 281] الآية "

حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو معمر، عن ابن عيينة، قال: قال عمر بن عبد العزيز لطاوس: ارفع حاجتك إلى أمير المؤمنين، يعني سليمان بن عبد الملك، فقال طاوس: ما لي إليه من حاجة، قال: فكأنه قد عجب من ذلك "

قال سفيان: وحلف لنا إبراهيم بن ميسرة وهو مستقبل الكعبة: «ورب هذه البنية، ما رأيت أحدا الشريف والوضيع عنده بمنزلة إلا طاوسا»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا عمر بن شبة، ثنا أبو عاصم، قال: زعم لي سفيان قال: جاء ابن لسليمان بن عبد الملك فجلس إلى جنب طاوس فلم يلتفت إليه فقيل له: جلس إليك ابن أمير المؤمنين فلم تلتفت إليه، قال: «أردت أن يعلم أن لله عبادا يزهدون فيما في يديه»

حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن ابن طاوس، قال: كنت لا أزال أقول لأبي إنه ينبغي أن تخرج على هذا السلطان وأن تقعد به. قال: فخرجنا حجاجا فنزلنا في بعض القرى وفيها عامل لمحمد بن يوسف أو أيوب بن يحيى يقال له ابن نجيح، وكان من أخبث عمالهم، فشهدنا صلاة الصبح في المسجد، فإذا ابن نجيح قد أخبر بطاوس فجاء فقعد بين يديه فسلم عليه فلم يجبه، فكلمه فأعرض عنه، ثم عدل إلى الشق الأيسر فأعرض عنه، فلما رأيت ما به قمت إليه فمددت بيده، وجعلت أسأله وقلت له: إن أبا عبد الرحمن لم يعرفك، قال: بلى، معرفته بي فعل بي ما رأيت. قال: فمضى وهو ساكت لا يقول لي شيئا، فلما دخلت المنزل التفت إلي، فقال لي: «يا لكع بينما أنت زعمت أن تخرج عليهم بسيفك لم تستطع أن تحبس عنهم لسانك». أدرك طاوس خمسين رجلا من الصحابة وعلمائهم وأعلامهم رضي الله تعالى عنهم ونفعنا بهم بمنه. وأكثر روايته عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه.

روى عنه مجاهد، وعطاء، وعمرو بن دينار، وإبراهيم بن ميسرة، وأبو الزبير، ومحمد بن المنكدر، والزهري، وحبيب بن أبي ثابت، وعبد الملك بن ميسرة، والحكم، وليث بن أبي سليم، والضحاك بن مزاحم، وعبد الكريم بن أبي المخارق، ووهب بن منبه، والمغيرة بن حكيم الصنعاني، وعبد الله بن طاووس

فمن غريب حديثه ما رواه عن ابن عباس: حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا علي بن المديني، ح، وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي، ح، وحدثنا مخلد بن جعفر، ثنا جعفر الفريابي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، قالوا: ثنا سفيان بن عيينة، ثنا سليمان الأحول خال ابن أبي نجيح، قال: سمعت طاوسا، يقول: سمعت ابن العباس، رضي الله تعالى عنه يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: " اللهم لك الحمد أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، ومحمد حق، والنبيون حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، أو قال: لا إله غيرك ". شك سفيان. قال سفيان: وزاد فيه عبد الكريم: «ولا حول ولا قوة إلا بك». ولم يقلها سليمان. هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث ابن عيينة، وابن جريج عن سليمان. ورواه عن طاووس، أبو الزبير، وقيس بن سعد، وعبد الكريم. فممن رواه عن أبي الزبير عبيد الله بن عمر، ومالك بن أنس. ورواه عن قيس عمران بن مسلم القصير

حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا وهيب، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «العين حق، وإن كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استعينتم فاغتسلوا». هذا حديث صحيح ثابت، حدث به مسلم في صحيحه عن حجاج الشاعر عن مسلم بن إبراهيم

حدثنا محمد بن أحمد بن [ص:18] الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا قيس بن الربيع، عن إسماعيل بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقام الحدود في المساجد، ولا يقاد الوالد بالولد». حديث غريب من حديث طاووس، تفرد به إسماعيل عن عمرو، ورواه عيسى بن يونس، وعمرو بن شقيق، وابن فضيل، عن إسماعيل نحوه

حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا يحيى بن موسى بن زكريا، ثنا محمد بن سليمان بن مسمول، أخبرني عبيد الله بن سلمة بن وهرام، عن أبيه، عن طاووس، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهادة، فقال: «هل ترى الشمس؟» قال: نعم، قال: «فعلى مثلها فاشهد، أو دع». غريب من حديث طاووس، تفرد به عبيد الله بن سلمة عن أبيه

حدثنا أبو بكر بن عبيد الله بن يحيى الطلحي، ثنا أحمد بن قيس الكلدي، ثنا محمد بن خلف، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا أبو نمير، ثنا أبو كثير، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس، رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تعالى: إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، ولم يتعاظم على خلقي، وكف نفسه عن الشهوات ابتغاء مرضاتي، فقطع نهاره بذكري، ولم يبت مصرا على خطيئته، يطعم الجائع، ويكسو العاري، يرحم الضعيف، ويؤوي الغريب، فذلك الذي يضيء وجهه كما يضيء نور الشمس، يدعوني فألبي، ويسألني فأعطي، ويقسم علي فأبر قسمه، أجعل له في الجهالة علما، وفي الظلمة نورا، أكلؤه بقوتي، وأستحفظه ملائكتي، فمثله عندي كمثل الفردوس في الجنان، لا تيبس ثمارها، ولا يتغير حالها ". غريب من حديث طاووس، لا أعلمه مرفوعا إلا من هذا الوجه

حدثنا سليمان بن أحمد بن زكريا الإيادي، بمدينة جبلة، ثنا يزيد بن قيس، ثنا عبد المجيد بن عبد الله بن أبي رواد، عن إبراهيم بن طهمان، عن الحكم بن عيينة، عن طاووس، عن ابن ع‍باس، [ص:19] رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى يقول: «لو يعلم أهل الجمع بمن حلوا لاستبشروا بالفضل بعد المغفرة». غريب من حديث طاووس تفرد به عنه الحكم، ورواه عن الحكم الحسن بن عمارة أيضا مثله

حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا إسماعيل بن عمر، ثنا مسعر بن كدام، عن عبد الكريم المعلم، عن طاووس، عن ابن عباس، رضي الله تعالى عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: من أحسن الناس قراءة؟ قال: «من إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله». غريب من حديث مسعر، لم يروه عنه مرفوعا موصولا إلا إسماعيل، ورواه ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس نحوه

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا أبي، ثنا ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس، رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أحسن الناس قراءة من قرأ القرآن يتحزن به»

حدثنا سليمان، ثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا أبو حسان الزيادي، ثنا شعيب بن صفوان، عن عطاء بن السائب، عن طاوس، عن ابن عباس، رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله تبارك وتعالى حرم هذا البلد يوم خلق السماوات والأرض، وصاغه حين صاغ الشمس والقمر، وما حياله من السماء حرام، وأنه لم يحل لأحد قبلي، وإنما أحل لي ساعة من نهار، ثم عاد كما كان». فقيل له: هذا خالد بن الوليد يقتل؟ فقال: «قم يا فلان فأت خالد بن الوليد فقل له فليرفع يده من القتل». فأتاه الرجل فقال له: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: اقتل من قدرت عليه. فقتل سبعين إنسانا، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأرسل إلى خالد فقال: «ألم أنهك عن القتل؟» فقال: جاءني فلان فأمرني أن أقتل من قدرت عليه. فأرسل إليه ألم آمرك، فقال: أردت أمرا وأراد الله أمرا، فكان أمر الله فوق أمرك، وما استطعت إلا الذي كان. فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم وما رد عليه شيئا. غريب من حديث طاوس، وعطاء تفرد به شعيب بن صفوان

حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن الحسين بن مكرم، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان، ثنا محمد [ص:20] بن الحارث، ثنا محمد بن مسلم، حدثني إبراهيم بن ميسرة، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، رضي الله تعالى عنه قال: لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف خرج رجل من الحصن فاحتمل رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليدخله الحصن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يستنقذه وله الجنة». فقام العباس فمضى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «امض ومعك جبريل وميكائيل». قال: فاحتمله حتى وضعهما بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم "

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا الحسن بن علي بن الوليد، ثنا عبد الرحمن بن نافع درخت، ثنا موسى بن رشيد، عن أبي عبيد الشامي، عن طاوس، عن ابن عباس، رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أخذ على القرآن أجرا فقد تعجل حسناته في الدنيا، والقرآن يخاصمه يوم القيامة». غريب من حديث طاوس، لم يروه عنه إلا أبو عبد الله الشامي وهو مجهول، وفي حديثه نكارة

حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا محمد بن جعفر بن شاكر، ثنا محمد بن سابق، ثنا مسعر، عن حبيب بن أبي ثابت، عن طاوس، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فركعة». هذا حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه. ورواه عن طاوس، عمرو بن دينار، وسليمان التيمي مثله

حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا أحمد بن محمد بن أبي موسى الكندي، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن حنظلة، عن طاوس، عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المكيال مكيال أهل المدينة، والوزن وزن أهل مكة». غريب من حديث طاوس وحنظلة، ولا أعلم رواه عنه متصلا إلا الثوري

حدثنا سفيان بن أحمد بن عمرو البزار، ثنا خالد بن يوسف السمتي، ثنا عبد النور بن عبد الله، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن ليث، عن طاوس، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إنك أولعتهم بعمار، يدعوهم إلى الجنة [ص:21] ويدعونه إلى النار». غريب من حديث طاوس لم يروه عنه إلا ليث، وعبد النور من أهل الكوفة من أهل الشيعة، تفرد بهذا الحديث عن عبد الملك عن ليث

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني، ثنا علي بن الحسين بن حيان، ثنا داود بن رشيد، ثنا عمرو بن أيوب الموصلي، ثنا إبراهيم بن نافع، عن سليمان الأحول، عن طاوس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله تعالى عنه قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم وعلي ثوبان معصفران، فقال: «أمك أمرتك بهذا»؟ قلت: أغسلهما. قال: «بل أحرقهما». صحيح، أخرجه مسلم في صحيحه، عن داود بن رشيد عن عمرو

حدثنا أبو إسحاق بن حمزة، ثنا محمد بن علوس بن الحسين الجرجاني، ثنا علي بن المثنى، حدثني يعقوب بن خليفة بن يوسف الأعشى، حدثني محمد بن مسلم، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجلاوزة والشرط وأعوان الظلمة كلاب النار». غريب من حديث طاوس تفرد به محمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم عنه

حدثنا محمد بن عمر بن غالب، ثنا موسى بن هارون، ثنا إسحاق بن راهويه، ثنا الفضل بن موسى، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شهر سيفه ثم وضعه فدمه هدر». يعني وضعه: ضرب به. تفرد به الفضل عن معمر مجردا

حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا زمعة بن صالح، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام كاغتساله من الجنابة، يغسل رأسه وجسده، يجعل ذلك يوم الجمعة»

حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا يحيى بن مطرف، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا وهيب، ثنا ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «[ص:22] فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا، وعقد بيده تسعين». هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث وهيب

حدثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، ثنا سويد بن سعيد، ثنا عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، ثنا عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي الله تعالى عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال فقال: «تلده أمة مقبورة، فتحمل النساء بالخطائين». تفرد به عثمان الجمحي عن عبد الله

حدثنا محمد بن علي بن سهل بن الإمام، ثنا الفضل بن صالح الهاشمي، ثنا صالح بن عبد الله، ثنا محمد بن علي بن إسماعيل بن سهل بن دلاء الترمذي، ثنا سفيان بن عامر، عن عبد الله بن طاوس، قال: أشهد على أبي قال: أشهد على جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه أنه قال: أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله»

حدثنا محمد بن عمر بن سلم، ثنا محمود بن محمد، ثنا عمر بن صالح، ثنا محمد بن الفضل بن عطية، عن أبيه، عن طاوس، عن جابر بن عبد الله، رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عمر بن الحسين الأنماطي البغدادي، ثنا عبد المنعم بن إدريس، ثنا أبي، عن وهب بن منبه، عن طاوس، عن أنس بن مالك، رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه: «يا علي، استكثر من المعارف من المؤمنين، فكم من معرفة في الدنيا بركة في الآخرة». فمضى علي رضي الله تعالى عنه فأقام حينا لا يلقى أحدا إلا اتخذه للآخرة، ثم جاء من بعد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما فعلت فيما أمرتك؟» فقال: قد فعلت يا رسول الله، فقال له عليه

السلام: «اذهب فابل أخبارهم» فأتى علي النبي صلى الله عليه وسلم وهو منكس رأسه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتبسم: «ما أحسب يا علي ثبت معك إلا أبناء الآخرة». فقال له علي: لا والذي بعثك بالحق. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} [الزخرف: 67]. يا علي، أقبل على شأنك، واملك لسانك، واعقل من تعاشره من أهل زمانك تكن سالما غانما ". غريب من حديث طاوس تفرد به وهب، لم نكتبه إلا من هذا الوجه

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا العباس بن علي النسائي، ثنا محمد بن علي بن خلف، ثنا حسين الأشقر، ثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه». غريب من حديث طاوس، لم نكتبه إلا من هذا الوجه

حدثنا سليمان، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن عائشة، رضي الله تعالى عنها قالت: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة تغير وجهه، ودخل وخرج، وأقبل وأدبر، فإذا أمطرت سري عنه، فذكرت ذلك له، فقال: " ما أمنت أن يكون كما قال الله عز وجل: {فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا، بل هو ما استعجلتم به، ريح فيها عذاب أليم} [الأحقاف: 24]

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 4- ص: 3

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 4- ص: 3

طاووس بن كيسان. قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح قال: وأخبرنا الوليد بن عقبة عن حمزة الزيات عن حبيب بن أبي ثابت أن طاووس كان يكنى أبا عبد الرحمن.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: كان طاووس مولى بحير بن ريسان الحميري وكان ينزل الجند.
وقال الفضل بن دكين وغيره: هو مولى لهمدان.
وقال عبد المنعم بن إدريس: هو مولى لابن هوذة الهمداني. وكان أبو طاووس من أهل فارس وليس من الأبناء فوالى أهل هذا البيت. وكان يسكن الجند.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وأحمد بن عبد الله بن يونس قالا: حدثنا محمد بن طلحة عن حميد بن وهب القرشي عن بني طاووس قالوا: كان طاووس يخضب بالصفرة.
قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا جرير بن حازم قال: رأيت طاوسا يخضب بحناء شديد الحمرة.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا حنظلة قال: رأيت طاوسا يخضب رأسه ولحيته بالحناء.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا فطر قال: رأيت طاوسا يصبغ بالحناء.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا فطر قال: رأيت طاوسا من أكثرهم تقنعا فقلت لفطر: أكان يكثر التقنع؟ قال: نعم.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى عن هانئ بن أيوب الجعفي قال: كان طاووس يتقنع لا يدع التقنع.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى عن خارجة بن مصعب قال: كان طاووس يتقنع فإذا كان الليل حسر.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا يونس بن الحارث قال: رأيت طاوسا يصلي وهو متقنع.
قال: أخبرنا حفص بن غياث قال: حدثنا ليث عن طاووس أنه كان يكره السابري الرقيق والتجارة فيه.
قال: أخبرنا يحيى بن عباد قال: حدثنا عمارة بن زاذان قال: رأيت طاوسا اليماني عليه ثوبان ممشقان.
قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال: حدثنا أبو الأشهب عن طاووس قال:
رأيت عليه ثوبين ممشقين بطين وهو محرم.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه أنه كان يكره أن يعتم بالعمامة لا يجعل تحت الذقن منها شيئا.
قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال: حدثنا مسلم قال: سمعت أيوب السختياني يسأل عبد الله بن طاووس: أي شيء كان أبوك يلبس في السفر؟ قال:
كان يظاهر بين قميصين ولا يأتزر تحتهما.
قال: أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي قال: حدثني يعقوب بن قيس قال:
رأيت على طاووس ثوبين ممشقين بطين وهو محرم.
قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي قال:
رأيت طاوسا بين عينيه أثر السجود.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا إسماعيل بن مسلم قال:
ذكروا طاوسا عند الحسن فقال: طاووس طاووس. أما استطاع أهله أن يسموه اسما غير هذا أو أحسن من هذا؟
قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا ابن المبارك عن معمر عن ابن
طاووس عن أبيه أنه كان إذا اجتمعت عنده الرسائل أمر بها فأحرقت.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: أخبرنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت قال:
قال لي طاووس إذا حدثتك الحديث فأثبته لك فلا تسألن عنه أحدا.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو شهاب عن حميد الطويل عن طاووس أنه كان يقدم من اليمن والناس بعرفة فيبدأ بعرفة قبل مكة.
قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال: حدثنا مسلم بن خالد قال: سمعت عبد الكريم بن أبي المخارق يقول: قال لنا طاووس إذا كنت في الطواف فلا تسألوني عن شيء فإنما الطواف صلاة.
قال: أخبرنا الحجاج بن محمد عن ابن جريج قال: أخبرني ابن طاووس عن أبيه أنه كان يكره أن يسأل الإنسان بوجه الله.
قال: أخبرنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن علي بن أبي حميد عن طاووس أنه كان لا يدع جارية له سوداء ولا غيرها إلا أمرهن فخضبن أيديهن وأرجلهن يوم الفطر ويوم الأضحى. ويقول: إنه يوم عيد.
قال: أخبرنا محمد بن حميد العبدي عن حنظلة قال: كنت أمشي مع طاووس فمر بقوم يبيعون المصاحف فاسترجع.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن محمد بن سعيد قال: كان من دعاء طاووس اللهم احرمني المال والولد وارزقني الإيمان والعمل.
قال: أخبرنا العلاء بن عبد الجبار العطار قال: حدثنا محمد بن مسلم قال:
أخبرنا عمرو بن دينار عن طاووس قال: لا أعلم صاحبا شرا من ذي مال وذي شرف.
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد السكري قال: حدثنا يحيى بن سليم الطائفي عن زمعة بن صالح سمع عبد الله بن طاووس يقول: سمعت طاوسا يقول:
إذا سلم عليك اليهودي والنصراني فقل له علاك السلم.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا مندل قال: حدثني زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام قال: مروا على طاووس بسارق فافتداه بدينار وأرسله.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: أخبرنا سفيان عن ليث عن طاووس قال: كان
يذكر عن ابن عباس: الخلع طلاق. فأنكره سعيد بن جبير فلقيه طاووس فقال: لقد قرأت القرآن قبل أن تولد. ولقد سمعته وأنت إذ ذاك همك لقم الثريد.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال: عجبت لإخوتنا من أهل العراق يسمون الحجاج مؤمنا.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: أخبرنا سفيان عن ليث عن طاووس قال: ما تعلمت فتعلمه لنفسك فإن الناس قد ذهبت منهم الأمانة. قال وكان يعد الحديث حرفا حرفا.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا سعيد بن أبي صدقة قال: حدثنا قيس بن سعد قال: كان طاووس فينا مثل ابن سيرين فيكم.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم عن حماد بن زيد عن أيوب قال: سأل رجل طاوسا عن شيء فقال: تريد أن يجعل في عنقي حبل ثم يطاف بي.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب أن رجلا سأل طاوسا عن مسألة فانتهره فقال: يا أبا عبد الرحمن إني أخوك. قال: أخي من دون المسلمين.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين وقبيصة بن عقبة قالا: حدثنا سفيان عن أبي أمية عن داود بن شابور قال: قال رجل لطاووس ادع لنا. قال: ما أجد لذلك حسبة الآن.
قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: حدثني ابن جريج قال: حدثني إبراهيم بن ميسرة أن محمد بن يوسف استعمل طاوسا على بعض تلك السعاية. قال إبراهيم:
فسألته كيف صنعت؟ قال: كنا نقول للرجل تزكي رحمك الله مما أعطاك الله. فإن أعطانا أخذناه وإن تولى لم نقل تعال.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا أبو إسحاق الصنعاني قال: دخل طاووس ووهب بن منبه على محمد بن يوسف أخي الحجاج. وكان عاملا علينا. في غداة باردة. قال: فقعد طاووس على الكرسي. فقال محمد: يا غلام هلم ذاك الطيلسان فألقه على أبي عبد الرحمن. فألقوه عليه فلم يزل يحرك كتفيه حتى ألقى عنه الطيلسان. وغضب محمد بن يوسف فقال له وهب: والله إن كنت لغنيا أن تغضبه علينا. لو أخذت الطيلسان فبعته وأعطيت ثمنه المساكين. فقال: نعم لولا أن يقال من
بعدي أخذه طاووس. فلا يصنع فيه ما أصنع. إذا لفعلت.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا إبراهيم بن نافع عن عمران بن عثمان أن عطاء كان يقول ما يقول طاووس في ذلك فقلت: يا أبا محمد ممن تأخذه؟ قال:
من الثقة طاووس.
قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر قال:
قال طاووس لفتية من قريش يطوفون بالكعبة إنكم تلبسون لبوسا ما كان آباؤكم يلبسونها وتمشون مشية ما يحسن الزفانون أن يمشوها.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا مسعر عن عبد الملك قال: كان طاووس يجيء قارنا فلا يأتي مكة حتى يذهب إلى عرفات.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن حميد بن طرخان عن عبد الله بن طاووس قال: كان سيرنا إلى مكة مع أبي شهرا فإذا رجعنا سار بنا شهرين. فقلنا له: فقال: بلغني أن الرجل لا يزال في سبيل الله حتى يأتي بيته.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا ليث قال: رأيت طاوسا في مرضه الذي مات فيه يصلي على فراشه قائما ويسجد عليه.
قال: أخبرنا محمد بن عمر عن سيف بن سليمان قال: مات طاووس بمكة قبل يوم التروية بيوم. وكان هشام بن عبد الملك قد حج تلك السنة وهو خليفة سنة ست ومائة فصلى على طاووس وكان له يوم مات بضع وتسعون سنة.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 66

طاوس بن كيسان اليماني أبو عبد الرحمن مولى أبناء الفرس. ومات بمكة حاجا سنة ست ومائة، وكان فقيها جيلا. وقال خصيف: أعلمهم بالحلال والحرام طاوس.

  • دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 73

طاووس بن كيسان أبو عبد الرحمن اليماني كان رأسا في العلم والعمل من سادات التابعين وأدرك خمسين صحابيا وكان كاملا في الفقه والتفسير وكان مجاب الدعوة
حج أربعين حجة وتوفي حاجا بمكة قبل التروية بيوم وصلى عليه هشام ابن عبد الملك
توفي سنة ست ومائة

  • مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 12

طاوس بن كيسان الهمداني الخولاني أمه من أبناء فارس أبوه من النمر بن قاسط كنيته أبو عبد الرحمن من فقهاء أهل اليمن وعبادهم وخيار التابعين وزهادهم فمرض بمنى ومات بمكة سنة إحدى ومائة وصلى عليه هشام بن عبد الملك بن مروان بين الركن والمقام

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 198

طاووس بن كيسان، أبو عبد الرحمن، من أبناء الفرس، الهمداني، اليماني، الخولاني.
نسبه عبد الرزاق.
قال هشام بن يوسف، عن ابن عبد الله بن طاووس: نحن من فارس، ليس لأحد علينا عقد ولاءٍ، إلا أن كيسان نكح امرأة لآل الحميري، فهي أم طاووس.
وقال عمرو بن علي، عن أبي عاصم، سمع حنظلة؛ مات طاووس قبل مجاهد بسنتين.
وقال إبراهيم بن نافع: مات سنة ست ومئة.
وقال أحمد بن عاصم: كان وهب ينزل صنعاء، وطاووس الجند.
قيل لعبد الرزاق: ولد طاووس يدعون أنهم من الأبناء، فعجب من ذلك، وقال: لا، هم موالي همدان.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 4- ص: 1

طاوس بن كيسان اليماني أبو عبد الرحمن الحميري
أدرك خمسين صحابياً قال قيس بن سعد كان طاوس فينا كابن سيرين في أهل البصرة وقال ابن حبان من عباد أهل اليمن وسادات التابعين وقال عثمان بن سعيد قلت لابن معين طاوس أحب إليك أم سعيد بن جبير فلم يخير مات سنة إحدى ومائة أو ست بمكة قبل التروية بيوم أو سنة بضع عشرة وله بضع وتسعون سنة

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 41

طاوس بن كيسان الإمام أبو عبد الرحمن اليماني
من أبناء الفرس وقيل اسمه ذكوان فلقب فقال بن معين لأنه كان طاوس القراء عن أبي هريرة وابن عباس وعائشة وعنه الزهري وسليمان التيمي وعبد الله ابنه قال عمرو بن دينار ما رأيت أحدا مثله قط مات بمكة 106 ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

طاوس بن كيسان الخولاني الهمداني
من أبناء الفرس اليماني كنيته أبو عبد الرحمن أمه من نساء فارس وأبوه من النمر بن قاسط مولى بحير بن ريسان الحميري وكان من عباد أهل اليمن وفقهائهم ومن سادات التابعين مرض بمنى ومات بمكة سنة إحدى ومائة قبل التروية بيوم وصلى عليه هشام بن عبد الملك بين الركن والمقام وقيل إنه مات سنة ست ومائة وكان قد حج أربعين حجة قال عمرو بن علي مات طاوس بمكة سنة خمس ومائة وهو طاوس بن كيسان يكنى أبا عبد الرحمن
روى عن ابن عباس في الوضوء والصلاة وأبي هريرة في الصلاة والزكاة وغيرها وابن عمر في الصلاة والطلاق والقدر وعائشة في الصلاة والحج وزيد بن ثابت في الحج وعبد الله بن عمر في اللباس
روى عنه مجاهد وعمرو بن دينار وابنه عبد الله بن طاوس في الصلاة وسليمان الأحول وقيس بن سعد والحسن بن مسلم وحبيب بن ثابت وعبد الكريم الجزري وهشام بن حجير وإبراهيم بن ميسرة وأبو زيد عبد الملك بن ميسرة وسليمان التيمي وعمرو بن مسلم الجندي

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1

طاوس اليماني

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 39

(ع) طاوس بن كيسان اليماني أبو عبد الرحمن الحميري من أبناء الفرس، واسمه ذكوان.
روى عن عائشة كذا ذكره المزي، وفيه نظر في موضعين:
الأول: ذكر البخاري في ’’ الأوسط ’’: قيل لعبد الرزاق ولد طاوس يدعون أنهم من الأبناء. فعجب، وقال: هم موالي همدان.
الثاني: في كتاب ’’ المراسيل ’’ لعبد الرحمن: قرئ على العباس بن محمد قال: قلت ليحيى: سمع طاوس من عائشة رضي الله عنها؟ قال: لا أراه وقد سمع من أبي موسى، يعني الأشعري.
قال الآجري: قلت لأبي داود: طاوس سمع من عائشة؟ قال: ما أعلمه سمع من عائشة، وسمع من أبي موسى.
وفي ’’ سنن أبي الحسن الدارقطني ’’ من حديث نهشل عن أبي عمرو البصري عن الضحاك بن مزاحم عن طاوس قال: سمعت أبا الدرداء.
ولما رواه الطبراني في ’’ الأوسط ’’ قال: لا يروى هذا الحديث عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد، تفرد به أسد بن موسى يعني عن عبد الواحد عن نهشل.
وزعم أبو زرعة، ويعقوب بن شيبة في ’’ مسنده ’’ أن حديثه عن عمر وعلي مرسل، قال أبو حاتم: وعن عثمان مرسل، لم يسمع منه شيئا، وقد أدرك زمنه؛ لأنه قديم.
وفي كتاب ’’ الإشبيلي ’’ قال أبو محمد: لم يدرك طاوس معاذ بن جبل.
وفي كتاب ’’ الطبقات ’’: كان يخضب بالصفرة وقيل: بالحمرة رأسه ولحيته بالحناء، ويكثر النقيع، فإذا كان الليل حسر، وكان يكره السابري الرقيق، ويكره التجارة فيه، وكان بين عينيه أثر السجود، وكان من دعائه: اللهم احرمني المال والولد وارزقني الإيمان والعمل، ولما استعمله محمد بن يوسف على بعض تلك السعاية قيل له: كيف تصنع؟ قال: نقول للرجل تزكى مما أعطاك الله، فإن أعطانا [الله] أخذنا، وإن تولى لم نقل، وعن عمران بن عيسى أن عطاء: كان يقول: ما يقول طاوس في كذا؟ فقلت: أبا محمد ممن نأخذه؟ قال: من الثقة طاوس.
وفي كتاب ’’ الجرح والتعديل ’’ لأبي الوليد: كان مولى الجعد، وقال: جالست ما بين الخمسين إلى السبعين من الصحابة، وعن الزهري قال: لو رأيت طاوسا علمت أنه لا يكذب، وقال سلمة بن كهيل: ما رأيت أحدا يريد بهذا العلم وجه الله تعالى إلا عطاء وطاوسا ومجاهدا.
وفي ’’ تاريخ المنتجيلي ’’: هو طاوس بن أبي حنيفة كيسان، وقال يحيى بن معين: اختلفوا في اسم طاوس فقيل: ذكوان، وقيل: اسمه طاوس، وقيل: هو من خولان، وقيل من النمر بن قاسط.
وقال سفيان بن عينية: مجتنبو السلطان ثلاثة: أبو ذر في زمانه وطاوس في
زمانه والثوري في زمانه [ق207/أ].
وقال عمرو بن دينار: ما رأيت أحدا أعف عما في أيدي الناس من طاوس.
وقال خصيف: كان طاوس أعلمهم بالحلال والحرام.
وقال حنظلة: كنت أرى طاوسا إذا رأى قتادة يفر منه؛ لما يتهم به قتادة من القدر.
وقال سفيان بن سعيد: كان طاوس يتشيع، وقال: أدركت سبعين شيخا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اختلفوا في شيء انتهوا فيه إلى قول ابن عباس، ودخل المسجد الحرام، فإذا حلقة فيها الحسن وعطاء، فلما نظر إليه مقبلا فسح له حين قعد بينهما، فيأتي المستفتي إلى الحسن فيشير بإصبعه إلى طاووس، ويأتي المستفتي إلى عطاء فيشير بإصبعه إلى طاوس، وعن ليث قال: إذا ترخص الناس في شيء شدد فيه طاوس وإذا شددوا في شيء رخص فيه، قال الليث: وهذا هو العلم.
وفي كتاب ’’ الثقات ’’ لابن خلفون: قال أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي: سألت أحمد بن حنبل عن الثبت في ابن عباس فقال: عطاء وطاوس وابن جبير.
وقال علي بن المديني: وليس عندي من أصحاب عبد الله أجل من سعيد وجابر وعكرمة وعطاء وطاووس ومجاهد، وكان ابن عيينة يقدم طاووسا عن هؤلاء، والثوري يقدم سعيدا.
مات سنة خمس ومائة قاله ابن أبي عاصم.
وفي كتاب ابن زبر: سنة ثلاث ومائة.
وفي كتاب ’’ الثقات ’’: سنة أربع ومائة.
وفي كتاب ’’ التعريف بصحيح التاريخ ’’ عن يحيى بن سلام عن قتادة أنه قال:
فقيه أهل اليمن طاوس، وهو من الفرس.
وفي كتاب يعقوب بن سفيان: صلى عليه هشام قبل التروية بيومين، وقيل: بيوم بين الركن والمقام.
وفي ’’ الثقات ’’ لابن شاهين: قال إبراهيم بن ميسرة: حدثني الرضا، يعني طاوسا.
وفي ’’ تاريخ أبي بكر بن أبي شيبة ’’: توفي سنة ست في آخرها.
وفي ’’ كتاب الميموني ’’: عن أبي عبد الله الشامي قال: استأذنت على طاوس لأسأله عن مسألة، فخرج إلي شيخ كبير، فظننت أنه هو فقلت: أنت طاوس قال: أنا ابنه. فقلت: إن كنت ابنه فقد خرف أبوك، فقال: لا. إن العالم لا يخرف فلما دخلت على طاوس قال: سل وأوجز، وإن شئت علمتك في مجلسك هذا القرآن والتوراة والإنجيل؟ قلت: نعم، قال: خف الله مخافة لا يكون شيء أخوف عندك منه، وارجه رجاء هو أشد من خوفك إياه، وأحب للناس ما تحب لنفسك.
وفي كتاب ’’ الطبقات ’’ للطبري: كان عالما عابدا فقيها ورعا وكان بعضهم يقول: هو مولى ابن هودة الهمداني.
وفي كتاب ’’ الزهد ’’ لأحمد بن حنبل: أخبرت عن ضمرة عن ابن شوذب قال: شهدت جنازة طاوس بمكة سنة ستة ومائة، قال: فجعلوا يقولون: رحمك الله أبا عبد الرحمن حج أربعين حجة.
وبعث إليه بعض الأمراء بسبعمائة دينار، فلم يقبلها فرمى بها الرسول في كوة، ثم قال لهم: قبلها ثم بلغ الأمير عن طاوس شيئا يكرهه، فأرسل يطلب المال فقال: ما أخذت شيئا فجيء بالرسول فقال: وضعها في كوة، فوجدوها كما قال، قد عشش عليها العنكبوت.
ولما مات لم يصلوا إليه حتى بعث ابن هشام بالحرس قال همام: فلقد رأيت عبد الله بن حسين واضعا السرير على كاهله، فلقد سقطت قلنسوته ومزق رداؤه من خلفه.
وسأله سالم بن قتيبة عن شيء فانتهره، فقيل هذا ابن والي خراسان، قال: ذاك أهون له علي.
وقال له عمر بن عبد العزيز: [ق207/ب] ارفع حاجتك إلى أمير المؤمنين سليمان، فقال - متعجبا -: ما لي إليه حاجة.
وحلف إبراهيم بن ميسرة وهو مستقبل الكعبة: ورب هذه البنية ما رأيت الشريف والوضيع بمنزلة واحدة إلا عند طاوس، وقال قيس بن سعد: كان طاوس منا، مثل ابن سيرين منكم.
وقال عبد العزيز بن أبي رواد: كان طاوس كأبيه.
وأخبار طاوس كثيرة اقتصرنا منها على هذه النبذة، ولم يذكر من عند أبي نعيم شيئا لعله تعلقه بما نحن بصدده.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 7- ص: 1

طاوس بن كيسان اليماني الهمداني كنيته أبو عبد الرحمن
أمه من أبناء فارس وأبوه من النمر بن قاسط مولى بحير الحميري
يروي عن ابن عمر وابن عباس كان من عباد أهل اليمن ومن فقهائهم ومن سادات التابعين روى عنه عمرو بن دينار والناس مرض بمنى مات بمكة سنة إحدى ومائة قبل التروية بيوم قبل مجاهد بسنتين وصلى عليه هشام بن عبد الملك بين الركن والمقام وقد قيل إنه مات سنة ست ومائة وكان طاوس قد حج أربعين حجة وكان مستجاب الدعوة فيما قيل

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 4- ص: 1

طاوس يماني
من الأبناء تابعي ثقة

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

طاووس بن كيسان (ع)
الإمام، أبو عبد الرحمن اليماني الجندي، من الأبناء.
سمع: زيد بن ثابت، وعائشة، وأبا هريرة، وزيد بن أرقم، وابن عباس، وعدة.
وعنه: ابنه عبد الله، والزهري، وإبراهيم بن ميسرة، وأبو الزبير، وعبد الله بن أبي نجيح، وحنظلة بن أبي سفيان وجماعة.
قال ابن عباس: إني لأظن طاووساً من أهل الجنة.
وقال عمرو بن دينار: ما رأيت أحداً مثل طاووس.
وقال إبراهيم بن ميسرة: ما رأيت أحداً الشريف والوضيع عنده بمنزلةٍ إلا طاووساً.
وقد كان طاووس رأساً في العلم والعمل والزهد. بعث إليه أمير اليمن بخمسمئة دينار، فلم يقبلها. وكان شيخ أهل اليمن ومفتيهم، وكان كثير الحج، فاتفق موته بمكة قبل التروية بيوم، سنة ست ومئة، وصلى عليه هشام بن عبد الملك.
وقد استقصى شيخنا أبو الحجاج أخباره في ’’التهذيب’’.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1

طاوس بن كيسان الحميري، مولاهم - قاله الواقدي - وقيل الهمداني - قاله أبو نعيم وغيره - اليماني الجندي ثم المكي، أبو عبد الرحمن:
أحد الأئمة الأعلام، سمع عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن
عمر، وأبا هريرة، وزيد بن ثابت، وزيد بن أرقم، وجابرا، وعائشة، رضي الله عنهم، وغيرهم.
روى عنه: ابنه عبد الله، ومجاهد، وعمرو بن دينار، والزهري، وأبو الزبير المكي، وخلق.
روى له الجماعة. وقال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما: إنى لأظن طاوسا من أهل الجنة. وقال حبيب بن الشهيد: كنت عند عمرو بن دينار، فذكر طاوسا، فقال: ما رأيت أحدا مثل طاوس. قال ابن حبان: كان من عباد أهل اليمن، من سادات التابعين، حج أربعين حجة، وكان مستجاب الدعوة فيما قيل.
وقد ذكره ابن عبد البر في فقهاء مكة من أصحاب ابن عباس، وقال: كان فاضلا ورعا فقيها دينا، يخلو بابن عباس منفردا، سوى مجلس العام معه. انتهى.
توفى سنة ست ومائة على ما ذكر ابن حبان.
وكذا ذكر الذهبي في الكاشف والعبر وزاد فيها فقال: في ذي الحجة. وقال: أحد الأعلام علما وعملا. وقال: وقيل اسمه ذكوان، ولقبه طاوس. وقال ابن معين: لأنه كان طاوس القراء.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1

طاوس بن كيسان

  • مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 1- ص: 1

طاوس بن كيسان اليماني

  • مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 2- ص: 1

طاوس بن كيسان أبو عبد الرحمن اليماني الخولاني
مولى بحير بن ريسان الحميري وكان ينزل الجند مات بمكة روى عن جابر وابن عمر وابن عباس وأبي هريرة روى عنه مجاهد وعمرو بن دينار وقيس بن سعد وابنه عبد الله وابن جريج مسألة ورؤية سمعت أبي يقول ذلك أنا عبد الرحمن نا إسماعيل بن أبي الحارث البغدادي نا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان نا عمرو بن دينار نا طاوس اليماني ولا تحسبن فينا أحداً أصدق لهجة من طاوس نا عبد الرحمن نا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد للقطان نا قريش بن أنس عن حبيب يعني ابن الشهيد قال كنت عند عمرو بن دينار فذكر طاوساً فقال: ما رأيت أحداً قط مثل طاوس نا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا نعيم بن حماد قال: قال سفيان: قلت لعبيد الله بن أبي يزيد مع من كنت تدخل على ابن عباس؟ قال مع عطاء وأصحابه قلت فطاوس؟ قال: أيهات ذاك كان يدخل مع الخواص نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: طاوس ثقة نا عبد الرحمن أنا يعقوب بن إسحاق الهروي فيما كتب إلي ثنا عثمان بن سعيد قال قلت ليحيى بن معين: طاوس أحب إليك أو سعيد بن جبير؟ فقال: ثقات ولم يخير ثنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن طاوس من أهل اليمن فقال: ثقة سألنا أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم فقلنا هذا الذي تقول: سئل أبو زرعة سأله غيرك وأنت تسمعه أو سأله وأنت لا تسمع؟ فقال: كلما أقول: سئل أبو زرعة فإني قد سمعته منه إلا أنه سأله غيري بحضرتي فلذلك لا أقول: سألته وأنا فلا أدلس بوجه ولا سبب أو نحو ما قال والمعنى هذا والله أعلم.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 4- ص: 1