ذو اليمينين طاهر بن الحسين بن مصعب الخزاعي، أبو الطيب، وأبو طلحة: من كبار الوزراء والقواد، أدبا وحكمة وشجاعة. وهو الذي وطد الملك للمأمون العباسي. ولد ي بوشنج (من أعمال خراسان) وسكن بغداد، فاتصل بالمأمون في صباه، وكانت لأبيه منزلة عند الرشيد. ولما مات الرشيد وولي الأمين، كان المأمون في مرو، فانتدب طاهرا للزحف إلى بغداد، فهاجمها وظفر بالأمين وقتله (سنة 198هـ) وعقد البيعة للمأمون، فولاه شرطة بغداد، ثم ولاه الموصل وبلاد الجزيرة والشام والمغرب، في السنة نفسها (198) وخراسان (سنة 205هـ) وكان في نفس المأمون شيء عليه، لقتله أخاه ’’الأمين’’ بغير مشورته. ولعله شعر بذلك. فلما استقر في خراسان، قطع خطبة المأمون، يوم جمعة، فقتله أحد غلمانه في تلك الليلة، بمرو، وقيل: مات مسموما. ولقب بذي اليمينين لأنه ضرب رجلا بشماله، فقده نصفين، أو لأنه ولي العراق وخراسان، لقبه بذلك المأمون. وكان أعور. له (وصية - خ) لأحد أبنائه، في دار الكتب.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 221