صهيب بن سنان صهيب بن سنان بن مالك، من بني النمر بن قاسط: صحابي من ارمى العرب سهما، وله بأس وهو احد السابقين إلى الاسلام. كان ابوه من اشراف الجاهليين. ولاه كسرى على الابلة (البصرة) وكانت منازل قومه في ارض الموصل، على شط الفرات مما يلي الجزيرة والموصل، وبها ولد صهيب فأغارت الروم على ناحيتهم فسبوا صهيبا وهو صغير. فنشأ بينهم فكان الكن. واشتراه منهم احد من بني كلب وقدم به مكة، فأبتعاه عبد الله بن جدعان التيمي، ثم اعتقه. فأقام في مكة يحترف التجارة، إلى ان ظهر الاسلام، فأسلم (ولم يتقدمه غير بضعة وثلاثين رجلا) فلما ازمع المسلمون الهجرة إلى المدينة، كان صهيب قد ربح مالا وفيرا من تجارته، فمنعه مشركو قريش، وقالوا جئتنا صعلوكا حقيرا، فلما كثر مالك هممت بالرحيل فقال: أرأيتم ان تركت مالي تخلون سبيلي؟ قالوا نعم. فجعل لهم ما له اجمع. فبلغ النبي (ص) ذلك فقال: ربح صهيب، ربح صهيب !. وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها. له 307 احاديث. وتوفي في المدينة. وكان يعرف بصهيب الرومي، وفي الحديث: (انا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، سولمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 210
صهيب بن سنان (ب د ع) صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن جذيمة ابن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسم بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، الربعى النمرى. كذا نسيه الكلبي وأبو نعيم.
وقال الواقدي: هو صهيب بن سنان بن خالد بن عبد عمرو بن عقيل بن كعب بن سعد.
وقال ابن إسحاق: صهيب بن سنان بن خالد بن عبد عمرو بن طفيل بن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد فجعل طفيلا بدل عقيل، وجعل خزيمة بدل جذيمة، وهو من النمر بن قاسط، وأمه سلمى بنت قعيد بن مهيص بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، كنيته أبو يحيى، كناه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإنما قيل له: الرومي، لأن الروم سبوه صغيرا، وكان أبوه وعمه عاملين لكسرى على الأبلة وكانت منازلهم على دجلة عند الموصل، وقيل: كانوا على الفرات من أرض الجزيرة، فأغارت الروم عليهم، فأخذت صهيبا وهو صغير فنشأ بالروم. فصار ألكن، فابتاعته منهم كلب، ثم قدموا به مكة فاشتراه عبد الله بن جدعان التيمي منهم، فأعتقه، فأقام معه حتى هلك عبد الله بن جدعان.
وقال أهل صهيب وولده ومصعب الزبيري: إنه هرب من الروم لما كبر وعقل، فقدم مكة فحالف ابن جدعان، وأقام معه إلى أن هلك.
ولما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسلم وكان من السابقين إلى الإسلام قال الواقدي: أسلم صهيب وعمار في يوم واحد، وكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلا، وكان من المستضعفين بمكة الذين عذبوا.
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد بن سعد بإسناده إلى أبي زكريا يزيد بن إياس، قال: وكان اشتراه عبد الله بن جدعان، يعني صهيبا، من كلب بمكة، وكانت كلب اشترته من الروم، فأعتقه، وأسلم صهيب ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم بعد بضعة وثلاثين رجلا، وكان من المستضعفين بمكة المعذبين في الله، عز وجل، وقدم في آخر الناس في الهجرة إلى المدينة علي بن أبي طالب وصهيب، وذلك في النصف من ربيع الأول ورسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء لم يرم بعد.
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين الحارث بن الصمة، ولما هاجر صهيب إلى المدينة تبعه نفر من المشركين، فنثل كنانته وقال لهم: يا معشر قريش، تعلمون أنى من أرماكم، وو الله لا تصلون إلي حتى أرميكم بكل سهم معي، ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شيء، فإن كنتم تريدون مالي دللتكم عليه، قالوا: فدلنا على مالك ونخلي عنك، فتعاهدوا على ذلك، فدلهم عليه، ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ربح البيع أبا يحيى، فأنزل الله عز وجل: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد} وشهد صهيب بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بإسناده عن أبي زكريا، أخبرنا إسحاق بن الحسن الحربي، حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود، حدثنا عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: السباق أربعة، أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق فارس وبلال سابق الحبش.
قال: وأخبرنا أبو زكريا، أخبرنا أحمد بن عبد الصمد، حدثنا علي بن الحسين، حدثنا عفيف، حدثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، قال: أول من أظهر إسلامه سبعة: النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وبلال، وصهيب، وخباب، وعمار بن ياسر، وسمية أم عمار، رضي الله عنهم أجمعين، فأما النبي صلى الله عليه وسلم فمنعه الله، وأما أبو بكر فمنعه قومه، وأما الآخرون فأخذوا وألبسوا أدراع الحديد، ثم أصهروا في الشمس.
أخبرنا أبو جعفر المبارك بن المبارك بن أحمد بن رزيق الواسطي، إمام الجامع بها، أخبرنا أبو السعادات المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب بن بعوبا أخبركم أبو الفتح نصر بن الحسن بن أبي القاسم الشاشي فاعترف به، قلت له: أخبركم أبو بكر بن منصور بن خلف المقرئ أخبرنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن علي الحنبلي، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم ابن بالوية، حدثنا عمران بن موسى. حدثنا هدية بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال «إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى مناد: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله، عز وجل، موعدا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو- ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الجنة ويخرجنا من النار؟ فيكشف لهم الحجاب، فينظرون إلى الله تبارك وتعالى، فما شيء أعطوه أحب إليهم من النظر إليه، وهي الزيادة» وروى عنه ابن عمر أنه قال: مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يصلى، تسلمت عليه، فرد على إشارة بإصبعه.
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مهران الفقيه وغيره، بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى، حدثنا محمد بن إسماعيل الواسطي، حدثنا وكيع حدثنا أبو فروة يزيد بن سنان، عن أبي المبارك، عن صهيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما آمن بالقرآن من استحل محارمه». وكان فيه مع فضله وعلو درجته مداعبة وحسن خلق، روى عنه أنه قال: جئت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو نازل بقباء، وبين أيديهم رطب وتمر، وأنا أرمد، فأكلت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتأكل التمر وأنت أرمد. فقلت: إنما آكل على شق عيني الصحيحة فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه». وكان في لسانه عجمة شديدة، وروى زيد بن أسلم عن أبيه، قال: خرجت مع عمر حتى دخل على صهيب حائطا له بالعالية، فلما رآه صهيب قال: يناس يناس، فقال عمر: ماله، لا أبا له، يدعو بالناس؟ فقلت: إنما يدعو غلاما له اسمه يحنس، وإنما قال ذلك لعقده في لسانه، فقال له عمر: ما فيك شيء أعيبه يا صهيب إلا ثلاث خصال، لولاهن ما قدمت عليك أحدا: أراك تنتسب عربيا ولسانك أعجمي، وتكتني بأبي يحيى اسم نبي، وتبذر مالك، فقال: أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في حقه، وأما اكتنائي بأبي يحيى فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كنانى أبي يحيى، فلن أتركها، وأما انتمائي إلى العرب فإن الروم سبتني صغيرا، فأخذت لسانهم، وأنا رجل من النمر بن قاسط، ولو انفلقت عني روثة لانتميت إليها.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه محبا لصهيب، حسن الظن فيه، حتى إنه لما ضرب أوصي أن يصلي عليه صهيب، وأن يصلي بجماعة المسلمين ثلاثا، حتى يتفق أهل الشورى على من يستخلف.
وتوفي صهيب بالمدينة سنة ثمان وثلاثين في شوال، وقيل: سنة تسع وثلاثين، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وقيل: ابن سبعين سنة، ودفن بالمدينة.
وكان أحمر شديد الحمرة، ليس بالطويل ولا بالقصير، وهو إلى القصر أقرب، كثير شعر الرأس.
أخرجه الثلاثة.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 573
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 3- ص: 38
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 2- ص: 418
صهيب بن سنان بن مالك. ويقال خالد بن عبد عمرو بن عقيل. ويقال: طفيل بن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن زيد مناة بن النمر بن قاسط النمري، أبو يحيى.
وأمه من بني مالك بن عمرو بن تميم، وهو الرومي. قيل له ذلك لأن الروم سبوه صغيرا.
قال ابن سعد: وكان أبوه وعمه على الأبلة من جهة كسرى، وكانت منازلهم على دجلة من جهة الموصل، فنشأ صهيب بالروم، فصار ألكن، ثم اشتراه رجل من كلب فباعه بمكة فاشتراه عبد الله بن جدعان التميمي فأعتقه. ويقال: بل هرب من الروم فقدم مكة، فحالف ابن جدعان.
وروى ابن سعد أنه أسلم هو وعمار، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم.
ونقل الوزير أبو القاسم المغربي أنه كان اسمه عميرة فسماه الروم صهيبا، قال: وكانت أخته أميمة تنشده في المواسم، وكذلك عماه: لبيد، وزحر، ابنا مالك.
وزعم عمارة بن وثيمة أن اسمه عبد الملك.
ونقل البغوي أنه كان أحمر شديد الصهوبة تشوبها حمرة، وكان كثير شعر الرأس يخضب بالحناء، وكان من المستضعفين ممن يعذب في الله، وهاجر إلى المدينة مع علي بن أبي طالب في آخر من هاجر في تلك السنة فقدما في نصف ربيع الأول وشهد بدرا والمشاهد بعدها.
وروى ابن عدي من طريق يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب عن آبائه عن صهيب، قال: صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث، ويقال: إنه لما هاجر تبعه نفر من المشركين، فسئل، فقال: يا معشر قريش، إني من أرماكم ولا تصلون إلي حتى أرميكم بكل سهم معي، ثم أضربكم بسيفي، فإن كنتم تريدون مالي دللتكم عليه، فرضوا فعاهدهم ودلهم فرجعوا فأخذوا ماله، فلما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «ربح البيع»، فأنزل الله عز وجل: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله}.
وروى ذلك ابن سعد وابن أبي خيثمة من طريق حماد، عن علي بن زيد، عن سعيد ابن المسيب في سبب نزول الآية.
ورواه ابن سعد أيضا من وجه آخر عن أبي عثمان النهدي، ورواه الكلبي في تفسيره، عن أبي صالح، عن ابن عباس. وله طريق أخرى.
وروى ابن عدي من حديث أنس، والطبراني من حديث أم هانئ، ومن حديث أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السباق أربعة: أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وبلال سابق الحبشة، وسليمان سابق الفرس».
وروى ابن عيينة في تفسيره، وابن سعد من طريق منصور عن مجاهد: أول من أظهر إسلامه سبعة، فذكره فيهم.
وروى ابن سعد من طريق عمر بن الحكم، قال: كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدري ما يقول، وكذا صهيب وأبو فائد، وعامر بن فهيرة وقوم، وفيهم نزلت هذه الآية: {ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا}.
وروى البغوي من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه: خرجت مع عمر حتى دخلت على صهيب بالعالية، فلما رآه صهيب، قال: يا ناس. فقال عمر: ما له يدعو الناس! قلت: إنما يدعو غلامه يحنس. فقال له: يا صهيب، ما فيك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال: أراك تنتسب عربيا ولسانك أعجمي، وتكنى باسم نبي، وتبذر مالك، قال: أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في حق، وأما كنيتي فكنانيها النبي صلى الله عليه وسلم، وأما انتمائي إلى العرب فإن الروم سبتني صغيرا، فأخذت لسانهم.
ولما مات عمر أوصى أن يصلي عليه صهيب، وأن يصلي بالناس إلى أن يجتمع المسلمون على إمام. رواه البخاري في تاريخه.
وروى الحميدي والطبراني من حديث صهيب من طريق آل بيته عنه، قال: لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها، ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضرها، ولا غزا غزاة إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله، وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم، ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم، وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين العدو قط، حتى توفي.
ومات صهيب سنة ثمان وثلاثين: وقيل سنة تسع.
وروى عنه أولاده: حبيب، وحمزة، وسعد، وصالح، وصيفي، وعباد، وعثمان، ومحمد، وحفيده زياد بن صيفي.
وروى عنه أيضا جابر الصحابي، وسعيد بن المسيب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وآخرون.
قال الواقدي: حدثني أبو حذيفة- رجل من ولد صهيب عن أبيه عن جده قال: مات صهيب في شوال سنة ثمان وثلاثين وهو ابن سبعين.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 364
صهيب بن سنان أبو يحيى النمري. من النمر بن قاسط. ويعرف بالرومي لأنه أقام في الروم مدة. وهو من أهل الجزيرة سبي من قرية نينوى من أعمال الموصل وقد كان أبوه أو عمه عاملا لكسرى ثم إنه جلب إلى مكة فاشتراه عبد الله بن جدعان القرشي التيمي. ويقال: بل هرب فأتى مكة وحالف ابن جدعان. كان من كبار السابقين البدريين.
حدث عنه بنوه: حبيب وزياد وحمزة وسعيد بن المسيب وكعب الحبر وعبد الرحمن بن أبي ليلى وآخرون.
روى أحاديث معدودة. خرجوا له في الكتب وكان فاضلا وافر الحرمة له عدة أولاد.
ولما طعن عمر استنابه على الصلاة بالمسلمين إلى أن يتفق أهل الشورى على إمام وكان موصوفا بالكرم والسماحة -رضي الله عنه.
مات بالمدينة في شوال سنة ثمان وثلاثين وكان ممن اعتزل الفتنة وأقبل على شأنه. -رضي الله عنه. قال الحافظ ابن عساكر: صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو ابن عقيل بن عامر أبو يحيى ويقال: أبو غسان النمري الرومي البدري المهاجري.
روى عنه بنوه وابن عمر وجابر وابن المسيب وعبيد بن عمير وابن أبي ليلى وبنوه الثمانية: عثمان وصيفي وحمزة وسعد وعباد وحبيب وصالح ومحمد.
وذكره ابن سعد، فسرد نسبه إلى أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط من ربيعة. حليف عبد الله بن جدعان التيمي القرشي. وأمه: سلمى بنت قعيد. وكان رجلا أحمر شديد الحمرة ليس بالطويل.
وذكر شباب نسبه إلى النمر بزيادة آباء وحذف آخرين. وكذا فعل أحمد بن البرقي.
عن حمزة بن صهيب، عن أبيه قال: كناني النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا يحيى.
عن صيفي بن صهيب، عن أبيه قال: صحبت النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يوحى إليه.
وعن أبي عبيدة بن محمد بن عمار، عن أبيه: قال عمار لقيت صهيبا على باب دار الأرقم وفيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدخلنا فعرض علينا الإسلام فأسلمنا ثم مكثنا يوما على ذلك حتى أمسينا فخرجنا ونحن مستخفون.
روى يونس، عن الحسن: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’صهيب سابق الروم’’.
وجاء هذا بإسناد جيد من حديث أبي أمامة وجاء من حديث أنس وأم هانئ.
قال مجاهد: أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب | مختصر. |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 349
صهيب بن سنان وذكر صهيب بن سنان في أهل الصفة، وقال: قاله أبو هريرة، تقدم ذكرنا له في جملة السابقين الأولين
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، ثنا عمرو بن الحصين، ثنا الفضل بن سليمان، ثنا موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن مغيث، عن كعب الأحبار، قال: حدثني صهيب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو يقول: «اللهم لست بإله استحدثناه، ولا برب ابتدعناه، ولا كان لنا قبلك من إله نلجأ إليه وندعك، ولا أعانك على خلقنا أحد فنشركه فيك، تباركت وتعاليت»، قال كعب: وهكذا كان نبي الله داود يدعو به’’
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 373
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 373
صهيب بن سنان الرومي يعرف بذلك لأنه أخذ لسان الروم إذ سبوه وهو صغير، وهو نمري من النمر بن قاسط، لا يختلفون في ذلك.
قال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: وممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من النمر بن قاسط صهيب بن سنان.
وفي كتاب البخاري، عن محمد بن سيرين، قال: كان صهيب من العرب من النمر بن قاسط.
وقال ابن إسحاق: هو صهيب بن سنان بن خالد بن عبد عمرو بن طفيل ابن عامر بن جندلة بن كعب بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد، شهد بدرا، إلى هنا نسبه ابن إسحاق.
وقال: يزعمون أنه من النمر بن قاسط.
ونسبه الواقدي، وخليفة بن خياط، وابن الكلبي، وغيرهم، فقالوا: هو صهيب بن سنان بن خالد بن عبد عمرو بن عقيل بن كعب بن سعد.
ومنهم من يقول: ابن سفيان بن جندلة بن مسلم بن أوس بن زيد مناة ابن النمر بن قاسط.
كان أبوه سنان بن مالك أو عمه عاملا لكسرى على الأبلة، وكانت منازلهم بأرض الموصل في قرية من شط الفرات مما يلي الجزيرة والموصل، فأغارت الروم على تلك الناحية، فسبت صهيبا وهو غلام صغير، فنشأ صهيب بالروم، فصار ألكن، فابتاعته منهم كلب، ثم قدمت به مكة، فاشتراه عبد الله بن جدعان التيمي منهم، فأعتقه، فأقام معه بمكة حتى هلك عبد الله بن جدعان، وبعث النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما أهل صهيب وولده فيزعمون أنه إنما هرب من الروم حين عقل وبلغ، فقدم مكة، فحالف عبد الله بن جدعان، وأقام معه إلى أن هلك.
وكان صهيب فيما ذكروا أحمر شديد الحمرة، ليس بالطويل ولا بالقصير، وهو إلى القصر أقرب، كثير شعر الرأس.
قال الواقدي: كان إسلام صهيب وعمار بن ياسر في يوم واحد.
حدثنا عبد الله بن أبي عبيدة عن أبيه قال: قال عمار بن ياسر: لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، فقلت له: ما تريد؟ فقال لي: ما تريد أنت؟ فقلت: أردت الدخول إلى محمد صلى الله عليه وسلم فأسمع كلامه. قال: فأنا أريد ذلك. قال: فدخلنا عليه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا، ثم مكثنا يومنا حتى أمسينا، ثم خرجنا مستخفين، فكان إسلام عمار وصهيب بعد بضعة وثلاثين رجلا، وهو ابن عم حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان، يلتقي حمران وصهيب عند خالد بن عبد عمرو. وحمران أيضا ممن لحقه السباء من سبي عين التمر، يكنى صهيب أبا يحيى.
وقال مصعب بن الزبير: هرب صهيب من الروم، ومعه مال كثير، فنزل مكة، فعاقد عبد الله بن جدعان وحالفه وانتمى إليه، وكانت الروم قد أخذت صهيبا من نينوى، وأسلم قديما، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لحقه صهيب إلى المدينة، فقالت له قريش: لا تفجعنا بنفسك ومالك، فرد إليهم ماله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ربح البيع أبا يحيى، وأنزل الله تعالى في أمره: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله} قال: وأخوه مالك بن سنان لم يذكره أبو عمر في باب مالك بن سنان.
قال أبو عمر: وروى عن صهيب أنه قال: صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: صهيب سابق الروم، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحب صهيبا حب الوالدة لولدها. وذكر الواقدي، قال: أخبرنا عاصم بن سويد من بني عمرو بن عوف، عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت، قال: قدم آخر الناس في الهجرة إلى المدينة علي وصهيب، وذلك للنصف من ربيع الأول، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء لم يرم بعد.
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا الفضل بن موسى، حدثنا محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه أن عمر ابن الخطاب قال لصهيب: إنك تدعى إلى النمر بن قاسط، وأنت رجل من المهاجرين الأولين ممن أنعم الله عليه بالإسلام. قال صهيب: أما ما تزعم أنى ادعيت إلى النمر ابن قاسط فإن العرب كانت تسبى بعضها بعضا فسبوني، وقد عقلت مولدي وأهلي فباعوني بسواد الكوفة، فأخذت لسانهم، ولو أني كنت من روثة حمار ما ادعيت إلا إليها.
وأخبرني سعيد بن نصر، وعبد الوارث بن سفيان، قالا: حدثنا قاسم ابن أصبغ، حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا زهير بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن حمزة بن صهيب أن صهيبا كان يكنى أبا يحيى.
وزعم أنه كان من العرب، وكان يطعم الطعام الكثير، فقال له عمر: يا صهيب، مالك تتكنى بأبي يحيى، وليس لك ولد، وتزعم أنك من العرب، وتطعم الطعام الكثير، وذلك سرف في المال؟ فقال له صهيب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني بأبي يحيى. وأما قولك في النسب فإني رجل من النمر بن قاسط من أنفسهم، ولكني سبيت غلاما صغيرا قد عقلت أهلي وقومي. وأما قولك في الطعام فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: خياركم من أطعم الطعام، ورد السلام، فذلك الذي يحملني على أن أطعم.
وحدثني عبد الرزاق، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا مصعب بن عبد الله، حدثني أبي، حدثني ربيعة بن عثمان، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى دخل على صهيب حائطا له بالعالية، فلما رآه صهيب قال: يا ناس يا ناس. فقال عمر: لا أبا له! يدعو الناس! فقلت: إنما يدعو غلاما يدعى يحنس. فقال عمر: ما فيك شيء أعيبه يا صهيب إلا ثلاث خصال، لولاهن ما قدمت عليك أحدا. هل أنت مخبري عنهن؟ قال صهيب: ما أنت بسائلي عن شيء إلا صدقتك عنه. قال: أراك تنتسب عربيا ولسانك أعجمي، وتتكنى بأبي يحيى اسم نبي، وتبذر مالك. قال: أما تبذيري مالي ما أنفقه إلا في حقه. وأما اكتنائي بأبي يحيى فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني بأبي يحيى، أفأتركها لك. وأما انتسابي إلى العرب فإن الروم سبتني صغيرا فأخذت لسانهم، وأنا رجل من النمر بن قاسط لو انفلقت عني روثة لانتسبت إليها.
حدثنا سعيد بن نصر، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا جعفر بن محمد الصائغ، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، وموسى بن إسماعيل قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد ابن المسيب، قال: خرج صهيب مهاجرا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتبعه نفر من المشركين، فانتثر ما في كنانته، وقال لهم: يا معشر قريش، قد تعلمون
أنى من أرماكم، وو الله لا تصلون إلي حتى أرميكم بكل سهم معي، ثم أضربكم بسيفي ما بقي منه في يدي شيء، فإن كنتم تريدون مالي دللتكم عليه. قالوا: فدلنا على مالك ونخلي عنك. فتعاهدوا على ذلك، فدلهم، ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ربح البيع أبا يحيى.
فأنزل الله تعالى فيه: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤف بالعباد} قال أبو عمر: وكان صهيب مع فضله وورعه حسن الخلق مداعبا، روينا عنه أنه قال: جئت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نازل بقباء، وبين أيديهم رطب وتمر، وأنا أرمد فأكلت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نأكل التمر على عينك؟ فقلت: يا رسول الله، آكل في شق عيني الصحيحة. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه. وأوصى إليه عمر بالصلاة بجماعة المسلمين حتى يتفق أهل الشورى، استخلفه على ذلك ثلاثا، وهذا مما أجمع عليه أهل السير والعلم بالخبر حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، قال:، حدثنا ثابت، عن معاوية بن قرة، عن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان مر على سلمان، وصهيب، وبلال، فقالوا: ما أخذت السيوف من عنق عدو الله مأخذها؟ فقال لهم أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها؟ ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي قالوا. فقال: يا أبا بكر، لعلك أغضبتهم، والذي نفسي بيده لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك. فرجع فقال: يا إخواني، لعلي أغضبتكم. فقالوا: يا أبا بكر يغفر الله لك. وفضائل صهيب، وسلمان، وبلال، وعمار، وخباب، والمقداد، وأبي ذر، لا يحيط بها كتاب، وقد عاتب الله تعالى نبيه فيهم في آيات من الكتاب.
ومات صهيب بالمدينة سنة ثمان وثمانين في شوال. وقيل: مات في سنة تسع وثلاثين، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة. وقيل: ابن تسعين، ودفن بالبقيع.
وروى عنه من الصحابة عبد الله بن عمر، ومن التابعين كعب الأحبار، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأسلم مولى عمر، وجماعة. يعد في المدنيين.
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 726
صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن
جذيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. وأمه سلمى بنت قعيد بن مهيض بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم. وكان أبوه سنان بن مالك. أو عمه. عاملا لكسرى على الأبلة. وكانت منازلهم بأرض الموصل.
ويقال كانوا في قرية على شط الفرات مما يلي الجزيرة والموصل فأغارت الروم على تلك الناحية فسبت صهيبا وهو غلام صغير. فقال عمه: أنشد الله. الغلام النمري دج وأهلي بالثني. قال: والثني اسم القرية التي كان أهله بها. فنشأ صهيب بالروم فصار ألكن فابتاعته كلب منهم ثم قدمت به مكة فاشتراه عبد الله بن جدعان التيمي منهم فأعتقه فأقام معه بمكة إلى أن هلك عبد الله بن جدعان وبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أراد الله به من الكرامة ومن به عليه من الإسلام. وأما أهل صهيب وولده فيقولون بل هرب من الروم حين بلغ وعقل فقدم مكة فحالف عبد الله ابن جدعان وأقام معه إلى أن هلك. وكان صهيب رجلا أحمر شديد الحمرة. ليس بالطويل ولا بالقصير. وهو إلى القصر أقرب. وكان كثير شعر الرأس. وكان يخضب بالحناء.
قال: أخبرنا سليمان بن حرب وعارم بن الفضل قالا: أخبرنا حماد بن زيد عن معروف بن أبي معروف الجزري قال: سمعت محمد بن سيرين يقول:
صهيب من العرب من النمر بن قاسط.
قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن الحسن قال: [قال رسول الله. ص: صهيب سابق الروم].
قال: أخبرنا عبد الملك أبو عامر العقدي وأبو حذيفة موسى بن مسعود قالا:
أخبرنا زهير بن محمد قال: وأخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: أخبرنا عبيد الله ابن عمرو جميعا عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه أنه كان يكنى أبا يحيى ويقول إنه من العرب ويطعم الطعام الكثير. فقال له عمر بن الخطاب: يا صهيب ما لك تكنى أبا يحيى وليس لك ولد وتقول إنك من العرب
وأنت رجل من الروم وتطعم الطعام الكثير وذلك سرف في المال؟ فقال صهيب:
إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كناني أبا يحيى. وأما قولك في النسب وادعائي إلى العرب فإني رجل من النمر بن قاسط من أهل الموصل ولكن سبيت. سبتني الروم غلاما صغيرا بعد أن عقلت أهلي وقومي وعرفت نسبي. وأما قولك في إطعام وإسرافي [فيه فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إن خياركم من أطعم الطعام ورد السلام.
فذلك الذي يحملني على أن أطعم الطعام.] قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن أبي عبيدة عن أبيه قال عمار بن ياسر: لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ورسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فيها فقلت: ما تريد؟ فقال لي: ما تريد أنت؟ فقلت: أردت أن أدخل على محمد فأسمع كلامه. قال: وأنا أريد ذلك. قال فدخلنا عليه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا. ثم مكثنا يومنا على ذلك حتى أمسينا. ثم خرجنا ونحن مستخفون.
فكان إسلام عمار وصهيب بعد بضعة وثلاثين رجلا.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا معاوية بن عبد الرحمن بن أبي مزرد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال: كان صهيب بن سنان من المستضعفين من المؤمنين الذين كانوا يعذبون في الله بمكة.
قال: أخبرنا هوذة بن خليفة قال: أخبرنا عوف عن أبي عثمان النهدي قال:
بلغني أن صهيبا حين أراد الهجرة إلى المدينة قال له أهل مكة: أتيتنا هاهنا صعلوكا حقيرا فكثر مالك عندنا وبلغت ما بلغت ثم تنطلق بنفسك ومالك؟ والله لا يكون ذلك. فقال: أرأيتم إن تركت مالي تخلون أنتم سبيلي؟ قالوا: نعم. فجعل لهم ماله أجمع. [فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال ربح صهيب. ربح صهيب].
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل قالوا:
أخبرنا حماد بن زيد قال: أخبرني علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: أقبل صهيب مهاجرا نحو المدينة واتبعه نفر من قريش فنزل عن راحلته وانتشل ما في كنانته ثم قال: يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا. وايم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شيء. فافعلوا ما شئتم. فإن شئتم دللتكم على مالي وخليتم سبيلي.
قالوا: نعم. ففعل. [فلما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ربح البيع أبا يحيى. ربح
البيع.] قال ونزلت: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤف بالعباد} البقرة: 207.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عاصم بن سويد من بني عمرو بن عوف عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: قدم آخر الناس في الهجرة إلى المدينة علي وصهيب بن سنان. وذلك للنصف من شهر ربيع الأول. ورسول الله ص. بقباء لم يرم بعد.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الحكيم ابن صهيب عن عمر بن الحكم قال: قدم صهيب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بقباء ومعه أبو بكر وعمر بين أيديهم رطب قد جاءهم به كلثوم بن الهدم أمهات جراذين. وصهيب قد رمد بالطريق وأصابته مجاعة شديدة. فوقع في الرطب فقال عمر: يا رسول الله ألا ترى إلى صهيب يأكل الرطب وهو رمد؟ [فقال رسول الله.
ص: تأكل الرطب وأنت رمد] ؟ فقال صهيب: وإنما آكله بشق عيني الصحيحة.
فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعل صهيب يقول لأبي بكر: وعدتني أن تصطحب فخرجت وتركتني. ويقول: وعدتني يا رسول الله أن تصاحبني فانطلقت وتركتني فأخذتني قريش فحبسوني فأشريت نفسي وأهلي بمالي. [فقال رسول الله. ص:
ربح البيع. فأنزل الله: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله} البقرة: 207. وقال صهيب: يا رسول الله ما تزودت إلا مدا من دقيق عجنته بالأبواء حتى قدمت عليك].
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: لما هاجر صهيب من مكة إلى المدينة نزل على سعد بن خيثمة. ونزل العزاب من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سعد بن خيثمة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين صهيب بن سنان والحارث بن الصمة.
قال: وشهد صهيب بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: أخبرنا جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن سليمان بن أبي عبد الله قال: كان صهيب يقول: هلموا نحدثكم عن
مغازينا فأما أن أقول قال رسول الله فلا.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني فليح بن سليمان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: قال عمر لأهل الشورى فيما يوصيهم به: وليصل لكم صهيب.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني طلحة بن محمد بن سعيد عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: لما توفي عمر نظر المسلمون فإذا صهيب يصلي بهم المكتوبات بأمر عمر فقدموا صهيبا فصلى على عمر.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو حذيفة رجل من ولد صهيب عن أبيه عن جده قال: توفي صهيب في شوال سنة ثمان وثلاثين وهو ابن سبعين سنة بالمدينة. ودفن بالبقيع. قال محمد بن عمر: وقد روى صهيب عن عمر رضي الله عنهما.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 3- ص: 169
صهيب بن سنان بن مالك مولى عبد الله بن جدعان التيمي وقد قيل حليفه وهو مولى عمر بن الخطاب كنيته أبو يحيى من الصالحين والقراء مات بالمدينة في شهر شوال سنة ثمان وثلاثين في خلافة علي بن أبي طالب ودفن بالبقيع
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 41
صهيب بن سنان، أبو يحيى، مولى ابن جدعان، التيمي، القرشي.
وهو من النمر بن قاسط، من ربيعة بن نزار.
قال لي إبراهيم بن محمد بن يحيى: حدثني أبي، عن أبي حذيفة بن حذيفة، أخبرني عمي زياد بن صيفي، عن أبيه، عن جده صهيب بن سنان، قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير، أنزل الله عليه: {وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيلٍ ولا ركابٍ}، وكانت للنبي صلى الله عليه وسلم خاصةً، فقسمها بين المهاجرين، فأعطى رجلين من الأنصار: سهل بن حنيفٍ، وأبا دجانة بن عبد المنذر، وأعطى أبا بكرٍ، وأعطى عمر بئر حزمٍ، وأعطى ابن حنيفٍ وأبا دجانة مال الأخوين، وأعطى عبد الرحمان البئر، وهو الذي يقال له: مال سليمان، وأعطى الزبير البئر’’.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 4- ص: 1
صهيب بن سنان النمري الرومي
المنشأ سبته الروم من نينوى وأمه مازنية بدري من السابقين عنه بنوه حمزة وزياد وصيفي وسعد وسعيد بن المسيب مات بالمدينة وكان أشقر أصهب يخضب مات 38 ع
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن بهليل وقيل ابن عقيل بن عارم بن حديلة
بن سعد بن خزيمة بن كعب بن منقذ بن العربان بن حي بن زيد مناة بن عامر بن الضحيان بن سعد بن الخزرج وقيل ابن حنين بن تيم الله بن النمر بن قاسط أبو يحيى سبته الروم وهو صغير من الموصل فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم وكناه أبا يحيى
له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم مات بالمدينة في شوال سنة ثمان وثلاثين في خلافة علي بن أبي طالب ودفن بالبقيع وكان له يوم مات سبعون سنة
روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى في الإيمان
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1
صهيب بن سنان النمري
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 22
(ع) صهيب بن سنان بن خالد بن عمرو أبو يحيى، وقيل: أبو غسان النمري المعروف بالرومي. (*)
قال الإمام أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس بن القاسم الأزدي في كتابه ’’طبقات أهل الموصل’’، وأبو عروبة الحراني في كتابه ’’طبقات الصحابة’’:
صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن جديمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن زيد مناة بن النمر بن قاسط.
زاد أبو زكريا: أسلم والنبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم بعد بضعة وثلاثين رجلا، وكان من المستضعفين بمكة والمعذبين في الله تعالى، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين الحارث بن الصمة.
ولما توفي دفن بالبقيع وروى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ’’السباق أربعة أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وسلمان سابق فارس وبلال سابق الحبش’’ وفي رواية [ق 197/ ب] أبي أمامة: ’’إلى الجنة’’.
وعن مجاهد: أول من أظهر إسلامه بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وبلال وصهيب وخباب وعمار وسمية.
وعن ابن المسيب قال: أقبل صهيب إلى حراء نحو النبي صلى الله عليه وسلم فاتبعه نفر من قريش فنزل عن راحلته وانتشل ما في كنانته ثم قال: يا معشر قريش قد علمتم أني من أرماكم رجلا وايم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ثم افعلوا ما شئتم وإن شئتم دللتكم على مالي وقنيتي بمكة وخليتم سبيلي قالوا: نعم ففعل فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ’’ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى’’ ونزلت {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤف بالعباد}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر - حين قال لسلمان وصهيب وبلال تقولون هذا يعني ما أخذت سيوف الله مأخذها من عدو الله يريدون أبا سفيان لسيد قريش -: لعلك يا أبا بكر أغضبتهم فوالله إن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك.
ولما قال له عمر: اكتنيت وليس لك ولد. قال: كناني رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا يحيى وأوصى أن يصلي بالناس حتى يجتمعوا على رجل، وفي ذلك يقول أبو طلق العائذي من أبيات:
وشمر للشورى من الناس ستة | ذو قدم ما بينهم متغرب |
تخلوا لشوارهم عليهم سيوفهم ثلاثا | وأهم الناس فيهن صهيب |
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 7- ص: 1
صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن خزيمة بن كعب بن سعد
بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان كنيته أبو يحيى مولى عبد الله بن جدعان التيمي وقد قيل حليف بن جدعان من سبى الموصل أصله من الجزيرة أمه سلمى بنت قعيد مات في شوال سنة ثمان وثلاثين في خلافة علي بن أبي طالب ودفن بالبقيع وكان له يوم مات سبعون سنة ومن أولاده حمزة وعباد
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1
صهيب بن سنان وقيل: إنه من النمر بن قاسط، فأصابه سبأٌ وهو ابن سنان بن عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن خزيمة بن كعب بن منقذ بن العريان بن زيد مناة بن عامر بن الصحيان بن سعد بن أوس بن النمر بن قاسط
حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا سعد بن عبد الحميد بن جعفر، عن ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن مغيث، عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اللهم رب السماوات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، نسألك من خير هذه القرية وخير أهلها، وخير ما فيها، ونعوذ بك من شرها، وشر أهلها، وشر ما فيها»
حدثنا محمد بن عبد الله مطينٌ، نا عبد الجبار بن عاصم، نا عبيد الله بن عمرو، عن ابن عقيل، عن حمزة بن صهيب، عن أبيه قال: «كناني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي يحيى أو بأبي عيسى»
حدثنا معاذ بن المثنى، نا أبو الوليد، نا حماد بن سلمة، وسليمان بن المغيرة، كلاهما، عن ثابت، عن ابن أبي ليلى، عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عجبت من قضاء الله للمسلم، إن أصابه خيرٌ فشكر آجره الله، وإن أصابه ضر فصبر آجره الله» وزاد فيه حمادٌ: «فكل قضاء قضاه للمسلم خيرٌ»
حدثنا محمد بن محمد بن حيان التمار بالبصرة، نا أبو الوليد، نا الليث بن سعد، عن بكير بن عبد الله، عن نابل، صاحب العباء، عن ابن عمر، عن صهيب قال: «مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فسلمت عليه، فأشار إلي» قال الليث: «أحسبه بأصبعه»
حدثنا محمد بن عبد الله مطينٌ، نا يحيى الحماني، نا جعفر بن سليمان، عن عمرو بن دينار، عن ابن صهيب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كذب علي متعمداً كلفه الله يوم القيامة عقد شعره»
مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 2- ص: 1
صهيب بن سنان الرومي، يكنى أبا يحيي:
وهو من النمر بن قاسط باتفاقهم، وإنما عرف بالرومي، لأخذه لسان الروم، لأنه سبى وهو صغير، وبيع لكلب، فقدموا به مكة، فاشتراه منهم عبد الله بن جدعان التيمى، وأقام معه بمكة حتى هلك وبعث النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: إنه هرب من الروم ومعه مال كثير، فعاقد عبد الله بن جدعان وحالفه، وانتمى إليه، وهو من السابقين الأولين، أسلم والنبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم، وهاجر إلى المدينة، وترك ماله لقريش حين منعوه من الهجرة، فأنزل الله تعالى في أمره: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله} [البقرة: 207].
ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «ربح البيع أبا يحيى». ويروى أنه قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليحب صهيبا حب الوالدة ولدها». وقال: «إنه سابق الروم». وفضائله كثيرة.
وكان من جلة الصحابة وفضلائهم، حسن الخلق مداعبا، يروى عنه أنه قال: جئت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نازل بقباء، وبين أيديهم رطب وتمر، وأنا أرمد، فأكلت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أتأكل التمر على عينك» ؟ فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: آكل في شقة عينى الصحيحة، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه. وأوصى إليه عمر رضي الله عنه بالصلاة، حتى يتفق أهل الشورى.
وتوفى سنة ثلاث وثلاثين بالمدينة، ودفن بالبقيع، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وقيل ابن سبعين. روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1
صهيب بن سنان أبو يحيى
مولى ابن جدعان التيمي وهو من النمر بن قاسط له صحبة روى عنه ابنه صيفي وابن عمرو سعيد بن المسيب سمعت أبي يقول ذلك.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 4- ص: 1