الأخفش الصنعاني صلاح بن حسين بن يحيى الصنعاني:نحوي زاهد من فقهاء الزيدية باليمن من أهل صنعاء، له (نزهة الطرف في الجار والمجرور والظرف) و (العقد الوسيم) في النحو ورسالة في (الصحابة والامامة) و (عجالة الجواب) في شان معاوية بن أبي سفيان و (هداية المسترشدين إلى علوم المجتهدين) وكان زاهدا لا ياكل الا من عمل يديه، يصنع القلانس ويبيعها ولا يقبل من احد شيئا وعاش مقبول القول عظيم الحرمة، مولده ووفاته بصنعاء.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 207

السيد صلاح بن حسين بن يحيى بن على الأحفش الصنعاني
العالم المحقق الزاهد المشهور المتقشف المتعفف أخذ العلم عن جماعة من علماء عصره منهم العبالي المشهور والقاضي محمد إبراهيم السحولي والقاضي علي بن يحيى البرطي وبرع في النحو والصرف والمعاني والبيان وأصول الفقه وكان يؤم الناس أول عمره بمسجد داود بصنعاء ثم بالجامع الكبير بها ثم عاد إلى مسجد داود لأمور اتفقت وكان لا يأكل إلا من عمل يده يعمل القلانس ويبيعها ويأكل ما تحصل له من ثمنها ولا يقبل من أحد شيئا كائنا من كان وكان للناس فيه اعتقاد كبير وهو ينفر من ذلك غاية النفور وله في إنكار المنكر مقامات محمودة وهو مقبول القول عظيم الحرمة مهاب الجناب وله مع الإمام المتوكل على الله القاسم بن الحسين الإمام وولده الإمام المنصور بالله الحسين بن القاسم من هذا القبيل أمور يطول شرحها وكان لا يخاف في الله لومة لائم ولا يبالي بأحد مخالف للحق وله شهرة عظيمة في الديار اليمنية ولا سيما صنعاء وما يتصل بها فإنه يضرب به المثل في الزهد إلى حال تحرير هذه الأحرف وله منذ مات زيادة على سبعين سنة وكان طلبة العلم في عصره يتنافسون في الأخذ عنه وهو يمتحنهم بالأسئلة فاذا رأى من احد فطنة مال إليه وعظمه ونوه بذكره وله مؤلف في النحو سماه نزهة الطرف في الجار والمجرور والظرف جمع فيه فوائد نفيسة وشرحه شيخنا السيد العلامة عبد القادر بن أحمد بشرح حافل وله رسالة في الصحابة سلك فيها مسلك التنزية لهم على مافيها من تطفيف لما يستحقونه ومع ذلك اعترض عليها السيد العلامة عبد الله ابن على الوزير باعتراض سماه ارسال الذؤابة بين جنبى مسئلة الصحابة وحاصل ما في هذا الاعتراض هدم ما بناه السيد صلاح من التنزيه للصحابة عن السب والثلب فإنا لله وإنا إليه راجعون وكان بين هذين السيدين منافسة عظيمة ومناقضة ظاهرة ومازال الأقران هكذا ولكن إذا بلغت المنافسة إلى حد الحط على خير القرون فابعدها الله ولصاحب الترجمة نظم فائق فمن ذلك القصيدة الطويلة التي ذكر فيها علوم الاجتهاد ما يرجحه في المقدار المعتبر منها وتزييف قول من قال إن علم المنطق من جملة علوم الاجتهاد ولعله يشير إلى السيد عبد الله الوزير المذكور فانه كان مشتغلالا بهذا الفن ومطلع القصيدة

ولم يزل مستمرا على حاله الجميل في نشر العلم وعمارة معالم العمل وإشادة ربوع الزهد حتى توفاه الله في سنة 1142 اثنتين وأربعين ومائة وألف في يوم الأربعاء سابع وعشرين من رجب من هذه السنة وازدحم الناس على جنازته وغلقت الأسواق وأرخ موته الأديب أحمد الرقيحي فقال:
سنة 1142

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 296