صفية بنت حيي صفية بنت حيي بن اخطب، من الخزرج: من ازواج النبي (ص) كانت في الجاهلية من ذوات الشرف، تدين باليهودية من أهل المدينة، تزوجها سلام ابن مشكم القرظي، ثم فارقها فتزوجها كنانة بن الربيع النضري، وقتل عنها يوم خيبر واسلمت فتزوجها رسول الله (ص) لها في كتب الحديث 10 احاديث، توفيت في المدينة.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 206

صفية بنت حيي بن أخطب (ب د ع) صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج ابن أبي حبيب بن النضير بن النحام بن ناخوم- وقيل: ينخوم، وقيل: نخوم. والأول قاله اليهود، وهم أعلم بلسانهم، وهم من بني إسرائيل من سبط، لاوي بن يعقوب، ثم من ولد هارون بن عمران، أخي موسى صلى الله عليهم. وأم صفية برة بنت سموأل: وكانت زوج سلام بن مشكم اليهودي، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق، وهما شاعران، فقتل عنها كنانة يوم خيبر روى أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما افتتح خيبر وجمع السبي، أتاه دحية بن خليفة فقال: أعطني جارية من السبي. قال: اذهب فخذ جارية. فذهب فأخذ صفية. قيل: يا رسول الله، إنها سيدة قريظة والنضير، ما تصلح إلا لك. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ جارية من السبي غيرها. وأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم واصطفاها، وحجبها وأعتقها وتزوجها، وقسم لها. وكانت عاقلة من عقلاء النساء.
أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس عن ابن إسحاق قال: حدثني والدي إسحاق بن يسار قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم القموص- حصن ابن أبي الحقيق- أتي بصفية بنت حيى، ومعها ابنة عم لها، جاء بهما بلال، فمر بهما على قتلى من قتلى يهود، فلما رأتهم التي مع صفية صكت وجهها وصاحت، وحثت التراب على رأسها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أغربوا هذه الشيطانة عني، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفية فحيزت خلفه، وغطى عليها ثوبه، فعرف الناس أنه قد اصطفاها لنفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال حين رأى من اليهودية ما رأى: يا بلال، أنزعت منك الرحمة حتى تمر بامرأتين على قتلاهما؟! وقد كانت صفية قبل ذلك رأت أن قمرا وقع في حجرها، فذكرت ذلك لأبيها، فضرب وجهها ضربة أثرت فيه، وقال: إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب! فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عنه، فأخبرته الخبر. أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن أبي عيسى قال: حدثنا قتيبة، أخبرنا أبو عوانة، عن قتادة وعبد العزيز بن صهيب، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية، وجعل عتقها صداقها قال: وأخبرنا محمد بن عيسى، أخبرنا بندار بن عبد الصمد، أخبرنا هاشم بن سعيد الكوفي، أخبرنا كنانة، حدثتنا صفية بنت حيي قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بلغني عن حفصة وعائشة كلام، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ألا قلت: وكيف تكونان خيرا مني، وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى؟! وكان بلغها أنهما قالتا: نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، نحن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنات عمه.
أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت قال: حدثتني شميسة- أو سمية- قال عبد الرزاق: وهي في كتابي سمية، عن صفية بنت حيي: أن النبي صلى الله عليه وسلم حج بنسائه، فلما كان ببعض الطريق برك بصفية جملها، فبكت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبر بذلك، فجعل يمسح دموعها بيده، وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، فلما كان عند الرواح قال لزينب بنت جحش: يا زينب، أفقري أختك جملا- وكانت من أكثرهن ظهرا قالت: أنا أفقر يهوديتك؟! فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك منها، فلم يكلمها حتى قدم مكة، وأيام منى في سفره حتى رجع إلى المدينة، ومحرم وصفر، فلم يأتها ولم يقسم لها، ويئست منه، فلما كان شهر ربيع الأول دخل عليها، فلما رأت ظله قالت: هذا ظل رجل، وما يدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم! فدخل النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأته قالت: يا رسول الله، ما أصنع؟ قالت: وكانت لها جارية تخبؤها من النبي صلى الله عليه وسلم- فقالت: فلانة لك. قال: فمشى النبي صلى الله عليه وسلم إلى سرير صفية، وكان قد رفع، فوضعه بيده، ورضي عن أهله.
وروى عنها علي بن الحسين قالت: جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أتحدث عنده، وكان معتكفا في المسجد، فقام معي يبلغني بيتي، فلقيه رجلان من الأنصار- قالت: فلما رأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجعا، فقال: تعاليا فإنها صفية. فقالا: نعوذ بالله! سبحان الله! يا رسول الله. فقال: إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم. وتوفيت سنة ست وثلاثين. وقيل: سنة خمسين.
أخرجها الثلاثة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1541

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 7- ص: 168

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 6- ص: 169

صفية بنت حيي بن أخطب بن سعنة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن أبي حبيب، من بني النضير، وهو من سبط لاوى بن يعقوب، ثم من ذرية هارون بن عمران أخي موسى عليهما السلام.
كانت تحت سلام بن مشكم، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق، فقتل كنانة يوم خيبر، فصارت صفية مع السبي، فأخذها دحية ثم استعادها النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقها وتزوجها. ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أنس مطولا ومختصرا.
وقال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير، عنه: حدثني والدي إسحاق بن يسار، قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم الغموص حصن بني أبي الحقيق أتى بصفية بنت حيي ومعها ابنة عم لها جاء بهما بلال، فمر بهما على قتلى يهود، فلما رأتهم المرأة التي مع صفية صكت وجهها، وصاحت وحثت التراب على وجهها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أغربوا هذه الشيطانة عني». وأمر بصفية فجعلت خلفه وغطى عليها ثوبه، فعرف الناس أنه اصطفاها لنفسه، وقال لبلال: «أنزعت الرحمة من قبلك حين تمر بالمرأتين على قتلاهما». وكانت صفية رأت قبل ذلك أن القمر وقع في حجرها، فذكرت ذلك لأمها، فلطمت وجهها، وقالت: إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب، فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألها عنه، فأخبرته.
وأخرج ابن سعد عن الواقدي بأسانيد له في قصة خيبر، قال: ولم يخرج من خيبر حتى طهرت صفية من حيضها فحملها وراءه، فلما صار إلى منزل على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرس بها فأبت عليه فوجد في نفسه، فلما كان بالصهباء وهي على بريد من خيبر نزل بها هناك فمشطتها أم سليم وعطرتها، قالت أم سنان الأسلمية: وكانت من أضوأ ما يكون من النساء، فدخل على أهله، فلما أصبح سألتها عما قال لها. فقالت: قال لي «ما حملك على الامتناع من النزول أولا؟» فقلت. خشيت عليك من قرب اليهود، فزادها ذلك عنده.
وقال ابن سعد أيضا: أخبرنا عفان، حدثنا حماد، عن ثابت، عن سمية، عن عائشة- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر فاعتل بعير لصفية، وفي إبل زينب بنت جحش فضل، فقال لها: «إن بعيرا لصفية اعتل، فلو أعطيتها بعيرا». فقالت: أنا أعطي تلك اليهودية! فتركها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الحجة والمحرم شهرين أو ثلاثة لا يأتيها. قالت زينب: حتى يئست منه.
وأخرج ابن أبي عاصم، من طريق القاسم بن عوف، عن أبي برزة، قال: لما نزل النبي صلى الله عليه وسلم خيبر كانت صفية عروسا في مجاسدها، فرأت في المنام أن الشمس نزلت حتى وقعت على صدرها، فقصت ذلك على زوجها، فقال: ما تمنين إلا هذا الملك الذي نزل بنا. قال: فافتتحها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضرب عنق زوجها صبرا... الحديث. وفيه: فألقى تمرا على سقيفة، فقال: «كلوا من وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية».
وذكر ابن سعد من طريق عطاء بن يسار، قال: لما قدمت صفية من خيبر أنزلت في بيت لحارثة بن النعمان فسمع نساء الأنصار فجئن ينظرن إلى جمالها، وجاءت عائشة متنقبة، فلما خرجت خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أثرها، فقال: «كيف رأيت يا عائشة؟» قالت: رأيت يهودية. فقال: «لا تقولي ذلك، فإنها أسلمت وحسن إسلامها»..
ولها ذكر في ترجمة أم سنان الأسلمية، وفي ترجمة أمية بنت أبي قيس.
وأخرج من طريق عبد الله بن عمر العمري، قال: لما اجتلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية رأى عائشة منتقبة بين النساء، فعرفها، فأدركها فأخذ بثوبها، فقال: «كيف رأيت يا شقيراء؟».
وأخرج بسند صحيح من مرسل سعيد بن المسيب، فقال: قدمت صفية وفي أذنها خوصة من ذهب، فوهبت منه لفاطمة ولنساء معها.
وأخرج الترمذي من طريق كنانة مولى صفية أنها حدثته، قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام فذكرت له ذلك. فقال: «ألا قلت: وكيف تكونان خيرا مني وزوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى». وكان بلغها أنهما قالتا: نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، نحن أزواجه وبنات عمه.
وقال أبو عمر: كانت صفية عاقلة حليمة فاضلة، روينا أن جارية لها أتت عمر فقالت: إن صفية تحب السبت وتصل اليهود، فبعث إليها فسألها عن ذلك، فقالت: أما السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة، وأما اليهود فإن لي فيهم رحما، فأنا أصلها، ثم قالت للجارية: ما حملك على هذا؟ قالت: الشيطان. قالت: اذهبي، فأنت حرة.
وأخرج ابن سعد بسند حسن، عن زيد بن أسلم، قال: اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه، واجتمع إليه نساؤه، فقالت صفية بنت حيي: إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي، فغمزن أزواجه ببصرهن. فقال: مضمضن. فقلن: من أي شيءفقال: من تغامزكن بها، والله إنها لصادقة.
روت صفية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنها ابن أخيها ومولاها كنانة ومولاها الآخر يزيد بن معتب، وزين العابدين علي بن الحسين، وإسحاق بن عبد الله بن الحارث بن مسلم بن صفوان.
قيل: ماتت سنة ست وثلاثين، حكاه ابن حبان، وجزم به ابن مندة، وهو غلط، فإنه علي بن الحسين لم يكن ولد، وقد ثبت سماعه منها في الصحيحين.
وقال الواقدي: ماتت سنة خمسين، وهذا أقرب.
وقد أخرج ابن سعد من حديث أمية بنت أبي قيس الغفارية بسند فيه الواقدي قالت: أنا إحدى النسوة اللاتي زففن صفية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعتها تقول: ما بلغت سبع عشرة سنة يوم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وتوفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية.
وأخرج ابن سعد أيضا بسند حسن عن كنانة مولى صفية، قال: قدمت بصفية بغلة لترد عن عثمان، فلقينا الأشتر فضرب وجه البغلة، فقالت: ردوني لا يفضحني. قال: ثم وضعت حسنا بين منزلها ومنزل عثمان، فكانت تنقل إليه الطعام والماء.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 8- ص: 210

صفية أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب، من ولد هارون أخي موسى عليهما السلام؛ هي أم المؤمنين زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمها برة بنت سموأل، وكانت أولا عند سلام بن مشكم وكان شاعرا، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق وهو شاعر، فقتل يوم خيبر، وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة سبع من الهجرة. قال ابن عبد البر: روى حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى صفية بنت حيي بسبعة أرؤس، وخالفه عبد العزيز بن صهيب وغيره عن أنس فقال فيه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جمع سبي خيبر جاءه دحية فقال: أعطني جارية من السبي، قال: اذهب فخذ جارية، فأخذ صفية بنت حيي، فقيل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنها سيدة قريظة والنضير ما تصلح إلا لك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خذ جارية غيرها. قال ابن شهاب: كانت مما أفاء الله عليه فحجبها وأولم عليها بتمر وسويق وقسم لها؛ وكانت إحدى أمهات المؤمنين. قال أبو عمر ابن عبد البر: استصفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصارت في سهمه، ثم أعتقها وجعل عتقها صداقها، ولا يختلفون في ذلك، وهو خصوص عند أكثر الفقهاء له صلى الله عليه وسلم، إذ كان حكمه في النساء مخالفا لحكم أمته. ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على صفية وهي تبكي فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: بلغني أن عائشة وحفصة ينالان مني ويقولان: نحن خير من صفية، نحن بنات عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه، قال: ألا قلت لهن كيف تكن خيرا مني وأبي هارون وعمي موسى وزوجي محمد. وكانت صفية عاقلة حليمة فاضلة. وروينا أن جارية لها أتت عمر بن الخطاب فقالت له: إن صفية تحب السبت وتصل اليهود، فبعث إليها عمر فسألها، فقالت: أما السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة، وأما اليهود فإن لي فيهم رحما فأنا أصلها، ثم قالت للجارية: ما حملك على ما صنعت؟ قالت: الشيطان، قالت: فاذهبي فأنت حرة. وتوفيت صفية في رمضان زمن معاوية سنة خمسين، وقد روى لها الجماعة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0

صفية أم المؤمنين بنت حيي بن أخطب بن سعية من سبط اللاوي بن نبي الله إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام. ثم من ذرية رسول الله هارون عليه السلام.
تزوجها قبل إسلامها: سلام بن أبي الحقيق ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق وكانا من شعراء اليهود فقتل كنانة يوم خيبر عنها وسبيت وصارت في سهم دحية الكلبي فقيل للنبي -صلى الله عليه وسلم- عندها وأنها لا ينبغي أن تكون إلا لك فأخذها من دحية وعوضه عنها سبعة أرؤس.
ثم إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما طهرت تزوجها وجعل عتقها صداقها.
حدث عنها: علي بن الحسين وإسحاق بن عبد الله بن الحارث وكنانة مولاها وآخرون.
وكانت شريفة عاقلة ذات حسب وجمال ودين -رضي الله عنها.
قال أبو عمر بن عبد البر: روينا أن جارية لصفية أتت عمر بن الخطاب فقالت: إن صفية تحب السبت وتصل اليهود. فبعث عمر يسألها. فقالت: أما السبت فلم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة وأما اليهود فإن لي فيهم رحما فأنا أصلها ثم قالت للجارية: ما حملك على ما صنعت؟ قالت: الشيطان قالت: فاذهبي فأنت حرة.
وقد مر في المغازي: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل بها وصنعتها له أم سليم وركبها وراءه على البعير وحجبها وأولم عليها وأن البعير تعس بهما فوقعا وسلمهما الله تعالى.
وفي ’’جامع أبي عيسى’’: من طريق هاشم بن سعيد الكوفي: حدثنا كنانة: حدثتنا صفية بنت حيي قالت: دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد بلغني، عن عائشة وحفصة كلام فذكرت له ذلك فقال: ’’ألا قلت: وكيف تكونان خيرا مني وزوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى’’. وكان بلغها أنهما قالتا: نحن أكرم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منها نحن أزواجه وبنات عمه.
قال ثابت البناني: حدثتني سمية أو شميسة، عن صفية بنت حيي: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حج بنسائه فبرك بصفية جملها فبكت وجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما أخبروه فجعل يمسح دموعها بيده وهي تبكي وهو ينهاها فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالناس فلما كان عند الرواح قال لزينب بنت جحش: ’’أفقري أختك جملا’’. وكانت من أكثرهن ظهرا فقالت أنا أفقر يهوديتك!.
فغضب -صلى الله عليه وسلم- فلم يكلمها حتى رجع إلى المدينة ومحرم وصفر فلم يأتها ولم يقسم لها ويئست منه.
فلما كان ربيع الأول دخل عليها فلما رأته قالت: يا رسول الله ما أصنع قال: وكانت لها جارية تخبؤها من رسول الله فقالت: هي لك. قال: فمشى النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى سريرها وكان قد رفع فوضعه بيده ورضي، عن أهله.
الحسين بن الحسن: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مالك بن مالك، عن صفية بنت حيي قالت: قلت: يا رسول الله ليس من نسائك أحد إلا ولها عشيرة فإن حدث بك حدث فإلى من ألجأ؟ قال: ’’إلى علي’’ -رضي الله عنه.
هذا غريب.
قيل: توفيت سنة ست وثلاثين وقيل توفيت سنة خمسين.
وكانت صفية ذات حلم ووقار.
معن، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم: أن نبي الله في وجعه الذي توفي فيه قالت صفية بنت حيي: والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي فغمزها أزواجه فأبصرهن فقال: ’’مضمضن’’ قلن: من أي شيء؟ قال: ’’من تغامزكن بها والله إنها لصادقة’’.
سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال قال: قالت صفية رأيت كأني وهذا الذي يزعم أن الله أرسله وملك يسترنا بجناحيه. قال: فردوا عليها رؤياها وقالوا لها في ذلك قولا شديدا.
حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- صفية من دحية بسبعة أرؤس ودفعها إلى أم سليم حتى تهيئها وتصنعها وتعتد عندها فكانت وليمته: السمن والأقط والتمر وفحصت الأرض أفاحيص فجعل فيها الأنطاع ثم جعل ذلك فيها.
عبد العزيز بن المختار، عن يحيى بن أبي إسحاق قال لي أنس: أقبلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنا وأبو طلحة وصفية رديفته فعثرت الناقة فصرع وصرعت فاقتحم أبو طلحة، عن راحلته فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا نبي الله هل ضرك شيء؟ قال: ’’لا عليك بالمرأة’’. فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه وقصد نحوها فنبذ الثوب عليها فقامت فشدها على راحلته فركبت وركب النبي -صلى الله عليه وسلم.
ابن جريج، عن زياد بن إسماعيل، عن سليمان بن عتيق، عن جابر أن صفية لما أدخلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- فسطاطه حضرنا فقال: ’’قوموا، عن أمكم’’ فلما كان العشي
حضرنا ونحن نرى أن ثم قسما. فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي طرف ردائه نحو من مد ونصف من تمر عجوة فقال: ’’كلوا من وليمة أمكم’’.
زياد ضعيف.
أحمد بن محمد الأزرقي: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن ابن عمر قال: لما اجتلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صفية رأى عائشة متنقبة في وسط النساء فعرفها فأدركها فأخذ بثوبها فقال: ’’يا شقيراء كيف رأيت’’؟ قالت: رأيت يهودية بين يهوديات.
وعن عطاء بن يسار قال: لما قدم رسول الله من خيبر ومعه صفية أنزلها. فسمع بجمالها نساء الأنصار فجئن ينظرن إليها وكانت عائشة متنقبة حتى دخلت فعرفها فلما خرجت خرج فقال: ’’كيف رأيت؟ ’’ قالت: رأيت يهودية قال: ’’لا تقولي هذا فقد أسلمت’’.
مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن ابن المسيب قال: قدمت صفية وفي أذنيها خرصة من ذهب فوهبت لفاطمة منه ولنساء معها.
الحسن بن موسى الأشيب: حدثنا زهير، حدثنا كنانة قال: كنت أقود بصفية لترد، عن عثمان فلقيها الأشتر فضرب وجه بغلتها حتى مالت فقالت: ذروني لا يفضحني هذا ثم وضعت خشبا من منزلها إلى منزل عثمان تنقل عليه الماء والطعام.
الواقدي: حدثنا محمد بن موسى، عن عمارة بن المهاجر، عن آمنة بنت قيس الغفارية قالت: أنا إحدى النساء اللائي زففن صفية يوم دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسمعتها تقول: ما بلغت سبع عشرة سنة يوم دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
وقبرها بالبقيع.
وقد أوصت بثلثها لأخ لها يهودي وكان ثلاثين ألفا.
ورد لها من الحديث عشرة أحاديث منها واحد متفق عليه.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 484

صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم ومنهن التقية الزاكية ذات العين الباكية صفية الصافية زوجة النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ثابت، عن أنس، قال: بلغ صفية أن حفصة، قالت لها: إنك بنت يهودي فبكت فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال: «ما شأنك؟» قالت: قالت لي حفصة: إني بنت يهودي فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «إنك لبنت نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي فبم تفخر عليك؟» ثم قال: «اتق الله يا حفصة»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا علي بن إسحاق، ثنا حسين المروزي، ثنا عبد العزيز بن أبي عثمان، ثنا موسى بن عبيدة الربذي، عن عبد الله بن عبيدة، أن نفرا اجتمعوا في حجرة صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا الله وتلوا القرآن وسجدوا فنادتهم صفية: «هذا السجود وتلاوة القرآن فأين البكاء؟»

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 2- ص: 54

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 2- ص: 54

صفية بنت حيي بن أخطب بن شعبة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير ابن النحام بن تحوم من بني إسرائيل من سبط هارون بن عمران.
وأمها برة بنت سموأل.
قال أبو عبيدة: كانت صفية بنت حيي عند سلام بن مشكم، وكان شاعرا، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق، وهو شاعر فقتل يوم خيبر. وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في سنة سبع من الهجرة. روى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس- أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى صفية بنت حيي بسبعة أرؤس.
وخالفه عبد العزيز بن صهيب وغيره، عن أنس، فقال فيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جمع سبي خيبر جاءه دحية، فقال: أعطنى جارية من السبي.
فقال: اذهب فخذ جارية، فأخذ صفية بنت حيي، فقيل: يا رسول الله، إنها سيدة قريظة والنضير، ما تصلح إلا لك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: خذ جارية من السبي غيرها. قال ابن شهاب: كانت مما أفاء الله عليه، فحجبها وأو لم عليها بتمر وسويق، وقسم لها، وكانت إحدى أمهات المؤمنين رضي الله عنهن.
قال أبو عمر: استصفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصارت في سهمه، ثم أعتقها وجعل عتقها صداقها. لا يختلفون في ذلك، وهو خصوص عند أكثر الفقهاء له صلى الله عليه وسلم، إذ كان حكمه في النساء مخالفا لحكم أمته.
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على صفية وهي تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: بلغني أن عائشة وحفصة تنالان مني وتقولان: نحن خير من صفية، نحن بنات عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه. قال: ألا قلت لهن: كيف تكن خيرا مني، وأبي هارون، وعمي موسى، وزوجي محمد صلى الله عليه وسلم. وكانت صفية حليمة عاقلة فاضلة.
وروينا أن أن جارية لها أتت عمر بن الخطاب فقالت: إن صفية تحب السبت، وتصل اليهود. فبعث إليها عمر، فسألها، فقالت: أما السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به يوم الجمعة. وأما اليهود فإن لي فيهم رحما، وأنا أصلها.
قال: ثم قالت للجارية: ما حملك على ما صنعت؟ قالت: الشيطان قالت: اذهبي فأنت حرة.
وتوفيت صفية في شهر رمضان في زمن معاوية سنة خمسين.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1871

صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن عامر بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير بن النحام بن ينحوم من بني إسرائيل من سبط هارون بن عمران - صلى الله عليه وسلم - وأمها برة بنت سموال أخت رفاعة بن سموال من بني قريظة إخوة النضير. وكانت صفية تزوجها سلام بن مشكم القرظي ثم فارقها فتزوجها كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق النضري فقتل عنها يوم خيبر.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا أسامة بن زيد بن أسلم عن هلال بن أسامة عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: وحدثنا عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة العدوي عن أبي غطفان بن طريف المري قال: وحدثنا محمد بن موسى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال: وحدثنا عبد الله بن أبي يحيى عن ثبيتة بنت حنظلة عن أمها أم سنان الأسلمية. دخل حديث بعضهم في حديث بعض. قال: لما غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر وغنمه الله أموالهم سبى صفية بنت حيي وبنت عم لها من القموص فأمر بلالا يذهب بهما إلى رحله. فكان لرسول
الله - صلى الله عليه وسلم - صفي من كل غنيمة. فكانت صفية مما اصطفى يوم خيبر. وعرض عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعتقها إن اختارت الله ورسوله. فقالت: أختار الله ورسوله. وأسلمت فأعتقها وتزوجها وجعل عتقها مهرها. ورأى بوجهها أثر خضرة قريبا من عينها فقال:
ما هذا؟ قالت: يا رسول الله رأيت في المنام قمرا أقبل من يثرب حتى وقع في حجري فذكرت ذلك لزوجي كنانة فقال: تحبين أن تكوني تحت هذا الملك الذي يأتي من المدينة؟ فضرب وجهي واعتدت حيضة. ولم يخرج رسول الله من خيبر حتى طهرت من حيضتها. فخرج رسول الله من خيبر ولم يعرس بها. فلما قرب البعير لرسول الله ليخرج وضع رسول الله رجله لصفية لتضع قدمها على فخذه فأبت ووضعت ركبتها على فخذه وسترها رسول الله وحملها وراءه. وجعل رداءه على ظهرها ووجهها ثم شده من تحت رجلها وتحمل بها وجعلها بمنزلة نسائه. فلما صار إلى منزل يقال له تبار على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرس بها فأبت عليه فوجد النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفسه من ذلك. فلما كان بالصهباء وهي على بريد [من خيبر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأم سليم: عليكن صاحبتكن فامشطنها]. وأراد رسول الله أن يعرس بها هناك. قالت أم سليم: وليس معنا فسطاط ولا سرادقات فأخذت كسائين أو عباءتين فسترت بينهما إلى شجرة فمشطتها وعطرتها. قالت أم سنان الأسلمية: وكنت فيمن حضر عرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصفية مشطناها وعطرناها. وكانت جارية تأخذ الزينة من أوضإ ما يكون من النساء وما وجدت رائحة طيب كان أطيب من ليلتئذ. وما شعرنا حتى قيل رسول الله يدخل على أهله وقد نمصناها ونحن تحت دومة. وأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي إليها فقامت إليه. وبذلك أمرناها. فخرجنا من عندهما وأعرس بها رسول الله هناك وبات عندها. وغدونا عليها وهي تريد أن تغتسل. فذهبنا بها حتى توارينا من العسكر فقضت حاجتها واغتسلت. فسألتها عما رأت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت أنه سر بها ولم ينم تلك الليلة ولم يزل يتحدث معها. [وقال لها: ما حملك على الذي صنعت حين أردت أن أنزل المنزل الأول فأدخل بك؟] فقالت: خشيت عليك قرب يهود. فزادها ذلك عند رسول الله. وأصبح رسول الله فأولم عليها هناك وما كانت وليمته إلا الحيس. وما كانت قصاعهم إلا الأنطاع. فتغدى القوم يومئذ ثم راح رسول الله فنزل بالقصيبة وهي على ستة عشر ميلا.
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي. حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال
قال: قالت صفية بنت حيي: رأيت كأني وهذا الذي يزعم أن الله أرسله وملك يسترنا بجناحه. قال: فردوا عليها رؤياها وقالوا لها في ذلك قولا شديدا.
أخبرنا يزيد بن هارون وهشام أبو الوليد الطيالسي قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن صفية بنت حيي وقعت في سهم دحية الكلبي.
فقيل لرسول الله. ص: إنه قد وقع في سهم دحية الكلبي جارية جميلة. فاشتراها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبعة آرس ودفعها إلى أم سليم حتى تهيئها وتصنعها وتعتد عندها.
قال أبو الوليد في حديثه: فكانت وليمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السمن والأقط والتمر. قال: ففحصت الأرض أفاحيص فجعل فيها الأنطاع ثم جعل فيها السمن والأقط والتمر.
وقال يزيد بن هارون في حديثه: فقال الناس والله ما ندري أتزوجها رسول الله أم تسرى بها. فلما حملها سترها وأردفها خلفه فعرف الناس أنه قد تزوجها. فلما دنوا من المدينة أوضع الناس وأوضع رسول الله. كذلك كانوا يصنعون. فعثرت الناقة فخر رسول الله وخرت معه. وأزواج رسول الله ينظرن فقلن: أبعد الله اليهودية وفعل بها وفعل. فقام رسول الله فسترها وأردفها خلفه.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال: [لما دخلت صفية على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: لم يزل أبوك من أشد يهود لي عداوة حتى قتله الله.
فقالت: يا رسول الله إن الله يقول في كتابه: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}. فقال لها رسول الله: اختاري. فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك]. فقالت: يا رسول الله لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني حيث صرت إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب وما لي فيها والد ولا أخ. وخيرتني الكفر والإسلام فالله ورسوله أحب إلي من العتق وأن أرجع إلى قومي. قال: فأمسكها رسول الله لنفسه. وكانت أمها إحدى نساء بني قينقاع أحد بني عمرو فلم يسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذاكرا أباها بحرف مما تكره. وكانت تحت سلام بن مشكم ففارقها فتزوجها كنانة بن أبي الحقيق.
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي. حدثنا سليمان بن المغيرة. حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال: صارت صفية لدحية في مقسمه. قال: فجعلوا يمدحونها عند
رسول الله ويقولون: رأينا في السبي امرأة ما رأينا ضربها. قال: فبعث رسول الله إليها فأعطى بها دحية ما رضي ثم دفعها إلى أمي وقال: أصلحيها. [وخرج رسول الله من خيبر حتى إذا جعلها في ظهره نزل ثم ضرب عليها القبة ثم أصبح فقال: من كان عنده فضل زاد فليأتنا به]. قال: فجعل الرجل يأتي بفضل السويق والتمر والسمن حتى جمعوا من ذلك سوادا فجعلوا حيسا فجعلوا يأكلون معه ويشربون من سماء إلى جنبهم. فكانت تلك وليمة رسول الله عليها. وكنا إذا رأينا جدر المدينة مما نهش إليه فنرفع مطايانا فرأينا جدرها فرفعنا مطايانا. ورفع رسول الله مطيته وهي خلفه فعثرت مطيته فصرع رسول الله وصرعت. قال: فما أحد من الناس ينظر إليه ولا إليها. قال:
فسترها رسول الله فأتوه فقال: لم أضر. قال: فدخلنا المدينة فخرج جواري نسائه يتراءينها ويشمتن بصرعتها.
أخبرنا المعلى بن أسد. حدثنا عبد العزيز بن المختار عن يحيى بن أبي إسحاق قال: قال لي أنس بن مالك أقبلنا مع رسول الله أنا وأبو طلحة وصفية رديفته على ناقته. فبينا نحن نسير عثرت ناقة رسول الله فصرع وصرعت المرأة. فاقتحم أبو طلحة عن راحلته فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -[فقال: يا نبي الله هل ضارك شيء؟ قال: لا. عليك بالمرأة. قال: فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه ثم قصد المرأة فنبذ الثوب عليها فقامت فشدها على راحلته فركب وركبنا نسير حتى إذا كنا بظهر المدينة. أو أشرفنا على المدينة. قال: آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون]. فلم نزل نقولها حتى قدمنا المدينة.
أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل وروح بن عبادة عن ابن جريج عن زياد بن إسماعيل عن سليمان بن عتيق [عن جابر بن عبد الله أن صفية بنت حيي لما أدخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فسطاطه حضرنا فقال رسول الله. ص: قوموا عن أمكم.
فلما كان من العشي حضرنا ونحن نرى أن ثم قسما. فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي طرف ردائه نحو من مد ونصف من تمر عجوة فقال: كلوا من وليمة أمكم].
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي. حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعتق صفية وتزوجها فقال له ثابت البناني: ما أصدقها؟
قال: [نفسها. أعتقها وتزوجها].
أخبرنا عارم بن الفضل. حدثنا حماد بن زيد عن ثابت وعبد العزيز بن صهيب
وشعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعتق صفية وجعل عتقها صداقها. قال: فسمعت عبد العزيز سأل ثابتا فقال: يا أبا محمد أنت سألت أنسا عن [هذا الحديث. ما مهرها؟ قال: نفسها].
أخبرنا مسلم بن إبراهيم. حدثنا أبان بن يزيد. حدثنا شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعتق صفية وجعل عتقها صداقها.
أخبرنا وكيع بن الجراح عن مهدي بن ميمون عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك قال: أعتق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفية وجعل عتقها صداقها.
أخبرنا يزيد بن هارون وسعيد بن عامر ومحمد بن عبد الله الأنصاري عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعتق صفية بنت حيي وتزوجها وجعل عتقها صداقها.
أخبرنا الوليد بن الأغر المكي. حدثنا عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولم حين دخلت عليه صفية بنت حيي بن أخطب. قال: قلت: فماذا كان في وليمته؟ قال: التمر والسويق. قال: ورأيت صفية يومئذ تسقي الناس النبيذ. قال: فقلت له: وأي شيء كان ذلك النبيذ الذي تسقيهم؟
قال: تمرات نقعتهن في تور من حجارة. أو قال برمة. من العشي أو من الليل. فلما أصبحت صفية سقته الناس.
أخبرنا عارم بن الفضل. حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعتق صفية وجعل صداقها عتقها.
أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي. حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال عن عبد الله بن عمر قال: [لما اجتلى النبي - صلى الله عليه وسلم - صفية رأى عائشة متنقبة في وسط الناس فعرفها فأدركها فأخذ بثوبها فقال: يا شقيراء كيف رأيت؟ قالت: رأيت يهودية بين يهوديات].
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة قال: لما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصفية بات أبو أيوب على باب النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما أصبح رسول الله كبر ومع أبي أيوب السيف. فقال: يا رسول الله كانت جارية حديثة
عهد بعرس وكنت قتلت أباها وأخاها وزوجها فلم آمنها عليك. فضحك رسول الله وقال له خيرا.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر ومعه صفية أنزلها في بيت من بيوت حارثة بن النعمان فسمع بها نساء الأنصار وبجمالها فجئن ينظرن إليها وجاءت عائشة متنقبة حتى دخلت عليها فعرفها. [فلما خرجت خرج رسول الله على أثرها فقال: كيف رأيتها يا عائشة؟ قالت: رأيت يهودية. قال: لا تقولي هذا يا عائشة فإنها قد أسلمت فحسن إسلامها].
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني عبد الله بن أبي يحيى عن ثبيتة بنت حنظلة عن أمها أم سنان الأسلمية قالت: لما نزلنا المدينة لم ندخل منازلنا حتى دخلنا مع صفية منزلها. وسمع بها نساء المهاجرين والأنصار فدخلن عليها متنكرات فرأيت أربعا من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - متنقبات: زينب بنت جحش وحفصة وعائشة وجويرية. فأسمع زينب تقول لجويرية: يا بنت الحارث ما أرى هذه الجارية إلا ستغلبنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت جويرية: كلا. إنها من نساء قل ما يحظين عند الأزواج.
أخبرنا عفان بن مسلم. حدثنا حماد بن سلمة. حدثنا ثابت البناني عن شميسة [عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في سفر فاعتل بعير لصفية وفي إبل زينب فضل فقال رسول الله: إن بعيرا لصفية اعتل فلو أعطيتها بعيرا من إبلك]. فقالت: أنا أعطي تلك اليهودية! فتركها رسول الله ذا الحجة والمحرم شهرين أو ثلاثة لا يأتيها. قالت:
حتى يئست منه وحولت سريري. قال: فبينما أنا يوما منصف النهار إذا أنا بظل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقبلا.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني عبد الله بن جعفر عن ابن أبي عون قال: [استبت عائشة وصفية فقال رسول الله لصفية: ألا قلت أبي هارون وعمي موسى؟ وذلك أن عائشة فخرت عليها].
أخبرنا معن بن عيسى. حدثنا مخرمة بن بكير عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: قدمت صفية بنت حيي في أذنيها خرصة من ذهب فوهبت منه لفاطمة ولنساء معها.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني ابن جريج عن عطاء قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
لا يقسم لصفية بنت حيي.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني ابن أبي ذئب عن الزهري قال: كانت صفية من أزواجه وكان يقسم لها كما يقسم لنسائه.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا إسحاق بن يحيى عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب عليها الحجاب فكان يقسم لها كما يقسم لنسائه.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا أسامة بن زيد عن هلال بن أسامة عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب على صفية الحجاب وكان يقسم لها كما يقسم لنسائه.
قال محمد بن عمر. وأطعمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر ثمانين وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا. ويقال قمحا.
أخبرنا معن بن عيسى. حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم [أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - في الوجع الذي توفي فيه اجتمع إليه نساؤه. فقالت صفية بنت حيي: أما والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي. فغمزنها أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبصرهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: مضمضن. فيقلن: من أي شيء يا نبي الله؟ قال: من تغامزكن بصاحبتكن. والله إنها لصادقة].
أخبرنا مالك بن إسماعيل والحسن بن موسى قالا: حدثنا زهير قال: حدثنا كنانة قال: كنت أقود بصفية لترد عن عثمان فلقيها الأشتر فضرب وجه بغلتها حتى مالت فقالت: ردوني لا يفضحني هذا. قال الحسن في حديثه: ثم وضعت خشبا من منزلها ومنزل عثمان تنقل عليه الماء والطعام.
أخبرنا عارم بن الفضل. حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد أن صفية أوصت لقرابة لها من اليهود.
أخبرنا سعيد بن عامر وهشام أبو الوليد الطيالسي عن شعبة عن حصين بن عبد الرحمن قال: رأيت شيخا فقالوا هذا وارث صفية بنت حيي. فأسلم بعد ما ماتت فلم يرثها.
قال محمد بن عمر: وماتت صفية بنت حيي سنة خمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني هارون بن محمد بن سالم مولى حويطب بن عبد العزى عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: ورثت صفية مائة ألف درهم بقيمة أرض وعرض فأوصت لابن أختها. وهو يهودي. بثلثها. قال أبو سلمة: فأبوا يعطونه حتى كلمت عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - فأرسلت إليهم: اتقوا الله وأعطوه وصيته. فأخذ ثلثها وهو ثلاثة وثلاثون ألف درهم ونيف. وكانت لها دار تصدقت بها في حياتها.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا محمد بن موسى عن عمارة بن المهاجر عن آمنة بنت أبي قيس الغفارية قالت: أنا إحدى النساء اللاتي زففن صفية إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمعتها تقول: ما بلغت سبع عشرة سنة يوم دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: وتوفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان وقبرت بالبقيع.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 8- ص: 95

صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير، أصابها يوم خيبر، في المحرم سنة سبع، وكان تحت رجل من يهود خيبر، يقال له: كنانة، قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسباها وأعتقها، ثم تزوجها، وجعل عتقها صداقها، توفيت سنة ست وثلاثين.
روى عنها: عبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وعلي بن حسين، ومسلم بن صفوان، وكنانة مولى صفية.
أخبرنا محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد، حدثنا يونس، عن ابن إسحاق، قال: ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد جويرية: صفية بنت حيي، وكانت قبله تحت كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، فمات عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصب منها ولد.
قال يونس: حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، قال: كانت صفية من ملك يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقها واستنكحها، وجعل مهرها عتقها.
حدثنا محمد بن يعقوب الشيباني، حدثنا السري بن خزيمة، حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: صارت صفية لدحية الكلبي في مقسمه، فجعلوا يذكرونها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقولون: رأينا في السبي امرأة ما رأينا مثلها، فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتراها منه، يعني بسبعة أرؤس.
أخبرنا خيثمة، حدثنا أبو قلابة الرقاشي، حدثنا أبو ربيعة زيد بن عوف، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت صفية، فقام يكلمها، فجاء رجلان، فوقفا، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: إنها صفية، فقالا: يا رسول الله، من ظننا به فإنا لم نظن بك، فقال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
غريب من حديث ثابت، عن أنس.
ورواه الزهري، عن علي بن الحسين، عن صفية.
حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أبو مسعود، أخبرنا أبو نعيم، ومحمد بن يوسف، قالا: حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي إدريس المرهبي، عن مسلم بن صفوان، عن صفية، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بأولهم وآخرهم، ثم لا ينجوا أوسطهم، قلت: إن فيهم المكره؟ قال: يبعثهم الله على ما هم فيه.

  • مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 965

صفية بنت حيي بن أخطب أم المؤمنين النضرية
من ذرية هارون صلى الله عليه وسلم عنها علي بن الحسين ومولاها كنانة وكانت عند سلام بن مشكم الشاعر فقتل عنها الزوج الثاني كنانة بن أبي الحقيق قيل توفيت سنة خمسين ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1

صفية بنت حي بن أخطب
زوج النبي صلى الله عليه وسلم
روى عنها علي بن الحسين في الأدب

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1

صفية بنت حيي النضرية أم المؤمنين

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 30

صفية بنت حيي بن أخطب النضيري
زوجة النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل عتقها صداقها تقدم ذكرها ماتت في إمارة معاوية بن أبي سفيان وقد قيل إن صفية ماتت سنة ست وثلاثين في خلافة علي

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

صفية بنت حيي
وصفية بنت حيي

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1