ابن الحداد صدقة بن الحسين بن الحسن بن بختيار ابن الحداد البغدادي، أبو الفرج، مؤرخ، اديب، فيه ميل إلى مذهب الفلاسفة. له ’’ذيل على التاريخ الزاغونى’’ من سنة 527 هـ ، إلى قريب وفاته، ومصنفاته حسنة في الاصول. وكان يعيش من نسخ الكتب. توفي ببغداد.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 202

صدقة بن الحسن بن الحسين بن بختيار أبو الفرج الحداد الناسخ البغدادي:
كان فقيها حنبليا، تفقه على أبي الوفاء ابن عقيل، وسمع الحديث وحدث، وأقرأ الناس الفقه والحساب وعلم الكلام، وكان قيما بجميع ذلك. مات سنة ثلاث وستين وخمسمائة، وكان صدقة مع سعة حلمه محدودا خاملا يسكن في المسجد الذي بباب البدرية، وكان يتردد إليه عالم من الطالبيين، فيقرأون عليه فنون العلم. وكان مع ذلك لا يتقوت إلا من أجرة نسخه، وكان لا يؤبه إليه، فلما كان آخر أيامه جرت بين يدي الوزير عضد الدولة أبي الفتوح محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر بن رئيس الرؤساء وزير الإمام المستضيء مسألة في العلم، وهل هو واحد أم أكثر، وكان عنده جماعة من أهل العلم كأبي الفرج ابن الجوزي وغيره، فسألهم عن ذلك فكل كتب خطه أن العلم واحد، فلما فرغوا قال: نرى ها هنا من هو قيم بهذا العلم غير هؤلاء؟
فقال له بعض الحاضرين: هاهنا رجل يعرف بصدقة الناسخ يعرف هذا الفن معرفة لا مزيد عليها، فنفذ رقعة وفيها خطوط الفقهاء، وقال له: انظر في هذه، وقل ما عندك، فلما وقف عليها فكر طويلا متعجبا من اتفاقهم على ما لا أصل له، ثم أخذ القلم وكتب: العلم علمان علم غريزي، وعلم مكتسب، فأما الغريزي فهو الذي يدرك على الفور من غير فكرة كقولنا واحد وواحد، فهذا يعلم ضرورة أنه اثنان. وعلم مكتسب وهو ما يدرك بالطلب والفكرة والبحث، أو كلاما هذا معناه لأنه حدث بذلك مفاوضة. وأنفذ الخط إلى الوزير، فلما وقف عليه أعجب به، وقال: أين يكون هذا الرجل؟ فعرف حاله وفقره، فاستدعاه إليه، وتلقاه بالبشر، وخلع عليه خلعة حسنة، وأعطاه أربعين دينارا، ففرح فرحا عظيما، وقال: يا مولاي، قد حضرني بيتان، فقال له أنشدهما، فقال:

فاستحسن ذلك منه، وما زال يبره إلى أن مات.
وحدث عنه العدل أبو يعلى ابن الفراء قال: دخلت إليه يوما قبل أن يموت بيسير، وإلى جانبه طبق مغطى، فقال لي: اكشف ذلك الطبق، وكشفته وإذا فيه دجاج مطبوخ ألوان وسنبوسج وحلاوة وغير ذلك من الأطعمة الطيبة، فقال: ما أراد الله عز وجل أن يبعث لي هذا، وأنا أقدر على أكله في أيام شبابي، وإنما بعثه إلي الآن لأبصره حسرة.
وكان سيء الاعتقاد تارة يميل إلى مذهب الفلاسفة وتارة يعترض على القضاء والقدر.
وقال أيو يعلى: كتب صدقة كتاب «الشفاء» لابن سينا فتغير اعتقاده، قال يوما: والله ما أدري من أين جاءوا بنا، ولا إلى أي مطبق يريدون أن يحملونا.
وحكى عنه أبو يعلى قال: كنت عنده فسمع صوت الرعد فقال: فوق خباط وأسفل خباط. قال أبو يعلى، وقال أبياتا أخذتها منه:

  • دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 4- ص: 1147

صدقة بن الحسين العلامة أبو الفرج ابن الحداد البغدادي الحنبلي الناسخ الفرضي، المتكلم، المتهم في دينه.
نسخ الكثير بخط منسوب.
وأخذ عن ابن عقيل، وابن الزاغوني، وسمع من ابن ملة، واشتغل مدة، وأم بمسجد كان يسكنه، وناظر، وأفتى.
قال ابن الجوزي: يظهر من فلتات لسانه ما يدل على سوء عقيدته، وكان لا ينضبط، وله ميل إلى الفلاسفة، قال لي مرة: أنا الآن أخاصم فلك الفلك. وقال لي القاضي أبو يعلى الصغير: مذ كتب صدقة ’’الشفاء’’ لابن سينا تغير. وقال للظهير الحنفي: إني لأفرح بتعثيري لأن الصانع يقصدني.
مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وخمس مائة، وهو في عشر الثمانين.
وكان يطلب من غير حاجة، وخلف ثلاث مائة دينار.
ورويت له منامات نجسة أعاذنا الله من الشقاوة.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 15- ص: 301

صدقة بن الحسين البغدادي الحنبلي الناسخ. متأخر سيئ الاعتقاد.

  • دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 2- ص: 310

صدقة بن الحسين البغدادي الناسخ: سيء الاعتقاد شاك.

  • مكتبة النهضة الحديثة - مكة-ط 2( 1967) , ج: 1- ص: 194

صدقة بن الحسين بن الحسن بن بختيار، أبو الفرج الحدّاد الناسخ البغداديّ، الفقيه الحنبليّ.
تفقّه على أبي الوفاء عليّ بن عقيل، وعلى عليّ بن الزاغوني.
وأقرأ الناس الفقه والفرائض والحساب وعلم الكلام.
مات في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وسبعين وخمس مائة عن إحدى وسبعين سنة.
وصنّف تاريخ الحوادث في زمانه، ذيّله على تاريخ شيخه عليّ ابن الزاغوني.
وكان فاضلا، ذا فنون من العلم، إلاّ أنه كان فقيرا يأكل من أجرة نسخه وهو مقيم في مسجد على باب البدريّة، هذا مع كبره على من هو مثله في العلم ودونه، فكان يشقّ عليه خموله وقلة الالتفات إليه.
وإذا قرأت تاريخه رأيت فيه من العتب على الزمان، وعلى ما لقيه من الحرمان، ما يتعجّب منه ويحزن عليه. وفي أواخر أيامه وردت مسألة عقلية أحضر الوزير أبو الفتوح محمد ابن رئيس الرّؤساء أهل العلم وبحثوها، فنبّه عليه، فأمر بإحضاره، فلمّا حضر تكلّم فيها بكلام حسن، وأجاب جوابا شافيا، فأعجب به الوزير، وخلع عليه، وأعطاه خمسين دينارا، ففرح بذلك وقال: يا مولانا، قد حضرني بيتان، واستأذنه في إيرادهما، فأذن له، فقال: [الكامل]

ثم تعقّب ذلك أنّ الجهة المستعصميّة بناحية الإمام المستضيء بأمر الله نفّذت له أربعين دينارا. ثم صارت تتعاهده بالإنعام والمواصلة بالحلواء وشهيّ الطعام، إلاّ أن ذلك في آخر عمره، حتى كان يقول: لمّا كنت شابّا وقادرا على التلذّذ بالأطعمة الشّهية والحلواء كنت أبصرها حسرة، والآن أيضا همّ أبصره حسرة، لأنّي لا أقدر على أكلها. فالله المستعان.

  • دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 2009) , ج: 1- ص: 397