ابن عبد القدوس صالح بن عبد القدوس بن عبد الله بن عبد القدوس الازدي الجذامي، مولاهم، أبو الفضل: شاعر حكيم؟، كان متكلما يعظ الناس في البصرة. له مع أبي الهذيل العلاف مناظرات، وشعره كله امثال وحكم واداب. اتهم عند المهدي العباسي بالزندقة، فقتله في بغداد. قال المرتضى: (قيل: رؤى ابن عبد القدوس يصلي صلاة تامة الركوع والسجود، فقيل له ما هذا ومذهبك معروف؟ قال: سنة البلد، وعادة الجسد، وسلبامة الولد !) وعمى في اخر عمره.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 192
صالح بن عبد القدوس صالح بن عبد القدوس؛ استقدمه المهدي من دمشق. قال المرزباني: كان حكيم الشعر زنديقا متكلما يقدمه أصحابه في الجدال عن مذهبهم، وقتله المهدي على الزندقة شيخا كبيرا، وهو القائل:
ما تبلغ الأعداء من جاهل | ما يبلغ الجاهل من نفسه |
يا صاح لو كرهت كفي منادمتي | لقلت إذ كرهت كفي لها بيني |
لا أبتغي وصل من لا يبتغي صلتي | ولا أبالي حبيبا لا يباليني |
قد يحقر المرء ما يهوى فيركبه | حتى يكون إلى توريطه سببا |
أنست بوحدتي فلزمت بيتي | فتم العز لي ونما السرور |
وأدبني الزمان فليت أني | هجرت فلا أزار ولا أزور |
ولست بقائل ما دمت يوما | أسار الجند أم قدم الأمير |
لا يعجبنك من يصون ثيابه | حذر الغبار وعرضه مبذول |
ولربما افتقر الفتى فرأيته | دنس الثياب وعرضه مغسول |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
صالح بن عبد القدوس بن عبد الله: كان حكيما أديبا فاضلا شاعرا مجيدا، كان يجلس للوعظ في مسجد البصرة ويقص عليهم، وله أخبار يطول ذكرها، اتهم بالزندقة فقتله المهدي بيده، ضربه بالسيف فشطره شطرين وعلق بضعة أيام للناس ثم
دفن. وأشهر شعره قصيدته البائية التي مطلعها:
صرمت حبالك بعد وصلك زينب | والدهر فيه تصرم وتقلب |
وكذاك ذكر الغانيات فإنه | آل ببلقعة وبرق خلب |
فدع الصبا فلقد عداك زمانه | واجهد فعمرك مر منه الأطيب |
واحذر معاشرة الدني فإنها | تعدي كما يعدي الصحيح الأجرب |
يلقاك يحلف أنه بك واثق | وإذا توارى عنك فهو العقرب |
ليس من مات فاستراح بميت | إنما الميت ميت الأحياء |
إنما الميت من يعيش كئيبا | كاسفا باله قليل الرجاء |
إذا قلت قدر أن قولك عرضة | لبادرة أو حجة لمخاصم |
وان امرءا لم يخش قبل كلامه | الجواب فينهى نفسه غير حازم |
لا أخون الخليل في السر حتى | ينقل البحر في الغرابيل نقلا |
أو تمور الجبال مور سحاب | مثقلات وعت من الماء حملا |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 4- ص: 1445
صالح بن عبد القدوس، أبو الفضل الأزدي، صاحب الفلسفة والزندقة. قال النسائي: ليس بثقة.
قلت: لا أعرف له رواية.
قتله المهدي على الزندقة.
وقال ابن معين: ليس بشئ.
وقال ابن عدي: كان يعظ بالبصرة ويقص، ولا أعرف له من الحديث إلا اليسير.
قلت: وهو القائل: ما يبلغ الأعداء من جاهل * ما يبلغ الجاهل من نفسه والشيخ لا يترك أخلاقه * حتى يوارى في ثرى رمسه إذا ارعوى عاد إلى جهله * كذى الضنا عاد إلى نكسه وإن من أدبته في الصبى * كالعود يسقى الماء في غرسه /
[6 / 3] حتى تراه مورقا ناضرا * بعد الذي أبصرت من يبسه ومن شعره: المرء يجمع والزمان يفرق * ويظل يرقع والخطوب تمزق ولإن يعادي عاقلا خير له * من أن يكون له صديق أحمق فارغب بنفسك لا تصادق أحمقا * إن الصديق على الصديق مصدق وزن الكلام إذا نطقت فإنما * يبدي عقول ذوي العقول المنطق لا ألفينك ثاويا في غربة * إن الغريب بكل سهم يرشق ما الناس إلا عاملان فعامل * قد مات من عطش وآخر يغرق
وإذا امرؤ لسعته أفعى مرة * تركته حين يجر حبل يفرق بقي الذين إذا يقولوا يكذبوا * ومضى الذين إذا يقولوا يصدقوا
وقد روى عن بعضهم قال: رأيت صالح بن عبد القدوس في المنام ضاحكا، فقلت: ما فعل الله بك؟ وكيف نجوت مما كنت ترمى به؟ فقال: إنى وردت على رب لا تخفى عليه خافية، فاستقبلني برحمته، وقال: قد علمت براءتك مما قذفت به.
دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 2- ص: 297