الملك المؤيد شيخ بن عبد الله المحمودي الظاهري، أبو النصر: من ملوك الجراكسة بمصر والشام. اصله من مماليك الظاهر برقوق، اشتراه من محمود شاه الازدي، واعتقه واستخدمه في بعض اعماله. وكان يعرف بشيخ ’’المجنون’’ وسافر إلى الحجاز اميرا للحاج سنة 801هـ ثم جعل مقدم الف، في دولة الناصر فرج ابن برقوق، فنائبا لطرابلس، ونائبا في الشام. واسره تيمورلنك في حلب، ثم سجنه الناصر في ’’خزانة شمايل’’ واطلقه، فخرج إلى الشام، فاشترك في العصيان والهياج، إلى ان قتل الملك الناصر وولى السلطنة العباس ابن محمد سنة 815هـ ، فجعله اتابكا للعسكر، ومدبرا للملكة. وعاد معه الىمصر. فلم يلبث ان خلع العباس، وتولى السلطنة في السنة نفسها، وتلقب بالملك المؤيد. وعزل وولى، فأطاعه الجند، وعصاه نوروز الحافظي نائب الديار الشامية، فقصده إلى دمشق، فقتله سنة 817هـ. وعاد إلى مصر.
فهدم ’’خزانة شمايل’’ وهي السجن الذي كان قد حبس فيه، وبنى في مكانها ’’جامع الملك المؤيد’’ الباقي إلى اليوم في داخل باب زويلة. وكان شجاعا، وافر العقل، كريما بصيرا بمكايد الحروب، عارفا بالموسيقى، يقول الشعر ويضع الالحان. ويغني بها في ساعات لهوه. وابقى عدة آثار من العمران. يؤخذ عليه سفكه للدماء ومصادراته للرعية. وكان طويلا بطينا، واسع العينين أشهلهما، كث اللحية، جهوري الصوت، سئ الخلق، سبابا متهتكا. مدة حكمه ثماني سنين وخمسة اشهر واسبوع.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 182