شفيق منصور شفيق منصور: من زعماء العنف والاغتيال في عهد الاحتلال البريطاني لمصر. كان ’’دكتورا’’ في الحقوق، ومن اعضاء مجحلس النواب. ولد وتعلم بالقاهرة. واشترك، وهو تلميذ بمدرس الحقوق، في جمعية سرية اغتالت بطرس غالي باشا (سنة 1910م) على يد ابراهيم ناصف الورداني. وحامت الشبهة حول شفيق، فطرد من المدرسة. فأرسله ابوه إلى اوربا، فأكمل دراسة الحقوق، وعاد إلى مصر محاميا، فأفتتح مكتبا. واتهم بالقاء قنبلة على السلطان حسين كامل، فنفى إلى مالطة، وعاد سنة 1919م. وانتسب إلى الحزب الوطني، ثم إلى الوفد المصري. وتزعم جمعية سرية، كان يمدها بما يدر عليه مكتبه من كسب. فقامت بسلسلة اغتيالات لبعض الضباط وغير الضباط من البريطانيين، وحاولت قتل يوسف وهبة باشا، وتوفيق نسيم باشا. وقتلت حسن عبد الرزاق باشا، واسماعيل زهدي بك، من المصريين، على ظن انهمكا حسين رشدي باشا وعدلي يكن باشا. وفترت حركتها مدة المفاوضات المصرية البريطانية. فلما فشلت المفاوضات، قررت الجمعية قتل السر ’’لىستاك’’ السردار البريطاني للجيش المصري، فاغتالته بالقاهرة جهرة (سنة 1924م) فاعتقل شفيق وجماعة معه، وكشفت محاكمتهم سر جمعيتهم، بعد ان ظل مكتوما عشرين عاما. واقدم ما وقع في ايدي الحكومة من اوراقهم، برنامج باسم جمعية ’’الاتحاد الاسلامي’’ تاريخه 5 فبراير 1905 جاء فيه: ’’على كل عضو الا يفشى أي سر من اسرار الجمعية’’ وقانون مطبوع بالبالوظة ’’يعمل به من اول فبراير 1909’’ ناسخ للبرنامج السابق، وفيه: ’’على كل عضو ان يكتم اسرار الجمعية، وان يحلف اليمين، وجلسات الجمعية سرية’’ وعقد مطبوع باسم ’’شركة التضامن الاخوي’’ تاريخه اول مارس 1909 موقع عليه ممن اتهموا بعد ذلك، بحادث بطرس غالي، وآخرين. ثم قانون بخط شفيق منصور يقضي ’’بدخول بعض الاعضاء في الطرق الصوفية، لبث الدعوة في مشايخها’’ وان ’’على كل عضوين ان يؤلفا جمعية من عشرة اشخاص، بشرط الا يعرف احد من العشرة غيرهما، وان يكونوا من الطبقات المتعلمة’’ و ’’لكل جمعية لغة مخصوصة’’ و ’’من يحلف االيمين يصبح عضوا عاملا، ولا يدخل الا بعد اختباره اختبارا تاما’’ و ’’من وسائل الجمعية القوة’’. ورسالة بترشيح ابراهيم ناصف الورداني عضوا، لانه ’’سيكون صيدليا يمكن ان يصنع الديناميت والادوية السامة’’ ومحضر اجتماع في 28 يناير 1909 اقترح به الورداني ’’وضع خطب منبرية عصرية، عن الحالة الحاضرة، وتوزيعها على خطباء المساجد’’ ومحضر اجتماع في 21 يناير 1909 قال فيه الورداني: ’’لايمكن تحرير امة بالقول، بل لابد من القوة، أي تعليم السلاح واستحضاره’’ وكتاب من شفيق يقترح به ’’ايجاد فروع للجمعية في الدارس العالية والتجهيزية، على الا يعرف اعضاؤها غير العضو الذي أنشأ الفرع’’ ويقول: انه ’’قد دخل في احدى الطرق الصوفية، ليفهم المشايخ معاملة الانكليز واضطهادهم للاسلام’’ وكان بعض اعضاء الجمعية يرسل كتب تهديد بتوقيع ’’زعيم مصر الفتاة، عصابات قتل الانجليز والمصريين الخونة’’ وكان شفيق يعتقد ان ’’استقلال البلاد لايمكن الوصول اليه الا بالقتل السياسي’’ ويجاهر بهذا الرأى. و ’’يميل إلى السياسة العملية لا السياسة الكلامية’’ كما جاء في شهادة زميل له. واعترف آخر بأن اسم الجمعية ’’جمعية الفدائيين’’ وآخر بأن اسمها ’’جمعية قتل الانجليز’’ وكان كثير من اعضائها يتسمون بأسماء مستعارة. وكتب شفيق للمحكمة قبيل اعدامه:’’ ماكنت يوما من الايام الا خادما لبلادي بكل اخلاص وصدق، وان الحوادث التي اشتركت فيها انما اشتركت فيها كلها لاعتقادي انها لخدمة الوطن، خالصة، لا لخدمة شخص ولا لمنفعة ذاتية’’ واعدم شنقا بالقاهرة، وعمره نحو اربعين سنة.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 169