أم المقتدر شغب، ام جعفر ’’المقتدر بالله’’ العباسي: مدبرة حازمة. كانت من جواري المعتضد بالله أبي جعفر، واعتقها وتزوجها. ولما آلت الخلافة إلى ابنها ’’المقتدر’’ سنة 295هـ ، وعمره ثلاث عشرة سنة، قامت بتوجيهه، واستولت على امور الخلافة. وامرت (سنة 306هـ) قهرمانة لها اسمها ’’ثمل’’ ان تجلس للنظر في عرائض الناس، يوما في كل جمعة، فكانت تجلس ويحضر الفقهاء والقضاة والاعيان وتبرز التواقيع، وعليها خطها. ولما ثار عبد الله بن حمدان على المقتدر، وناصره بعض رجال المقتدر، وخلعوه (سنة 317) استتر عند امه (وقيل: حمل هو وامه إلى دار مؤنس المظفر) وكان لها ستمائة الف دينار في الرصافة، فأخذت. ثم لم تلبث ان عادت إلى تدبير الشؤون بعد قمع الثورة (في السنة نفسها) وظلت إلى ان قتل ابنها سنة 320 وولى ’’القاهر’’ فضربها وعذبها. ثم نقلها الحاجب على بن بليق، إلى داره وجعلها عند والدته، واكرمها ورفهها، الا ان علتها من ضرب القاهر اشتدت عليها، فتوفيت، ودفنت بترتبتها بالرصافة. قال ابن تغري بردى: كان لها الامر والنهي في دولة ابنها، وكانت صالحة، وكان متحصلها في السنة الف الف دينار، فتتصدق بها وتخرج من عندها مثلها. من آثارها بيمارستان (مستشفى) انشأته ببغداد، كان طبيبه سنان بن ثابت، وكان مبلغ النفقة فيه في العام سبعة آلاف دينار.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 168