النبي شعيب شعيب النبي العربي. من بني مدين، من نسل ابراهيم. كان بعد هود وصالح؛ وقبيل ايام موسى. منازل قومه بقرب تبوك، بين المدينة والشام. اختلف النسابون في اسم ابيه وجده، فقال بعضهم: هو ابن نوفل ابن رعبيل بن مر بن عنقاء بن مدين؛ وقال اخرون غير ذلك. وقال المسعودي: كان لسانه العربية. وفهم بعض المفسرين، من الآية على لسان قومه: ’’وانا لتراك فينا ضعيفا’’ انه كان اعمى، فجعله ابن حبيب اول من ذكرهم تحت عنوان ’’أشراف العميان’’. وقال السمعاني: قبره في حطين (بفلسطين) وزاد النووي: وهذا مشهور عند أهل بلادنا، وعلى قبره بناء. وقال ابن تعري يردى: حطين، قرية غربي طبرية، يقال ان قبر شعيب بها، وبنته صفوراء زوجة موسى، بها ايضا. وابعده وهب بن منبه، فزعم انه مدفون بمكة، غربي الكعبة، بين دار الندوة وباب بني سهم. وفي جنوبي الصلت، من بلاد الاردن، اليوم، بركة ماء، إلى جانبها شبه دائرة صغيرة تسمى ’’مقام النبي شعيب’’ يستحيل على البدو من سكان تلك الجهات ان يحلف احدهم كاذبا بحق شعيب او برب شعيب، امامها. وخلاصة سيرته، كما في نصوص الايات الواردة بشأنه، وقد ذكر اسمه في القرآن الكريم عشر مرات: ان قومه ’’بني مدين’’ كفروا بالله، وكثر فسادهم، ونقص تجارهم المكاييل والموازين، وجاءتهم رسل - قبل شعيب - فكذبوهم، وكان لبعضهم شجرة يصلون لها، فسموا ’’اصحاب الايكة’’ ودعاهم شعيب: ’’اعبدوا الله مالكم من اله غيره’’ ونهاهم عما كانوا عليه. وتبعه رهط منهم. وقال له آخرون: ’’ولولا رهطك لرجمناك’’ وههدوه بالطرد من بلدهم، هو ومن معه: ’’لنخرجنك ياشعييب والذين آمنوا معك من قريتنا او لتعودن في ملتنا’’ وكانت له معهم محاورات، نعت من اجلها بخطيب الانبياء. واشتد عليهم الحر، فاستظلوا بسحابة، فهبت ريح ’’سموم’’ فلفحتهم نيرانها: ’’فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة، انه كان عذاب يوم عظيم’’ وحدث زلزال لزموا بيوتهم على اثره: ’’فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين’’ ’’ونجا شعيب واصحابه من شر الزلزال’’ ’’فتولى عنهم، وقال ياقوم لقد ابلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين’’ وللمفسرين واصحاب الاخبار، آراء في معاني هذه الآيات، يحسن الرجوع اليها.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 165