شريح القاضي شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي أبو امية من اشهر القضاة الفقهاء في صدر الاسلام اصله من اليمن ولي قضاء الكوفة في زمن عمر وعثمان وعلي ومعاوية واستعفى في ايام الحجاج فأعفاه سنة 77 هـ ، وكان ثقة في الحديث مأمونا في القضاء له باع في الادب والشعر وعمر طويلا ومات بالكوفة.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 161

الحارث بن شريح بن ربيعة النميري وافد فيهم، ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 365

الحارث بن شريح (ب د ع) الحارث بن شريح النميري، وقيل: ابن ذؤيب، قاله ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو عمر: الحارث بن شريح بن ذؤيب بن ربيعة بن عامر بن ربيعة المنقري التميمي، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني منقر مع قيس بن عاصم، فأسلموا، حديثه عند دلهم بن دهثم العجلي، عن عائذ بن ربيعة، عنه، وقد قيل: إنه نميري، وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني نمير.
وروى ابن منده وأبو نعيم حديث دلهم عن عائذ بن ربيعة النميري، عن مالك، عن قرة بن دعموص أنهم وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم: قرة، وقيس بن عاصم، وأبو مالك، والحارث بن شريح، وغيرهم.
أخرجه الثلاثة.
قلت: الذي أظنه أن الحق مع ابن منده وأبي نعيم في أن الحارث نميري، وليس بتميمي، وأن أبا عمر وهم فيه، لأنه قد جاء ذكر من وفد مع الحارث، ومنهم قيس بن عاصم، وليس في كتاب أبي عمر قيس بن عاصم إلا المنقري، فظن الحارث منقريا، حيث رآه مع قيس في الوفادة، وهو لم يذكر قيسا النميري وليس كذلك، وإنما هذا قيس بن عاصم هو ابن أسيد بن جعونة النميري، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فمسح رأسه، ذكره ابن الكلبي، وغيره فيمن وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمسح رأسه، فبان بهذا أن الحارث أيضا نميري، وقد ذكر أبو موسى قيس بن عاصم النميري مستدركا على ابن منده، وهذا يؤيد ما قلناه، فلو أنه منقري لما كان مستدركا، فإن ابن منده قد ذكر المنقري، والله أعلم.
شريح: بالشين المعجمة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 218

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 1- ص: 613

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 397

شريح بن الحارث (ب د ع) شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش بن الحارث ابن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة، أبو أمية، وقيل. شريح بن الحارث بن المنتجع بن معاوية بن ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد الكندي، وقيل غير ذلك، وقيل: هو حليف لكندة.
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه، وقيل لقيه واستقضاه عمر بن الخطاب على الكوفة، فقضى بها أيام عمر، وعثمان، وعلي، ولم يزل على القضاء بها إلى أيام الحجاج، فأقام قاضيا بها ستين سنة.
وكان أعلم الناس بالقضاء، ذا فطنة وذكاء ومعرفة وعقل، وكان شاعرا محسنا له أشعار محفوظة، وكان كوسجا، لا شعر في وجهه.
روى علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن شريح القاضي، عن أبيه، عن جده معاوية، عن شريح: أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم، ثم قال: يا رسول الله، إن لي أهل بيت دوى عدد باليمن، فقال له: جيء بهم. فجاء بهم والنبي صلى الله عليه وسلم قد قبض. ولما ولي القضاء سنة ثنتين وعشرين رئي منه أنه أعلم الخلق بالقضاء، وقال له علي: يا شريح، أنت أقضى العرب.
ولما ولي زياد الكوفة أخذ شريحا معه إلى البصرة، فقضى بها سنة، وقضى مسروق بن الأجدع بالكوفة، حتى رجع شريح، وكان مقامه بالبصرة سنة.
ولما ولي الحجاج الكوفة استعفاه شريح، فأعفاه، واستقضى أبا بردة بن أبي موسى.
وقال: الشافعي: إن شريحا لم يكن قاضيا لعمر، فقيل للشافعي: أكان قاضيا لأحد؟ قال.
نعم، كان قاضيا لزياد. وهذا النقل عن الشافعي فيه نظر، فأن أمر شريح وأن عمر استقضاه ظاهر مستفيض، وله أخبار كثيرة في أحكامه وحلمه وعلمه ودينه، ولا نطول بذكرها.
وتوفي سنة سبع وثمانين، وله مائة سنة. وقال أبو نعيم: مات سنة ست وسبعين، وقال على ابن المديني: مات شريح سنة سبع وتسعين، وقيل: سنة تسع وتسعين، وقال أشعث بن سوار: مات شريح، وله مائة وعشرون سنة.
أخرجه الثلاثة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 548

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 2- ص: 624

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 2- ص: 365

الحارث بن شريح بن ذؤيب بن ربيعة بن الحارث بن نمير بن عامر النميري.
قال البخاري في «التاريخ»: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني نمير.
وروى الباوردي ويعقوب بن سفيان من طريق يحيى بن راشد، عن دلهم بن دهثم عن عائذ بن ربيعة القريعي، عن قرة بن دعموص، عن الحارث بن شريح- أنه انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر حديثا طويلا سيأتي في ترجمة يزيد بن عمير.
ورواه قيس بن حفص عن دلهم بن دهثم، عن قرة، وكان في الوفد فذكر نحوه.
وسيأتي في القاف.
وروى الحكيم الترمذي من طريق عائذ بن ربيعة، قال: قلت للحارث بن شريح: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الماعون؟ قال: «الحجر والحديد والماء».
وأخرجه ابن السكن مطولا، ووقع عند عمر بن شبة شريح بن الحارث، وهو مقلوب.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 1- ص: 672

شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور بن عمرو بن معاوية بن ثور وهو كندة، أبو أمية القاضي.
نسبه ابن الكلبي، وساق له أبو أحمد الحاكم نسبا مخالفا لهذا، ويقال: إنه شريح بن الحارث بن شراحيل، من أولاد الفرس الذين كانوا باليمن، وكان حليف كندة.
مختلف في صحبته. قال ابن السكن: روي عنه خبر يدل على صحبته.
وقال ابن مندة: ولاه عمر القضاء، وله أربعون سنة وقال عباس الدوري عن ابن معين شريح بن هاني وشريح بن أرطاة كوفيان، فقلت: أين القاضي منهما؟.
قال: ليس واحد منهما القاضي، شريح بن شرايح وهو أقدم.
وقال يعقوب بن سفيان: شريح القاضي هو ابن شرحيل، ويقال: ابن شراحيل وكان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره ولم يسمع عنه.
قلت: وهذا هو المشهور، ولكن
روى ابن السكن وغير واحد من طريق علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن شريح القاضي، حدثنا أبي، عن أبيه معاوية، عن أبيه ميسرة، عن أبيه شريح، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إن لي أهل بيت ذوي عدد باليمن. قال: «جيء بهم» فجاء بهم والنبي صلى الله عليه وسلم قد قبض.
وأخرج أبو نعيم بهذا الإسناد إلى شريح، قال: وليت القضاء لعمر، وعثمان، وعلي، فمن بعدهم، إلى أن استعفيت من الحجاج، وكان له يوم استعفى مائة وعشرون سنة، وعاش بعد ذلك سنة.
وقال ابن المديني: ولي قضاء الكوفة ثلاثا وخمسين سنة، ونزل البصرة سبع سنين.
يقال إنه تعلم من معاذ إذ كان باليمن.
وقال ابن السكن: أخبار شريح كثيرة في أيام عمر وعثمان وعلي، غير أني لم أجد له ما يدل على لقيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم غير هذا، والله أعلم بصحته.
وكان قاضي عمر على العراق يقال: إنه عاش مائة وعشرين سنة، ومات سنة ثمان وسبعين في قول الواقدي وجماعة.
وقال ابن معين: كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه.
وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة. وقال ابن المديني. قضى لزياد بالبصرة سبع سنين، وقضى بالكوفة ثلاثا وخمسين سنة.
وقد روى شريح عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر وعلي وابن مسعود وغيرهم.
روى عنه أبو وائل، وقيس بن أبي حازم، والشعبي، ومجاهد، وابن سيرين وآخرون.
وقال حنبل، عن ابن معين: هو أسن من شريح بن هانئ ومن شريح بن أرطاة.
وقال أبو حصين: كان شاعرا فائقا. وقال ابن سيرين: كان كوسجا.
وقال: أبو إسحاق السبيعي، عن هبيرة بن يريم، قال علي لشريح: أنت أقضى العرب.
وقال عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء: أتانا زياد بشريح فقضى فينا- يعني بالبصرة- سنة لم يقض قبله مثله ولا بعده.
قال أبو نعيم وجماعة: مات سنة ثمان وسبعين. وقال خليفة: سنة ثمانين، وقال المديني: سنة اثنتين وثمانين. ويقال: سنة تسع وتسعين. وقيل غير ذلك. وادعى حفيده علي بن عبد الله- وليس بعمدة- أنه بقي إلى بعد سنة تسعين.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 270

شريح بن الحارث القاضي. تقدم في الأول.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 307

شريح بن الحارث صوابه الحارث بن شريح. وقد تقدم. وقع مقلوبا عند عمر بن شبة.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 319

أبو أمية الكندي شريح بن الحارث الكندي، قاضي الكوفة. تقدم.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 25

القاضي أبو أمية شريح بن الحارث، أبو أمية القاضي الكوفي؛ يقال إنه من أولاد الفرس الذين كانوا باليمن، أدرك الجاهلية ووفد من اليمن بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وولي قضاء الكوفة لعمر، وروى عنه وعن علي وعبد الرحمن بن أبي بكر، وكان شاعرا راجزا قائفا كوسجا، ولما ولاه عمر قضاء الكوفة قال: انظر ما تبين لك في كتاب الله فلا تسأل عنه أحدا، وما لم يتبين لك في كتاب الله فاتبع فيه السنة، وما لم يتبين لك في السنة فاجتهد فيه رأيك؛ فولي ذلك، وأقام على القضاء ستين سنة، وجاء أنه استعفى من القضاء قبل موته بسنة، وتوفي سنة سبع وسبعين وقيل سنة ست أو ثمان أو تسع وسبعين، أو سنة ثمانين أو اثنتين أو سبع وثمانين، أو ثلاث أو سبع أو تسع وتسعين، وله مائة وثمان سنين، أو وعشر سنين، أو وعشرون سنة. وروى له النسائي؛ وهو أحد السادات الطلس؛ وكان مزاحا، دخل عليه عدي بن أرطأة فقال له: أين أنت أصلحك الله؟ قال: بينك وبين الحائط، قال: اسمع مني، قال: قل أسمع، قال: إني رجل من أهل الشام، قال: مكان سحيق، قال: وتزوجت عندكم، قال بالرفاء والبنين، قال: وأردت أن أرحلها، قال: الرجل أحق بأهله، قال: وشرطت لها دارها، قال: لا، الشرط لها، قال: فاحكم الآن بيننا، قال: قد فعلت، قال: فعلى من حكمت؟ قال: على ابن أمك، قال: بشهادة من؟ قال: بشهادة ابن أخت خالك. وروي أن علي بن أبي طالب دخل مع خصم ذمي إلى القاضي شريح فقام له، فقال: هذا أول جورك، ثم أسند ظهره إلى الجدار وقال: أما إن خصمي لو كان مسلما لجلست بجنبه. وتزوج شريح امرأة من بني تميم اسمها زينب فنقم عليها فضربها ثم ندم وقال:

نقلت من مجموع بخط قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خلكان رحمه الله تعالى: وعن شريح أنه تقدمت إليه امرأة فقالت: أيها القاضي إني جئتك مخاصما، قال: فأين خصمك؟ قالت: أنت، فأخلى لها المجلس وقال لها: تكلمي، فقالت: إني امرأة لها إحليل وفرج، فقال: قد كانت لأمير المؤمنين في ذا قصة، ورث من حيث جاء البول - وكان شريح قاضي علي بن أبي طالب - فقالت له: إنه يجيء منهما جميعا، فقال لها: من أين يسبق البول؟ قالت: ليس شيء منهما يسبق، يخرجان معا في وقت، وينقطعان في وقت، فقال: إنك لتخبرين بعجيب، فقالت: أقول أعجب من ذلك؛ تزوجني ابن عم لي وأخدمني خادما فوطئتها فأولدتها، وإنما جئتك لما أولدتها، فقام شريح من مجلس القضاء فدخل على علي فأخبره بما قالت المرأة، فأمر بها علي فأدخلت، فسألها عما قال القاضي، فقالت: يا أمير المؤمنين هو الذي قال؛ قال: فأحضر زوجها، فقال: هذه زوجتك وابنة عمك؟ قال: نعم، قال: أفعلمت ما كان؟ قال: نعم أخدمتها خادما فوطئتها فأولدتها، ووطئتها بعد ذلك، قال له علي: لأنت أجسر من الأسد، جيئوني بدينار الخادم - وكان معدلا - وامرأتين، فقال: خذوا هذه المرأة فأدخلوها إلى بيت فألبسوها ثيابا وجردوها من ثيابها وعدوا أضلاعها من جنبيها، ففعلوا ذلك، ثم خرجوا إليه فقالوا: يا أمير المؤمنين عدد أضلاع جانب الأيمن ثمانية عشر ضلعا وعدد جانب الأيسر سبعة عشر ضلعا، فدعا الحجام فأخذ شعرها وأعطاها حذاء ورداء وألحقها بالرجال، فقال الزوج: يا أمير المؤمنين زوجتي وابنة عمي ألحقتها بالرجال! ممن أخذت هذه القضية؟ فقال علي: إني ورثتها من أبي آدم؛ إن حواء أمنا خلقت من آدم، فأضلاع الرجال أقل من أضلاع النساء، وعدد أضلاعها أضلاع رجل، فاخرجوا.
قلت: وقد سقت هذا في شرح لامية العجم وأوردت هناك ما أمكن إيراده ووجهت البحث فيه.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0

شريح القاضي هو الفقيه، أبو أمية، شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي قاضي الكوفة. ويقال: شريح بن شراحيل أو ابن شرحبيل. ويقال: وهو من أولاده الفرس الذين كانوا
باليمن يقال: له صحبة ولم يصح، بل هو ممن أسلم في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وانتقل من اليمن زمن الصديق.
حدث عن: عمر وعلي، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وهو نزر الحديث.
حدث عنه: قيس بن أبي حازم ومرة الطيب وتميم بن سلمة والشعبي وإبراهيم النخعي وابن سيرين وغيرهم وثقه: يحيى بن معين.
قال أبو إسحاق الشيباني، عن الشعبي، قال: كتب عمر إلى شريح: إذا أتاك أمر في كتاب الله فاقض به فإن لم يكن في كتاب الله وكان في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاقض به فإن لم يكن فيهما فاقض بما قضى به أئمة الهدى فإن لم يكن فأنت بالخيار إن شئت تجتهد رأيك وإن شئت تؤامرني، ولا أرى مؤامرتك إياي إلا أسلم لك.
صح أن عمر ولاه قضاء الكوفة، فقيل: أقام على قضائها ستين سنة. وقد قضى بالبصرة سنة. وفد زمن معاوية إلى دمشق. وكان يقال له: قاضي المصرين.
قال أحمد بن علي الأبار: حدثنا علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن شريح القاضي، حدثنا أبي عن أبيه معاوية عن شريح أنه جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسلم وقال يا رسول الله إن لي أهل بيت ذوي عدد باليمن قال: ’’جئ بهم’’ فجاء بهم والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد قبض.
روى عباس عن يحيى قال: شريح القاضي هو ابن شرحبيل، ثقة.
أبو معشر البراء، عن هشام، عن محمد: قلت لشريح: ممن أنت؟ قال: ممن أنعم الله عليه بالإسلام وعدادي في كندة.
وقيل: إنه إنما خرج من اليمن، لأن أمه تزوجت بعد أبيه، فاستحيا من ذلك، فخرج وكان شاعرا، قائفا.
قال أبو نعيم: حدثتنا أم داود الوابشية، قالت: خاصمت إلى شريح وكان ليس له لحية.
روى أشعث، عن ابن سيرين، قال: أدركت الكوفة، وبها أربعة ممن يعد بالفقه، فمن بدأ بالحارث ثنى بعبيدة ومن بدأ بعبيدة ثنى بالحارث ثم علقمة ثم شريح. وإن أربعة أخسهم شريح لخيار.
وقال الشعبي: كان شريح أعلمهم بالقضاء، وكان عبيدة يوازيه في علم القضاء.
قال أبو وائل: كان شريح يقل غشيان ابن مسعود للاستغناء عنه.
وقال الشعبي: بعث عمر ابن سور على قضاء البصرة، وبعث شريحا على قضاء الكوفة.
مجالد، عن الشعبي، أن عمر رزق شريحا مائة درهم على القضاء.
الثوري، عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم: أن عليا جمع الناس في الرحبة، وقال: إني مفارقكم فاجتمعوا في الرحبة فجعلوا يسألونه حتى نفد ما عندهم ولم يبقإلا شريح فجثا على ركبتيه وجعل يسأله فقال له علي: اذهب فأنت أقضى العرب.
قال إبراهيم النخعي: كان شريح يقضي بقضاء عبد الله.
أخبرنا عمر بن محمد، وجماعة سمعوا ابن اللتي، أنبأنا أبو الوقت، أنبأنا الداودي، أنبأنا ابن حموية أنبأنا عيسى بن عمر حدثنا أبو محمد الدارمي، حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا إسماعيل عن عامر قال: جاءت امرأة إلى علي -رضي الله عنه- تخاصم زوجها طلقها، فقالت: قد حضت في شهرين ثلاث حيض فقال علي لشريح: اقض بينهما. قال: يا أمير المؤمنين، وأنت ها هنا؟! قال: اقض بينهما. قال: إن جاءت من بطانة أهلها من يرضى دينه وأمانته يزعم أنها حاضت ثلاث حيض تطهر عند كل قرء وتصلي جاز لها وإلا فلا قال علي: قالون. وقالون: بلسان الروم: أحسنت.
جرير، عن مغيرة، قال: عزل ابن الزبير شريحا عن القضاء، فلما ولي الحجاج رده.
الثوري، عن أبي هاشم: أن فقيها جاء إلى شريح، فقال: ما الذي أحدثت في القضاء؟ قال: إن الناس أحدثوا فأحدثت.
قال سفيان، عن أبي حصين قال: قال خصم لشريح: قد علمت من أين أتيت. فقال شريح: لعن الله الراشي والمرتشي والكاذب.
وقال ابن سيرين: كان شريح يقول للشاهدين إنما يقضي على هذا الرجل أنتما، وإني لمتق بكما فاتقيا.
واختصم إليه غزالون، فقال بعضهم: إنه سنة بيننا. قال: بلى سنتكم بينكم
زهير بن معاوية: حدثنا عطاء بن السائب قال: مر علينا شريح فقلت: رجل جعل داره حبسا على قرابته قال: فأمر حبيبا، فقال: أسمع الرجل: لا حبس عن فرائض الله.
قال الحسن بن حي، عن ابن أبي ليلى: بلغنا أن عليا رزق شريحا خمس مائة. قال واصل مولى أبي عيينة: كان نقش خاتم شريح: الخاتم خير من الظن.
قال ابن أبي خالد: رأيت شريحا يقضي وعليه مطرف خز وبرنس ورأيته معتما قد أرسلها من خلفه.
وروى الأعمش، عن شريح، قال: زعموا، كنية الكذب
وقال منصور: كان شريح إذا أحرم كأنه حية صماء.
تميم بن عطية: سمعت مكحولا يقول: اختلفت إلى شريح أشهرا لم أسأله عن شيء أكتفي بما أسمعه يقضي به.
حجاج بن أبي عثمان، عن ابن سيرين: كان إذا قيل لشريح كيف أصبحت؟ قال أصبحت وشطر الناس علي غضاب.
حماد بن سلمة: حدثنا شعيب بن الحبحاب، عن إبراهيم: قال شريح: ما شددت لهواتي على خصم ولا لقنت خصما حجة قط.
ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: اختصم إلى شريح في ولد هرة، فقالت امرأة: هو ولد هرتي. وقالت الأخرى: بل هو ولد هرتي. فقال شريح: ألقها مع هذه، فإن هي قرت ودرت واسبطرت فهي لها، وإن هي هرت وفرت واقشعرت، فليس لها.
وفي رواية: وازبأرت، أي: انتفشت. وقوله: اسبطرت، أي: امتدت للرضاع.
ابن عون، عن إبراهيم، قال: أقر رجل عن شريح، ثم ذهب ينكر، فقال: قد شهد عليك ابن أخت خالتك.
قال أبو إسحاق السبيعي: خرجت قرحة بإبهام شريح فقيل: إلا أريتها طبيبا؟ قال: هو الذي أخرجها.
وعن الشعبي، قال شريح: إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات، أحمد إذ لم يكن أعظم منها، وأحمد إذ رزقني الصبر عليها، وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب وأحمد إذ لم يجعلها في ديني.
قال مغيرة: كان لشريح بيت يخلو فيه يوم الجمعة، لا يدري الناس ما يصنع فيه.
وقال ميمون بن مهران: لبث شريح في الفتنة يعني: فتنة ابن الزبير تسع سنين لا يخبر فقيل له: قد سلمت قال: كيف بالهوى؟.
وقيل: كان شريح قائفا، عائفا أي: يزجر الطير ويصيب الحدس. وروي لشريح:

وعن أشعث: أن شريحا عاش مائة وعشر سنين.
وقال أبو نعيم: عاش مائة وثماني سنين. وقال هو، والمدائني، والهيثم: توفي سنة ثمان وسبعين.
وقال خليفة، وابن نمير: مات سنة ثمانين.
وقيل: إنه استغنى من القضاء قبل موته بسنة، رحمه الله تعالى.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 48

شريح بن الحارث الكندي ومنهم شريح بن الحارث الكندي أبو أمية القاضي، كان من حاله التسليم والتراضي، والقيام على نفسه بالمحاسبة والتقاضي، وقيل: إن التصوف الحنين إلى الباقي، والأنين من الماضي
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا حماد بن زيد، عن شعيب بن الحبحاب، عن إبراهيم، ح، وحدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا إسماعيل بن علية، قال: ثنا ابن عون، عن إبراهيم، قال: كان شريح يقول: «سيعلم الظالمون حق من نقضوا، إن الظالم ينتظر العقاب، والمظلوم ينتظر النصر»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو كريب، ثنا محمد بن العلاء، قال: ثنا عثام بن علي، عن الأعمش قال: اشتكى شريح رجله فطلاها بالعسل وجلس في الشمس، فدخل عليه عواده، فقالوا: كيف تجدك؟ فقال: «صالح»، فقالوا: ألا أريتها الطبيب، فقال: «قد فعلت»، فقالوا: ما قال لك؟ قال: « وعد خيرا»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو كريب، ثنا وكيع، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن شريح: أنه خرج بإبهامه قرحة فقالوا: لو أريتها الطبيب؟ قال: «هو الذي أخرجها»
حدثنا محمد بن معمر، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا يحيى بن عبد الله، ثنا الأوزاعي، حدثني عبدة بن أبي لبابة، قال: «كانت فتنة ابن الزبير تسع سنين، فمكث شريح لا يخبر ولا يستخبر»، رواه ابن ثوبان، عن عبدة، عن الشعبي، عن شريح
أخبرناه أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن رافع، ثنا زيد بن الحباب، ثنا عبد الرحمن بن ثوبان، قال: أخبرني عبدة، أنه سمع الشعبي، يقول: قال شريح: ’’كانت الفتنة فما سألت عنها، فقال رجل: لو كنت مثلك ما بليت متى مت، فقال له شريح: كيف بما في قلبي ’’، ورواه شقيق بن سلمة، عن شريح
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان، ثنا أبو العباس السراج، ثنا محمد بن الصباح، أنبأنا جرير، عن الأعمش، عن شقيق، قال: قال شريح في الفتنة: ’’ما استخبرت ولا أخبرت، ولا ظلمت مسلما ولا معاهدا دينارا ولا درهما، قال: قلت له: لو كنت على حالك لأحببت أن أكون قد مت، قال: فأومأ إلى قلبه فقال: كيف بهذا؟’’
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، ثنا أبي قال: ثنا الأعمش، عن شقيق، قال: قال لي شريح: ’’ما أخبرت ولا استخبرت منذ كانت الفتنة، قال: لو كنت مثلك لسرني أن أكون قد مت، قال: فكيف بما في صدري، تلتقي الفئتان إحداهما أحب إلي من الأخرى’’
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا أبو العباس السراج، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، قال: سمعت ميمون بن مهران، يقول: قال شريح في الفتنة التي كانت على عهد ابن الزبير: «ما سألت فيها ولا أخبرت»، قال جعفر: وحدثني غير ميمون أنه قال: وأخاف أن لا أكون نجوت
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا كريب، يقول: ثنا وكيع، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن شريح، أنه كان يقول: «اخرجوا بنا إلى الكناسة حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت»
أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، في كتابه قال: ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا أبو كريب، ثنا عثام بن علي، عن الأعمش، قال: مر شريح بقوم وهم يلعبون، فقال: ’’مالكم؟ قالوا: فرغنا يا أبا أمامة، قال: ما بهذا أمر الفارغ’’
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا سوار بن عبد الله العنبري، ثنا العلاء بن جرير العنبري، قال: حدثني سالم أبو عبد الله، قال: ’’شهدت شريحا وتقدم إليه رجل، قال: أين أنت؟ قال: بينك وبين الحائط، فقال: إني رجل من أهل الشام، فقال: بعيد سحيق، قال: إني تزوجت امرأة، قال: بالرفاء والبنين، قال: إني اشترطت لها دارها، قال: الشرط أملك، قال: اقض بيننا، قال: قد فعلت’’
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبي، ثنا ابن نمير، عن سفيان، عن رجل، عن شريح، أنه قيل له: بأي شيء أصبت هذا العلم؟ قال: «بمقاومة العلماء، آخذ منهم وأعطيهم»
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن محمد بن سالم، ثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، سمع عليا، رضي الله تعالى عنه يقول: ’’يا أيها الناس، يأتوني فقهاؤكم يسألوني وأسألهم، فلما كان من الغد غدونا إليه حتى امتلأت الرحبة، فجعل يسألهم ما كذا ما كذا، ويسألونه: يا أمير المؤمنين، ما كذا، فيخبرهم، حتى ارتفع النهار وتصدعوا غير شريح جاث على ركبتيه لا يسأله عن شيء إلا قال كذا وكذا، ولا يسأله شريح عن شيء إلا أخبره به، فسمعت عليا يقول: قم يا شريح، فأنت أقضى العرب’’
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا عبثر، عن أجلح، عن رجل، قال: بينا أنا قاعد عند شريح إذ جاءته جدة صبي وأمه يختصمان فيه، كل واحدة تقول: أنا أحق به، فقالت الجدة:
[البحر الهزج]

فقالت الأم:
فقال شريح رحمه الله:
[البحر الرمل]
فقضى به للجدة
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن مسعود، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن عون، عن إبراهيم، عن شريح أنه قضى على رجل باعترافه، فقال: يا أبا أمية، قضيت علي بغير بينة، قال: «أخبرني بذلك ابن أخت خالتك»
حدثنا محمد بن عمر بن سلم، ثنا إبراهيم بن أسباط، ثنا علي بن الجعد، أخبرنا المسعودي، عن أبي حصين، قال: سئل شريح عن شاة تأكل الذباب، فقال: «علف مجان ولبن طيب»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يحيى بن سعيد، عن أبي حيان التيمي، قال: ثنا أبي قال: «كان شريح إذا مات لأهله سنور أمر بها فألقيت في جوف داره، ولم يكن لها مثغب شارع إلا في جوف داره اتقاء لأذى المسلم»
حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد، ثنا أبو روق الهزاني، ثنا الرياشي، قال: قال رجل لشريح: إني أعهدك وإن شأنك لحقير، فقال شريح: «أراك تعرف نعمة الله على غيرك وتجهلها في نفسك»
حدثنا أحمد بن سليمان، ثنا أحمد بن يحيى ثعلب النحوي، ثنا عبد الله بن شبيب، حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن زياد بن سمعان، قال: كتب شريح القاضي إلى أخ له هرب من الطاعون: «أما بعد، فإنك والمكان الذي أنت به بعين من لا يعجزه من طلب، ولا يفوته من هرب، والمكان الذي خلفته لم يعجل أمر حمامه، ولم يظلمه أيامه، وإنك وإياهم لعلى بساط واحد، وإن المنتجع من ذي قدرة لقريب، والسلام»
حدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد، ثنا عبدان بن أحمد، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا علي بن مسهر، عن الشيباني، عن الشعبي، عن شريح، عن عمر كتب إليه: «إذا جاءك الشيء في كتاب الله فاقض به، ولا يلفتنك عنه رجال، وإن جاءك ما ليس في كتاب الله فانظر سنة نبيك عليه السلام فاقض بها، وإن جاءك ماليس في كتاب الله ولم يكن فيه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر ما اجتمع عليه الناس فخذ به»
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم الختلي، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن شريح القاضي، ثنا أبي، عن أبيه معاوية، عن ميسرة، عن شريح، قال: كنت مع علي رضي الله تعالى عنه في سوق الكوفة، حتى انتهى إلى قاص يقص، فوقف عليه فقال: ’’أيها القاص، تقص ونحن قريب العهد، أما إني أسألك، فإن تخرج عما سألتك وإلا أدبتك، قال القاص: سل يا أمير المؤمنين عما شئت، فقال علي: ما ثبات الإيمان وزواله؟ فقال القاص: ثبات الإيمان الورع، وزواله الطمع، قال علي: فمثلك يقص’’
حدثنا محمد بن عمر بن سلم، ثنا محمد بن خلف بن المرزبان، ثنا الرياشي، عن الأصمعي، قال: قال رجل لشريح: لقد بلغ الله بك يا أبا أمية، قال: ’’إنك لتذكر النعمة في غيرك وتنساها فيك، قال: إني والله لأحسدك على ما أرى بك؟ قال: «ما ينفعك الله بهذا ولا ضرني»
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا ابن عون عن الشعبي، قال: قال شريح: «ما التقى رجلان إلا كان أولاهما بالله الذي يبدأ السلام»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن الصباح، قالا: ثنا جرير، عن الشيباني، عن الشعبي، قال: اشترى عمر فرسا من رجل على أن ينظر إليه، فأخذ الفرس فسار به فعطب، فقال لصاحب الفرس: ’’خذ فرسك، فقال: لا، قال: فاجعل بيني وبينك حكما، قال الرجل: شريح، قال: ومن شريح؟ قال: شريح العراقي، قال: فانطلقا إليه فقصا عليه القصة، فقال: يا أمير المؤمنين، رد كما أخذته أو خذ بما ابتعته، فقال عمر: «وهل القضاء إلا هذا، سر إلى الكوفة»، فإنه لأول يوم عرفه يومئذ
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، حدثني عبد الله بن محمد، حدثني أبي، عن هشام بن محمد الكلبي، قال: حدثني رجل من ولد سعد بن أبي وقاص، قال: كان لشريح ابن يدع الكتاب ويهارش الكلاب، قال: فدعا بقرطاس ودواة، فكتب إلى مؤدبه:
[البحر الكامل]
أسند شريح عن البدريين: منهم عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما
حدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد، قال: ثنا عبدان بن أحمد، قال: ثنا محمد بن مصفى، قال: ثنا بقية، قال: ثنا شعبة، أو غيره عن مجالد، عن الشعبي، عن شريح، عن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ’’يا عائشة، {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا} [الأنعام: 159] إنهم أصحاب البدع، وأصحاب الأهواء، وأصحاب الضلالة من هذه الأمة، يا عائشة، إن لكل صاحب ذنب توبة، إلا أصحاب الأهواء والبدع، أنا منهم بريء وهم مني برآء ’’، هذا حديث غريب من حديث شعبة، تفرد به بقية
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، ويحيى بن أيوب، قالا: ثنا يوسف بن عدي، قال: ثنا القاسم بن مالك، عن أشعث بن سوار، عن الشعبي، عن شريح، قال: قال عمر بن الخطاب: «لا تغالوا بمهور النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا والآخرة كان أحقكم بها وأولاكم بها محمد صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، ما تزوج امرأة من نسائه، ولا زوج بنتا من بناته بأكثر من اثنتي عشرة أوقية»، غريب من حديث الشعبي عن شريح والمشهور من حديث ابن سيرين عن أبي الجعفاء عن عمر، تفرد به القاسم بن مالك المزني عن أشعث
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي، قال: ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: ثنا إسماعيل بن داود المخرافي، ثنا سليمان بن بلال، عن أبي الحسين الأيلي، عن الحكم بن عبد الله الأيلي، أن محمد بن كعب القرظي حدثه، أن الحسن بن أبي الحسن حدثه، أنه سمع شريحا وهو قاضي عمر بن الخطاب يقول: قال عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستغربلون حتى تصيروا في حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم، وخرجت أماناتهم»، فقال قائل: فكيف بنا يا رسول الله؟ قال: «تعملون بما تعرفون، وتتركون ما تنكرون، وتقولون أحد أحد، انصرنا على من ظلمنا، واكفنا من بغانا»، غريب من حديث محمد بن كعب والحسن وشريح، ما علمت له وجها غير هذا
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، قال: ثنا الحسن بن سفيان، قال: ثنا أحمد بن سفيان، قال: ثنا يحيى بن أيوب، قال: ثنا عبد الجبار بن وهب، قال: ثنا محمد بن عبد الله السلمي، عن شريح، قال: حدثني البدريون، منهم عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ’’ما من شاب يدع لذة الدنيا ولهوها ويستقبل بشبابه طاعة الله إلا أعطاه أجر اثنين وسبعين صديقا، ثم قال: يقول الله تعالى: أيها الشاب التارك شهوته لي، المبتذل شبابه لي، أنت عندي كبعض ملائكتي ’’، غريب من حديث شريح، تفرد به يحيى عن عبد الجبار
حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي، قال: ثنا أيوب بن سليمان القطان، قال: ثنا علي بن زياد المتوثي، عن عبد العزيز أبي رجاء، قال: ثنا غالب بن عبد الله، عن شريح، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الجنة مائة درجة، تسعة وتسعون درجة لأهل العقل، ودرجة لسائر الناس الذين هم دونهم»، غريب من حديث شريح، تفرد به عبد العزيز عن غالب
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ح، وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عون السيرافي المقرئ، قالا: ثنا أحمد بن المقدام، ثنا حكيم بن حزام أبو سمير، ثنا الأعمش، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبيه، قال: وجد علي بن أبي طالب درعا له عند يهودي التقطها فعرفها، فقال: «درعي، سقطت عن جمل لي أورق»، فقال اليهودي: درعي وفي يدي، ثم قال له اليهودي: بيني وبينك قاضي المسلمين، فأتوا شريحا، فلما رأى عليا قد أقبل تحرف عن موضعه وجلس على فيه، ثم قال علي: لو كان خصمي من المسلمين لساويته في المجلس، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تساووهم في المجلس، وألجئوهم إلى أضيق الطرق، فإن سبوكم فاضربوهم، وإن ضربوكم فاقتلوهم»، ثم قال شريح: ما تشاء يا أمير المؤمنين؟ قال: «درعي سقطت عن جمل لي أورق، والتقطها هذا اليهودي» فقال شريح: ما تقول يا يهودي؟ قال: درعي وفي يدي، فقال شريح: صدقت والله يا أمير المؤمنين، إنها لدرعك، ولكن لابد من شاهدين، فدعا قنبرا مولاه، والحسن بن علي وشهدا أنها لدرعه، فقال شريح: أما شهادة مولاك فقد أجزناها، وأما شهادة ابنك لك فلا نجيزها’’
فقال علي: ثكلتك أمك، أما سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة»؟، قال: اللهم نعم، قال: أفلا تجيز شهادة سيد شباب أهل الجنة؟ والله لأوجهنك إلى بانقيا تقضي بين أهلها أربعين يوما، ثم قال لليهودي: خذ الدرع، فقال اليهودي: أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين، فقضى عليه ورضي، صدقت والله يا أمير المؤمنين إنها لدرعك، سقطت عن جمل لك، التقطتها، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فوهبها له علي، وأجازه بتسعمائة، وقتل معه يوم صفين، السياق لمحمد بن عون، وقال عبد الله بن سليمان: فقال علي: الدرع لك، وهذا الفرس لك، وفرض له في تسعمائة، ثم لم يزل معه حتى قتل يوم صفين، غريب من حديث الأعمش عن إبراهيم، تفرد به حكيم، ورواه أولاد شريح عنه عن علي نحوه
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، قال: ثنا القاسم بن زكريا المقرئ، قال: ثنا علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة، عن شريح، قال: لما توجه علي إلى حرب معاوية افتقد درعا له، فلما انقضت الحرب ورجع إلى الكوفة أصاب الدرع في يد يهودي يبيعها في السوق، فقال له علي: ’’يا يهودي، هذه الدرع درعي، لم أبع ولم أهب، فقال اليهودي: درعي وفي يدي، فقال علي: نصير إلى القاضي، فتقدما إلى شريح، فجلس علي جنب شريح وجلس اليهودي بين يديه، فقال علي: ’’لولا أن خصمي ذمي لاستويت معه في المجلس، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «صغروا بهم كما صغر الله بهم»، فقال شريح: قل يا أمير المؤمنين، فقال: نعم، إن هذه الدرع التي في يد اليهودي درعي، لم أبع ولم أهب، فقال شريح: ما تقول يا يهودي؟ فقال: درعي وفي يدي، فقال شريح: يا أمير المؤمنين بينة، قال: نعم، قنبر والحسن يشهدان أن الدرع درعي، قال: شهادة الابن لا تجوز للأب’’
فقال: رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة»، فقال اليهودي: أمير المؤمنين، قدمني إلى قاضيه، وقاضيه قضى عليه، أشهد أن هذا الحق، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن الدرع درعك، كنت راكبا على جملك الأورق وأنت متوجه إلى صفين، فوقعت منك ليلا فأخذتها، وخرج يقاتل مع علي الشراة بالنهروان فقتل’’
حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود، ح، وحدثنا محمد بن أحمد بن محمد، قال: ثنا أحمد بن عبد الرحمن الواسطي، قال: ثنا يزيد بن هارون، ح، وحدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا فضيل بن محمد الملطي، قال: ثنا أبو نعيم، ح، وحدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا حفص بن عمر، وأحمد بن داود المكي، قالا: ثنا مسلم بن إبراهيم، قالوا: ثنا صدقة بن موسى، قال: ثنا أبو عمران الجوني، عن قيس بن زيد، وقال أبو داود: وزيد بن قيس، عن قاضي المصريين شريح، عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، رضي الله تعالى عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ’’إن الله يدعو صاحب الدين يوم القيامة فيقول: يا ابن آدم، فيم أضعت حقوق الناس، فيم أذهبت أموالهم؟ فيقول: يا رب، لم أفسده، ولكن أصبت إما غرقا وإما حرقا، فيقول الله عز وجل: أنا أحق من قضى عنك اليوم، فترجح حسناته على سيئاته، فيؤمر به إلى الجنة ’’، لفظ أبي داود، وقال يزيد بن هارون في حديثه: «فيدعو الله سبحانه بشيء فيضعه في ميزانه فيثقل»، غريب من حديث شريح، تفرد به صدقة عن أبي عمران

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 4- ص: 132

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 4- ص: 132

الحارث بن شريح بن ذؤيب بن ربيعة بن عامر بن خويلد المنقري التميمي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني منقر مع قيس بن عاصم فأسلموا.
حديثه عند دلهم بن دهثم العجلي عن عائذ بن ربيعة عنه.
وقد قيل إنه نميري، وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني نمير.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 300

شريح بن الحارث الكندي أبو أمية القاضي، وهو شريح بن الحارث ابن المنتجع بن معاوية بن جهم بن ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة ابن أدد الكندي.
وقد اختلف في نسبه إلى كندة. وقيل: هو حليف لهم من بني رائش. ونسبه ابن الكلبي فقال: هو شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مربع بن معاوية بن كندة.
قال: وليس بالكوفة من بني الرائش غيرهم، وسائرهم ينسبون في حضرموت.
وقد قيل فيه: إنه شريح بن هانئ، وشريح بن شراحيل، ولا يصح إلا شريح بن الحارث.
أدرك شريح القاضي الجاهلية، ويعد في كبار التابعين، وكان قاضيا لعمر على الكوفة، ثم لعثمان، ثم لعلي رضي الله عنهم، فلم يزل قاضيا بها إلى زمن
الحجاج، وكان أعلم الناس بالقضاء، وكان ذا فطنة وذكاء، ومعرفة وعقل ورصانة، وكان شاعرا محسنا، وله أشعار محفوظة في معان حسان، وكان كوسجا سناطا لا شعر في وجهه، وتوفي سنة سبع وثمانين، وهو ابن مائة سنة، وولى القضاء ستين سنة من زمن عمر ألى زمن عبد الملك بن مروان.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 701

شريح القاضي ابن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع من كندة. وليس بالكفوة من بني الرائش غيرهم. وسائر بني الرائش بهجر وحضرموت لم يقدم إلى الكوفة منهم أحد غير شريح. قال وكان شريح يكنى أبا أمية.
قال: أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي قال: حدثنا الأعمش عن إبراهيم أن شريحا كان شاعرا.
وسمعت يزيد بن هارون يقول: كان شريح شاعرا قائفا قاضيا.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: سمعت سفيان يقول: سئل شريح ممن أنت؟ فقال: من أهل اليمن وعدادي في كندة.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا: حدثنا حماد بن زيد قال:
حدثنا أيوب عن محمد بن سيرين قال: كان شريح شاعرا وكان كوسجا وكان قائفا.
أخبرنا محمد بن عبيد والفضل بن دكين قالا: حدثتنا أم داود الوابشية أنها
خاصمت إلى شريح قالت: ولم يكن له لحية.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا عطاء بن السائب أن أعرابيا أتى شريحا يوما فقال له: ممن أنت؟ قال: أنا ممن أنعم الله عليه بالإسلام. قال فخرج الأعرابي وهو يقول: والله ما رأيت قاضيكم هذا يدري ممن هو.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبو هلال قال: حدثنا حميد بن هلال عن الشعبي قال: جاء رجل فقال: من يدلني على شريح؟ فقلنا: ذاك شريح.
فانطلق إليه فقال: ممن أنت يا أبا عبد الله؟ قال: أنا ممن أنعم الله عليه بالإسلام وديواني في كندة. فرجع إلينا فقال: رحمكم الله! دللتموني على رجل مولى. قلنا: ما قال لك؟ قال: قال أنا ممن أنعم الله عليه بالإسلام وديواني في كندة. قلنا: كلنا ممن أنعم الله عليه بالإسلام. وذلك صاحبك الذي أردته.
قال: أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن أبي إسحاق. يعني الشيباني. عن الشعبي قال: ساوم عمر بن الخطاب بفرس فركبه ليشوره فعطب فقال للرجل: خذ فرسك. فقال الرجل: لا. قال: اجعل بيني وبينك حكما. قال الرجل: شريح.
فتحاكما إليه فقال شريح: يا أمير المؤمنين حز ما ابتعت أو رد كما أخذت. فقال عمر: وهل القضاء إلا هكذا؟ سر إلى الكوفة. فبعثه قاضيا عليها. قال وإنه لأول يوم عرفة فيه.
قال: حدثنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا جعفر بن زياد عن هشام بن حسان عن ابن سيرين قال: أول من سأل في السر شريح فقيل له: يا أبا أمية أحدثت. قال فقال: إن الناس أحدثوا فأحدثت. قال وكان يقول للبينة إذا اتهمهم وقد عدلوا قال:
إني لم أدعكما ولست أمنعكما إن قمتما وإنما يقضي على هذا أنتما. وإني إنما أتقي بكما فاتقيا على أنفسكما. قال فإذا أبوا إلا أن يشهدوا وقد عدلوا قال للذي يقضي له:
أما والله إني لأقضي لك وإني لأرى أنك ظالم. ولكن لست أقضي بالظن إنما أقضي بما يحضرني من البينة. وما يحل لك قضائي شيئا حرمه الله عليك. انطلق.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا سفيان عن أبي هاشم عن البختري أنه جاء إلى شريح فقال: ما الذي أحدثت في القضاء؟ فقال: إن الناس قد أحدثوا فأحدثت.
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن ابن عون قال: أنبأنا إبراهيم عن شريح أنه قال: ما شددت على لهوات خصم قط كلمة باليمانية. قال فأتاه السري بن وقاص من آل الحارث بن كعب فقال له: بم تشهد يا فلان؟ قال: حدثني نحن بكذا وكذا.
فأعرض عنه ثم قال له: بم تشهد يا فلان؟ قال: حدثني فلان بكذا وكذا. قال فقال له كلمة. قال فاحتمل. قال فقال له: يا شريح. أتعلمني بك؟ يا شريح ألست أعلم الناس بك؟ قال فكان لا يقبل الحديث ولا يلقن.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وعبيد الله بن محمد القرشي ابن عائشة قالا: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا شعيب بن الحبحاب عن إبراهيم أن شريحا قال: ما شددت لهواتي على خصم ولا لقنت خصما حجة قط.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا أيوب عن محمد أن شريحا كان يأخذ يمين الرجل مع بينته.
حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا فرات بن أحنف عن أبيه قال: شهدت شريحا وقضى على رجل. قال: فقال له الرجل: استمع مني ولا تعجل علي. قال فتركه حتى فرغ من كلامه ثم قال شريح: ادعه وأكثر وأبطل. ائتني ببينة على ما تقول.
أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا عبد الواحد قال: حدثنا فرات بن أحنف قال: حدثني أبي أنه شهد شريحا جاءه رجل بقصة فأبى أن يقبلها وقال: لا أقرأ الصحف.
أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا سفيان عن الجعد بن ذكوان قال: كان شريح يقضي في داره إذا كان يوما مطيرا.
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا سفيان عن الجعد بن ذكوان عن شريح أنه كان إذا كان يوم غيم قضى في داره.
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا سفيان عن الجعد بن ذكوان أن ابنا لشريح سأله عن شيء من أمر الخصومة فقال: أتريد أن أغريك بخصمك؟.
أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا وهيب عن داود عن عامر أن ابنا لشريح قال لأبيه: إن بيني وبين قوم خصومة فانظر فإن كان الحق لي خاصمتهم وإن لم يكن
لي الحق لم أخاصم. فقص قصته عليه فقال: انطلق فخاصمهم. فانطلق إليهم فخاصمهم فقضى على ابنه. فقال له لما رجع إلى أهله: والله لو لم أتقدم إليك لم ألمك. فضحتني. فقال: يا بني والله لأنت أحب إلي من ملء الأرض مثلهم ولكن الله هو أعز علي منك. خشيت أن أخبرك أن القضاء عليك فتصالحهم فتذهب ببعض حقهم.
أخبرنا الحسن بن موسى وأحمد بن عبد الله بن يونس قالا: حدثنا زهير قال:
حدثنا جابر عن عامر قال: تكفل ابن لشريح برجل بوجهه ففر. فسجن شريح ابنه.
فكان ينقل إليه الطعام في السجن.
أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم قال: كان شريح لا يكاد يرجع عن قضاء يقضي به حتى حدثه الأسود أن عمر كان يقول في عبد كانت تحته حرة فتلد له أولادا ثم يعتق العبد: إن الولاء يرجع إلى موالي العبد. قال فأخذ به شريح.
أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا واصل مولى أبي عيينة قال: كان نقش خاتم شريح: الخاتم خير من الظن.
أخبرنا عارم قال: حدثنا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب عن إبراهيم أن شريحا كان إذا خرج للقضاء قال: سيعلم الظالم حظ من نقص. إن الظالم ينتظر العقاب والمظلوم ينتظر النصر.
أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن سعيد بن جبير أن رجلا استعدى على رجل بينه وبين شريح نسب فأمر به شريح فحبس إلى سارية.
فلما قام شريح ذهب بكلمة فأعرض عنه شريح فقال: إني لم أحبسك إنما حبسك الحق.
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن أبي حصين قال: اختصم إلى شريح رجلان فقضى على أحدهما فقال: قد علمت من حيث أتيت. فقال له شريح:
لعن الله الراشي والمرتشي والكاذب.
أخبرنا قبيصة قال: حدثنا سفيان عن هشام عن محمد قال: كان شريح إذا أتى في أرض الخراج قام لا يقضي في أرض الخراج. وأتي بخرزة فقيل إن هذه إذا نظرت
إليها الحامل ألقت ما في بطنها. فقام.
أخبرنا هشيم بن بشير عن ابن عون وهشام عن محمد أن رجلا أقر عند شريح بشيء ثم ذهب لينكر. فقال له شريح: قد شهد عليك ابن أخت خالتك. يعني أنك قد أقررت على نفسك.
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أيوب عن محمد أن رجلا أقام شهودا عند شريح فاستحلفه فتلكأ فقال: ساء ما تثني على شهودك.
أخبرنا إسماعيل عن أيوب عن محمد قال: كان شريح يقول للشاهدين: إني لم أدعكما وإن قمتما لم أمنعكما. وإنما يقضي على هذا الرجل أنتما. وإني لمتق بكما فاتقيا.
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن محمد قال: كان شريح يقول: من ادعى قضائي فهو عليه حتى يبينه الحق. أحق من قضائي الحق.
أخبرنا إسماعيل عن أيوب عن محمد قال: كان شريح يقول: لا تجوز عليك شهادة الخصم ولا الشريك ولا المريب ولا الدافع مغرم وأنت فاسأل عنه. فإن قالوا الله أعلم فالله أعلم ويفرقوا أن يقولوا مريب. وإن قالوا هو ما علمنا عدل مسلم فقد أجزنا شهادته. ولا العبد لسيده ولا الأجير لمن استأجره.
أخبرنا إسماعيل عن أيوب عن محمد أن ناسا من الغزالين اختصموا إلى شريح في شيء فقال بعضهم: إنه سنة بيننا. فقال: سنتكم بينكم.
أخبرنا إسماعيل عن أيوب عن محمد أن شريحا استحلف قوما في قسامة فلم يتموا خمسين فرد اليمين عليهم حتى تموا خمسين يمينا.
أخبرنا إسماعيل عن أيوب عن محمد قال: قال شريح في القسامة: أوثمهم وأنا أعلم. أحلف ما قتلت ولا علمت قاتلا.
أخبرنا إسماعيل عن أيوب عن محمد قال: كان شريح يقول: يا عبد الله دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. فو الله لا تجد فقد شيء تركته لوجه الله.
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن محمد أن رجلا استحلف خصما له عند شريح ثم جاء عليه ببينة بعد ذلك. فقال شريح: البينة العادلة أحق من اليمين الفاجرة.
قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن محمد قال: كان شريح يقول:
إنما أقتفر الأثر فما وجدته قد سبقكم حدثتكم به.
قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا أبو إسحاق الكوفي عن أبي جرير الأزدي عن شريح أنه كان إذا جاع أو غضب قام.
قال سعيد بن منصور: حدثنا أبو عوانة عن أشعث بن سليم قال: اختصمت أم وجدة إلى شريح فقالت الجدة:

قال فقالت الأم:
فقال: شريح:
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا زهير قال: حدثنا عطاء بن السائب قال: مر علينا شريح راجلا. قال قلت: أفتني. قال: إني لا أفتي ولكني أقضي. قال قلت: إنه ليس شيء فيه قضاء. قال: ما هو؟ قلت: رجل جعل داره
حبيسا على الآخر من ذي قرابته. قال فآمر حبيبا فقال: أسمع الرجل لا حبس عن فرائض الله.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن إسماعيل الأسدي عن الشعبي عن شريح قال: لا أجمع أن أكون قاضيا وشاهدا.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي عن سفيان عن مغيرة عن إبراهيم أن جلوازا لشريح ضرب رجلا بسوطه فأقاده شريح منه.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا الحسن بن صالح عن ابن أبي ليلى قال: بلغني. أو بلغنا. أن عليا رزق شريحا خمسمائة.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو شهاب عن حجاج عن عمير بن سعيد أن عليا أمر شريحا أن يصلي بالناس في رمضان.
قال أبو شهاب: يعني القيام.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن جابر بن زيد قال: قدم زياد بشريح فقضى فينا سنة فلم يقض فينا مثله قبله ولا بعده. يعني قضى بالبصرة. قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا الحسن بن صالح عن الجعد بن ذكوان عن شريح قال: قيل لرجل يا ربيعة. فلم يجبه فقال: يا ربيعة الكويفر.
فأجابه. قال: أقررت بالكفر. لا شهادة لك.
قال: أخبرنا بعض أصحابنا عن الوليد بن مسلم قال: حدثني عثمان بن عطية العنسي قال: سمعت مكحولا يقول: اختلفت إلى شريح ستة أشهر لا أسأله عن شيء. أكتفي بما أسمعه يقضي به.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا: حدثنا حماد بن زيد قال:
حدثنا واصل مولى أبي عيينة قال: كان نقش خاتم شريح: الخاتم خير من الظن.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا شريك بن عبد الله عن جابر عن القاسم قال: كان نقش خاتم شريح أسدان بينهما شجرة.
قال: أخبرنا يعلى بن عبيد الطنافسي قال: حدثنا إسماعيل قال: رأيت شريحا
يقضي وعليه مطرف خز وبرنس.
قال: أخبرنا محمد بن كناسة الأسدي قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال:
رأيت شريحا يقضي في برنس من خز.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا شريك عن ابن أبي خالد قال: رأيت شريحا معتما بكور واحد.
قال: أخبرنا شهاب بن عباد قال: أخبرنا إبراهيم بن حميد الرواسي عن إسماعيل بن أبي خالد أنه رأى شريحا يمشي مختصرا ورأيته معتما قد أرسل عمامته من خلفه.
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن إسماعيل قال: رأيت شريحا عليه برنس خز ورأيت عليه عمامة قد أرخاها من خلفه. ورأيته جاء يوم الجمعة فجلس مكانه ولم يتخطأ.
قال: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي عن إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت على شريح مطرف خز وبرنس خز.
قال: أخبرنا وكيع عن الأعمش عن أبي الضحى قال: رأيت شريحا يسجد في برنسة.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا الأعمش عن أبي الضحى عن شريح أنه كان يصلي في مستقة لا يخرج يديه منها.
قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير ويعلى بن عبيد عن الأعمش عن مسلم قال:
رأيت شريحا يسجد وعليه برنس قد حالت فضوله بين جبهته وبين الأرض.
قال: أخبرنا وكيع ووهب بن جرير والفضل بن دكين وهشام أبو الوليد الطيالسي عن شعبة عن الحكم قال: رأيت شريحا يصلي في برنسة.
قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن خالد الحذاء عن أبي الضحى قال: رأيت شريحا سجد وعليه العمامة والبرنس.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن شريح أنه كان له برنس من خز أغبر.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا قيس عن أبي حصين قال: رأيت على شريح الخز.
أنبأنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن عاصم قال: رأيت على شريح برنس خز.
قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو عن إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت شريحا يقضي في المسجد وعليه برنس خز.
قال: أخبرنا الحسن بن موسى قال: حدثنا زهير عن جابر عن عامر عن شريح قال: إياي وهؤلاء المحلبين. وكان يأمر بهم أن يطردوا. يعني الذين يجيئون مع الخصوم.
قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: سمعت ميمون بن مهران يقول: قال شريح في الفتنة التي كانت على عهد ابن الزبير: ما سألت فيها ولا أخبرت.
قال جعفر: وبلغني أنه كان يقول: وأنا أخاف أن لا أكون نجوت.
قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا أبو المليح عن ميمون قال: لبث شريح في الفتنة تسع سنين لا يخبر ولا يستخبر. فقيل له: قد سلمت. قال: فكيف بالهوى.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا سفيان عن الأعمش عن شريح قال: زعموا كنية الكذب.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن منصور قال: كان شريح إذا أحرم كأنه حية صماء.
أخبرنا قبيصة قال: حدثنا سفيان عن الأعمش عن خيثمة قال: كان شريح إذا سئل كيف أصبحت قال: بنعمة من الله.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا زهير عن أبي إسحاق أنه كان عند شريح. فكان إذا جاءه الرجل فقال السلام عليكم قال شريح: السلام عليكم ورحمة الله. فإن قال الرجل: ورحمة الله. قال شريح: وبركاته.
قال: أخبرنا يحيى بن عباد قال: حدثنا المسعودي عن القاسم قال: كان شريح لا يسبقه أحد بالسلام فكان إذا سلم عليه رد مثل ما يقال له.
قال: أخبرنا روح بن عبادة عن ابن عون عن عيسى بن الحارث قال: ما استطعت أن أبدأ شريحا بسلام قط. كنت أستقبله في السكة فأقول: الآن الآن. فإذا رآني غفل. فإذا دنا رفع رأسه وقال: السلام عليكم.
قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: حدثنا ابن عون عن الشعبي عن شريح قال: ما التقى رجلان قط إلا كان أولاهما بالله الذي يبدأ بالسلام.
قال ابن عون: فذكرت ذلك لمحمد فقال: إنما تحدثنا أنهم قالوا إذا التقى رجلان فليبدأ خيرهما.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم أو تميم ابن سلمة أن شريحا مر بدرهم فلم يعرض له. وقال مرة: فلم يأخذه.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن شريح أنه مر بدرهم فلم يعرض له.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا: حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: بعث شريح إلى الأسود بناقة فسأل علقمة. فقال علقمة:
أخوك بعث إليك فأقبلها.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن محمد بن سيرين أن شريحا كان يصلي الصلوات بوضوء واحد.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا أبو عوانة عن حصين بن عبد الرحمن عن أبي طلحة مولى شريح قال: كان شريح إذا رجع من المصلى دخل بيته فأغلق الباب. قال فيكون فيه إلى نصف النهار أو إلى قريب من نصف النهار فظن أنه يصلي.
قال: أخبرنا عفان قال: حدثنا شعبة قال: الحكم أنبأني قال: رأيت شريحا يصلي في البرانس ورأيته يمشي بين يدي الجنازة.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق عن محمد أن رجلا كلم شريحا في حاجة يطلبها إلى ابن زياد فقال:
من يقدر على ابن زياد! ومر عصفور أو طائر فقال: ذاك الطائر أقدر على ابن زياد مني.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي أن شريحا قال:
قال وقال:
قال: أخبرنا المعلى بن أسد قال: حدثنا الحارث بن عبيد قال: حدثنا هارون ابن أبي سعيد عن محمد بن سيرين قال: كان شريح يحلف بالله لا يدع إنسان شيئا تحرجا منه فوجد فقده.
قال: أخبرنا يحيى بن عباد قال: حدثنا المسعودي عن القاسم قال: كان شريح يجعل ميازيبه في داره.
قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا أبو المليح عن ميمون قال: كانت ميازيب شريح إلى داره.
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا إسرائيل عن ليث عن مجاهد قال:
ما رد شريح هدية حتى يرد معها مثلها.
قال: أخبرنا حجاج بن نصير قال: حدثنا قرة بن خالد عن بديل بن ميسرة العقيلي عن عبد الله بن شقيق قال: حدثني جندل السدوسي قال: سمعت شريحا يقول: إن اللئيم عين اللئيم الذي يقال إن هذا فاحش فاتقوه.
أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا شريك عن ابن أبي خالد قال: رأيت شريحا أبيض اللحية.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا قيس عن ليث عن مجاهد قال: كان شريح يقبل الهدية ويكافئ بمثلها.
أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا سفيان عن أبي حيان عن أبيه قال: كان شريح لا يتخذ مثغبا إلا في داره ولا يدفن سنورا إذا مات إلا في داره.
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا مسعر عن أبي حصين قال: اطلع شريح على قوم يتعالجون ثم قالوا قد فرغنا فقال: ليس بهذا أمر الفراغ.
أخبرنا مؤمل بن إسماعيل قال: حدثنا سفيان عن داود عن الشعبي أن شريحا دفن ابنه ليلا.
أخبرنا إسحاق بن منصور قال: حدثنا إسرائيل عن إبراهيم. يعني ابن مهاجر.
أن شريحا دفن ابنه عبد الله ليلا.
أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا عبد الواحد قال: أخبرنا عاصم الأحول عن عامر قال: كان شريح يدفن الميت يموت من أهله ليلا. يغتنم ذاك. قال فكان يسأل عنه وقد مات فيقول: قد هدأ نفسه وأرجو أن يكون قد استراح.
أخبرنا وكيع بن الجراح عن شريك عن يحيى بن قيس أن شريحا أوصى أن يصلى عليه في الجبانة وأن لا يغطوا على قبره ثوبا.
أخبرنا إسحاق بن منصور قال: حدثنا الحسن بن صالح وشريك عن يحيى بن قيس أن شريحا أوصى أن لا يمد الثوب على قبره.
وقال شريك في حديثه: وأن يدفن ليلا.
أخبرنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا شريك عن يحيى بن قيس قال: شهدت جنازة شريح. وكانت حارة. يعني يوما حارا. فأوصى أن لا يمد على قبره ثوب.
أخبرنا الفضل بن دكين قال: بلغ شريح مائة وثماني سنين.
أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا شريك عن يحيى بن قيس الكندي قال:
أوصى شريح أن يصلى عليه بالجبانة وأن لا يؤذن به أحد ولا تتبعه صائحة. وأن لا يجعل على قبره ثوب. وأن يسرع به السير. وأن يلحد له.
أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا ابن أبي سبرة عن عيسى عن الشعبي قال:
توفي شريح سنة ثمانين أو تسع وسبعين.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: توفي شريح سنة ست وسبعين.
وقال غيره من أهل العلم: سنة ثمان وسبعين. وكان ثقة. رحمه الله ورضي عنه.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 182

شريح بن الحارث القاضي قال المدائني: مات سنة اثنتين وثمانين، قال الأشعث: مات وهو ابن مائة وعشرين سنة. وروي أن عليا عليه السلام قال: اجمعوا لي القراء، فاجتمعوا في رحبة المسجد، قال: إني أوشك أن أفارقكم، فجعل يسائلهم: ما تقولون في كذا، ما تقولون في كذا، وبقي شريح فجعل يسائله فلما فرغ قال: اذهب، فأنت من أفضل الناس أو من أفضل العرب، وقيل إنه استقضاه عمر على القضاء بالكوفة وبقي في القضاء خمسا وسبعين سنة ثم استعفى الحجاج فأعفاه.

  • دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 80

شريح بن الحارث القاضي الكندي أبو أمية وقد قيل أبو عبد الرحمن كان قائفا وكان شاعرا وكان قاضيا مات سنة ثمان وسبعين وهو ابن مائة وعشرين سنة

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 160

الحارث بن شريح بن ربيعة بن عامر.
وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في بني نمير.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 1

شريح بن الحارث، أبو أمية.
القاضي، الكندي، حليف لهم، من بني رائش.
حدثنا مسدد، حدثنا عبد الله بن داود، عن سفيان: كان علقمة أعلم من شريح في الفرائض والفقه، وكان شريح أعلم بالقضاء.
سكن الكوفة، يروي عن عمر.
روى عنه: الشعبي، وإبراهيم.
حدثني عمران بن ميسرة، عن المحاربي، زعم أشعث بن سوار، أن شريحاً مات وهو ابن مئة وعشرين سنة، وأن أبا رجاء مات وهو ابن مئة وسبعة وعشرين.
قال أبو نعيم: مات سنة ثمان وسبعين.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 4- ص: 1

القاضي شريح بن الحارث بن قيس الكندي أبو أمية الكوفي
أدرك ولم ير وولي القضاء لعمر وعثمان وعلي ومعاوية ستين سنة إلى أيام الحجاج فاستعفى وله مائة وعشرون سنة فمات بعد سنة
قال ابن سيرين قدمت الكوفة وبها أربعة آلاف يطلبون الحديث وإن شيوخ أهل الكوفة أربعة عبيدة السلماني والحارث الأعور وعلقمة بن قيس وشريح وكان أحسنهم مات سنة ثمان وسبعين وقيل سنة ثمانين وقيل اثنتين وثمانين وقيل سبع وثمانين وقيل سنة ثلاث وتسعين وقيل ست وتسعين وقيل سبع وقيل تسع

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 27

شريح بن الحارث القاضي أبو أمية الكندي
ولي الكوفة لعمر وبعده سمع عمر وعليا وعنه إبراهيم وأبو حصين وقيل إنه تعلم من معاذ باليمن توفي 78 وقيل سنة ثمانين س

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

شريح القاضي أبو أمية

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 33

(س) شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي أبو أمية الكوفي القاضي ويقال: شريح بن شرحبيل، ويقال: ابن شراحيل ويقال: إنه من أولاد الفرس الذين كانوا باليمن.
قال ابن سعد: كان شاعرا قائفا توفي سنة تسع وسبعين، وكان ثقة.
ولما ذكره ابن حبان في «جملة الثقات» قال: شريح بن الحارث الكندي حليف لهم، يكنى أبا أمية وقيل: أبو عبد الرحمن، كان قائفا شاعرا قاضيا وبقي على القضاء خمسا وسبعين سنة، ما تعطل فيها إلا ثلاث سنين في فتنة ابن الزبير.
وقال (أبو أحمد) بن صالح العجلي: كان يؤم قومه فبلغهم أنه تكلم في أمر حجر بن الأدبر بشيء، فقالوا له: لا تؤمنا واعتزل، فقال: واجتمعتم على هذا؟ قالوا: نعم. قال فاعتزلهم، وأتاه يوما رجل فقال له: يا أبا أمية كبرت سنك (ودق) عظمك، وذهلت عن حكمك وارتشى ابنك، قال فأعد علي، فأعاد عليه فاستعفى فأعفي.
وفي كتاب المنتجالي: عن الشعبي: أن زيادا أجرى على شريح ألف درهم في كل شهر، وضم إليه بيت المال والمظالم.
وقال أحمد بن حنبل: أهل الكوفة يزعمون أن عمر ولاه القضاء، ومالك بن أنس يقول: ترى عمر كان يستقضي شريحا، وترك ابن مسعود.
ولما تولى الحجاج أراده على القضاء، فلم يقض له فضربه مائة سوط فمات منها، وعن ابن شوذب قال: كان عمر لا يولي القضاء إلا من بلغ أربعين سنة، قال جاء الأشعث بن قيس فجلس على تكاة شريح فقال له شريح: تحول مع خصمك، فقال الأشعث: عهدي بك وأنت ترعى البهم لأهلك فقال شريح: أنت رجل تعرف نعمة الله تعالى في غيرك، وتنساها على نفسك.
قال الشعبي: وكان لا يأخذ على القضاء أجرا.
وقال إسماعيل بن أبي خالد: رأيته يقضي في المسجد وعليه برنس خز.
وقال سليمان بن أبي شيخ: قيل: إنه تولى زمن عمر، والصحيح زمن عثمان - وكذا ذكره ابن شاهين في «الثقات» - رجع إلى المنتجالي: وقال الزهري: ما اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا ولا أبو بكر ولا عمر، حتى كان في آخر خلافة عمر قال للسائب ابن أخت نمر: اكفني بعض الأمر.
وعن حفص بن عمر قال: كان شريح لا يشوي في منزله شواء كراهية أن يجد جيرانه ريحه.
وعن الشعبي قال: تكفل ابن شريح برجل ففر، فسجن ابنه، وكان ينقل إليه الطعام في السجن.
وقال ابن قتيبة: كان مزاحا.
وقال الآجري: سألت أبا داود عن شريح القاضي ابن من؟ قال ابن الحارث، قال أبو داود قضى بالكوفة أكثر من سبعين سنة، ويقولون هو قاضي المصرين.
وفي كتاب «الصحابة» لابن الأثير: وقال الشافعي: لم يل شريح القضاء لعمر.
وفي هذا، والذي تقدم رد لقول المزي: استقضاه عمر على الكوفة من غير تردد، ولا خلاف بل جزم به.
وفي «تاريخ أبي الفرج الأصبهاني»: اختلف الرواة في نسبه فقال بعضهم شريح بن هانئ، محتجين بما روى عن الشعبي أنه قرأ: عهدا لشريح: «من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى شريح بن هانئ الحارثي» قال أبو الفرج: وهذا غلط وقيل: شريح بن عبد الله، والصحيح ابن الحارث، وعن الأصمعي قال: ولد له وهو ابن مائة سنة، وهو القائل في زوجته زينب حدير:

وقال المرزباني: هو من كبار التابعين وفقهائهم، وله يخاطب معلم ابنه:
وذكر ابن عساكر في «تاريخه» أن هذين البيتين قالهما الصغير ونحلهما أباه ولما علم شريح بذلك صرف المعلم عن ولده.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: ثنا أحمد بن جعفر عن سالم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن شريح القاضي ثنا أبي عن أبيه معاوية عن شريح، قال: جاء شريح إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم قال: يا رسول الله إن لي أهل بيت ذو عدد باليمن، فقال له جئ بهم، فجاء بهم والنبي صلى الله عليه وسلم قد قبض. قال أبو نعيم وذكر بعض المتأخرين أنه توفي سنة اثنتين وتسعين، وصحف، إنما هو سنة اثنتين وسبعين.
ولما ذكر ابن السكن هذا الحديث قال: لم أجد له ما يدل على لقيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم غير هذا، والله أعلم بصحته، وأخباره في أيام عمر وعثمان وعلي كثيرة وكناه الحاكم أبو أحمد - أيضا -: أبا عمرو.
وقال ابن عساكر في «تاريخه»: لقي النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب «التصحيف» للعسكري: بلغ عليا عنه شيء، فقال: أخطأ العبد (ألا نظر).
وقال الحاكم أبو عبد الله: عاش مائة وسبعا وعشرين سنة.
وذكر أبو نعيم بن دكين أن شريحا لما قيل له: دق عظمك. استعفى زيادا من القضاء، فقال: لا أعفيك حتى تشير علي برجل، فأشار عليه بأبي بردة.
وقال المزي عن أبي نعيم: توفي سنة ست وتسعين فيه نظر؛ لأن الذي في «تاريخه» - بخط الحافظ رشيد الدين ونقله عنه أيضا المطين -: سبعين الباء الموحدة قبل العين، قال الحضرم: وقال ابن نمير: سنة ثمانين.
وقوله: روى له البخاري في «الأدب» لم يذكر غيره، فيه نظر لما في كتاب «الأحكام» من كتاب «الصحيح» لمحمد بن إسماعيل: وقال شريح القاضي - وسأله رجل شهادة - فقال: ائت الأمير حتى أشهد لك، وقال فيه - أيضا -: وقضى شريح، والشعبي، ويحيى بن معمر، في المسجد. فينظر.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 6- ص: 1

الحارث بن شريح بن ربيعة بن عامر
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في بني نمير له صحبة

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

شريح بن الحارث القاضي الكندي
حليف لهم من بني رائش كنيته أبو أمية وقد قيل أبو عبد الرحمن كان قائفا وكان شاعراً وكان قاضيا
يروي عن عمر بن الخطاب روى عنه الشعبي مات سنة سبع وثمانين وهو بن مائة سنة وعشر سنين وقد قيل إنه مات سنة ثمان وسبعين وهو بن مائة وعشرين سنة وكان قد بقي على القضاء خمساً وسبعين سنة ما تعطل فيها إلا ثلاث سنين في فتنة بن الزبير

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 4- ص: 1

شريح بن الحارث الكندي القاضي يكنى أبا أمية كوفي
تابعي ثقة وكان يؤم قومه فبلغهم انه تكلم في أمر حجر بن الحارث بن الأدبر بشيء فقالوا له لا تؤمنا واعتزل فقال لهم اجتمعتم على هذا قالوا نعم فاعتزلهم قال يروي عن شريح انه قيل له يا أبا أمية كبرت سنك ورق عظمك وذهلت حكمك وارتشى ابنك فقال له اعده علي فأعاد عليه واستعفى فعفى فأرادوا أن يولوا سعيد بن جبير القضاء فقالوا هو مولى فولوا أبا بردة بن أبي موسى وضموا إليه سعيد بن جبير حدثني أبي عبد الله قال جاء أعرابي إلى شريح فجعل يكلمه ويمسه بيده فقال له شريح لسانك أطول من يدك فقال أسامري أنت فلا تمس؟ قال إني لم أرد بما قلت مساءتك قال ولا احترمت ذلك إليك قال اقصد قصد ما جئت له قال ذاك أعجلني إليك قال فسكت شريح حدثنا أصحابنا عن الحكم عن شعبة عن شريح انه ذبح فرسا له فأكل لحمه

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

الحارث بن شريح بن دويب بن ربيعة بن عامر بن خويلد بن الحارث بن نمير بن عامر بن صعصعة
حدثنا محمد بن مروان السعيدي، نا بكر بن عباد القيسي، نا عبد الله بن محمد النميري قال: سمعت أبي يحدث، عن عائذ بن ربيعة، عن علي بن بجير، عن الحارث بن شريح النميري أنه انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صلى معه في المسجد بين مكة والمدينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن المسلم أخو المسلم إذا لقيه سلم وعليه من السلام مثل ما حياه به وأحسن وإذا شاوره نصح له وإذا استنصره من أعدائه نصره ولا يمنعه الماعون» قالوا: يا رسول الله ما الماعون؟ قال: «الحجر والماء والحديد»

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1

شُرَيحُ بنُ الحارث بن قَيس (س)
القاضي، أبو أُميَّة الكِنديُّ الكُوفيُّ الفقيه. مِن المُخَضْرَمين.
استقضاه عُمَرُ على الكوفة، ثم عليٌّ فَمَنْ بعدَه.
وحدَّث عن: عُمر، وعليٍّ، وابنِ مسعود.
وعنه: الشَّعبيُّ، والنَّخَعيُّ، وابنُ سِيرين، وعِدَّة.
استعفى مِن القضاء قبلَ موته بسنةٍ من الحَجَّاجِ. وعاش مئةً وعشرين سنة.
وكان فقيهًا، شاعرًا، قائفًا، فيه دُعابة.
مات سنة ثمانٍ وسبعين، وقيل: سنة ثمانين. رحمه الله.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1

الحارث بن شريح بن ربيعة بن عامر
وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في بني نمير حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول ذلك.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 3- ص: 1

شريح بن الحارث أبو أمية الكندي القاضي
وهو ابن الحارث بن الجهم من بني الرائش بن الحارث روى عن عمر وعلي وزيد بن ثابت روى عنه الشعبي وإبراهيم النخعي وابن سيرين وتميم بن سلمة سمعت أبي يقول ذلك حدثنا عبد الرحمن نا عمار بن خالد الواسطي نا جرير عن أبي إسحاق الشيباني عن الشعبي قال ساوم عمر رجلاً بفرس فركبه ليشوره فعطب فقال للرجل: خذ فرسك فقال الرجل: لا قال عمر: اجعل بيني وبينك حكماً قال الرجل: شريح فتحاكما إليه فقال شريح: يا أمير المؤمنين خذ بما ابتعت أو رد كما أخذت فقال عمر وهل القضاء إلا هذا؟ سر إلى الكوفة فبعثه قاضياً عليها قال وإنه لأول يوم عرفه فيها حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي نا عبد الرحمن يعني ابن مهدى عن سفيان عن أبي إسحاق عن هبيرة قال: قال علي: اجمعوا لي قراءكم فاجتمع قراء أهل الكوفة في الرحبة فجعل يسائلهم ويسائلونه حتى نفدوا وجثا شريح فجعل يسائله فقال: قم أنت أقضي العرب: أو من أقضي العرب حدثنا عبد الرحمن نا الحسن بن محمد بن الصباح نا عفان نا عبد الواحد بن زياد نا الأعمش عن شقيق قال: كان شريح يقل غشيان عبد الله قال ما كنت أراه عنده وقال له بعض القوم ولم قال كنا نراه استغناء حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد قال قدم علينا شريح فقضى علينا سنة فما رأينا مثله قبله ولا بعده حدثنا عبد الرحمن أنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول: شريح القاضي ثقة.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 4- ص: 1