سحيم بمهملة مصغرا- عبد لبني الحسحاس، بمهملات، شاعر مخضرم مشهور.
روى أبو الفرج الأصبهاني من طريق أبي عبيدة قال: كان سحيم عبد أسود أعجميا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تمثل النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من شعره.
روى المرزباني في ترجمته، والدينوري في المجالسة، من طريق علي بن زيد، عن الحسن- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا» فقال أبو بكر: إنما قال الشاعر: كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا- فأعادها النبي صلى الله عليه وسلم كالأول، فقال أبو بكر: أشهد إنك لرسول الله، {وما علمناه الشعر وما ينبغي له}.
وقال عمر بن شبة: قدم سحيم بعد ذلك على عمر فأنشده القصيدة، أنبأنا بذلك معاذ بن جبل، عن ابن عوف، عن ابن سيرين، قال: فقال له: لو قدمت الإسلام على الشيب لأجزتك.
وأخرج البخاري في الأدب المفرد، من طريق سعيد بن عبد الرحمن، عن السائب، عن عمر، أنه كان لا يمر على أحد بعد أن يفيء الفيء إلا أقامه، ثم بينا هو كذلك إذ أقبل مولى بني الحسحاس يقول الشعر، فدعا به فقال: كيف قلت؟ قال:
ودع سليمى إن تجهزت غاديا | كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا |
الحمد لله حمدا لا انقطاع له | فليس إحسانه عنا بمقطوع |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 206
سحيم أبو عبد الله الشاعر سحيم عبد بني الحسحاس بن هند بن سفيان بن نوفل بن عصاب بن كعب بن سعد بن عمرو بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، يكنى أبا عبد الله وهو زنجي أسود فصيح مخضرم، ليس له صحبة، توفي في حدود الأربعين للهجرة، قال:
أشعار عبد بني الحسحاس قمن له | عند الفخار مقام الأصل والورق |
إن كنت عبدا فنفسي حرة كرما | أو أسود اللون إني أبيض الخلق |
أشوقا ولما يمض لي غير ليلة | فكيف إذا سار المطي بنا عشرا |
وما كنت أخشى معبدا أن يبيعني | بشيء ولو أمست أنامله صفرا |
أخوكم ومولى مالكم وربيبكم | ومن قد ثوى فيكم وعاشركم دهرا |
ماذا يريد السقام من قمر | كل جمال لوجهه تبع |
ما يرتجي خاب من محاسنها | أماله في القباح متسع |
غير من لونها وصفرها | فارتد فيه الجمال والبدع |
لو كان يبغي الفداء قلت له | ها أنا دون الحبيب يا وجع |
يا رب شجو لك في الحاضر | تذكرها وأنت في الصادر |
من كل بيضاء لها كعب | مثل سنام البكرة المائر |
شدوا وثاق العبد لا يفلتكم | إن الحياة من الممات قريب |
فلقد تحدر من جبين فتاتكم | عرق على جنب الفراش رطيب |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0