سهيل بن عمرو سهيل بن عمرو بن عبد شمس، القرشي العامري، من لؤي: خطيب قريش، وأحد سادتها في الجاهلية. أسره المسلمون يوم بدر، وافتدي، فأقام على دينه إلى يوم الفتح، بمكة، فأسلم، وسكنها ثم سكن المدينة. وهو الذي تولى الصلح بالحديبية، وجاء في مقدمة كتاب الصلح: ’’باسمك اللهم. هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو’’ وكان عمر بن الخطاب يخشى مواقفه في الخطابة. مات بالطاعون في الشام.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 144

سهيل بن عمرو القرشي (ب د ع) سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ابن لؤي بن غالب بن فهر القرشي العامري، أمه حبى بنت قيس بن ضبيس بن ثعلبة بن حيان بن غنم بن مليح بن عمرو الخزاعية. يكنى أبا يزيد.
أحد أشراف قريش وعقلائهم وخطبائهم وساداتهم. أسر يوم بدر كافرا، وكان أعلم الشفة، فقال عمر: يا رسول الله، أنزع ثنيتيه، فلا يقوم عليك خطيبا أبدا؟ فقال: دعه يا عمر، فعسى أن يقوم مقاما تحمده عليه، فكان ذلك المقام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفي ارتجت مكة، لما رأت قريش من ارتداد العرب، واختفى عتاب بن أسيد الأموي أمير مكة للنبي صلى الله عليه وسلم، فقام سهيل بن عمرو خطيبا، فقال: يا معشر قريش، لا تكونوا آخر من أسلم وأول من ارتد، والله إن هذا الدين ليمتدن امتداد الشمس والقمر من طلوعهما إلى غروبهما... في كلام طويل، مثل كلام أبي بكر في ذكر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وأحضر عتاب أسيد، وثبتت قريش على الإسلام.
وكان الذي أسره يوم بدر مالك بن الدخشم. وأسلم سهيل يوم الفتح.
روى جرير بن حازم، عن الحسن، قال: حضر الناس باب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وفيهم سهيل بن عمرو، وأبو سفيان بن حرب، والحارث بن هشام، وأولئك الشيوخ من مسلمة الفتح، فخرج آذنه، فجعل يأذن لأهل بدر كصهيب، وبلال، وعمار، وأهل بدر، وكان يحبهم، فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم قط، إنه ليؤذن لهؤلاء العبيد ونحن جلوس لا يلتفت إلينا، فقال سهيل بن عمرو- قال الحسن: ويا له من رجل، ما كان أعقله! - فقال: أيها القوم، إني والله قد أرى ما في وجوهكم، فأن كنتم غضابا فاغضبوا على أنفسكم، دعي القوم ودعيتم، فأسرعوا وأبطأتم، أما والله لما سبقوكم به من الفضل أشد عليكم فوتا من بابكم هذا الذي تنافسون عليه. ثم قال: أيها الناس إن هؤلاء سبقوكم بما ترون، فلا سبيل، والله، إلى ما سبقوكم إليه، فانظروا هذا الجهاد فالزموه، عسى الله أن يرزقكم الشهادة، ثم نفض ثوبه، فقام، فلحق بالشام.
قال الحسن: صدق والله، لا يجعل الله عبدا أسرع إليه كعبد أبطأ عنه.
وخرج سهيل بأهل بيته إلا ابنته هندا إلى الشام مجاهدا، فماتوا هناك، ولم يبق إلا ابنته هند، وفاختة بنت عتبة بن سهيل، فقدم بهما على عمر، وكان الحارث بن هشام قد خرج إلى الشام، فلم يرجع من أهله إلا عبد الرحمن بن الحارث، فلما رجعت فاختة وعبد الرحمن قال عمر: زوجوا الشريد الشريدة، ففعلوا، فنشر الله منهما عددا كثيرا، فقيل مات سهيل في طاعون عمواس، في خلافة عمر، سنة ثمان عشرة.
وهذا سهيل هو صاحب القضية يوم الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين اصطلحوا، ذكر محمد بن سعد عن الواقدي، عن سعيد بن مسلم، قال: لم يكن أحد من كبراء قريش الذين تأخر إسلامهم فأسلموا يوم الفتح، أكثر صلاة ولا صوما ولا صدقة، ولا أقبل على ما يعنيه من أمر الآخرة، من سهيل بن عمرو، حتى إنه كان قد شحب وتغير لونه، وكان كثير البكاء، رقيقا عند قراءة القرآن، لقد رئي يختلف إلى معاذ بن جبل يقرئه القرآن وهو يبكى، حتى خرج معاذ من مكة، فقال له ضرار بن الأزور: يا أبا يزيد، تختلف إلى هذا الخزرجي يقرئك القرآن! ألا يكون اختلافك إلى رجل من قومك؟ فقال: يا ضرار، هذا الذي صنع بنا ما صنع حتى سبقنا كل السبق، لعمري اختلف، لقد وضع الإسلام أمر الجاهلية، ورفع الله أقواما بالإسلام كانوا في الجاهلية لا يذكرون، فليتنا كنا مع أولئك فتقدمنا، وإني لأذكر ما قسم الله لي في تقدم أهل بيتي الرجال والنساء، ومولاي عمير بن عوف فأسر به، وأحمد الله عليه، وأرجو أن يكون الله نفعني بدعائهم ألا أكون هلكت على ما مات عليه نظرائي وقتلوا، فقد شهدت مواطن كلها أنا فيها معاند للحق، يوم بدر، ويوم أحد، ويوم الخندق، وأنا وليت أمر الكتاب يوم الحديبية يا ضرار، إني لأذكر مراجعتي رسول الله يومئذ، وما كنت ألظ به من الباطل، فأستحيى من رسول الله وأنا بمكة، وهو يومئذ بالمدينة، ثم قتل ابني عبد الله يوم اليمامة شهيدا، فعزاني به أبو بكر، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الشهيد ليشفع لسبعين من أهل بيته، فانا أرجو أن أكون أول من يشفع له. قيل: استشهد باليرموك وهو على كردوس، وقيل: بل استشهد يوم الصفر، وقيل: مات في طاعون عمواس، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 531

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 2- ص: 585

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 2- ص: 328

سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري خطيب قريش. أبو يزيد.
قال البخاري: سكن مكة ثم المدينة، وذكره ابن سميع في الأولى ممن نزل الشام، وهو الذي تولى أمر الصلح بالحديبية، وكلامه ومراجعته للنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك في الصحيحين وغيرهما. وله ذكر في حديث ابن عمر في الذين دعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم في القنوت، فنزلت: {ليس لك من الأمر شيء}. زاد أحمد في روايته: فتابوا كلهم.
وروى حميد بن زنجويه في كتاب «الأموال»، من طريق ابن أبي حسين، قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة دخل البيت ثم خرج فوضع يده على عضادتي الباب، فقال: «ماذا تقولون؟» فقال سهيل بن عمرو: نقول خيرا، ونظن خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم، وقد قدرت. فقال: «أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم».
وذكره ابن إسحاق فيمن أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل من المؤلفة.
وذكر ابن أبي حاتم، عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن الشافعي: كان سهيل محمود الإسلام من حين أسلم.
وروى البيهقي في «الدلائل»، من طريق الحسن بن محمد بن الحنفية، قال: قال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم: دعني أنزع ثنيتي سهيل، فلا يقوم علينا خطيبا، فقال: «دعها، فلعلها أن تسرك يوما».
فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم قام سهيل بن عمرو، فقال لهم: من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.
وروى أوله يونس بن بكير في مغازي ابن إسحاق عنه عن محمد بن عمرو بن عطاء، وهو في المحامليات موصول، من طريق سعيد بن أبي هند، عن عمرة، عن عائشة...
وذكر ابن خالويه أن السر في قوله: أنزع ثنيتيه أنه كان أعلم، والأعلم إذا نزعت ثنيتاه لم يستطع الكلام.
وذكر الواقدي من طريق مصعب بن عبد الله، عن مولى لسهيل، عن سهيل- أنه سمعه يقول: لقد رأيت يوم بدر رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء، والأرض معلمين، يقاتلون ويأسرون.
وروى أبو قرة، من طريق ابن أبي النبي صلى الله عليه وسلم استهداه من ماء زمزم.
وروى البخاري في تاريخه، والباوردي من طريق حميد عن الحسن، قال: كان المهاجرون والأنصار بباب عمر، فجعل يأذن لهم على قدر منازلهم، وثم جماعة من الطلقاء، فنظر بعضهم إلى بعض، فقال لهم سهيل بن عمرو: على أنفسكم فاغضبوا، دعي القوم ودعيتم فأسرعوا وأبطأتم، فكيف بكم إذا دعيتم إلى أبواب الجنة؟ ثم خرج إلى الجهاد..
وأخرجه ابن المبارك في الجهاد أتم منه.
وروى ابن شاهين، من طريق ثابت البناني، قال: قال سهيل بن عمرو: والله لا أدع موقفا وقفته مع المشركين إلا وقفت مع المسلمين مثله، ولا نفقة أنفقتها مع المشركين إلا أنفقت على المسلمين مثلها، لعل أمري أن يتلو بعضه بعضا.
وقال ابن أبي خيثمة: مات سهيل بالطاعون سنة ثمان عشرة، ويقال قتل باليرموك.
وقال خليفة: بمرج الصفر. والأول أكثر، وأنه مات بالطاعون
وأخرجه ابن سعد بإسناد له إلى أبي سعد بن أبي فضالة. وكانت له صحبة، قال: اصطحبت أنا وسهيل بن عمرو إلى الشام فسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مقام أحدكم في سبيل الله ساعة من عمره خير من عمله عمره في أهله».
قال سهيل: فإنما أرابط حتى أموت، ولا أرجع إلى مكة، قال: فلم يزل مقيما بالشام حتى مات في طاعون عمواس.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 177

وسهيل بن عمرو أبوهما يكنى أبا يزيد. وكان خطيب قريش وفصيحهم ومن أشرافهم لما أقبل في شأن الصلح قال النبي -صلى الله عليه وسلم: ’’سهل أمركم’’.
تأخر إسلامه إلى يوم الفتح ثم حسن إسلامه وكان قد أسر يوم بدر وتخلص قام بمكة وحض على النفير وقال يا آل غالب! أتاركون أنتم محمدا والصباة يأخذون عيركم؟ من أراد مالا فهذا مال ومن أراد قوة فهذه قوة وكان سمحا جوادا مفوها وقد قام بمكة خطيبا عند وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنحو من خطبة الصديق بالمدينة فسكنهم وعظم الإسلام.
قال الزبير بن بكار: كان سهيل بعد كثير الصلاة والصوم والصدقة خرج بجماعته إلى الشام مجاهدا ويقال إنه صام وتهجد حتى شحب لونه وتغير وكان كثير البكاء إذا سمع القرآن وكان أميرا على كردوس يوم اليرموك.
قال المدائني وغيره: استشهد يوم اليرموك وقال الشافعي والواقدي مات في طاعون عمواس.
حدث عنه يزيد بن عميرة الزبيدي وغيره.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 124

سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري يكنى أبا يزيد، كان أحد الأشراف من قريش وساداتهم في الجاهلية، أسر يوم بدر كافرا، وكان خطيب قريش، فقال عمر: يا رسول الله، انزع ثنيته، فلا يقوم عليك خطيبا أبدا.
فقال صلى الله عليه وسلم: دعه فعسى أن يقوم مقاما تحمده، وكان الذي أمره مالك بن الدخشم، فقال في ذلك:

قال: فقدم مكرز بن حفص بن الأحنف العامري فقاطعهم في فدائه، وقال: ضعوا رجلي في القيد حتى يأتيكم الفداء، ففعلوا ذلك.
وكان سهيل أعلم مشقوق الشفة، وهو الذي جاء في الصلح يوم الحديبية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم- حين رآه: قد سهل لكم من أمركم، وعقد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلح يومئذ، وهو كان متولى ذلك دون سائر قريش، وهو الذي مدحه أمية بن أبي الصلت فقال:
وقال فيه ابن قيس الرقيات حين منع خزاعة من بني بكر بعد الحديبية، وكانوا أخواله، فقال:
وكان المقام الذي قامه في الإسلام الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: دعه فعسى أن يقوم مقاما تحمده، فكان مقامه في ذلك أنه لما ماج أهل مكة عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وارتد من ارتد من العرب قام سهيل ابن عمرو خطيبا، فقال: والله إني أعلم أن هذا الدين سيمتد امتداد الشمس في طلوعها إلى غروبها. فلا يغرنكم هذا من أنفسكم- يعني أبا سفيان، فإنه ليعلم من هذا الأمر ما أعلم. ولكنه قد ختم على صدره حسد بني هاشم.
وأتى في خطبته بمثل ما جاء به أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالمدينة، فكان ذلك معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه لعمر. والله أعلم.
وروى ابن المبارك قال: حدثنا جرير بن حازم، قال: سمعت الحسن يقول: حضر الناس باب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفيهم سهيل بن عمرو، وأبو سفيان بن حرب، وأولئك الشيوخ من قريش، فخرج آذنه، فجعل يأذن لأهل بدر: لصهيب، وبلال، وأهل بدر، وكان يحبهم، وكان قد أوصى بهم، فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم قط، إنه ليؤذن لهؤلاء العبيد، ونحن جلوس، لا يلتفت إلينا، فقال سهيل بن عمرو: قال الحسن- ويا له من رجل ما كان أعقله: أيها القوم، إني والله قد أرى الذي في وجوهكم، فإن كنتم غضابا فاغضبوا على أنفسكم، دعى القوم ودعيتم، فأسرعوا وأبطأتم، أما والله لما سبقوكم به من الفضل أشد عليكم فوتا من بابكم هذا الذي تتنافسون فيه، ثم قال: أيها القوم، إن هؤلاء القوم قد سبقوكم بما ترون، ولا سبيل لكم والله إلى ما سبقوكم إليه، فانظروا هذا الجهاد فالزموه، عسى الله عز وجل أن يرزقكم شهادة، ثم نقض ثوبه وقام ولحق بالشام.
قال الحسن: فصدق، والله لا يجعل الله عبدا له أسرع إليه كعبد أبطأ عنه.
وذكر الزبير عن عمه مصعب، عن نوفل بن عمارة، قال: جاء الحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو إلى عمر بن الخطاب، فجلسا وهو بينهما، فجعل المهاجرون الأولون يأتون عمر، فيقول: هاهنا يا سهيل، هاهنا يا حارث، فينحيهما عنه، فجعل الأنصار يأتون فينحيهما عنه كذلك، حتى صارا في آخر الناس، فلما خرجا من عند عمر قال الحارث بن هشام لسهيل بن عمرو: ألم تر ما صنع بنا؟ فقال له سهيل: إنه الرجل لا لوم عليه، ينبغي أن نرجع باللوم على أنفسنا، دعي القوم فأسرعوا، ودعينا فأبطأنا، فلما قاموا من عند عمر أتياه، فقالا له: يا أمير المؤمنين، قد رأينا ما فعلت بنا اليوم، وعلمنا أنا أتينا من قبل أنفسنا، فهل من شيء نستدرك به ما فاتنا من الفضل؟ فقال: لا أعلم إلا هذا الوجه- وأشار لهما إلى ثغر الروم. فخرجا إلى الشام فماتا بها.
قالوا: وكان سهيل بن عمرو بعد أن أسلم كثير الصلاة والصوم والصدقة، وخرج بجماعة أهله إلا بنته هندا إلى الشام مجاهدا حتى ماتوا كلهم هنالك، فلم يبق من ولده أحد إلا بنته هند وفاختة بنت عتبة بن سهيل، فقدم بها على عمر، فزوجها عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وكان الحارث قد خرج مع سهيل، فلم يرجع ممن خرج معهما إلا فاختة وعبد الرحمن، فقال: زوجوا الشريد الشريدة.
ففعلوا، فنشر الله منهما عددا كثيرا. قال المديني: قتل سهيل بن عمرو باليرموك. وقيل: بل مات في طاعون عمواس رضي الله عنه.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 669

سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. وأمه حبى بنت قيس بن ضبيس من خزاعة. وخرج سهيل بن عمرو من مكة إلى حنين مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو على شركه فأسلم بالجعرانة. وأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ من غنائم حنين مائة من الإبل. وقد روى سهيل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن زياد بن مينا عن أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري. وكانت له صحبة. قال:
اصطحبت أنا وسهيل بن عمرو إلى الشام ليالي أغزانا أبو بكر الصديق. فسمعت سهيلا يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يقول: مقام أحدكم في سبيل الله ساعة خير من عمله عمره في أهله]. قال سهيل: فأنا أرابط حتى أموت ولا أرجع إلى مكة أبدا.
فمات في طاعون عمواس بالشام سنة ثماني عشرة. ويكنى سهيل أبا يزيد.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 9

سهيل بن عمرو بن شمس. بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ابن لؤي. ويكنى أبا يزيد. وخرج إلى حنين مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على شركه حتى أسلم بالجعرانة منصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حنين فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ مائة من الإبل من غنائم حنين.
أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن زياد بن مينا عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري. وكانت له صحبة. قال: اصطحبت أنا وسهيل بن عمرو إلى الشام ليالي أغزانا أبو بكر الصديق. [فسمعت سهيلا يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: مقام أحدكم في سبيل الله ساعة خير من عمله عمره في أهله.] قال سهيل بن عمرو: فأنا أرابط حتى أموت ولا أرجع إلى مكة أبدا. فلم يزل بالشام حتى مات بها في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة في خلافة عمر بن الخطاب.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 284

سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي يكنى أبا يزيد، والد أبي جندل بن سهيل، توفي سنة ثمان عشرة من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عنه: أبو سعد بن أبي فضالة، ويزيد بن عميرة.
روى عبد الله بن المؤمل، عن عطاء، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه سهيل بن عمرو يوم الحديبية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سهل أمركم.
أخبرنا خيثمة بن سليمان، قال: حدثنا الحسن بن مكرم، قال: أخبرنا إسحاق بن سليمان الرازي، قال: سمعت حنظلة بن أبي سفيان، قال: سمعت سالم بن عبد الله: وقوله عز وجل {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم} نزلت في سهيل بن عمرو، وصفوان بن أمية، والحارث بن هشام، كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في الصلاة، فنزلت فيهم هذه الآية.
أخبرنا محمد بن سعد البيوردي، قال: حدثنا محمد بن يحيى الرازي، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، قال: كان المهاجرين والأنصار بباب عمر، فجعل يأذن على قدر منازلهم، وثم سهيل بن عمرو، وعكرمة بن أبي جهل، ووجوه قريش من الطلقاء، فجعل ينظر بعضهم إلى بعض، فقال سهيل بن عمرو: على أنفسكم فاغضبوا، دعي القوم ودعيتم، فأسرع القوم وأبطأتم، فكيف بكم إذا دعيتم إلى أبواب الجنة، والله لا أدع موقفا وقفته مع المشركين مثله، ولا أنفقت نفقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنفقت على المشركين مثله.

  • مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 672

سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي أبو يزيد
والد أبي جندل بن سهيل من أهل مكة انتقل إلى المدينة وأمه حبى بنت قيس بن ضبيس بن ثعلبة بن حيان بن غنم بن مليح بن عمرو بن خزاعة وهو من قريش خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين وهو مشرك وأسلم بالجعرانة وكان من المؤلفة قلوبهم ثم حسن إسلامه وخرج إلى الشام في خلافة عمر غازيا ومات بها في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي
حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، نا الوليد بن عبد الملك بن مسرح، نا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الله بن سهيل بن عمرو، عن أبيه أنه تلا: {وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل، لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون} [الأنعام: 67] قال: «أما والله يا نبي الله لو كنت فهمتها بمكة مثل ما فهمتها اليوم لأسلمت إذ ذاك بمكة»

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1

سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل ابن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي العامري المكي، أو يزيد:
أحد أشراف قريش وخطبائها، ذكر الزبير: أن أمه حبى بنت قيس بن ضبيس بن ثعلبة بن حيان بن غنم بن مليح بن عمرو بن خزاعة، وأنه شهد بدرا مع المشركين، وحرض الناس بمكة للخروج إليها؛ لأن أبا سفيان، لما استنفر قريشا لعيرها التي معه، تخوفا عليها من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حين هموا بها، قام سهيل بن عمرو فقال: يا أهل غالب، أتاركون أنتم محمدا والصباة من أهل يثرب، يأخذون عيراتكم وأموالكم؟ من أراد مالا فهذا مال، ومن أراد قوة فهذه قوة، فقال في ذلك أمية بن أبي الصلت [من الكامل]:

فأسر سهيل يوم بدر، أسره مالك بن الدخشم. وقال في ذلك مالك بن الدخشم [من المتقارب]:
قال: فقدم مكرز بن حفص بن الأخيف العامري، ثم المعيطى، فقاطعهم على فدائه، وقال لهم، اجعلوا رجلى في القيد مكان رجليه، حتى يبعث إليكم بالفداء، ففعلوا ذلك به. وفي ذلك يقول مكرز:
وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وسهيل أسير: دعنى أنزع ثنيته حتى يدلع لسانه، فلا يقوم عليك خطيبا أبدا. وكان سهيل، أعلم، مشقوق الشفة؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعله يقوم مقاما تحمده». وكان الأمر على ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما سيأتي بيانه.
وعلى يد سهيل بن عمرو، انبرم الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم، وبين قريش يوم الحديبية، وقال النبي صلى الله عليه وسلم حين رآه مقبلا إليه: «سهل أمركم». قال الزبير: فأسلم سهيل في الفتح. وكان بعد إسلامه كثير الصلاة والصوم والصدقة. انتهى بالمعنى.
وقال النووي: قال سعيد بن مسلم: لم يكن أحد من كبراء قريش الذين أسلموا يوم الفتح، أكثر صلاة وصوما وصدقة واشتغالا بما ينفعه في آخرته، من سهيل بن عمرو، حتى شحب لونه وتغير، وكان كثير البكاء، رقيقا عند قراءة القرآن، كان يختلف إلى معاذ بن جبل، يقرئه القرآن ويبكى، حتى خرج معاذ من مكة، فقيل له: تختلف إلى هذا الخزرجي؟ لو كان اختلافك إلى رجل من قومك؟ قال: هذا الذي صنع بنا ما صنع، حتى سبقنا كل السبق، لعمري أختلف، لقد وضع الإسلام أمر الجاهلية، ورفع الله بالإسلام قوما كانوا في الجاهلية لا يذكرون، فليتنا كنا مع أولئك فتقدمنا، وإنى لأذكر ما قسم الله لى، في تقدم أهل بيتى من الرجال والنساء، فأسر به، وأحمد الله عليه، وأرجو أن يكون الله تعالى نفعنى بدعائهم، أن لا أكون مت على ما مات عليه نظرائى، فقد شهدت مواطن، أنا فيها معاند للحق.
وذكر ابن الزبير: أنه لما مات النبي صلى الله عليه وسلم، وارتدت العرب، ماج أهل مكة وكادوا يرتدون، فقام فيهم سهيل بمثل خطبة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - بالمدينة، كأنه يسمعها، فسكن الناس وقبلوا منه، وأمير مكة يومئذ عتاب بن أسيد. انتهى.
وذكر ابن عبد البر: أن سهيلا قال في خطبته: والله إنى لأعلم أن هذا الدين سيمتد امتداد الشمس في طلوعها إلى غروبها، فلا يغرنكم هذا من أنفسكم - يعنى أبا سفيان - فإنه ليعلم من هذا الأمر ما أعلم، ولكنه قد جثم على صدره حسد بنى هاشم.
وأتى في خطبته بمثل ما جاء به أبو بكر - رضي الله عنه - بالمدينة.
وذكر النووي أنه قال في خطبته: يا معشر قريش، لا تكونوا آخر من أسلم، وأول من ارتد، والله ليمتدن هذا الدين امتداد الشمس والقمر. في خطبة طويلة.
ومقام سهيل هذا، هو الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لعمر - رضي الله عنه - حين سأله أن ينزع ثنية سهيل، لا يقوم خطيبا على النبي صلى الله عليه وسلم: «إنه يقوم مقاما تحمده».
قال ابن عبد البر: روى ابن المبارك، قال: حدثنا جرير بن حازم قال: سمعت الحسن يقول: حضر الناس باب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وفيهم سهيل بن عمرو، وأبو سفيان بن حرب، وأولئك الشيوخ من قريش، فخرج آذنه، فجعل يأذن لأهل بدر: لصهيب وبلال، وأهل بدر، وكان يحبهم، وكان قد أوصى بهم، فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم قط، إنه ليؤذن لهؤلاء العبيد، ونحن جلوس لا يلتفت إلينا، فقال سهيل بن عمرو: قال الحسن - ويا له من رجل ما كان أعقله: - أيها القوم، إنى والله قد رأيت الذي في وجوهكم، فإن كنتم غضبى فاغضبوا على أنفسكم، دعى القوم ودعيتم، فاسرعوا وأبطأتم، أما والله لما سبقوكم به من الفضل، أشد عليكم فوتا من بابكم هذا، الذي تنافسون عليه، ثم قال: أيها القوم، إن هؤلاء القوم قد سبقوكم بما ترون، ولا سبيل إلى ما سبقوكم به، فانظروا هذا الجهاد فالزموه، عسى الله أن يزرقكم شهادة. ثم نفض ثوبه، وقام ولحق بالشام. قال الحسن: فصدق. والله لا يجعل الله عبدا له، أسرع إليه كعبد أبطأ عنه.
وذكر الزبير عن عمه مصعب، عن نوفل بن عمارة، قال: جاء الحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو، إلى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فجلسا وهو بينهما، فجعل المهاجرون الأولون، يأتون عمر - رضي الله عنه - فيقول: هاهنا يا سهيل، هاهنا يا حارث، فينحيهما عنه، فجعل الأنصار يأتون فينحيهما عنه كذلك، حتى صارا في آخر الناس، فلما خرجا من عند عمر بن الخطاب، قال الحارث بن هشام لسهيل بن عمرو: ألم تر ما صنع بنا؟ فقال سهيل: أيها الرجل، لا لوم عليه، ينبغي أن نرجع باللوم على أنفسنا، دعى القوم فأسرعوا، ودعينا فأبطأنا. فلم قام الناس من عند عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أتياه فقالا له: يا أمير المؤمنين، قد رأينا ما فعل بنا القوم، وعلمنا أن أتينا من قبل أنفسنا. فهل من شيء نستدرك به ما فاتنا من الفضل؟ فقال: لا أعلم إلا هذا الوجه، وأشار لهما إلى ثغر الروم، فخرجا إلى الشام فماتا بها.
قالوا: وكان سهيل بن عمرو، بعد أن أسلم، كثير الصلاة والصوم والصدقة، وخرج بجماعة أهله إلا ابنته هندا إلى الشام مجاهدا حتى ماتوا كلهم هناك، فلم يبق من ولده أحد إلا ابنته هند، وفاختة بنت عقبة بن سهيل، فقدم بها على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ومعها عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وكان الحارث قد خرج مع سهيل، فلم يرجع ممن خرج معهما إلا عبد الرحمن، وفاختة، فقال: زوجوا الشريد الشريدة، ففعلوا، فنشر الله منهما خلقا كثيرا.
قال المدائني: قتل سهيل بن عمرو باليرموك، وقيل: بل مات في طاعون عمواس. قال النووي، استشهد باليرموك، وقيل بمرج الصفر، وذكر القول بوفاته في طاعون عمواس.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1