ابن مهنا سليمان بن مهنا بن عيسى بن مهنا، من آل الفضل بن ربيعة، ويلقب علم الدين: امير عرب الفضل، في بادية حمص والفرات. كان معروفا بالنجدة مواليا لسلاطين مصر والشام قبل ان يملي الامارة. لجأ اليه (قراسنقر) نائب الشام سنة 711 هـ ، خائفا من السلطان الناصر، فرحل معه إلى ملك التتار في ماردين. واقام إلى سنة 732 هـ ، ـ، وعاد فنزل بالرحبة، وابوه وعمه فضل يحذرانه من الوقوع في يد السلطان، فركب بغير علمهما إلى مصر، فأقبل عليه الناصر ولاه امرة العرب بدلا عن اخيه موسى، او بعد وفاة موسى (سنة 742) فاستمر في الامارة إلى ان مات في سليمة وكان شجاعا بطلا جوادا، لولا ان في بعض سيرته اساءت وظالم. قال ابن تغري بردى: من اجل ملوك العرب.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 135
ابن مهنا سليمان بن مهنا بن عيسى الأمير علم الدين أمير العرب. قد مر ذكر أخيه أحمد وسيأتي ذكر أخيه موسى وذكر والده مهنا في حرف الميم مكانيهما -إن شاء الله تعالى. وهو شقيق أخيه أحمد. كان من الشجعان الأبطال يخشاه المغل والمسلمون. ويأكل إقطاع صاحب مصر وإقطاع ملك المغل. ولم يزل له بالبلاد الفراتية نواب وشحاني يستخرجون له الأموال من هيت والحديثة والأنبار وعانة. وكان قد توجه مع الأمير شمس الدين قراسنقر إلى بلاد التتار وأقام هناك سبع عشرة سنة وجاء مع خربند إلى الرحبة، وكان مع المغل. ثم جاء إلى بلاد الإسلام سنة ثلاثين وسبع مائة أو ما قبلها بقليل. وكان إخوته وأبوه وعمه فضل يرفدونه بالذهب وغيره ويخوفونه من السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون ويحذرونه من الوقوع في يده وأخذوا يتعيشون به على السلطان ويمنونه فلما فهم ذلك سليمان ركب بغير علمهم وما طلع خبره إلا من مصر. فقيل له في ذلك، فقال: هؤلاء يأخذون الإقطاعات والإنعامات بسببي من السلطان وخيار من فيهم يسير لي مائتي دينار، فإذا رحت أنا للسلطان زال هذا كله، فأقبل عليه السلطان وأمر له بإقطاع يعمل له مبلغ أربع مائة ألف درهم وأنعم عليه بمائتي ألف درهم. ولم يزل كذلك إلى أن توفي أخوه الأمير مظفر الدين موسى بالقعرة فجاءة في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وسبع مائة، وكانت تلك في فتنة الفخري والطنبغا وهو مع الطنبغا على حلب، فقال له: أنا أتوجه إلى الفخري، فجهزه إليه فجاء إلى الفخري وهو نازل على خان لاجين بظاهر دمشق، وتحيز إليه وتوجه إلى الناصر أحمد بالكرك ورسم له بالإمارة عوض أخيه موسى. فاستقل بإمرة آال فضل إلى أن توفي بسلمية ظهر الاثنين خامس عشرين شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وسبع مائة. ورسم الصالح بالإمرة ليعث بن فضل واعتقل أحمد بن مهنا على ما مر في ترجمته بالأحمدين. وكان علم الدين سليمان المذكور مفرط الكرم، حكى لي الأمير حسام الدين لاجن الغتمي النائب بالرحبة، قال: كنت والي البر بالرحبة، وكان سليمان بن مهنا قد أغار على قفل فأخذه في البرية، وجاء إلى الرحبة، فجهزت إليه رأس غنم وأحضرت له من سنجار حمل شراب، فلما أكل من الكبش وشرب قليلا قال لي: يا حسام، خذ لك هذه الفردة! فأخذتها فوجدتها ملأى قماشا إسكندرانيا -قال: فبعت ما فيها بمبلغ تسعين ألف درهم.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0
سليمان بن مهنا ابن عيسى الأمير علم الدين أمير العرب، قد تقدم ذكر أخيه أحمد، وسيأتي ذكر أخيه موسى ووالده مهنا إن شاء الله تعالى كل منهما في مكانه، وهو شقيق أحمد.
كان علم الدين هذا سليمان من الشجعان، والأبطال الفرسان، زائد الكرم والجود، ليس لنسمات مكارمه ركود، وكان المسلمون والمغل يخشونه ويهابونه، ويدارونه ويخافونه، يأكل إقطاع صاحب مصر ويأخذ أنعامه، وإقطاع ملك التتار وإنعامه، ولا يزال له بالبلاد الفراتية نواب وشحاني، وغلمان يستخرجون له الأموال من القفول وسكان المغاني.
وكان قد توجه مع قراسنقر إلى بلاد التتار، وأقام هناك سبع عشرة سنة، وله فيها ظهور واستتار، وجاء مع خربندا إلى الرحبة وكان مع المغل، وله مع حربهم على الإسلام عمل وشغل، ثم إنه عاد إلى بلاد الإسلام في سنة ثلاثين وسبع مئة أو ما قبلها، وعاد ودخل في الطاعة وأنعم السلطان عليه بإقطاع ولم يؤاخذه، ثم إنه ولي إمرة آل فضل بعد أخيه موسى.
ولم يزل على ذلك إلى أن قر جن سليمان وسكن فما نبس، وصح موته وما التبس.
وتوفي رحمه الله تعالى ظهر يوم الاثنين خامس عشري شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وسبع مئة.
ورسم الصالح إسماعيل لسيف بن فضل بالإمرة، واعتقل أخاه أحمد بن مهنا، على ما مر في ترجمته.
ولما عاد سليمان إلى بلاد المسلمين أقام ببلاد الرحبة وما حولها، وكان أبوه وعمه فضل وإخوته يرفدونه بالذهب وغيره، ويخوفونه من السلطان ويحذرونه من الوقوع في يده، وأخذوا يتعيشون به على السلطان ويمنونه بإحضاره، فلما فهم سليمان ذلك ركب بغير علمهم وما طلع خبره إلا من مصر، فقيل له في ذلك، فقال: هؤلاء يأخذون الإقطاعات والإنعامات من السلطان بسببي، وخير من فيهم يسير إلي مئتي دينار، فإذا رحت أنا إلى السلطان زال هذا كله، ولما وصل أقبل عليه السلطان وأمر له بإقطاع يعمل أربع مئة ألف درهم وأنعم عليه بمئتي ألف، ولم يزل كذلك إلى أن توفي أخوه بالقعرة، وكان في أيام الفخري وهو مع ألطنبغا في حلب فقال: أنا أتوجه إلى الفخري، فجاء إلى الفخري وهو نازل على خان لاجين، وتحيز له وأعرض عن ألطنبغا، وتوجه من دمشق إلى الناصر أحمد بالكرك، ورسم له بالإمرة عوض أخيه موسى، فاستقل بإمرة آل فضل إلى أن توفي سليمان بظاهر سلمية.
وكان مفرط الكرم، حكى الأمير حسام الدين لاجين الغتمي النائب بالرحبة قال: كنت والي البر بالرحبة، وكان سليمان بن مهنا قد أغار على قفل فأخذه في البرية، وجاء إلى الرحبة فجهزت إليه رأس غنم، وأحضرت له من سنجار حمل شراب، فلما أكل وشرب وانتشى قليلا قال لي: يا حسام خذلك هذه الفردة، فأختها، فوجدتها ملأى من القماش الإسكندري، قال: فبعت ما فيها بتسعين ألف درهم.
وكان مقداما شجاعا، ومن إقدامه أنه عارض بريديا وهو متوجه من بغداد ومعه جارية للسلطان الملك الناصر فأمسكها وافتضها وما انتطح فيها عنزان.
وكان معاقرا للشراب ليلا ونهارا لا يفارقه.
دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 2- ص: 454
سليمان بن مهنا بن عيسى بن مهنا سليمان بن مهنا بن عيسى بن مهنا تقدم نسبه في ترجمة أخيه أحمد يلقب علم الدين ولي أمرة العرب وكان شجاعا بطلا توجه مع قراسنقر إلى التتار فأقام هناك سبع عشرة سنة ثم عاد إلى البلاد الإسلامية فأقام بالرحبة وكان أبوه وعمه فضل يرفدونه بالمال ويحذرونه من الوقوع في يد السلطان فطال عليه الأمر فركب بغير علمهم إلى مصر فأقبل عليه الناصر واقطعه اقطاعا وأعطاه جملة من المال ثم ولاه الناصر أحمد امرة العرب عوضا عن أخيه موسى فلم يزل على ذلك إلى أن مات في ربيع الأول سنة 744 وقال ابن حبيب مات في سنة 745 وكان شجاعا جوادا وله ببلاد الفرات نواب يجبون له المال وساد في حياة أبيه وكان أول قدومه على الناصر سنة 711 فأعطاه مائة ألف ثم قدم سنة 713 فرد على أبيه امرة العرب وكان انتزعها منه فأعطاها لأخيه فضل ثم لما كان سنة 715 غضب من اخراج اقطاعه لغيره من أقاربه فلحق بخربندا فأكرمه ثم أكرمه أبو سعيد بعده ثم لم يزل به أخوه موسى إلى أن فارقهم وعاد إلى دمشق فدخل القاهرة ومعه هدية جليلة فأكرمه الناصر ثم لما طرد الناصر أباه مهنا في سنة 720 لحق سليمان بالعراق أيضا وعاث أهله وعربه في التجار والقوافل وقطعوا الطرقات ثم أقلع هو عن ذلك وعاد للطاعة وقدم طائعا
مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 1- ص: 0