سليمان الأعمش سليمان بن مهران الاسدي بالولاء، أبو محمد، الملقب بالاعمش: تابعي، مشهور. اصله من بلاد الري، ومنشأه ووفاته في الكوفة، كان عالما بالقرآن والحديث والفرائض، يروي نحو 1300 حديث، قال الذهبي: كان رأسا في العلم النافع والعمل الصالح. وقال السخاوي: قيل: لم ير السلاطين والملوك والاغنياء في مجلس احقر منهم في مجلس الاعمش مع شدة حاجته وفقره.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 135

الأعمش مر إن اسمه سليمان بن مهران وفي النقد: قد يطلق على إسماعيل بن عبد الله أيضا (انتهى) ولكن الإطلاق ينصرف إلى الأول.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 467

الأعمش اسمه سليمان بن مهران.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 468

الأعمش سليمان بن مهران الأعمش الإمام أبو محمد الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي الحافظ المقرئ. أحد الأئمة الأعلام، يقال إنه ولد بقرية من طبرستان يقال لها أمه سنة إحدى وستين، وتوفي سنة ثمان وأربعين ومائة. رأى أنس بن مالك وهو يصلي، ولم يثبت أنه سمع منه. وكان يمكنه السماع من جماعة من الصحابة. وروى عن عبد الله ابن أبي أوفى وأبي وائل وزيد بن وهب وأبي عمرو الشيباني وخيثمة بن عبد الرحمن وإبراهيم النخعي ومجاهد وأبي صالح وسالم بن الجعد وأبي حازم الأشجعي والشعبي وهلال بن يساف ويحيى بن وثاب وأبي الضحى وسعيد بن جبير وخلق كثير من كبار التابعين. وحدث عنه أمم لا يحصون. قال أبو حفص الفلاس: كان يسمى المصحف من صدقه، وقال القطان: وهو علامة الإسلام وكان صاحب سنة، ومع جلالته في العلم والفضل صاحب ملح ومزاح، سأله داود الحائك: ما تقول في الصلاة خلف الحائك؟ قال: لا بأس بها على غير وضوء. وقيل: ما تقول في شهادة الحائك؟ قال: تقبل مع عدلين. قال ابن عيينة: سبق الأعمش أصحابه بخصال: كان أقرأهم لكتاب الله وأحفظهم للحديث وأعلم بالفرائض. وقال علي بن سعيد النسوي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: منصور أثبت أهل الكوفة، ففي حديث الأعمش اضطراب كثير. وذكر أبو بكر ابن الباغندي أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قال، فقلت: يا رسول الله أيهما أثبت في الحديث: منصور أو الأعمش؟ فقال: منصور! منصور! قال وكيع: سمعت الأعمش يقول: لولا الشهرة لصليت الفجر ثم تسحرت. قال الشيخ شمس الدين: هذا كان مذهب الأعمش، وهو على الذي روى النسائي من حديث عاصم عن زر بن حذيفة قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع. قلت: وقد أكد الإمام فخر الدين رحه مذهب الأعمش ببحث قال منه: لو بحثنا عن حقيقة الليل في قوله تعالى {ثم أتموا الصيام إلى الليل} وجدنا عبارة عن زمان غيبة الشمس بدليل أن الله تعالى سماها بعد المغرب ليلا بعد بقاء الضوء فيه. فثبت أن يكون الأمر من الطرف الأول ومن النهار كذلك، فيكون قبل طلوع الشمس ليلا وإن لم يوجد النهار إلا عند طلوع القرص -انتهى. قلت: الصحيح أن الآية الكريمة قد بينت حرمة أكل الصائم في قوله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} فقد أبانت غاية الأكل والشرب بحتى، فهذا نص صريح في غاية مدة أكل الصائم وشربه في الليل. والأعمش له نوادر وغرائب، وروى له الجماعة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0

الأعمش: "ع"

سليمان بن مهران، الإمام، شيخ الإسلام، شيخ المقرئين والمحدثين، أبو محمد الأسدي، الكاهلي مولاهم، الكوفي، الحافظ. أصله: من نواحي الري. فقيل: ولد بقرية أمه من أعمال طبرستان في سنة إحدى وستين، وقدموا به إلى الكوفة طفلا. وقيل: حملا.

قد رأى أنس بن مالك، وحكى عنه. وروى: عنه، وعن: عبد الله بن أبي أوفى على معنى التدليس، فإن الرجل مع إمامته كان مدلسا، وروى، عن أبي وائل، وزيد بن وهب، وأبي عمرو الشيباني، وإبراهيم النخعي، وسعيد بن جبير، وأبي صالح السمان، ومجاهد، وأبي ظبيان، وخيثمة بن عبد الرحمن، وزر ابن حبيش، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وكميل بن زياد، والمعرور بن سويد، والوليد بن عبادة بن الصامت، وتميم بن سلمة، وسالم بن أبي الجعد، وعبد الله بن مرة الهمدانيو وعمارة بن عمير الليثي، وقيس بن أبي حازم، ومحمد ابن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، وهلال بن يساف، وأبي حازم الأشجعي سلمان، وأبي العالية الرياحي، وإسماعيل بن رجاء، وثابت بن عبيد، وأبي بشر، وحبيب بن أبي ثابت، والحكم، وذر بن عبد الله، وزياد بن الحصين، وسعيد بن عبيدة، والشعبي، والمنهال بن عمرو، وأبي سبرة النخعي، وأبي السفر الهمداني، وعمرو بن مرة، ويحيى بن، وثاب، وخلق كثير من كبار التابعين، وغيرهم.

روى عنه: الحكم بن عتيبة، وأبو إسحاق السبيعي، وطلحة بن مصرف، وحبيب بن أبي ثابت، وعاصم بن أبي النجود، وأيوب السختياني، وزيد بن أسلم، وصفوان بن سليم، وسهيل بن أبي صالح، وأبان بن تغلب، وخالد الحذاء، وسليمان التيمي، وإسماعيل بن أبي خالد -وهم كلهم من أقرانه- وأبو حنيفة، والأوزاعي، وسعيد بن أبي عروبة، وابن إسحاق، وشعبة، ومعمر، وسفيان، وشيبان، وجرير بن حازم، وزائدة، وجرير بن عبد الحميد، وأبو معاوية، وحفص بن غياث، وعبد الله بن إدريس، وعلي بن مسهر، ووكيع، وأبو أسامة، وسفيان بن عيينة، وأحمد بن بشير، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وسعد بن الصلت، وعبد الله بن نمير، وعبد الرحمن بن مغراء، وعثام بن علي، ويحيى بن سعيد الأموي، ويحيى بن سعيد القطان، ويونس ابن بكير، ويعلى بن عبيد، وجعفر بن عون، والخريبي، وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وخلق كثير. آخرهم وفاة: يحيى بن هاشم السمسار، أحد التلفى. وقد قرأ القران على: يحيى بن وثاب، مقرىء العراق.

وقيل: إنه تلا على أبي العالية الرياحي، وذلك ممكن. قرأ عليه: حمزة الزيات، وزائدة بن قدامة. وقرأ الكسائي على زائدة بحروف الأعمش. قال علي بن المديني: له نحو من ألف وثلاث مائة حديث. قال سفيان بن عيينة: كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله، وأحفظهم للحديث، وأعلمهم بالفرائض.

وقال يحيى القطان: هو علامة الإسلام. قال وكيع بن الجراح: كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى.

وقال عبد الله الخريبي: ما خلف الأعمش أعبد منه وقال ابن عيينة: رأيت الأعمش لبس فروا مقلوبا، وبتا تسيل خيوطه على رجليه، ثم قال: أرأيتم لولا أني تعلمت العلم، من كان يأتيني لو كنت بقالا؟ كان يقدر الناس أن يشتروا مني.

قال أبو نعيم: سمعت الأعمش يقول: كانوا يقرؤون على يحيى بن وثاب فلما مات، أحدقوا بي.

وقال أبو أسامة: قال الأعمش: ما أطفتم بأحد إلا حملتموه على الكذب.

الأشج: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الأعمش، قال: استعان بي مالك بن الحارث في حاجة، فجئت في قباء مخرق، فقال لي: لو لبست ثوبا غيره؟ فقلت: امش، فإنما حاجتك بيد الله. قال فجعل يقول في المسجد: ما صرت مع سليمان إلا غلاما.

قال ابن إدريس: سئل الأعمش، عن حديث، فامتنع، فلم يزالوا به حتى استخرجوه منه، فلما حدث به، ضرب مثلا، فقال: جاء قفاف بدراهم إلى صيرفي يريه إياها، فلما ذهب يزنها، وجدها تنقص سبعين، فقال:

وقال نعيم بن حماد: حدثنا ابن عيينة، قال: لو رأيت الأعمش، وعليه فرو غليظ وخفان -أظنه قال: غليظان -كأنه إنسان سائل فقال يوما: لولا القرآن، وهذا العلم عندي، لكنت من بقالي الكوفة.

أخبرنا علي بن أحمد في كتابه، أنبأنا عمر بن محمد، أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي، أنبأنا عبد الله بن محمد، أنبأنا عبيد الله بن حبابة، حدثنا أبو القاسم البغوي، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا الفضل بن موسى، حدثنا الأعمش قال: دخلت على مجاهد فلما خرجت من عنده تبعني بعض أصحابه فقال: سمعت مجاهدا يقول: لو كانت بي قوة لاختلفت إلى هذا يعني الأعمش.

وبه إلى البغوي، حدثني أبو سعيد، حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، سمعت الأعمش يقول: انظروا، لا تنثروا هذه الدنانير على الكنائس.

وسمعته يقول: لا تنثروا اللؤلؤ تحت أظلاف الخنازير.

وبه حدثني زياد بن أيوب، حدثنا أبو سفيان الحميري، عن سفيان بن حسين قال: خرج الأعمش إلى بعض السواد، فأتاه قوم فسألوه، عن الحديث قال: فقال له جلساؤه لو حدثت هؤلاء المساكين فقال: من يعلق الدر على الخنازير؟!.

حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا ابن إدريس، عن الأعمش قال: جلست إلى إياس بن معاوية بواسط، فذكر حديثا، فقلت: من ذكر هذا؟ فضرب لي مثل رجل من الخوارج، فقلت: أتضرب لي هذا المثل، تريد أن أكنس الطريق بثوبي، فلا أمر ببعرة، ولا خنفس إلا حملتها؟!.

حدثنا ابن حميد، حدثنا يعقوب القمي، عن أبي ربعي، عن الأعمش، قال: العمالقة حرورية بني إسرائيل.

حدثني زياد بن أيوب، حدثنا ابن أبي زائدة، حدثنا الأعمش: دخل علي إبراهيم يعودني، وكان يمازحني، فقال: أما أنت، فتعرف في منزلة، أنه ليس من القريتين عظيم.

حدثني محمد بن إسحاق، حدثنا ابن عمير، سمعت أبا خالد الأحمر، سمعت الأعمش يقول: كتبت عن أبي صالح ألف حديث.

حدثني أبو سعيد، حدثنا ابن إدريس، قال لي الأعمش: أما تعجب من عبد الملك بن أبجر، قال: جاءني رجل، فقال: إني لم أمرض، وأنا أشتهي أن أمرض؟ قال فقلت: احمد الله على العافية. قال: أنا أشتهي أن أمرض. قال: كل سمكا مالحا، واشرب نبيذا مريسا،

واقعد في الشمس، واستمرض الله. فجعل الأعمش يضحك، ويقول: كأنما قال له: واستشف الله -عز وجل.

حدثني أبو سعيد، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن الأعمش قال: بلغني أن الرجل إذا نام حتى يصبح -يعني: لم يصل- توركه الشيطان، فبال في أذنه. وأنا أرى أنه قد سلح في حلقي الليلة وذلك أنه كان يسعل.

حدثني صالح، حدثني علي، سمعت يحيى يقول: دخل محمد بن إسحاق على الأعمش، فكلموه فيه ونحن قعود، ثم خرج الأعمش، وتركه في البيت. فلما ذهب، قال الأعمش: قلت له: شقيق. فقال: قل: أبو وائل. قال: وقال: زودني من حديثك حتى آتي به المدينة. قال: قلت: صار حديثي طعاما. وكنت آتي شقيق بن سلمة، وبنو عمه يلعبون بالنرد والشطرنج، فيقول: سمعت أسامة بن زيد، وسمعت عبد الله، وهم لا يدرون فيم نحن؟.

حدثنا محمد بن يزيد الكوفي، أخبرنا أبو بكر بن عياش، قال: كان الأعمش إذا حدث ثلاثة أحاديث، قال: قد جاءكم السيل. يقول أبو بكر: وأنا مثل الأعمش.

قال: وحدثني الأعمش، قال إبراهيم: من تأتي اليوم؟ قلت: أبا وائل. قال: أما إنه قد كان يعد من خيار أصحاب عبد الله. فقال لي أبو وائل: ما يمنعك أن تأتينا؟ فاعتذرت إليه. قال: أما إنه ما هو بأبغض إلي أن تأتيني. فقلت له: كم أكثر من كنت ترى عند إبراهيم؟ قال: ثلاثة، أربعة، اثنين.

حدثنا محمد بن يزيد، أخبرنا أبو بكر، عن الأعمش، قال: خرج مالك إلى متنزه له، فمطرت السماء، فرفع رأسه، فقال: لئن لم تكف، لأوذينك. قال فأمسك المطر. فقيل: له أي شيء أردت أن تصنع قال: أن لا أدع من يوحده إلا قتلته فعلمت أن الله يحفظ عبده المؤمن.

حدثنا محمد، أخبرنا أبو بكر قال لي سفيان التمار: أتتني أم الأعمش به فأسلمته إلي وهو غلام فذكرت ذلك للأعمش فقال ويل أمه ما أكبره.

ابن الأعرابي في "معجمه": سمعت الدقيقي، سمعت علي بن الحسن بن سليمان، سمعت أبا معاوية، سمعت الأعمش يقول: تزوج جني إلينا، فقلنا: إيش تشتهون من الطعام؟ قال الأرز. فأتينا بالأرز، فجعلت أرى اللقم ترفع، ولا أرى أحدا. قلت: فيكم هذه الأهواء؟ قال: نعم.

حدثنا محمد بن يزيد، حدثنا أبو خالد، ذكر الأعمش -يعني حديث: "ذاك بال الشيطان في أذنه" -فقال: ما أرى عيني عمشت إلا من كثرة ما يبول الشيطان في أذني، وما أظنه فعل هذا قط.

قلت: يريد أن الأعمش كان صاحب ليل وتعبد.

حدثنا زياد بن أيوب، سمعت هشيما يقول: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله ولا أجود حديثا من الأعمش، ولا أفهم ولا أسرع إجابة لما يسأل عنه من ابن شبرمة.

حدثني أحمد بن زهير، سمعت إبراهيم بن عرعرة، سمعت يحيى القطان إذا ذكر الأعمش، قال: كان من النساك، وكان محافظا على الصلاة في جماعة، وعلى الصف الأول، وهو علامة الإسلام. وكان يحيى يلتمس الحائط حتى يقوم في الصف الأول.

حدثنا علي بن سهل، أخبرنا عفان، أخبرنا أبو عوانة، قال: جاء رقبة إلى الأعمش، فسأله، عن شيء، فكلح في وجهه. فقال له رقبة: أما والله ما علمتك لدائم القطوب، سريع الملال، مستخف بحق الزوار، لكأنما تسعط الخردل إذا سئلت الحكمة.

وبه قال أبو عوانة: كانت للأعمش عندي بضاعة، فكنت آتيه، فأقول: قد ربحت كذا، وربحت كذا وما حركتها.

حدثنا محمد بن هارون، أخبرنا نعيم بن حماد، أخبرنا سفيان، عن عاصم سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يقول: ما أحد أعلم بحديث ابن مسعود من الأعمش. ثم قال نعيم: وسمعت ابن المبارك يقول: سمعت الأعمش يحلف أن لا يحدثني، ويقول: لا أحدث قوما وهذا التركي فيهم. وسمعت جريرا يقول: كنا نرقعها عند الأعمش، ولم يكن فينا أحفظ من أبي معاوية. وسمعت ابن عيينة يقول: سمعت الأعمش يقول: ليس بيننا وبين القوم إلا ستر.

حدثنا محمود بن غيلان، قال: قال أبو نعيم: سمعت الأعمش يقول لأبي معاوية: أما أنت فقد ربطت رأس كبشك قلت: يعني وعى عنه علما جما.

حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا يحيى بن آدم أخبرنا حفص بن غياث سمعت الأعمش يقول كنت إذا خلوت بأبي إسحاق حدثنا بحديث عبد الله غضا ليس عليه غبار.

حدثنا أبو سعيد الأشج، أخبرنا ابن إدريس قال: سألت الأعمش عن حديث، فقال: لا أجيبك إلى الأضحى. فقلت: لا آتيك إلى الأضحى.

فمكثت حتى حان وقتي ووقته، ثم أتيت المسجد، فلم أكلمه، وجلست ناحية وحوله جماعة، وابنه يكتب في الأرض سلوه عن

كذا سلوه عن كذا. فإذا دخل رجل، لم يسلم، فإذا أراد أن يبزق، خرج فقلت: يا أبا محمد! ما هذا الذي حدث في مجلسك؟! فقال: ابن إدريس؟ قلت: نعم. فسلم علي سلاما لم يكن ليسلمه علي قبل ذلك، وساءلني مساءلة لم يكن يسألني عنها، وكان يعجبه أن يكون للعربي مرارة.

حدثنا أبو سعيد، أخبرنا أبو خالد: كنا عند الأعمش، فسألوه عن حديث، فقال لابن المختار: ترى أحدا من أصحاب الحديث؟ فغمض عينيه، وقال: ما أرى أحدا يا أبا محمد، فحدث به.

حدثني أبو سعيد، أخبرنا أبو خالد الأحمر، سمعت الأعمش يقول: ما ظنكم برجل أعور، عليه قباء وملحفة موردة، جالسا مع الشرط -يعني: إبراهيم.

حدثني أبو سعيد الأشج، حدثني محمد بن يحيى الجعفي، عن حفص بن غياث قال: قيل للأعمش أيام زيد: لو خرجت؟ قال: ويلكم! والله ما أعرف أحدا أجعل عرضي دونه، فكيف أجعل ديني دونه.

حدثني أبو سعيد، أخبرنا ابن نمير، عن الأعمش قال: كنت آتي مجاهدا، فيقول: لو كنت أطيق المشي لجئتك.

حدثنا محمد بن يزيد، أخبرنا أبو بكر بن عياش، أخبرنا مغيرة قال: لما مات إبراهيم اختلفت إلى الأعمش في الفرائض.

حدثني ابن زنجوبة، أخبرنا نعيم بن حماد، أخبرنا عيسى بن يونس، عن الأعمش قال: إني لأسمع الحديث فأنظر ما يؤخذ منه فآخذه وأدع سائره.

قال وكيع: جاؤوا إلى الأعمش يوما. فخرج وقال: لولا أن في منزلي من هو أبغض إلي منكم ما خرجت إليكم قيل: إن أبا داود الحائك سأل الأعمش: ما تقول يا أبا محمد في الصلاة خلف الحائك؟ فقال: لا بأس بها على غير وضوء قال: وما تقول في شهادته؟ قال: يقبل مع عدلين.

وقال أحمد بن عبد الله العجلي: الأعمش ثقة، ثبت، كان محدث الكوفة في زمانه يقال: إنه ظهر له أربعة آلاف حديث ولم يكن له كتاب قال: وكان يقرىء القرآن وهو رأس فيه وكان فصيحا وكان أبوه من سبي الديلم وكان عسرا سيىء الخلق وكان لا يلحن حرفا، وكان عالما بالفرائض وكان فيه تشيع ولم يختم عليه سوى ثلاثة طلحة بن مصرف، وكان أسن منه، وأفضل وأبان بن تغلب، وأبو عبيدة بن معن.

قلت: مراد العجلي أنهم ختموا عليه تلقينا، وإلا فقد ختم عليه حمزة، وغيره عرضا.

قال عيسى بن يونس: لم نر نحن مثل الأعمش، وما رأيت الأغنياء عند أحد أحقر منهم عنده مع فقره وحاجته.

قلت: كان عزيز النفس، قنوعا، وله رزق على بيت المال في الشهر خمسة دنانير قررت له في أواخر عمره.

وكان والد وكيع -وهو الجراح بن مليح- على بيت المال، فلما أتاه وكيع ليأخذ قال له: ائتني من أبيك بعطائي حتى أحدثك بخمسة أحاديث.

روى علي بن عثام بن علي، عن أبيه، قال: قيل للأعمش ألا تموت فنحدث عنك؟ فقال: كم من حب أصبهاني، قد انكسر على رأسه كيزان كثيرة.

وورد: أن الأعمش قرأ القرآن على: زيد بن وهب، وزر بن حبيش، وإبراهيم النخعي، وأنه عرض على: أبي عالية الرياحي، وعلى مجاهد، وعاصم بن بهدلة، وأبي حصين، وله قراءة شاذة، ليس طريقها بالمشهور.

قال أبو بكر بن عياش: كان الأعمش يعرض القرآن، فيمسكون عليه المصاحف، فلا يخطىء في حرف. التبوذكي: عن أبي عوانة، قال: أعطيت امرأة الأعمش خمارا، فكنت إذا جئت، أخذت بيده، فأخرجته إلي، فقلت: له إن لي إليك حاجة. قال: ما هي؟ قلت: إن لم تقضها، فلا تغضب علي. قال: ليس قلبي في يدي. قلت: أمل علي. قال: لا أفعل. علي بن سعيد النسوي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: منصور أثبت أهل الكوفة، ففي حديث الأعمش اضطراب كثير.

إسحاق بن راهويه: حدثنا وكيع، سمعت الأعمش يقول: لولا الشهرة لصليت الفجر، ثم تسحرت.

قال عيسى بن يونس: أرسل الأمير عيسى بن موسى إلى الأعمش بألف درهم وصحيفة، ليكتب فيها حديثا. فكتب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، وقل هو الله أحد، ووجه بها إليه. فبعث إليه: يا ابن الفاعلة! ظننت أني لا أحسن كتاب الله؟ فبعث إليه: أظننت أني أبيع الحديث؟.

قال عيسى بن يونس: أتى الأعمش أضياف، فأخرج إليهم رغيفين، فأكلوهما. فدخل، فأخرج لهم نصف حبل قت، فوضعه على الخوان، وقال: أكلتم قوت عيالي، فهذا قوت شاتي، فكلوه.

وخرجنا في جنازة، ورجل يقوده، فلما رجعنا عدل به، فلما أصحر قال: أتدري أين أنت؟ أنت في جبانة كذا، ولا أردك حتى تملأ ألواحي حديثا قال: اكتب. فلما ملأ الألواح رده، فلما دخل الكوفة دفع ألواحه لإنسان، فلما أن انتهى الأعمش إلى بابه تعلق به وقال: خذوا الألواح من الفاسق فقال: يا أبا محمد قد فات، فلما أيس منه قال: كل ما حدثتك به كذب. قال: أنت أعلم بالله من أن تكذب.

قال عبد الله بن إدريس: قلت: للأعمش يا أبا محمد! ما يمنعك من أخذ شعرك؟ قال: كثرة فضول الحجامين قلت: فأنا أجيئك بحجام لا يكلمك حتى تفرغ فأتيت جنيدا الحجام، وكان محدثا فأوصيته فقال: نعم، فلما أخذ نصف شعره قال: يا أبا محمد كيف حديث حبيب بن أبي ثابت في المستحاضة فصاح صيحة وقام يعدو وبقي نصف شعره بعد شهر غير مجزوز سمعها علي بن خشرم منه.

وقال عيسى بن يونس: خرج الأعمش، فإذا بجندي، فسخره ليخوض به نهرا. فلما ركب الأعمش قال: {سبحان الذي سخر لنا هذا}، فلما توسط به الأعمش قال: {وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين}. ثم رمى به.

أخبرنا إسحاق بن أبي بكر، أنبأنا يوسف بن خليل، أنبأنا أحمد بن محمد اللبان، أنبأنا أبو علي المقرىء، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم حدثنا الأبار، حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا زيد بن الحباب، عن حسين بن واقد، قال: قرأت على الأعمش، فقلت: له كيف رأيت قراءتي؟ قال: ما قرأ علي علج أقرأ منك.

وبه إلى أبي نعيم، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن الخزز الطبراني، حدثنا أحمد بن حرب الموصلي، حدثنا محمد بن عبيد قال: جاء رجل نبيل كبير اللحية إلى الأعمش فسأله، عن مسألة خفيفة في الصلاة فالتفت إلينا الأعمش فقال: انظروا إليه لحيته تحتمل حفظ أربعة آلاف حديث ومسألته مسألة صبيان الكتاب.

قال جرير بن عبد الحميد: كان الأعمش إذا سألوه، عن حديث فلم يحفظه، جلس في الشمس، فيعرك بيديه عينيه، فلا يزال حتى يذكره.

إبراهيم بن رستم الأصبهاني: حدثنا أبو عصمة، عن الأعمش قال: آية التقبل الوسوسة؛ لأن أهل الكتابين لا يدرون ما الوسوسة، وذلك لأن أعمالهم لا تصعد إلى السماء.

عن أبي بكر بن عياش، قال: رأيت الأعمش يلبس قميصا مقلوبا، ويقول: الناس مجانين يجعلون الخشن مقابل جلودهم.

وقيل: إن الأعمش كان له ولد مغفل فقال له: اذهب فاشتر لنا حبلا للغسيل فقال: يا أبة طول كم؟ قال: عشرة أذرع قال: في عرض كم؟ قال في عرض مصيبتي فيك.

ذكر رواية الأعمش عن أنس بن مالك:

أخبرنا بيبرس العقيلي وأيوب الأسدي قالا، أنبأنا محمد بن سعيد الصوفي، أنبأنا أحمد بن المقرب، أنبأنا طراد النقيب، أنبأنا علي العيسوي، أنبأنا محمد بن عمرو، حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش. قال: رأيت أنسا -رضي الله عنه- بال فغسل ذكره غسلا شديدا ثم توضأ، ومسح على خفيه فصلى بنا، وحدثنا في بيته.

هذا حديث صالح الإسناد، بين فيه الأعمش أن أنس بن مالك حدثهم في منزله.

أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة، أنبأنا أبو المكارم التيمي، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الأصبهاني، حدثنا حبيب القزاز، حدثنا يوسف القاضي، حدثنا مسدد، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا الأعمش قال: رأيت أنس بن مالك يصلي في المسجد الحرام إذا رفع رأسه من الركوع رفع صلبه حتى يستوي بطنه. هذا حديث صحيح الإسناد.

وبه إلى أبي نعيم، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي حدثنا الأعمش، عن أنس قال: توفي رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقيل له: أبشر بالجنة فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أفلا تدرون فلعله قد تكلم بما لا يعنيه أو بخل بما لا ينفعه".

غريب، يعد في أفراد عمر بن حفص؛ شيخ البخاري.

وبه قال أبو نعيم: حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد المعدل، حدثنا عبد الله بن محمد المخرمي، حدثنا عيسى بن جعفر، حدثنا أحمد بن داود الحراني سمعت عيسى بن يونس سمعت الأعمش يقول: كان أنس بن مالك يمر بي طرفي النهار فأقول: لا أسمع منك حديثا خدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم جئت إلى الحجاج حتى ولاك؟ ثم ندمت فصرت أروي، عن رجل عنه.

وبه حدثنا محمد بن محمد أبو جعفر البغدادي المقرىء، حدثنا عبد الله بن أيوب القربي، حدثنا معاذ بن أسد "ح" وبه إلى أبي نعيم، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا جعفر الفريابي، حدثنا داود بن مخراق قالا: حدثنا الفضل بن موسى، حدثنا الأعمش، عن أنس بن مالك قال: كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر فمر على شجرة يابسة فضربها بعصا كانت في يده فتناثر الورق فقال: "إن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يساقطن الذنوب كما تساقط هذه الشجرة ورقها".

هذا حديث غريب، ورواته ثقات.

وبه حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم القاضي، حدثنا علي بن أحمد بن النضر، حدثنا عاصم بن علي "ح". وحدثنا عبد الملك بن الحسن، حدثنا أحمد ابن يحيى الحلواني، حدثنا أحمد بن يونس قالا: حدثنا أبو شهاب عبد ربه الحناط، حدثنا الأعمش، عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ويل للمالك من المملوك، وويل للمملوك من المالك، وويل للشديد من الضعيف، وويل للضعيف من الشديد، وويل للغني من الفقير، وويل للفقير من الغني".

وبه حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثنا الحسين ابن حفص،

حدثنا أبو مسلم قائد الأعمش، عن الأعمش، عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "يا جبريل هل ترى ربك؟ قال: إن بيني وبينه تسعين حجابا من نار -أو نور- لو دنوت من أدناها، لاحترقت".

هذا حديث منكر، وأبو مسلم: ليس بمعتمد.

وبه حدثنا الحسين بن محمد الزبيري، حدثنا أحمد بن حمدون الأعمشي، ومحمد بن إبراهيم، قالا: حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله، حدثنا سعيد بن الصباح، حدثنا الثوري، عن الأعمش، عن ابن أبي أوفى: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "الخوارج كلاب النار"  هذا رواه: الناس، عن إسحاق الأزرق، عن الأعمش.

وقد طلب الأعمش وكتب العلم بالكوفة، قبل موت عبد الله بن أبي أوفى بأعوام، وهو معه ببلده، فما أبعد أن يكون سمع منه.

قرأت هذه الأحاديث السبعة على إسحاق بن النحاس، أخبركم ابن خليل، أنبأنا أبو المكارم فذكرها ومن أعلى روايته:

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد والمسلم بن علان وأحمد بن عبد السلام إذنا قالوا، أنبأنا عمر بن محمد، أنبأنا هبة الله بن محمد، أنبأنا محمد بن محمد بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي حدثنا محمد بن سليمان الواسطي ومحمد بن خالد بن يزيد الآجري قالا، أنبأنا أبو نعيم حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، ولا اللقمة واللقمتان، ولكن المسكين الذي لا يسأل الناس، ولم يفطن بمكانه فيعطى".

أخبرنا أحمد بن المؤيد السهروردي، أنبأنا أحمد بن صرما والفتح بن عبد الله ببغداد، أنبأنا محمد بن عمر الأرموي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا علي بن عمر الحربي حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي حدثنا يحيى ابن معين حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من أقال مسلما عثرته أقاله الله يوم القيامة"  أخرجه أبو داود، عن يحيى.

أخبرنا أبو الغنائم بن محاسن، أنبأنا جدي لأمي عبد الله بن أبي نصر القاضي سنة عشرين وست مائة، أنبأنا عيسى بن أحمد الدوشابي، أنبأنا الحسين بن علي بن البسري، أنبأنا عبد الله بن يحيى السكري، أنبأنا إسماعيل ابن محمد الصفار حدثنا سعدان بن نصر حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن قبيصة بن جابر قال قال عمر لا أوتى بمحل ولا محلل له إلا رجمتهما".

كتب إلي عبد الله بن يحيى الجزائري، أنبأنا إبراهيم بن بركات، أنبأنا أبو القاسم الحافظ، أنبأنا علي بن إبراهيم الحسيني، أنبأنا أحمد بن علي الحافظ أخبرني عبد الملك بن عمر، أنبأنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا أبو القاسم هبة الله بن جعفر المقرىء، حدثنا محمد بن يوسف بن يعقوب حدثنا إدريس بن علي، حدثنا السندي بن عبدويه حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن منصور بن المعتمر، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر، عن علي سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "يا علي! إنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق".

وهذا وقع أعلى من هذا بخمس درجات في "جزء الذهلي"، وغيره.

جعفر بن محمد بن عمران، حدثنا أبو يحيى الحماني، عن الأعمش: سمعت أنسا يقرأ: "إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا" فقيل: له يا أبا حمزة "وأقوم قيلا" فقال: أقوم وأصوب واحد.

ويقال: إن الأعمش كان ربما خرج إليهم وعلى كتفه مئزر العجين. وإنه لبس مرة فروا مقلوبا فقال له قائل: يا أبا محمد! لو لبستها وصوفها إلى داخل، كان أدفأ لك! قال: كنت أشرت على الكبش بهذه المشورة.

قالوا: مات الأعمش في ربيع الأول، سنة ثمان وأربعين ومائة، بالكوفة. ومات معه فيها: شيخ المدينة: جعفر بن محمد الصادق، وشيخ مصر: عمرو بن الحارث الفقيه، وشيخ حمص: محمد بن الوليد الزبيدي، وشيخ واسط: العوام بن حوشب، وقاضي الكوفة ومفتيها: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

قرأت على الحسن بن علي، أنبأنا سالم بن الحسن، أنبأنا نصر الله بن عبد الرحمن، أنبأنا أبو سعيد بن خشيش، أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا عثمان بن أحمد، حدثنا محمد بن عبيد الله المنادي، حدثنا حفص بن غياث قال: أتيت أنا وصاحب لي إلى الأعمش نسمع منه فخرج إلينا وعليه فروة مقلوبة قد أدخل رأسه فيها فقال: لنا تعلمتم السمت تعلمتم الكلام أما والله ما كان الذين مضوا هكذا وأجاف الباب أو قال: يا جارية أجيفي الباب، ثم خرج إلينا فقال: هل تدرون ما قالت الأذن؟ قالت: لولا أني أخاف أن أقمع بالجواب، لطلت كما يكول الكساء. قال حفص: فكم من كلمة أغاظني صاحبها، منعني أن أجيبه قول الأعمش.

أخبرنا سليمان بن قدامة القاضي، أنبأنا جعفر الهمداني، أنبأنا السلفي، أنبأنا المبارك بن عبد الجبار، أنبأنا العتيقي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عدي، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي، سمعت أبا داود يقول: قيل للأعمش: لو أدركت عليا قاتلت معه قال: لا ولا أسأل عنه لا أقاتل مع أحد أجعل عرضي دونه فكيف ديني دونه؟!.

قال أبو الحسين بن المنادي: قد رأى أنسا إلا أنه لم يسمع منه. ورأى أبا بكرة الثقفي، وأخذ له بركابه، فقال له: يا بني إنما أكرمت ربك عز وجل. قلت: لم يصح هذا.

روى أحمد بن عبد العزيز الأنصاري، عن وكيع، عن الأعمش قال: رأيت أنسا، وما منعني أن أسمع منهإلا استغنائي بأصحابي.

وقال القاسم بن عبد الرحمن، ورأى الأعمش: هذا الشيخ أعلم الناس بقول ابن مسعود.

وعن ابن عيينة: سبق الأعمش الناس بأربع: كان أقرأهم للقرآن، وأحفظهم للحديث، وأعلمهم بالفرائض، وذكر خصلة أخرى.

قال هشيم: ما رأيت بالكوفة أحدا كان أقرأ من الأعمش.

وقال زهير بن معاوية: ما أدركت أحدا أعقل من الأعمش ومغيرة.

وقال أحمد: أبو إسحاق والأعمش رجلا أهل الكوفة.

قال أبو داود السجستاني: عند شعبة، عن الأعمش: نحو من خمس مائة حديث، أخطأ فيها في أكثر من عشرة أحاديث.

وكان عند وكيع عنه ثمان مائة. وسفيان أعلمهم بالأعمش.

قال محمد بن خلف التيمي: عن أبي بكر بن عياش، قال: كنا نسمي الأعمش سيد المحدثين، كنا نجيء إليه إذا فرغنا من الدوران، فيقول: عند من كنتم؟ فنقول: عند فلان. فيقول: طبل مخرق. ويقول: عند من كنتم؟ فنقول: عند فلان. فيقول: طير طيار ونقول: عند فلان فيقول: دف وكان يخرج إلينا شيئا فنأكله فقلنا يوما: لا يخرج شيئا إلا أكلتموه فأخرج شيئا فأكلناه وأخرج فأكلناه فدخل فأخرج فتيتا فشربناه فدخل وأخرج إجانة وقتا وقال: فعل الله بكم وفعل أكلتم قوتي وقوت المرأة، وشربتم فتيتها هذا علف الشاة قال: فمكثنا ثلاثين يوما لا نكتب عنه فزعا منه حتى كلمنا إنسانا عطارا كان يجلس إليه حتى كلمه لنا.

قال أبو خالد الأحمر: سئل الأعمش عن حديث، فقال لابن المختار: ترى أحدا من أصحاب الحديث؟ فغمض عينيه، وقال: لا أرى أحدا يا أبا محمد، فحدث به.

روى الكوسج، عن ابن معين، قال: الأعمش ثقة. وقال النسائي: ثقة، ثبت.

روى شريك، عن الأعمش، قال: لم يكن إبراهيم يسند الحديث لأحد إلا لي، لأنه كان يعجب بي.

قال أبو عوانة، وعبد الله بن داود: مات الأعمش سنة سبع وأربعين ومائة. وقال وكيع، والجمهور: سنة ثمان. زاد أبو نعيم: في ربيع الأول، وهو ابن ثمان وثمانين سنة.

ذكر أصحاب الأعمش:

قال النسائي:

الطبقة الأولى: منهم سفيان، وشعبة، ويحيى القطان.

الطقبة الثانية: زائدة، ويحيى بن أبي زائدة، وحفص بن غياث.

الطبقة الثالثة: أبو معاوية، وجرير بن عبد الحميد، وأبو عوانة.

الطبقة الرابعة: ابن المبارك، وفضيل بن عياض، وقطبة بن عبد العزيز، ومفضل بن مهلهل، وداود الطائي.

الطبقة الخامسة: عبد الله بن إدريس، وعيسى بن يونس، ووكيع، وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، وعبد الله بن داود، والفضل بن موسى، وزهير بن معاوية.

الطقبة السادسة: عبد الواحد بن زياد، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير.

الطبقة السابعة: عبيدة بن حميد، وعبدة بن سليمان.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 6- ص: 344

سليمان الأعمش ومنهم الإمام المقرئ، الراوي المفتي، كان كثير العمل، قصير الأمل، من ربه راهبا ناسكا، ومع عباده لاعبا ضاحكا، سليمان بن مهران الأعمش، وقيل: إن التصوف موافقة الحق ومضاحكة الخلق

حدثنا أبو حامد بن جبلة، نا محمد بن إسحاق بن راهويه، أنبأنا حيوة بن شريح الحمصي، نا مبشر بن عبيد، عن الأعمش قال: «قرأت القرآن على يحيى بن وثاب، وقرأ يحيى على علقمة - أو مسروق - وقرأ هو على عبد الله بن مسعود، وقرأ عبد الله بن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، نا أبو نعيم قال: سمعت الأعمش، يقول: «كانوا يقرءون على يحيى بن وثاب وأنا جالس، فلما مات أحدقوا بي»

حدثنا أحمد بن جعفر بن سالم، ثنا أحمد بن علي [ص:47] الأبار، ثنا إبراهيم بن سعيد، نا زيد بن الحباب، عن الحسين بن واقد قال: قرأت على الأعمش فقلت له: كيف رأيت قراءتي؟ قال: «ما قرأ علي علج أقرأ منك»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، نا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم نا سفيان بن عيينة قال: قال الأعمش: «ما كان بيننا وبين البدريين إلا ستر» ثم قال: ثنا زيد بن وهب، نا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق، نا أبو العباس السراج، نا قتيبة قال: قال جرير: كان الأعمش إذا خرج فسألوه عن حديث فلم يحفظه كان يجلس في الشمس يقول بيديه في عينيه، فلا يزال يعركهما ويعركهما حتى يذكره، فإذا ذكره قال: هات عن أي شيء سألت فيجيبه "

حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، نا أبو العباس السراج، ثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، نا عبد الرزاق، عن ابن عيينة قال: رأيت الأعمش لبس فروا مقلوبا وتبانا تسيل خيوطه على رجليه، ثم قال: أرأيتم لولا أنني تعلمت العلم من كان يأتيني؟ لو كنت بقالا كان يقذرني الناس أن يشتروا مني "

حدثنا سليمان بن أحمد، نا محمد بن الخراز الطبراني، أنبأنا أحمد بن حرب الموصلي قال: سمعت محمد بن عبيد الطنافسي يقول: جاء رجل نبيل كبير اللحية إلى الأعمش، فسأله عن مسألة خفيفة من الصلاة، فالتفت إلينا الأعمش وقال: «انظروا إليه، لحيته تحتمل حفظ أربعة آلاف حديث، ومسألته مسألة صبيان الكتاب»

حدثنا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن صدقة، نا محمد بن الحسن بن تسنيم، نا أبو داود، عن الأعمش قال: قال لي حبيب بن أبي ثابت: «أهل الحجاز وأهل مكة أعلم بالمناسك» قال: فقلت له: فأنت عنهم وأنا عن أصحابي، لا تأتي بحرف إلا جئتك فيه بحديث "

حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم العدل، نا عبد الله بن محمد المخزومي، نا عبيد البزاز، نا عبد الواحد بن نجدة، نا أبو حيوة شريح بن يزيد، عن مبشر بن عبيد قال: سمعت الأعمش، يقول: «العلم في لم؟»

حدثنا عبد العزيز بن محمد المعدل، نا عبد الله بن محمد بن الحجاج المعدل، نا أبو العباس البزاز، نا عبد الوهاب بن الحكم الوراق، نا أبو جعفر الحراني، عن عيسى بن يونس قال: «ما رأينا في زماننا مثل الأعمش، ولا الطبقة الذين [ص:48] كانوا قبلنا، ما رأينا الأغنياء والسلاطين في مجلس قط أحقر منهم في مجلس الأعمش وهو محتاج إلى درهم»

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، نا أحمد بن علي الأبار، نا الحسن بن علي الحلواني، نا نعيم بن حماد، عن سفيان، عن عاصم بن حبيب قال: كان القاسم بن عبد الرحمن يقول: «ليس أحد أعلم بحديث عبد الله من الأعمش»

حدثنا عبد العزيز بن محمد، نا عبد الله بن محمد، نا أحمد بن بكر، - جار بشر نا محمد بن خلف قال: سمعت ضرار بن صرد، يقول: سمعت شريكا، يقول: " ما كان هذا العلم إلا في العرب وأشراف الملوك، فقال له رجل من جلسائه: وأي نبل كان للأعمش؟ قال شريك: «أما لو رأيت الأعمش ومعه لحم يحمله وسفيان الثوري، عن يمينه، وشريك عن يساره، وكلاهما ينازعه حمل اللحم لعلمت أن ثم نبلا كثيرا»

حدثنا عبد العزيز بن محمد، نا عبد الله بن محمد، نا أبو سهل محمد بن الحسن، نا أبو عبد الله بن يحيى بن معين، ثنا ابن وارة الرازي، أنبأنا عبيد الله بن موسى، عن الأعمش قال: «أعظم الخيانة أداء الأمانة إلى الخائنين» وقال الأعمش: «نقض العهد وفاء العهد لمن ليس له عهد»

حدثنا أحمد بن جعفر، نا أحمد بن علي الأبار، نا محمد بن حميد، نا جرير قال: " ذكر الإرجاء عند الأعمش، فقال: «ما نرجو من رأى أنا أكبر منه»

حدثنا أحمد بن جعفر، نا أحمد بن علي الأبار، نا أبو عبد الرحمن قال: قال ابن نمير: جاء رجل إلى الأعمش فقال: كلم لي فلانا - لرجل كان يشرب الخمر - قال: والله ما كلمته قط، قال: إنه قد أخذني في الخراج، فأرجو إن كلمته أن يقبل، قال: فجاءه وكان بين أيديهم خمر يشربونه، قال: فقال الرجل: لأسقينه خمرا قبل أن يخرج، قال: فرفعوه فدخل الأعمش، فكلمه قال: نعم فدعا بالصحيفة فمحا ما كان عليه، وقال: تغد يا أبا محمد، قال: فتغدى، فقال: «اسقوني ماء» فقال الرجل: هات نبيذا يا غلام، قال: «لا، اسقوني ماء»، ثم قال: اسقوني ماء، فقال الرجل: هات نبيذا يا غلام، فقال: «لا، اسقوني ماء» فقال [ص:49] الرجل: أليس قال: إذا دخلت على أخيك فكل من طعامه، واشرب من شرابه؟ فقال الأعمش: «لست أنت من أولئك» فخرج الأعمش ولم يشرب إلا الماء

حدثنا سليمان بن أحمد قال: ثنا أحمد بن داود، قال: ثنا علي بن بحر، قال: ثنا عيسى بن يونس قال: بعث عيسى بن موسى بألف درهم إلى الأعمش، وصحيفة ليكتب له فيها حديثا، فأخذ الأعمش الألف درهم وكتب في الصحيفة: " بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد حتى ختمها وطوى الصحيفة وبعث بها إليه، فلما نظر فيها بعث إليه: يا ابن الفاعلة، ظننت أني لا أحسن كتاب الله، فكتب إليه الأعمش: «أفظننت أني أبيع الحديث، ولم يكتب له، وحبس المال لنفسه»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني إسماعيل بن بهرام الكوفي، قال: ثنا أبو أسامة، أن الأعمش، عوتب في إتيانه أخا ليقطين القائد، فقال: «أنزلته منزلة الحش احتيج إليه فأتي»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا محمد بن مسعود، قال: ثنا عبد الرزاق، عن معمر قال: جئت الأعمش ومعي أحاديث أريد أن أسأله عنها، وإلى جنبه رجل من بني مخزوم، فقلت: يا أبا محمد، كيف حديث كذا وكذا؟ فقال: «ليس به بأس» فقلت: حديث كذا وكذا؟ قال: «مكروه» فقال المخزومي: إنه قد رحل إليك؟ قال: «قد عرفت، ولكنه يمارس قرناء»

حدثنا محمد بن علي، قال: ثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: ثنا أبو بكر بن زنجويه، قال: ثنا عبد الرزاق قال: أخبرني بعض أصحابنا، أن الأعمش، قام من النوم لحاجة، فلم يصب ماء، فوضع يده على الجدار فتيمم، ثم نام فقيل له في ذلك، قال: «أخاف أن أموت على غير وضوء» قال عبد الرزاق: وربما فعله معمر "

حدثنا محمد بن علي، قال: ثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا محمود بن غيلان قال: قال وكيع: كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى، واختلفت إليه قريبا من ستين، فما رأيته يقضي ركعة "

حدثنا محمد بن علي، قال: ثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو سعيد الأشج، قال: ثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الأعمش قال: " استعان بي مالك بن الحارث في حاجة، فجئت في قباء مخرق فقال: " لو لبست ثوبا غيره [ص:50]، فقلت: امش، فإنما حاجتك بيد الله، قال: فجعل يقول في المسجد: ما صرت مع سليمان إلا غلاما "

حدثنا محمد بن علي، قال: ثنا عبد الله بن محمد، حدثني أحمد بن زهير، قال: ثنا إبراهيم بن عرعرة قال: سمعت يحيى القطان، إذا ذكر الأعمش قال: كان من النساك، وكان محافظا على الصلاة في الجماعة، وعلى الصف الأول، قال يحيى: وهو علامة الإسلام، وكان يحيى يلتمس الحائط حتى يقوم في الصف الأول "

حدثنا محمد بن علي، ثنا عبد الله أبو سعيد الأشج، ثنا محمد بن يحيى الجعفي، عن حفص بن غياث قال: قيل للأعمش أيام زيد بن علي: لو خرجت، قال: «ويلكم، والله ما أعرف أحدا أجعل عرضي دونه، فكيف أجعل ديني دونه»

حدثنا محمد بن علي، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا زياد بن أيوب قال: سمعت هشيما، يقول: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله، ولا أجود حديثا من الأعمش

أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، في كتابه، ثنا محمد بن أيوب، ثنا سهل بن عثمان، ثنا حفص بن غياث قال: سمعت الأعمش، يقول: «يوشك إن احتبس علي الموت إن وجدته بالثمن اشتريته»

حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان بن عيينة قال: قال الأعمش: «كنا نعد أهل السوق شرارنا، وإنا لنعدهم اليوم خيارنا»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا زياد بن أيوب، ثنا يحيى بن أبي زائدة، ثنا الأعمش قال: " دخل علي إبراهيم يعودني، وكان يمازحني فقال: " أما أنت فيعرف من في منزله أنه ليس برجل من القريتين عظيم

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن الحسن، ثنا عمرو الأودي، ثنا وكيع، عن الحسن بن صالح، عن الأعمش قال: «إن كنا لنشهد الجنازة، فلا ندري من نعزي من حزن القوم»

حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أبو حميد الحمصي أحمد بن محمد بن سيار، ثنا يحيى بن صالح الوحاظي، ثنا منصور بن أبي الأسود قال: سألت الأعمش عن قوله تعالى: {وكذلك نولي بعض الظالمين [ص:51] بعضا بما كانوا يكسبون} [الأنعام: 129] ما سمعتهم يقولون فيه؟ قال: سمعتهم يقولون: «إذا فسد الناس أمر عليهم شرارهم»

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن يحيى، ثنا مسعود بن يزيد، ثنا إبراهيم بن رستم، ثنا أبو عصمة، عن الأعمش قال: «آية الثقيل الوسوسة، لأن أهل الكتابين لا يدرون بالوسوسة، وذلك لأن أعمالهم لا تصعد إلى السماء»

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الرحمن بن سلم، ثنا هناد بن السري، ثنا قبيصة، أنبأنا سفيان، عن الأعمش: {وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع} [الرعد: 26] قال: «مثل زاد الراعي»

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن يحيى، أنبأنا أبو هشام الرفاعي، أنبأنا أبو بكر بن عياش قال: دخلت على الأعمش في مرضه الذي توفي فيه فقلت: أدعو لك الطبيب؟ قال: «ما أصنع به؟ فوالله لو كانت نفسي بيدي لطرحتها في الحش، إذا أنا مت فلا تؤذنن بي أحدا، واذهب بي واطرحني في لحدي»

حدثنا عبد العزيز بن محمد، أنبأنا عبد الله بن محمد بن الحجاج، أنبأنا البزار، أنبأنا أبو هشام الرفاعي قال: سمعت أبا بكر بن عياش، يقول: رأيت الأعمش يلبس قميصا مقلوبا فيقول: الناس مجانين يلبسون الخشن مقابل جلودهم

حدثنا محمد بن علي، أنبأنا عبد الله بن محمد، أنبأنا محمد بن يزيد، أنبأنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش قال: «خرج ملك من الملوك إلى منتزه له، فمطر الملك فرفع رأسه» فقال: لئن لم تكف لأوذينك، فأمسك المطر، فقيل له: أي شيء أردت أن تصنع؟ قال: أردت أن لا أدع أحدا يوحده إلا قتلته، فعلم أن الله يحفظ عبده المؤمن "

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو يحيى الرازي، أنبأنا هناد بن السري، نا قبيصة، عن سفيان، عن الأعمش قال: " كان ملك الموت عليه السلام يظهر للناس فيأتي للرجل فيقول: اقض حاجتك، فإني أريد أن أقبض روحك، قال: فشكي، فأنزل الله عز وجل الداء وجعل الموت خفاء "

حدثنا أبي، ثنا محمد بن جعفر، نا إسماعيل بن زيد، نا إبراهيم بن الأشعث [ص:52]، ثنا الفضيل بن عياض، عن سليمان قال: تعبد رجل من بني إسرائيل في غار، فبعث إبليس شيطانا فدخل الغار، فجعل يصلي معه، فقال له العابد: من أنت؟ قال: أتعبد معك، ثم قال: هل أدلك على أفضل مما نحن فيه؟ قال: وما هو؟ قال: اخرج بنا نطلب قرية نأمر بالمعروف، فأطاعه فأقبل رجل إليهما عند باب القرية، فجعل الشيطان حين رآه يضرط، فأخذه الرجل فذبحه، فقال له العابد: ما صنعت، قتلت خير الناس؟ قال: فقال: إنما هذا شيطان وأنا رحمة رحمك الله بها "

حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، أنبأنا عبد الله بن هانئ، نا سعيد بن يحيى أبو سفيان الحذاء قال: أخذ الأعمش ناحية هذا السواد، فأتاه قوم منهم، فسألوه أن يحدثهم فأبى، فقال بعض جلسائه: يا أبا محمد، لو حدثت هؤلاء المساكين؟ فقال الأعمش: «من يعلق الدر على الخنازير؟»

حدثنا محمد بن علي، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا حميد بن عبد الرحمن قال: سمعت الأعمش يقول: «انظروا أن لا، تنثروا هذه الدنانير على الكباش» - يعني الحديث - وقال حميد: وسمعت أبي يقول: سمعت الأعمش يقول: «لا تنثروا اللؤلؤ تحت أظلاف الخنازير»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا عباس بن عبد العظيم قال: سمعت أبا نعيم يقول: قال عبد السلام: «كان الأعمش إذا حدث يتخشع ويعظم العلم»

حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد، ثنا عبد الله بن محمد الرازي، ثنا أبو عون البزوري، يحدثنا بالحديث ثنا زكريا بن عدي قال: وحدثنا ابن إدريس قال: كان الأعمش ربما يحدثنا بالحديث ثم يقول: «بقي رأس المال» - يعني الإسناد

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث، ثنا الأخنسي، ثنا أبو بكر بن عياش قال: قال رجل للأعمش: " هؤلاء الغلمان حولك؟ قال: اسكت، هؤلاء يحفظون عليك أمر دينك "

حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد المعدل، ثنا عبد الله بن محمد المخزومي، ثنا عيسى بن جعفر، نا أحمد [ص:53] بن داود الحراني قال: سمعت عيسى بن يونس، يقول: سمعت الأعمش، يقول: " كان أنس بن مالك يمر بي في طرفي النهار فأقول: لا أسمع منك حديثا، خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئت إلى الحجاج حتى ولاك قال: «ثم ندمت فصرت أروي عن رجل عنه»

حدثنا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن القاسم، نا مساور، نا الوليد بن الفضل العتري، نا مندل بن علي قال: خرج الأعمش ذات يوم من منزله بسحر، فمر بمسجد بني أسد، وقد أقام المؤذن الصلاة، فدخل يصلي، فافتتح إمامهم البقرة في الركعة الأولى، ثم قرأ في الثانية آل عمران، فلما انصرف قال له الأعمش: أما تتقي الله، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أم الناس فليخفف، فإن خلفه الكبير والضعيف وذا الحاجة»؟ فقال الإمام: قال الله تعالى: {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} [البقرة: 45] فقال الأعمش: «فأنا رسول الخاشعين إليك أنك ثقيل»

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن علي الأبار، نا أبو عبد الرحمن قال: سمعت وكيعا، يقول: اكترى الأعمش من أعرابي، وخرج معه قوم يرجون أن يسمعوا منه، قال: فلما أحرم وكان الجمال يؤذيهم، فاجتمعوا يوما في خيمة، فجاء إليهم وهم مجتمعون، فقام الأعمش فشد إزاره وقام إليه بعمود الخيمة فضربه فشجه، فقالوا: يا أبا محمد، تقوم إليه فتشجه وأنت محرم؟ فقال: «إن من سنة الإحرام ضرب الجمال»

حدثنا سليمان بن أحمد، نا إبراهيم بن نائلة، نا إسماعيل بن عمرو البجلي، نا مندل قال: قلت للأعمش: هل تأذيت بالمسودة قط؟ قال: نعم، كنت في السواد فلقيني رجل منهم عند نهر فقال: " احملني حتى أعبر هذا النهر، فلما استوى على ظهري قال: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين} [الزخرف: 13]، فلما توسطت النهر رميت به وقلت: اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين. ثم تركته يتلبط في ثيابه في النهر، وهربت منه "

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم [ص:54] أنبأنا أحمد بن علي الأبار، نا علي بن حجر قال: نا عمر الحنظلي قال: جاء سفيان بن سعيد إلى الأعمش فسلم عليه، فقال له الأعمش: " كيف أنت يا أبا عبد الله؟ كيف الكاركاه؟ بلغني أنه عامر، وكان في أول ما أخذ سفيان في الحديث، فقال له سفيان: لا تدع المزاح يا أبا محمد على حال؟ قال: ما جاء بك؟ قال: حديث بلغني أنك تحدث به، لا تزال تجيء بالشيء، فقال: ما هو؟ قال: قلت: إن ابن عمر قبل هدايا المختار، فقال: أما سمعت هذا بعد؟ قال: لا، فقال له الأعمش: ثنا حبيب بن أبي ثابت قال: «رأيت هدايا المختار تأتي ابن عباس وابن عمر فيقبلانها»

حدثنا أبو محمد بن حيان، نا عبد الله بن الحسين النيسابوري قال: سمعت الحارث بن أبي أسامة يقول: قلت: لحفص بن أبي حفص الأبار: رأيت الأعمش؟ قال: نعم، وسمعته يقول: «إن الله يرفع بالعلم أو بالقرآن أقواما ويضع به آخرين، وأنا ممن يرفعني الله به، لولا ذلك لكان على عنقي دن صحنا أطوف به في سكك الكوفة»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، أنبأنا محمد بن إسحاق، نا أحمد بن الوليد، نا حامد بن يحيى قال: سمعت سفيان، يقول: جاء شبيب بن شيبة وأصحاب له إلى الأعمش فنادوه على بابه: يا سليمان اخرج إلينا، فقال: من الداخل، «من أنتم؟» قالوا: نحن من الذين ينادونك من وراء الحجرات، فقال: من الداخل، {أكثرهم لا يعقلون} [الحجرات: 4] أدرك الأعمش أيام جماعة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، توفي ابن عمر، وقتل ابن الزبير، وللأعمش ثلاث عشرة سنة، وتوفي جابر بن عبد الله وله ثماني عشرة عاما، وتوفي ابن أبي أوفى وله سبع وعشرون عاما، وتوفي أنس بن مالك وله ثلاث وثلاثون عاما، رأى أنس بن مالك بمكة وسمع منه، ورأى ابن أبي أوفى وسمع منه. كان مولده عام قتل الحسين سنة ستين، ووفاته عام ثمان وأربعين ومائة، روى عن الأعمش جماعة من التابعين منهم: سليمان التيمي، ومحمد بن جحادة، وأبان بن تغلب، وغيرهم

حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا يوسف القاضي، ثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ثنا الأعمش قال: «رأيت أنس بن مالك يصلي في المسجد الحرام، فكان إذا رفع رأسه من الركوع أقام صلبه حتى يستوي بطنه»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، وأبو حامد بن جبلة قالا: ثنا محمد بن إسحاق قال: ثنا قتيبة قال: ثنا جرير، عن الأعمش قال: «رأيت أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه يصلي»

حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن أحمد المقرئ البغدادي قال: ثنا عبد الله بن أيوب القربي قال: ثنا معاذ بن أسد، ح. وحدثنا محمد بن محمد قال: ثنا جعفر الفريابي قال: ثنا داود بن مخراق قال: ثنا الفضل بن موسى قال: ثنا الأعمش، عن أنس بن مالك قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فمر على شجرة يابسة فضربها بعصا كانت في يده فتناثر الورق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر يساقطن الذنوب كما تساقط هذه الشجرة ورقها»

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم قال: ثنا علي بن أحمد بن النضر قال: ثنا عاصم بن علي، ح. وحدثنا عبد الملك بن الحسن المعدل قال: ثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال: ثنا أحمد بن يونس قالا: ثنا أبو شهاب عبد ربه بن نافع الحناط قال: ثنا الأعمش، عن ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويل للمالك من المملوك، وويل للمملوك من المالك، وويل للشديد من الضعيف، وويل للضعيف من الشديد، وويل للغني من الفقير، وويل للفقير من الغني»

حدثنا عبد الله بن جعفر قال: ثنا إسماعيل بن عبد الله قال: ثنا الحسين بن حفص قال: ثنا أبو مسلم قائد الأعمش، عنه، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا جبريل، هل ترى ربك؟ قال: إن بيني وبينه لسبعين حجابا من نار - أو من نور - لو دنوت من أدناها لاحترقت "

حدثنا عبد الله بن جعفر قال: ثنا إسماعيل بن عبد الله قال: ثنا عمر بن [ص:56] حفص بن غياث قال: ثنا أبي قال: ثنا الأعمش، عن أنس بن مالك قال: توفي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقيل: أبشر بالجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفلا تدرون، فلعله قد تكلم بما لا يعنيه، أو بخل بما لا ينفعه» حديث التسبيح تفرد به الفضل، عن الأعمش، وحديث المملوك تفرد به أبو شهاب، وحديث الحجب تفرد به الحسن، عن أبي مسلم، وهذا الحديث تفرد به عمر، عن أبيه حفص

حدثنا أبو بكر بن مالك قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي ح. وحدثنا أبو بكر الطلحي قال: ثنا عبيد بن غنام قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ح. وحدثنا إبراهيم بن أبي حصين قال: ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: ثنا هارون بن محمد المستملي قالوا: ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، ثنا الأعمش، عن ابن أبي أوفى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج: «هم كلاب أهل النار» يقال: إن هذا الحديث مما خص به الأعمش إسحاق الأزرق، ويذكر أنه مما تفرد به إسحاق، وروي من حديث الثوري، عن الأعمش

حدثنا الحسين بن محمد الزبيري قال: ثنا أبو تراب أحمد بن حمدون الأعمش، ومحمد بن إبراهيم بن مسلم قالا: ثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن ابن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الخوارج كلاب للنار»

حدثنا أبو بكر بن خلاد قال: ثنا الحارث بن أبي أسامة قال: ثنا يحيى بن هشام قال: ثنا الأعمش، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قال الله تعالى: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أزيد، ومن عمل سيئة فمثلها أو أغفر، ومن عمل قراب الأرض خطيئة ثم جاءني لا يشرك بي شيئا جعلت له مثلها مغفرة " هذا حديث صحيح من عوالي حديث الأعمش، رواه الأئمة والناس، عنه

حدثنا عبد الله بن جعفر قال: ثنا يونس بن حبيب قال: ثنا أبو داود قال: ثنا شعبة، عن الأعمش قال: سمعت زيد بن وهب، يحدث، عن عبد الله بن مسعود [ص:57] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها» قلنا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: «أدوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم» صحيح متفق عليه من عوالي حديث الأعمش، رواه الثوري، وزائدة وأبو عوانة، وعبد العزيز بن مسلم، وعيسى بن يونس، وحفص، وجرير، ووكيع، وأبو معاوية في آخرين، عنه

حدثنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة قال: حدثني جدي محمد بن إسحاق بن خزيمة قال: ثنا محمد بن موسى الحرشي قال: ثنا سهيل بن عبد الله قال: سمعت الأعمش، يحدث، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الحافظين إذا نزلا على عبد أو أمة معهما كتاب مختوم، فيكتبان ما يلفظه العبد أو الأمة، فإذا أرادا أن ينهضا قال أحدهما للآخر: فك الكتاب المختوم الذي معك فيفكه، فإذا فيه ما كتب سواء فذلك قوله: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق: 18] غريب من حديث الأعمش، لم نكتبه إلا من حديث الحرشي، عن سهيل

حدثنا عبد الله بن الحسن بن بندار قال: ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ قال: ثنا قبيصة بن عقبة قال: ثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى عليه السلام " صحيح متفق عليه، رواه جرير، ويحيى بن سعيد والناس

حدثنا محمد بن عبد الله الحاسب في جماعة قالوا: ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: ثنا عبيد الله بن عمرو الأموي قال: ثنا طلحة بن زيد، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت له بنت، فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، وأسبغ عليها من نعم الله التي أسبغ عليه، كانت له سترا وحجابا من النار» غريب من [ص:58] حديث الأعمش، تفرد به الأموي، عن طلحة

حدثنا أبو إسحاق بن حمزة - إملاء - قال: ثنا عبد الله بن زيدان قال: ثنا محمد بن عبيد بن ثعلبة الحماني قال: ثنا عمر بن عبيد، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم ودع رجلا فقال: «زودك الله بالتقوى، وغفر ذنبك، ولقاك الخير» غريب من حديث الأعمش، لم نكتبه إلا من حديث عمر بن عبيد عنه

حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن قال: أنبأنا محمد بن غالب تمتام نا سعد بن محمد العوفي نا محمد بن طلحة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تلبسوا الحرير والديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة، فإنها لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة» غريب من حديث الأعمش، لم نكتبه إلا من هذا الوجه

حدثنا أبو بكر بن خلاد قال: ثنا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سابق قال: ثنا إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعان، ولا باللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء»

حدثنا فاروق الخطابي قال: ثنا هشام بن علي السيرافي، قال: ثنا عبد الحميد بن بحر أبو سعيد الكوفي نا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة»

حدثنا أبو الهيثم أحمد بن محمد بن غوث الهمداني قال: ثنا الحسن بن حباش قال: ثنا هارون بن حاتم قال: ثنا يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النظر إلى وجه علي عبادة»

حدثنا سليمان بن أحمد قال: ثنا أحمد بن عبيد الله بن جرير بن جبلة [ص:59] قال: حدثني أبي ثنا بشر بن عبيد الله الدارسي ثنا محمد بن حميد العتكي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجاوزوا للسخي عن ذنبه، فإن الله تعالى يأخذ بيده عند عثرته»

حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن صدقة، ثنا حماد بن الحسن بن عنبسة قال: ثنا حجاج بن نصير ثنا القاسم بن مطيب قال: حدثني الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن نفس المؤمن تخرج رشحا، وإن نفس الكافر تسيل كما تسيل نفس الحمار، وإن المؤمن ليعمل الخطيئة فيشدد بها عليه عند الموت ليكفر بها، وإن الكافر ليعمل الحسنة فيسهل عليه عند الموت ليجزى بها»

حدثنا محمد بن عمر بن سالم قال: ثنا أحمد بن عمرو بن خالد السلفي - وما سمعته إلا منه - ثنا أبي ثنا عبيد الله بن موسى ثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود قال: أصابت فاطمة صبيحة يوم العرس رعدة، فقال: لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا فاطمة، زوجتك سيدا في الدنيا، وإنه في الآخرة لمن الصالحين، يا فاطمة، لما أراد الله تعالى أن أملكك بعلي أمر الله جبريل فقام في السماء الرابعة، فصف الملائكة صفوفا ثم خطب عليهم، فزوجتك من علي، ثم أمر الله شجر الجنان فحملت الحلى والحلل، ثم أمرها فنثرته على الملائكة، فمن أخذ منهم يومئذ شيئا أكثر مما أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة» قالت أم سلمة: لقد كانت فاطمة تفتخر على النساء، لأن أول من خطب عليها جبريل عليه السلام غريب من حديث الثوري، عن الأعمش، وعبيد الله بن موسى، ومن فوقه أعلام ثقات والنظر في حال عمرو بن خالد السلفي

حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات قال: أخبرنا يعلى بن عبيد الله، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجد شرار الناس ذا الوجهين» قال الأعمش: الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه

حدثنا عبد الله بن جعفر قال: ثنا إسماعيل بن عبد الله قال: ثنا عبد الله بن مسلمة قال: ثنا عبد العزيز بن مسلم، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي، وقال: يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار "

حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال: ثنا يعقوب بن أبي يعقوب قال: ثنا عبد الله بن رجاء قال: ثنا زائدة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «انظروا إلى من هو أسفل منكم، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله»

حدثنا أحمد بن جعفر ثنا أحمد بن عصام ثنا روح بن عبادة ثنا شعبة، عن سليمان، عن ذكوان، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا»

حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف ثنا محمد بن زكرياء ثنا عمرو بن مرزوق ثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا توضأ الرجل فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى الصلاة لا يخرجه غيرها فلم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه خطيئة»

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 5- ص: 46

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 5- ص: 46

الأعمش. واسمه سليمان بن مهران. ويكنى أبا محمد الأسدي مولى بني كاهل. وكان ينزل في بني عوف من بني سعد. وكان يصلي في مسجد بني حرام من بني سعد.
قال: أخبرنا وكيع قال: حدثنا الأعمش قال: كان أبي حميلا فمات أخوه فورثه مسروق منه.
قال محمد بن سعد: وقد سمعت من يذكر أن أباه شهد مقتل الحسين بن علي. وكان الأعمش صاحب قرآن وفرائض وعلم بالحديث. وقرأ عليه طلحة بن مصرف القرآن. وكان يقرئ الناس ثم ترك ذاك في آخر عمره. وكان يقرأ القرآن في كل شعبان على الناس في كل يوم شيئا معلوما حين كبر وضعف. ويحضرون مصاحفهم فيعارضونها ويصلحونها على قراءته. وكان أبو حيان التيمي يحضر مصحفا له كان أصح تلك المصاحف فيصلحون على ما فيه أيضا. وكان الأعمش يقرأ قراءة عبد الله بن مسعود. وكان الأعمش قرأ على يحيى بن وثاب. وقرأ يحيى بن وثاب على عبيد بن نضيلة الخزاعي. وقرأ عبيد بن نضيلة على علقمة. وقرأ علقمة على عبد الله.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال: سمعت الأعمش يقول: والله لا تأتون أحدا إلا حملتموه على الكذب. والله ما أعلم من الناس أحدا هو شر منهم.
قال أبو بكر: فأنكرت هذه لأنهم لا يشبعون. قال وذكر أبو بكر حينئذ التدليس.
قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو قال: قال لي إسحاق بن راشد: كان الزهري إذا ذكر أهل العراق ضعف علمهم. قال قلت: إن بالكوفة مولى لبني أسد يروي أربعة آلاف حديث. قال: أربعة آلاف! قال قلت: نعم. إن شئت جئتك ببعض علمه. قال: فجيء به. فأتيته به. قال فجعل يقرأ وأعرف التغيير فيه وقال: والله إن هذا لعلم. ما كنت أرى أحدا يعلم هذا.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا أبو عوانة قال: كانت للأعمش عندي بضاعة فكنت أقول له: ربحت لك كذا وكذا. قال وما حركت بضاعته بعد.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا عمر بن علي المقدمي قال: جاء الحجاج بن أرطأة فاستأذن على الأعمش فقال: قولوا له أبو أرطأة بالباب. قال فقال: أيكتني علي! أيكتني علي! فلم يأذن له.
قال: وقال وكيع. قال الأعمش: كنت إذا اجتمعت أنا وأبو إسحاق جئنا بحديث عبد الله غضا.
قال: وقال سفيان: قيل للأعمش يا أبا محمد ما كان أكبر المعرور! قال: قد أخذت تلقى البدر.
قال سفيان: أتيت الأعمش فقلت إني أقول ما سألت أبا محمد عن شيء إلا أجابني. فقال: يا حسن بن عياش أخبره أنه قد حدث بعده أمر. وقال الأعمش: قال لي رجل جالست الزهري فذكرتك له فقال: أما معك من حديثه شيء؟.
قال سفيان: وكان الأعمش يسألني عن حديث عياض وابن عجلان. وكان سفيان الثوري أعلم الناس بحديث الأعمش. وربما غلط الأعمش فيرده سفيان.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين ووكيع قالا: ولد الأعمش يوم قتل الحسين بن علي بن أبي طالب وذلك يوم عاشوراء في المحرم سنة ستين. وتوفي سنة ثمان
وأربعين ومائة وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وأما يحيى بن عيسى الرملي فقال: ولد الأعمش سنة ثمان وخمسين.
قال: وقال الهيثم بن عدي: ومات سنة سبع وأربعين ومائة.
وقال محمد بن عمر الواقدي والفضل بن دكين: توفي سنة ثمان وأربعين ومائة.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 331

الأعمش سليمان
الأعمش سليمان 2132

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1

الأعمش
سليمان بن مهران

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1

سليمان الأعمش

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 54

سليمان الأعمش

  • مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 1- ص: 1

سليمان الأعمش

  • مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 2- ص: 1

سليمان الأعمش
وهو ابن مهران أبو محمد الكاهلي وكان أصله من دباوند رأى أنس بن مالك يصلي ولم يسمع منه ولم يسمع من ابن أبي أوفى روايته عنه مرسل ولم يسمع من عكرمة روى عن أبي وائل شقيق بن سلمة وزيد بن وهب روى عنه الثوري وشعبة سمعت أبي يقول ذلك حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال سليمان بن مهران الأعمش ثقة حدثنا عبد الرحمن نا أبو أيوب محمد بن إبراهيم بن حبيب الفوراردي نا محمد بن عمرو زنيج قال سمعت جرير بن عبد الحميد قال: ولد الأعمش بدباوند حدثني أبي نا يحيى بن المغيرة قال كان جرير إذا حدث عن الأعمش قال هذا الديباج وهو أستاذ الكوفة حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا منجاب بن الحارث نا شريك عن الأعمش قال: ما كان إبراهيم يسند لأحد الحديث إلا لي لأنه كان يعجبني حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول: الأعمش ثقة يحتج بحديثه حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول: سليمان الأعمش إمام.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 4- ص: 1