سليمان بن عبد الملك سليمان بن عبد الملك بن مروان، أبو ايوب: الخليفة الاموي. ولد في دمشق، وولى الخلافة يوم وفاة اخيه الوليد (سنة 96 هـ) وكان بالرملة، فلم يتخلف عن مبايعته احد، فأطلق الاسرى واخلى السجون وعفا عن المجرمين، واحسن إلى الناس. وكان عاقلا فصيحا طموحا إلى الفتح، جهز جيشا كبيرا وسيره في السفن بقيادة اخيه مسلمة ابن عبد الملك، لحصار القسطنطينية. وفي عهده فتحت جرجان وطبرستان، وكانتا في ايدي الترك. وتوفي في دابق (من ارض قنسرين - بين حلب ومعرة النعمان) وكانت عاصمته دمشق. ومدة خلافته سنتان وثمانية اشهر الا اياما.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 130

أمير المؤمنين الأموي سليمان بن عبد الملك بن مروان. كان من خيار ملوك بني أمية. ولي الخلافة في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين بعد الوليد بالعهد من أبيه. وروى قليلا عن أبيه وعبد الرحمن بن هنيدة. وكانت داره موضع سقاية جيرون. وكان فصيحا مفوها مؤثرا للعدل يحب الغزو. مولده سنة ستين، وتوفي يوم الجمعة عاشر صفر سنة تسع وتسعين للهجرة بمرج دابق، عرضت له سعلة وهو يخطب فنزل وهو محموم فما جاءت الجمعة الأخرى حتى مات، وولي عمر بن عبد العزيز. وكان جميل الوجه، وعزل عمال الحجاج وأخرج من في سجون العراق، وهم بالإقامة في القدس وحج في خلافته سنة سبع وتسعين، وقال لعمر بن عبد العزيز لما رأى الناس في الموسم: أما ترى هذا الخلق الذين لا يحصي عددهم إلا الله تعالى ولا يسع رزقهم غيره، فقال: يا أمير المؤمنين هؤلاء اليوم رعيتك وغدا خصماؤك فبكى بكاء شديدا، ثم قال: بالله أستعين. وكان من الأكلة، قال ابنه: أكل أبي أربعين دجاجة تشوى على النار على صفة الكباب وأكل أربعا وثمانين كلوة بشحومها وثمانين جرذقة، وأتى الطائف فأكل سبعين رمانة وخروفا وست دجاجات وأتي بمكوك زبيب طائفي فأكله أجمع. وقيل إنه كان له بستان فجاءه رجل لضمنه فدفع فيه قدرا من المال، فاستؤذن في ذلك فدخل البستان ليبصره وجعل يأكل من ثماره ثم إنه أذن في ضمانه وقبض المبلغ فلما قيل للضامن: إحمل المال! قال: كان ذلك قبل أن يدخله أمير المؤمنين. وقيل إنه كان إذا رأى الأكلة يتمثل:
#لا لقم إلا دون لقم سالم #يلقم لقما فوق لقم اللاقم وقيل إن سعيد بن خالد بن أسيد القرشي دخل على سليمان، فتمثل سليمان:

وقال له: ما حاجتك؛ قال: ديني، قال: كم هو؟ قال: ثلاثون ألف دينار، فقال: هي لك ووصله بعد. سعيد هذا إذا سأله رجل شيئا ولم يكن عنده شيء قال: ادان علي واكتب علي كتابا. وقال سليمان حين حضره الموت:
#إن بني صبية صغار #أفلح من كان له كبار #إن بني صبية صيفيون #أفلح من كان له ربعيون فقال له عمر بن عبد العزيز قد أفلح من تزكى يا أمير المؤمنين. وقيل إنه جلس في بيت أخضر على وطاء أخضر عليه ثياب خضر، ثم نظر في المرآة فأعجبه شبابه وجماله، فقال: كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيا وكان أبو بكر صديقا وكان عمر فاروقا وكان عثمان حييا وكان معاوية حليما وكان يزيد صبورا وكان عبد الملك سائسا وكان الوليد جبارا وأنا الملك الشاب؛ فما دار عليه الشهر حتى مات. وأنشد المدائني لسليمان بن عبد الملك:
قلت: الأصل في هذا قول الخنساء:
وقال سعيد بن عبد العزيز: إن سليمان ولي وهو إلى الشباب والترفه ما هو؛ فقال لعمر بن عبد العزيز: يا أبا حفص! إنا قد ولينا ما ترى ولم يكن لنا بتدبيره علم، فما رأيت من مصلحة العامة فمر به يكتب! فكان من ذلك عزل عمال الحجاج وإخراج من في سجون العراق وإخراج أعطية العراقيين. ومن ذلك كتابه: إن الصلاة كانت أميتت فأحيوها وردوها إلى وقتها، مع أمور حسنة كان يسمع من عمر بن عبد العزيز فيها. وقدم عليه موسى بن نصير من ناحية المغرب ومسلمة بن عبد الملك، فبينا هو على ذلك إذ جاءه الخبر أن الروم خرجت على ساحل حمص فسبيت امرأة وجماعة، فغضب سليمان وقال: ما هو إلا هذا نغزوهم ويغزوننا والله لأغزونهم غزوة أفتح فيها القسطنطينية أو أموت دون ذلك! فأغزى جماعة أهل الشأم والجزيرة والموصل في البر في نحو مائة وعشرين ألفا، وأغزى أهل مصر وإفريقية في البحر في ألف مركب، وعلى جماعة الناس مسلمة ابن عبد الملك وأغزى داود بن سليمان في جماعة من أهل بيته وقدم سليمان إلى دمشق ومضى حتى نزل دابق فأمضى البعث وأقام بها. وقال عبد الغني: وسمي سليمان بن عبد الملك مفتاح الخير لأنه استخلف عمر بن عبد العزيز. وقال ابن سيرين: رحم الله سليمان بن عبد الملك افتتح خلافته بخير وختمها بخير: إفتتح خلافته بإحياء الصلاة لمواقيتها وختمها بأن استخلف عمر بن عبد العزيز. وكان لسليمان بن عبد الملك عدة أولاد منهم أيوب وداود وعبد الواحد ويزيد وإبراهيم ويحيى وعبد الله والقاسم وسعيد ومحمد وعمر وعبد الرحمن وأم أيوب.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0

سليمان بن عبد الملك بن مروان الأموي ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية، الخليفة، أبو أيوب القرشي، الأموي.
بويع بعد أخيه الوليد سنة ست وتسعين.
وكان له دار كبيرة مكان طهارة جيرون، وأخرى أنشأها للخلافة بدرب محرز، وعمل لها قبة شاهقة صفراء.
وكان دينا، فصيحا، مفوها، عادلا، محبا للغزو.
يقال: نشأ بالبادية.
مات: بذات الجنب.
ونقش خاتمه: أومن بالله مخلصا.
وأمه وأم الوليد هي: ولادة
بنت العباس بن حزن العبسية.
ولسليمان من البنين: يزيد، وقاسم، وسعيد، ويحيى، وعبيد الله، وعبد الواحد، والحارث، وغيرهم.
جهز جيوشه مع أخيه مسلمة برا وبحرا لمنازلة القسطنطينية، فحاصرها مدة حتى صالحوا على بناء مسجدها.
وكان أبيض، كبير الوجه، مقرون الحاجب، جميلا، له شعر يضرب منكبيه، عاش تسعا وثلاثين سنة، قسم أموالا عظيمة، ونظر في أمر الرعية، وكان لا بأس به، وكان يستعين في أمر الرعية بعمر بن عبد العزيز، وعزل عمال الحجاج، وكتب: إن الصلاة كانت قد أميتت، فأحيوها بوقتها.
وهم بالإقامة ببيت المقدس، ثم نزل قنسرين للرباط، وحج في خلافته.
وقيل: رأى بالموسم الخلق، فقال لعمر بن عبد العزيز: أما ترى هذا الخلق الذين لا يحصيهم إلا الله، ولا يسع رزقهم غيره؟!
قال: يا أمير المؤمنين، هؤلاء اليوم رعيتك، وهم غدا خصماؤك.
فبكى، وقال: بالله أستعين.
وعن ابن سيرين، قال: يرحم الله سليمان، افتتح خلافته بإحياء الصلاة، واختتمها باستخلافه عمر.
وكان سليمان ينهى الناس عن الغناء.
وكان من الأكلة، حتى قيل: إنه أكل مرة أربعين دجاجة.
وقيل: أكل مرة خروفا وست دجاجات، وسبعين رمانة، ثم أتي بمكوك زبيب طائفي، فأكله.
ولما مرض بدابق، قال لرجاء بن حيوة الكندي: من لهذا الأمر؟
قال: ابنك غائب.
قال: فالآخر؟
قال: صغير.
قال: فمن ترى؟
قال: عمر بن عبد العزيز.
قال: أتخوف إخوتي.
قال: ول عمر، ثم من بعده يزيد بن عبد الملك، وتكتب كتابا، وتختمه، وتدعوهم إلى بيعة من فيه.
قال: لقد رأيت.
وكتب العهد، وجمع الشرط، وقال: من أبى البيعة، فاقتلوه.
وفعل ذلك، وتم.
ثم كفن سليمان في عاشر صفر، سنة تسع وتسعين، وصلى عليه: عمر بن عبد العزيز.
وقيل: عاش أربعين سنة، وخلافته سنتان وتسعة أشهر وعشرون يوما - عفا الله عنه -.
في آل مروان نصب ظاهر سوى عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-.
أخوه عبد الله بن عبد الملك الأمير ولي الديار المصرية بعد عبد العزيز بن مروان إلى أن صرف بقرة بن شريك سنة تسعين.
وولي غزو الروم، فأنشأ مدينة المصيصة، وله دار بدمشق.
قيل: مات بسر بن سعيد الفقيه، فما ترك كفنا، ومات سنة مائة عبد الله هذا، فخلف ثمانين مد ذهب.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 444

سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، القرشي، الأموي.
قال أبو إبراهيم السراج، إسماعيل: أخبرنا أبو سلمة، يوسف بن يعقوب الماجشون؛ فرض لي سليمان بن عبد الملك، وقد أتى علي سنتان، أو نحوها، وولي سليمان سنة ست وتسعين، وولي عمر بن عبد العزيز في صفر سنة تسع وتسعين.
وهو أخو سعيد، ومحمد، ويزيد، وهشام، والوليد، ومسلمة.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 4- ص: 1

سليمان بن عبد الملك بن مروان القرشي الشامي
روى عن... روى عنه الزهري سمعت أبي يقول ذلك.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 4- ص: 1